ليبيا والغرب... حرب باهظة التكاليف

علي عبد الرسول معاش

 

شبكة النبأ: على الرغم من الاهداف النبيلة المعلنة لانطلاق عمليات فجر اوديسا الهادفة لإنقاذ الشعب الليبي من وحشية معمر القذافي، الا ان هناك من لا يزال يشكك في النوايا المبيته لذلك. حيث اتهم بعض قادة الدول المعارضين للتحرك الغربي ما يجري بحرب صليبية، وآخرون اعتبروها لهاث وراء النفط والغاز الغني في تلك الدولة.

فيما يبدو ان قادة الحرب على النظام الليبي تسعى كل منها الى النأي عن تزعم العمليات العسكرية على الرغم من اعلانها مشاركة قطعاتها العسكرية في الهجمات، وهو ما يدل على تنامي قلق كبير من تكرار سيناريو افغانستان او العراق في ليبيا، خصوصا ان استمرت المعارك الى وقت غير معلوم، قد تتكبد الدول الغربية خلال حربها خسائر طائلة.

رد الفعل الغاضب

حيث يبذل الرئيس الامريكي باراك اوباما أقصي جهده لاحتواء رد فعل سياسي غاضب ازاء الدور العسكري الامريكي في ليبيا ويواجه تساؤلات صعبة عن كيفية انتشال الولايات المتحدة نفسها من حرب أخرى.

ويشكو عدد كبير من الديمقراطيين وبعض الجمهوريين من أنه لم تجر تشاورات ملائمة معهم قبل الهجوم الذي قادته الولايات المتحدة على قوات الزعيم الليبي معمر القذافي وشككوا في الاساس القانوني لشن الهجمات.

ويطلب أعضاء الكونجرس اجابات على التساؤلات الاتية.. ما هو الهدف المحدد للمهمة.. ما الفترة التي تستغرقها وما هي التكلفة.. ماهي المصالح الحيوية بالنسبة للامن القومي الامريكي؟

وقال جون لارسون رئيس الكتلة الديمقراطية في مجلس النواب في تعليق على موقع سي. ان.ان دوت كوم "أيا كان ما يقولونه فاننا نشن حربا - بينما لا نزال نحارب على جبهتين أخريين- مما يتطلب على الارجح موارد ضخمة لفترة زمنية طويلة. كان ينبغي اطلاع الكونجرس بكامله وبصورة أكبر ومشاركته في هذا القرار."

ويتكلف كل واحد من 161 صاروخ كروز أطلق على ليبيا مليون دولار وهو سلاح باهظ التكلفة يستخدم في وقت تجري فيه مفاوضات بشأن خفض الميزانية في واشنطن كما يحاول اوباما انهاء حربين طويلتين في العراق وأفغانستان. بحسب رويترز.

وصرح دينيس كوسينيتش الديمقراطي الليبرالي لمحطة فوكس نيوز "ستكون كارثة أخرى. ينبغي أن نوقف انفاق أموال الولايات المتحدة على هذه المغامرات العسكرية ونبدأ الحديث عن الاهتمام بالامور هنا في الداخل." ودافع اوباما عن العملية في مؤتمر صحفي في سان سلفادور. وقال "تقع أحداث حول العالم ينبغي على الولايات المتحدة- بقدراتنا الفريدة -أن تستجيب لها من منطلق قيادتها للمجتمع العالمي." ويبدو أن حالة الغضب فاجأت الادارة مع غياب أوباما ليقدم حجة مقابلة قوية.

وسعى اوباما ومعاونوه لطمأنة الامريكيين بأن دور الولايات المتحدة سيكون محدودا من حيث النطاق والمدة والى عدم نشر أي قوات برية لان الولايات المتحدة ستنقل قيادة العملية لحلفاء الولايات المتحدة في غضون أيام.

ولكن المنتقدين يتساءلون عما اذا كان بوسع الولايات المتحدة حقا أن تتراجع عن قيادة العملية كما يرغب اوباما وبصفة خاصة اذا استمر القذافي في السلطة.

ولا يطالب قرار الامم المتحدة الخاص بليبيا برحيل القذافي ورغم ابداء اوباما رغبته في رحيل الزعيم الليبي فان هذا ليس الهدف المعلن للحملة العسكرية.

وقال الجنرال المتقاعد باري مكافري لمحطة (ام.اس.ان.بي.سي) "ينبغي ان يتوصل الرئيس الى حل ما للخروج بنا من هذا المأزق.. ما هي الاهداف السياسية. ماذا نفعل هناك.. ما هي نقطة النهاية؟"

ويتفق الامريكيون مع اوباما حتى الآن.

وقال الاستراتيجي الديمقراطي بد جاكسون ان الامريكيين سيدعمون العملية طالما كانت المشاركة الامريكية قصيرة. وتابع "في الوقت الحالي يعتبرها معظم الامريكيين جهدا محدودا أحسن اعداده على أمل انقاذ أرواح. اذا طالت أكثر أعتقد أن مستوى القلق بين الامريكيين سيتصاعد."

وأصر المعاونون المرافقون لاوباما في مؤتمر صحفي تلو الاخر وفي حوارات خاصة على أن اوباما وادارته تشاوروا مع الديمقراطيين والجمهوريين على نطاق واسع قبل الاضطلاع بدور امريكي في الغارات على ليبيا.

واضعين في الاعتبار خطر تدخل اجنبي جديد يعتقد أوباما ومعاونوه ان من المهم الحيلولة دون اراقة دماء في ليبيا وتفادي تكرار محتمل للمذابح التي شهدتها البوسنة ورواندا في تسعينات القرن الماضي. وقال أحد أعضاء الوفد المرافق لاوباما "السيناريو المطروح يديننا اذ تدخلنا واذا لم نفعل."

تسليم قيادة الحرب

فيما أكدت الولايات المتحدة تمسكها بتسليم قيادة العمليات العسكرية في ليبيا لحلفائها خلال بضعة ايام رغم الخلافات في حلف شمال الاطلسي بشأن القيادة.

وقال وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس انه فور استكمال حملة القصف الاولي التي تقودها الولايات المتحدة لانظمة الدفاع الجوي التابعة للزعيم الليبي معمر القذافي فان المخططين العسكريين ما زالوا عازمين على نقل القيادة.

وابلغ جيتس الصحفيين خلال زيارة لروسيا "لا أود أن اسبق العمل الدبلوماسي الجاري لكن مازلت اعتقد ان من المرجح نقل (القيادة) خلال ايام قليلة."

ويحاول الرئيس الامريكي باراك أوباما انقاذ الدعم الدولي المتداعي للعمليات العسكرية في ليبيا من خلال الاتصال هاتفيا بعدد من القادة في أوروبا والشرق الاوسط.

وقال أوباما الذي يخشى التورط في حرب ببلد اسلامي ثالث في الوقت الذي يحاول فيه انهاء حربين في العراق وأفغانستان ان حلف شمال الاطلسي سيكون له دور تنسيقي فور انتهاء المرحلة الاولى من العمل العسكري. بحسب رويترز.

وفي بروكسل حاول دبلوماسيون من حلف شمال الاطلسي مرة أخرى حل خلاف بشأن ما اذا كان يتعين على الحلف الذي يضم 28 دولة ادارة عمليات فرض منطقة حظر الطيران فوق ليبيا وكيفية القيام بذلك.

وأظهرت استطلاعات الرأي زيادة في تأييد الامريكيين للحملة على ليبيا في حين كثف بعض أعضاء الكونجرس انتقاداتهم لاوباما. ويقول البعض انه انتظر فترة أطول مما ينبغي للتدخل بينما يحذر البعض من ارسال قوات أمريكية تعمل بالفعل فوق طاقتها الى حرب ثالثة.

وكانت تركيا عضو حلف شمال الاطلسي قد اعلنت انه لا يمكنها الموافقة على اضطلاع الحلف بمهمة فرض منطقة الحظر الجوي اذا تجاوز نطاق العمليات ما سمحت به الامم المتحدة.

وقال بيان البيت الابيض ان أوباما ورئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان اتفقا على ان مهمة ليبيا يجب أن تكون جهدا دوليا يتضمن دولا عربية "يعتمد على القيادة الفريدة متعددة الاطراف وقدرات التحكم والسيطرة لحلف شمال الاطلسي لضمان اقصى قدر من الفاعلية."

وقال دبلوماسيون غربيون ان اتصال أوباما باردوغان ساهم على الاقل في حصوله على تأييد تركيا لاضطلاع حلف الاطلسي بدور ما في فرض قرار الامم المتحدة مما قد يساعد على الاسراع بنقل القيادة.

وقال دبلوماسي في واشنطن "ان موقفهم لا يبتعد كثيرا عن الولايات المتحدة بشأن دور لحلف شمال الاطلسي. هناك مجال للمفاوضات."

وقال جيتس ان البعض تنطلي عليهم "أكاذيب" القذافي بشأن سقوط ضحايا من المدنيين من الغارات الجوية لقوات التحالف لكنه أضاف ان قدرا كبيرا من القتال سيتراجع خلال الايام القادمة.

وعارضت فرنسا التي شنت الضربات الجوية الاولى على ليبيا يوم السبت منح حلف الاطلسي السيطرة السياسية على العملية رغم انها تقول انه ينبغي على الحلف دعمها.

وقال مسؤولون أمريكيون ان واشنطن تعتقد انه يتعين على حلف الاطلسي تولي السيطرة على العمليات العسكرية ان لم تكن الادارة السياسية للحملة نظرا لتفوق قدراته في التحكم والسيطرة.

وقال مسؤول أمريكي طلب عدم نشر اسمه "مازالوا يتطلعون الى حلف الاطلسي ... قد تكون قيادة محدودة لكنها قيادة حلف الاطلسي."

وقال مسؤول عسكري امريكي رفيع ان ادارة أوباما تبحث أي الدول التي يجب ان تضطلع بدور أكبر وكيف سيكون هيكل القيادة بعد أن تتركها الولايات المتحدة رغم ان واشنطن تتوقع ان تظل مسؤولة عن بعض الاعمال العسكرية التي لا تستطيع دول أخرى القيام بها.

نصف الامريكيين على الاقل يؤيدون

فقد أظهرت نتائج استطلاعين للرأي أجريا حديثا أن نصف الامريكيين على الاقل يوافقون على تحرك الرئيس الامريكي باراك أوباما عسكريا ضد ليبيا رغم الانتقادات المتزايدة من الجمهوريين وبعض الديمقراطيين في الكونجرس.

وقال استطلاع لشبكة (سي.بي.اس. نيوز) نشرت نتائجه مؤخرا ان 29 في المئة فقط من المواطنين الامريكيين على الاقل لا يوافقون على معالجة الرئيس الامريكي باراك أوباما للوضع في ليبيا حيث تفرض قوة جوية وبحرية تقودها الولايات المتحدة منطقة حظر طيران فوق أجزاء كبيرة من ليبيا.

ووافق نصف 1022 شخصا بالغا ممن شملهم استطلاع (سي.بي.اس) على اجراءات أوباما بينما لم يبد واحد من كل خمسة أمريكيين رأيه.

ويأتي ذلك مقارنة بموافقة نسبتها 70 في المئة على التحرك العسكري الامريكي في استطلاع أجرته حديثا شبكة (سي.ان.ان) ومؤسسة اوبينيون ريسيرش كورب قدر أن نسبة المعارضين للتحرك العسكري الامريكي بلغت 27 في المئة.

وقالت (سي.بي.اس) ان مستويات التأييد العامة لاوباما كانت 49 في المئة في حين بلغت نسبة غير المؤيدين 41 في المئة وهي مماثلة لنتائج الشهر الماضي. وتراوحت معدلات التأييد لاوباما بين 45 في المئة وحوالي 49 في المئة خلال العام المنصرم.

وفي الاستطلاعين بدأ استقصاء رأي الجمهور يوم الجمعة الماضية بعد يوم واحد من موافقة مجلس الامن التابع للامم المتحدة على اتخاذ اجراء عسكري ضد الحكومة الليبية واستمر استقصاء الآراء حتى بدء العمليات الحربية . وقالت (سي.ان.ان) التي نشرت استطلاعها يوم الاثنين انه لم يكن هناك ما يشير الى أن الهجمات الفعلية غيرت الرأي العام في مطلع الاسبوع.

وتتزامن النتائج مع الانتقادات المتزايدة التي يوجهها الجمهوريون في الكونجرس لاوباما والذين يقولون انه كان يتعين على الرئيس أن يكثف التشاور مع المشرعين قبل بدء العملية العسكرية.

وخلصت نتائج استطلاع (سي.بي.اس) الى أن 43 في المئة من الجمهوريين يوافقون على طريقة معالجة ادارة أوباما للازمة في ليبيا بينما لا يوافق عليها 41 في المئة. كذلك توافق عليها أغلبية من الناخبين الديمقراطيين نسبتهم 66 في المئة في حين بلغت نسبة الموافقة 43 في المئة من المستقلين.

وبينما يشعر البعض في الكونجرس أن أوباما فعل أكثر من اللازم ينتقده اخرون باعتبار أنه لم يفعل ما يكفي. ويقول السناتور الجمهوري جون مكين ان الولايات المتحدة كان يجب أن تتحرك بسرعة أكبر ويطالب الان ادارة أوباما بأن تساعد المعارضين الليبيين بالسلاح والتدريب كي يقاتلوا لانهاء حكم الزعيم الليبي معمر القذافي المستمر منذ 41 عاما.

ويظهر استطلاع (سي.ان.ان) تراجع التأييد لاوباما الى 54 في المئة فيما يتعلق بالتحرك العسكري ضد القوات البرية الموالية للحكومة الليبية لكن 34 في المئة فقط من الامريكيين يعتقدون أن الاطاحة بالقذافي من السلطة مسألة "مهمة جدا". وبلغ هامش الخطأ في الاستطلاعين ثلاث نقاط مئوية.

حرب صليبية

من جانب آخر احتجت المعارضة اليسارية في فرنسا على تصريحات اعتبرتها "مروعة" ادلى بها وزير الداخلية كلود غيان عندما تحدث عن "حرب صليبية" بشأن التدخل الدولي في ليبيا.

وفي تصريح صحافي ادلى به اشاد كلود غيان بتحرك الرئيس نيكولا ساركوزي بينما كان "العالم اجمع يستعد للتفرج على شاشات التلفزيون على ما يرتكبه العقيد القذافي من مذابح".

وتابع غيان، الذي عينه نيكولا ساركوزي وزيرا للداخلية بعد ان كان منذ 2007 ذراعه اليمنى في قصر الاليزيه "لحسن الحظ قاد الرئيس الحرب الصليبية لتعبئة مجلس الامن الدولي ثم الجامعة العربية والاتحاد الافريقي".

وصرحت زعيمة الحزب الاشتراكي مارتين اوبري لاذاعة ار.تي.ال "عندما يتحدث المرء عن حرب صليبية هذا مروع، انه خطأ كبير في التحليل انه خطأ سياسي، وهو ايضا خطأ هواة" و"اكيد انها هفوة".

واضافت ان التدخل في ليبيا "لا يعني الغرب ضد الشرق، ليس العالم المتطور ضد عالم آخر قد يكون العالم العربي". وبهذا وجد اليسار زاوية يهاجم منها الحكومة بعد ان اختار الاجماع الوطني حول التدخل العسكري في ليبيا. واعتبرت اوبري ان "الخيار قد تم وأظن انه امر جيد ان نذهب للدفاع عن الشعب الليبي"، لكن القرار اتخذ "بعد تأخر كبير وتم الاعداد له بشكل سيء عبر تحرك شخصي سيء التنسيق مع الالمان الذين ظلوا خارج" العملية. بحسب فرانس برس.

وفي روسيا كذلك استعمل رئيس الوزراء فلاديمير بوتين عبارة الحرب الصليبية لكن سلبيا لانتقاد قرار الامم المتحدة رقم 1973 الذي قارنه "بدعوة من العصور الوسطى الى حملة صليبية".

انتهازية بعض الدول

الى ذلك انتقد الرئيس التركي عبد الله غول "انتهازية" بعض الدول المشاركة في العملية العسكرية في ليبيا مؤكدا ان موقفها يثير شكوكا حول دوافعها الحقيقية.

وقال غول للصحافيين في اسطنبول "من الواضح للاسف ان بعض الدول انتهازية"، بدون تحديد اسمائها. واضاف "حتى الدول التي كانت حتى الامس مقربة من هؤلاء القادة الطغاة الى حد اثارة استياء شعوبها (...) ها هي اليوم تتصرف بشكل مبالغ به".

وفرنسا وايطاليا المشاركتان في العملية العسكرية ضد نظام القذافي هما من الدول التي استقبلت الزعيم الليبي بحفاوة في السنوات الاخيرة وعززت علاقاتها ووقعت عقودا مربحة معه.

واضاف غول ان موقف هذه الدول يثير تساؤلات حول طموحاتها في ليبيا الغنية بالنفط. وقال ان "سلوكها يثير الشكوك حول نواياها الخفية".

وكانت تركيا العضو في الحلف الاطلسي اعربت عن معارضتها للضربات الجوية على ليبيا وعن قلقها على السكان المدنيين. كما ابدت استياءها خصوصا ازاء فرنسا التي لم تبلغ حلفائها بالكامل قبل بدء العمليات.

وكان وزير الدفاع التركي وجدي غونول تساءل "من الصعب ان نتفهم لماذا تشارك فرنسا بهذه الحماسة في العمليات" العسكرية في ليبيا.

تمثيل المصالح الدبلوماسية الاميركية

فيما اعلن متحدث باسم الخارجية الاميركية ان تركيا وافقت على تمثيل المصالح الدبلوماسية الاميركية في ليبيا بعد ان اغلقت واشنطن سفارتها في طرابلس الشهر الماضي. وقال مارك تونر للصحافيين ان "تركيا وافقت على ان تكون راعية مصالحنا في ليبيا" في اشارة الى الدور الذي ستلعبه انقرة من الان وصاعدا في ليبيا.

وكانت مؤشرات تدل على ذلك عندما اعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الاثنين انه افرج عن الصحافيين الاربعة في "نيويورك تايمز" الذين اوقفتهم القوات الموالية لمعمر القذافي وسلموا للسفارة التركية في طرابلس.

وكانت الولايات المتحدة اعلنت نهاية شباط/فبراير تعليق نشاط سفارتها في ليبيا بسبب تدهور الوضع الامني في طرابلس وعدم قدرتها على ضمان سلامة موظفيها. وفي العاشر من اذار/مارس اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان الولايات المتحدة قررت "تعليق" العلاقات مع السفارة الليبية في واشنطن. الا ان اي اعلان رسمي لم يصدر عن قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وتملك تركيا بعثتين دبلوماسيتين في العاصمة الليبية وبنغازي معقل معارضي نظام القذافي في شرق ليبيا. بحسب فرانس برس.

وتمثل تركيا موقتا المصالح البريطانية والاسترالية في هذا البلد الذي يتعرض لضربات جوية من قبل تحالف دولي بتفويض من الامم المتحدة.

واعلنت الرئاسة التركية ان الرئيس عبدالله غول تدخل للافراج عن غيث عبد الاحد صحافي الغارديان الذي اوقف مطلع الشهر في ليبيا وافرج عنه في 16 اذار/مارس.

لوكربي جديدة

من جهة أخرى صرح وزير العدل البريطاني كينيث كلارك، ان الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي قد يلجأ اذا ما بقي في السلطة، الى هجوم مماثل لاعتداء لوكربي انتقاما من الهجمات التي يشنها التحالف. واوضح كلارك لصحيفة الغارديان ان الحكومة ما زالت غير واثقة من وجهة الحملة الليبية.

وقال "هناك مسألة تعنينا بشكل خاص في المغرب (شمال افريقيا) هي لوكربي"، في اشارة الى تفجير طائرة لشركة بان ام الاميركية فوق قرية لوكربي الاسكتلندية ومقتل 270 شخصا في 21 كانون الاول/ديسمبر 1988.

واضاف انه "لدى البريطانيين اسبابا وجيهة لان يحتفظوا في ذاكرتهم بهذه الكارثة التي هي القذافي. من مصلحتنا ان نتجنب عودة القذافي الى الحكم، القذافي العجوز الذي يسعى الى الانتقام".

وحكم على الليبي عبد الباسط المقرحي في هذا الاعتداء في 2001، ثم افرجت عنه السلطات الاسكتلندية في 2009 لاسباب انسانية، بعدما شخص اطباء انه مصاب بالسرطان ولن يبقى على قيد الحياة سوى ثلاثة اشهر. بحسب فرانس برس.

واعترف كلارك بان قرار الامم المتحدة لا ينص على دعم تغيير النظام، لكنه قال انه ليس هناك اتفاق حول طريقة تسوية المشكلة. وقال "لست في وزارة الخارجية (...) لكنني ما زلت غير مقتنع تماما بان احدا ما يعرف ما سيحدث". واضاف ان "الشعب البريطاني سيدعمنا طوال الوقت الذي يحتاجه الامر وطوال الوقت الذي يعتقدون فيه اننا نحمي مدنيين ابرياء الذين يؤمن كثيرون منهم بقيمنا ضد الديكتاتور".

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 27/آذار/2011 - 21/ربيع الثاني/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م