حمى التسلح العربي... استعراض ام قوة؟

 

شبكة النبأ: تشهد الفترة الحالية سباق محموم لدى بعض الدول العربية لشراء الاسلحة الدفاعية والهجومية وبملايين الدولارات، بالرغم من معدلات التنمية المتدهورة التي تشير لها اوضاع شعوب المنطقة الاقتصادية والاجتماعية.

ويتساءل الكثير من المتابعين عن سبب رغبة تلك الانظمة في تعزيز ترسانتها العسكرية، سيما ان بعض تلك الدول لم ولن تكون قادرة على استخدامها في الوقت الحاضر او المستقبل البعيد.

والملاحظ ان منطقة المشرق العربي تحديدا واسرائيل شهدت اعلى معدلات في شراء وتطوير الاسلحة، وهو ما يشير اليه البعض عن كونه سلوك ينم عن اضطراب سياسي وصراع متخف بين دول المنطقة وايران.

العراق تقدمت على الإمارات والسعودية

فقد سجلت مبيعات الأسلحة العام الماضي، أعلى مستوى لها منذ انتهاء "الحرب الباردة"، حيث بلغت قرابة 72 مليار دولار، وسط توقعات بأن تشهد تجارة الأسلحة تراجعاً اعتباراً من العام الجاري وحتى عام 2014.

وكشف مركز تحليل تجارة الأسلحة العالمية بالعاصمة الروسية موسكو، أن حجم صادرات الأسلحة خلال العام الماضي، بلغ حوالي 71.7 مليار دولار، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة جاءت في مقدمة الدول المصدرة للأسلحة، بمبيعات بلغت 28.34 مليار دولار، تليها روسيا بمبيعات بلغت 8.88 مليار دولار.

ولا تندرج الأعمال الخدمية، وأعمال الصيانة والإصلاح، وتوريد قطع الغيار، والعقود الصغيرة، ضمن نشرة صادرات الأسلحة الروسية، حيث لا توجد معلومات دقيقة بشأنها، وفق ما نقلت وكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء، عن رئيس المركز إيغور كوروتشينكو.

ويقدر حجم هذه الخدمات والتوريدات والعقود الصغيرة غير المعلنة في العام 2010، بحوالي ما بين مليار و1.2 مليار دولار، مما يعني أن حجم صادرات روسيا من الأسلحة والتقنيات، خلال العام الماضي، قد بلغ مستوى 10 مليارات دولار.

وبحسب المركز الروسي، فإن قائمة المصدرين العشرة الكبار للأسلحة عالمياً خلال 2010، إلى جانب كل من الولايات المتحدة، تضم كل من ألمانيا بمبيعات بلغت 6.26 مليار دولار، وفرنسا بـ4.26 مليار دولار، وبريطانيا بـ3.98 مليار دولار. بحسب السي ان ان.

وجاءت إيطاليا في المركز السادس بالقائمة، بمبيعات تُقدر بنحو 3.32 مليار دولار، تليها إسرائيل في المركز السابع بمبيعات بلغت 3.22 مليار دولار، ثم السويد بـ2.37 مليار دولار، والصين بـ1.87 مليار دولار، وجاءت إسبانيا في المركز العاشر بـ1.56 مليار دولار.

أما قائمة أكبر مستوردي الأسلحة على مستوى العالم، فقد تقدمتها أستراليا بمشتريات تُقدر قيمتها بـ6.13 مليار دولار، تليها الولايات المتحدة بـ4.88 مليار دولار، ثم الهند بـ4.56 مليار دولار، وباكستان بـ3.79 مليار دولار، فيما جاءت العراق في المركز الخامس بـ3.39 مليار دولار.

وجاءت الإمارات العربية المتحدة في المركز السادس بمشتريات تُقدر بحوالي 3.27 مليار دولار، تليها المملكة العربية السعودية في المركز السابع بـ3.26 مليار دولار، ثم سنغافورة بـ2.33 مليار دولار، وتركيا بـ2.19 مليار دولار، ثم الجزائر في المركز العاشر بـ2.16 مليار دولار.

وأضاف كوروتشينكو أنه "رغم الرقم القياسي الذي حققته صادرات الأسلحة العالمية، ينبغي أن نتوقع حدوث انخفاض في سوق صادرات الأسلحة في الفترة ما بين عامي 2011 و2013، وهو أمر يتعلق بحجم العقود الجديدة لتوريد الأسلحة، التي أخذت خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة مجدداً بالتقلص تدريجياً."

وقال إن العقود التي من المتوقع أن تبرمها الولايات المتحدة مع السعودية في العام 2011، وتوقيع عقد توريد 126 طائرة مقاتلة متعددة الأغراض لسلاح الجو الهندي، لن تغير شيئا ملموسا في الوضع العام لسوق الأسلحة العالمية خلال الثلاث سنوات المقبلة، على اعتبار أن الجزء الرئيسي من توريدات هذه العقود سيتم بعد عام 2014.

مبالغ خيالية

ويقول توماس رودابوغ، نائب مدير نورثروب غرومان، الشرق الأوسط:"دول الخليج قامت بدراسة المنطقة من منظور أمني، ولاحظت تغييرات عدة خلال السنوات العشر الماضية، فالتهديدات الأمنية الموجودة في المنطقة بحاجة إلى أعلى درجات القوة العسكرية والاستخباراتية، إذا أنها تتراوح ما بين التوترات الإقليمية والإرهاب الدولي."

أضف إلى ذلك التهديد الإيراني، كما يؤكد رياض قهوجي، المدير التنفيذي لمجموعة اينيغما، الذي يقول: "هناك برنامج نووي مثير للجدل في إيران، التي من جهتها تعمل على بناء قدراتها العسكرية والنووية، ولطالما شعرت دول الخليج بتهديد من قبل إيران، وفي الوقت الذي يكثر فيه الحديث عن حرب متوقعة في المنطقة وإمكانية مشاركة هذه الدول فيها، فإنها تستعد لذلك، لذا بدأت عمليات شراء الأسلحة للحصول على الأفضل منها."

دول الخليج تسعى لزيادة قدراتها الدفاعية من خلال الدخول في صفقات تصل قيمتها إلى نحو 120 مليار دولار، كانت آخرها الصفقة التي تمت بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية بقيمة 60 مليار دولار، والتي تعتبر الأكبر في تاريخ البلدين.

فبعد توقيع تلك الصفقة، قال أندرو شابيرو،مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية: "ستبعث هذه الصفقة برسالة قوية لدول المنطقة في رغبتنا بدعم حلفائنا المجاورين لإيران، كما أنها ستحسن من قدرة السعودية على الدفاع وحماية حدودها، وهو أمر يقع ضمن نطاق مصالحنا الاقتصادية."

والصفقات الدفاعية تعقد مع الولايات المتحدة ودول أوروبية، كما أن جزءا كبيرا منها هو صفقات تدريب عسكرية.

وتبقى الروابط التي تربط هؤلاء الحلفاء قوية جدا، إلا أن الهدف الرئيسي لدول الخليج اليوم هو تطوير مصادرها الذاتية.

يقول رياض قهوجي: "الظروف الاقتصادية اليوم تؤكد بأن الولايات المتحدة لن تتمكن من إبقاء جميع قواتها العسكرية في المنطقة، وهذا يستدعي الكثير من الدول الخليج للتفكير في ملء هذا الفراغ، غير أن الدول الصغيرة منها تمتلك نسبة صغيرة من السكان، وبالتالي فإن نسبة الجيش أيضا صغيرة، لذا فإن عقد الصفقات العسكرية سيساعد في ملء هذا الفراغ."

رغم أن قيمة مثل هذه الصفقات تبدو خيالية لوهلة، لا تمتلك الكثير من هذه الدول خيارا ضد التهديدات التي تواجهها في منطقة الشرق الأوسط.

اسرائيل تستكمل نشر درعها الصاروخي

من جهتهم قال مسؤولون ان شبكة الدفاع الجوي الاسرائيلية متعددة المراحل ستكتمل بحلول عام 2015 وستضم صواريخ اعتراضية متوسطة المدى وأقمارا صناعية تدمر الصواريخ بعيدة المدى في الفضاء.

ويتزامن جدول الانتاج الذي كشف عنه في معرض للفضاء ترعاه الحكومة في القدس مع تقييم اسرائيل للموعد الذي قد تتمكن فيه ايران من تطوير سلاح نووي.

واذا ما امتلكت الجمهورية الاسلامية القنبلة سيقوي ذلك موقف سوريا والمقاتلين اللبنانيين والفلسطينيين في صراعهم ضد اسرائيل.

وقال الكولونيل تسفيكا حايموفيتش من السلاح الجوي الاسرائيلي في كلمة "خلال العامين الى الخمسة أعوام القادمة سنحول هذه الرؤية الى حقيقة." وأضاف "في غضون السنوات الخمس المقبلة سنرى ذلك مطبقا."

وطورت اسرائيل التي عانت من الهجمات الصاروخية لحزب الله في حرب لبنان عام 2006 منظومة القبة الحديدية التي تسقط صواريخ يبلغ مداها ما بين خمسة و70 كليومترا. وقال حايموفيتش ان نظام دافيدز سلينج للصواريخ الاعتراضية سوف يكون جاهزا بحلول عام 2013.

وتشمل المرحلة التالية من الدرع الصاروخي الاسرائيلي نظام أرو الذي يعمل منذ عشر سنوات والمصمم للتصدي للصواريخ الايرانية والسورية على ارتفاعات عالية.

وقال يواف تورجيمان من شركة الصناعات الجوية الاسرائيلية ان صاروخ أرو 3 المطور سيطلق مقذوفا مزودا بصواريخ دفع خارج الغلاف الجوي للاصطدام بالصواريخ المعادية.

وأضاف تورجيمان "نتحدث عن حماية محكمة". وتابع "حتى اذا أخطأ الصاروخ أرو الجديد الخطر المقبل سيكون بعيدا بما يكفي عن الحدود الاسرائيلية ما يمكن من محاولة اعتراض ثانية." بحسب رويترز.

وقال تورجيمان ان ارو 3 سيكون جاهزا بحلول عام 2014 أو 2015 ومن المتوقع أن تجرى أول تجربة حية له في عام 2011. وتتراوح التكلفة المتوقعة لكل صاروخ اعتراض بين مليونين وثلاثة ملايين دولار.

وكان أرو 3 محاطا بالسرية من قبل. وردا على سؤال بشأن أسباب الكشف عنه قال مسؤول دفاعي اسرائيلي "كل شيء تم بمساندة كاملة ومبادرة من وزارة الدفاع نظرا للأوضاع الراهنة."

وبدا انه يشير الى تخصيب ايران لليورانيوم في تحد للضغوط الدولية التي تستهدف الحد من أنشطتها التي قد تؤدي الى انتاج قنابل نووية. وتقول طهران ان برنامجها النووي يهدف فقط الى انتاج الكهرباء.

ورغم أن الاسرائيليين لمحوا الى احتمال شن هجوم وقائي على ايران الا ان هناك الكثير من العقبات التكتيكية والدبلوماسية أمام ذلك.

ويشير الدرع الصاروخي الذي يتصور بعض المسؤولين ربطه عند الحاجة بنظم اعتراض أمريكية مثل نظام اجيس الى ان اسرائيل تدرس وضعا دفاعيا أكثر إحكاما.

ومن بين مزايا صاروخ أرو 3 المطور التي أشار اليها تورجيمان انه في حال اعتراضه لصاروخ نووي فان ذلك لن يؤدي الى تساقط حطام سام بل سيحترق قبل دخول المجال الجوي.

أسلحة قديمة

من جانب آخر رأى توماس كاليجان، الرئيس التنفيذي للفرع الدولي لشركة ريثيون، إحدى أكبر شركات تصنيع الأسلحة في العالم، أن أنظمة التسلح الموجودة لدى دول الخليج، وبينها السعودية باتت قديمة، مضيفاً أن تلك الدول تقوم بعملية تقييم للمخاطر الأمنية التي تعترضها من جانب إيران أو تنظيم القاعدة في اليمن، ما يبرر بالتالي صفقات التسلح الضخمة التي تجريها.

وقال كاليجان، في لقاء مع برنامج "أسواق الشرق الأوسط CNN" إن منطقة الخليج هي من بين أكثر مناطق العالم إنفاقاً على التسلح وتكنولوجيا والفضاء والدفاع، وأضاف أن ريثيون "لاعب كبير في المنطقة وتتعاون مع دولها."

ولم يجد كاليجان أي مفارقة في كون الإمارات واحدة من بين أصغر دول الشرق الأوسط لجهة عدد السكان، ولكنها مسؤولة عن نصف صفقات شراء الأسلحة خلال الأعوام الخمسة الماضية.

وأوضح قائلاً: "الأمر الذي يجب التنبه إليه في منطقة الخليج هو أن منظومة الأسلحة الموجودة بدأت بالتقادم، وبالتالي فالدول بحاجة لتحديث أنظمتها الدفاعية، وكذلك هناك تبدلات في المشهد الإقليمي والمخاطر التي يتوجب التعامل معها قد تغيّرت، لذلك هناك اتجاه للبحث عن نظم دفاعات جوية وصاروخية."

وعند سؤاله عن النصائح التي يوجهها لزبائنه عن الطرق المثلى لمواجهة الخطر من إيران أو خطر القاعدة باليمن، قال كاليجان: "دول المنطقة تحاول تأمين الحدود مع اليمن لمنع عناصر القاعدة من التسلل عبرها، وكذلك تحاول النظر إلى الشمال لمعرفة المخاطر التي قد تبرز ويضطرون للرد عليها."

وبالنسبة لما جرى الإعلان عنه في صفقة الأسلحة التي ستشتريها السعودية من الولايات المتحدة بقيمة 60 مليار دولار لفت كاليجان إلى أنه لم يعثر على ما يشرح هذا الرقم بشكل واضح.

وتابع قائلاً: "حاولنا خلال الفترة الماضية معرفة حقيقة هذا الرقم، ولا يمكنني التخمين حول طبيعته، ولكن ربما يبدو الرقم ضخماً لأنه قد يشمل الرقم خدمات الصيانة على مدى 20 عاماً."

واعتبر كاليجان أن السعودية عادت بقوة للصفقات العسكرية بعد فترة ركود عرفتها المملكة على صعيد هذه الصفقات بعد حرب الخليج.

وشرح كاليجان وجهة نظرة بالقول: "بعد حرب الخليج كان هناك انشغال في بناء الاقتصاد والموازنة والاحتياطيات العامة، ولذلك شهدنا بعض التراجع في الصفقات، ولكن كما قلت فإن أنظمة التسلح التي كانت لديها باتت قديمة وبحاجة للتطوير والاستبدال، والوقت يبدو مناسباً لهم."

وبحسب كاليجان، فإن رايثون تبحث عن حصة بمليارات الدولارات من صفقة أمريكية لبيع الأسلحة للسعودية، كذلك تبحث عن صفقات مماثلة مع الكويت وقطر الإمارات العربية المتحدة.

اضخم صفقة بيع اسلحة في تاريخها

من جهتهااعلنت الادارة الاميركية انها ابرمت مع السعودية اضخم صفقة بيع اسلحة في تاريخ الولايات المتحدة على الاطلاق تشمل بيع مقاتلات ومروحيات عسكرية قد تصل قيمتها الى 60 مليار دولار وتهدف الى تمكين المملكة من مواجهة الخطر الايراني المتعاظم.

وينص المشروع الذي عرضته ادارة الرئيس باراك اوباما على الكونغرس بان يسمح لها بان تبيع السعودية 84 مقاتلة قاذفة من طراز اف-15 وتحديث 70 اخرى. كما تتضمن الصفقة تزويد الرياض ب178 مروحية هجومية 70 منها من طراز اباتشي و72 من طراز بلاك هوك و36 من طراز اي اتش-6 آي، اضافة الى 12 مروحية خفيفة للتدريب من طراز "ام دي-530اف"، كما اوضح اندرو شابيرو مساعد وزيرة الخارجية المكلف الشؤون السياسية-العسكرية.

وبرر المسؤول الاميركي هذه الصفقة الضخمة بانها "ستنشر السلام الاقليمي وتزيد من القدرات الدفاعية لشريك مهم". واضاف ان هذه الصفقة "ستفيد الامن القومي الاميركي" عبر "ارسال رسالة قوية في المنطقة بشأن عزمنا على دعم امن شركائنا الرئيسيين في الخليج، وفي الشرق الاوسط بأسره".

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية فيليب كراولي رد في ايلول/سبتمبر الماضي سبب التعاون العسكري مع الرياض الى "المخاوف المبررة التي تساور السعودية ودولا اخرى بسبب صعود ايران". غير ان شابيرو شدد على ان هذه الصفقة "سببها ليس فقط ايران"، وذلك ردا على سؤال لاحد الصحافيين.

وفي هذا الاطار لفت الكسندر فيرشبو نائب وزير الدفاع لشؤون الامن الدولي الى الدور الذي يمكن للمروحيات الاميركية القيام به في حماية الحدود السعودية. وهذه المروحيات ستمكن الجيش السعودي من سد ثغرة ظهرت في النزاع الذي دار اواخر 2009 بينه وبين المتمردين الحوثيين اليمنيين على الحدود بين البلدين.

وستتسلم السعودية الاسلحة الواردة ضمن هذه الصفقة خلال فترة تمتد بين 15 الى 20 عاما. وتقدر القيمة الاجمالية للصفقة ب60 مليار دولار، وفي حال تم تطبيقها كاملة فهي ستصبح اضخم صفقة بيع اسلحة تبرمها الولايات المتحدة في تاريخها، كما اعلن في ايلول/سبتمبر مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية.

واضافة الى هذه الصفقة، هناك مفاوضات جارية حاليا بين واشنطن والرياض حول تطوير قدرات السعودية في مجالي البحرية والدفاع المضاد للصواريخ. وفي حال تكللت هذه المفاوضات بالنجاح فهي ستثمر عقودا بعشرات مليارات الدولارات ايضا.

وبامكان الكونغرس، الذي يعتبر الكثير من اعضائه موالين لاسرائيل، تعديل هذه الصفقة او تأخيرها، الا ان المسؤولين الاميركيين اكدوا انهم لا يتوقعون ان تعارض الدولة العبرية ابرام هذه الصفقة. وقال شابيرو "وفقا لتقديراتنا فان (الصفقة) لن تؤثر على التفوق العسكري النوعي الذي تتمتع به اسرائيل"، في حين شدد فيرشبو على انه وبناء ل"مفاوضات جرت على مستوى رفيع" مع اسرائيل فان الدولة العبرية "لا تعارض هذه الصفقة". ومن المقرر ان تحصل اسرائيل على مقاتلات من طراز اف-35 التي تمثل الجيل الاحدث من المقاتلات الاميركية.

كما سيهتم البرلمانيون الاميركيون بالجانب الاقتصادي لهذه الصفقة وفرص العمل الهائلة التي ستنجم عن ابرامها. فشركة بوينغ التي تصنع طائرات اف-15 ومروحيات اخرى واردة ضمن الصفقة اعلنت انها ستوظف 77 الف عامل جديد اذا ما ابرمت هذه الصفقة التي ستكون حصتها منها 24 مليار دولار.

صفقة أسلحة اسبانية

في السياق ذاته قالت صحيفة الباييس الاسبانية في تقرير ان مدريد تحاول التوصل الى صفقة للاسلحة قيمتها ثلاثة مليارات يورو (4.17 مليار دولار) مع المملكة العربية السعودية لصالح شركة تابعة لاسبانيا ضمن مجموعة جنرال دايناميكس كوربس الدفاعية الامريكية.

وقالت الصحيفة دون ان تذكر مصدرا للخبر ان اسبانيا تأمل في التوصل الى صفقة لجنرال دايناميكس سانتا باربرا لبيع ما بين 200 و270 نموذجا من الدبابة (ليبورد 2 اي) عندما يقوم وزير الدفاع السعودي الامير خالد بن سلطان بزيارته الرسمية الى البلاد في نوفمبر تشرين الثاني.

واستحوذت جنرال دايناميكس التي تزود الجيش الامريكي في العراق وأفغانستان بالاسلحة على شركة سانتا باربرا المصنعة للدبابات من الحكومة الاسبانية عام 2001 .

وقالت الباييس ان من المتوقع أن يلتقي الامير خالد بن سلطان برئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس رودريجيث ثاباتيرو والملك خوان كارلوس خلال زيارته الرسمية للبلاد.

ولم يتسن لوزارة الخارجية الاسبانية التعقيب على الفور.

السلاح الروسي

فيما قال مدير شركة روس اوبورون اكسبورت وهي أكبر شركة لتصدير الاسلحة في روسيا انها تتوقع ان تحقق مبيعاتها من الاسلحة مستوى قياسيا يبلغ عشرة مليارات دولار هذا العام بفضل عملاء يبحثون عن بديل للاسلحة الامريكية.

وقالت الشركة المملوكة للدولة والتي تبيع لزبائن من بينهم الصين وفنزويلا ان صادراتها بلغت 8.5 مليار دولار العام الماضي. وتتوقع ان تبرم هذا العام عدة اتفاقات طويلة الاجل قد تتضمن صفقة توريد كبيرة لمقاتلات سوخوي للهند.

وقال اناتولي ايسايكين المدير العام للشركة في افادة صحفية "في نهاية العام سيجرى تسليم بعض الشحنات الكبيرة وبفضلها ستتجاوز القيمة الاجمالية (للصادرات) عشرة مليارات دولار."

وتصدر روس اوبورون اكسبورت ما بين 80 و90 في المئة من صادرات الاسلحة الروسية التي ارتفعت في السنوات الاخيرة مع لجوء مشتري السلاح الى بدائل للسلاح الامريكي.

ويعارض كثير منهم السياسة الخارجية الامريكية مثل فنزويلا التي اثارت صفقات الاسلحة التي ابرمتها مع روسيا غضب واشنطن. وورثت روسيا ايضا العديد من العلاقات في مجال الاسلحة من الاتحاد السوفيتي السابق. بحسب رويترز.

وانتقدت الولايات المتحدة واسرائيل الشركة الروسية في وقت سابق هذا العام لاعتزامها بيع منظومة صواريخ للدفاع الجوي لايران من طراز اس-300.

وفي نهاية المطاف جمدت الصفقة المتعلقة بالصواريخ أس-300 وهي صواريخ ارض جو عالية الدقة في اعقاب قرار الامم المتحدة بفرض جولة رابعة من العقوبات على ايران.

وأيدت روسيا العقوبات عند التصويت عليها في مجلس الامن وقد وسعت تلك العقوبات القائمة الموجودة بالفعل الخاصة بالاسلحة المحظور تصديرها لايران.

وقال ايسايكين في احتفال بالذكرى العاشرة لتأسيس الشركة "نحن نلتزم بشكل صارم بتلك العقوبات وبتلك القائمة."

وأضاف "ليس لدينا حظر مطلق لبعض فئات الاسلحة. فنحن نقدم انواعا أخرى من الاسلحة لايران."

وتعرضت شركة روس اوبورون اكسبورت لعقوبات أمريكية في وقت سابق هذا العام للاشتباه في قيامها بدور في مساعدة ايران على تطوير انظمة صاروخية. ورفعت تلك العقوبات في مايو ايار.

وقال ايساكين ان روسيا ليس لديها اي تعاقد مع سوريا لبيعها صواريخ كروز مضادة للسفن فيما يتعارض مع تقرير اخباري نقل في سبتمبر ايلول عن وزير الدفاع اناتولي سيرديوكوف قوله ان روسيا تعتزم المضي قدما في الصفقة التي تبلغ قيمتها 300 مليون دولار.

واعترضت اسرائيل على الصفقة قائلة ان الصواريخ قد تصل في نهاية المطاف الى أيدي حزب الله اللبناني.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 23/كانون الثاني/2011 - 17/صفر/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م