السيارات الكهربائية... صحية للإنسان صديقة للبيئة

شبكة النبأ: ان ما يعانيه العالم من تلوث كبير يزيد مخاوف نهاية العالم عن طريق كارثة طبيعية ولأن الكثير من يسكنون في كوكب الارض لا يأخذون بالنصائح المستمرة حول الحفاظ على البيئة وعد التسبب بالتلوث الذي يؤدي بنا الى الموت او المرض، كان لابد من العلماء ان يجدوا حلولا لذلك واول دليل على ذلك هو اختراع السيارة الكهربائية.

حيث تحد هذه السيارة بل تمنع من انتشار دخان احتراق الوقود الذي كان يلوث الجو في السيارات التي تعتمد على الاخير كونها تعتمد على الطاقة الكهربائية التي تشحن بها عن طريق اي مصدر للكهرباء، ولكن العلماء وبمرور الوقت ارادوا ان ينشروا هذا الاختراع لما وجدوه نافع للمناخ ومانع للتلوث فعليه قاموا بأجراء التجارب واخذ رأي الراكبين حتى توصلوا الى بعض النواقص البسيطة التي يعملوا على تفاديها لتكون اكثر دقة وامان، على امل ان تكون السيارات او عربات النقل كلها في المستقبل تعمل على الطاقة الكهربائية حفاظا على صحة الانسان وحماية لمناخ الارض.

تحتاج لقدر من الضجيج

فأي صوت نختار للسيارات "الصامتة" أي السيارات الكهربائية التي لا تصدر ضجيجا عند سيرها أنختار هدير محركات الاحتراق الداخلي الحالية أم الاصوات الفضائية من أفلام الخيال العلمي أم قد يفضل البعض شقشقة العصافير مثلا..

يدرس باحثون في انجلترا ضرورة تزويد السيارات الكهربائية بأصوات ضجيج لتنبيه المارة وراكبي الدراجات الى قدومها ويقولون ان اصدار تشريع يلزم المركبات الكهربائية "الصامتة" بإحداث ضجيج للتنبيه أمر حتمي.

وقال البروفسور بول جنينجز من جامعة وارويك "ذلك (التشريع) سيصدر قطعا." ومضى يقول "الدافع له في الحقيقة أن هناك الان احصاءات واقعية." وتبين أرقام جمعتها الادارة الوطنية الامريكية لسلامة المرور على الطرق السريعة ان احتمال اصابة المشاة وراكبي الدراجات من سيارة كهربائية تسير بسرعة أقل هو على الارجح ضعف احتمالات الاصابة من سيارة تعمل بمحرك عادي.

والان يتعين على فريق البحث في مجموعة التصنيع بجامعة وارويك الذي أمضى سنوات في مساعدة صناعة السيارات على جعل صوت المحركات أقل ضجيجا أن يعمل في الاتجاه المعاكس. بحسب وكالة الانباء البريطانية.

وقال جنينجز "نريد... أن نفتش عن أصوات تكون امنة وتنطوي على أدنى حد من التأثير على البيئة وتمنح المصنعين قدرا من الابداع." ويريد فريق الباحثين معرفة أي نوع من أصوات الضجيج المنبهة هو الاكثر تأثيرا وقاموا بإدخال تعديل على شاحنة كي تصدر أصوات ضجيج متنوعة في ايام مختلفة ثم قاموا بتجميع اراء الطلبة.

قال سيب جيدايس أحد أفراد فريق البحث "اذا سألت الجمهور أي صوت تحب أن تحدثه السيارة الكهربائية فانك على الارجح ستحصل على اجابة تعود بك الى أفلام الخيال العلمي-- لدينا كل أشكال الاقتراحات من جتسونز الى حرب النجوم الى ستار تريك."

وقال جنينجز ان صوت السيارة العادية يخبرنا بما اذا كانت السيارة لا تتحرك أو تزيد من سرعتها أو تتوقف باستخدام المكابح ومن ثم يجب على السيارة الكهربائية أن تنقل الينا أكبر قدر ممكن من المعلومات.

ومن ثم فان أصواتا مثل الموسيقى الكلاسيكية وأصوات الطيور قد تكون من الاحتمالات المستبعدة. وقال ان سنوات من العمل مع مصنعي السيارات أوضحت للباحثين أن المصنعين مهتمون للغاية بمسألة الصوت الداخلي للسيارة.

وقال الباحثون ان مستوى التحسين في السيارات الحديثة سواء كانت كهربائية أم عادية يعني أن أي تشريع خاص بصوت السيارة يصدر في المستقبل قد لا يفرق بين السيارة الكهربائية والسيارة التي تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي.

سيارة كهربائية تزود المنزل بالطاقة

بينما تعمل السيارات الكهربائية بلا ضوضاء وتقطع مسافات جيدة ولا تلوث الهواء. لكن اذا سألت المسؤولين في يوكوهاما ثاني أكبر مدن اليابان فستعرف أن السيارة الكهربائية يمكنها أن تفعل ما هو أفضل من هذا. فهذه السيارة يمكنها الاسهام في توليد الكهرباء.

ونظرا لان هذه السيارات الكهربائية التي يطلق عليها اختصارا اسم (اي.في) تعمل بالبطارية فهي قادرة من الناحية النظرية على تخزين الطاقة واعادة تغذية المنزل بها من المراب - على سبيل المثال - أو حتى تزويد الحي بالكهرباء اذا تم ربطها " بشبكة ذكية".

ويوكوهاما احدى اربع مدن اختارتها وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة لاختبار فكرة "المدينة الذكية" التي تضم شركات بينها شركات كهرباء والكترونيات. وتوفر نيسان موتور السيارات الكهربائية الى جانب الافكار بشأن أفضل الاماكن لوضع نقاط الشحن في أنحاء المدينة.

وفي تصورها للمدينة الذكية سيتم ربط المنازل والشركات بشبكة ذكية تجمع بين الكهرباء والاتصالات بهدف تحقيق أفضل معدل لكفاءة استهلاك الطاقة في منطقة. وسيتم تركيب لوحات طاقة شمسية فوق الاسطح وبدلا من امتلاك وحدة تخزين منفصلة ستجمع السيارات الكهربائية تلك الطاقة.

وبفعل ذلك فان السيارة لن تعمل فقط بالاعتماد على الطاقة النظيفة وانما ستكون أيضا قادرة على تغذية الاجهزة المنزلية بالكهرباء اذا دعت الضرورة. وبذلك يمكن أن تكون السيارة الكهربائية مصدرا للعرض والطلب في الشبكة الذكية. وقال تيتسويا ناكاجيما مدير مكتب سياسة تغير المناخ في يوكوهاما "ستلعب السيارات الكهربائية دورا هاما للغاية في مثل هذه المدينة."

وتهدف يوكوهاما - التي تضم المقر العالمي لنيسان - على مدى خمس سنوات الى أن يتم استخدام 2000 سيارة (اي.في) في ثلاث ضواح تضم 170 ألف أسرة تشمل 420 ألف ساكن.

وقال ناكاجيما ان يوكوهاما التي يسكنها 3.7 مليون نسمة تستهدف خفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة 25 في المئة بحلول 2020 مقارنة مع مستوياتها في 1990 وبنسبة 80 في المئة بحلول عام 2050 . بحسب وكالة الانباء البريطانية.

وتقول نيسان ان السيارة (اي.في) عند استخدامها في شبكة "مترابطة" يمكن أن تتيح احتمالات أخرى للمواصلات التي تعتمد على السيارات مثل تحسين كفاءة أنشطة سيارات الاجرة. وقال هيديكي واتانابي العضو المنتدب لوحدة الانشطة الخالية من الانبعاثات لدى نيسان وشريكتها الفرنسية رينو "يتحرك كثير من سيارات الاجرة بحثا عن الركاب وهذا يهدر وقودا."

وعوضا عن ذلك يمكن لوحدة البيانات المركزية التابعة لنيسان والتي سيتم ربطها بجميع سياراتها (اي.في) أن توضح اي سيارات الاجرة متاحة في أي وقت حيث يمكن للركاب "الاتصال" بها من خلال مركز للحجز عبر أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف المحمولة.

وبدلا من التجول بحثا عن الركاب يمكن لسيارات الاجرة الكهربائية التوقف بمواقع الشحن عند محطات القطارات أو المستشفيات مثلا. وطموحات المدينة تتجاوز حدودها. وترغب المدينة في الوصول الى أفضل نموذج لمجتمع منخفض انبعاثات الكربون وتصدير حزمة البنية التحتية - التي تشمل المدينة - برمتها الى اسيا أولا ثم الى الاسواق الخارجية فيما بعد. وقال ناكاجيما "كل هذا سيسمح لنا بتصميم مدينة مهيأة لوسائل النقل التي تعتمد على الكهرباء."

سيارة الاجرة الكهربائية في طوكيو

فيما يضحك يوشيهيكو تاكاهاشي من قلبه ضحكة مهذبة عند سؤاله عما اذا كان يشعر بالملل من تكرار نفس الحديث مع الركاب وهو يسير بهم في أنحاء طوكيو بسيارته الاجرة الكهربائية ذات اللونين الابيض والازرق.

تتكرر على مسامعه أسئلة مثل "ما هي عدد المرات التي يتعين عليك فيها أن تشحن السيارة؟" و"ما هي المسافة التي يمكن أن تقطعها؟" و"هل هذه السيارة لا تحدث انبعاثات فعل؟" لكن تاكاهاشي اعتاد على مثل هذه الاسئلة خلال فترة مدتها 90 يوما خصصت لتجربة أسطول من سيارات الاجرة الكهربائية ومحطة لشحن البطاريات في أول خطوة من نوعها في العالم.

وقال "هذه بالنسبة لاغلب الناس أول مرة يركبون فيها سيارة كهربائية... لا تزعجني مثل هذه الاسئلة." وهذا البرنامج التجريبي وضعته شركة بيتر بليس ومقرها كاليفورنيا ويجري تنفيذه بالاشتراك مع الحكومة اليابانية ونيهون كوتسو أكبر شركة مشغلة لسيارات الاجرة في طوكيو. وهو يهدف الى اختبار مدى فاعلية سيارات الاجرة الكهربائية بالكامل كوسيلة للحد من الانبعاثات واستهلاك الوقود.

وبعد أول تجربة ناجحة دخل البرنامج المرحلة الثانية لتقييم أداء البطارية وسلوك السائقين واعتبارات أخرى. واذا سارت الامور على ما يرام تأمل شركة بيتر بليس أن تقنع احدى الشركات المصنعة للسيارات بانتاج سيارات أجرة من هذا النوع للعمل على نطاق واسع في العاصمة اليابانية.

وسيارات الاجرة التي يجري اختبارها حاليا هي سيارات نيسان ذات دفع رباعي يطلق عليها اسم كاشكاي في بعض الاسواق. ولا تشارك نيسان في هذا البرنامج بشكل مباشر اذ أن شركة أخرى أدخلت تعديلات على السيارات وأضافت اليها البطاريات التي زودتها بها شركة ايه 1 2 3 سيستمز ومقرها الولايات المتحدة. بحسب وكالة الانباء البريطانية.

وتقدر بيتر بليس أن سيارات الاجرة في طوكيو وعددها 60 ألفا تمثل اثنين في المئة فقط من السيارات على الطرق لكنها مسؤولة عن 20 في المئة من الانبعاثات. ويقول كيوتاكا فوجي رئيس بيتر بليس اليابانية ان تحويل سيارات الاجرة الى سيارات كهربائية سيساعد على تحسين البيئة وربما يشجع على نشر هذا النوع من السيارات بين العملاء الدائمين. ورد فعل الركاب مشجع حتى الان.

فمن بين 700 رد تم جمعها من استطلاعات للرأي أجريت خلال ثلاثة أشهر حتى يوليو تموز رأى 97 في المئة من الركاب أن تجربتهم كانت ايجابية. وتقول بيتر بليس انه عندما سئل الركاب عما اذا كانوا يفضلون استخدام سيارة أجرة كهربائية بالكامل بدلا من السيارة التقليدية رد 70 في المئة بالايجاب في حين قال 80 في المئة انهم يريدون أن تكون جميع سيارات الاجرة في طوكيو كهربائية.

وتاكاهاشي -وهو واحد من ثمانية سائقين تابعين لشركة نيهون كوتسو يقودون سيارات الاجرة الكهربائية- راض أيضا عن تجربته. ورغم أن أكبر مدى للسيارة هو 100 كيلومتر فقط عندما تكون البطارية مشحونة بالكامل مما يتطلب شحنها أربع أو خمس مرات في كل نوبة عمل قال تاكاهاشي انه يقل نفس عدد الركاب الذي كان يقله في سيارة الاجرة العادية وهو 22 أو 23 راكبا يوميا في المتوسط.

تحد لجنرال موتورز

من جانبها سلمت شركة نيسان موتور اليابانية لصناعة السيارات باكورة انتاجها من السيارات التي تعمل بالكهرباء تماما الى مستثمر في مجال التكنولوجيا بكاليفورنيا في اطار محاولات الشركة تحقيق طفرة في السباق الجديد لإنتاج المركبات الصديقة للبيئة.

وكان اوليفيير تشالوتشي - وهو اول زبون يقود دراجة كهربائية للوصول الى العمل - قد قام بتشغيل سيارته الجديدة بالكهرباء امام الات التصوير لشحن بطاريتها خارج مجلس بلدية سان فرانسيسكو. وتوجد قرب نقطة الشحن وهي واحدة من 400 بالمنطقة لافتة رسمية خضراء تقول "معرض المركبة الخضراء".

والسيارة التي اطلق عليها اسمم ليف هي واحدة من بضع مركبات تعمل بالكهرباء كليا او جزئيا تعتزم الشركة طرحها تجاريا العام المقبل. ومن المقرر ان تطرح السيارة ليف - التي تعمل ببطارية حاصلة على شهادة وكالة حماية البيئة الامريكية وتصل اقصى سرعة لها الى 120 كيلومترا في الساعة - في صالات العرض على نطاق محدود الى جانب السيارة تشيفي فولت التي تنتجها جنرال موتورز.

ومن المتوقع ان تسلم شركة فورد موتور اول سياراتها الكهربائية الصغيرة فوكاس في اواخر العام المقبل. وقال كارلوس تافيراس رئيس نيسان بأمريكا الشمالية ان شركته ستركز على تلبية طلبات اول 20 الف عميل قبل ان تفتح الباب امام تلقي مزيد من طلبات الشراء. بحسب وكالة الانباء البريطانية.

وقال للصحفيين "نحن لسنا في عجلة من امرنا" مؤكدا على خطة نيسان المضي قدما في طريق انتاج السيارات التي لا تسبب انبعاثات ضارة خلافا لفولت التي يمكن لمحركها الذي يعمل بالبنزين ان يعيد شحن البطارية لإعطائها مدى سير اكبر.

واضاف تافيراس ان العمل في مصنع نيسان في تينيسي جار لإنتاج 100 الف بطارية تعمل بالكهرباء بحلول مطلع 2013 وقال ان هذا ليس دليلا على الطلب المتوقع للسيارة. وتعتزم جنرال موتورز تصنيع عشرة الاف سيارة طراز فولت العام المقبل و 45 الفا في 2012 وبدأت بحث سبل لزيادة انتاجها مع زيادة الطلب.

وينظر الى ليف وفولت على انهما تقودان الطريق نحو تحول السيارات الى استخدام الطاقة النظيفة. لكن السيارات التي تعمل بالبنزين والديزل والاكثر توفيرا في الوقود ينظر اليها على انها ذات تأثير فوري اكبر على خفض الغازات المسببة للاحتباس الحراري خاصة بسبب اعدادها الكبيرة. وسيبلغ سعر ليف نحو 32780 دولارا قبل خصم ضريبة ائتمان اتحادية يمكن ان تخفض السعر الى نحو 25280 دولارا واعفاء ضريبي يمكن ان يخفضه الى نحو 20280 دولارا.

البطاريات صالحة للاستخدام في المنازل

كما أكد كارلوس غصن المدير العام لشركتي "رينو" و"نيسان" ان مدة حياة البطاريات القابلة للشحن المخصصة للسيارات الكهربائية اطول من مدة استعمال السيارات، ويمكن استخدامها من اجل تخزين الطاقة للأغراض المنزلية.

وجاء كلام غصن خلال حفل اطلاق سيارة "ميغان رينو سبور" في اليابان، الذي نظمه مكتب "اوبيفرانس" في السفارة الفرنسية في طوكيو. وبموازاة ذلك، بدأت الشركة اليابانية "نيسان" بتسويق سيارة "ليف" الكهربائية بالكامل في الولايات المتحدة واليابان، قبل أوروبا حيث من المقرر اطلاقها في العام 2011. بحسب وكالة انباء فرانس برس.

وشرح غصن للصحافيين ان البطارية "تدوم اكثر من السيارة" لأنها تعيش نحو عشر سنوات، اي ما يفوق متوسط مدة استعمال السيارات. وقال غصن ان البطارية يمكن ان تعيش حياة ثانية كمخزن للطاقة يزود المرء بالكهرباء عند الحاجة.

وتابع "يمكنكم بيعها"، موضحا أن "نيسان" أقامت شراكة مع مؤسسة "سوميتومو" التجارية التي "ستشتري (منكم) البطارية المستعملة وتبيعها لأفراد" يمكنهم استخدامها لأغراض منزلية. واضاف غصن انه "من الافضل ان يشحن (المستهلك) البطارية ليلا ويستخدمها نهارا" لدفع رسوم كهرباء أقل بنسبة 50%. "نيسان" التي تملك فيها "رينو" حصة تبلغ 45% تراهن على السيارات الكهربائية وقد استثمرت فيها حتى الآن ما يفوق الاربعة مليارات يورو.

مليون سيارة كهربائية في طريقها إلينا؟

من جانب اخر، وفي خطابه عن حالة الاتحاد الذي ألقاه في 25 كانون الثاني/ يناير، حثّ الرئيس أوباما الولايات المتحدة على أن تصبح أول دولة تملك مليون سيارة كهربائية. وقد أعلنت إدارته منذ ذلك الوقت عدة مبادرات ستطلب من الكونغرس تمويلها في موازنة 2012 للمساعدة في تحفيز هذا النمو السريع.

السيارات الأنظف هي جزء من خطة الحكومة الفدرالية للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وبناء صناعات "نظيفة" توفر فرص عمل جديدة. وشكك بعض الخبراء في ما إذا كان الهدف الذي حدده الرئيس أوباما في خطابه واقعياً، نظراً لأن سوق السيارات الكهربائية لا يزال في مراحله الأولى.

يقول تقرير جديد من جامعة إنديانا إن أهداف الإنتاج لشركات صنع السيارات لن تكون كافية لإنتاج مليون سيارة كهربائية بحلول عام 2015 – ويعود السبب الرئيسي لذلك إلى أن طلب المستهلكين ليس موجوداً حتى الآن.

وقال غورميندر بيدي، رئيس اللجنة التي كتبت التقرير السابق، والمسؤول التنفيذي السابق في شركة فورد موتور، "نحن نعتقد أن [السيارات الكهربائية المهجنة] فكرة قد حان وقتها."  وأضاف، "لكن من الواضح أن التكنولوجيا تحتاج إلى مضاعفة الاستثمار في الوقت، والطاقة والمال من جانب كل من الحكومة وصناعة السيارات قبل أن تصبح [هذه السيارات] جزءا من التيار السائد في سوق السيارات."

أما براد بيرمان، مؤسس ورئيس تحرير موقع "بلاغين كارز دوت كوم" (PluginCars.com)، فهو أكثر تفاؤلا، حيث أشار إلى أن اثنين من السيارات الكهربائية الأولى التي تستهدف السوق الإجمالية- مثل سيارتي تشيفي فولت، ونيسان ليف – حصلت على تقارير إيجابية جداً.

وقال إن "معظم التوقعات ترى أن المبيعات... سترتفع من عشرات الآلاف سنويا في السنة الأولى أو الثانية إلى مئات الآلاف بحلول عام 2013. وأضاف، "في حين أنه من الصعب التكهن بالعدد الدقيق، فإن هذين الطرازين وحدهما سوف يجعلانا نتخطى علامة منتصف الطريق باتجاه هدف المليون."  وقال إن عددا من السيارات الإضافية سوف تُطرح في السوق خلال العامين المقبلين، مما يؤدي إلى زيادة الحجم الإجمالي.

هل الإعانات المقترحة ستخفض الأسعار

لأن السيارات الكهربائية كلها، كما السيارات الهجينة التي تعمل على الوقود والكهرباء معاً، لا تزال أعلى ثمنا من سيارات البنزين المعادلة لها، فلا يزال العديد من المستهلكين الأميركيين غير قادرين على تحمل كلفتها.

لذلك فإن إحدى المبادرات في مشروع موازنة الرئيس تتمثل في إجراء حسم بقيمة 7500 دولار، أو خفض الأسعار فوراً، للسيارات الكهربائية. يمكن للمستهلكين المطالبة بحسم ضريبي قدره 7500 دولار، ولن يكون التوفير متاحاً قبل عدة أشهر.

وبموجب خطة الحسم، فإن طراز عام 2011 لسيارة تشيفي فولت قد يكلف حوالي 32،800  دولار. ويمكن لسيارة نيسان ليف لعام 2011 أن تكلف أكثر بقليل من 25 ألف دولار.   بالإضافة إلى ذلك، سوف يطلب الرئيس 10 ملايين دولار لمنحها إلى المجتمعات الأهلية التي تشجع على التحول إلى استخدام السيارات الكهربائية - على سبيل المثال، من خلال بناء مسارات خاصة على الطرق ومواقف خاصة لهذه السيارات، أو تدريب الناس على العمل في صناعة تكنولوجيا السيارات المتقدمة.

البطاريات تحت المجهر

البطاريات المكلفة التي تعمل لفترة قصيرة نسبيا للسيارات الكهربائية تبقى العثرة الكبيرة أمام تطوير سوق إجمالية.

لذلك تطلب إدارة أوباما من الكونغرس زيادة التمويل بنسبة 30 بالمئة لأبحاث وتطوير السيارات الكهربائية. وفي هذه الأثناء فإن "محور ابتكار الطاقة" الجديد، سوف يركز على تحسين مدة خدمة البطارية وقدرتها.

"سوف نحصل على بطاريات تخدم لمسافة 300 ميل (483 كيلومترا) لكل شحنة واحدة، بكلفة 10 دولارات للكهرباء بدلا من 50 [دولار للبنزين]،" كما قال نائب الرئيس جوزيف بايدن خلال زيارة قام بها مؤخرا إلى شركة للبطاريات في إنديانا.

وتلقت الشركة التي زارها  بايدن، وهي شركة "إنر 1"  (Ener1 Inc.)، منحة بقيمة  118.5 مليون دولار من وزارة الطاقة الأميركية في عام  2009 لتوسيع نطاق إنتاجها من بطاريات أيونات الليثيوم. وقال متحدث باسم الشركة إن الاستثمارات ستسمح للشركة المذكورة بزيادة الإنتاج إلى 60 ألف بطارية كهربائية للسيارات سنويا، وإلى مضاعفة اليد العاملة ثلاث مرات إلى 1400 بحلول عام 2013 ، اعتمادا على الطلب.

مفتاح أسعار الوقود 

وقال بيرمان إنه أسعار البنزين هي التي قد تحدد السوق لهذه السيارات الجديدة في نهاية المطاف.

وأضاف، "في حال ارتفعت الأسعار في المحطات إلى 4 أو حتى 5 دولارات للغالون، فمن المحتمل أن يتزاحم المستهلكون على السيارات الكهربائية – والتي من الممكن أن تعبأ بالوقود بما يعادل حوالي الدولار الواحد للغالون."

وحتى مع وجود هذه الشكوك، يعتقد الكثيرون أن المبيعات سترتفع كثيراً في السنوات المقبلة، وخاصة عندما تنخفض أسعار السيارات. شركة بايك ريسيرش (Pike Research)، وهي شركة للأبحاث والاستشارات التي تركز على التكنولوجيا الصديقة للبيئة، تقدر أن يكون هناك 835 ألف سيارة كهربائية أو سيارة هجينة على الطرقات الأميركية بحلول عام 2015. وهذه الزيادة ستكون كبيرة جداً في غضون سنوات قليلة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 14/شباط/2011 - 10/ربيع الأول/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م