جامعة العرب، البحرين ليست عربية!

هادي جلو مرعي

لا يصلح وصف لجزيرة البحرين غير هذا الوصف بالنظر لسلوك العرب الغريب المتعاطي بإزدواجية مقيتة مع قضايا الأمة.

كنت أتمنى لو أن الحكومات العربية قفزت قليلا على الانتماء الطائفي ولم تنظر لشعب البحرين المسكين نظرة تختلف عن نظرتها لنظام الحكم الملكي المصون، فهذا الشعب كان ينفذ مؤامرة تريد إسقاط النظام العائلي في المنامة تنفيذا لأجندات خارجية، وبحسب الملك حمد المولع بتربية الجمال الأصيلة فإن عمر هذه المؤامرة يمتد الى أيام الشاه إذ قدّر عمرها بثلاثين عاما كاملة!

سارعت الجامعة العربية الى تلبية مطالب مجلس التعاون الخليجي حول ليبيا، وعقد وزراء خارجية العرب مؤتمرا في مقر الجامعة بمدينة القاهرة التي فقدت للتو زعيما متجبرا كان ينظر إليه بوصفه حاميا بالشراكة للمنظومة العربية لكنه فقد شرعيته ولم تستطع لا السعودية ولا غيرها حمايته حين ثار عليه جياع المحروسة والصعيد، وأسفر المؤتمر عن قرارات منها الطلب الى مجلس الأمن القيام بفرض حظر طيران على كامل التراب الليبي لحماية المدنيين، ثم إعلان المشاركة في الحرب على نظام القذافي المتهاو.

الشيخ يوسف القرضاوي هتف بعدم شرعية نظامي حسني مبارك ومعمر القذافي، وأيد ثورة الشعبين العربيين، ثم رد بوقاحة الشيوخ المتصابين على كلمة الزعيم الليبي الذي وصف الحرب على ليبيا بأنها حرب صليبية، مؤكدا شرعيتها حتى لو جاءت من الغرب (الكافر)، ولم يجهد نفسه بالبحث عن بدائل، الشيخ القرضاوي لم يتحدث بالطريقة ذاتها عن حرب العراق، ولم يرد على صدام حسين حين وصفها بالصليبية.

بل وأيد عمليات الذبح المنظم الذي قادته مجاميع مرتبطة بجماعات شيوخ متصابين منتشرين على كامل التراب العربي من المحيط الى الخليج ظلوا يهللون لعمليات القتل والترويع لأطفال العراق ونسائه وشيوخه من عام 2003 والى الآن وفي أغرب عملية تدجيل أبتلي بها دين محمد يعود الشيخ المتصابي الى ذات الطريقة القذرة في التعامل المزدوج حين وقف مع النظام الرسمي الخليجي ضد شعب البحرين، ومن المؤكد إنه كان سيؤيد أي نظام يدرك إنه باق، لكنه تأكد من حتمية زوال مبارك والقذافي فهاجمهما أمس إستقبل السيد عمرو موسى وزير خارجية البحرين في مقر الجامعة وتحدث إليه بطريقة لينة وبدا متوافقا معه في طبيعة الإجراءات المتخذة لمواجهة الشعب الأعزل، ولم يتطرق الى موضوع القوة العسكرية التي دخلت المنامة من خلال جسر الملك فهد بن عبد العزيز، وهو مايؤكد إزدواجية المعايير التي تتبعها جامعة موسى في تعاطيها مع قضايا الشعوب العربية.

فموقفه من ليبيا لم يكن نزولا عند رغبة شعبها بل لأن الحكام العرب أرادوا ذلك، وموقفه السلبي من البحرين مرده الى طبيعة موقف ذات الدول التي دعت الى فرض حظر الطيران على ليبيا.

كم تمنيت لو إن الحكومات العربية، أو مابقي منها تعاطت بمسؤولية مع احداث البحرين ولم تناد بالطائفية حيث فتحت بذلك الباب الى معركة مفتوحة في الشرق الأوسط، وربما سنجد أن إيران والسعودية والعراق والكويت ولبنان تكون طرفا فيها، وهذا ماأشار إليه الوزير التركي الأول أوردوغان حين حذر القيادات الخليجية من عواقب تجاهل المطالب الشعبية المشروعة لأبناء المنامة الثائرين.

وبغض النظر عن إنتماءات المحتجين المذهبية إذا كانوا سنة او شيعة، فإن الحكمة تقتضي إحتواءهم بالحكمة والترو وتوفير الممكن من الإستجابات لتلك المطالب، لا المواجهة المبتناة على الحشد العاطفي الطائفي ليكون المتظاهر عدوا حربيا لا متظاهرا سلميا.

ليس غريبا على أمة العرب أن تتعاطى بإزدواجية مع كل ما يعترضها من حوادث الدهر.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 24/آذار/2011 - 18/ربيع الثاني/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م