وقف بث قناة الجزيرة دليل دكتاتورية النظام المصري

هادي جلو مرعي

الفيس بوك فجر إحتقانا مكبوتا في الذات العربية ,وصار وسيلة تواصل إجتماعي مهم لجهة حشد المجموعات الشابة وبث الرسائل التي تنطوي على أساليب عمل منظم كالتظاهر في شوارع بعينها أو التحشد في أمكنة خاصة سواء كانت حكومية أو أهلية وعامة ,وحتى المساجد كما حصل خلال الفترة الماضية في تونس ومصر وأثر كثيرا في التوجهات التي يهتم بها عرب آخرون مكبلون من حكوماتهم في عواصم عدة.

ساهمت القنوات الفضائية العربية في مساعدة المتظاهرين والقطاعات السياسية والإعلامية والدينية وجماعات المثقفين في توجيه التظاهرات الحاشدة احتجاجا على القمع الرسمي والبطالة والجوع وفقدان الأمن وحرية التعبير والتمثيل السياسي الذي ليس للشعوب العربية حتى حق التفكير فيه بإعتبار إن إحتكار السلطة هي السمة الغالبة على العمل السياسي في كل المنظومة العربية.

تختلف النوايا لكن المشهد واحد, ألوان ولهجات وأزياء مختلفة او المطالب متشابهة تنطلق من جموع محرومة من أشكال الحياة الكريمة أو الإبتعاد عن أذاها على الأقل.

نوايا وسائل الإعلام قد تختلف لكنها في النهاية أداة توصيل مهمة تساهم بفاعليّة كبيرة لإضعاف الأنظمة المتحجرة التي تواجه شعوبا عزلاء إلا من إرادة التغيير وعزيمة الخلاص من الظلم والجبروت، وقناة الجزيرة القطرية تختلف عن سواها من وسائل الإعلام العربية كونها تمثل سياسة الإعلام الصادم حيث تضرب في تقاريرها الخبرية في جميع الجهات ولا تستثني أحداً مؤسسة حكومية أو حزبا أو أيديولوجية سياسية أو دينية وتلقت نتيجة لذلك سيلا من الإنتقادات الرسمية وحتى الشعبية المرتبطة بطريقة بث الأخبار وتغطية الأحداث خلال السنوات العشر المنصرمة لكنها تحتفظ بقدر كبير من التقدير لدى أوساط أخرى خاصة والتي تعاني من سياسة حجب المعلومات التي تتبعها الحكومات حيث تحيط اجراءاتها وسياساتها وإتفاقاتها الخارجية بسرية كاملة وتعد الشعب قاصرا وغير مؤهل لمعرفة تفاصيلها.

لاقت الجزيرة النقد نتيجة سياسة التغطية التي إتبعتها في العراق منذ عام 2003 والى الان ,وما يزال مكتبها مغلقا في العاصمة بغداد وأعتقل مراسلوها وأغلقت مكاتبها وتم الإعتداء على فرقها الإعلامية وحتى منع العاملين فيها من إستخدام مطارات عربية وكان آخرها منع الصحفي ياسر ابو هلالة من دخول مصر عن طريق ميناء القاهرة الجوي وحوصر فريق الجزيرة في مدينة طرابلس اثر احتجاجات متظاهرين شمال لبنان واحرقت عربة النقل الخارجي عدا عن تعرض الصحفي في الجزيرة احمد منصور للاعتداء في القاهرة.. خلال ايام الثورة التونسية وتظاهرات مصر.. كانت للجزيرة تغطيات خاصة جدا ومثيرة ومحفزة.

كشفت القناة ما بلغ 1600 وثيقة عن مفاوضات سلطة محمود عباس في رام الله والكيان الصهيوني المحتل وحجم التنازلات التي قدمها كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات فيما يتعلق بالقدس واللاجئين والتنسيق الامني وضرب حركة حماس وقتل قيادييها على يد الصهاينة بمعلومات من السلطة وباعتراف من عريقات ذاته.

نحن العرب وشعوبنا المضطهدة والمرشحة الى مزيد من القمع ركبت الحريات او تحجيمها بحاجة الى مثل قناة الجزيرة لان الاعلام المهادن والبوقي واعلام السلطة الذي هو أشبه بنباح الكلاب لم يعد نافعا لطريقة حياة مختلفة نبحث عنها.

نحتاج الى قنوات فضائية مستقلة اكثر وبعيدة عن توجيه الحكومات خاصة وان اهم قناتين اخباريتين عربيتين وهما الجزيرة والعربية تمثلان وجها من اوجه الصراع السعودي القطري.

ماحصل الاحد الماضي حين أمر انس الفقي وزير الاعلام المصري بغلق مكاتب القناة في بلاده ومن ثم التواطئ مع الشركة المسؤولة عن البث الى أنحاء من الشرق الأوسط لوقف بثها تماما تعبير عن دكتاتورية النظام المصري.

التظاهرات في القاهرة ستنجح في الاطاحة بالدكتاتور وسوف تعود الجزيرة لتبث وسينتصر شعب مصر العظيم المكافح.

hadeejalu@yahoo. com

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 3/شباط/2011 - 29/صفر/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م