بريطانيا تقضم نفسها وتكابد التقشف

 

شبكة النبأ: تنوعت الشؤون البريطانية واختلفت الأحداث فيها، فبينما تعتزم الحكومة التنسيق مع قصر بكنجهام بعد ان تبين أن رأس الملكة اليزابيث قد يختفي من على طوابع البريد في اطار خطة لبيع البريد الملكي، كان هناك حدثا آخر ينذر عن تصاعد الاحتجاجات على رفع رسوم الدراسة الجامعية، بينما تحدث استطلاعان للرأي نشرت نتائجهما أن قرابة ثلثي البريطانيين يريدون أن يكون الامير وليام وخطيبته كيت ميدلتون الملك والملكة القادمين للبلاد وليس والده ولي العهد الحالي الامير تشارلز وزوجته كاميلا دوقة كورنويل. التقرير التالي يبين اهم مجريات الاحداث على الساحة السياسية البريطانية.

رأس الملكة

فالحكومة البريطانية تعتزم التنسيق مع قصر بكنجهام بعد ان تبين أن رأس الملكة اليزابيث قد يختفي من على طوابع البريد في اطار خطة لبيع البريد الملكي.

وتخطط الحكومة الائتلافية البريطانية لبيع ما يصل الى 90 في المئة من هيئة البريد المملوكة للدولة.

وكان وزير التجارة فينس كابل قال في سبتمبر ايلول ان شركة اجنبية قد تستحوذ على البريد الملكي.

وعلى الرغم من وجود تشريع يحمي العلامة التجارية للعائلة الملكية الا انه ليس هناك تحديدا ما يمنع أي مؤسسة تدير البريد الملكي مستقبلا من الاطاحة برأس الملكة من على الطوابع.

وقال كابل اعتقد ان من المستبعد جدا ان يفعلوا ذلك فهي على أي حال علامة تجارية قوية جداسنتحدث الى القصر بشأن أي تغييرات قد تحدث مستقبلا. بحسب رويترز.

وقالت صحيفة ميل أون صنداي ان الرأس الملكي ظهر على كل طابع بريدي صدر منذ ابتكار طوابع البريد عام 1840.

مزيد من الاحتجاجات

من جهة أخرى ينذر تصاعد الاحتجاجات على رفع رسوم الدراسة الجامعية بتزايد أعداد المواطنين الغاضبين من اجراءات التقشف في بريطانيا واحتمال خروجهم الى الشوارع في الاشهر القادمة.

وحاصر آلاف الطلاب منطقة تضم العديد من المباني الحكومية في لندن وشهدت العاصمة اشتباكات وأعمالا تخريبية ومصادمات دامية لم تشهدها بريطانيا منذ سنوات.

بل ان هذه الفوضى طالت العائلة الملكية حين هاجم محتجون سيارة تقل الامير تشارلز وزوجته.

وزادت الحكومة رسوم الدراسة في الجامعات ثلاثة أمثال لتصل الى تسعة الاف جنيه استرليني (14260 دولارا) مما ينقل عبء سداد مصروفات الدراسة الجامعية من الدولة الى الطالب في اطار اجراءات لخفض الانفاق وعلاج عجز قياسي في الميزانية. بحسب رويترز.

وقال الكس كالينيكوس استاذ الدراسات الاوروبية في كينجز كوليدج بلندن لو كنت مكان الحكومة لشعرت بقلق بالغ... أعتقد أن الاحتجاجات ستزيد. هذه حكومة مر عليها ستة أشهر في الحكم وتواجه أشد الاحتجاجات الاجتماعية عنفا منذ اكثر من 20 عاما.

وأعاد محللون الى الاذهان ما حدث بعد فرض ضريبة محلية من رفض شعبي عارم وأعمال شغب في لندن أثناء مظاهرات شارك فيها نحو 200 الف شخص عام 1990 مما أرغم الحكومة على الغائها وهو ما ساهم أيضا في الاسراع بسقوط رئيسة الوزراء انذاك مارجريت تاتشر.

ومن غير المتوقع أن تسقط زيادة رسوم الدراسة الجامعية الائتلاف الحاكم بين المحافظين والديمقراطيين الاحرار الذي تولى السلطة في مايو أيار حيث تشير استطلاعات للرأي الى أن الجماهير تؤيد اجراءات التقشف من حيث المبدأ. لكن اثار اشد الاجراءات صرامة لخفض الانفاق خلال نحو 30 عاما بدأت تظهر.

وسيفقد مئات الالاف من العاملين بالقطاع العام وظائفهم وسيضطر ملايين البريطانيين الى ضغط نفقاتهم لان منح البطالة والطفولة والاسكان ستخفض او سيوضع لها حد أقصى.

وسيتم رفع ضريبة المبيعات على سلع كثيرة اعتبارا من العام القادم كما سيتم تقليص الكثير من الخدمات العامة ورفع سن التقاعد.

ومما زاد من الغضب الشعبي تراجع الديمقراطيين الاحرار عن وعد قطعوه قبل الانتخابات بعدم رفع رسوم التعليم.

ورفضت بعض القيادات الطلابية في لندن التنديد بأعمال العنف وقال الكثير من المحتجين ان هذا هو السبيل الوحيد للفت الانظار الى قضيتهم. لكنه سيمر بعدد من المراحل قبل أن يصبح قانونا ويقول طلاب ان احتجاجاتهم لم تنته بعد.

وقالت كلير سولومون رئيسة اتحاد طلاب جامعة لندن ستكون هناك سلسلة من الاجراءات الاخرى اجراءات مباشرة وأعتقد أننا في العام الجديد سنشهد زيادة هذا عشرة أمثال.

وحتى وقت قريب كان الطلبة البريطانيون أقل ميلا الى الانخراط في العمل السياسي وأقل تشددا من الاجيال السابقة.

لكن كثيرين تحدثوا عن تنظيم حملات من أجل عدالة اجتماعية أوسع نطاقا والعمل على قضية مشتركة مع النقابات العمالية التي تخطط لمظاهرات حاشدة في مارس اذار. وشارك بعض ممثلي النقابات في الاحتجاجات الطلابية.

وقال بول نواك مسؤول التنظيم في مؤتمر النقابات العمالية وهو مظلة تضم عدة نقابات "هناك احساس بأن الناس بدأوا يشعرون بأن الحكومة الائتلافية خدعتهم وبأن خفض الانفاق ليس الحل وأنه يوجد بديل وبدأوا يحتجون على هذا.

ويمثل احتمال انخراط المحتجين المسالمين مع الشبان الثائرين تحديا للشرطة التي لم تستطع منع هجوم على سيارة الامير تشارلز. وتنتهج الشرطة اسلوب الحصار لتطويق مجموعات المحتجين في منطقة صغيرة لعدة ساعات.

ويقول مسؤولو الشرطة ان هذا الاسلوب يحد من الاضرار التي قد تنجم عن الاحتجاجات العنيفة لكن طلابا يقولون انه يؤجج الغضب.

وقال ايفور جابر استاذ الصحافة السياسية في جامعة سيتي بلندن ما ان يبدأ الخوف من أعمال العنف تنتهج الشرطة أساليب معينة لمنع العنف وهذا هو ما يفجر العنف.

تراجع شعبية

من جهتها نشرت صحيفة الصنداي تلجراف نتائج استطلاع للرأي أظهر تراجع شعبية حزب الديمقراطيين الأحرار في بريطانيا بواقع النصف نتيجة لتخلي قيادة الحزب عن الوعد الانتخابي بعدم رفع رسوم الجامعات.

وذكرت الصحيفة أن استطلاع الرأي الذي شارك فيه ألفا شخص ممن صوتوا للحزب في الانتخابات العامة الأخيرة أظهرت أن 54 في المائة منهم فقط سيصوتون لصالح الحزب مرة أخرى.

ونقلت الصحيفة أن 22 في المائة من المشاركين في استطلاع الرأي هذا قالوا أنهم سيمنحون صوتهم لحزب العمال المعارض.

كما غطت صحيفة الاوبزرفر نتائج هذا الاقتراع قائلة إن القاعدة الشعبية لحزب الديمقراطيين الأحرار أظهرت عدم رضاها عن تأييد قادة الحزب لسياسات حزب المحافظين لرفع رسوم الجامعات بواقع 3 أضعاف.

تقديم استقالة

فيما ذكر تقرير في صحيفة الصنداي تايمز أن رئيس شرطة لندن عرض استقالته على الأمير تشارلز، ولي العهد البريطاني، وذلك بعد فشل الشرطة في الحيلولة دون تعرض سيارة كانت تقل الأمير تشارلز وزوجته لاعتداء خلال احتجاجات الطلاب على رفع رسوم الجامعات.

وتشير الصحيفة إلى أن السير بول ستيفنسون قد اعتذاره للأمير تشارلز. ونقلت الصنداي تايمز عن مصدر مطلع قوله إن رئيس شرطة العاصمة أبلغ الأمير تشارلز بأنه سيكون مستعدا للاستقالة إذا رأى القصر الملكي حاجة لذلك.

وفي ذات السياق، نشرت صحيفة الصنداي تلجراف تقريرا نقلت فيه عن أحد مساعدي الأمير تشارلز قوله إن ولي العهد وزوجته قررا عدم تغيير برنامجهما اليومي بعد هذا الاعتداء. وأضاف التقرير أن تشارلز وكاميلا سيواصلان مشاركتهما في المناسبات الاجتماعية دون تغيير.

استطلاعا رأي

وكشف استطلاعان للرأي نشرت نتائجهما أن قرابة ثلثي البريطانيين يريدون أن يكون الامير وليام وخطيبته كيت ميدلتون الملك والملكة القادمين للبلاد وليس والده ولي العهد الحالي الامير تشارلز وزوجته كاميلا دوقة كورنويل.

فقد اظهر استطلاع اجرته مؤسسة (اي.سي.ام) ونشرت نتائجه في صحيفة نيوز أوف ذا وورلد البريطانية أن 64 في المئة من الشعب يريدون وليام وزوجته في المستقبل كوريثين للعرش بعد الملكة اليزابيث (84 عاما) بينما كشف استطلاع اجرته مؤسسة ( يوجوف) ونشرت نتائجه في صحيفة صنداي تايمز أن غالبية البريطانيين يرون أن وليام سيكون أفضل من والده تشارلز اذا صار ملكا.

وكشف استطلاع (اي.سي.ام) أيضا أن أقل من واحد بين كل خمسة بريطانيين يريدون أن ينتقل العرش الى تشارلز وكاميلا. وأظهر استطلاع (يوجوف) أن 44 في المئة من الشعب يرون أنه يتعين على تشارلز أن يفسح الطريق أمام نجله وليام ليكون الملك القادم في مقابل 37 في المئة لا يؤيدون ذلك. بحسب رويترز.

وكان وليام وكيت اللذان يبلغان من العمر 28 عاما أعلنا خطبتهما الاسبوع الماضي. ويحظى الاثنان باهتمام كبير من وسائل الاعلام.

ويرى البعض أن تشارلز تقدم في العمر الى الحد الذي لا يسمح بضخ حيوية في الملكية اذا ورث العرش. كما تفتقد زوجته كاميلا للشعبية بين البريطانيين مقارنة بزوجته الاولى الاميرة ديانا التي توفيت في حادث تحطم سيارة في باريس عام 1997 بعد طلاقهما.

ونشرت نتائج استطلاعي الرأي بعد يوم واحد من قول الامير تشارلز في مقابلة تلفزيونية ان كاميلا قد تكون ملكة اذا تم تتويجه هو ملكا. وتزوج تشارلز من كاميلا قبل خمس سنوات بعد علاقة حب طويلة وتقرر رسميا في ذلك الحين أنها ستحصل على لقب "الاميرة الزوجة" اذا أصبح تشارلز ملكا.

كاميلا قد تصبح ملكة

من جهته قال الامير تشارلز لاول مرة ان زوجته كاميلا دوقة كورنويل قد تصبح ملكة اذا خلف امه الملكة اليزابيث الثانية.

وعند سؤاله عن امكانية ان تصبح كاميلا ملكة في حال تولى العرش قال تشارلز سنرى ولا اعرف هل سأكون..هل سأكون وقتها على قيد الحياة ولكن ذلك..قد يحدث.

والمقابلة التي استغرقت ساعة هي جزء من برنامج عن امير ويلز يذاع في الولايات المتحدة. ونشرت ان.بي.سي نص المقابلة التي اجراها بريان وليامز قبل اذاعتها.

وفي المقابلة التي اجريت في اغسطس اب تحدث تشارلز ايضا عن حبه للطبيعة وعلاقته بالاعلام وأبناه هاري ووليام الذي أعلن في الاسبوع الماضي خطبته على صديقته كيت ميدلتون.

وتزوج تشارلز كاميلا باركز بوليز المرأة التي يحبها منذ فترة طويلة بعد موت زوجته الاولى الاميرة ديانا. بحسب رويترز.

وطوال التاريخ البريطاني تصبح زوجة الملك ملكة وتمنح لقب كوين كونسورت (ملكة زوجة) الذي ليس له اي سلطات دستورية. ولكن عندما أعلن عن زواجهما تقرر رسميا ان تمنح كاميلا لقب اميرة كونسورت في حال اصبح تشارلز ملكا.

مراهنات وتقشف

وشغل أعضاء البلاط الملكي بالفعل بالتفكير في موائمة الاحتفال مع ظروف التقشف الصعبة وبدأ البريطانيون يراهنون بكثافة على التاريخ المحتمل لزفاف الامير وليام وكيت ميدلتون.

ولاقى الزفاف الذي تشير بعض التقديرات إلى أنه سيعزز الاقتصاد البريطاني بزهاء مليار جنيه استرليني ترحيبا واسع النطاق كفترة استراحة من تخفيضات الميزانية والتقشف.

لكن وسط الاحتفالات وسيل التهاني من أنحاء العالم طرح الزفاف أيضا سؤالا محرجا عمن ينبغي أن يتحمل كلفته.

وقال وليام -الثاني في ترتيب ولاية العرش بعد والده الامير تشارلز- في أول مقابلة مذاعة معه وخطيبته نحن مثل البط نوعا ما. هادئتن جدا ظاهريا وجزء صغير جدا من أقدامنا تحت الماء.

وذكر قصر باكنجهام أن وليام وكيت سيلتقيان بمستشاري الاسرة الملكية للاتفاق على التفاصيل لكنهما متكتمان جدا بخصوص التاريخ المحتمل للزفاف وما اذا كان سيقام في أحد المقار الملكية المهيئة التي شهدت زواج والد وليام وجدته. بحسب رويترز.

ولم يكشف وليام وكيت اللذان يبلغان من العمر 28 عاما الا عن أن الزفاف سيقام اما في ربيع أو صيف العام المقبل بينما ترجح مكاتب المراهنات شهري يوليو تموز وأغسطس اب.

وقال مكتب جراهام هيل للمراهنات ان التوقعات ترجح كفة شهر يوليو تموز بفارق بسيط وتصل نسبة الفوز للمراهنين عليه الى 15 الى 8 بينما تبلغ نسبة الفوز للمراهنين على أغسطس اب الى اثنين الى واحد.

والتاسع والعشرون من يوليو تموز الذي تحل فيه الذكرى الثلاثين لزفاف الامير تشارلز والاميرة ديانا والدا وليام تاريخ اخر تكثر المراهنات عليه.

وذكرت صحيفة ديلي ميل أن معاونين في البلاط الملكي فاتحوا في تكتم كبار العاملين في كنيسة وستمنستر بخصوص 12 أو 13 أغسطس اب.

وقال متحدث باسم وليام ان الامير وكيت سيراعيان الوضع الاقتصادي في تصريح يهدف بوضوح الى اظهار أن القصر ما زال متصلا بالشعب. واهتمت وسائل الاعلام الدولية أيضا بالجانب الاقتصادي.

فقد أشارت صحيفة ديلي تليجراف بمدينة سيدني الاسترالية الى أن التقشف المبالغ فيه في تلك المناسبة سيؤدي الى شعور بالمرارة.

لكنها أضافت في مملكة مجبرة على التقشف يمكن أن يساهم زواج ملكي نموذجي في رفع المعنويات على المستوى الوطني ويتيح فرصة للرعايا لتركيز اهتمامهم على حدث براق بدلا من اجراءات تقليص الانفاق التي تنفذها حكومة بريطانيا الائتلافية.

وقالت صحيفة ناشونال بوست الكندية ان المؤشرات تدل على أن الجمهور البريطاني يريد أن تتحمل الملكة نفقات الزفاف. أما في بريطانيا فقد بدأت المشاعر المناهضة للملكية تطل برأسها بالفعل.

وقالت جماعة الجمهورية المناهضة للملكية ان دافعي الضرائب يجب ألا يتحملوا نفقات الزفاف الذي ذكرت أنه ينبغي أن يكون مناسبة خاصة.

واتهم ستيفن هيسلر أستاذ مادة الحكم بجامعة متروبوليتان في لندن المؤسسة البريطانية باستغلال المناسبة لالهاء الرأي العام عن التراجع الاقتصادي.

وقال لهيئة الاذاعة البريطانية يرون في ذلك فرصة لالهاء الناس عن طوابير البطالة المرتقبة.

لكن شركة فرديكت المتخصصة في أبحاث تجارة التجزئة قالت ان الزفاف قد يحقق عائدا يبلغ 620 مليون جنيه استرليني (985 مليون دولار) سواء من بيع التذكارات أو من تأثير الشعور الطيب لدى المستهلكين.

خبراء نفسيون

من جانب آخر يقدم خبراء في الطب النفسي الدعم للشابة البريطانية كيت ميدلتون، خطيبة الأمير وليام (28 عاما)، حفيد الملكة اليزابيث الثانية ملكة بريطانيا.

وذكرت تقارير اخبارية بريطانية ان الفترة المتبقية حتى موعد الزفاف العام المقبل لن تكون سهلة بالنسبة لكيت (28 عاما) التي تتلقى الدعم النفسي على يد خبراء لاعدادها لدورها المستقبلي في القصر الملكي.

ونقلت صحيفة ديلي ميل عن صديق مقرب من كيت ووليام قوله: يرغب القصر في التأكد من ان كيت قادرة على تحمل ضغط الحياة اليومية بشكل أفضل من الأميرة ديانا. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

ويخشى القصر الملكي من ان تسقط كيت فريسة الاكتئاب مثل الأميرة الراحلة ديانا، والدة الأمير وليام.

ومما يزيد من مخاطر هذا الأمر هو ان الأمير وليام سينخرط بشكل أكبر في المهام الملكية بعد انهاء تدريبه في سلاح الجو الملكي وبالتالي فلن يكون لديه الكثير من الوقت لزوجة المستقبل.

مظاهرات طلابية

وفي ظل المظاهرات هاجم طلاب غاضبون عربة للشرطة واشتبكوا مع افرادها في الوقت الذي قام الاف الاشخاص بمسيرة عبر لندن احتجاجا على خطط الحكومة لمضاعفة الاقساط الجامعية ثلاثة اضعاف.

وشارك نحو عشرة الاف شخص في ثاني تظاهرة حاشدة تجري في لندن خلال هذا الشهر احتجاجا على اجراءات التقشف الحكومية، الا ان تظاهرات مماثلة جرت في انحاء بريطانيا.

وفي العاصمة حاصر المتظاهرون الغاضبون عربة للشرطة كانت متوقفة في طريق المسيرة وحاولوا قلبها وحطموا زجاجها الامامي واقتلعوا المرايا الجانبية وقفزوا على سقفها.

وقام متظاهرون اخرون بالكتابة على جدران مقر وزارة الخارجية عبارات مثل الثورة و"حطموا التقشف فيما قفز عدد منهم فوق الحواجز في محاولة لدخول مجمع مجاور يضم وزارة الدفاع. بحسب فرانس برس.

وصرح احد الطلاب لوكالة فرانس برس بعد تسلقه احدى نوافذ مبنى وزارة الخارجية في محاولة لدخول المبنى نحن هنا لنظهر للحكومة مدى غضبنا عندما ننتفض.

واضاف الطالب بيثاني هوكر (15 عاما) اريد ان ادخل الجامعة، اريد ان افعل شيئا جيدا في حياتي ولكن هذه الاجراءات التقشفية ستجعل ذلك مستحيلا. واشارت بعض التقديرات الى ان عدد المتظاهرين في لندن بلغ عشرة الاف.

وذكرت الشرطة ان ثمانية اشخاص على الاقل اعتقلوا كما اصيب اثنين من رجال الشرطة كسرت ذراع احدهما بينما فقد الاخر الوعي. واصيب ستة مدنيين بجروح طفيفة.

ويحتج الطلاب على خطط ائتلاف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون زيادة الاقساط الجامعية ثلاثة اضعاف في اطار برنامج لخفض الانفاق الحكومة يهدف الى سد العجز القياسي في الميزانية.

تنظيم الطوابير

على صعيد التنظيم الاجتماعي أظهر مسح أن بريطانيا المشتهرة بفن تنظيم طوابير الانتظار قد تفقد صبرها حيث يستطيع البالغ البريطاني في المتوسط الوقوف في طابور لعشر دقائق و42 ثانية فقط قبل ان يفقد اعصابه.

وابغض الطوابير تكون في المتاجر الكبيرة وبعدها مكاتب البريد ثم طوابير التفتيش الامني عند دخول المطارات .

واوضح الاستطلاع ان كبار السن فوق سن 55 عاما يبدأون في الشعور بالقلق خلال وقوفهم في طابور قبل ثلاث دقائق من الاشخاص الاصغر سنا فيما اظهر المسح ان الاشخاص دون 35 عاما كانوا اكثر ترجيحا في اخراج ضجرهم على من حولهم.

وقال ثلثا الذين شملهم الاستطلاع ان اكثر ما يمقتونه هو مضيعة الوقت التي يتسبب فيها الذين يقفون امامهم في الصف.

ويتجنب أغلب البريطانيين الطوابير تماما حيث يفضل ثمانية من كل عشرة بالغين دفع فواتيرهم عبر الانترنت وفقا للمسح الذي اجراه مجلس المدفوعات وهو الهيئة المسؤولة عن تحديد استراتيجية الدفع في بريطانيا. بحسب رويترز.

كما كشف المسح الذي اجري عبر الانترنت وشمل 2006 بالغين ان واحدا من كل خمسة اشخاص يتسوق ليلا لتجنب الوقوف في الطوابير.

وقالت متحدثة باسم المجلس يظهر بحثنا ان المزيد منا بدأ يستيقظ على حقيقة انه يمكن تفادي الطابور تماما وتوفير الوقت والمال بالاستعانة بتكتيكات للتهرب منها مثل التسوق الالكتروني واتمام الاجراءات المصرفية الكترونيا وايضا دفع الفواتير الكترونيا.

نوم هاديء

من جهة أخرى أبدى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمله في أن يتيح له وجوده في سول لحضور قمة مجموعة العشرين فرصة جيدة للاستغراق في النوم بعدما رزق بطفلة حرمته من هذه المتعة.

وقال كاميرون مازحا مع بعض المندوبين في العاصمة الكورية الجنوبية الكل جاء الى كوريا لحضور قمة أو المشاركة في اجتماع لرجال الاعمال. أما أنا فقد جئت لاتمتع بنوم هاديء ليلا.

ورزق كاميرون وزوجته سامانثا بابنتهما فلورانس في اغسطس اب ولهما طفلان اخران.

ويقوم كاميرون بجولة تستمر خمسة ايام بدأت برحلة أقلعت ليلا من لندن وزيارة مدتها 36 ساعة للصين. بحسب رويترز.

وقال رئيس الوزراء في وقت سابق مازحا انه يمضي من الوقت في الترويج لاستضافة بلاده لكأس العالم عام 2018 اكثر مما يمضي في مناقشة قضايا مجموعة العشرين.

12 مليون دينار كويتي

من جانبها ذكرت صحيفة ديلي ميل ان شركة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق طوني بلير ستحصل على 27 مليون جنيه استرليني، مقابل تقديم استشارات للحكومة الكويتية وفقاً لصحيفة القبس.

وقالت الصحيفة ان هذا المبلغ سيرفع حجم الأرباح التي حصل عليها بلير، منذ ترك منصبه في يونيو 2007 إلى نحو 40 مليون جنيه استرليني.

واضافت ان مصادر كويتية مطلعة على الصفقة أكدت ان شركة بلير ستحصل على اكثر من 12 مليون دينار كويتي (27 مليون جنيه استرليني)، فيما نفى متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، والذي يعمل حاليا مبعوثا للجنة الرباعية لعملية السلام في الشرق الاوسط هذه المزاعم، واعتبر انها مبالغ فيها، لكنه اعترف بأن فريقا من شركة طوني بلير وشركاؤه ستعمل مع الكويتيين لعدة سنوات. حسب اريبيان بزنس

وذكرت الصحيفة ان الكويت هي أول زبون لشركة طوني بلير وشركاؤه التي أسسها رئيس الوزراء البريطاني الأسبق في لندن عام 2009 لتقديم استشارات في مجال الإصلاح السياسي والاقتصادي والاتجاهات الحكومية، وتعاقدت معها لوضع تقرير حول المستقبل السياسي والاقتصادي للبلد الخليجي تحت عنوان رؤية الكويت 2035 سلمته إلى الحكومة الكويتية في وقت سابق من هذا العام.

واشارت إلى ان بلير ومستشاريه يساعدون الحكومة الكويتية منذ ذلك الحين على تنفيذ نتائج التقرير، ويقومون بتدريب فريق من كبار الموظفين الحكوميين الكويتيين على النموذج البريطاني في إدارة البلاد.

واضاف المصدر الكويتي ان بلير يزور الكويت بشكل منتظم في الوقت الراهن، وكذلك موظفوه، فيما توجه شركته في المقابل دعوات لمتدربين كويتيين إلى لندن لاطلاعهم على طرق عمل الحكومة البريطانية، وتزويدهم بالنصائح من الفترة التي أدار بها بلير المملكة المتحدة.

تبرع عبر الصراف

وفي الجارديان تقرير محلي يشير الى أن البريطانيون سيُسألون كلما استخدموا الصراف الآلي عما اذا كانوا يرغبون بالتبرع لجمعية خيرية.

واشارت الصحيفة الى ان هذا المشروع يرد في ورقة خضراء ستعرضها الحكومة الائتلافية اليوم، بهدف تحديد المجتمع الكبير في بريطانيا.

ويأتي هذا الطرح ضمن سلسلة أفكار تضعها الحكومة بهدف تغيير ما تعتبره تعنت بريطاني رافض للعمل الخيري سواء عبر التبرع بالوقت او بالمال.

كما سيرد السؤال عن الرغبة بالتبرع كلما ملأ فرد طلباً للحصول على عائدات ضريبيبة او عند التقدم بطلب للحصول على جواز سفر او رخصة قيادة.

ومن الافكار الاخرى المطروحة بعث رسالة شكر لكل من يتبرع بمبلغ كبير، وتخصيص يوم للاحتفاء بالمانحين، وبث رسالة شكر متلفزة اسبوعياً مع اعلان نتائج سحب الياناصيب.

الجدير ذكره ان ثمانية في المئة فقط من البريطانيين يشاركون في 47 في المئة من مجموع التبرعات. وفيما تزيد الضريبة على الدخل مع العام الجديد بنسبة 50 في المئة بالنسبة لمن يتقاضى اكثر من 150 الف جنيه استرليني سنوياً، تواجه الحكومة مهمة صعبة في زرع ثقافة التبرع في نفوس ابناء الشعب، فيما تشتكي الجمعيات الخيرية من ان الحكومة نفسها خفضت حصتها من المساعدات.

وترى الحكومة ان الناس سيهتمون بالعمل الخيري متى تمت مقاربتهم بالطريقة السليمة، وتلفت الى انه كلما تبرع الناس، تشجعوا للتبرع بالمزيد.

بلوغ المئة عام

من جانب آخر فان سدس سكان بريطانيا الحاليين سيبلغون المئة عام، وفقا لتقديرات الحكومة البريطانية، وان أكثر من 10 ملايين من سكان المملكة المتحدة اليوم، اي 17% من مجموع السكان، سيحتفلون بعيد ميلادهم المئة على الأقل، وفقا لوزارة العمل التي طلبت اجراء هذه الدراسة.

من بينهم ثلاثة ملايين شخص لا يتجاوز عمرهم الستة عشر عاما اليوم، و875 الفا ممن تجاوزوا سن الخامسة والستين وهم متقاعدون حاليا.

وفي العام 2066، من المتوقع ان يضم البلد 507 آلاف شخص تجاوزوا المئة مقابل ال 11800 شخص الذين تخطوا المئة عام حاليا.

وقال ستيف ويب، الوزير المكلف بشؤون التقاعد هذه الأرقام المذهلة تظهر مدى أهمية الاستعداد لحياتنا بعد التوقف عن العمل. حسب فرانس برس

واضاف الملايين منا سيمضون ثلث حياتهم أو أكثر كمتقاعدين. لذلك نقوم باصلاح نظام التقاعد لجعله قابلا للاستمرار على المدى الطويل، ولجعل الناس ينعمون بتقاعد لائق.

وأعلنت حكومة ديفيد كاميرون المحافظ في تشرين الاول/اكتوبر أن سن التقاعد الرسمية سترتفع الى 66 عاما للرجال والنساء سنة 2020، مقابل 65 عاما للرجال و60 عاما للنساء.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 5/كانون الثاني/2011 - 29/محرم/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م