القذافي في مواجهة غياهب المصير الاسود

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: مع بداية تهاوي الستار الحديدي الذي كان يضربه الديكتاتور الليبي معمر القذافي على شعبه، فاحت رائحة الفساد والاستبداد التي كان يمارسها وافراد عائلته على حساب شعبه وابناء جلدته.

حيث كشفت مؤخرا العديد من الوثائق عن هول ما كان يمارسه القذافي من استهتار بمقدرات الشعب وتبذير بالأموال التي كانت ينهبها طوال اربع عقود مضت، الامر الذي اطاح باخر اقنعة الزهد التي كان الديكتاتور يتخفى وراءها.

وفي الوقت ذاته كشفت تلك الوثائق التي افرج عنها مؤخرا تورط العديد من المؤسسات الدولية في عمليات الفساد القذافي، من منح شهادات ومتاجرة بقضايا الشعب الليبي المغلوب على امره، بالإضافة الى حجم الشقاق والصراع الذي كان يكتنف العلاقة بين ابناء الطاغية على الثروات المسلوبة بشكل غير شرعي.

فيما استشرف العديد من المتابعين والمحللين لمصير القذافي وعائلته، خصوصا بعد ارتكابهم المجازر الوحشية بحق الثوار والمدنيين العزل، متوعدين معمر بمصير لا يقل سوء عن مصير الديكتاتور العراقي السابق صدام.

الولايات المتحدة

فقد اعتبر ايغور كوروتشينكو، رئيس تحرير مجلة " الدفاع الوطني" الروسية أن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول تصفية الزعيم الليبي معمر القذافي أو القبض عليه.

وقال كوروتشينكو لنوفوستي اليوم: "الولايات المتحدة الأمريكية تجهز للقذافي مصيرا كمصير صدام حسين، فإما أن تتم تصفية قائد الثورة الليبية خلال قصف جوي أو أن تحكم عليه السلطات الليبية الجديدة، في حال إلقاء القبض عليه، بالإعدام في ظل سكوت أمريكي".

واعتبر كوروتشينكو أن السيناريو العسكري الأمريكي المحتمل سيتضمن فرض حظر جوي على طائرات سلاح الجو الليبي بهدف منع استخدامها ضد المتمردين على نظام القذافي.

وقال: "لهذا السبب تحديدا تجري الولايات المتحدة إعادة انتشار لقواتها في المنطقة بما في ذلك إرسال حاملتي طائرات نحو السواحل الليبية".

وتوقع كوروتشينكو أن يقيم "الأمريكيون في الوقت نفسه مناطق حظر لنشر صواريخ مضادة للطائرات، وللأسلحة الثقيلة الموجودة لدى القذافي، وفي حال عدم الامتثال إلى الأوامر ستهاجم الطائرات الأمريكية أهدافها باستخدام أسلحة ذات دقة عالية موجهة عن بعد".

كما أكد كوروتشينكو أن الأمريكيين قد يفرضون حصارا كاملا على السواحل الليبية، وفي حال تصاعد التوتر قد يقصفون بالصواريخ المجنحة مقر القذافي و مراكز القيادة والأركان لمختلف صنوف الأسلحة بهدف شل منظومة إدارة الجيش و الدولة.

وأضاف: "في الوقت الراهن تقوم أقمار التجسس الأمريكية بجمع المعلومات عن ليبيا بهدف التحضير لضربة جوية صاروخية". واستبعد كوروتشينكو أن يقوم البنتاغون بتوغل بري في ليبيا.

الخروج الآمن له من البلاد

على صعيد متصل ذكر تقرير إخباري أن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي أرسل مفاوضا باسمه للمجلس الوطني المؤقت، الذي شكله المتمردون المناوئون له في البلاد، وأعلن عن استعداده التخلي عن الحكم والرحيل خارج ليبيا مقابل ضمان سلامته هو وأسرته.

ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية عن "مصادر ليبية مطلعة" بمدينة بنغازي حيث مقر المجلس الوطني المؤقت الذي أعلن عن بعض الأسماء في تشكيلته لإدارة شئون البلاد، أن القذافي اشترط لاتمام الأمر أن يعقد مؤتمر الشعب العام (برلمان القذافي) وأن يعلن القذافي خلاله التنحي، ويسلم السلطة إلى المجلس الوطني، شرط ضمان سلامته هو وأسرته وضمان أمواله.

وأضافت المصادر، في اتصالات مع الصحيفة، أن القذافي اشترط " مساعدته في الخروج إلى البلد الذي سوف يقصده، وأن يتم التنازل عن ملاحقته ومطاردته بالخارج وتقديمه للمحاكم الدولية".

ولفتت المصادر إلى أن الخبر تم التمهيد له بتسريب بعض الشائعات حول مرض القذافي، وأنه أصيب بجلطة دماغية، شبيهة بجلطة سابقة أصيب بها منذ عدة سنوات، وكشفت عنها وثائق موقع ويكيليكس الإلكتروني مؤخرا.

ولم تكشف المصادر عن فحوى رد المجلس، مكتفية بالقول إنه "حتى الآن لا يوجد رد رسمي على مطلب القذافي، إما بالسلب أو الإيجاب"، إلا أنها قالت إن "الاتجاه العام الشعبي الموجود هو رفض التفاوض والحوار مع القذافي تحت أي ظروف".

وكشفت المصادر أن القذافي قام بتوزيع كمية من الأسلحة والذخيرة على الشباب من "أبناء الرفاق" الموالين له في طرابلس، ومن أبناء قيادات اللجان الثورية، في مناورة ضمن "مناورات القذافي"، على حد قولهم، والتي يسعى من خلالها " إلى تعمد خلط الأمور، وإشاعة الفوضى حتى لا تتضح الصورة كاملة أمام وسائل الإعلام والمتابعين لما يحدث في ليبيا".

وقالت المصادر إن هؤلاء الشباب أخذوا يطلقون الرصاص في شوارع العاصمة بشكل بث الرعب والبلبلة بين المواطنين، وفي صفوف الصحافيين والمراسلين الأجانب الذين جلبهم نظام القذافي إلى طرابلس.

مليارات الدولارات نقدا

من جهتها ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن العقيد الليبي معمر القذافي يمتلك "عشرات المليارات" من الدولارات نقدا في طرابلس، الامر الذي يتيح له مواجهة الثورة رغم تجميد الارصدة الليبية دوليا.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في اجهزة مخابرات اميركية وغير اميركية أن الاموال التي يملكها القذافي مكدسة في المصرف المركزي الليبي ومصارف اخرى من العاصمة طرابلس ومحيطها، وان هذه الاموال بالدولار الاميركي والدينار الليبي وعملات اخرى ربما.

كما ذكرت الصحيفة نقلا عن مسؤول استخباراتي ان القذافي "يملك ربما عشرات المليارات (من الدولارات) نقدا يمكنه الوصول اليها في ليبيا"، وهي اموال كافية لتمويل قواته وكذلك المرتزقة الافارقة.

كما نقلت الوكالة عن شخص لديه علاقات مع الحكومة الليبية لم تكشف عن هويته ان جزءا من هذه الاموال قد يكون نقل الى باب العزيزية حيث يقطن القذافي حاليا.

وبحسب المصدر نفسه، استقدم القذافي ثلاثة الاف الى اربعة الاف مقاتل من دول افريقيا جنوب الصحراء، ويدفع للواحد منهم الف دولار يوميا.

ووفقا للمصدر نفسه، فان هؤلاء المرتزقة يستقدمون من مالي والنيجر والسودان، ولا سيما من مقاتلي حركة العدل والمساواة كبرى فصائل التمرد المسلح في دارفور.

وافاد المصدر الذي لم يكشف عن هويته انه من المرجح أن يكون القذافي راكم احتياطيات من الاموال النقدية منذ العام 2004 الذي شهد رفع العقوبات الدولية عن نظامه، تحسبا من امكانية عودة هذه العقوبات، وانه "تعلم أن يحتفظ بأموال سائلة في متناول يده".

وقال كينيث باردن، وهو خبير قانوني متخصص بشؤون التمويل في الشرق الاوسط لنيويورك تايمز ان القذافي يبدو انه اعاد الى ليبيا مليارات الدولارات قبيل اندلاع الحركة الاحتجاجية المطالبة باسقاطه.

وقال دايفيد اوفهاوزر المسؤول السابق في وزارة المال الاميركية في عهد الرئيس السابق جورج بوش ان القذافي يملك "حسابات سرية ومبالغ غير محتسبة، كافية ليضمن امنه في حال انقلب العالم عليه".

وفي آخر شباط/فبراير، اعلنت الولايات المتحدة تجميد حوالى 30 مليار دولار من الاصول الليبية، كما فرضت الامم المتحدة والدول الاوروبية عقوبات على النظام الليبي وجمدت اصوله.

خلاف بين أبناء القذافي

من جهة اخرى أكد شاهد عيان من العاصمة الليبية ما رددته مصادر ليبية عن أن أصوات الأعيرة النارية التي سمعها سكان طرابلس قبل يومين من داخل معقل العقيد الليبي معمر القذافي الحصين في ثكنة باب العزيزية ترجع إلى خلاف حاد اندلع بشكل مفاجئ بين أبناء القذافي.

وقال المواطن الليبي لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية إن "إطلاق النار بدأ في نحو الساعة الخامسة صباحا تقريبا بالتوقيت المحلي لطرابلس وكان كثيفا جدا".

وأضاف المواطن الليبي الذي اكتفى باسمه الأول "فارس": "هناك شائعات بأنها كانت بداية معركة تمت تغطيتها والإدعاء أنها احتفالات".

وتابع: "لدي أصدقاء ضباط في الجيش بعضهم برتبة عقيد وعميد ونقيب كلهم أخبروني بأنه جاءتهم أوامر بإفراغ كل الذخائر التي عندهم في الهواء". بحسب الوكالة الالمانية للانباء.

وطبقا لمصادر ليبية، فقد اندلع شجار بين أبناء القذافي الذين انقسموا على أنفسهم بين مؤيد ومعارض لاستمرار النظام الليبي في قمع الثوار الذين يطالبون القذافي بالتخلي عن الحكم الذي يقوده منذ نحو 42 عاما.

وأوضحت المصادر أنه في حين أيد الساعدي وسيف الإسلام والمعتصم وخميس خطة القذافي لإخماد الثورة الشعبية ضده بكل الوسائل العسكرية المتاحة عارضها أبناؤه الآخرون عائشة وهانيبال ومحمد.

وروى فارس يوميات الحياة في طرابلس قائلا "الناس هنا (في طرابلس) يعيشون حالة من الهدوء الذي لا يعلم مستقبله"، مشيرا إلى أنه وبسبب ما وصفه بقلة القوة القبلية في طرابلس يريد الناس قضاء مصالحهم ويريدون فقط الهدوء.

وأضاف: "لا أنكر وجود الشجعان هنا فكلنا خرجنا في تظاهرات ولكن الشوارع الآن مليئة بالسيارات والحياة كما تبدو طبيعية جدا اللهم إلا بعض السيارات المرعبة التي تجوب الشوارع والتي لم نعتد رؤيتها".

ثروات وزعها القذافي بـ35 دولة

ومع تسارع الإعلانات من مختلف أنحاء العالم حول قيام السلطات والمصارف المركزية الدولية بتجميد أرصدة ليبية، يثور التساؤل حول حجم الثروة التي يديرها نظام العقيد معمر القذافي وأماكن انتشارها حول العالم، خاصة وأن ارتفاع أسعار النفط خلال الفترة الماضية زوّد خزينة القذافي بعشرات مليارات الدولارات.

ولا تقدم السلطات الليبية أي تقارير رسمية عن نشاطاتها المالية، ولكن المؤسسات المالية التي تتابع النشاطات الاستثمارية للدول تؤكد أن ثروات طرابلس موزعة على الأقل في 35 دولة تنتشر في أربع قارات، وتشمل عقارات فخمة ودور نشر في بريطانيا، وصولاً إلى منتجعات وفنادق بالشرق الأوسط وحتى حصص في نادي يوفنتوس الإيطالي لكرة القدم.

وما يزيد غموض مواطن استثمار الثروة الليبية، واقع أن طرابلس قامت بضخ مئات ملايين الدولارات في دول غير مستقرة في أفريقيا، ما يجعل من الصعب متابعتها وملاحقة مصيرها، ومن ذلك على سبيل المثال امتلاك ليبيا لحصة كبيرة في "بنك زمبابوي التجاري."

وكانت ليبيا قد أسست عام 2003 صندوقاً استثمارياً سيادياً، وذلك بعد رفع العقوبات الدولية عنها، ويعتقد أن هذا الصندوق يدير ثروات تعادل 60 مليار دولار، ولكنها لا تمثل كل الأموال الليبية المستخدمة في الخارج، إذ أن طرابلس تضخ بعض تلك الأموال عبر مصرفها المركزي وبنوكها التجارية العادية.

وقد تمكنت CNN من جمع بعض المعلومات حول توزّع الثروة الليبية، وذلك بالاستناد إلى تقارير رسمية أو شبه رسمية، ووثائق سربها موقع "ويكيليكس."

كما ضخت ليبيا 300 مليون دولار في مصرف "ليمان براذرز" وفق ما أظهرته الوثائق التي قدمها البنك لدى طلب حمايته من الإفلاس قبل عامين، وقد سبق لطرابلس أن رفعت دعوى قضائية للمطالبة باسترداد تلك الأموال.

أما في كندا فقد قامت ليبيا بواحدة من أولى استثماراتها الدولية، إذ دفعت 320 مليون دولار عام 2009 لشراء حصة في شركة "فيرنيكس" للطاقة.

وفي بريطانيا، لدى ليبيا حصة 3.3 في المائة بشركة "بيرسون" التي تمتلك صحيفة "فايننشال تايمز" ودار "بنغوين" للنشر، إلى جانب حصص في مصارف تدير ممتلكات عقارية، إلى جانب حصص في ثلاث منشآت نفطية أوروبية وأكثر من ثلاثة آلاف محطة لبيع الوقود.

وقد سبق أن قامت "بيرسون" بتجميد حصص ليبيا في شركاتها، أما فريق جوفنتوس، فقال إنه "يراقب" الوضع في شمال أفريقيا.

ويعتقد خبراء أن الاستثمارات الليبية في أفريقيا ليست لأهداف ربحية بالكامل، بل إن معظمها بدأ بدافع سياسي، هدفه الحصول على دعم تلك الدول، وإظهار القذافي بمظهر "الأب الروحي" للقارة.

دكتوراه سيف الإسلام

من جانبه بات السير هاورد ديفيس، مدير كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية LSE، آخر ضحايا الاضطرابات في ليبيا على المستوى الدولي، فقد أعلنت الكلية أنه استقال من منصبه بسبب الجدل حول قبوله لتبرعات من سيف الإسلام، نجل العقيد معمر القذافي، الذي نال لاحقاً شهادة دكتوراة من الجامعة في الاقتصاد.

وفي رسالة الاستقالة، أعرب ديفيس عن ندمه لقبول مبلغ 1.5 مليون جنيه استرليني من القذافي، كما اعتذر عن الزيارات التي كان يقوم بها إلى طرابلس لتوجيه "نصائح" اقتصادية للنظام الليبي، معتبراً أنها كانت "خطأ شخصي في تقرير الحكم السليم."

وقال مجلس إدارة الكلية على موقعها الإلكتروني إنه بصدد تشكيل لجنة تقوم بعملية تدقيق في علاقات الكلية بالنظام الليبي.

وأكد ديفيس في رسالة الاستقالة أن وجد نفسه مضطراً للاستقالة مضيفاً: "باختصار، أنا مسؤول عن سمعة الكلية التي تضررت." بحسب السي ان ان.

ولم يعف ديفيس مجلس الكلية من المسؤولية عمّا جرى، وقال إنه أخطأ في دعوة المجلس لقبول الأموال والتبرعات من ليبيا، ولكنه أشار إلى أن أعضاء المجلس "كان عليهم النظر أكثر في القضية."

وأشار مجلس الكلية إلى مجموعة من التقديمات التي قبلها ديفيس من ليبيا، وبينها التبرع بقيمة 1.5 مليون جنيه، ومن ثم مبلغ 50 ألف دولار للكلية نظير النصائح التي وجهها لصندوق ليبيا السيادي الاستثماري، ورتبة الدكتوراة التي منحها لسيف الإسلام القذافي عام 2008.

وذلك إلى جانب 2.2 مليون جنيه تلقتها الكلية لقاء التعاقد لأجل تدريب موظفين ليبيين، وتبرع بقيمة 22 ألف جنيه لتغطية تكاليف سفر محاضرين من الكلية إلى ليبيا.

ولفتت بيان مجلس الكلية أيضاً إلى التحقيقات الجارية حول قضية اعتداء تعرض له أحد الأشخاص في 25 مايو/أيار 2010 من قبل أحد حراس سيف الإسلام القذافي، خلال مظاهرة نظمها ناشطون للاحتجاج على زيارة نجل الزعيم الليبي إلى الكلية.

يذكر أن المغنية بيونسيه كانت قد أشارت منذ يومين إلى أنها كانت قد تلقت مبالغ مالية من معمر القذافي وعائلته لقاء إحياء حفلة خاصة، ولكنها تبرعت بها لضحايا زلزال هايتي، بعد أن عرفت مصدرها.

الحفلات الماجنة

من جهتها لم تكن فورتادو وحدها من تلقَّى أموالا لقاء إحياء حفلات خاصة لعائلة القذافي، بل سبقها آخرون.

قررت النجمة الكندية نيللي فورتادو أن تتخلَّص من مبلغ مليون دولار حصلت عليها من أسرة القذافي لقاء وصلة غنائية أدَّتها لها في حفلة خاصة لمدة 45 دقيقة عام 2007.

وتقول نيللي إنها اتخذت هذا الموقف "بعد ما رأته من مظاهر القتل والدمار في ليبيا على أيدي أنصار القذافي".

وكشفت فورتادو وهي مغنية وممثلة، كيف حصلت على المبلغ المذكور لقاء عرض خاص كانت أحيته لمصلحة أسرة القذافي داخل أحد الفنادق في إيطاليا عام 2007.

وليست فورتادو وحدها التي تواجه معضلة التخلُّص من أموال القذافي، بل هناك آخرون غيرها من النجوم، مثل بيونسي وآشر، ممن يُقال إنهم يواجهون دعوات بتسليم أموال كانوا قد حصلوا عليها من أسرة القذافي لقاء حفلات خاصة.

فقد قالت فرقة الروك الإنجليزية "رولينغ ستون" إن بيونسي وأشر كانا قد تلقيا من أسرة القذافي مبلغا لم يتم الإعلان عنه من قبل، وذلك لقاء إحيائهما حفلة خاصة في رأس السنة في جزيرة ساينت بارتس في الكاريبي عام 2009.

وأضافت الفرقة أن النجمة ماريا كاري قبلت بدورها مبلغ مليون دولار لقاء إحيائها عام 2008 حفلا خاصا لمعتصم القذافي، نجل العقيد الليبي.

كما أحيا مغني الراب الأمريكي كيرتس جيمس جاكسون (المعروف فنيا باسم 50 سنت) حفلة للمعتصم القذافي خلال مهرجان البندقية السينمائي عام 2005. ورفض مدراء أعمال كل من أشر و"50 سنت" وكاري وبيونسي التعليق على تلك الحفلات.

عشيقه إسرائيلية

في السياق ذاته نقل تقرير تصريحات عارضة الأزياء التركية إبرو شانجي بأنها أنهت علاقتها العاطفية مع سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي في العام 2008 بسبب ضعفه الشديد تجاه النساء كما وصفت العائلة بالمجنونة.

وجاءت التصريحات في وقت تشهد فيه ليبيا ثورة شعبية عنيفة ضد نظام "القذافي" الذي استولى على السلطة منذ العام 1969.

ووفقاً لموقع "إم.بي.سي"، لفتت الحسناء التركية إلى أن سيف الإسلام خفيف الظل، ويتسم بحس الدعابة، ولكن ضعفه أمام النساء جعله غريب الأطوار.

وكانت عارضة الأزياء قد تعرفت على سيف الإسلام عام 2005 في لندن؛ حيث استمرت علاقتها معه لمدة ثلاث سنوات، وأقامت خلالها معه في ليبيا.

وقالت العارضة التركية - وفق ما نشرت جريدة حرييت التركية - "تعرفت على سيف الإسلام في لندن، واستمرت علاقتنا حوالي ثلاث سنوات، كان عاشقاً، وكنت أود أن أبادله العشق، ولم أستطع، لقد كان في بعض الأحيان يمارس الحب مع ثلاث نساء في يوم واحد، ولم يناسبني هذا النوع من العلاقة ولهذا السبب قررت الانفصال عنه عام 2008".

وكانت العارضة التركية قد قضت فترة من حياتها في أمريكا، وهي عارضة شهدت شهرة في فترة من الفترات أرجع أسبابها البعض، لكونها لا تضع خطوطاً حمراء أثناء العروض.

وقالت "أثناء علاقتي معه أقمت معه لمدة ثلاث سنوات في ليبيا وعشت في قصورهم، وفي تلك الفترة كان الناس فقراء، ويعانون الجوع.. كانت العائلة مجنونة".

وأضافت أنه "بعد الانفصال كان يأتي (سيف الإسلام) ليراني في تركيا وكان دائماً يحتفل بأعياد ميلاده هنا، سيف الإسلام يحب أن يقضي أوقاتاً في مدينة بودروم، ودائماً كان برفقته رجال الأعمال الذين كانوا يحصلون على العقود للعمل في ليبيا، وفي المقابل كانوا يعرفونه على النساء".

ووفقاً لموقع إم بي سي، كانت تقارير صحفية نشرت قبل سنوات في تركيا تناقلت خبر عن خيانة سيف الإسلام للعارضة شانجي مع عارضة إسرائيلية تدعى أورلي ونرمان، وأشارت إلى خلاف بين الحبيبتين.

وأشارت التقارير نفسها إلى أن القذافي الأب غضب عند معرفته بموضوع علاقة ابنه بالعارضة الإسرائيلية، وهدده بالتبرؤ منه، كما لفتت إلى أن "معمر" على علم بعلاقة ابنه بالعارضة التركية؛ حيث كان من المتوقع زواج سيف الإسلام منها.

واستمر الخلاف في ذاك الوقت لمدة ثلاثة أشهر، عادت بعدها العلاقة إلى طبيعتها بين شانجي والقذافي الابن؛ حيث قضيا عطلة قصيرة في ميكانوس، قيل في ذاك الوقت إنها تستبق تحضيرهما لحفل الزفاف.

الممرضات البلغاريات

الى ذلك ذكرت راقصة بلغارية صديقة أحد أبناء الزعيم الليبي معمر القذافي أنها قد تكون وراء إطلاق سراح الممرضات البلغاريات في العام 2007.

وكانت السلطات الليبية قد اتهمت مجموعة ممرضات بلغاريات ومعهم طبيب فلسطيني بنقل عدوى الإيدز لمئات الأطفال الليبيين في مستشفى ببنغازي، وظل جميعهم في السجن منذ العام 1999، وحكم عليهم بالإعدام مرتين بعد محاكمات أثارت انتقادات دولية. وقالت الممرضات والطبيب إنهم أبرياء وإن الاعترافات السابقة انتزعت منهم بطريق التعذيب.

ووفقاً لموقع "إم.بي.سي" الإلكتروني، كشفت الراقصة البلغارية دافينكا ميركيفا (28 عاماً) لصحيفة "ذا مايل أون صاندي" البريطانية أمس الأحد عن أسرار علاقتها العاطفية مع ابن الزعيم الليبي الساعدي القذافي لمدة 6 سنوات، متحدثة عن طبع الساعدي وبعض أسرار العائلة الليبية الحاكمة التي تواجه حالياً ثورة شعبية عنيفة بدأت منذ منتصف فبراير/شباط الماضي.

والساعدي (36 عاماً) - الابن الثالث للقذافي - متزوج من ابنة قائد عسكري، وهو لاعب كرة قدم سابق، شارك لفترة قصيرة في الدوري الايطالي. ويرأس حالياً الاتحاد الليبي لكرة القدم حيث احترف لفترة طويلة ككابتن المنتخب. وتحول إلى الإنتاج السينمائي، حيث يستثمر 100 مليون دولار في شركة للإنتاج السينمائي.

وروت الراقصة قصة علاقتها بالساعدي الذي التقاها في ملهى "بينك بارادايس" في العاصمة الفرنسية باريس العام 2004، حيث كانت تؤدي عرضها الخاص، فأعجب بها كثيراً، وطلب الجلوس معها على انفراد مقابل ألف جنيه إسترليني للساعة الواحدة.

وقالت دافينكا إن الساعدي لم يطلب منها خلع ملابسها، بل أمضي الوقت في التحدث إليها، ثم طلب منها مرافقته إلى "ديزني لاند" في اليوم التالي على متن طائرته الخاصة، إلا أنها رفضت. وروت كيف أنه امتنع بداية الإفصاح عن هويته الحقيقية، ولكنها أقر في نهاية السهرة أنه يدعى "القذافي".

وبدأ الساعدي بعدها بالتردد على فرنسا كل عدة أسابيع للقاء الراقصة والاستمتاع بصحبتها واصطحابها للتسوق من أفخر المحلات الفرنسية. وظل يتردد عليها عاما ونصف في كل مرة محملاً بالهدايا الفاخرة ورسائل الحب إلى أن وقعت في حبه، على حد تعبيرها.

وبعد فترة أخبرها الساعدي بأنه يود الزواج بها، ونقلت عنه توقعاته برفض والده علاقتهما سوياً قائلاً، إن الأمر سيكون صعباً طالما أن والده على قيد الحياة، إلا أنه كان مصراً على الزواج بها. وقالت دافينكا إنه "بعد عام ونصف من إصراره وقعت في حبه بعدما شعرت بالأمان".

وبحسب موقع "إم.بي.سي"، كشفت الراقصة عن وثائق تثبت تلقيها 50 ألف جنيه إسترليني تم تحويلها لحسابها في البنك، وقالت إنه أهداها ساعة ثمينة بقيمة 25 ألف إسترليني. وأضافت "عندما أصبحنا حبيبين قل تردده على العاصمة الفرنسية، وكلما جاء كنا نقضي الوقت في التسوق والمكوث في غرفته بالفندق؛ حيث كان يعاقر الكحول بكثرة".

وقالت دافينكا إنها كانت في كل مرة ترفض ممارسة الجنس معه لأنها كانت متأكدة من سهولة حصوله على النساء، لذا كان لا بد أن تحمي نفسها منه.

ومن ضمن الهدايا التي أغدقها بها فساتين من كبرى دور الأزياء، وفرقتها الموسيقية المفضلة للغناء في حفل خاص لهما، مشيرة إلى أن مغنيه المفضل هو مغني الراب "فيفتي سنت".

ويمتلك الساعدي سيارة بوجاتي بلون البنفسج تبلغ قيمتها حوالي مليوني دولار.

وقالت الراقصة "لم يكن الساعدي ينظر إلى ثمن الأشياء، لم يهمه الأمر، كان هناك دائماً شخص آخر يدفع الفاتورة". وذكرت أنه كان يحب مناداته بالمهندس الساعدي، في حين كان أخاه المعتصم يحب مناداته بالدكتور معتصم.

وذكرت الراقصة أنها لم تر الساعدي قط يتعاطى المخدرات، إلا أنه عرض عليها الكوكايين مرة واحدة في غرفة خاصة بإحدى الملاهي الليلية.

وفي العام 2006، أصر الساعدي على الزواج منها، فكان شرطها أن يطلق سراح الممرضات البلغاريات، فأخبرها بأنه سيتحدث مع أخيه سيف، الذي كان يتولى الملف، وبالفعل أكد لها الإفراج عنهم في العام 2007 (وهو ما حصل فعلاً). وقالت دافينكا "حتى هذه اللحظة لا أدري إن كنت أنا من أسهم في تحريرهن أو أنه كان سيتم الإفراج عنهن بكل الحالات".

وفي العام 2009، توجه الاثنان إلى رحلة سفاري في تنزانيا، وهي الصورة الوحيدة التي تجمعهما مشيرة إلى أنه يكره التقاط الصور. ولفتت إلى أن الساعدي كان ينزعج كثيراً حين كانت ترد سيرة والده، لكنه لم يكن ينطق شيئاً؛ لأنه إذا تفوه بكلمة سيئة كان والده سيمنع عنه مصدر الأموال.

وتروي دافينكا عن مرافقي الساعدي كيف أنفق في عام واحد فقط نحو 170 مليون إسترليني على طائراته الخاصة وإقامته في فنادق 5 نجوم، وسياراته الفارهة والنساء والمجوهرات والثياب الفاخرة.

وقالت "لم يكن المال عائقا بالنسبة إليه، كان دائماً يحمل معه حقيبة سوداء مليئة بالنقود، وإذا ما انتهت هذه الأموال كان يتصل بالسفارة التي كانت ترسل له على الفور حقيبة مليئة بالآلاف".

وأكدت رواية الراقصة تسريبات لوثائق موقع ويكليكس عن السفير الأمريكي في ليبيا العام 2009، حيث تحدث فيها عن "ماضي الساعدي السيئ، بما في ذلك خلافاته مع الشرطة الأوروبية، وإدمانه المخدرات وحضوره حفلات كثيرة، والسفر إلى الخارج عكس إرادة والده بالبقاء في ليبيا".

القذافي خضع لعملية تجميل

فيما كشف جراح تجميل برازيلي، انه اجرى عملية جراحية للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي،لجعله يبدو اكثر شبابا قبل 16 عاما في مقر اقامته في طرابلس.

وفي مقابلة مع مجلة "ايبوكا" الاسبوعية البرازيلية،قال الجراح ياسر ريبيرو، الذي يعمل في مستشفي "ريو دي جانيرو" "كانت مهمتي ان اجعل وجه القذافي خاليا من التجاعيد في العام 1995".

 وذكرت مدونات ايطالية ان ريبيرو اجرى عمليات كذلك لرئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني.

واوضح ريبيرو ان القذافي "قال انه يحكم البلاد منذ سنوات طويلة ولا يريد ان ينظر اليه الشباب على انه مسن". وتابع الجراح "مع ان القذافي مهذب وذكي الا انه بدا لي كذلك منطويا على ذاته وخجولا ونفورا".

واوضح انه حافظ على سر هذه العملية لفترة طويلة، وقرر الكشف عنها الان "للمساهمة في فهم هذه الشخصية التاريخية التي تثير الكثير من التكهنات ولا تتوافر عنها الكثير من المعلومات".

وقال ريبيرو انه تلقى اتصالا العام 1994، من وزير الصحة الليبي في تلك الفترة محمد زيد، عندما كان يشارك في مؤتمر للجراحة التجميلية في طرابلس.

وفي ختام المؤتر حول جراحة الصدر التجميلية، قال له وزير الصحة انه يريد ان يعرفه بشخص عزيز على قلبه. وظن الجراح ان الامر يتعلق بزوجة الوزير التي ترغب باجراء عملية لصدرها. وقال له الوزير عندما وصلا امام مقر اقامة القذافي "ستقوم بفحص قائدنا".

وعاد ريبيرو العام 1995 لاجراء العملية للزعيم الليبي مع زميله فابيو نقاش الاخصائي في زرع الشعر. وقد اخذ الدهن من بطن القذافي وحقن في وجنتيه. وتم تحسين مظهر الجفنين كذلك وازالة ندبة على الجانب الايمن من الجبين.

وقال ريبيرو الرئيس السابق لجمعية الجراحة التجميلية في البرازيل، انه قرر عدم تلقي اجر من الزعيم الليبي الا ان القذافي اعطاه ظرفا فيه الكثير من الدولارات والفرنكات الفرنسية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 13/آذار/2011 - 7/ربيع الثاني/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م