قبرص الخليج وحرب الضفاف الملتهبة

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: ما جرى في البحرين له الكثير من اوجه الشبه مع جزيرة قبرص، خصوصا فيما يتعلق بتعرض القبارصة المسلمين الى هجمة شرسة من قبل القبارصة اليونانيين الذي كانوا يهيمنون على السلطة هناك، في سبعينيات القرن الماضي، الا ان تواجد الاسطول الامريكي الخامس كان حاجزا قويا منع من تكرار السيناريو القبرصي في البحرين، وحال دون تدخل القوات الايرانية بعد اجتياح الجيش السعودي لتلك الدولة الخليجية، لقمع المحتجين الشيعة الذين يمثلون الاغلبية المطلقة.

ويرى اغلب المحللين ان الخطوة السعودية تسببت في غليان شعبي ورسمي غير مسبوق في المنطقة، يمهد الى صراع طائفي متمدد وغير محسوب العواقب، كما لوحت له وزيرة الخارجية الامريكية في ابرز تصريحاتها الاخيرة، فيما تجلى ذلك من خلال الموقف المعلن لحكومتي العراق وايران، اللذان يمثلان حجرا الزاوية على ضفاف الخليج، الى جانب ردود فعل شاجبه صدرت من بعض شعوب المنطقة.

الحريق الهائل

حيث يرى الكاتب البريطانى البارز جون برادلى فى مقالة بصحيفة الديلى ميل، أن الصراع الدامى بين المسلمين الشيعة والسنة فى البحرين يهدد بإثارة صراع أكبر تشهده منطقة الشرق الأوسط بين المملكة العربية السعودية وإيران.

فالآثار المترتبة على تفاقم العداء بين الجانبين يمثل كابوس للمنطقة التى ترزح تحت وطأة الإضطرابات وسفك الدماء والانهيار الاقتصادي، فما كان يعتبر قبل بضعة أسابيع معركة بين الحرية والاستبداد قد ينزلق إلى اشتباك بين الأيديولوجيتين الذين ينحدرا من الإسلام.

وترجع جذور العداء بين الشيعة والسنة إلى الدسائس السياسية التى وقعت فى العالم الإسلامى فى القرن الـ 7، وليس للخلافات العقائدية، وفق الكاتب.

وعلى الرغم من أن 10 إلى 15% من سكان العالم الإسلامى من الشيعة، إلا أنهم يتركزون فى مناطق حيوية، فحوالى 85% من سكان إيران شيعة، ورغم أن البحرين يحكمها السنة إلا أن 70% من سكانها شيعة.

فيما تعتبر النسبة متساوية بين الإتجاهين فى اليمن، ورغم أن السنة يشكلون 85% من سكان المملكة العربية السعودية إلا أن الشيعة هم الغالبية فى المنطقة الشرقية التى يتركز بها حقول النفط.

ويتوقع برادلى أن نشهد تكرار العاصفة التى اجتاحت العالم بعد الثورة الإيرانية عام 1979، حينما أطاح الشيعة بحكم الشاه ودعا وقتها آية الله الخمينى إلى الإطاحة بالديكتاتوريات والممالك السنية فى جميع أنحاء المنطقة.

وهناك صدى يقشعر له الأبدان فى العالم العربى لهذه الموجة، فالنظام الإيرانى يدعم بصخب الشيعة الثائرة فى البحرين ويشجع الإضطرابات بالمنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، وفى ردها على ذلك، تحاول القيادة السنية بالسعودية سحق أى شرارة تمرد من قبل الشيعة فى البحرين. ويؤكد برادلى أننا نشهد المراحل الأولى من حريق هائل بين متشددى الوهابية بالسعودية ومتعصبى الشيعة بإيران.

جر المنطقة الى حرب

الى ذلك قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان طبيعة وخلفية المظاهرات التي جرت في البحرين تختلف في طبيعتها عن تلك التي شهدتها مصر او التي تجري حاليا في ليبيا محذرا من ان تؤدي احداث البحرين الى اشعال حرب طائفية في المنطقة.

وقال المالكي في مقابلة مع تلفزيون بي.بي.سي العربي اجريت يوم الخميس وبثت يوم الجمعة ان الموقف "في البحرين يختلف عنه في ليبيا وفي مصر".

واضاف "في مصر وليبيا القضية ليست طائفية لكن في البحرين اصبحت القضية بين سنة وشيعة."

وقال المالكي وهو شيعي ان "دخول قوات من دول عربية مصنفة سنية الى جانب الحكومة السنية في البحرين وضع الشيعة امام حالة وكأنها عملية حشد سني ضد الشيعة." وهذه اول مرة يعلق فيها المالكي بشكل علني على الاحداث التي شهدتها البحرين.

وكان مكتب المالكي قد نقل عنه منتصف مارس اذار قوله خلال استقباله الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي اكمل الدين احسان اوغلو ان دخول قوات سعودية الى البحرين " سيسهم في تعقيد الاوضاع في المنطقة بصورة كبيرة بدل حلها وقد يؤدي الى تأجيج العنف الطائفي."

وشهدت البحرين في الايام الماضية احتجاجات واسعة تخللتها عمليات عنف راح ضحيتها عدد من القتلى والجرحى بعد قيام مواطنين شيعة بالتظاهر مطالبين حكومة البحرين السنية باجراء اصلاحات سياسية.

واثر استمرار الاحتجاجات قامت حكومة البحرين باستدعاء قوات من السعودية للمساعدة في كبح جماح المتظاهرين واعتقال قادة تلك الاحتجاجات وهو تطور اثار حفيظة الشيعة في المنطقة وخصوصا في ايران ولبنان حيث ندد المتظاهرون بدخول قوات سعودية وخليجية للبحرين. بحسب رويترز.

وفي العراق تظاهر الاف من الشيعة في مناطق عديدة في بغداد وعدد اخر من المحافظات منددين بهذا العمل ومرددين شعارات تستنكر دخول قوات سعودية الى البحرين.

وقال المالكي " لهذا حذرنا منها (التدخل) وقلنا ان هذه حالة خطيرة." ورفض المالكي اعتبار الموقف العراقي تدخلا في الشأن البحريني وحذر من ان الاحداث في البحرين قد تؤدي الى اشعال حرب طائفية في المنطقة. وقال "من هذا الجانب نقول ان البحرين يختلف عن غيره وهذا ليس تدخلا في الشؤون (البحرينية). المنطقة قد تنجر الى حرب طائفية. لا نريد للمنطقة ان تشتعل بها نيران التخندق الطائفي."

ودعا المالكي الى حل سريع للازمة في البحرين وقال " هذه (القضية) ستكون اشبه بكرة الثلج.. كلما اهملت كلما كبرت." ورفض المالكي ربط الموقف العراقي المؤيد للمظاهرات في البحرين بالموقف الايراني وقال "هذه شماعة يراد منها دائما القول ان هذا هو موقف ايران."

خامنئي يهاجم السعودية

فيما وجه المرشد الإيراني، علي خامنئي، انتقادات حادة ومباشرة للسعودية، متهماً إياها بالتدخل العسكري في البحرين تحت غطاء قوات "درع الجزيرة،" وسعى خامنئي لنفي البعد الطائفي عن تحرك المعارضة البحرينية، مشيراً إلى أن بلاده لا تدعم الشيعة في البحرين لأسباب مذهبية، بدليل أنها تدعم القضية الفلسطينية على حد تعبيره.

وقال خامنئي، في كلمة ألقاها بمدينة مشهد في احتفالات عيد رأس السنة الفارسية "نوروز،" إن إيران "تقف إلى جانب ثورة الليبيين وترفض القمع" الذي يمارسه نظام العقيد معمر القذافي، ولم يفته انتقاد أمريكا التي قال إنها دافعت عن القذافي "حتى اللحظة الأخيرة ثم تخلوا عنه بعد كل خدماته عندما تفوقت إرادة الشعب."

واعتبر خامنئي، الذي تخوض بلاده مواجهة سياسية كبيرة مع الغرب بسبب ملفها النووي المثير للجدل، أن أكبر الخدمات التي قدمها لقذافي للغرب كانت "تخليه عن الطاقة النووية المدنية."

وأضاف خامنئي الشعب الأمريكي نفسه إلى قائمة الشعوب التي قال إنها تواجه معاناة كبيرة، فقال إن الأمريكيين يرزحون تحت وطأة أزمة اقتصادية حادة، بينما ينفق الرئيس باراك أوباما المليارات من أموال الشعب على الشركات والبنوك.

وحول الاحتجاجات في البحرين، أدان خامنئي ما وصفه بـ"التدخل العسكري السعودي،" ورأى أنه كان "خطأً كبيراً،" واعتبر أن "مطالب الشعب البحريني لا تختلف عن مطالب الثورة التونسية والمصرية،" وسأل: "ما الغريب في أن يطالب الشعب البحريني بحق الانتخاب؟"

وزعم خامنئي أن بلاده "لا تفرق بين الشيعة والسنة وتؤيد جميع التحركات الشعبية التي تطالب بنيل حقوقها المشروعة،" وأضاف: "إيران تدعم - ومنذ انتصار الثورة الإسلامية - القضية الفلسطينية، فمتى كان الفلسطينيون من الشيعة؟"

ونفلت وكالة فارس الإيرانية شبه الرسمية عن خامنئي قوله "الحوادث المرة التي تشهدها بعض الدول إزاء الشعوب، ما يجري بالبحرين واليمن وليبيا سلبت منا حلاوة العيد، وتمنع الإنسان من الشعور بالفرح والسرور بشكل كامل." وختم بالقول: "ابتهل إلى الله أن يتفضل على هذه الشعوب بالفرج العاجل وإنزال عقابه العادل بحق أعداء الشعوب."

يشار إلى أن المعارضة الإيرانية التي خاضت مواجهات في الشارع منذ عام 2009 مع السلطات احتجاجاً على نتائج الانتخابات الرئاسية التي أعادت الرئيس محمود أحمدي نجاد إلى السلطة لولاية جديدة، كانت قد نددت بمواقف طهران بدعم الاحتجاجات في الدول العربية من جهة، وقمع المطالب الشعبية على أراضيها من جهة أخرى، على حد تعبيرها.

وقد منعت السلطات الإيرانية المعارضة من تنظيم مسيرات في الشارع لدعم الانتفاضات العربية، وذلك عبر رفض منحها التراخيص الضرورية، وتقول أوساط المعارضة إن العديد من قادتها، بمن فيهم مير حسين موسوي ومهدي كروبي هما قيد الاعتقال أو الإقامة الجبرية.

خدعة أمريكية في البحرين

كما اتهم رئيس مجلس الشورى الإسلامي في ايران علي لاريجاني الولايات المتحدة الامريكية بخداع السعودية والامارات العربية المتحدة بدفعهما الى اطلاق النار على المتظاهرين في البحرين. ونسبت وكالة مهر للانباء شبه الرسمية الى لايرجاني قوله "أولئك يرتكبون خطأ ً ويتصورون أن جحفلة الجيوش في المنطقة يمكن ان تكون مفيدة لهم".

واعرب عن اعتقاده بأن الأمريكيين "خدعوهم ودفعوا تلك الدول التي جهزوها بأسلحتهم الى إطلاق النار على الشعب المسلم في البحرين." واعتبر لاريجاني "ان الدول التي ترتكب هكذا مجازر ستتلقى تبعات عملها".

وقال "ان الممارسات التي تقوم بها تلك الدول لن تمر دون رد وستواجه غضب المسلمين فضلا عن المشاكل التي تتسبب بها لنفسها جراء هذه المواقف." واشار الى ان عيد نوروز هذا العام "اقترن بجرائم بشعة ترتكب في دول المنطقة ولاينبغي للمسلم أن يسكت حيال هذه الجرائم وخاصة القمع الذي تمارسه قوات السعودية والامارات بحق الشعب البحريني المسلم."

وأضاف ان الأحداث الأخيرة التي وقعت في البحرين "كانت مؤلمة جدا وأن المسلم لايسعه السكوت على هذه الجرائم التي ترتكب في دول المنطقة .. كما ان المسلم في ايران لايمكنه التزام الصمت حيال التعامل القمعي الذي تمارسه القوات العسكرية السعودية والاماراتية بحق المسلمين في البحرين. ". بحسب يونايتد برس.

واتهم أمريكا بانها "وقفت ضد الثورات في تونس والبلدان الأخرى وضد تحقيق اهدافها في البداية ولكن بعد بلوغ تلك الثورات ذروتها غيرت أمريكا مواقفها بطريقة مخادعة وبدأت تتظاهر بأنها تقف الى جانب الشعوب الثائرة."

وأعرب لاريجاني عن اعتقاده بأن أمريكا لم تكن تتوقع ثورة الشعب المصري "لأنها عملت ولسنوات طوال على دعم وتقوية الديكتاتوريات في المنطقة".

وقال " ان سياسات واشنطن تتخبط بين مصلحتها في دعم الديكتاتوريات من جهة وعلمها بأن الديكتاتوريات انتهى عهدها ولم تعد قادرة على الاستمرار ومحاولاتها لإقامة علاقات مع الشعوب الثائرة من جهة أخرى."

أيادٍ إيرانية

من جهته شكك جون كيرى رئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكى فى وجود تأثيرات إيرانية على الشيعة فى البحرين، مؤكداً أن الولايات المتحدة الأمريكية تدعم مبادرة الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولى العهد للحوار.

وقال كيرى فى مؤتمر صحفى مشترك مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى عقب لقائهما اليوم بمقر الجامعة بالقاهرة إن ولى العهد البحرينى يعمل بقوة مع أعضاء آخرين فى مملكة البحرين من أجل حوار قومى.

أما بخصوص موقف أمريكا من اليمن، أوضح أن واشنطن تريد وقف العنف وتؤيد الإصلاحات والديمقراطية، مشدداً على أن ليس هناك دولة لن تتأثر بهذه الحركة الجديدة التى تقوم بها شعوب المنطقة.

ورداً على سؤال حول دعم الحكومة الأمريكية للنظام اليمنى، قال لا أعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية تدعم الرئيس اليمنى، بل الإدارة الأمريكية منخرطة فى جهد من أجل وضع طريق سلمى للإصلاح.

وقال جون كيرى تحدثت مع أفراد من الشعب المصرى الذى عبروا عن آمالهم وأحلامهم فى المستقبل، مشيراً إلى أن مصر تواجه تحديات فأمامها فرصة للتحول خلقت من قبل الشعب، مضيفاً أننا نكن الاحترام للإنجاز الذى تحقق هنا، على يد المصريين وليس على يد أحد آخر، مشيراً إلى أن هناك تحدياً اقتصادياً، فالناس تريد وظائف وأن يتحرك الاقتصاد، وخلق الاستقرار واستكمال الطريق نحو الديمقراطية.

ووعد بأنه سوف يبذل قصارى جهده للمساعدة، خاصة فى توفير المساعدات اللازمة لتسهيل المرحلة الانتقالية، وأن يعود الشعب المصرى مرة أخرى للعمل.

وتابع قائلاً مصر قدمت مثالاً لما يمكن أن يحدث فى العالم العربى ، ونحن مهتمون ومعجبون بما خلقه المصريون ونتطلع للتعاون معهم.

صحف سعودية

ذكرت صحف سعودية أن قيام إيران بتصدير الفكر الطائفي (الشيعي) يأتي تنفيذا لمخططاتها، مؤكدة أن "أرض العرب ظلت ولا تزال مطمعاً لحكام طهران".

وذكرت صحيفة "الجزيرة" أنه "تأكد أن ما جرى في البحرين بداية التنفيذ لمخطط إيراني يهدف إلى مد النفوذ والهيمنة وحتى الضم القسري لأرض عربية إلى دولة إقليمية لا تُخفي أطماعها في أراضي العرب وبخاصة في دول الخليج العربية".

وأضافت: "طوال الثلاثين عاماً ونيف الماضية كانت تتم تغذية هذا التوجه بمد فكر منغلق طائفي (شيعي) أخذ ينمو ويتسع وسط غفلة من دول المنطقة(...) التي لم تتصدَّ لهذه المخططات التي وضحت خطورتها وإفرازاتها المأساوية في كل الدول العربية وبخاصة ما جرى في البحرين وقبل ذلك في العراق ولبنان وحتى في شمال اليمن". بحسب الوكالة الالمانية للانباء.

وتابعت: "هذه المخططات والأفعال والفورة الطائفية ومحاولات تصدير الفكر الطائفي كلها تأتي خدمة لأطماع وتسهيل تنفيذ مخططات إيران فأرض العرب ظلت ولا تزال مطمعاً لحكام طهران".

بدورها، ذكرت صحيفة "عكاظ" أن الاعتداء الذي تعرضت له البعثة الدبلوماسية السعودية في إيران لم يكن الاول الذي تتعرض له بعثة دبلوماسية في إيران.

ابعاد لبنانيين شيعة

في السياق ذاته ذكرت صحيفة "السياسة" الكويتية ان دول مجلس التعاون الخليجي "تتجه لابعاد" لبنانيين شيعة "مرتبطين بحزب الله والحرس الثوري الايراني". ونقلت الصحيفة عن "مصادر دبلوماسية عربية في لندن" قولها ان الدول الخليجية تتجه الى اتخاذ قرار جماعي بابعاد كل اللبنانيين الشيعة الذين لهم علاقة بحزب الله والحرس الثوري الايراني في مدة لا تتجاوز" منتصف نيسان/ابريل.

واضافت ان هذا القرار اتخذ بعدما تسلمت الدول الخليجية "من الاستخبارات البحرينية والاميركية والفرنسية تقارير ثبتت صحتها عن وجود عناصر من الحزب والحرس يقودون مع رجال دين محليين التظاهرات في البحرين والمنطقة الشرقية في السعودية".

واوضحت المصادر ان "الخطوات التي اتخذتها البحرين، لجهة تحذير مواطنيها من السفر الى لبنان وتعليق جميع الرحلات الجوية الى هذا البلد (...) تمهد الطريق امام ابعاد آلاف الشيعة اللبنانيين".

ونقلت الصحيفة عن "مسؤولين كبار في المنامة" قولهم "لن يبقى شيعي لبناني مرتبط او مشكوك فيه بحزب الله والحرس الثوري" في دول مجلس التعاون الخليجي (السعودية، البحرين، الامارات العربية المتحدة، الكويت، قطر وعمان).

وتابعت المصادر ان "المنامة تستعد لابعاد حوالي 90 شيعيا لبنانيا، معظمهم اعتقل خلال الاحداث الاخيرة، فيما تجري السلطات البحرينية +جردة نهائية+ لعدد اللبنانيين الشيعة المقيمين على اراضيها (...) تمهيدا لابعادهم نهائيا".

واشارت المصادر الى ان "هناك حوالي اربعة آلاف عائلة لبنانية تقيم في المملكة، من اصل مئات آلاف العائلات المقيمة في دول الخليج".

وذكرت "السياسة" ان "معلومات ترددت عن اعتقال السلطات البحرينية (...) خمسة لبنانيين من عائلة فنيش يعملون في احد مطاعم المنامة +بتهمة التخابر مع جهات خارجية+".

ولفتت الصحيفة الكويتية الى ان "عدد عناصر ومؤيدي حزب الله والحرس الثوري في دول مجلس التعاون تقدر بآلاف عدة غالبيتهم يتمركزون في السعودية والكويت والامارات والبحرين".

ونقلت الصحيفة كذلك عن "مصادر رسمية في بعض عواصم دول مجلس التعاون" قولها ان "تبادل المعلومات بين اجهزة امن المنطقة تلحظ ارتفاعا مقلقا لعدد العناصر التابعين لحزب الله او المؤيدين له، وذلك استنادا الى تقارير استخباراتية واردة من لبنان تعرف عن كل عنصر شيعي يدخل دولة خليجية".

والاحد دانت البحرين بشدة تصريحات للامين العام لحزب الله حسن نصرالله الذي قالت انه "يمثل منظمة ارهابية"، وحملت الحكومة اللبنانية تداعيات تلك التصريحات التي انتقد فيها نصرالله تعامل السلطات البحرينية مع التظاهرات.

واعلنت هيئة شؤون الطيران المدني في البحرين بعد ذلك وقف جميع رحلات شركتي طيران الخليج وطيران البحرين من والى لبنان.

يذكر ان الامارات ابعدت في عام 2009 عشرات اللبنانيين وجميعهم من الطائفة الشيعية كما اعلنت لجنة ناطقة باسمهم، فيما لم يصدر اي اعلان رسمي من الجانب الاماراتي حيث يقيم اكثر من مئة الف لبناني.

الكويت ترسل قوات بحرية

على صعيد متصل وصلت قوة بحرية كويتية الى البحرين لتنضم الى قوات خليجية سبق ان انتشرت في المملكة الخليجية التي تواجه حركة احتجاجية تطالب بالاصلاح السياسي.

وذكرت وكالة الانباء البحرينية الرسمية انه "رست على شواطىء المملكة (...) مجموعة قطع من سفن القوة البحرية الكويتية وذلك ضمن قوات درع الجزيرة المشتركة".

ونقلت عن القيادة العامة لقوة دفاع البحرين قولها ان "تواجد قوات درع الجزيرة المشتركة جاء ليبرهن عن وحدة المصير المشترك الذي يجمع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية".

واضافت ان الدول الخليجية "ابت الا ان تكون صفا واحدا ضد كل ما من شأنه ان يعكر صفو الامن والامان في ربوع مملكة البحرين، والتي شهدت مؤخرا مجموعة من التجاوزات السلبية".

وقرر نائبان كويتيان التقدم بطلب لاستجواب رئيس الوزراء الشيخ ناصر محمد الاحمد الصباح حول اسباب عدم ارسال قوات الى البحرين، علما ان الاقلية الشيعية نظمت الخميس مسيرة شكر للحكومة على عدم ارسال قوات الى البحرين. بحسب فرانس برس.

وقد ذكرت وكالة الانباء الكويتية الرسمية ان قافلة طبية تضم "54 عضوا من اطباء استشاريين وفنيي طوارىء طبية ومسعفين وهيئة تمريضية (...) ترافقها 21 مركبة" توجهت نحو البحرين التي تحكمها عائلة سنية منذ حوالى 200 عام.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 28/آذار/2011 - 22/ربيع الثاني/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م