الهجرة السرية... بين تجريم القانون واحلام المنهكين

احمد عقيل الجشعمي

 

شبكة النبأ: يا ترى ما هو السبب من وراء الهجرة من بلد الى اخر؟ ما هي الاسباب التي تجعل مجموعة من الافراد يتركون بلدهم وارضهم ومنازلهم ويبحثوا عن بلد اخر يحطوا به ويبدؤون التخطيط لحياة جديدة فيه؟.

هل يا ترى لأنهم لا يملكون اصلا ملكية ارض خاصة بهم ام انهم لا يجدون منزل يأويهم، اسباب وتساؤلات تجعل المرء يفكر بالهروب من الوضع السيء الذي يعيش فيه على امل ان يجد ما هو افضل، وهذا ما يقوم به الالاف بل الملايين من مختلف دول العالم بعد ان ذاقوا ذرعا من معيشتهم التي لا يجدون فيها فرصة لكسب العيش والحصول على لقمة العيش، ولكن ما يحدث لهم يكون الاسوء لاسيما وان خفر سواحل البحار التي تربط بين البلدان والتي تكون الطريقة المعتادة للتهريب مع مساعدة ظلام الليل تسجل نسب وارقاما كبيرة لما يجدوه من جثث الضحايا في القوارب التي كان يعول عليها ان تنقلهم من عيش تعيس الى فرصة العيش الرغيد ولكن الموت هو ما يسيطر على الوضع.

من جانب اخر فأن الحكومات مازالت تعاني من مشاكل المهاجرين كونهم يدخلون بشكل غير شرعي للبلاد وبذلك تزداد اعدادهم ويختل نظام البلد بالإضافة الى ان بعضهم يدخل لأجل التجارة والتهريب لعدد من الاشخاص او المواد خالقين بذلك جوا غير نظامي ينعكس سلبا على تلك البلدان التي تستقطب المهاجرين الذين تتعالى صيحاتهم بالحصول على الجنسية لضمان حقوقهم والاكثر سوءا من هذا كله فهناك عوائل ترمي بأطفالها الى خارج البلد كونهم سيجدون الرعاية والاهتمام الكافي في بلدان غير بلدانهم.

زيادة المعدلات

فقد أفاد تقرير الهجرة العالمية 2010 الصادر حديثاً أن القرارات التي تتخذها السلطات المحلية بشأن استخدام الأراضي وأنظمة البناء والحصول على الخدمات الصحية ربما تؤثر على المهاجرين بشكل أكبر من القرارات التي تتخذ على الصعيد الوطني ولكن في معظم البلدان يتم وضع السياسات الخاصة بالهجرة على الصعيد الوطني مع إعطاء القليل من الاهتمام لبناء القدرات على المستوى المحلي الذي يتم عادة فيه تنفيذ هذه السياسات.

ويسلط التقرير الذي يصدر كل سنتين عن المنظمة الدولية للهجرة، الضوء على العديد من هذه الثغرات ويستكشف مدى استعداد البلدان لمواجهة أية زيادة مفاجئة في معدلات الهجرة خلال العقود القادمة. وقد يرتفع عدد المهاجرين الذي يصل حالياً إلى 214 مليون مهاجر في جميع أنحاء العالم، وفقاً للمنظمة الدولية للهجرة، إلى 405 مليون شخص بحلول عام 2050. بحسب شبكة الأنباء الإنسانية إيرين.

ويفيد التقرير أن التوجهات الجديدة في الهجرة قد تتأثر باختلاف معدلات النمو السكاني (تباطؤ النمو في العالم المتقدم وزيادة الطلب على الأيدي العاملة) والتغير البيئي، والتحولات في الاقتصاد العالمي.

وتقول المنظمة الدولية للهجرة أنه على الدول الاستفادة من "الهدوء" الحالي في الهجرة الدولية الناجم عن الركود الاقتصادي، للاستعداد لتدفق أعداد أكبر من الأشخاص. ومن الأمور التي يمكن النظر فيها بناء القدرات وتحسين إدارة قواعد البيانات. ويقدم التقرير قائمة للتقييم الذاتي لمساعدة البلدان والمنظمات في تقييم مستويات الاستعداد الخاصة بها.

القوارب السرية 

بينما كشف كاتب الدولة المكلف الجالية الجزائرية في الخارج حليم بن عطا الله ان عائلات جزائرية ترسل اطفالها في قوارب للهجرة السرية "مستغلة حسن تعامل" الدول الاوروبية مع الاطفال، موضحا ان هذه الظاهرة الجديدة في تزايد.

وقال كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية ان جزائريين في اسبانيا نقلوا له شهادات عن "كثير من الاولياء عندنا (في الجزائر) يلجؤون الى تصدير اطفالهم في مراكب الحراقة وهذا شيء مؤسف". و"الحراقة" مصطلح جزائري يطلق على المهاجرين السريين نحو اوروبا في القوارب الصغيرة. بحسب وكالة انباء فرانس برس.

وصرح الوزير نفسه الذي كان يتحدث للاذاعة الجزائرية من العاصمة الالمانية برلين ان العائلات الجزائرية "تحاول تقليد بعض الدول المجاورة في استغلال قوانين الدول التي توفر الحماية للأطفال" وتمنع طردهم في حالة توقيفهم. وتابع ان هذه العائلات تأمل ان "يتم التكفل بأبنائها من قبل الدول المضيفة" مما يطرح مشكلة حقيقية حول "لا مسؤولية الاولياء الذين يعرضون ابناءهم لخطر الموت".

واكد بن عطا الله ان المصالح القنصلية وسلطات البلدان المضيفة وحتى الجمعيات المدنية "تحاول الاتصال بعائلات الاطفال الذين يتم القبض عليهم لإعادتهم الى البلد لكن هذه العائلات ترفض عودتهم". ولم يعط الوزير الجزائري احصائيات عن عدد الاطفال الذين يجبرهم أولياؤهم على الهجرة السرية، لكنه قال ان "هذه الحالات في تزايد".

والدولتان اللتان يقصدهما عادة المهاجرون السريون على متن ما يسميه الاعلام الجزائري "قوارب الموت" هي ايطاليا انطلاقا من السواحل الشرقية المتاخمة لجمهورية تونس، واسبانيا انطلاقا من السواحل الغربية على الحدود مع المغرب.

جثث 28 مهاجرا افريقيا في اليمن

وفي السياق ذاته عثر عناصر حرس الحدود اليمنيون على جثث 28 شخصا غرق زورقهم وكان على متنه 46 مهاجرا افريقيا يحاولون الوصول سرا الى اليمن، كما اعلن مسؤول يمني.

واعلن مسؤول في جهاز الامن في باب المندب (جنوب) رافضا الكشف عن هويته انه "عثر على 8 جثث قذفت بها امواج البحر الى شاطئ السويداء". واضاف " لقد قمنا البارحة سابق بدفن 17 جثة، وجميعهم اثيوبيون، في منطقة السويداء الساحلية والبحث ما زال جاريا عن بقية المفقودين". وقال انه كان عثر على جثث ثلاثة اشخاص في وقت سابق.

من جهته، اكد مسؤول منظمة الهلال الأحمر في باب المندب عبدالله احمد علي الحصيلة. واضاف "لم نعد نميز بين الاثيوبي والصومالي وبين الذكر والأنثى فقد وجدناهم في الساحل بحالة يرثى لها وتغيرت اشكالهم وما كان علينا الا ان نتولى مسؤولية الدفن".

ونجا من الحادث خمسة اشخاص على الاقل، صوماليان وثلاثة اثيوبيين، بحسب المسؤولة في المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في عدن هلا الحوراني. وبحسب المسؤول اليمني، فان بين الناجين من الغرق مهربين يمنيين اثنين. بحسب وكالة انباء فرانس برس.

وكانت وزارة الداخلية اعلنت في بيان "انتشال حرس الحدود 25 جثة لمهاجرين افارقه ممن لقوا حتفهم غرقا اثر انقلاب قاربين قبالة ساحل باب المندب في محافظة تعز (جنوب البلاد)" بسبب رياح عاتية وتسونامي. ويفر سنويا عشرات الاف الاثيوبيين والصوماليين هربا من اعمال العنف والصعوبات الاقتصادية في بلديهما، محاولين الوصول بحرا الى اليمن حيث يأملون في حياة افضل.

وبحسب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، فان عدد المهاجرين الذين يتوجهون الى اليمن هربا من انعدام الاستقرار زاد بنسبة 50% في 2009 ليسجل رقما قياسيا قدره 74 الفا يسلكون طريق الهجرة "الاكثر استخداما والاكثر دموية في العالم".

كندا واستراليا الافضل للمغتربين

فيما كشف المسح السنوي الثاني حول تجربة العمالة الوافدة الذي اجراه بنك اتش.اس.بي.سي. ان المغتربين في كندا يعيشون افضل حياة وانها من اسهل الاماكن في العالم للاندماج مع السكان المحليين.

وجاءت استراليا وتايلاند في المراكز الثلاثة الاولى في الاستطلاع الذي شمل 3146 شخصا يعملون في 30 صناعة مختلفة و50 دولة برغم ان تايلاند كانت احدى اكثر الدول التي تضررت من الركود بالنسبة للوافدين.

وقالت بيتوني تايلور المتحدثة باسم بنك اتش.اس.بي.سي. " شاهدنا ان هناك مقايضة واضحة بين الدخل وجودة الحياة عموما حيث جاء العديد من أفضل المؤدين في قاع قائمة التقرير (لأفضل الاماكن لكسب وادخار الاموال)." بحسب وكالة الانباء البريطانية.

واضافت تايلور "الواضح ان الاماكن التي قد تكون الرواتب ليست مرتفعة بها مثل كندا واستراليا هي الاماكن التي لا يستمتع المغتربون فيها بتحسن جودة الحياة فحسب ولكن يجدون من السهل التأقلم مع مجتمعاتهم الجديدة." وفي العام الماضي كانت ألمانيا وكندا واسبانيا في المراكز الثلاثة الاولى التي يعتقد ان بها افضل نمط حياة للوافدين.

وجاءت بريطانيا في احد ادنى المراكز في نمط الحياة بعد ان اصبحت احد اكثر الاماكن غلاء بالنسبة للوافدين مع بلوغ الركود ذروته. ويفكر حوالي 44 بالمئة من الوافدين في بريطانيا في العودة لبلادهم مقارنة بنسبة 15 بالمئة فقط من الوافدين بشكل عام.

ويجد حوالي 41 بالمئة من الوافدين في بريطانيا انه من الصعب ايجاد مكان للعيش فيه ومعظمهم يرى ان جودة اقامتهم انخفضت بعد الانتقال الى بريطانيا ويزعم الثلث أن صحتهم تدهورت منذ الانتقال الى هناك.

حملة ضد الاجانب

من جانبه قال مسؤولو الهجرة الامريكيون ان ضباطا اتحاديين في كاليفورنيا اعتقلوا 280 اجنبيا لهم سجلات جنائية اغلبهم مدانون في جرائم خطيرة وذلك في اكبر حملة من هذا النوع حتى الآن. واعتقل اكثر من 100 شخص في حملة استمرت ثلاثة أيام، وطرد معظمهم منذ ذلك الحين فيما يواجه البقية الترحيل الوشيك.

وسبق ان ادين معظم المعتقلين في جرائم مثل الاغتصاب والجرائم الجنسية الاخرى والسطو المسلح والهجوم بسلاح قاتل. وقال جون مورتون مساعد وزير الامن الداخلي في مؤتمر صحفي بلوس انجليس "هؤلاء ليسوا هم الاشخاص الذين نريد ان يسيروا في شوارعنا." بحسب وكالة الانباء البريطانية.

ووصف الحملة التي شملت انحاء الولاية بانها اكبر عملية تقوم بها وكالة الهجرة والجمارك الامريكية. لكن احدث موجة من الاعتقالات لا تمثل سوى نسبة صغيرة من 136 الف شخص طردوا العام الماضي في اطار تعزيز الجهود الامريكية للعثور على مرتكبي الجرائم الخطيرة الهاربين وترحيلهم.

وتقدر وكالة الهجرة والجمارك ان 56 الف "هارب اجنبي" - وهم خليط من المطلوبين للترحيل ممن لهم سجلات اجرامية وممن ليس لهم - لا يزالون هاربين داخل الولايات المتحدة.

غالبية المهاجرين اثيوبيين

كما أفادت بيانات أصدرها مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي للاجئين أن أكثر من 74 ألف أفريقي تدفقوا على اليمن هذا العام بزيادة 50 في المئة عن عام 2008 على الرغم من عدم الاستقرار السياسي الذي تشهده البلاد.

وقال أندريه ماهيسيتش المتحدث باسم المفوضية العليا لللاجئين التابعة للأمم المتحدة ان الاضطرابات والضغوط الاقتصادية في منطقة القرن الافريقي أدت الى ارتفاع أعداد المهاجرين الذين يدفعون أموالا لمهربين ويقومون برحلة محفوفة بالمخاطر عبر البحر.

وقال ان المهاجرين الافارقة "يتعرضون في بعض الحالات للضرب أو الاغتصاب أو القتل أو يلقى بهم من على السفن في مياه تمتلئ بأسماك القرش." ووصف الطرق البحرية في خليج عدن والبحر الاحمر بأنها "أزحم طرق الملاحة في العالم والأكثر في عدد القتلى." ويقدم كثير من الأفارقة على هذه الرحلة الخطيرة الى اليمن أملا في العثور على فرص عمل في السعودية أو مناطق أبعد.

وخلافا للسنوات السابقة لم يشكل الصوماليون غالبية الافارقة الذين وصلوا الى اليمن في عام 2009 على الرغم من استمرار القتال في أرجاء العاصمة مقديشو. ودخل 32800 صومالي الى اليمن في 2010. بحسب وكالة الانباء البريطانية.

وقال ماهيسيتش ان أكثر من 42 ألف اثيوبي سافروا الى اليمن وهو ضعف العدد الذي سجل في عام 2008 ولكن معظمهم واصل رحلته الى دول أخرى في الخليج بحثا عن وظائف. ويحصل الصوماليون على وضع لاجئين تلقائيا بمجرد وصولهم الى اليمن ولكن يتعين تحديد وضع الوافدين من دول من بينها اثيوبيا كلاجئين قبل أن يتسنى لهم طلب اللجوء.

وقال ماهيسيتش "الغالبية العظمى من الاثيوبيين لم يتصلوا بمراكز الاستقبال ( التابعة للمفوضية العليا لللاجئين) لانهم لا يعتزمون طلب اللجوء." ولكنه أضاف "نعتقد أن بعضهم ربما تجنب الاتصال بالمراكز خوفا من الاعتقال والاحتجاز."

وأدى جفاف مستمر منذ خمسة أعوام واستمر في عام 2009 الى مجاعة واسعة النطاق في اثيوبيا التي يبلغ عدد سكانها 83 مليونا بالإضافة الى دول أفريقية أخرى. وغرق 309 أشخاص على الاقل أو قتلوا أثناء رحلتهم البحرية من القرن الافريقي هذا العام(2010) في تراجع عن العام الماضي حيث بلغ عددهم 590 شخصا ولكن المفوضية العليا للاجئين قالت ان الاعداد النهائية للمفقودين في عام 2009 لم تتح بعد.

مهاجرون يحتجون

من جانب اخر قالت الشرطة الايطالية ان عشرات المهاجرين من شمال افريقيا قاموا بأعمال شغب أثناء الليل في حي تسكنه أعراق متعددة بميلانو حيث حطموا واجهات متاجر وقلبوا سيارات للاحتجاج على قتل مصري.

وهذه هي الحلقة الثانية من مسلسل العنف الذي يتضمن مهاجرين بعد صدامات وقعت في جنوب ايطاليا سابقا وأدت الى موجة من أسوأ موجات العنف العنصري منذ الحرب العالمية الثانية وأشعلت جدلا واسعا بشأن الهجرة. وبدأت أعمال الشغب مع الغروب بعد أن قتل مصري (19 عاما) قالت الشرطة ان اسمه حامد محمود الفايد على يد مجموعة مهاجرين من امريكا الجنوبية فيما يبدو.

وقالت الشرطة ان مثيري الشغب من شمال افريقيا ومعظمهم مصريون اصيبوا بالهياج واشتبك البعض مع الشرطة في الحي الذي يملك المهاجرون 70 في المئة من المتاجر به. ووصف ريكاردو دي كوراتو رئيس بلدية ميلانو المنطقة بأنها تشبه صراعات الغرب الامريكي المتوحش بين عصابات مهاجري شمال افريقيا وعصابات مهاجري أمريكا اللاتينية.

وقالت الشرطة انها تعرفت على أكثر من 30 شخصا شاركوا في أعمال الشغب أكثرهم من المصريين. وكان عشرة من المصريين يقيمون بشكل غير شرعي واحتجزت الشرطة أربعة. ومازالت الشرطة تبحث عن الامريكيين الجنوبيين الذين يعتقد أنهم مسؤولون عن مقتل الفايد والذي قيل انه وقع بعد مشادة في حافلة. بحسب وكالة الانباء البريطانية.

ونادى حزب رابطة الشمال وهو حزب مناهض للمهاجرين في ائتلاف يمين الوسط الذي يقوده رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني بطرد المهاجرين المسؤولين عن أعمال العنف. ودعا أحد أعضاء حزب رابطة الشمال الى اجراءات صارمة "طرد من بيت الى بيت ومن طابق الى طابق."

وتحكم ميلانو العاصمة التجارية لإيطاليا حكومة محلية تنتمي الى تيار يمين الوسط وقالت المعارضة ان أعمال الشغب تكشف عن أن سياسات الهجرة التي تنتهجها الحكومة في حالة يرثى لها.

وقال برلويجي بيرساني رئيس أكبر أحزاب المعارضة "انهم (يمين الوسط) يحكمون البلاد والاقليم (لومبارديا) والمدينة... يجب أن يقبلوا حقيقة أن سياستهم بشأن الدمج (الاجتماعي) قد فشلت." ووافقت الحكومة الايطالية على تشريع صارم رفع الهجرة غير الشرعية أو المساعدة فيها الى مرتبة الجناية. ويواجه المهاجرون الذين لا يملكون أوراقا رسمية سليمة خطر الترحيل الى بلادهم الاصلية.

اليونان تشكو

في حين ينطلق نيكوس بساراكيس تحت جنح الظلام من مرفأ جزيرة ساموس اليونانية لإنقاذ مئات المهاجرين الذين يحاولون عبور ذلك المضيق الفاصل بين آسيا وأوروبا.

وقال بساراكيس وهو قائد خفر السواحل اليوناني: ''لا يحالفنا الحظ دائما لنجدهم أحياء خاصة عندما يكون هناك نساء وأطفال فهم الأكثر عرضة للخطر لأنهم لا يستطيعون السباحة''. لقد تأهب فريقه للعمل في إحدى ليالي كانون الأول(يناير) الماضي بعد أن التقط الرادار زورقا صغيرا يعج بالبشر على بعد نحو ألفي متر من السواحل التركية.

ومع اقتراب قارب الدورية وتسليط الضوء على المركب كان ركاب الزورق الصغير يترنحون يمنة ويسرة وكل منهم يمسك بإطار مطاطي. ومع اقتراب قارب خفر السواحل وسط الأمواج المتلاطمة كان الزورق الصغير قد انقلب على جانبه بعد أن أحدث أحد الركاب ثقبا في ركن من أركانه .

وتعالى الصراخ مع سقوط عدد من الركاب في المياه، بينما حاول البعض التمسك بأي شيء لحين وصول قارب خفر السواحل. وتشهد بعض الجزر اليونانية وصول عدد من القوارب المحملة بالمهاجرين بين حين وآخر، لكن الأمر يختلف بالنسبة لبساراكيس وفريقه المكون من أربعة أشخاص والذين يجوبون المياه بين ساموس وتركيا فالظاهرة أصبحت طقسا متكررا كل ليلة تقريبا.

الحروب والصراعات

وقال بساراكيس بعد مهمة إنقاذ ناجحة تمكنوا فيها من انتشال 33 رجلا معظمهم من العراق'': كانت ليلة جيدة. فقد تمكنا من إنقاذ الجميع''. لقد شهدت السنوات القليلة الأخيرة غرق ما يزيد على 500 شخص بينهم نساء وأطفال حيث يجبرهم المهربون-خوفا من مواجهة شرطة خفر السواحل على القفز في مياه بحر إيجة الهائجة.

وعثر أخيرا على جثث 17 مهاجرا آسيويا وإفريقيا قبالة سواحل اليونان شمال شرق ميناء أليكساندروبولي. وفي تشرين الأول (أكتوبر) الماضي غرق تسعة مهاجرين أفغان عندما غرق القارب الذي كان يحملهم قرب جزيرة ليسبوس بسبب سوء الأحوال الجوية. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

تقول كيتي كيهايويلو المتحدثة باسم مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين ''إن التحديات التي تفرضها موجات الهجرة المختلطة التي تتدفق صوب الإقليم معقدة.. وسوف يستمر الباحثون عن طوق نجاة يتعلقون به في اللجوء إلى المهربين القساة كي ينقذوا أرواحهم أو كي يحسنوا ظروفهم المعيشية''.

وقال وزير حماية المواطنين اليوناني ميكاليس كريسوخويديس'' إن 75 في المائة من عمليات الاعتقال بسبب دخول الاتحاد الأوروبي بحرا بطرق غير مشروعة تتم في بحر إيجة''. وبحسب إحصاءات الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود ''فرونتكس'' فإن النصف الأول من العام الماضي شهد توافد 14 ألف مهاجر غير شرعي على اليونان على متن قوارب التهريب، بزيادة تقدر بنحو 50 في المائة مقارنة بعام 2008 اتجه معظمهم لجزيرتي ساموس وليسبوس اليونانيتين.

وحاول الاتحاد الأوروبي مرارا وتكرارا إقناع تركيا التي تطمح لنيل عضوية الاتحاد-إقناعها ببذل المزيد من الجهد للسيطرة على موجات الهجرة المتزايدة من سواحلها الغربية باتجاه اليونان لكن دون جدوى. وتشكو أثينا من أن الجهود التي تبذلها للقضاء على ظاهرة الهجرة غير الشرعية تذهب سدى جراء عدم احترام السلطات التركية للاتفاقية الثنائية المبرمة بينهما بشأن ترحيل المهاجرين لأوطانهم.

الجنسية للأطفال المهاجرين

بينما تظاهر حوالى الفي شخص في وسط اثينا احتجاجا على العنصرية ومطالبين بمنح اطفال المهاجرين المقيمين في البلاد الجنسية اليونانية. وسار المتظاهرون رافعين لافتة كبيرة في المقدمة كتب عليها "الجنسية لجميع الاطفال - القانون لجميع المهاجرين - اللجوء لكافة اللاجئين" من ساحة اومونيا الشعبية الكبيرة الى ساحة سنتغما امام مقر البرلمان حيث نظم حفل موسيقي.

ودعت اكثر من خمسين جمعية ومنظمة يسارية ونقابة الى التظاهرة التي تأتي بعد ايام من اقتراح مشروع قانون حول الهجرة. وجرت تظاهرة اخرى مشابهة جمعت مئات الاشخاص في سالونيكي بشمال البلاد. بحسب وكالة انباء فرانس برس.

وتأخذ الجمعيات على مشروع القانون انه يقيد المشروع الاول ولا يمنح الا 25 الف طفل الجنسية بينما هناك 250 الفا معنيين ومنح 65 الف مهاجر الحق في التصويت في الانتخابات المحلية من اصل 550 الف حاصلين على رخصة اقامة.

وافاد تحقيق يوروستات ان اليونان لديها اكثر من 900 الف اجنبي اي 8,1% من عدد سكانها ومعظمهم من الالبان. ويوجد اكثر من 250 الف مهاجر في وضع غير قانوني حسب وزارة الداخلية.

الترحيل القسري

فيما أعلن المكتب الاتحادي السويسري للهجرة عن وقف جميع رحلات الطيران الخاصة بترحيل الأجانب قسرا الى اشعار آخر بعد مصرع لاجئ نيجيري في مطار زيورخ قبل فترة سابقة.

وأعرب المتحدث الاعلامي باسم المكتب يوناس مونتاني عن أسفه لوفاة الشاب النيجيري مؤكدا ان السلطات السويسرية تقوم الآن ببحث الموقف بالتعاون مع شرطة زيورخ التي كانت مكلفة بالإشراف على ترحيله مع 15 شخصا آخرين لم يتم قبول طلباتهم كلاجئين في البلاد.

من ناحيتها أعلنت شرطة زيورخ في بيان صحافي أن الشاب البالغ من العمر 29 عاما قد امتنع عن تناول الطعام قبل عدة أيام احتجاجا على قرار ترحيله الى بلاده بعد ان رفضت السلطات قبوله كلاجئ سياسي في البلاد.

واضافت "كما أنه قاوم الشرطة عند اقتياده الى الطائرة وعندما لاحظت الشرطة ان حالته الصحية سيئة حاولت تقديم الاسعافات المناسبة له لكنه توفي في المطار". وأكدت الشرطة ان المدعي العام قد قام بفتح تحقيق للكشف عن ملابسات الحادث كما طالب الطب الجنائي بتقرير مفصل حول اسباب الوفاة. بحسب وكالة الانباء الكويتية.

في الوقت ذاته طالب الفرع السويسري لمنظمة العفو الدولية مجلس مدينة زيورخ بإجراء تحقيق مستقل حول الحادث وتحديد عما اذا كانت الشرطة قد استخدمت القوة بشكل مفرط مطالبة بوقف جميع عمليات الترحيل القسري ضد المقيمين بشكل غير مشروع في البلاد لحين توضيح ملابسات الحادث.

وبحسب بيانات المكتب الاتحادي للهجرة تعد حالة الوفاة الأخيرة هي الثالثة أثناء عمليات الترحيل القسري في سويسرا منذ عام 1999 حيث توفي شاب فلسطيني أثناء ترحيله من زيورخ بعد أن كممه الطبيب فلم يتمكن من التنفس بشكل طبيعي والثانية كان ضحيتها شاب نيجيري لقي حتفه في عام 2001 بمقاطعة (فاليه) جنوبي البلاد أثناء اجبار الشرطة على اقتياده عنوة الى الترحيل.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 6/شباط/2011 - 2/ربيع الأول/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م