انتفاضة البحرين وبشاعة سلطوية الحكام العرب

حكومة السعودية نموذجا

علي حسين عبيد

 

شبكة النبأ: منظومة الحكم العربي، تكاد تمثل وجوها مشتركة لعملة واحدة، فجميع الحكام يتمتعون بنزعات سلطوية، عنوانها الطغيان، والاستبداد والتحكم بمصائر الشعوب، والتجاوز على حرياتهم، وحرمانهم من ابسط حقوقهم.

وقد لايختلف الحاكم العربي في المشرق، او المغرب، فكلهم يتربعون على عرش السلطة لعقود متواصلة، يديمون سلطانهم بالحديد والنار، وتهميش الشعوب، وسرقة امواله، وتبذير ثرواته في الغرب وسواه، والدلائل التي يفضحها الاعلام الغربي وغيره، يؤكد فساد هؤلاء الحكام، وعدم إلتزامهم بأبسط القواعد الانسانية، التي تحكم العلاقة بين الحاكم وشعبه.

وهنا لابد أن نضع الحروف على نقاطها، ونعطي لكل سلطان عربي حقه، في منزلة الطغيان والاستبداد والفساد، ومع ان منظومة الحكم العربي واحدة، من حيث الشكل والصورة، والجوهر والمضمون، إلا أننا نؤكد على أن السلطة السعودية، تمثل رأس الفساد والطغيان والظلامية، في منظومة الحكم العربي، وكل الوقائع وحوادث التأريخ المنظور وسواه تؤكد استبدادية وظلامية هؤلاء الحكام، بالاضافة الى واقع السعودية نفسه.

وآخر هذه الامثلة وأشدها وضوحا، منع السلطات السعودية لأي شكل من اشكال التظاهر في عموم المملكة، وهي بذلك تعلن بوضوح سافر، بأنها ضد ابسط حقوق وحريات الشعب، التي كفلتها الاعراف والقوانين الدولية وغيرها، ولم تكتف السلطات السعودية بقمع شعبها، الذي وصلت اليه موجات الانتفاضة التونسية، والمصرية، والليبية، واليمنية، والسورية وغيرها، بل تعدّت ذلك الى محاولة وسابقة لم تحدث من قبل، حين دفعت بقواتها الى الاراضي البحرينية، لكي تقاتل الشعب البحريني الاعزل، الذي يطالب حكومته بالاصلاح، والحد من الظلم والقمع والتفرقة التي يتعرض لها شعب البحرين.

وهكذا نلاحظ أن ما يسمى بقوات (درع الجزيرة) التي يفترض أن يكون هدفها حماية اراضي دول الخليج من الاعتداء الخارجي، لكننا نلاحظ أنها تبدّل أهدافها بمقاتلة الشعب البحريني الاعزل، في سابقة تندى لها الجبين، ولم يقدم عليها سوى الحكام الطغاة القتلة، الذين لايهمهم رأي الشعب ولا مصالحه ولا حرياته، بل ما يهمهم هو بقاءهم على عروشهم، وتوريث السلطة الى ابنائهم واحفادهم، حتى بقيت شعوبهم مسحوقة ومحرومة من حق التعبير، والتعليم، والترفيه، وما شابه من حقوق، اصبحت في عالم اليوم من ابسط حقوق الشعوب، وبدلا من تتجه قوات درع الجزيرة، لتحرير الاراضي العربية المغتصبة، نراها تقاتل ضد الابرياء العزل من الشعب البحريني.

أما الاسباب فلا تخفى على أحد، إذ أن خوف سلاطين السعودية بات واضحا من تخبطهم وهلعهم وخوفهم، من انتفاضات الشعب، فالسعودية القريبة من البحرين تخشى أن تصل نار الانتفاضة اليها، وتُقتلَع من عرشها، ولكن النار وصلت إليها فعلا، ولا يمكن أن تتخلص من هذه النار الساخطة والحامية، من خلال الذهاب الى قمع التظاهرات الشعبية البحرينية، التي لا تزال وستبقى متوقدة، بل وسوف تنتقل بقوة الى عمق الطغيان السعودي، فتسقطه من عرشه المهزوز أصلا.

وهنا لابد أن تكون للمجتمع الدولي كلمة واضحة حيال هذا السلوك العدواني السعودي، ضد الشعب البحريني، ولابد للمنظمات الدولية المستقلة، ان تقف بقوة مع هذا الشعب المظلوم، وتفضح العدوانية السعودية، التي لم تكتف بقمع شعبها، لتنتقل الى اخماد انتفاضة البحرين، كذلك لابد من مواقف رسمية واضحة للحكومات العربية كافة، لكي لاتعتقد سلطات السعودية وحكامها بأنهم يستطيعون أن يفعلوا كل ما يحلو لهم.

وفي الوقت نفسه لابد للمرجعيات الدينية كافة، أن تطلق صوتها وتعلن موقفها مما يحدث في البحرين وشعبها الاعزل، فإذا كان حكام السعودية خائفين من شعبهم، وأوغلوا في قمعه، فلا ينبغي لهم أن يكونوا أحرارا في التجاوز على دول عربية اخرى، لها استقلالها الذي يكفل منع التجاوز عليها بحجة الاتفاقات المعقودة بين الحكومات.

إن حكومة البحرين الذي خرج عليها اكثر من 80% من الشعب قد فقدت شرعيتها، وبهذا فإن الاتفاقات المعقودة من قبلها، سقطت ايضا، ولا يمكن ان تكون حجة تسمح للقوات السعودية وغيرها بالتدخل لقمع الشعب البحريني الثائر، وهذا ما ينبغي أن يتحرك باتجاهه المجتمع الدولي، والرسميون العرب ممن لايخشون الانتفاضات الشعبية التي ستقتلع الحكومات المستبدة من جذورها حتما.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 17/آذار/2011 - 11/ربيع الثاني/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م