الثورة الليبية... معركة المدن الثلاث

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: يوما بعد يوما يشتد وطيس المعارك الدائرة بين ثوار الشعب الليبي وكتائب مرتزقة القذافي التي يقودها ابنائه، خصوصا بعد ان فقد طاغيا وعلى التوالي معاقل اتباعه بشكل مخزي، بعد ان قام الشعب المنتفض بالانقضاض عليهم بالرغم من البطش الذي تنتهجه تلك القوات مع من يقف في وجهها، مما ادى الى سقوط العديد من الضحايا بين قتيل وجريح في عمرة تطلعهم للحرية.

وشهدت الليالي الماضية بحسب ما تنقله التقارير الميدانية معارك كر وفر بين الطرفين، الا ان كما يبدو باتت الغلبة للثوار، الذين باتوا اكثر تنظيما واعداد من ايام الثورة الاولى، الامر الذي يمهد كما يقول معظم المحللين العسكريين الى استمرار الحال كما هو الى عدة اسابيع اخرى قبل ان ينهار اتباع القذافي امام الثوار.

المجلس الوطني المؤقت

فقد قال مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني المؤقت المشكل من المقاومين الليبيين لحكم الزعيم الليبي معمر القذافي ان المجلس يتوقع ان تعترف به بعض الدول رسميا قريبا.

وقال عبد الجليل لقناة الجزيرة "هناك بعض الاتصالات وبشكل رسمي اوروبية وعربية وعلى ضوء ما يصدر اليوم من بيان سيكون هناك اعترافات من بعض الدول."

واضاف ان قوة عسكرية يقودها افراد انشقوا عن الجيش الليبي ستتقدم نحو مدينة سرت الاستراتيجية الواقعة على البحر المتوسط والتي يسيطر عليها الموالون للقذافي قبل التوجه الى العاصمة الليبية طرابلس.

ويتخذ المجلس من مدينة بنغازي الواقعة في شرق ليبيا مقرا له. بحسب رويترز.

وعين المجلس في وقت سابق السبت لجنة ازمة مؤلفة من ثلاثة اعضاء لتغطية الشؤون العسكرية والخارجية في محاولة لتنظيم اتخاذ القرار.

معركة المدن الثلاث

فيما استهدفت غارات جوية مواقع للثوار بينما انسحب المتمردون من مواقع متقدمة لكنهم نفوا ما اعلنه نظام الزعيم معمر القذافي عن سقوط ثلاث مدن.

واعلن الثوار الذين عادوا من الجبهة بعد معارك مع القوات الموالية لمعمر القذافي الاحد انهم انسحبوا من مدينة بن جواد الواقعة على مسافة مئة كلم شرق سرت.

وقال عقيل الفارسي لفرانس برس "انسحبنا من بن جواد". واضاف "ستكون راس لانوف خطنا الدفاعي. تمكن بعضنا من الوصول ابعد من بن جواد لكن مسلحين تسللوا (الى المدينة) ليلا وهم على السطوح".

وقال متمرد اخر يدعى جمال رفض كشف اسم عائلته وهو يحمل كلاشنيكوف ايه كاي-47 ان عناصر القذافي مسلحون بشكل افضل بكثير. بحسب فرانس برس.

وقد ادت هذه المعارك الى سقوط قتيلين واكثر من اربعين جريحا بينهم صحافي فرنسي اصيب في ساقه.

وكانت قناة الليبية القريبة من نجل الزعيم الليبي سيف الاسلام القذافي والتلفزيون الرسمي اعلنا ان القوات الموالية للعقيد القذافي سيطرت على مدن راس لانوف ومصراتة وطبرق وفي طريقها الى بنغازي شرق ليبيا.

وتزامن الاعلان في اليوم التاسع عشر من الثورة، مع اطلاق نار كثيف من اسلحة رشاشة في وسط طرابلس، للاحتفال بهذا الحدث.

وقال المصدر نفسه ان اطلاق النار الذي بدأ في الساعة 6,20 (4,20 تغ)، ظل يسمع في الصباح بينما جابت سيارات في المدينة وقد اطلقت ابواقها.

وتدفق نحو اربعة آلاف شخص الى الساحة الخضراء حيث قامت القوات الخاصة باطلاق النار في الهواء.

واوضح جندي "انه رصاص فرح لاننا نحارب القاعدة. لقد انتصرنا ورحلت القاعدة". وصرح مراسل لوكالة فرانس برس في راس لانوف ان مدينة راس لانوف ما زالت بايدي المتمردين.

ونفى فتحي فرج العضو في المجلس الثوري في طبرق شرق ليبيا، من بنغازي صباح سقوط المدينة بايدي قوات العقيد معمر القذافي كما افاد التلفزيون الليبي، مؤكدا ان "هذا الكلام غير صحيح اطلاقا".

واكد المهندس فتحي فرج المكلف الاعلام انه انتقل الى "وسط الميدان وان الخبر كذب وما فيه ذرة من الصحة والحياة طبيعية".

وسمع دوي انفجار هائل في راس لانوف تلاه اطلاق مضادات جوية، ولم يعرف سبب الانفجار لكن القوات التابعة للزعيم الليبي معمر القذافي شنت قبل ذلك غارتين جويتين على المدينة استهدفت الاولى معبرا يسيطر عليه الثوار والثانية معسكرا لهم.

وخلفت الغارة الاولى فجوتين في الرمل قطر كل منهما متران، واحدة على بعد حوالى عشرين مترا من الطريق والاخرى على بعد خمسين مترا من المعبر، وفق ما افاد صحافيون في فرانس برس وشهود. وقال احد المتمردين عبد الشريف "اطلق صاروخان وليس هناك ضحايا ولا اضرار".

واستهدفت الغارة الثانية معسكرا اقامه المتمردون في قاعدة عسكرية سابقة ولم تتسبب باصابات ولا باضرار، بحسب مراسل فرانس برس.

وفي مصراتة قال سكان ان دبابات موالية للقذافي دخلت المدينة وبدأت بقصف المساكن. وقال احد السكان في اتصال هاتفي اجرته معه فرانس برس طالبا عدم كشف اسمه ان "الدبابات تطلق قذائف على وسط المدينة قرب مقر الاذاعة. نسمع ايضا اطلاق نار كثيف بالاسلحة الرشاشة". وتابع "السكان لا يملكون سلاحا وان لم يتدخل المجتمع الدولي بسرعة، ستقع مجزرة".

من جهة اخرى، دعا القذافي الى ارسال لجنة تحقيق "من الامم المتحدة او الاتحاد الافريقي" للتحقيق في الاحداث التي تشهدها ليبيا ووعد بالسماح للمحققين بالتحرك بحرية. كما حذر الزعيم الليبي من ان الاضطرابات في بلده ستؤدي الى كارثة في اوروبا.

المعارضة المسلحة تقهقر شرقي سرت

في السياق ذاته أجبرت القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي مدعومة بالطائرات المقاتلة المعارضة المسلحة يوم الاحد على التقهقر من بلدة بن جواد لتوقف زحفها نحو سرت مسقط رأس القذافي.

وقال مقاتل مصاب عائد من راس لانوف ان الموالين للقذافي هاجموهم بالاسلحة الالية والقذائف الصاروخية. وعندما سئل ماذا رأى أجاب بكلمة واحدة هي "الموت".

وسيطر المحتجون على بن جواد الواقعة على بعد 160 كيلومترا من سرت يوم السبت لكنهم انسحبوا في وقت لاحق مما سمح لوحدات من الجيش باحتلال منازل بالبلدة واتخاذ مواقع للقناصة ولاطلاق القذائف الصاروخية لتنصب كمينا أجبر المقاتلين على التقهقر الى راس لانوف.

وقال علي عثمان وهو من قوات المعارضة المسلحة " انه قتال عنيف حقا مثل فيتنام... كل نوع من الاسلحة يستخدم. تقهقرنا من كمين وسنعيد تنظيم صفوفنا." بحسب رويترز.

وقال ابراهيم بودبوس وهو مقاتل شارك في تقدم المحتجين " هاجمت قوات القذافي بالطائرات وأطلقوا النيران من على أسطح المنازل."

وقال اطباء وموظفون اخرون في مستشفى راس لانوف انهم استقبلوا قتيلين و22 مصابا حتى الان من القتال في بن جواد.

ووصلت عشرات المركبات المزودة بالاسلحة الالية الثقيلة من الغرب الى راس لانوف حيث كان المقاتلون المعارضون قد ذكروا في وقت سابق أن الموالين للقذافي في بن جواد شنوا هجوما في وقت سابق.

وخلال القتال قال محتجون ليبيون انهم أسقطوا طائرة هليكوبتر. وقال ثلاثة من المعارضين المسلحين لرويترز انهم شاهدوا الطائرة الهليكوبتر وهي تسقط في البحر. ولم يتسن الحصول على الفور على مزيد من التفاصيل. ووصلت عشرات المركبات المزودة بالاسلحة الالية الثقيلة الى راس لانوف بعد الكمين وتعيد تنظيم نفسها.

وقال مقاتلون اخرون في راس لانوف انهم تلقوا انباء الهجوم من على الجبهة بالهاتف. وقال خميس الليبي عضو المعارضة المسلحة "رصاص القناصة أصاب بعض المحتجين."

وقالت الحكومة يوم الأحد انها طردت المحتجين الذين سيطروا على شرق ليبيا منذ أكثر من أسبوع ليتراجعوا الى بنغازي معقلهم بالشرق.

لكن الواضح أن المحتجين مازالوا يسيطرون على بنغازي وبلدة راس لانوف النفطية المهمة التي سيطروا عليها ليل الجمعة. وقال شاهد في راس لانوف "جميعهم هنا من المعارضة." وقصفت طائرة مقاتلة راس لانوف يوم الأحد لكن لم يصب أحد بسوء.

وقال وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس يوم الأحد ان بلاده لها فريق دبلوماسي محدود في مدينة بنغازي بليبيا. وأحجم عن التعقيب على تقرير مفاده أن محتجين ليبيين خطفوا أفراد وحدة من القوات الخاصة البريطانية.

من ناحية أخرى قال مصدر في المعارضة المسلحة الليبية يوم الأحد ان المعارضة في شرق لييبا احتجزت أفرادا من القوات الخاصة البريطانية ولكنها تعاملهم بشكل جيد مضيفا أن المسألة ستحل عما قريب.

وكانت صحيفة صنداي تايمز ذكرت في وقت سابق يوم الأحد أن المحتجين الليبيين احتجزوا وحدة من القوات الخاصة البريطانية في الشرق بعد فشل مهمة دبلوماسية سرية للاتصال بقادة المعارضة.

وقال المصدر في بنغازي الواقعة تحت سيطرة المحتجين "احتجزوا (المعارضون المسلحون) أفرادا من القوات الخاصة البريطانية. لم يتمكنوا من تأكيد ما اذا كانوا أصدقاء أم أعداء. من أجل سلامتنا احتجزناهم ونتوقع أن تحل هذه المسألة قريبا. "هم بخير وفي أيد أمينة. لا نعلم لماذا لم تتصل (الحكومة البريطانية) أولا أو توضح هدف المهمة."

وقال أحد قادة المعارضة المسلحة في وقت سابق ان قواته تحركت من بن جواد غربا وتسيطر على بلدة النوفلية على بعد 120 كيلومترا من سرت اذ ينتظرون دعوة من المواطنين في سرت قبل التقدم.

وقال العقيد بشير عبد القادر لرويترز ان السيطرة على سرت ليست صعبة وأضاف أنه يعتقد أن 70 في المئة من المواطنين هناك مع المعارضة المسلحة غير أنهم طلبوا من المعارضة عدم الذهاب الى هناك خوفا من المعارك العنيفة. وقال ان المعارضة ستنتظر الى أن تتلقى اتصالا من سرت لابلاغها حين يكون الناس هناك مستعدين.

وقال العقيد عبد القادر الذي تحدث خلال مؤتمر صحفي في راس لانوف بوقت سابق ان هناك نحو ثمانية الاف من مقاتلي المقاومة بين راس لانوف والنوفلية وان قوات القذافي تعزز بلدة سرت مسقط رأس الزعيم الليبي.

وقال عبد القادر ان اخوانهم موجودون في سرت وأنهم لن يقبلوا بهذا الوضع وتابع أنهم يعرفون أن القذافي "قاتل" وسرق أموالهم وسيقفون في صفهم نافيا أحدث تصريحات الحكومة الليبية بأنها تسيطر على راس لانوف.

وأضاف أن الكثير من الناس في سرت يؤيدون المعارضة المسلحة ومستعدون للانضمام لها. وقال ان المعارضة أسقت طائرة في راس لانوف وطائرة هليكوبتر في النوفلية.

وقال عبد القادر عن قوات المعارضة المسلحة انها ليست جيشا منظما ولا تستخدم أساليب الجيش وان أساليبها ثورية اذ لا يضع أفراد قوات المعارضة الموت في اعتبارهم مثلما تفعل القوات النظامية.

وقال ان هذه طبيعة الثورات الشعبية فلا يمكن السيطرة عليها مشيرا الى أن عشرة في المئة فقط من القوات من القوات النظامية.

وقال انه في ثاني اكبر مدينة بشرق ليبيا حيث اندلعت الانتفاضة قال العقيد الامين عبد الوهاب عضو المجلس العسكري لمنطقة بنغازي ان المجلس تلقى اتصالا من أعضاء بقبيلة القذاذفة التي ينتمي لها القذافي في سرت ويريدون التفاوض وأضاف أنه لن تكون هناك مفاوضات مشيرا الى ان افراد القبيلة سألوهم عما يريدونه وكان ردهم هو أنهم يريدون اسقاط القذافي.

وقال عبد الوهاب ان جنودا ينتمون لقبائل الفرجان أعدموا لرفضهم قتال المعارضة المسلحة. وأضاف أن قبيلة الفرجان في سرت انضمت للعصيان بسبب الاعمال الوحشية هذه لكن المشكلة هي أنهم غير مسلحين وقال ان النظام زود قبيلة القذاذفة فقط بالسلاح.

وتابع أن القذافي ربما يكون له اكثر من 20 الف مقاتل في سرت مشيرا الى أن المدينة بها قوات للساعدي ابن القذافي التي تضم أربعة ألوية علاوة على ابناء القبيلة المسلحين. وقال ان قائد الكتبية التي يمثل القذاذفة 90 بالمئة منها هو عبد الله مسعود ابن عم القذافي.

معقل القذافي التحدي بالنسبة للمعارضين

وفيما يلي بعص التفاصيل عن المدينة واهميتها الاستراتيجية والسبب في ان الاستيلاء عليها يمثل تحديا كبيرا بالنسبة للمسلحين.

-  من المتوقع ان يجهز القذافي دفاعا قويا عن المدينة بسبب اهميتها النفسية كمسقط رأس الزعيم الليبي والتي صورها في خياله المبالغ فيه كعاصمة ثانية. وقد كانت هذه المدينة صغيرة وغير معروفة قبل وصول القذافي للسلطة عام 1969.

-  ولا يوجد في سرت بنية تحتية كبيرة للطاقة رقم قربها من احتياطات نفطية كبيرة. لكنها لا تزال تتمتع بأهمية استراتيجية تتمثل في وجود مطار مدني يضم على الارجح ايضا قاعدة جوية عسكرية. وتكشف صور الاقمار الصناعية عن وجود نحو 50 حظيرة طائرات من الخرسانة المسلحة من النوع الذي يستخدم لحماية الطائرات المقاتلة والتي تتراص في مجموعات على جانبي المهبط.

-  ويعد مركز مؤتمرات واجادوجو درة مشروع بناء طموح للقذافي. وهو عبارة عن قاعة مزينة بالرخام يستضيف القذافي فيها اجتماعات قمة لرؤساء الدول الاجنبية. والقذافي لديه مجمع من الخيام على الشاطيء القريب حيث تتم الدعوة لزعماء مفضلين لقضاء الامسيات.

-  واستضافت سرت مراسم التوقيع على الوثيقة المؤسسة للاتحاد الافريقي عام 1999. واصبحت الوثيقة تعرف منذ ذلك الحين باسم اعلان سرت.

-  ووصفت برقية للسفارة الامريكية نشرها موقع ويكيليكس قمة للزعماء الافارقة في سرت بانها عرض كلاب وخيول مركزي للقذافي. وخلال القمم الدولية تخضع المدينة لاجراءت حراسة مشددة ويصطف الجنود على الطرق الصحراوية المؤدية الى هناك في كل بضع مئات من الامتار.

-  وتتوقف حركة المرور عندما يمر موكب القذافي الذي يضم العشرات من العربات رباعية الدفع وقوات شرطة على متن دراجات نارية وشاحنة كبيرة على هيئة منزل متنقل ومزودة بهوائيات اتصال من السطح.

القوات الخاصة البريطانية

من جهة اخرى ذكرت صحيفة صنداي تايمز البريطانية ان المقاومين الليبيين اسروا وحدة من القوات الخاصة البريطانية في شرق البلاد بعد ان جاءت مهمة دبلوماسية سرية للاتصال بزعماء المقاومين بنتائج عكسية.

واضافت الصحيفة انه تم اعتراض الفريق لدى مرافقته دبلوماسيا صغيرا اثناء عبوره الاراضي التي يسيطر عليها المقاومون. وفهم ان هذا الفريق يتألف من ثمانية من افراد القوات الخاصة البريطانية. وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان مقتضب انها لا تستطيع "تأكيد او نفي " التقرير.

وابلغت جماعة سوليدتري لحقوق الانسان التي تتخذ من جنيف مقرا لها والتي توظف عددا من المنفيين الليبيين ان المقاومين اسروا فريقا مؤلفا من "ثمانية افراد من القوات الخاصة." وامتنعت وزارتا الدفاع والخارجية مرارا عن التعليق على تقرير الجماعة.

وذكرت صنداي تايمز انه يبدو ان تدخل القوات الخاصة البريطانية اثار غضب شخصيات المقاومة الليبية التي امرت بحجز الجنود في قاعدة عسكرية. بحسب رويترز.

ويخشى معارضو الزعيم الليبي معمر القذافي من ان يستغل القذافي اي دليل على تدخل عسكري غربي لحرمان انتفاضة بدأت قبل اسبوعين ضد حكمه الاستبدادي من التأييد الشعبي .

وقالت صنداي تايمز نقلا عن مصادر ليبية ان المقاومين اخذوا جنود القوات الخاصة الى بنغازي ثاني اكبر مدن ليبيا ومركز الانتفاضة وتم عرضهم على واحد من ابرز ساستهم لاستجوابهم.

وقالت الصحيفة ان الدبلوماسي الذي كان الجنود يرافقونه كان يمهد الطريق لزيارة يقوم بها زميل له على مستوى أعلى قبل اقامة علاقات دبلوماسية مع المقاومين.

واضافت انه قيل ان مسؤولي المعارضة الليبية حاولوا التكتم على الحادث خشية حدوث رد فعل عنيف من جانب المواطنيين الليبيين العاديين.

التدخل العسكري ستكون له "عواقب سلبية"

من جهته اعلن وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه في القاهرة ان اي تدخل عسكري في ليبيا حيث تتعرض الثورة لقمع دموي على ايدي قوات الزعيم معمر القذافي ستكون له "عواقب سلبية".

وقال جوبيه خلال مؤتمر صحافي عقده في القاهرة ان "فرنسا وكذلك العديد من شركائها لا يؤيدون تدخلا عسكريا غربيا في ليبيا ستترتب عليه عواقب سلبية تماما".

لكنه اضاف انه "في حال ازدادت المعارك دموية، علينا ان نهيئ انفسنا للرد، ولهذا السبب وافقنا على وضع خطة لفرض حظر جوي فوق ليبيا".

وتابع ان "تدخلا من هذا النوع (فرض حظر جوي) لا يمكن بنظرنا ان يتم الا بتفويض من الامم المتحدة وبمشاركة الجامعة العربية والاتحاد الافريقي". وقال "ان العقيد القذافي ونظامه فقدا اعتبارهما بنظرنا وعليهما الرحيل".

وكان جوبيه اعلن انه يعمل مع البريطانيين على استصدار قرار من مجلس الامن الدولي يقضي باقامة منطقة حظر جوي فوق ليبيا لمنع عمليات القصف. بحسب فرانس برس.

واعلن جوبيه في وقت سابق الاحد في القاهرة ان اوروبا وفرنسا لا يمكن ان "تسمحا بالجنون الاجرامي" لنظام القذافي ازاء الثورة في ليبيا.

وكان جوبيه دعا في الايام الاخيرة الى رحيل القذافي بعدما فقد اعتباره واهليته للحكم باطلاق النار على شعبه.

وفي باريس اعلنت وزارة الخارجية ان فرنسا "ترحب بانشاء المجلس الوطني الليبي" الذي شكله الثوار المعارضون لنظام معمر القذافي "وتقدم دعمها للمبادئ التي يدعو اليها والاهداف التي حددها لنفسه".

عمليات اجلاء اللاجئين

على الصعيد ذاته استعدت تونس والجزائر ومصر الدول الثلاث المجاورة لليبيا لاستقبال واعادة اللاجئين الفارين من الاضطرابات التي تشهدها ليبيا، بمساعدة دول اوروبية والولايات المتحدة. وقالت الامم المتحدة ان اكثر من 191 الف شخص فروا من ليبيا حتى الآن.

من جهتها، اكدت هيئة الدفاع المدني التونسية ان عدد الذين عبروا الحدود التونسية مع ليبيا منذ عشرين شباط/فبراير وحتى الجمعة بلغ مئة الف شخص.

وصرح منجي سليم المسؤول في جمعية الهلال الاحمر التونسية ان تونس تنتظر تدفقا جديدا لآلاف المهاجرين بعد وصول ثلاثة منهم فقط الجمعة. وقال سليم "نتوقع ان يستأنف تدفق المهاجرين بوتيرة عشرة آلاف شخص يوميا".

وذكرت مصادر على الحدود الشمالية الغربية مع تونس ان اللاجئين ينتظرون طويلا في المدن الحدودية القريبة لعلمهم بان الحدود مكتظة. وقالت مصادر ان معظم المصريين تم اجلاؤهم. وعبر عشرات اللاجئين البنغاليين والصوماليين والغانيين والفييتاميين الحدود السبت، مشيا على الاقدام.

وفي الجزائر قال مسؤولون ان السلطات تعزز قدراتها على استقبال اللاجئين من ليبيا واقامت تسهيلات جديدة في ايفري التي تبعد حوالى الفي كيلومتر جنوب شرق العاصمة الجزائرية. بحسب فرانس برس.

وقالت وكالة الانباء الجزائرية ان قافلة من المساعدات الانسانية غادرت تبسة في اقصى الشرق الجزائري متوجهة الى الحدود مع ليبيا وتونس لمساعدة اللاجئين.

وتتألف القافلة من اربع شاحنات تنقل الف طن من المواد الغذائية والمياه المعدنية والاغطية ومطبخ ميداني، ترافقها سبع سيارات رباعية الدفع تنقل طواقم ومعدات طبية وشاحنة تبريد تحوي مواد طبية.

وقال مسؤول في الهلال الاحمر الجزائري محمد العيد العقون ان قوافل اخرى لنقل مئتي طن من المواد الغذائية والطبية والاغطية ستتحرك في الايام المقبلة. وتساهم الشركة النفطية الحكومية في تمويل العملية.

وسيتألف المخيم الجديد في ايفري من عشر خيام تتسع كل منها ل16 شخصا وسيساهم في تخفيف الضغط عن المخيمات التي اقيمت قرب مراكز الحدود الدبدب وتين الكوم وتارات.

ونقلت وكالة الانباء الجزائري عن مسؤول في الهلال الاحمر ان المخيمات الثلاث الاخرى تضم 400 خيمة ويعمل فيها ثمانية اطباء من الدفاع المدني.

وقدمت الولايات المتحدة ثلاثة ملايين دولار الى المنظمة الدولية للهجرة لاعادة الرعايا الاجانب الذين يغادرون ليبيا، كما قالت الخارجية الاميركية.

وقال البيان ان هذه الخطوة تندرج في اطار الشراكة بين الولايات المتحدة والمنظمة "لتعزيز جهود اعادة آلاف الفارين من العنف في ليبيا الى القاهرة من تونس".

واعلن مسؤول اميركي ليل السبت الاحد ان 132 مصريا فروا من ليبيا وصلوا الى القاهرة على متن طائرتين تابعتين لسلاح الجو الاميركي.

واقلعت الطائرتان وهما من نوع "سي-130" في وقت سابق من جربة جنوب تونس. واضاف المسؤول الاميركي ان طائرتي "سي-130" اضافيتين في طريقهما الى تونس لاجلاء نحو 90 اجنبيا الى مصر.

وقد اعلنت الامم المتحدة السبت ان اكثر من 191 الف شخص فروا من اعمال العنف في ليبيا فيما يتجه حوالى عشرة الاف نازح حاليا الى الحدود المصرية.

وافاد مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية في تقرير ان حوالى "191 الفا و754 شخصا معظمهم عمال اجانب غادروا ليبيا حتى اليوم"، استنادا الى ارقام المنظمة الدولية للهجرة.

وتشهد ليبيا انتفاضة على نظام القذافي. وكانت تؤوي قبل اندلاع اعمال العنف حوالى 2,5 مليون مهاجر بينهم مليون عامل مصري بحسب المنظمة الدولية للهجرة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 7/آذار/2011 - 1/ربيع الثاني/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م