
شبكة النبأ: بعد ما عانته وما زالت
تعانيه فأن القدس تستمر بمطالبة العرب بالتدخل في مساندتها ودعمها في
هذه الظروف الصعبة التي تمر بها خاصة بعد ان تتزايد اعداد المستوطنين
اليهود الذين لم يوقفهم شيء من الاستثمار في الاراضي الفلسطينية لاسيما
بعد ان وجدت ان العرب لم يحركوا ساكنا تاركين بذلك الشعب الفلسطيني
وحيدا يعاني مأساته بمفرده.
في الوقت الذي دعا العديد من رجال الاعمال الفلسطينيين ان الوقت
مازال مبكرا على ان نيأس ونسلم فوائد البلد وخيراته الى هؤلاء المحتلين
بل يوجد هناك الكثير من الاعمال والاستثمارات مازالت نستطيع ان ننتهزها
كفرصة لإعادة الارض لنا، هذا ويستمر اليهوديين ببناء مستوطنات جديدة
على حساب تهديم العديد من المنازل وقطع الطرق كما انهم يتحكمون بمسيرة
الحياة وسط رفض ومقاومة كبيرة من قبل اصحاب الحق اصحاب الارض
الفلسطينيون على امل ان تتحرك الضمائر العربية وتغيير الحال وتساند
اشقائها في بلدهم فلسطين.
فلسطينيون ينتقدون العرب
فقد قال مسؤول فلسطيني ان الدول العربية تقاعست عن مساعدة
الفلسطينيين في القدس ووجه اليها انتقادات لأنها لم تدفع سوى جزء ضئيل
من الأموال التي تعهدت بتقديمها لدعم الفلسطينيين هناك.
وتعكس تصريحات وزير الخارجية رياض المالكي مشاعر الإحباط التي يشعر
بها الفلسطينيون لتقاعس العرب عن دعمهم في مواجهة ما يرون انه حملة
اسرائيلية "لتهويد" القدس وهي المدينة التي في قلب صراع الشرق الاوسط.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض وهو يتحدث أمام القمة
الاقتصادية العربية في مصر ان المدينة واجهت "واقعا مريرا" وحث الزعماء
على تنفيذ قراراتهم السابقة بشأن دعم القدس. وقال فياض "وتظل الهجمة
الاستيطانية الأكثر خطورة في مدينة القدس التي تتعرض لعمليات الطمس
والتغيير الممنهج لطابعها ولمعالمها.
فإسرائيل وهي القوة المحتلة تسعى من خلال هذه الممارسات المنتهكة
بشكل صارخ للقانون الدولي لتحويل القدس ومحيطها الى بيئة طاردة للوجود
الفلسطيني المسيحي والاسلامي فيها ولعزلها بشكل تام عن محيطها
الفلسطيني."
وأضاف "وأمام هذا الواقع المرير فإننا نتطلع اليكم أيها الاخوة
للوقوف الى جانب القدس التي هي أحوج ما تكون وأهلنا فيها اليوم الى
دعمكم ومساندتكم السياسية والمعنوية والمادية من خلال تنفيذ العديد من
المشاريع العربية فيها وتقديم كافة أشكال الدعم لتعزيز صمودها.
"كما أدعو من على هذا المنبر لإطلاق مبادرة مماثلة للاستثمار في
القدس مذكرا بضرورة تنفيذ مقررات قمة سرت الخاصة بدعمها." وقال المالكي
في مقابلة مع وكالة الانباء الفلسطينية ان الفلسطينيين حصلوا حتى الان
على 37 مليون دولار فقط من 500 مليون دولار تعهد بتقديمها الزعماء
العرب في اجتماع قمة في ليبيا عام 2010 . بحسب وكالة الانباء
البريطانية.
وقارن بين الدعم المالي السخي من يهود الشتات للمستوطنين اليهود في
القدس والضعف الكبير من جانب الدول العربية والاسلامية. ويريد
الفلسطينيون ان تصبح القدس الشرقية التي استولت عليها اسرائيل في حرب
عام 1967 عاصمة الدولة التي يهدفون الى أقامتها في الضفة الغربية وقطاع
غزة. وتنظر اسرائيل الى القدس على انها عاصمتها. وضمت القدس الشرقية
وحزام من الأراضي في الضفة الغربية محيط بالمدينة بعد حرب عام 1967 .
ولم يحصل هذا الاجراء على اعتراف دولي.
وفي تقرير سري تم تسريبه في وقت سابق قال مبعوثو الاتحاد الاوروبي
ان السياسات الاسرائيلية تقوض فرص القدس الشرقية في ان تصبح عاصمة دولة
فلسطينية. وقال دبلوماسيون من الاتحاد الاوروبي ان العام الماضي "شهد
مرة أخرى مزيدا من التدهور" للموقف ككل في القدس الشرقية.
وتشمل المشاكل التي يواجهها الفلسطينيون هدم منازل اقيمت بدون
تصاريح يقول الفلسطينيون انه من الصعوبة بمكان الحصول عليها والمخاطرة
بخسارة وثيقة الهوية التي تصدرها اسرائيل لهم للإقامة في المدينة.
وتضرر الاقتصاد الفلسطيني أيضا من تأثير حاجز الضفة الغربية الذي بدأت
اسرائيل اقامته اثناء الانتفاضة الثانية.
وأدى الجدار الذي اقيم بهدف منع دخول مهاجمين انتحاريين الى تقطيع
أوصال المناطق العربية في القدس وعزلها عن اراضي الضفة الغربية.
وبالإضافة الى 500 مليون دولار تعهدت الدول العربية في العام الماضي
بتقديمها طلب الفلسطينيون من الدول العربية تمويل مشروعات في القدس
تبلغ قيمتها نحو 430 مليون دولار.
وقال المالكي انه من المؤسف ان مسؤولين عرب في القمة المنعقدة في
مصر قرروا تأجيل مناقشة مشروعات القدس حتى قمة اخرى من المقرر عقدها في
مارس اذار.
مشروع استيطاني كبير
بينما ذكرت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان اجراءات للترخيص لمشروع بناء
كبير لتشييد 1400 وحدة سكنية في حي استيطاني في القدس الشرقية العربية
المحتلة، جارية حاليا. ويقضي المشروع ببناء مساكن جديدة في مستوطنة
جيلو جنوب شرق المدينة.
وقال المصدر نفسه ان المشروع يمكن ان يحصل على موافقة لجنة التخطيط.
واكد اعضاء في المجالس البلدية للإذاعة المشروع الذي دانه اليساريون
منهم ورحب به اليمينيون. وقال مئير مارغاليت من حزب ميريتس اليساري "لا
شك ان اعطاء ضوء اخضر لعمليات البناء سيوجه ضربة قاضية لعملية السلام
مع الفلسطينيين" المجمدة اصلا بسبب رفض اسرائيل تمديد تجميد للبناء
الاستيطاني في الضفة الغربية. بحسب وكالة انباء فرانس برس.
من جهته، رأى ايليشا بيليغ من حزب الليكود اليميني الذي يقوده رئيس
الوزراء بنيامين نتانياهو ان "جيلو جزء لا يتجزأ من القدس. لا يمكن ان
يجري اي نقاش في اسرائيل حول البناء في هذا الحي".
ويمكن ان تستغرق الاشغال التي عهد بها الى متعهدين من القطاع الخاص،
حوالى اربع سنوات نظرا لصعوبة الارض التي سيجري البناء عليها قرب بيت
لحم في الضفة الغربية.
بناء منازل جديدة
من جانبها اتخذت بلدية القدس خطوة جديدة باتجاه بناء 124 وحدة سكنية
جديدة على أرض ضمتها حول القدس الشرقية في تحرك سيقابل على الارجح
بإدانة دولية.
ووافقت لجنة التخطيط البلدية على بناء 92 وحدة في مستوطنة تلبيوت
شرق بالجزء الجنوبي في القدس و32 وحدة في مستوطنة بسجات زئيف شمالي
المدينة. وتقول اسرائيل ان المنطقتين "حيان يهوديان" بنيا على ارض
ضمتها بعد حرب عام 1967. ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق بشأن
تفاصيل الخطة من مسؤولي المدينة.
وقال مسؤول في مجلس المدينة إن الخطوة جاءت بعد يوم على اعلان ان
اللجنة ذاتها قد توافق على خطة اخرى لبناء 1400 وحدة جديدة لليهود على
اراض ضمتها إسرائيل في الضفة الغربية في الفترة القليلة القادمة. بحسب
وكالة الانباء البريطانية.
ويريد الفلسطينيون ان تكون القدس الشرقية التي احتلتها اسرائيل مع
الضفة الغربية عام 1967 عاصمة الدولة التي ينوون اقامتها. وتعتبر
إسرائيل القدس بأكملها عاصمة لها وهو ما لم يعترف به دوليا. وأدانت
وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ازالة فندق مهجور في القدس
الشرقية التي تقطنها أغلبية عربية لإقامة 20 منزلا ليهود ضمن مشروع
استيطاني.
ورد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو علنا بالقول ان لليهود
الحق في العيش في اي مكان بالقدس. ويعيش حوالي 500 ألف اسرائيلي في
الضفة الغربية والقدس الشرقية بين 2.7 مليون فلسطيني.
اسرائيل تفتح جزءا من حائط المبكى
كما ازالت اسرائيل سقالات كانت تحد من الوصول الى حائط المبكى في
الحي الاسلامي في البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة، في خطوة
اثارت مزيدا من الاستياء لدى المسلمين.
وتقع السقالات تحت قوس بنيت فوقه عدة بيوت فلسطينية في ساحة تعرف
باسم حوش الشهابي وتشكل جزءا من موقع رباط الكرد الى يسار باب الحديد،
احد ابواب المسجد الاقصى. وكانت السقالات اضيفت لتدعيم المنازل في
المكان التي تأثرت بعمليات حفر اسرائيلية في المنطقة. وكشفت صحيفة
هآرتس الخبر اولا، موضحة ان بلدية القدس الاسرائيلية قامت بإزالة
سقالات لتفتح مجالا لدخول المصلين اليهود الى جزء صغير من حائط البراق
يقع داخل الحي الاسلامي.
واكد رئيس الوقف الاسلامي في القدس الشيخ عزام الخطيب ازالة
السقالات مؤخرا مشيرا الى ان المسؤولين الاسرائيليين وضعوا لافتة على
الموقع باسم "حائط المبكى الصغير".
وقال الخطيب "في السابق كانت اعداد محدودة جدا وقليلة تأتي الى
المكان. لكن بإزالة السقالات نتوقع ان يزداد عدد اليهود الذين سيأتون
للصلاة في المكان". واكدت مراسلة فرانس برس ازالة السقالات، الا انها
لم تر اي مصلين هناك.
وقال رأفت الشهابي احد سكان الحي ان "موظفين من بلدية القدس ودائرة
الاثار والشرطة الاسرائيلية جاؤوا قبل ايام وقاموا بإزالة السقالات
والعوارض المعدنية الداعمة". واضاف انهم "قالوا ان الخطر زال عن المبنى
ولا ضرورة لوجودهم"، مشيرا الى حدوث "انهيارات في المكان في 1970 و1971
و1984 لذلك قامت البلدية بوضع حزام حديدي على المبنى فوق القنطرة ووضعت
السقالات".
وكان عدد من الاطفال يلهون غير آبهين بزوار الحي الى جانب "حائط
المبكى الصغير" الذي امتلأت شقوقه بأوراق الدعاء والابتهالات التي
يكتبها المصلون اليهود، كما يفعلون بحائط البراق.
من جهته، تحدث مئير كيلير احد الادلاء الذي يعتمر القلنسوة على راسه
ومعه مجموعة من اليهود عن "حائط المبكى الصغير". بحسب وكالة انباء
فرانس برس .
وقال ان "طول حائط المبكى اليهودي بطول سور الحرم الشريف اي 480
مترا، وحائط المبكى الغربي المتاح لنا بالصلاة فيه الان هو جزء من هذا
الحائط". واضاف ان "باقي الحائط، مبني عليه بيوت وكل مساحة فارغة من
هذا الحائط من الممكن الصلاة فيه وله القدسية نفسها".
واوضح ان "اليهود كانوا يصلون على هذا الحائط حتى عام 1948 ونحن
نصلي عند حائط المبكى لأنه ممنوع علينا ان نصلي في الاقصى". وكانت
جماعات استيطانية مثل عطيرت كوهانيم تطالب السلطات الاسرائيلية منذ عدة
سنوات بإزالة هذه السقالات لتسهيل دخول مجموعات كبيرة الى الموقع.
وقال الخطيب "نستنكر هذا العمل وتصرفات الحكومة الاسرائيلية في محيط
الحرم الشريف وابلغنا الحكومة الاردنية بقلقنا". وتساءل "ماذا تفعل
دائرة الاثار في محيط الحرم؟ مجرد وجودهم هناك يثير الشبهات عندنا". من
جهتها، استنكرت مؤسسة الاقصى للوقف والتراث في بيان ازالة السقالات.
وقالت ان "الاحتلال (الاسرائيلي) يخطط لإجراء عمليات تهويد تحت اسم
التصليح والترميم".
واضافت ان "كل ذلك يهدف الى فسح المجال لزيادة عدد الزائرين اليهود
الى رباط الكرد حيث يقومون بتأدية شعائر توراتية وتلمودية". ورأت مؤسسة
الاقصى انه "مخطط للسيطرة على رباط الكرد وبالذات حوش الشهابي وتحويله
بالكامل الى مبكى صغير".
ولم يصدر اي تأكيد من بلدية القدس حول هذا الموضوع. ونقلت الصحيفة
عن مستشار لرئيس بلدية القدس السابق تيدي كوليك ان كوليك رفض طلب
الجمعية الاستيطانية ازالة السقالات "بسبب حساسية الموقع مع انه كان
يعلم ان السقالات لا تدعم القوس".
فرصة للربح في الاستثمار بالقدس
من جانب اخر يحتاج الفلسطينيون الذين يسعون للاستثمار في القدس الى
مزيد من الوقت والصبر ومحام جيد..
ويسعى عدد قليل وان كان متزايدا منهم الى أن يثبت أنه على قدر
مواجهة التحدي باستغلال الفرصة من أجل تحقيق عائد معقول وفي نفس الوقت
المساعدة في احياء الاقتصاد الفلسطيني المتراجع في المدينة.
ويقول فلسطينيون ان رجال الاعمال المحليين ترددوا لفترة طويلة ازاء
الاستثمار في القدس الشرقية العربية التي ضمتها اسرائيل بعد حرب 1967
في اجراء لم يحظ باعتراف دولي. والمعوقات تتضمن الغموض السياسي الذي
يكتنف مدينة في قلب صراع الشرق الاوسط والسياسات الاسرائيلية التي تعقد
الحياة الفلسطينية بالقدس.
ورغم أن هذه العوامل لم تتغير الا أن الفلسطينيين الذين يسعون
للاستثمار في المدينة يرون أن هناك رغبة أكبر للبحث عن فرص في سوق يرون
أنه جرى تجاهلها لسنوات. ورجل الاعمال الفلسطيني مازن سنقرط الذي ساعد
العام الماضي في تأسيس شركة قابضة بترخيص في اسرائيل لكي تستثمر في
المدينة يقول انه من خلال قراءاته الاقتصادية يرى أن السوق في القدس
الشرقية سوق عذراء والفرص هائلة.
وبالنسبة لكثيرين كان من الاسهل الاستثمار في مدينة رام الله بالضفة
الغربية التي تديرها السلطة الفلسطينية. وتساعد الضرائب الاقل والعمالة
الارخص في ازدهار الاعمال هناك. ورام الله تنتعش بفضل دعم المانحين
الغربيين.
وعلى العكس فان الحياة الاقتصادية في القدس الشرقية والاحياء
العربية المجاورة والتي يقطنها نحو 350 ألف فلسطيني مختنقة نتيجة
للجدار العازل الذي تقيمه اسرائيل منذ الانتفاضة الفلسطينية الاخيرة.
وقطع الجدار العازل القدس الشرقية عن الضفة الغربية مما حرم التجار
من الوصول الى سوقهم المحلية الرئيسية. ولهذا اختار رجل الاعمال
الفلسطيني أسامة صلاح الاستثمار في قطاع السياحة. وقال "هذه هي الفرصة
الوحيدة لدينا."
وأضاف "هناك قدس واحدة" مشيرا الى أنها منجم ذهب فيما يتعلق بقطاع
السياحة لا يستغله الفلسطينيون وانما الاسرائيليون. واستثمر صلاح في
فندق على بعد خمس دقائق سيرا بالأقدام عن الحي القديم الذي تجذب
مزاراته المقدسة المسلمة والمسيحية واليهودية الزوار من شتى أنحاء
العالم. وبعد أربعة أعوام من التجديد أعاد صلاح افتتاح فندق ناشونال في
سبتمبر أيلول. وفي الوقت ذاته أعيد افتتاح فندق اخر بنهاية الشارع.
وعند التقاطع يرمم عمال البناء فندقا اخر سيكون مستعدا للعمل في وقت
لاحق من هذا العام.
ويقول محمد نسيبة ان من المقرر أيضا أن ينتهي العمل هذا العام بمجمع
قريب يضم مركزا تجاريا ومكاتب وفندقا. ويستثمر نسيبة في هذا المشروع
سبعة ملايين دولار. وواجه صلاح 14 دعوى قضائية منفصلة مرتبطة بمشروعه
لمحاربة مزاعم ملكية تقدم بها فلسطينيون اخرون وكانت هناك أيضا مواجهات
بينه وبين بلدية القدس بشأن أمور متعلقة بالتخطيط. وقال انه جرى حل
المشاكل الان.
ويقدر أن الفندق المؤلف من 100 غرفة والذي استثمر فيه عشرة ملايين
دولار قيمته الان تصل الى 25 مليون دولار. وبعد أن وفر 60 وظيفة جديدة
أصبح الفندق مثالا لما يمكن تحقيقه. وينصح صلاح رجال أعمال فلسطينيين
وعربا اخرين ألا يجعلوا الاحتلال الاسرائيلي شماعة يعلقون عليها كل
مشاكلهم ويضيف "اذا أردتم الاستثمار يمكنكم ذلك."
وقال عدنان الحسيني محافظ القدس المعين من السلطة الفلسطينية ان
المزيد من الاستثمارات أمر مهم لتقوية الحياة الفلسطينية في القدس
الشرقية ومحاربة الجهود الاٍسرائيلية لتعميق سيطرتها على المدينة.
وأضاف أن القدس يجب ألا تكون فقط موضوعا للأغاني والشعر بل مجالا
للعمل. ودعا الناس الذين يريدون حماية القدس الى العمل فيها مشيرا الى
أن اسرائيل تستثمر المليارات ويتحتم على الامة العربية أن تنفق المزيد.
وتابع أن الاموال التي تنفق على الفنادق والمراكز الثقافية تعني أن
الوضع يتحسن في القدس الشرقية مقارنة "ببلدة الاشباح" التي كانت عليها
قبل بضع سنوات. بحسب وكالة الانباء البريطانية.
وأوضح أن التقدم سيكون ظاهرا بشكل أكبر خلال العام الحالي ولكن هناك
حاجة الى بذل المزيد. ويريد الفلسطينيون أن تكون القدس الشرقية عاصمة
للدولة الفلسطينية التي يريدون اقامتها مستقبلا في الضفة الغربية وقطاع
غزة. أما اسرائيل فتقول ان القدس الشرقية جزء مما تصفها بعاصمتها
الموحدة والابدية.
وفي تقرير سري جرى تسريبه في الآونة الاخيرة أشار رؤساء بعثات
أوروبية الى أن الاستثمارات غير الكافية هي من بين العوامل التي تقوض
الوجود الفلسطيني في القدس الشرقية. ومن بين هذه العوامل أيضا التوسع
الاستيطاني الاسرائيلي وطرد عائلات فلسطينية وهدم مبان فلسطينية أقيمت
دون الحصول على تراخيص بناء اسرائيلية -يصعب الحصول عليها- والقيود
الصارمة التي تضعها بلدية القدس على التخطيط العمراني.
ويرأس سمير حليلة شركة انتظرت عشر سنوات للحصول على ترخيص اسرائيلي
ببناء 166 منزلا جديدا في منطقة سكنية بالقدس يغلب على سكانها
الفلسطينيون. والان أخيرا يشعر حليلة بالثقة في أن الربع الاول من عام
2011 سيسفر عن صدور ترخيص لبدء العمل الميداني في مشروع اسكاني تكلفته
33 مليون دولار في بيت صفافا.
وأضاف حليلة الرئيس التنفيذي لشركة فلسطين للتنمية والاستثمار
المحدودة (باديكو) وهي شركة قابضة مدرجة في البورصة الفلسطينية "انه
ليس عملا خيريا.. ليست سياسة. علينا أولا أن نحقق ربحا. "يجب أن تتحلى
بالصبر وتضيف تكلفة المشروع وتكلفة الانتظار. هذا يقلص هامش الربح.
"ولكن هناك احتمالات دائما. فرصة الاستثمار في القدس أكبر بكثير من
الاستثمار في الضفة الغربية. في القدس أنت بمفردك." وباديكو هي
المستثمر وراء ترميم فندق سان جورج الواقع قرب الحي القديم. وسيعاد
افتتاح الفندق وبه 144 غرفة في يوليو تموز أو أغسطس اب. والشركة أيضا
وراء تجديد قصر الحمراء القريب الذي يضم قاعات أفراح ومطاعم.
وقال حليلة أن مشروعي تجديد اخرين مدرجين بجدول أعمال الشركة بالرغم
من أن استثماراتها في القدس لا تذكر مقارنة بمشاريعها في الاراضي
الفلسطينية. وأضاف "تجاوز الناس الحاجز النفسي... يمكنهم القيام بشيء
تجاه الاستثمار في القدس وعليهم عدم انتظار الاخرين.. لا السلطة
الفلسطينية ولا العالم العربي." |