السلام ما بعد التغيير واتساع دائرة الصراع العربي الاسرائيلي

 

شبكة النبأ: تعاني كل من اسرائيل وفلسطيم حالة من المد والجزر في تنفيذ العمليات العسكرية، فقد أكدت الضربات التي تعرض لها قطاع غزة وكذلك  التفجير الانتحاري في القدس مخاوف من أن العنف بين الاسرائيليين والفلسطينيين اخذ في التصاعد مرة أخرى بعد نحو عامين من الهدوء النسبي.

وبعد تجاهل الصراع الدائر بين الفلسطينيين والاسرائيليين فعليا طوال ثلاثة أشهر من الاضطرابات التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط بأسرها عاد الصراع سريعا الى دائرته المعتادة من الهجمات الدموية والهجمات الثأرية والمضادة.

ويعتقد محللون سياسيون ليس هناك صلة واضحة بين هذا التصاعد المفاجيء في العنف والثورات التي شهدتها تونس ومصر واليمن والبحرين والصراع والتدخل العسكري في ليبيا.

وقال دبلوماسيون غربيون انهم لم يتمكنوا من أن يحددوا بثقة أي عامل تسبب في تصاعد العنف مرة أخرى.

لكن مسؤولين اسرائيليين وفلسطينيين كبارا ودبلوماسيين غربيين حذروا جميعا في الشهور الاخيرة من أنه بدون عملية سلام حقيقية ووجود أمل في اقامة دولة فلسطينية فان العنف سيملا هذا الفراغ حتما. وتوقفت محادثات السلام منذ سبتمبر أيلول من العام الماضي.

وضربت الصواريخ الفلسطينية التي أطلقت من غزة مدينتين داخل عمق اسرائيل مما أسفر عن اصابة أحد السكان ودفعت رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الى التهديد بتبادل للضربات لفترة طويلة مع قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الاسلامية حماس.

وجاءت الهجمات على بئر السبع وأسدود الاربعاء عقب تصعيد في القصف بين اسرائيل ومقاتلي حماس في القطاع والذي قتلت خلاله اسرائيل يوم الثلاثاء أربعة مدنيين فلسطينيين وخمسة نشطاء.

كما انفجرت قنبلة قرب محطة للحافلات في حي يهودي بوسط القدس مما أسفر عن مقتل امرأة واصابة 30 شخصا. وقالت الشرطة انه هجوم ارهابي هو الاول في القدس منذ سبع سنوات.

وفي أوج الانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت عام 2000 واستمرت خمس سنوات نفذ نشطاء فلسطينيون العشرات من التفجيرات في القدس التي كانت كثيرا ما تسفر عن سقوط قتلى.

ولم تعلن أي جهة على الفور مسؤوليتها عن هجوم القدس بشكل يربط بين الهجوم وسقوط قتلى في غزة التي أعلنت فيها حماس حالة الطواريء وشملت اخلاء كل المجمعات الامنية تحسبا لحدوث هجمات جوية اسرائيلية.

وفي الضفة الغربية أدان رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض  العملية الارهابية التي وقعت في القدس قائلا ان مثل هذه الممارسات تضر بالقضية الفلسطينية وتتعارض مع سعي الشعب الفلسطيني المشروع لنيل حريته بالوسائل السلمية.

وأبدى نتنياهو أسفه على مقتل أربعة مدنيين فلسطينيين في غزة بالنيران الاسرائيلية وقال ان اسرائيل لا تسعى للتصعيد. لكن أعضاء اخرين في حكومته قالوا انه ربما تكون هناك حاجة لهجوم أوسع نطاقا على غزة للحد من الهجمات التي يقوم بها النشطاء.

وأسفرت حرب شنتها اسرائيل على غزة طيلة ثلاثة أسابيع في أوائل عام 2009 عن مقتل نحو 1400 فلسطيني أغلبهم من المدنيين مما أثار انتقادات دولية شديدة.

ولم تتوقف الهجمات بالصواريخ وقذائف المورتر التي يشنها النشطاء تماما بعد الحرب لكنها كانت تحدث بمعدل أقل كثيرا وحتى مطلع الاسبوع عندما وقعت عشرات الانفجارات في جنوب اسرائيل وردت الطائرات والمدفعية الاسرائيلية.

وقال نتنياهو أمام البرلمان لا يوجد بلد على استعداد ان يتحمل طويلا اطلاق الصواريخ على مدنه ومدنييه وبالطبع دولة اسرائيل ليست مستعدة لذلك.

ولمس اسرائيليون خلال الشهرين الماضيين أمرا مستحدثا هو خروج الصراع في الشرق الاوسط عن دائرة الضوء في الوقت الذي ينشغل فيه العالم أجمع بالاحتجاجات التي تجتاح الدول العربية.

لكن طعن أسرة من المستوطنين الاسرائيليين حتى الموت في الضفة الغربية في أوائل مارس اذار كانت بمثابة تذكرة للاسرائيليين بأن العنف يقبع تحت السطح مباشرة لاتفاق السلام المؤقت الهش الذي أبرموه مع الفلسطينيين والذي سرى منذ عام 1993 .

ويعتقد بعض المحللين أن الاندلاع المفاجيء للهجمات الصاروخية من غزة في مطلع الاسبوع كان يهدف الى افساد محاولة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس لرأب الصدع بين حماس وحركة فتح التي يتزعمها.

وقبل عباس هذا الشهر عرض حماس باجراء محادثات مصالحة وجها لوجه في قطاع غزة بعد تجمع نحو 100 ألف فلسطيني أعربوا عن استيائهم من استمرار الانشقاق الفلسطيني وأبدوا رغبتهم في الوحدة.

وأدى التصاعد السريع في التوترات خلال أيام قليلة الى جعل زيارة عباس لقطاع غزة الذي تحاصره اسرائيل مستحيلة وربما يكون قد وضع مسألة المصالحة في المؤخرة.

ومن ناحية أخرى يقول محللون ان هذه ربما تكون طريقة الاسلاميين في اثبات أن حماس وليست فتح هي المدافع الحقيقي عن الشعب الفلسطيني وأنها مستعدة لمواجهة اسرائيل وأنها يجب أن تؤتمن على قيادة الحركة الوطنية.

ويتوجس اسلاميون من موجة من الاحتجاجات الشعبية التي تجتاح الدول العربية ويحاولون احتواء والتعامل مع أي تجليات محلية للمطلب العام بتغيير السياسة لكنها في الوقت ذاته تقمع اي هجوم على زعامتها في غزة.

ويعتقد طلال عوكل وهو محلل سياسي في غزة أن تصعيد حماس للعنف خطوة محسوبة.

وقال عندما تأتي حماس وسط حالة من الهدوء التام وتعلن عن اطلاقها أكثر من 40 قذيفة مورتر يصبح واضحا أن حماس تحاول التستر على أزمة نتجت عن حركة الشبان في الشوارع ومبادرة عباس وزيارته المحتملة لغزة.

وقال سيلفان شالوم نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي أمس ان حماس فتحت جبهة جديدة مع اسرائيل لمنع أي محاولة للحوار بين الفلسطينيين أو لكي تأتي الى المفاوضات الفلسطينية الفلسطينية بموقف أقوى كثيرا.

تصاعد العنف

من جهة أخرى يقول مراقبون ان محاولة فاشلة لتخفيف حدة خلاف داخل حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية حماس هي السبب وراء وابل من قذائف المورتر أطلقته الحركة على اسرائيل منذ بضعة أيام مما أدى الى تصاعد القتال.

ولو كانت هذه خدعة فانها لم تنفذ كما ينبغي على الاطلاق. وقتل عشرة أشخاص في دائرة العنف ويخشى البعض من الجانبين من اندلاع حرب جديدة ما لم يتم احتواء الموقف.

أطلق نشطاء فلسطينيون مزيدا من الصواريخ وشنت اسرائيل المزيد من الغارات الجوية على قطاع غزة ولم تظهر اي بوادر على توقف العنف. وعقدت الان كل من حماس واسرائيل العزم على وضع نهاية لهذا. وتوعدت كل منهما بأنها لن تتراجع في وجه الاعتداء لكنهما أوضحتا أنهما لا تريدان تصعيد دائرة الهجوم والانتقام لتتحول الى صراع كبير. وحذر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن اسرائيل ستتحرك ضد اي جماعات قال انها تختبر ارادة اسرائيل في الدفاع عن نفسها. بحسب رويترز.

وقال اسرائيل ستتحرك بقوة ومسؤولية وحكمة للحفاظ على الهدوء والامن اللذين سادا هنا خلال العامين الماضيين.

وقال متحدث باسم حركة حماس ان الحركة تسعى الى تهدئة العنف الذي تصاعد في الآونة الاخيرة لحماية الاستقرار والعمل على اعادة الظروف التي كانت سائدة على الارض.

ولا تسبب معظم الصواريخ التي تطلق من غزة على اسرائيل سوى مجرد ضرر مادي. لكن اذا قتل أحدها أسرة اسرائيلية فلن يكون هناك مفر من شن الحرب على حماس.

وفي العامين التاليين للحرب التي شنتها اسرائيل على غزة اواخر عام 2008 واوائل عام 2009 وأسفرت عن سقوط 1400 قتيل فلسطيني غالبيتهم مدنيون حاولت حماس تجنب مذبحة أخرى في معقلها من خلال كبح جماح فصائل اسلامية متشددة صغيرة تواصل اطلاق الصواريخ على اسرائيل رغم كل شيء.

غير أن حماس في مطلع هذا الاسبوع لم تطلق عشرات من قذائف المورتر على اسرائيل فحسب بل ايضا أعلنت مسؤوليتها.

وقالت للفلسطينيين انها تنتقم لقتل اسرائيل شابين فلسطينيين حاولا التسلل الاسبوع الماضي لكنها قالت ايضا انها تريد أن تجنب الشعب المواجهة العسكرية.

ويعتقد مراقبون في غزة ان حماس لديها دافع آخر مرتبط بانقسام داخل قيادتها بشأن مطالب الشارع الفلسطيني في الاونة الاخيرة بالمصالحة مع حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس وتجنح للسلام مع اسرائيل.

ويتجاهل الغرب حركة حماس بوصفها جماعة ارهابية ولا تعترف الحركة باسرائيل وتعتبر المقاومة المسلحة واجبا.

وتفجرت أزمتها الداخلية هذا الشهر بعد أن نظم عشرات الالاف من الفلسطينيين تجمعات حاشدة للمطالبة بانهاء الخلاف مع حركة فتح الذي يعتقد كثيرون أنه يستنزف تطلعات الفلسطينيين للاستقلال واقامة دولتهم.

وخلال حديث اسماعيل هنية القيادي بحركة حماس في غزة امام الحشود وجه الدعوة الى عباس زعيم حركة فتح المنافسة لاجراء محادثات للمصالحة على مستوى رفيع في غزة.

وربما لم يكن هذا التصريح مخططا له مسبقا فوجه هنية الدعوة فيما يبدو دون التشاور مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل الذي يعيش في العاصمة السورية دمشق.

ويقول المحلل السياسي هاني حبيب ومحلل اخر هو أكاديمي في غزة متخصص في شؤون الحركات الاٍسلامية طلب عدم نشر اسمه انه لم يكن هناك توافق داخل حركة حماس على المبادرة التي طرحها هنية والتي أثارت جدلا داخليا حادا.

ولو كان هدف هنية هو المراوغة وحسب فقد فاجأه عباس وعقد المشكلة لحماس حين قبل الدعوة فورا.

ويقول المحللان انه في حين أن من الصعب أن تتراجع حماس عن الدعوة فانه تم الاتفاق بعد مشاورات على وضع "شروط أمنية" تجعل زيارة عباس مستحيلة.

ويضيف المحللان أن سيناريو الاشتباك المحدود والقابل للاحتواء مع اسرائيل خرج عن السيطرة حين دخلت في المشهد جماعات متشددة اخرى وهو ما يهدد بأن تتطور الاحداث بشكل سيء جدا.

وسيطرت قوات حركة حماس على قطاع غزة عام 2007 بعد أن أطاحت بالقوات الموالية لعباس. والحركة الوطنية الفلسطينية منقسمة الان جغرافيا وايديولوجيا بين الاسلاميين في قطاع غزة وحركة فتح في الضفة الغربية المحتلة.

وتدعم ايران وسوريا عدوتا اسرائيل اللدودتان حركة حماس. وتقول اسرائيل ان دمشق وطهران استخدمتا الحركة بالوكالة لاثارة الاضطرابات.

لكن الحركة الاسلامية أظهرت أيضا أنها تستطيع أن تتصرف بحكمة بشأن كيفية اظهار مقاومتها لاسرائيل دون الاستفزاز المتهور لعدوتها التي تملك أفضل وأحدث الاسلحة مثلما تبدي بعض الجماعات الناشطة الاصغر في غزة استعدادا لهذا.

ويقول حبيب ان حماس حسبت أن اطلاق القذائف على أراض اسرائيلية خالية سيزيد التوترات بدرجة تكفي لتنحية مسألة المصالحة جانبا دون المجازفة بانتقام اسرائيلي من العيار الثقيل.

وقال انه حين انتهكت حماس فجأة التهدئة التي تنتهجها منذ عامين وأعلنت المسؤولية عن اطلاق صواريخ فان هذا لم ينطل على أحد في غزة وفهم الناس أن حماس تريد التغطية على أزمتها الداخلية.

وأضاف أنه كان من الواضح أن هجمات حماس استهدفت مناطق خالية حتى لا تثير رد فعل اسرائيليا قاسيا. لكن حين انضمت جماعة أخرى لم تجر الحسابات كما كان مخططا لها.

ويقول حبيب ان حركة الجهاد الاسلامي وجدت فرصة في اطلاق حماس القذائف لتنفذ هي عملياتها. لكن بدلا من اطلاق قذائف مورتر على ارض فضاء أطلقت صواريخ طويلة المدى على اسدود وبئر السبع.

وفي الغارات الجوية الانتقامية التي تبعت هذا قتل خمسة نشطاء من حركة الجهاد الاسلامي فضلا عن أربعة مدنيين من غزة قتلوا بطريق الخطأ في عمل عسكري اسرائيلي جرى في وقت سابق.

استطلاع: تصاعد الضغوط

وافاد استطلاع للرأي ان غالبية الاسرائيليين يتوقعون تصاعدا للضغوط الدولية على اسرائيل للتوصل الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين عقب التغييرات التي يشهدها العالم العربي.

واشارت نتائج الاستطلاع الذي اجراه معهد مستقل ان 55% من الاسرائيليين المستطلعين يتوقعون ضغوطا دولية متزايدة فيما يرى 34% منهم عكس ذلك و11% لم يعلقوا على الموضوع.

واجري هذا الاستطلاع على عينة تمثيلية من 500 شخص مع هامش خطأ يبلغ 4,5%. وخلال لقاء مع المجموعة البرلمانية لحزبه (الليكود)، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو قبل ايام انه يخشى عزلة اسرائيل على الساحة الدولية. بحسب فرانس برس.

وبحسب تسريبات لاوساطه، فإن نتانياهو ينوي خلال الاشهر المقبلة تقديم مبادرة دبلوماسية باتجاه الفلسطينيين قد تفشل نتيجة رفضه تجميد الاستيطان.

وقد ظهرت عزلة اسرائيل في 18 شباط/فبراير في ممارسة الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن الدولي على مشروع قرار عربي يعتبر الاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة غير شرعي ويطالب بوقفه. وقد صوت الاعضاء ال14 الاخرون في المجلس بينهم الاوروبيون لصالح هذا القرار.

الى ذلك، تواجه اسرائيل سلسلة اعترافات دولية بالدولة الفلسطينية خصوصا من بلدان اميركا اللاتينية.

رفع مستوى التثميل

وفي الجانب الدبلوماسي فقد اعلنت وزارة الخارجية البريطانية ان قرار لندن رفع التمثيل الفلسطيني في لندن الى مستوى بعثة هو اعتراف بالانجازات التي حققتها السلطة الفلسطينية من اجل اقامة دولة قابلة للحياة.

وقالت الوزارة في بيان ان قرار رفع مستوى التمثيل الفلسطيني هو اعتراف بالخطوات التي حققتها السلطة الفلسطينية في مشروعها اقامة دولة وبانجازاتها بالنسبة لتعهداتها الواردة في خريطة الطريق.

واصدرت الوزارة بيانها هذا قبيل لقاء بين وزير الخارجية البريطانية وليام هيغ ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي يقوم حاليا بزيارة الى لندن.

وكان هيغ اعلن ان بريطانيا سترفع التمثيل الفلسطيني في لندن من مستوى مندوبية الى بعثة.

وقال هيغ امام مجلس العموم اخذا بعين الاعتبار اهمية المساعدة التي نقدمها الى السلطة الفلسطينية، والعمل الذي نقوم به معها، سنحذو حذو دول اخرى ونرفع مستوى التمثيل الفلسطيني من مندوبية الى بعثة. حسب فرانس برس

وحسب الهرمية الدبلوماسية فان مستوى البعثة يأتي مباشرة خلف مستوى السفارة. وتحذو بريطانيا بذلك حذو دول اخرى كثيرة بينها فرنسا واسبانيا وايرلندا والبرتغال.

واثر لقاء عباس وهيغ عقد الرجلان مؤتمرا صحافيا مشتركا اكد فيه الوزير البريطاني ان رفع مستوى البعثة الفلسطينية لا يعني اعترافا بالدولة الفلسطينية بل هو خطوة الى الامام.

واضاف ان المملكة المتحدة تواصل دعم قيام دولة فلسطينية ذات سيادة وحرة، تعيش الى جنب دولة اسرائيلية تتمتع بالامن والسلام مع جيرانها، داعيا الى استئناف المفاوضات بصورة عاجلة، على اسس واضحة بينها حدود 1967. وقال سنعمل مع جميع الاطراف لحثهم على تحقيق اختراق حاسم في 2011.

ومفاوضات السلام الفلسطينية-الاسرائيلية مجمدة حاليا. ومن المقرر ان تجتمع اللجنة الرباعية الدولية من اجل الشرق الاوسط (الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة) في باريس اواخر اذار/مارس الجاري في محاولة لاعادة احياء هذه المفاوضات.

وبالنسبة الى هذه النقطة شدد عباس خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع هيغ على ضرورة اجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في الاراضي الفلسطينية قبل ايلول/سبتمبر. وقال "من دون هذا لا يمكننا التوصل الى حل سلمي.

وعلق هيغ على موضوع الانتخابات الفلسطينية منددا برفض حركة حماس، التي تسيطر على قطاع غزة، اجراء الانتخابات، وداعيا اياها الى عدم منع الشعب الفلسطيني من التعبير عن رأيه ديموقراطيا.

كتابة على العملة

وفي ظل معاناة الاحتلال وعوامل التخلص منه فقد بدأت مجموعة من الشبان الفلسطينيين حملة لانهاء الاحتلال الاسرائيلي من خلال الكتابة على الشيقل الاسرائيلي، العملة الرئيسية التي يتعامل بها الفلسطينيون.

وقالت الشابة دينا جابر 23 عاماان الفكرة بدأت من خلال لقاء مجموعة شبابية على صفحات فيسبوك وتم طرح فكرة التعبئة خلف شعار يللا ننهي الاحتلال وجاءت فكرة ان يكون ذلك من خلال كتابة عبارة فري بالستاين فلسطين حرة) على العملة الورقية الاسرائيلية.

واعلنت المجموعة عن اطلاق حملتها رسميا الاثنين في مؤتمر صحافي في رام الله الضفة الغربية. لكن هذه الفكرة قوبلت بالحذر من جمعية المصارف الفلسطينية العاملة في الاراضي الفلسطينية، التي قالت في اعلان في الصحف الرسمية ان هذه الخطوة قد يكون لها اثر سلبي على الاقتصاد الوطني الفلسطيني.

واضافت الجمعية في البيان انها تلفت انتباه المواطنين الى عدم تمكن البنوك العاملة في فلسطين من قبول اي عملة ورقية مكتوب عليها اي شعار بسبب عدم القدرة على تداول تلك العملات في مع البنوك الاسرائيلية. بحسب فرانس برس.

واثار بيان جمعية البنوك حفيظة الشبان اصحاب الفكرة، الامر الذي دفعهم للاجتماع حتى فجر الاثنين وخرجوا بحل ان يتم كتابة الشعار على لاصق يوضع على العملة ولا يؤثر فيها.

وقالت دينا ان ما يهمنا في حملتنا هو ايصال الرسالة الى الاسرائيليين والعالم اجمع، بغض النظر عن النسبة التي تصلها رسالتنا والتي تعبر عن رغبتنا في انهاء الاحتلال. واضافت  نتابع الاعلام الاسرائيلي ونعتقد ان الرسالة بدأت تصل باننا نريد انهاء الاحتلال الاسرائيلي وبطريقة سلمية.

ويتعامل الفلسطينيون في الاراضي الفلسطينية في العملة الاسرائيلية بشكل رئيسي، اضافة الى الدينار والدولار، في وقت لا زالوا يفتقدون عملتهم الفلسطينية الخاصة. وكان رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، اعلن سابقا ان غياب العملة الفلسطينية لا يعتبر اشكالية تعيق امكانية قيام الدولة الفلسطينية.

خطة سلام مؤقتة

من جهته رفض الفلسطينيون أي محاولة من جانب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لاتخاذ خطوات مؤقتة نحو السلام الان بعد تجميد المفاوضات التي ترعاها الولايات المتحدة.

وقال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان نتنياهو يحاول التهرب من التزاماته ازاء عملية السلام من خلال الحديث عن اقتراحات جديدة. وكان مسؤول اسرائيلي قد قال ان نتنياهو يعد خطة لتوجه تدريجي يهدف الى احداث انفراج في المساعي الدبلوماسية المتعثرة مع الفلسطينيين.

ونقل عن وزير الدفاع ايهود باراك قوله في حديث لوول ستريت جورنال ان نتنياهو قد يقترح اقامة دولة فلسطينية بحدود مؤقتة وهي فكرة يرفضها الزعماء الفلسطينيون. وأضاف أبو ردينة اذا كان جادا فليوقف المستوطنات ويبدأ المفاوضات على الفور. حسب رويترز

وبدأت مفاوضات السلام المباشرة في واشنطن في سبتمبر أيلول ثم جمدت بعدها بأسابيع عندما رفض نتنياهو تمديد وقف جزئي للنشاط الاستيطاني في الضفة الغربية. واتهم نتنياهو الفلسطينيين بوضع شروط مسبقة للتفاوض. ويقول الفلسطينيون ان المستوطنات التي قضت محكمة العدل الدولية بأنها غير قانونية تحول دون اقامة دولة قابلة للحياة.

وأضاف أبو ردينة أن أي محادثات تجرى لا بد أن تركز على اقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967. وأضاف أي خطة أخرى هدفها.. اضاعة الوقت.

وفي علامة أخرى على عمق الخلافات بين الفلسطينيين واسرائيل أكد نتنياهو في زيارة لغور الاردن في الضفة الغربية أن اسرائيل تعتزم ابقاء قواتها في غور الاردن في ظل أي تسوية سلمية. وقال للصحفيين حدودنا الامنية هنا على (نهر) الاردن.

وأشار رئيس الوزراء اليميني الى الاضطرابات التي تجتاح الشرق الاوسط وما أحدثته من زلزال سياسي وأمني على حد تعبيره وقال ان اسرائيل تحتاج أكثر من أي وقت مضى أن تضمن بقاء أسس أمنية قوية في مكانها.

ورفض زعماء فلسطينيون طلب نتنياهو بأن يتضمن اتفاق السلام وجودا طويل الامد للجيش الاسرائيلي على الحدود الشرقية للدولة التي يأملون اقامتها في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وقال نتنياهو ان ارهابيين وصواريخ وقذائف قد تدخل الضفة الغربية وتهدد اسرائيل اذا انتهك الخط الامني عند نهر الاردن.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 3/نيسان/2011 - 28/ربيع الثاني/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م