مبارك ايران وخميني مصر!

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: بين المباركة الرسمية لإيران بانتصار الثورة المصرية، ومخاوفها من انتفاضة جديدة للمحتجين على الانتخابات الرئاسية السابقة التي جددت لمحمود نجاد ولايته الثانية، باتت السلطات الايرانية في حيرة من امرها، فهي من جهة تتخوف من اندلاع انتفاضة ثانية للمحتجين على نتائج الانتخابات التي يقودها الاصلاحيون، ومن جهة اخرى لا تستطيع كبح ابتهاجها برحيل النظام المصري المخلوع الذي كان يناصبها العداء منذ الاطاحة بالشاه عام 1979.

حيث يشهد الشارع الايراني غليان مستمرا منذ نجاح شباب الثورة المصرية في الاطاحة بمبارك، سيما ان جهود الايرانيين لم تفلح في الإطاحة بنجاد طيلة الفترة الماضية على الرغم من الشبه الكبير في سيناريو الشبهات التي شابت الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في البلدين.

الا ان المفارقة ان ما يجري حاليا في البلدين اشبه بتبادل تاريخي للأدوار، فسقوط مبارك كان اشبه بسقوط الشاه، وتعنت نجاد في هذا الوقت اشبه بتعنت السادات في تلك الايام.

مهدي كروبي

فقد منع الرئيس الاسبق للبرلمان الايراني مهدي كروبي الذي اصبح ابرز وجوه المعارضة الاصلاحية، من استقبال الزوار في منزله حتى 14 شباط/فبراير، بحسب ما اعلن الخميس موقعه على الانترنت. واوضح الموقع "ان عناصر من الامن (يحيطون بمنزل كروبي) منعوا احد ابناء كروبي من زيارة والده".

واضاف "لقد قالوا انه ليس مسموحا لاي من افراد الاسرة باستثناء الزوجة، بزيارته حتى 14 شباط/فبراير". واعتبر الموقع ان هذا القرار على علاقة بطلب ترخيص للتظاهر يوم 14 شباط/فبراير تقدم به كروبي والوجه البارز الاخر في المعارضة الاصلاحية رئيس الوزراء الاسبق مير حسين موسوي.

ويخضع المعارضان منذ عدة اشهر الى ما يشبه الاقامة الجبرية حيث تتم مراقبة تنقلاتهما وكثيرا ما تقوم السلطات بالتضييق عليهما.

وطلب المعارضان من وزارة الداخلية ترخيصا للتظاهر في 14 شباط/فبراير دعما للشعب المصري، غير ان السلطات اعلنت بوضوح ان هذا الطلب مرفوض كباقي الطلبات التي قدمت منذ 18 شهرا.

ومن المقرر تنظيم تظاهرات رسمية لدعم النظام الجمعة بمناسبة الاحتفال بذكرى الثورة الاسلامية في 1979.

وشهدت ايران موجة من التظاهرات المناهضة للحكومة بعد اعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد في حزيران/يونيو 2009.

وتخلت المعارضة الاصلاحية منذ عام عن التظاهر بدون ترخيص بهدف تجنيب انصارها وقادتها التعرض للقمع الذي خلف عشرات القتلى وآلاف الموقوفين ادى الكثير منها الى محاكمات قاسية.

وامتنعت السلطات حتى الان عن توقيف موسوي وكروبي حتى لا يتحولا الى "قديسين" بحسب ما اوضح رئيس السلطة القضائية اية الله صادق لاريجاني. بحسب فرانس برس.

وتم توقيف تقي رحماني الوجه المعارض الجديد المقرب من كروبي، بحسب ما افاد موقع كروبي الخميس دون المزيد من التفاصيل. من جهة اخرى، اعتقل مساء الاربعاء ايضا وزير الشؤون الاجتماعية السابق محمد حسين شريف صادقان العضو في حكومة الرئيس الاصلاحي السابق محمد خاتمي (1997-2005)، بحسب موقع كروبي.

وشريف صادقان كان ناشطا في حملة موسوي خلال الانتخابات الرئاسية في حزيران/يونيو 2009.

مظاهرة مزمعة

الى ذلك قالت مواقع للمعارضة على الانترنت ان السلطات الايرانية صعدت ضغوطها على أنصارها المؤيدين للديمقراطية واعتقلت 18 ناشطا منهم قبل مظاهرة مقررة في محاولة لمنع تجدد الاحتجاجات المناهضة للحكومة.

ورفضت سلطات الدولة طلبا تقدم به الزعيمان المعارضان مير حسين موسوي ومهدي كروبي لتنظيم مسيرة في 14 فبراير شباط للتضامن مع الشعبين المصري والتونسي اللذين أسقطا رئيسيهما في انتفاضات شعبية.

لكن مواقع للمعارضة جددت الدعوة للمظاهرة في تحد للضغوط التي مورست على المعارضة مثل وضع كروبي رهن الاقامة الجبرية منذ يوم الاربعاء.

وقال موقع كلمة الموالي لموسوي على الانترنت "الضغط المتزايد على كروبي وموسوي... يكشف ضعف وخوف الحكام من أكثر تحركات الايرانيين سلمية ومدنية وسياسية."

بينما قال موقع ساهام نيوز الموالي لكروبي ان "موجة جديدة من الاعتقالات بدأت مع اقترابنا من مظاهرة يوم الاثنين". ونشر الموقع قائمة بأسماء 18 ناشطا ألقي القبض عليهم.

وقال مدعي طهران عباس جعفري دولت أبادي ان "الاعتقالات الاخيرة تمت لاسباب تتعلق بالامن."

ويقول قادة المعارضة ان الانتفاضات المنادية بالديمقراطية في مصر وتونس صورة من المظاهرات التي اجتاحت ايران في 2009 لا الثورة الاسلامية التي اندلعت في 1979 وأطاحت بالشاه كما قالت السلطات.

واكد معظم جماعات المعارضة المصرية ومن بينها جماعة الاخوان المسلمين المحظورة على الطبيعة المدنية لاحتجاجاتها.

واندلعت الاضطرابات في ايران بعد اعادة انتخاب الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في يونيو حزيران 2009 في انتخابات تقول المعارضة انها زورت. وتنفي السلطات الايرانية ذلك.

وقمعت قوات الحرس الثوري الاحتجاجات التي كانت الاسوأ التي تشهدها ايران منذ قيام الجمهورية الاسلامية. وأعقبت الاضطرابات عمليات اعتقال واسعة ومحاكمات أدت الى اعدام شخصين. وما زال عشرات المعتقلين في السجون حتى اليوم.

وحظيت دعوة المعارضة بزخم كبير على شبكات التواصل الاجتماعي على الانترنت مثل فيسبوك حيث انضم أكثر من 48 ألف شخص الى صفحة على الموقع تدعو الى المشاركة في المظاهرة.

وقالت بعض الكتابات على الجدران وفي محطات الحافلات وأكشاك الصحف في طهران "موعدنا في ميدان أزادي (الحرية) يوم الاثنين." وحذر الحرس الثوري المعارضة اكثر من مرة من خلق "ازمة امنية" جديدة.

وقال موقع كلمة ان العديد من الطلبة الناشطين والجماعات السياسية ستنضم للمظاهرة. لكن محللين يقولون انه لم يتضح بعد ما اذا كان انصار المعارضة سيشاركون بأعداد كبيرة في المظاهرة.

وقال المحلل السياسي رحمت ميراغاي "كثير من الايرانيين لا يعتبرون موسوي وكروبي زعماء المعارضة... كما ان اي مواجهة مع النظام ستكون باهظة التكاليف."

وأدت اخر احتجاجات نظمتها المعارضة في ديسمبر كانون الاول 2009 الى اشتباكات مع قوات الامن. وقتل ثمانية متظاهرين. واتخذت الحكومة اجراءات استثنائية في الايام القليلة الماضية فقد نشرت قوات أمن في الميادين الرئيسية في طهران ووضعت نقاط تفتيش في مناطق متعددة في العاصمة. يحسب رويترز.

وصورت السلطات تحركات المعارضة على انها مؤامرة يحركها الغرب تهدف الى تقويض المؤسسة الاسلامية وهو اتهام ينفيه زعماء المعارضة.

ويقول زعماء المعارضة ان الحركة المؤيدة للديمقراطية مازالت حية في ايران ويؤكدون ان المظاهرة اختبار لكل من الحكومة الايرانية ومعارضيها.

الفارسية على تويتر

من جهتها دشنت الولايات المتحدة حسابا بالفارسية على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) للتواصل مع مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي في ايران بينما جددت مواقع المعارضة الايرانية على الانترنت دعواتها لمسيرة حاشدة يوم الاثنين.

وقالت وزارة الخارجية الامريكية يوم الاحد في أول رسالة على حسابها الجديد على تويتر بالفارسية "تعترف وزارة الخارجية الامريكية بالدور الهام لوسائل التواصل الاجتماعي بين الايرانيين في العالم الان. ونريد الانضمام إلى محادثاتكم."

وحساب تويتر هو احدث قناة اتصال تفتحها الحكومة الامريكية لنقل رسالتها الى الايرانيين. فتبث اذاعة صوت أمريكا انباء باللغة الفارسية وبرامج اخرى يوميا في الاذاعة والتلفزيون وعلى الانترنت. بحسب رويترز.

ويتهم زعماء ايران اذاعة صوت أمريكا التي تمولها الحكومة الامريكية بمحاولة تقويض الجمهورية الاسلامية من خلال ما تبثه.

وانتقدت رسائل وزارة الخارجية الامريكية التالية على تويتر الحكومة الايرانية لعدم السماح للايرانيين بتنظيم مظاهرات سلمية.

وقالت وزارة الخارجية "يظهر اعلان الحكومة الايرانية عدم السماح للمعارضين بالتظاهر أن نفس الافعال التي اشادت قيام المصريين بها غير قانونية وغير شرعية لشعبها."

وقالت رسالة اخرى على تويتر "تدعو الولايات المتحدة حكومة ايران للسماح لشعبها أن يتمتع بنفس الحقوق العالمية للتجمع والتظاهر والتواصل السلمي الذي جرى في القاهرة."

كانت السلطات الايرانية قد رفضت التصريح لزعيمي المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي لتنظيم مسيرة يوم الاثنين للتضامن مع الشعبين المصري والتونسي اللذين أسقطا رئيسيهما في انتفاضات شعبية.

وحظيت دعوة المعارضة بقوة دفع كبيرة على شبكات التواصل الاجتماعي على الانترنت مثل فيسبوك حيث انضم أكثر من 48 ألف شخص الى صفحة على الموقع تدعو الى المشاركة في المظاهرة.

وصورت السلطات الايرانية حركة المعارضة على انها مؤامرة يحركها الغرب تهدف الى تقويض المؤسسة الاسلامية وهو اتهام ينفيه زعماء المعارضة.

اجهزة الاستخبارات الغربية

في السياق ذاته اعلن قائد ميليشيا الباسيج الاسلامية في ايران محمد رضا نجدي ان اجهزة الاستخبارات الغربية تريد اثارة الاضطرابات في ايران حيث حظرت السلطة التظاهرات التي ترغب المعارضة في تنظيمها.

وقال الجنرال نجدي بحسب ما نقلت عنه وكالة فارس ان "اجهزة الاستخبارات الغربية تسعى وراء مختل عقليا ليحرق نفسه في طهران واستخدام هذا العمل لاستنساخ احداث تونس ومصر".

واضاف "انهم (الغربيون) حمقى اذا اعتبروا ان بامكانهم ان ينجحوا مع هذا النوع من الاعمال".

وقمع النظام الايراني بقوة حركة الاحتجاج التي تلت اعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد في حزيران/يونيو 2009 مع مقتل العشرات واعتقال الالاف وصدور احكام قضائية قاسية بحق العديد منهم.

وميليشيا الباسيج التي تضم مئات الالاف من العناصر الناشطين المنضوين في الحرس الثوري، قامت بدور رئيسي في قمع المتظاهرين في المعارضة.

وحذر الجنرال نجدي المعارضة التي تتهمها السلطة بالقيام ب"فتنة"، مؤكدا انه ينبغي اطلاق اسم "حزب الشيطان" عليها.

واضاف ان "الباسيج اثبتوا جديتهم (...) وهم على استعداد للتضحية بحياتهم" دفاعا عن النظام. والسبت، حظرت وزارة الداخلية تنظيم اي تظاهرة للمعارضة، واصفة اياها بانها "غير قانونية".

وكان زعيما المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي تقدما بطلب للحصول على اذن لتنظيم تجمعات لدعم الثورة التونسية والانتفاضة الشعبية في مصر، لكن السلطة اعتبرت انها وسيلة للتظاهر ضد الحكومة. وحذر مدعي عام طهران عباس جعفري دولت ابادي ايضا من مغبة تنظيم اي تظاهرة للمعارضة.

وقال "ان الشرطة والهيئات الاخرى ستقوم بواجبها خلال الايام المقبلة"، في اشارة الى طلب المعارضة بالتظاهر.

واكد ايضا التوقيفات في اوساط المعارضة المقدرة بنحو عشرين شخصا خلال الايام الماضية، بحسب مواقع المعارضة.

وقال دولت ابادي "في الايام الاخيرة قام قادة الفتنة باعمال. وقامت الشرطة والهيئات الاخرى المختصة بواجبها. واعتقل هؤلاء الاشخاص لاسباب امنية".

مصلحة اسرائيل

فيما قال رئيس البرلمان الايراني المحافظ علي لاريجاني ان الولايات المتحدة تحاول خطف الثورة المصرية "وقتلها في مهدها" ولذلك خدمة لاجندات اسرائيل.

ونقلت عنه وكالة ارنا الرسمية للانباء قوله ان "رجال الدولة في هذا البلد يهدفون الى الاستيلاء على ثورة المصريين وقتلها في مهدها"، في اشارة الى الولايات المتحدة العدو اللدود لايران.

وقال لاريجاني الذي ينتقد واشنطن منذ الاطاحة بالرئيس المصري حسني مبارك حليف الولايات المتحدة، ان الاطاحة بمبارك كانت "اول مرحلة من ربيع نصر الثورة المصرية". واتهم لاريجاني الولايات المتحدة بالعمل من اجل تحقيق مطالب اسرائيل.

واضاف امام البرلمان ان "الاميركيين داسوا كرامة مصر، البلد العظيم والمتحضر، من خلال تعاونها مع النظام الصهيوني". واضاف "انهم يقولون ان الظروف الديموقراطية المستقبلية في مصر يجب ان تحترم معاهدة كامب ديفيد المخجلة". بحسب فرانس برس.

وقال "ما هي هذه الديموقراطية التي يصيغها مجلس عسكري غير قانوني باوامر اميركية؟"، في اشارة الى معاهدة كامب ديفيد التي ابرمت بين اسرائيل ومصر في عام 1979.

وتبادل مسؤولون من كل من واشنطن وطهران الانتقادات منذ تنحي مبارك يوم الجمعة عقب ثورة استمرت 18 يوما. فقد اتهم مسؤولون ايرانيون واشنطن ب"التدخل" في الثورة المصرية التي اعتبروها "هزيمة" للولايات المتحدة واسرائيل، في حين قال مسؤولون في واشنطن انهم يأملون في امتداد الثورات العربية لتصل الى الجمهورية الاسلامية التي شهدت تظاهرات حاشدة مناوئة للحكومة في عام 2009.

الولايات المتحدة تتهم ايران

على ذات الصعيد ربط البيت الابيض في سياق تعليقه على تنحي الرئيس المصري حسني مبارك اثر انتفاضة شعبية غير مسبوقة، بين احداث مصر والوضع في ايران، معتبرا ان السلطات الايرانية "تخشى ارادة شعبها".

وراى البيت الابيض ان على القادة الايرانيين ان يعطوا شعبهم الفرصة ذاتها للتعبير عن ارائهم التي انتزعها المصريون، مشيرا الى ان طهران هددت عوضا عن ذلك معارضيها.

وعلى اثر اعلان استقالة مبارك ونقل سلطاته الى الجيش، قال روبرت غيبس المتحدث باسم الرئاسة الاميركية ان الحكومة الايرانية "تخاوف بكل صراحة ارادة شعبها"، واصفا رد فعل سلطات طهران على احداث مصر بانه "ملفت".

وقال "قبل حوالى اسبوع ادلى (المسؤولون الايرانيون) بتصريحات بالغة الشدة حول مغزى هذه التظاهرات" في المدن المصرية الكبرى.

وقال غيبس "نعلم الان كيف يرد (المسؤولون الايرانيون) على صور ميدان التحرير" قلب التظاهرات ضد نظام مبارك على مدى 18 يوما في وسط القاهرة، مضيفا "انهم يعتقلون الناس في ايران ويعطلون وسائل الاعلام الاجنبية، انهم يقطعون الانترنت".

وتابع "رغم كل هذه التصريحات الفارغة حول مصر .. يجدر بالحكومة الايرانية ان تسمح للايرانيين بان ينعموا بالحقوق ذاتها في التجمع سلميا والتظاهر والتعبير عن تطلعاتهم".

وقال غيبس "اعتقد ان ما رأيناه في المنطقة هو حكومة ايرانية خائفة جدا، تخشى ارادة شعبها"، معتبرا انه لو كانت الحكومة الايرانية واثقة من الدعم الشعبي الذي تقول انها تحظى به، لما كان مسؤولوها "يخشون شيئا من تظاهرات سلمية كالتي شهدناها في القاهرة وفي كل انحاء مصر".

واشار الى ان التحركات الشعبية التي بدأت في تونس وانتقلت الى مصر قد تنتشر الى ايران مضيفا "نعلم ان ما يخشونه حقا هو ما قد يحصل تماما".

من جهته قال المتحدث باسم مجلس الامن القومي تومي فيتور ان "الاعتقالات الاخيرة والجهود لمنع الوصول الى وسائل الاعلام الاجنبية، انما تشير الى خبث القيادة الايرانية".

وتابع "رغم كل كلامها الفارغ حول مصر، على حكومة ايران أن تسمح للشعب الايراني في طهران بممارسة الحقوق ذاتها في التجمع السلمي والتظاهر والتواصل التي يمارسها الشعب في القاهرة".

وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما تجنب قبل ذلك الاشارة بشكل صريح الى ايران في كلمة ادلى بها في البيت الابيض تعليقا على التطورات في مصر، غير انه سعى الى استخلاص العبر بالنسبة للعالم الاسلامي.

الشرق الاوسط

من جهته اعلن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان الشرق الاوسط "سيتخلص قريبا من الولايات المتحدة واسرائيل" وذلك في خطاب القاه الجمعة امام حشد كبير تجمع في طهران لاحياء الذكرى الثانية والثلاثين لانتصار الثورة الاسلامية.

وقال احمدي نجاد "قريبا سنرى شرق اوسط جديدا بدون الاميركيين وبدون النظام الصهيوني ولا مكان فيه لقوى الاستكبار"، وذلك في معرض تعليقه على الانتفاضتين الشعبيتين في تونس ومصر. بحسي فرانس برس.

واضاف في خطابه متوجها الى الغربيين "اذا اردتم ان تثق فيكم الشعوب كفوا عن التدخل في شؤونها وخصوصا في مصر وتونس. ثم خلصوا المنطقة من النظام الصهيوني" المسؤول عن "كل الجرائم"، مؤكدا ان "المستكبرين في نهاية الطريق". واعطى الرئيس الايراني ابعادا دينية لتحليله للوضع في الشرق الاوسط.

وقال ان "التحرك الاخير بدأ. اننا في وسط ثورة عالمية يقودها" الامام المهدي وهو الامام الثاني عشر والاخير بالنسبة للشيعة.

والامام المهدي هو الامام الثاني عشر لدى الشيعة الاثني عشرية وقد ولد عام 255 للهجرة (825 للميلاد) في سامراء (شمال بغداد) واختفى عندما كان في الخامسة من العمر، ويعتقد الشيعة انه الامام المنتظر الذي سيعود لاقامة العدل والمساواة على الارض.

واضاف احمدي نجاد ان "صحوة ضخمة تحصل ويمكن رؤية يد الامام" المهدي فيها. ويشير احمدي نجاد بانتظام في خطاباته الى عودة الامام المهدي لكنها المرة الاولى التي يربط فيها الوضع الدولي والاقليمي بذلك.

وقبيل خطابه اكد مجددا للتلفزيون ان انتفاضتي مصر وتونس هما نتيجة الثورة الايرانية التي جرت عام 1979 وهي نظرية تطرق اليها كل القادة الايرانيين في الاسابيع الماضية. وقال "رسالة الثورة الاسلامية تم نقلها طوال السنوات الاثنين والثلاثين الاخيرة الى العالم وقد استفاقت النفوس والقلوب الان".

واضاف ان "هذا الحدث مرده الى ثورة الامة الايرانية (...) ثمة حركة ضخمة تقوم من اعماق البشرية وبعون الله ستغير كل المعادلات الظالمة في العالم لصالح العدالة (...) والشعوب".

واضاف "اقول للشعوب والشباب في الدول العربية والاسلامية وخصوصا المصريين كونوا متيقظين. من حقكم ان تكونوا احرارا وان تختاروا حكومتكم وقادتكم".

والقى احمدي نجاد خطابه امام حشد كبير في ساحة ازادي (الحرية) في وسط طهران. وردد الحشد هتافات دعم لثورتي مصر وتونس و"الموت لمبارك" الى جانب الهتافات التقليدية "الموت لاميركا" و"الموت لاسرائيل".

وكما يحصل في كل سنة في ذكرى الثورة الاسلامية، تم حشد مئات الاف الاشخاص في طهران وحملوا الاعلام الايرانية وصور الامام الخميني مؤسس الجمهورية الاسلامية، وآية الله علي خامنئي المرشد الاعلى للجمهورية حاليا، بحسب المشاهد التي بثها التلفزيون الايراني. ونظمت تظاهرات مماثلة في انحاء البلاد.

وتطرق الرئيس احمدي نجاد كما يجري عادة في غالبية خطاباته، الى النزاع بين ايران والقوى الغربية بخصوص البرنامج النووي الايراني الذي يثير قلق المجموعة الدولية.

وقال ان الدول الغربية "حاولت منعنا من امتلاك الطاقة النووية لكنها فشلت. نحن نتحكم بالكامل بدورة الوقود النووي".

واضاف ان "العقوبات الدولية ضد ايران قد فشلت"، قائلا "اذا اختارت (القوى الغربية) طريق التعاون بدلا من المواجهة فنحن سنرحب بذلك. والا فان الشعب الايراني ليس بحاجة لها ابدا".

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 15/شباط/2011 - 11/ربيع الأول/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م