الثورة المصرية والرابح الاكبر... امريكا ام ايران؟

احمد عقيل الجشعمي

 

شبكة النبأ: مصائب قوم عند قوم (مصائب) من المؤكد ان الجميع سيلاحظ التغيير في هذه المقولة التي تعود الناس ان يلفظوها في حياتهم العادية وخلال المواقف التي يمرون بها ولكن بكلام اخر وهي مصائب قوم عند قوم فوائد، ولكن ما جعل الكلمة الاخيرة تستبدل هو الواقع الامريكي الذي يملئه الخوف والرعب والارتباك.

حيث ان المصيبة التي وقعت لمبارك بعد ان ارغمه الشعب المصري على التنازل من منصب الرئاسة لم تحل لعنتها عليه فقط بل تعدت ذلك واصبحت مصيبة ومن العيار الثقيل للولايات المتحدة الامريكية وطفلها المدلل اسرائيل بسبب ما فتحت عليهم ابواب كانوا ينعمون براحة كبيرة حينما كانت مغلقة ولكن الان هناك من كان ينتظر وقت فتح الابواب للدخول والتصرف بخيوط اللعبة على مزاجه الخاص حيث اكد المحللون السياسيون ان المقتنص الاكبر لهذه الفرصة هو العدو اللدود لأمريكا واسرائيل الا وهي ايران.

حيث من جانبها فأن الجمهورية الاسلامية الايرانية لها تاريخ طويل مع امريكا في الحروب والكراهية لاسيما وان امريكا فرضت على ايران في الآونة الاخيرة ومازالت عقوبات اقتصادية كونها تملك برنامجا نوويا تخشى ان تستخدمه للهجوم عليها وتدميرها، وبعد الانتفاضات التي قامت بها الشعوب العربية مؤخرا ومازالت في بعض البلدان والتي ادت الى قلب موازين الشرق الاوسط حيث هرب رئيس وتنحى الثاني بالقوة والسلسلة مستمرة وهذا الارباك الحاصل جعل امريكا وبعد ان فقدت مصالحها التي كانت ترتبط بوجود حسني مبارك تخشى من تدخل ايران للسيطرة على المنافذ المهمة للتجارة او الاقتصاد بل وحتى العسكري وتتحكم بها ثم بعدها تنشر قواتها لتمتد بذلك عن طريق مصر الى اسرائيل لتسدد له الضربة القاضية التي كانت تدين له من سنين طوال وتقضي عليه.

ولكن الولايات متحدة لها عدة اسلحة تستخدمها للحد من وقوع ذلك او الاستعداد له وذلك يتأكد من خلال التصريحات التي تصدر من السياسيين الامريكيين ومن الرئيس الامريكي ايضا التي توضح مدى الدعم الذي تقدمه للمحتجين في ايران على حكومتهم كما وانها تتدخل في تحفيز وتصعيد الاوضاع المتخلخلة في ايران عن طريق الحركات المعارضة حتى انها استخدمت المواقع الاجتماعية والوسائل الاتصالية والاعلامية الاخرى في سبيل قلب الرأي العام الايراني الداخلي على رؤسائه في سبيل اضعاف الساسة الايرانيين وانشغالهم بشعبهم بل وقد يلعب الحظ مع امريكا وتؤدي احتجاجات الشعب الى سقوط الحكم ولكن هذا ما يستبعده المحللون.

مواقف العرب

فقد قال دبلوماسي أمريكي كبير ان اسرائيل والدول العربية لديها اهتمام مشترك باحتواء ايران ذات قدرات نووية وان ذلك لم يتأثر بالاحتجاجات التي تشهدها مصر على حكم الرئيس حسني مبارك.

وأثار احتمال سقوط مبارك أمام احتجاجات شعبية مستمرة مخاوف في اسرائيل التي تعتبر القاهرة حصنا مهما لقوى الشرق الاوسط التي تخشى صعود طهران وبرنامجها النووي. وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو حذر من احتمال قيام جمهورية اسلامية على النمط الايراني في مصر اذا وصل الاخوان المسلمون خصوم مبارك الى الحكم. وذكر ألكسندر فيرشبو مساعد وزيرة الخارجية الامريكية لشؤون الامن الدولي أن واشنطن تسعى لاستتباب الامن والاستقرار في مصر لكنها لم تلمس اهتزازا في الاستراتيجية الاوسع نطاقا.

وقال خلال مؤتمر هرتزليا وهو منتدى سنوي اسرائيلي بخصوص الامن " التهديد من جانب ايران هيأ فرصة فريدة. للمرة الاولى منذ تأسيس دولة اسرائيل اتحدت المصالح الاسرائيلية والعربية الى درجة غير مسبوقة على أساس اقتناع مشترك بضرورة مواجهة النفوذ الايراني واحتوائه." وأضاف "لم يغير الوضع في مصر هذا الواقع الاساسي للجغرافيا السياسية."

كما ذكر أن الولايات المتحدة ستعمل لضمان أن تحترم مصر السلام مع اسرائيل خلال فترتها الانتقالية. وقال "يستطيع جيش مصري قوي تسانده علاقات قوية مع الولايات المتحدة في مجال الدفاع أن يكون قوة دافعة للاعتدال واستمرار المساندة لمعاهدة السلام مع اسرائيل في الوقت الذي تمر فيه مصر بمرحلة تحول."

دعم واضح

وحصلت مصر على مساعدات عسكرية من الولايات المتحدة تزيد قيمتها على 36 مليار دولار منذ عام 1979 بعد أن أبرمت معاهدة سلام مع اسرائيل لتكون بذلك ثاني أكبر متلق للمساعدات الاجنبية الامريكية بعد اسرائيل. وكشفت برقية دبلوماسية أمريكية مؤرخة في التاسع من فبراير شباط عام 2010 وسربها موقع ويكيليكس الالكتروني عن استياء ادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما من عزوف مصر عن اعادة تنظيم جيشها لمواجهة "تهديدات متباينة" مثل الارهاب وتهريب الاسلحة للفلسطينيين في قطاع غزة المجاور ومساندة السياسة الامريكية بخصوص ايران. بحسب وكالة الانباء البريطانية.

وعبر بعض المسؤولين الاسرائيليين خلال أحاديث خاصة عن قلقهم من تركيز المصريين على الاحتفاظ بقوات ثقيلة تقليدية من النوع الذي يمكن استخدامه في حرب بين دولتين مستقبلا رغم أن مصر واسرائيل تفصل بينهما صحراء سيناء المنزوعة السلاح. وامتنع فيرشبو عن التعليق على البرقية لكنه أكد قلق واشنطن من الموقف المصري.

وقال على هامش اجتماعات المنتدى "نحاول أن نشجع الجيوش الحليفة في أنحاء المنطقة على تهيئة قواتها لمواجهة التهديدات والتحديات المعاصرة. كانت هذه رسالة نقلناها الى القوات المسلحة المصرية." وأضاف "في وقت نواجه فيه تهديدات غير تقليدية.. يكون وجود قوة ثابتة الوضع فيما يبدو لنا طريقة غير مناسبة لانفاق المال."

وأجاب على سؤال عما اذا كانت المشاكل التي يواجهها مبارك أثرت على نظرة الولايات المتحدة الى الجيش المصري بقوله "ما نركز عليه في الوقت الحالي هو دور الجيش في الحفاظ على الاستقرار بصفته مؤسسة تنبع فعلا من الشعب وتؤدي دورا محايدا في الوضع الحالي ونجحت في الاحتفاظ باحترام المصريين ايا كانت توجهاتهم السياسية. هذا هو ما نركز عليه الان لا نوع المهام التي يحتمل أن يؤديها في سيناريوهات مستقبلا."

أمريكا وإيران

بينما يرى محللون أن الولايات المتحدة التي ارتبكت من جراء سقوط حسني مبارك تصوب على إيران، فيما يتصارع العدوان اللدودان على النفوذ في شرق أوسط تسوده اضطرابات شعبية.

واعتبرت إيران سقوط مبارك كدليل آخر على اندحار واشنطن وإسرائيل في المنطقة، لكن الولايات المتحدة ترى أن فرصة فتحت إثر تجدد التظاهرات المناهضة للحكومة في الجمهورية الإسلامية.

ويقول محللون إن إيران وبشكل أشمل ترى حركات الاحتجاج الشعبية ضد حكومات في الشرق الأوسط على أنها مستوحاة من الثورة الإسلامية الإيرانية في 1979، فيما تعتبرها الولايات المتحدة مطالبة بالديموقراطية التي تدعمها بشدة.

وقال تريتا فارسي رئيس المجلس الوطني الأمريكي ــــــــــــ الإيراني الذي يتولى شؤون الجالية الأمريكية من أصل إيراني "سنشهد تصعيدا كلاميا إضافيا من جانب الولايات المتحدة".  وأضاف أن التصعيد في اللهجة سببه أن الولايات المتحدة تحاول وضع إيران في موقع دفاعي بعدما حاولت الاستفادة من الأحداث في مصر "لتقويض موقف أمريكا" في المنطقة.  وقال فارسي "إنهم يراهنون على موقع في الشرق الأوسط، وإيران تضع نفسها كمنافس فعلي للولايات المتحدة".

واعتبر فارسي ـــــــــــ الذي تقدم منظمته النصح للإدارة الأمريكية ــــــــــــ أن "سقوط إحدى دعامات النظام الأمريكي في المنطقة ـــــــــ مصر ــــــــــ يخلق بالطبع توترا في الولايات المتحدة".

وتساءل: ماذا سيكون رأي دول أخرى في المصداقية الأمريكية؟ وهل يحاول الإيرانيون تحويل ذلك إلى انتصار لهم، وليس فقط خسارة للولايات المتحدة؟". واعتبر أن موجة الاحتجاجات الجديدة في إيران تؤمن لواشنطن "فرصة تسديد ضربة" للرد.

ايران تكسب الرهان

من جهتها، تشير المحللة سوزان مالوني إلى لهجة أمريكية "أكثر حدة" تجاه إيران، لكنها قالت إن ذلك يعود جزئيا إلى تشاؤم إدارة الرئيس باراك أوباما إزاء آفاق فتح حوار مع إيران حول طموحاتها النووية على المدى القصير. وبدا أوباما وكأنه يشجع المتظاهرين في إيران أكثر من أي وقت مضى، حين قال إنه يأمل في أن يتحلوا بـ "الشجاعة" لمواصلة التعبير عن "مطالبهم بحريات أكبر".

ورغم تشديد لهجتها، لا تزال واشنطن تصر على أنه لا يمكنها أن تملي الأحداث داخل إيران حيث عادت التظاهرات المناهضة للحكومة للمرة الأولى منذ الانتخابات الرئاسية في 2009.  ومالوني المستشارة السياسية السابقة في وزارة الخارجية حول الشؤون الإيرانية والتي تعمل حاليا في معهد بروكينجز، أقرت بأن إيران، وعلى المدى القصير على الأقل، يبدو وكأنها تحقق مكاسب أمام الولايات المتحدة. بحسب وكالة انباء فرانس برس.

وفي السنوات القليلة الماضية، كسبت إيران نفوذا في العراق ولبنان والأراضي الفلسطينية. وبالنسبة لمصر قالت مالوني إنه لم يعد بإمكان واشنطن أن تكون أكيدة بأن حكومة مستقبلية في القاهرة تدعم أهداف الولايات المتحدة في إحلال السلام.

لكن هناك "بصيص أمل" بالنسبة للحكومة الأمريكية على المدى الطويل لأن الانتفاضتين الشعبيتين اللتين أطاحتا بمبارك في مصر، وزين العابدين بن علي في تونس، أعطتا العرب رؤية بديلة.

وقالت مالوني إن "تحديد البطولة في الشرق الأوسط قبل كانون الثاني (يناير) كان حكومة راغبة في الوقوف في وجه واشنطن، وبالتالي فإن إيران تناسب هذا الدور". وأضافت "أعتقد أن مفهوم البطولة الآن هو أشخاص مستعدون للوقوف في وجه القمع، والنظام الإيراني في الجانب المخالف لهذا المفهوم". لكن كريم سجاد بور من معهد كارنيجي، قال إنه من الأسهل للقيادة الإيرانية مقاومة التغيير أكثر منه بالنسبة للقيادة في مصر.

وأضاف "بإمكان إيران أن تقتل شعبها دون أن تقلق من أنها ستتعرض للمحاسبة من الصين أو روسيا، أو أن تعلق أموال المساعدات إليها". وتابع "لا أعتقد أن الحكومة الأمريكية لديها أي أوهام بأن النظام الإيراني على شفير الانهيار. لكن لم يكن من الوارد أيضا قبل ستة أشهر التفكير بأن مبارك وبن علي لن يستمرا في الحكم".

المحتجون في إيران

كما قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن الولايات المتحدة تقف مع انصار المعارضة في إيران الذين سعوا للاحتجاج ودعت الحكومة الايرانية إلي ان تمنح مواطنيها نفس الحريات التي فاز بها مؤخرا المحتجون في مصر.

وأبلغت كلينتون الصحفيين بعد اجتماع مع جون بينر رئيس مجلس النواب الأمريكي "دعوني اعبر بوضوح وبشكل مباشر عن التأييد لتطلعات الناس الذين خرجوا الى الشوارع في ايران اليوم." واضافت قائلة "ما نراه يحدث في ايران اليوم هو دليل على شجاعة الشعب الايراني واتهام بالنفاق للنظام الايراني.. وهو نظام دأب على مدى الاسابيع الثلاثة الماضية على الاشادة بما حدث في مصر."

"نتمنى للمعارضة والناس الشجعان في الشوارع في مختلف المدن في ايران نفس الفرص التي شاهدوا نظراءهم المصريين يحققونها." وكانت كلينتون تتحدث بعد ان قال موقع للمعارضة الايرانية على الانترنت ان عشرات الاشخاص اعتقلوا اثناء مشاركتهم في مسيرة محظورة في طهران نظموها لتأييد انتفاضتين شعبيتين اطاحتا برئيسي مصر وتونس. بحسب وكالة الانباء البريطانية.

وشكلت المسيرة اختبارا لقوة المعارضة الاصلاحية في ايران التي لم تخرج الي الشوارع منذ ديسمبر كانون الاول 2009 عندما قتل ثمانية اشخاص. وقالت كلينتون إن رسالة الولايات المتحدة الي الحكومة الايرانية وشعبها هي نفس الرسالة التي وجهتها للحكومة والشعب في مصر حيث أجبرت احتجاجات شعبية الرئيس حسني مبارك على التنحي بعد ان حكم البلاد 30 عاما.

واضافت قائلة "نعتقد ان هناك حاجة الى الالتزام بانفتاح النظام السياسي في ايران والاستماع الي اصوات المعارضة والمجتمع المدني" مؤكدة دعوات امريكية الي عدم اللجؤ للعنف واحترام حقوق الانسان وادخال تغييرات سياسية ديمقراطية.

أمريكا تتواصل بالفارسية

فيما دشنت الولايات المتحدة حسابا بالفارسية على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) للتواصل مع مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي في ايران بينما جددت مواقع المعارضة الايرانية على الانترنت دعواتها لمسيرة حاشدة.

وقالت وزارة الخارجية الامريكية في أول رسالة على حسابها الجديد على تويتر بالفارسية "تعترف وزارة الخارجية الامريكية بالدور الهام لوسائل التواصل الاجتماعي بين الايرانيين في العالم الان. ونريد الانضمام إلى محادثاتكم." وحساب تويتر هو احدث قناة اتصال تفتحها الحكومة الامريكية لنقل رسالتها الى الايرانيين. فتبث اذاعة صوت أمريكا انباء باللغة الفارسية وبرامج اخرى يوميا في الاذاعة والتلفزيون وعلى الانترنت.

ويتهم زعماء ايران اذاعة صوت أمريكا التي تمولها الحكومة الامريكية بمحاولة تقويض الجمهورية الاسلامية من خلال ما تبثه. وانتقدت رسائل وزارة الخارجية الامريكية التالية على تويتر الحكومة الايرانية لعدم السماح للإيرانيين بتنظيم مظاهرات سلمية. وقالت وزارة الخارجية "يظهر اعلان الحكومة الايرانية عدم السماح للمعارضين بالتظاهر أن نفس الافعال التي اشادت قيام المصريين بها غير قانونية وغير شرعية لشعبها." بحسب وكالة الانباء البريطانية.

وقالت رسالة اخرى على تويتر "تدعو الولايات المتحدة حكومة ايران للسماح لشعبها أن يتمتع بنفس الحقوق العالمية للتجمع والتظاهر والتواصل السلمي الذي جرى في القاهرة." كانت السلطات الايرانية قد رفضت التصريح لزعيمي المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي لتنظيم مسيرة للتضامن مع الشعبين المصري والتونسي اللذين أسقطا رئيسيهما في انتفاضات شعبية.

وجددت مواقع للمعارضة الدعوة للمظاهرة وقالت ان السلطات كثفت الضغوط على مؤيدي الديمقراطية لمنع الاحتجاجات المناهضة للحكومة. ونشر موقع ساهام نيوز الموالي لكروبي قائمة تضم 18 ناشطا من المحتجزين. وحظيت دعوة المعارضة بقوة دفع كبيرة على شبكات التواصل الاجتماعي على الانترنت مثل فيسبوك حيث انضم أكثر من 48 ألف شخص الى صفحة على الموقع تدعو الى المشاركة في المظاهرة. وصورت السلطات الايرانية حركة المعارضة على انها مؤامرة يحركها الغرب تهدف الى تقويض المؤسسة الاسلامية وهو اتهام ينفيه زعماء المعارضة.

عبور سفن إيرانية

من جانب اخر سجلت تعاقدات النفط الآجلة قفزة في أسعار النفط الخام على خلفية تصاعد التوتر في منطقة الشرق الأوسط، إثر تهديدات إسرائيلية بـ"عدم السكوت" على عبور سفينتين حربيتين إيرانيتين لقناة السويس، في طريقهما إلى سوريا.

وارتفع سعر النفط الأمريكي الخام الخفيف بنسبة 1.2 في المائة، ليصل إلى 85.95 دولار للبرميل، بينما ارتفع سعر مزيج النفط الخام "برنت"، لتعاقدات الشهر المقبل، إلى 103.31 دولار للبرميل، بنسبة تصل إلى 2.1 في المائة.

جاء هذا الارتفاع الكبير نسبياً في أسعار النفط بعد قليل من التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، بشأن عبور سفينتين حربيتين إيرانيتين قناة السويس، في خطوة وصفها بأنها "استفزاز لا يمكن السكوت عليه."

وألقت تلك التقارير بمزيد من الشكوك على أسواق النفط، حيث بدا المتعاملون أكثر حذراً، بعدما سيطرت عليهم حالة من الخوف، في ضوء غموض الموقف الراهن بشأن احتمالات قيام إسرائيل باعتراض السفينتين الإيرانيتين. بحسب وكالة انباء السي ان ان.

واعتبر أندرو ليبو، الخبير الاقتصادي لدى مجموعة "إم إف غلوبال"، التقارير الواردة بشأن تصاعد التوتر في الشرق الأوسط بأنها "مازالت غامضة في اللحظة الراهنة، إلا أن أنباء عبور السفينتين الإيرانيتين قناة السويس قد دفعت السوق للارتفاع بالفعل." وتابع ليبو قائلاً: "السوق ما زال بانتظار مزيد من المعلومات، ولكننا في الواقع نرى أن التغطية لما أوردته تلك التقارير غير كافية."

وتُعد قناة السويس، التي تقع بين قارتي أفريقيا وآسيا، ممراً ملاحياً رئيسياً لخطوط التجارة الدولية، ويمر عبرها ملايين البراميل من النفط يومياً، في طريقها إلى كل من أوروبا وأمريكا الشمالية. وكانت أسعار النفط قد شهدت ارتفاعاً طفيفاً في وقت سابق في أعقاب تقارير أفادت بأن الاحتجاجات التي تشهدها مصر، قد تؤدي إلى إغلاق قناة السويس أمام حركة الملاحة الدولية.

قلق إسرائيلي

في حين اعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، عبور سفينتين حربيتين إيرانيتين قناة السويس، في طريقهما إلى سوريا، بأنه "عمل استفزازي لا يمكن السكوت عليه"، في إشارة إلى احتمال قيام البحرية الإسرائيلية باعتراض البارجتين الإيرانيتين.

وبينما تقترب السفينتان الإيرانيتان من قناة السويس للمرور عبرها في وقت لاحق لتواصلا طريقهما إلى سوريا عبر البحر المتوسط، قال ليبرمان إن "مثل هذا الأمر لم يحدث منذ سنوات طويلة"، معتبراً إياه دليلاً على "تزايد صلافة إيران وثقتها بنفسها يوماً بعد يوم."

وفي كلمة له أمام مؤتمر رؤساء المنظمة اليهودية الأمريكية بالقدس أعرب وزير الخارجية الإسرائيلي عن أسفه بسبب ما اعتبره "عدم إظهار المجتمع الدولي الاستعداد للتعامل مع الاستفزازات الإيرانية التصعيدية المتكررة."

كما شدد ليبرمان على أن "إسرائيل لن تتمكن من التغاضي عن هذه الاستفزازات إلى الأبد"، مشيراً إلى أن الخطوة تأتي في أعقاب الزيارة التي قام بها الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، إلى جنوب لبنان مؤخراً، أطلق خلالها تصريحات "معادية" تجاه إسرائيل، دون أن يوضح ما إذا كان السلطات الإسرائيلية ستلجأ إلى اتخاذ أية إجراءات لاعتراض السفينتين الإيرانيتين. بحسب وكالة انباء السي ان ان.

وأفاد مسؤول رفيع في الحكومة الإسرائيلية بأن تصريحات ليبرمان لا تأتي من منطلق أن السفينتين الحربيتين تمثلان تهديداً لإسرائيل، وإنما باعتبار أن الخطوة تشكل "تحدياً للمجتمع الدولي"، كما وصف الأمر بأنه "مثير للقلق."

ولم يمكن الحصول على تعليق فوري من مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بشأن عبور البارجتين الإيرانيتين قناة السويس، في طريقهما إلى سوريا. كما نقلت الإذاعة الإسرائيلية عن وزير الدفاع، إيهود باراك، قوله إن إسرائيل تتابع باهتمام تحركات السفينتين الحربيتين الإيرانيتين، وقال إن إسرائيل "أحاطت دولاً صديقة علماً بهذا الموضوع، وستواصل متابعة تحركات السفينتين."

في المقابل، نقلت وكالة "فارس" الإيرانية للأنباء، شبه الرسمية، عن مسؤول بالبحرية الإيرانية قوله إن السفينتين تشاركان في تدريبات تستمر لمدة عام، على نطاق واسع يشمل خليج عدن ثم البحر الأحمر، قبل أن تنتقلا إلى البحر المتوسط مروراً بقناة السويس.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 22/شباط/2011 - 18/ربيع الأول/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م