
شبكة النبأ: بعد نجاح الثورة
الاسلامية في ايران وتحول النظام فيها الى نظام جمهوري اسلامي، اتجهت
ايران الى تعزيز قدراتها الاقتصادية والعسكرية والصناعية من الداخل
وتطوير علاقاتها والبحث عن حلفاء خارج حدود دولتها.
وقد طورت ايران مؤخراً قدرتها النووية في محاولة منها لمواجهة
اعدائها الرئيسين اسرائيل وامريكا وهم ما تصفهم بدول الاستكبار العالمي،
بانتظار اليوم الموعود للقضاء على هذه الدول في مواجهة يراها البعض
حتمية ستأتي عاجلاً ام اجلاً.
وقد القت الاحداث الاخيرة التي حدثت في الشرق الاوسط وسقوط العديد
من الانظمة العربية الحليفة لاسرائيل بظلالها على النزاع الاسرائيلي
الايراني حيث تبادل الطرفين الاتهامات بشأن تعمد الاستفزاز خصوصأ بعد
دخول سفينتين حربيتين ايرانيتين قناة السويس متجهة الى سوريا وهو مالم
يحدث منذ العام 1979، خصوصا ان اسرائيل تعتبر ايران الرابح الاكبر من
تساقط الانظمة العربية السريع.
نهاية الانظمة الديكتاتورية
فقد اعتبر الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز ان الانتفاضات التي اندلعت
في الشرق الاوسط تدل على نهاية "الانظمة الديكتاتورية"، وقال بيريز "الواضح
الان هو انه لم يعد بامكان اي ديكتاتور ان يكون مطمئنا في الشرق الاوسط
فهم راحلون وفيسبوك باق"، واضاف الرئيس الاسرائيلي "يتعين على الطغاة
من الان فصاعدا ان يجيبوا على ما يراه العالم على الشاشات من الفقر
والقمع والفساد ولقد بات كل شيء اليوم شفافا الى حد انه لم يعد امام
الطغاة اي مكان يختبئون فيه".
الى ذلك ندد وزير التنمية الاقليمية ونائب رئيس الوزراء سيلفان
شالوم بايران مرة جديدة، وقال "ان محاولة ايران اليوم المشاركة بقوة
اكبر في كل الثورات التي تحصل في منطقتنا ينبغي ان يدفع الى خلاصة
واحدة، على العالم ان يتحد بهدف منع ايران من تحويل هذه المنطقة الى
منطقة معادية ومن وضع يدها على كل الموارد النفطية للسنوات المئة
والخمسين المقبلة".
واضاف الوزير الاسرائيلي "ان العدوى التي وصلت الى ليبيا تدفعنا
لطرح السؤال عمن سيكون سيد الشرق الاوسط"، وقد واصلت الشرارة التي
انطلقت في تونس ثم في مصر، طريقها في نهاية هذا الاسبوع لتنتشر في شمال
افريقيا والشرق الاوسط مع بلوغها ليبيا التي باتت على شفير حرب اهلية،
في حين تسيطر المعارضة البحرينية على وسط المنامة، كما تم تنظيم تجمعات
احتجاجية في المغرب وايران. بحسب فرانس برس.
في سياق متصل اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ان على
العالم الغربي ان يتخذ ضد ايران نفس الاجراءات التي اتخذها ضد الزعيم
الليبي معمر القذافي، وقال "اذا كانت الاسرة الدولية تمارس بالتحديد
ضغطا على ليبيا وتحذر زعميها وجيشه من اية انتهاكات لحقوق الانسان،
فيتوجب عليها توجيه نفس التحذير الى القادة الايرانيين والى عملائهم"
واصفا النظامين الايراني والليبي بانهما "انتهكا بالجملة حقوق الانسان".
واضاف نتانياهو "في الوقت الذي يمارس فيه القذافي قمعا دمويا ضد
معارضيه في ليبيا فان نظام ايات الله في ايران يعدم بانتظام معارضيه"،
ووقعت مؤخراً مواجهات في طهران بين قوات الامن ومتظاهرين يطالبون
باطلاق سراح زعيمي المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي، حسب الموقعين
الالكترونيين لهذين الزعيمين، وقال رئيس الحكومة الاسرائيلية ايضا "اعتقد
ان رد فعل حازم من شأنه ان يوجه رسالة تشجيع وامل واضحة جدا للشعب
الايراني حيث لم ينس احد المعركة من اجل الحرية".
اسرائيل ورم سرطاني
من جهته هاجم المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية في ايران علي
خامنئي اسرائيل التي وصفها مجددا ب"الورم سرطاني" غداة تصريحات رئيس
الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو المنددة بالعبور المرتقب لسفينتين
حربيتين ايرانيتين لقناة السويس، وقال خامنئي متحدثا امام مسؤولين
ايرانيين "هذه الحكومة الصهيونية الاصطناعية هي ورم سرطاني وسبب
الامراض المختلفة والاضطرابات السياسية والاقتصادية في المنطقة".
وقال في الكلمة التي نقلها التلفزيون الرسمي "ان الاستكبار يبذل
جهده للاحتفاظ بهذا الورم الخبيث الساعي الى الحرب لكن اليوم باتت
كراهية دول المنطقة حيال هذا الورم السرطاني اكثر وضوحا"، واتت هذه
التصريحات بعد توجه سفينتين حربيتين ايرانيتين لعبور قناة السويس في
اول حدث من نوعه منذ الثورة الاسلامية عام 1979، الامر الذي وصفه وزير
الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان بانه "استفزاز"، وتراقب اسرائيل "بجدية
كبرى" وصول السفينتين الى المتوسط وهي زادت من ميزانيتها الدفاعية بسبب
الاضطرابات الاقليمية، واعطت مصر الضوء الاخضر لمرور السفينتين عبر
قناة السويس باتجاه سوريا. بحسب فرانس برس.
يذكر ان السفينتين هما سفينة تموين واخرى لاجراء دوريات بريطانيتي
الصنع واشترتهما ايران قبل الثورة الاسلامية، وصرح مصدر دبلوماسي
ايراني لوكالة فرانس برس ان السفينتين ستجريان زيارة "روتينية" "لمدة
قصيرة" الى سوريا.
من جهة اخرى قال الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس ان ارسال ايران
سفينتين حربيتين الى البحر المتوسط يمثل انذارا لاوروبا بشأن خطر
الانتشار النووي الذي تمثله طهران، وأبدت اسرائيل عدم ارتياحها لوصول
فرقاطة ايرانية وسفينة امداد كانتا عبرتا قناة السويس في طريقهما الى
سوريا في اول استخدام عسكري للجمهورية الاسلامية لهذا الممر الملاحي
الاستراتيجي في مصر.
وقال بيريس في خطاب القاه خلال زيارة الى اسبانيا "هذا استفزاز رخيص
من ايران. مرور السفينتين لا يمثل تهديدا بذاته على منطقتنا لكن
التهديد الحقيقي والواضح كضوء الانذار هو لاوروبا ولبقية العالم"،
وأضاف وفقا لمقتطفات من الخطاب قدمها مكتبه "ايران تطور أسلحة نووية
وعندما تسقط الاسلحة النووية في أيدي جماعات ارهابية أو وكلاء ايران
فسوف تكون العواصم الاوروبية تحت تهديد يتعلق بوجودها"، وتقول ايران
انها تقوم بتخصيب اليورانيوم من أجل توليد الكهرباء فقط لتغطية
احتياجاتها وتحدت العقوبات الدولية التي تستهدف كبح برنامجها النووي.
ووصفت ايران ارسال السفينتين الى حليفتها سوريا بأنها مجرد بعثة
تدريبية.
وقال المستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للصحفيين
في باريس انه لا يمكن اعتبار هذا الحدث "غير ضار" مع الوضع في الحسبان
انها المرة الاولى التي تعبر فيها سفن حربية ايرانية قناة السويس الى
مياه المتوسط منذ الثورة الاسلامية عام 1979 .
وقال جان ديفيد ليفيت "لا اعتقد ان له اهمية عسكرية لكنه أقرب الى
الرسالة السياسية التي يجب أن نضعها في الاعتبار". بحسب رويترز.
على صعيد متصل قال مسؤول في هيئة قناة السويس ان سفينتين تابعتين
للبحرية الايرانية دخلتا القناة وتتجهان نحو البحر المتوسط في خطوة من
شأنها بالتأكيد اثارة غضب اسرائيل، ويبعد ميناء بورسعيد على الطرف
الشمالي للقناة نحو مئة كيلومتر فقط عن اسرائيل لكن السفينتين -وهما
فرقاطة وسفينة امداد- المتوجهتين الى سوريا ستمران بمحازاة الساحل
الاسرائيلي، وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قال في وقت
سابق انه ينظر بقلق بالغ الى مرور السفينتين وهي ما ستكون المرة الاولى
التي تعبر فيها سفن للبحرية الايرانية القناة منذ قيام الثورة
الاسلامية في ايران عام 1979.
وببدو أن ايران تختبر الاوضاع في بعد سقوط الرئيس المصري حسني مبارك.
ومعاهدة السلام الموقعة منذ فترة طويلة مع مصر مهمة بدرجة كبيرة لامن
اسرائيل في المنطقة، وتشعر اسرائيل بالقلق من التغيرات السياسية في مصر
ودول عربية اخرى متحالفة مع حليفتها الرئيسية الولايات المتحدة، وتظهر
استطلاعات رأي في مصر أن أغلب القوة السياسية الرئيسية ستكون أقل
توافقا مع اسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة رغم أن أيا من القوى
السياسية لم تطلب الغاء معاهدة السلام مع اسرائيل، وخلصت مناورات حربية
أجرتها اسرائيل في الفترة الاخيرة وهي الاولى منذ تخلي مبارك عن
الرئاسة الى انها ستعزز جاهزيتها العسكرية لكن ستحاول تجنب المواجهة ما
لم تر تهديدا أكبر من ايران. بحسب فرانس برس.
ويواجه المجلس الا على للقوات المسلحة المصرية أول محك سياسي منذ
توليه ادارة البلاد في 11 فبراير شباط الماضي وكان وافق على طلب ايران
عبور السفينتين القناة وهي ممر مائي مهم عالميا للتجارة ومصدر رئيسي
للدخل في مصر، وكان القرار صعبا على حكومة تسيير الاعمال في مصر
فالقاهرة حليف للولايات المتحدة في حين ان علاقاتها مع ايران متوترة
منذ أكثر من 30 عام، ويقول محللون ان ايران ترى نفسها مستفيدة من
التغييرات في الشرق الاوسط. فخلع حكام وضعف غيرهم من حلفاء الولايات
المتحدة من شأنه تقوية شوكة ايران وتقليل احتمالات أن تضطر لتقديم
تنازلات فيما يتعلق ببرنامجها النووي. وتنفي ايران أي نية لانتاج سلاح
نووي.
السفينتان الحربيتان الايرانيتان عبرتا قناة
السويس
وكانت مصر سمحت بعبور السفينتين مؤكدة التزامها بالقانون الدولي
الذي لا يمنع عبور السفن الحربية للقناة. وهي اول مرة منذ العام 1979
تعبر فيها سفن حربية ايرانية قناة السويس، واكد قادة كبار في القوات
البحرية الايرانية ان القطعتين هما سفينة الامداد "خرق" المخصصة لنقل
الامدادات والمساندة والتي يبلغ وزنها 33 الف طن، والفرقاطة "الفاند"
التي يبلغ وزنها 1500 طن ، وهما مصنوعتان في بريطاني، ويتالف طاقم "خرق"
من 250 بحارا ويمكن ان تحمل ثلاث مروحيات. أما الفاند فهي مزودة
طوربيدات وصواريخ مضادة للسفن.
الى ذلك ارتفعت اسعار النفط عالمياً وجاء هذا الارتفاع الكبير نسبياً
في أسعار النفط بعد قليل من التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية
الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، بشأن عبور سفينتين حربيتين إيرانيتين
قناة السويس، في خطوة وصفها بأنها "استفزاز لا يمكن السكوت عليه."
الى ذلك ألقت التقارير بمزيد من الشكوك على أسواق النفط، حيث بدا
المتعاملون أكثر حذراً، بعدما سيطرت عليهم حالة من الخوف، في ضوء غموض
الموقف الراهن بشأن احتمالات قيام إسرائيل باعتراض السفينتين
الإيرانيتين.
واعتبر أندرو ليبو، الخبير الاقتصادي لدى مجموعة "إم إف غلوبال"،
التقارير الواردة بشأن تصاعد التوتر في الشرق الأوسط بأنها "مازالت
غامضة في اللحظة الراهنة، إلا أن أنباء عبور السفينتين الإيرانيتين
قناة السويس قد دفعت السوق للارتفاع بالفعل."
اسرائيل تحذر
من جهتها حذرت اسرائيل ايران وحليفها حزب الله من القيام باي "استفزاز"
بعد ارسال وكما قالت اسرائيل، سفينتين حربيتين ايرانيتين الى المتوسط،
والتهديدات التي اطلقها حزب الله باجتياح منطقة شمال الجليل، قال وزير
الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان ان ايران سترسل سفينتين حربيتين
الى البحر المتوسط، واصفا الامر بانه "استفزاز لا تستطيع الدولة
العبرية تجاهله طويلا"
ومن ناحيته، قال وزير الدفاع ايهود باراك ان "اسرائيل تراقب عن كثب
الحركة المعادية الايرانية وابلغت الدول الصديقة بالقضية".
كما اعلنت وزارة الخارجية ان الولايات المتحدة السفينتين اللتين
تبحران حاليا في البحر الاحمر، واضاف ليبرمان ان عبور سفن حربية
ايرانية بجانب ساحل اسرائيل امر لم يحدث منذ عدة سنوات وهو "استفزاز
يثبت ان ثقة الايرانيين ووقاحتهم تزداد يوما بعد يوم"، وحذر من ان "على
المجتمع الدولي ان يفهم ان اسرائيل لا يمكنها تجاهل هذه الاستفزازات
للابد".
واكد ليبرمان زعيم حزب اسرائيل بيتنا القومي المتطرف ان "المجتمع
الدولي وللاسف لا يتعامل مع الاستفزازات الايرانية المتكررة" في اشارة
الى زيارة قام بها الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى المناطق
اللبنانية الجنوبية الحدودية مع اسرائيل. بحسب فرانس برس.
وقال فيليب كراولي المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية ان
الولايات المتحدة "تراقب ما تفعله" هاتان السفينتان، مؤكدا انه يتحدث
عن نفس السفينتين اللتين اشار اليهما الوزير الاسرائيلي.
الا ان كراولي رفض تأكيد ما اذا كانت هاتان السفينتان حربيتين او
حتى اذا كانتا ايرانيتين.
يشار الى ان اسرائيل تعتبر ايران التي تنادي باستمرار بازالة الدولة
العبرية وتدعم حزب الله وحماس الفلسطينية، بمثابة تهديدها الرئيسي
وتتهمها بالسعي لامتلاك السلاح النووي. ويعتبر الخبراء ان اسرائيل هي
القوة النووية الوحيدة في المنطقة.
ومن ناحيته وامام المؤتمر نفسه، حذر رئيس الوزراء الاسرائيلي
بنيامين نتانياهو حزب الله من مغبة شن اي هجوم على الدولة العبرية،
وذلك اثر تهديد الامين العام حسن نصر الله ب"السيطرة على الجليل" اذا
ما وقعت حرب بينه وبين الدولة العبرية، وقال نتانياهو ان "نصر الله قال
اليوم انه سيجتاح الجليل، لدي اخبار له: لن يفعل"، وتابع "ان من يختبىء
في غرفة محصنة تحت الارض عليه ان يبقى في مخبئه"، مضيفا "لدينا جيش قوي
وشعب موحد".
ومنذ حرب تموز/يوليو واب/اغسطس 2006 بين اسرائيل وحزب الله يعيش
الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في مكان سري ولا يظهر علنا
الا نادر، وفي رد نصرالله على وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك الذي
طلب من جيشه ان يبقى مستعدا لاجتياح جديد للبنان، توجه نصرالله في
احتفال لمناسبة الذكرى السنوية "للقادة الشهداء" في الحزب وبينهم عماد
مغنية الذي قتل العام 2008 في دمشق، الى "مجاهدي المقاومة الاسلامية"
بالقول "كونوا مستعدين ليوم اذا فرضت فيه الحرب على لبنان قد تطلب منكم
قيادة المقاومة السيطرة على الجليل، اي بتعبير آخر تحرير الجليل"،
وشهدت حرب تموز/يوليو عدة اخفاقات ضد حزب الله الذي نجح في اطلاق حوالى
اربعة الاف صاروخ على شمال اسرائيل.
في سياق متصل اعتبر الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الاسرائيلية (الموساد)
مئير داغان ان هجوما اسرائيليا على المنشآت النووية في ايران غير مبرر
في هذه المرحلة، كما ذكرت الاذاعة الاسرائيلية العامة. بحسب فرانس برس.
وادلى داغان بهذه التصريحات اثناء مراسم تسليم الصلاحيات الى خلفه
تامير باردو في المقر العام للموساد، واكد انه لا تبرير لمثل هذا
الهجوم الا اذا كان بمثابة الورقة الاخيرة، معتبرا ان الوضع الحالي ليس
كذلك نظرا لان ايران لن تملك، على حد رايه، قدرة نووية قبل 2015
استنادا الى سلسلة تاخيرات، وكان داغان اعتبر في الماضي انه ينبغي ان
لا تشن اسرائيل عملية عسكرية ضد ايران "الا اذا كانت تحت حد السكين"،
وفي كانون الاول/ديسمبر المنصرم، اعلن وزير الشؤون الاستراتيجية موشي
يعالون ان "صعوبات" يواجهها البرنامج النووي الايراني في الاونة
الاخيرة أخرت لسنوات عدة احتمال توصل ايران الى صنع القنبلة الذرية.
وتتهم الولايات المتحدة وقسم من المجتمع الدولي ايران بالسعي الى
امتلاك السلاح الذري تحت غطاء برنامج نووي مدني، وهو ما تنفيه طهران،
وتقول اسرائيل ان الطموحات النووية لايران تشكل تهديدا لها، ولم يستبعد
مسؤولون اسرائيليون اعتماد الخيار العسكري للقضاء على البرنامج النووي
الايراني، وتتهم ايران باستمرار اسرائيل بالتجسس على برامجها النووية
والعسكرية ويؤكد المسؤولون الايرانيون، وبينهم الرئيس محمود احمدي نجاد،
ان اسرائيل محكومة "بالزوال".
الى ذلك رأى المحلل السياسي في صحيفة 'هآرتس' ألوف بن في مقال نشر
مؤخراً إن إسرائيل ستمتنع عن مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية في
أعقاب سقوط الرئيس المصري حسني مبارك.
وكتب بن أنه 'من دون مبارك، لن يكون هناك هجوما إسرائيليا على إيران'
مشيرا إلى أن الرئيس الذي سيخلف مبارك 'سيخشى غضب الجماهير إذا نظرت
إليه كمتعاون في عملية عسكرية كهذه'.
وأضاف أن من يعارضون الهجوم أو يخشون من نتائجه رغم أنهم يظهرون
كمؤيدين له مثل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع
ايهود باراك 'حظيا الآن بالحجة النهائية، وسيكتبان في مذكراتهما أنه
أردنا مهاجمة إيران لكننا لم نتمكن من ذلك بسبب الثورة المصرية. ومثلما
تحدث (رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ايهود) أولمرت كيف كاد يصنع
السلام هما سيتحدثان كيف كادا يشنان حربا'. بحسب يونايتد برس.
وشدد بن على أنه 'بانصرافه، منع مبارك حربا استباقية إسرائيلية وعلى
ما يبدو فإن هذا كان إسهامه الأخير لاستقرار المنطقة'، ولفت بن إلى
حالة أل'إسلاموفوبيا' التي يعاني منها رئيس الوزراء الإسرائيلي وكتب أن
'نتنياهو يخاف أن تتحول مصر إلى جمهورية إسلامية معادية لإسرائيل، نوع
شبيه بإيران جديدة وأقرب بكثير (إلى حدود إسرائيل)'، وأضاف ان نتنياهو
يأمل ألا يحدث هذا وإنما يأمل بأن 'تقف مصر في المكان الموجودة فيه
تركيا اليوم: الحفاظ على العلاقات الرسمية مع إسرائيل وعلى السفارتين
والخطوط الجوية والعلاقات التجارية، وذلك إلى جانب انتقادات شديدة حول
الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين'.
وقال ان السيناريو الأفضل بالنسبة لنتنياهو هو أن تكون مصر مثل
تركيا في العهد الذي سبق ولاية رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان أي 'دولة
موالية لأميركا وتحت سيطرة الجيش' لكنه استبعد حدوث هذا في مصر.
من جهة ثانية ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن باراك تحدث مع رئيس
المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية محمد حسين طنطاوي الذي أصبح
الحاكم في مصر منذ تنحي مبارك عن الحكم، ولم يفصح باراك عما دار في
المحادثة لكن صحيفة 'يديعوت أحرونوت' اقتبست عن باراك قوله لطنطاوي إن
'لدينا مسؤولية بمنع حدوث وضع خبرناه معا في العام 1973' في إشارة إلى
مشاركتهما في الحرب التي اندلعت في ذلك العام بين إسرائيل ومصر.
وكان نتنياهو قد أصدر بيانا رحب فيه ببيان الجيش المصري بشأن احترام
الاتفاقيات الدولية التي وقعتها مصر وبينها اتفاق السلام مع إسرائيل،
وقال نتنياهو في بيانه إن 'اتفاق السلام القائم منذ سنوات طويلة بين
إسرائيل ومصر أسهم كثير لكلتا الدولتين وهو حجر أساس للسلام والاستقرار
في الشرق الأوسط كله'.
امام الغرب ثلاث سنوات
من جهته قال مسؤول اسرائيلي رفيع ان أمام الولايات المتحدة وحلفاءها
ما يصل الى ثلاث سنوات لكبح جماح البرنامج النووي الايراني الذي مُني
بانتكاسة نتيجة صعوبات فنية وعقوبات.
وصرح موشي يعلون نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي بأن ايران ما زالت
أكبر مبعث قلق لحكومته لكنه لم يتحدث عن امكانية أن تقوم اسرائيل
بضربات عسكرية من جانب واحد قائلا انه يأمل أن ينجح التحرك الذي تقوده
الولايات المتحدة ضد طهران.
وقال يعلون "أعتقد أن هذه الجهود ستزيد وستشمل مجالات تتجاوز نطاق
العقوبات لاقناع النظام الايراني بأنه لابد أن يختار بشكل فعال بين
الاستمرار في السعي للقدرات النووية أو البقاء، وتابع "لا أعلم اذا كان
هذا سيحدث في 2011 أو 2012 لكننا نتحدث فيما يتعلق بالسنوات الثلاث
المقبلة، وأشار يعلون وهو رئيس سابق للاركان ان خطة تخصيب اليورانيوم
الخاصة بايران منيت بانتكاسات. ويرى بعض المحللين مؤشرات عن عمليات
تخريب من جانب قوى خارجية مثل افساد شبكات كمبيوتر ايرانية بفيروس.
بحسب رويترز.
وقال يعلون "هذه الصعوبات تؤجل الجدول الزمني بالطبع. ومن ثم لا
يمكننا الحديث عن نقطة اللاعودة. ايران تملك حاليا بالفعل القدرة على
صنع قنبلة نووية بنفسها وأتمنى ألا تنجح على الاطلاق وأن تمنع جهود
العالم الخارجي في نهاية الامر ايران من الحصول على قدرة نووية."
وانتهج يعلون من قبل موقفا متشددا ازاء ايران قائلا ان اسرائيل التي
يعتقد أن لديها الترسانة النووية الوحيدة في المنطقة يجب أن تهاجم
ايران بدلا من أن تحصل طهران على القنبلة في نهاية الامر، ويتكتم
مسؤولون اخرون منهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمر الخيار العسكري
والذي سيواجه عقبات ميدانية ودبلوماسية كبيرة.
على صعيد متصل قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ان
التهديد الصارم بتحرك عسكري بقيادة الولايات المتحدة هو الوسيلة
الوحيدة لاقناع ايران بالتخلي عن خطط لانتاج قنبلة ذرية، وبدا ان
نتنياهو يهون من التقييم الحديث من جانب المخابرات الاسرائيلية بأن
البرنامج النووي الايراني يواجه تأخيرات وحث رئيس الوزراء الاسرائيلي
القوى الاجنبية على زيادة الضغط على السلطات الايرانية.
وقال في تصريحات للصحفيين الاجانب ان أحدث مجموعة من العقوبات
الدولية تضر بايران لكنها ليست كافية لارغامها على التراجع بشأن
الاسلحة النووية، واضاف "يجب ان تكثفوا الضغط ولا أعتقد ان هذا الضغط
سيكون كافيا لحمل هذا النظام على تغيير المسار بدون خيار عسكري ذي
مصداقية يواجههم به المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة."
ويعتقد الغرب ان ايران تهدف لاستخدام برنامج تخصيب اليورانيوم
لانتاج اسلحة ذرية. وتنفي طهران ذلك، وتقول اسرائيل والولايات المتحدة
ان كل الخيارات مطروحة لكن كثيرا من المحللين يعتقدون ان التهديد بتدخل
عسكري تراجع وسط اشارات على أن البرنامج النووي الايراني المثير للنزاع
يعاني من التخريب والعقوبات والاعطال الفنية.
وقال رئيس المخابرات الاسرائيلية (الموساد) المنتهية ولايته
للصحفيين انه لا يعتقد ان ايران ستكون قادرة على انتاج قنبلة نووية قبل
2015 ورفض التوصية بأي ضربات عسكرية استباقية، وقال مصدر سياسي ان
نتنياهو ابدى ضيقا شديدا من رئيس الموساد المتقاعد مئير داجان بسبب
تعبيره عن ارائه علنا وهون رئيس الوزراء من تصريحاته وقال "اعتقد ان
تقييمات المخابرات هي كذلك بالضبط.. انها تقييمات. انها تتراوح من افضل
الاحتمالات الى اسوأ الاحتمالات لذلك أعتقد انه توجد مساحة لبعض
التقييمات المختلفة."
واضاف للصحفيين ان العالم ادرك اخيرا الخطر الذي تمثله ايران
المسلحة نوويا واشاد نتنياهو بأحدث مجموعة من العقوبات التي تقودها
الامم المتحدة لانها احدثت اثرا على ايران، وقال "لا شك ان هذه الامور
سببت صعوبة لكنها لم تغير بأي طريقة تصميم ايران على مواصلة برنامجها
النووي. انهم مصممون على المضي قدما رغم كل صعوبة وكل عائق وكل انتكاسة
لانتاج اسلحة نووية." بحسب رويترز.
وعبر نتنياهو أيضا عن أسفه بسبب التأثير الذي تمارسه ايران على كل
الشرق الاوسط وأشار الى أنها عائق محتمل امام أي اتفاق سلام بين
اسرائيل وجارتها الشمالية سوري، وقال "توجد علاقة قوية جدا بين سوريا
وايران ولا أرى أي استعداد واضح من جانب سوريا لكسر هذه العلاقة."
ايران تحذرا من مساعدة اسرائيل
فيما حذرت ايران الدول المجاورة من مساعدة اسرائيل بعد يوم من
اعلانها ضبط شبكة جواسيس ذات صلة بعدوها اللدود اتهمتها باغتيال عالم
نووي ايراني، ولم تستبعد اسرائيل شن هجمات على الجمهورية الاسلامية اذا
أخفقت الجهود الدبلوماسية في وقف المساعي الايرانية لصنع اسلحة نووية.
وتوعدت ايران بالانتقام بهجمات صاروخية على اسرائيل واهداف امريكية في
الخليج.
وقال وزير الاستخبارات حيدر مصلحي في مؤتمر صحفي نادر "يجب ان يعلم
جيراننا ودول المنطقة التي تربطها علاقات بالنظام الصهيوني انه سينظر
الى اي مساعدة تقدم لهذا النظام على انها تهديد لايران."
وتابع "تعامل دول المنطقة مع هذا النظام سيسهم في ايجاد قواعد
للاعمال الارهابية والتجسس."
وقالت ايران انها ضبطت "شبكة جواسيس" ذات صلة بجهاز المخابرات
الاسرائيلي (الموساد) كانت وراء اغتيال عالم نووي ايراني عام 2010،
وقال مصلحي "تضم الجموعة التي ضبطت عدة شبكات حتى الان القي القبض على
أكثر من 10 اشخاص على صلة بشبكات مختلفة وستستمر عمليات الاعتقال.
جميعهم اعضاء في شبكات ذات صلة بالموساد."
وقتل مسعود على محمدي الاستاذ بجامعة طهران في العاصمة الايرانية
يوم 12 يناير كانون الثاني من العام الماضي جراء تفجير قنبلة بجهاز
تحكم عن بعد. وحملت ايران الولايات المتحدة واسرائيل مسؤولية قتله،
ووصفت واشنطن الاتهامات بالضلوع في الحادث بانها "سخيفة".
وقالت مصادر غربية ان علي محمدي استاذ الفيزياء كان يعمل عن قرب مع
محسن فخري زاده مهابادي وفريدون عباسي ديواني اللذين يخضع كل منهما
لعقوبات الامم المتحدة بسبب عملهما في ما يشتبه أنه تطوير لاسلحة نووية،
وقتل عالم ايراني اخر في 29 نوفمبر تشرين الثاني.
وذكرت ايران ان اسرائيل استغلت "بعض الدول الاوروبية وغير الاوروبية
بل وبعض الدول المجاورة لتنفيذ عملية اغتيال" علي محمدي دون ذكر تفاصيل،
وترتبط اسرائيل بعلاقات دبلوماسية مع عدد من دول الشرق الاوسط من بينها
مصر والاردن وتركيا.
وقال مصلحي "لدينا وثائق وادلة على استهداف النظام الصهيوني انجازات
ايران ولن يكون القطاع النووي استثناء، "هذا النظام يقف ضد اي انجازات
في المنطقة ومن ثم فان جميع العلماء البارزين في الشرق الاوسط في خطر.
بحسب رويترز.
اسلاميون ايرانيون يتوعدون
الى ذلك تظاهرت مجموعة من الاسلاميين امام ضريح الملكة استير، وهو
موقع يهودي مقدس في غرب ايران، وتوعدت بتدميره اذا قامت اسرائيل
بمهاجمة المسجد الاقصى في القدس.
وقال المتظاهرون في بيانهم "ايها المسلمون انتبهوا، لقد بدأوا
بتدمير المسجد الاقصى، لكن ثاني مواقعهم المقدسة في ايران ضريح استير
لم يمسه احد، ولم يرفع اي مسلم الصوت"، واضافوا "نحن طلاب الباسيج (الميليشيا
الاسلامية) نحذر قادة النظام الصهيوني من انهم اذا هاجموا المسجد
الاقصى في اي شكل كان، فسندمر ضريح هؤلاء القتلة".
ويقع ضريح الملكة اليهودية استير التي تزوجت ملكا فارسيا في القرن
السادس قبل الميلاد، في مدينة همذان ويشكل موقعا يحج اليه اليهود
الايرانيون الذين يراوح عددهم بين عشرين و25 الفا.
وثمة موقع اخر يشكل محجا لليهود في ايران هو قبر النبي دانيال في
مدينة شوش (غرب).
ويتهم الفلسطينيون والعالم الاسلامي اسرائيل بتعريض المسجد الاقصى
للخطر عبر القيام باعمال تنقيب عن الاثار وحفر انفاق في محيطه. بحسب
فرانس برس.
والمسجد الاقصى هو ثالث الحرمين بعد المسجد الحرام في مكة والمسجد
النبوي في المدينة المنورة. ويعتبر اليهود حائط المبكى الذي يقع اسفل
باحة الاقصى اخر بقايا المعبد اليهودي الذي دمره الرومان في العام 70،
وهو اقدس الاماكن لديهم.
إسرائيلية بصواريخ ايريخون 2 و3
من جهتهم اعلن الخبراء الامريكيون لاول مرة احتمال ان تقدم اسرئيل
على انزال ضربة بمنشآت البرنامج النووي الايراني بصواريخ «ارض ارض»
البالستية، ونقلت وسائل اعلام روسية عن التقرير الدوري لمركز
«بيرارتيسان بوليسو» لشؤون التحليل السياسي والاستراتيجي، عدم استبعاده
الهجوم على الاهداف الايرانية بالصواريخ البالستية «ارض ارض» المعروفة
باسم «ايريخون 2 وايرخون 3».
ويخلص معدو التقرير الى نتيجة مفادها بان الدفاعات الجوية الايرانية
ستكون عاجزة عن مواجهة الصواريخ الاسرائيلية هذه من دون منظومة «اس
300» المضادة للصواريخ التي كانت طهران تعقد الآمال في الحصول عليها من
روسي، ووفق تقديرات التقرير فان بوسع الصواريخ البالستية انزال ضربة
بالمنشآت الكائنة تحت سطح الارض وإلحاق اضرار فادحة بها اكثر مما لو ان
مقاتلات القوة الجوية الاسرائيلية قامت بقصفها من الجو. وتحتاج عملية
تصفية المنشآت الكائنة تحت سطح الارض الى قنابل خاصة تتمتع بقوة تدمير
كبيرة. ويتطلب اقتراب الطائرات الاسرائيلية المزودة بهذه القنابل ان
تتزود جوا بالوقود، وستحمل على متنها ادنى قدر من الاسلحة.
ومضى التقرير بالقول ان ضربة الصواريخ البالستية ودمجها بالضرب الذي
تنزله الغواصات الاسرائيلية من نوع «دلفين»، التي بوسعها المرابطة في
الخليج ستكون اقل كلفة واكثر فعالية من القيام بعملية معقدة لانزال
ضربة جوية قد لا يحالفها النجاح. ويشير الخبراء الى ان ايران ستعتبر
ضرب المنشآت النووية الواقعة بالقرب من المناطق السكنية بمثابة اعلان
الحرب عليها. ومن المحتم ان يكون الرد عليها باشعال الحرب على الحدود
الشمالية لاسرائيل مع حزب الله، واحتمال انزال ضربات صاروخية باسرائيل
من اراضي سورية وايران. وفقا للتقرير الامريكي. |