مسيحيو الشرق الاوسط... وقود حرب لصراع جديد

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: يبدو ان جماعات الارهابية المتصلة بالقاعدة باتت تبحث عن اهداف رخوة في الدول والمجتمعات العربية، هادفة من وراء ذلك سرقة اكبر قدر من الاضواء، وتذكير العالم انها لاتزال تمارس اعمالها المسلحة، بحسب ما يرى اغلب المحللين للشؤون السياسية.

حيث تراهن تلك المجاميع النائمة على تنفيذ عمليات تثير اقصى حجم من الانتباه، عبر سقوط اكثر عدد من الضحايا الابرياء، مستهدفة الاماكن المكتظة بالمدنيين العزل.

وغالبا ما تبرر فلول القاعدة تلك الهجمات الوحشية بإستشكالها على بعض القضايا الاسلامية او الدولية، مثل تحرير العراق او استهداف الشيعة، او ما جرى استهداف المسيحيين مؤخرا في بغداد والاسكندرية.

لكن المريب في الامر ان ما تقوم به تلك المجاميع من اعمال، اقرب في التصديق الى كونها اجندة مخابراتية تقف وراءها اجهزة دولية، ومنظمات عملاقة، قادرة على تسهيل وتجنيد وتنفيذ تلك العمليات البشعة. فيما يكون الابرياء هم ضحايا تلك الاعمال بغض النظر عمن يقف ورائها.

شبكة المجاهدين

فقد هددت شبكة المجاهدين الإلكترونية المتطرفة بشن هجمات جديدة ضد الكنائس المصرية، وقالت الشبكة فى بيان على موقعها 'وصلتكم رسالة المجاهدين واضحة صريحة وخطت تلك الرسالة بالدماء، ولكن لحماقتكم لم تفهموا ولم تستوعبوا الدرس حتى الآن'.

وأضافت: 'طلب المجاهدين واضح فلما المكابرة، مرادنا أخواتنا الأسيرات فى أديرتكم، أطلقوا سراحهن وجنبوا أنفسكم وأتباعكم الويلات تلو الويلات، وقد قتلنا من أجلهن المئات من أتباعكم فى بلاد الرافدين، وقتلنا من أجلهن ما علمتم عنه مؤخرا فى الإسكندرية'.

وأضاف البيان: 'ونقولها بصوت عال البقية ستأتى بإذن الله إن لم تعودوا إلى رشدكم وتخرجوا الطاهرات العفيفات، واللاتى قدم إحداهن تساوى الصليبيين فى مشارق الأرض ومغاربها'. بحسب صحيفة اليوم السابع المصرية.

وتوعدت الشبكة قائلة: 'والذى لا معبود بحق سواه لنجرين نهر النيل بدمائكم، ولنجعلن حياتكم جحيماً فى الدنيا قبل الآخرة، ولنرهبنكم كما أرهبنا أسيادكم فى أمريكا ودول أوروبا، ولنجعلنكم عبرة لكل معتبر، فقد سللنا عليكم سيوفنا الحداد، ولن تعود السيوف إلى أغمادها حتى نرى أخواتنا أو نهلك دون ذلك'.

ما بعد الهجوم

من جهتها حذرت الصحف الصادرة في بيروت من "اخطار" تتهدد العالم العربي كله بعد الهجوم الدامي الذي استهدف كنيسة قبطية في مدينة الاسكندرية المصرية.

وكتبت صحيفة "السفير" ان التفجير الذي استهدف كنيسة القديسين "دوى في مشارق الارض العربية ومغاربها (...) كجرس انذار بزلزال يتهدد مصر ومعها المستقبل العربي جميعا بخطر داهم على المصير".

وتابعت "ان يضرب الارهاب في مصر فهذا يعني ان الاصابة ستكون في القلب، وان شظاياها ستتطاير حاملة معها اخطار الحريق الى كل الدنيا العربية".

واعتبرت ان الهجوم يمثل "الانذار الاعظم جدية وخطورة للامة جميعا، بتاريخها، بحاضرها، بمستقبلها كما بدورها".

وبدورها حذرت صحيفة "النهار" من "11 ايلول/سبتمبر عربي مستديم يتجول في سائر انحاء هذا النظام المتهالك"، في اشارة الى هجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة.

وتحدثت عن "خط بياني خطير لتنقل هذا العنف من العراق الى مصر وربما سواهما من بلدان عربية +لا تزال+ تتمتع بواقع تعددي ديني ووجود مسيحي معقول وفي مقدمها لبنان". بحسب فرانس برس.

ويتعرض مسيحيو العراق منذ اشهر لموجة عنف. وقتل 44 مصليا وكاهنا في 31 تشرين الاول/اكتوبر في هجوم شنه مسلحون على كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك وسط بغداد.

اما صحيفة "المستقبل" فاعتبرت انه "مع تكرار الاعتداءات وتنقلها من دولة عربية الى اخرى، فان (...) على كل قادة الرأي والفكر والسياسة (...) الاستنفار للوقوف ضد هذه الظاهرة".

من جهتها رأت صحيفة "الشرق" ان الاعتداءات ضد المسيحيين في العراق ومصر تشكل "سلسلة متواصلة لضرب الاستقرار في الدول العربية"، في حين رأت صحيفة "الانوار" ان القصد من هجوم الاسكندرية "إحداث اصداء بعيدة في المنطقتين العربية والاسلامية".

عصر التنكيل بالمسيحيين

الى ذلك طرحت صحيفة الإندبندنت  تساؤل الكاتب أون صنداي مارك سيدون مؤسس جمعية ضغط لحماية الأشوريين، باعتبار ما يجري بعصر التنكيل بالمسيحيين، في غمرة الأحداث الأخيرة التي خلفت مقتل عدد من المسيحيين المشارقة.

ويقول الكاتب إنه قبل سنوات أسس جمعية "أنقذوا الأشوريين" للضغط على السلطات العراقية حتى تبادر إلى حماية أقلياتها.

وقد حظيت الحملة بتأييد جميع الأحزاب البريطانية، كما أدت دورا في إقناع الاتحاد الأوروبي من أجل العمل مع السلطات العراقية حتى تقر بحقوق الأقليات المسيحية بالبلاد، حسب الكاتب.

ويضيف الكاتب قائلا : "إن لبريطانيا مسؤولية خاصة تجاه الأشوريين الذين ساعدوا البريطانيين على القيام بأعباء الشرطة في العراق وتأمينه خلال السنوات الأولى من القرن الماضي. وقد قتل الآلاف منهم عام 1932 لـ‘تواطئهم’" مع البريطانيين.

إن الأشوريين يريدون الآن منطقة مستقلة خاصة بهم في سهول نينوى شمال العراق يقول الكاتب الذي يدعو الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة للضغط بثقلها في ظل "تقاعس" الولايات المتحدة وبريطانيا، وذلك من أجل تحقيق "هذا الحلم".

ويختم الكاتب مقاله مشيرا إلى أن ما يحدث لمسيحيي العراق هو ترهيب "يحركها تنظيم القاعدة" لحمل أبناء هذه الطائفة على مغادرة البلاد نحو المنافي: "لكن من سخرية الأقدار الفظيعة، أن يكون مصير المسيحيين العراقيين قد حُسم عندما قرر القادة المسيحيون الأمريكيون والبريطانيون الإطاحة بصدام حسين".

كنيسة الاسكندرية

ويذكر ان 21 شخصا على الاقل قتل في انفجار قنبلة خارج كنيسة بمدينة الاسكندرية الساحلية المصرية في وقت مبكر في أول أيام العام الجديد وقالت وزارة الداخلية ان الهجوم ربما نفذه مفجر انتحاري بدعم من عناصر خارجية.

واصيب عشرات الاشخاص في الانفجار الذي ادى الى تناثر اشلاء الجثث ودمر سيارات وحطم نوافذ زجاجية. ودفع الهجوم مسيحيين الى الاحتجاج في الشوارع وتبادل بعض المسيحيين والمسلمين الرشق بالحجارة.

ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط عن المتحدث باسم وزارة الصحة عبد الرحمن شاهين قوله انه تأكد حتى الان وفاة 21 شخصا واصابة 97 اخرين بجروح.

وقالت الكنيسة انه تأكد وفاة 20 شخصا وان الاشلاء الباقية تشير الى اربعة او خمسة قتلى اخرين في الانفجار الذي وقع بينما كان المصلون يغادرون الكنيسة بعد الاحتفال برأس السنة الميلادية الجديدة.

وقال بيان اصدره مجلس قساوسة الاسكندرية "اذ نستنكر هذا الحادث الذي يهدد وطننا وأمن وامان مواطنينا نرى ان ما حدث يشكل تصعيدا خطيرا للاحداث الطائفية الموجهة ضد الاقباط."

واضاف البيان قائلا ان الحادث وقع "نتيجة للشحن الطائفي والافتراءات الكاذبة التي كثرت ضد الكنيسة ورموزها في الفترة الماضية."

ويشكل المسيحيون حوالي 10 بالمئة من سكان مصر البالغ عددهم 79 مليون نسمة غالبيتهم مسلمون.

وقال الرئيس المصري حسني مبارك في كلمة أذاعها التلفزيون وبثتها وكالة أنباء الشرق الاوسط ان الهجوم "عملية ارهابية تحمل في طياتها دلائل تورط أصابع خارجية تريد أن تجعل من مصر ساحة لما تراه من شرور الارهاب بمنطقتنا وخارجها." وأضاف متوعدا مدبري الهجوم "أمن مصر القومي هو مسؤوليتي الاولى لا أفرط فيه أبدا ولا أسمح لاحد أيا كان بالمساس به أو الاستخفاف بأرواح أو مقدرات شعبنا." بحسب رويترز.

وقال مصدر أمني بوزارة الداخلية في تصريح نقلته وكالة أنباء الشرق الاوسط "ملابسات الحادث في ظل الاساليب السائدة حاليا للانشطة الارهابية على مستوى العالم والمنطقة تشير بوضوح الى أن عناصر خارجية قامت بالتخطيط ومتابعة التنفيذ." ورجح أن يكون انتحاري وراء الانفجار وأنه أحد القتلى.

وقال "فحوصات المعمل الجنائي أكدت... أن الموجة الانفجارية التي تسببت في تلفيات بسيارتين كانتا موضع اشتباه كان اتجاهها من خارج السيارتين وبالتالي لم تكن أي منهما مصدرا للانفجار."

وكانت مصادر أمنية قالت ان سيارة ملغومة انفجرت لكن شهود عيان لاحظوا أن مكان الانفجار خلا من حفرة يتسبب فيها عادة انفجار قريب من سطح الارض. وقال شاهد ان السيارة المشتبه بها كانت أقل تضررا من بضع سيارات احترقت بجوارها.

وأضاف أن انقلاب السيارة المشتبه بها ربما كان السبب في توقع أن سيارة ملغومة استخدمت في الهجوم.

ونقل التلفزيون المصري عن محافظ الاسكندرية عادل لبيب اتهامه لتنظيم القاعدة بتدبير التفجير. لكن لبيب لم يدل بمزيد من التفاصيل.

وقال كميل صديق من المجلس القبطي في مدينة الاسكندرية لرويترز "الناس ذهبوا الى الكنيسة ليصلوا لله لكن انتهى بهم الامر كخراف شاردة. هذه المذبحة مكتوب عليها القاعدة في كل شيء.. نفس النمط استعمل في دول أخرى."

واشار مراقبون الى تهديد جماعة على صلة بتنظيم القاعدة في نوفمبر تشرين الثاني الماضي باستهداف الكنائس المصرية بسبب ما قالت انهن أسيرات مسلمات في أديرة في اشارة الى مسيحيات تردد أن الكنيسة القبطية الارثوذكسية استردتهن بعد دخولهن الاسلام.

وكانت مصر عززت اجراءات الامن حول الكنائس ومنعت السيارات من التوقف أمامها مباشرة بعد تهديد تنظيم دولة العراق الاسلامية. وقال شاهد من الاسكندرية "هذا مشهد من بغداد."

وقال بيان لوزارة الداخلية "الفحص المبدئي أسفر عن أن السيارة التي تسببت في الانفجار كانت متوقفة أمام الكنيسة باعتبار أنها خاصة بأحد المترددين عليها."

ويقول محللون ان الحكومة قلقة ازاء امكانية حدوث قلاقل في البلاد في وقت تتجه فيه الى انتخابات رئاسية مهمة أواخر العام الحالي.

وفي يناير كانون الثاني من العام الماضي قتل ستة مسيحيين ورجل شرطة مسلم في هجوم بالرصاص خارج كنيسة في مدينة قنا بجنوب البلاد مما تسبب في اندلاع احتجاجات.

ويقول محللون ان الحكومة التي تتعرض لضغوط جماعات سياسية ومنظمات حقوقية بسبب مخالفات شابت انتخابات مجلس الشعب الاخيرة تحتاج الى تأكيد سلامة النسيج الطائفي بعد الهجوم الجديد. وفي وقت سابق ناشد مبارك المصريين أن يتصدوا - مسلمين ومسيحيين - للارهاب.

ونقلت وكالة أنباء الشرق الاوسط عن مبارك قوله انه "يهيب بأبناء مصر - أقباطا ومسلمين- أن يقفوا صفا واحدا في مواجهة قوى الارهاب والمتربصين بأمن الوطن واستقراره ووحدة أبنائه."

ويقول رجال دين مسلمون ومسيحيون ان هناك وئاما طائفيا في البلاد. لكن نزاعات دامية تنشب أحيانا بسبب بناء وترميم الكنائس وتغيير الديانة وعلاقات بين رجال ونساء ليسوا من نفس الطائفة.

ويقول محللون ان على الدولة أن تستجيب لمطالب مسيحية من أجل تخفيف توتر طائفي محسوس في الوقت الراهن مثل تسهيل بناء وترميم الكنائس في الوقت الذي يقوم فيه المسلمون ببناء وترميم المساجد بسهولة نسبية.

وتشهد مصر توترا طائفيا محدودا منذ مقتل اثنين من المسيحيين واصابة عدد اخر واصابة رجال شرطة بينهم ضابطان كبيران في اشتباك بمدينة الجيزة التي تجاور القاهرة من الغرب خلال احتجاج ألوف المسيحيين على قيام السلطات بوقف البناء في امتداد كنيسة قائلة ان الكنيسة خالفت الترخيص.

وألقت السلطات القبض على 156 مسيحيا وقتها أفرجت عن أغلبهم الى الان. وكانت النيابة العامة وجهت اليهم تهما شملت الاعتداء على رجال الشرطة ومحاولة قتل بعضهم.

وشهدت مدينة الاسكندرية التي تقع على البحر المتوسط عدة حوادث طائفية خلال السنوات الماضية سقط خلالها بضع قتلى وجرحى.

صدامات مع مسيحيين

في سياق متصل اصيب 45 من افراد قوات الامن في القاهرة في صدامات مع مسيحيين غاضبين غداة الاعتداء كنيسة الاسكندرية (شمال مصر). وجرت الصدامات خلال تجمع لمئات من الاشخاص في فناء كاتدرائية القديس مرقس مقر البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.

وهاجم المتظاهرون المسؤولين الذين جاؤوا لتقديم التعازي في ضحايا الاعتداء الذي استهدف كنيسة القديسين في الاسكندرية ليلة راس السنة.

ورشق المتظاهرون بالحجارة عثمان محمد عثمان وزير الدولة للتنمية الاقتصادية بعد ان التقى البابا شنودة في الوقت الذي كانت تدور فيه مواجهات بين متظاهرين اخرين وقوات الامن المتمركزة خارج المبنى.

وخلال النهار ولدى مغادرة امام الازهر الشيخ احمد الطيب مقر البابا شنودة بعد تقديمه التعازي، تجمع عشرات الشبان الاقباط حول سيارته وبدأوا يطرقون عليها قبل ان تفرقهم الشرطة.

واستنادا الى الشرطة تظاهر ايضا نحو الف قبطي الاحد امام وزارة الخارجية وفي محافظة اسيوط (جنوب) حيث اعتدى عدد من الاقباط على مواطن مسلم ودمروا ثلاث سيارات وفقا لشاهد عيان.

وكان الفاتيكان رفض الفاتيكان اتهامات شيخ الازهر للبابا بنديكتوس السادس عشر بالتدخل في الشؤون الداخلية المصرية بسبب دعوته العالم الى حماية المسيحيين بعد الاعتداء على كنيسة في الاسكندرية.

وقال المتحدث باسم الفاتيكان الاب فديريكو لومباردي بحسب ما نقلت عنه وكالة انسا الايطالية ان "البابا تكلم عن التضامن مع المجموعة القبطية التي تعرضت لضربة قاسية، ثم عبر بعدها عن القلق من تداعيات العنف على كل السكان اكانوا مسيحيين ام مسلمين".

وتابع "لذلك لا نرى كيف يمكن ان يعتبر هذا الموقف من البابا الراغب ببث روحية اللاعنف امام الجميع تدخلا".

واضاف "اعتقد ان هناك سوء تفاهم في التواصل"، مضيفا "اشرنا الى تعرض كنيسة مسيحية للهجوم وهذا يعني اننا اعربنا عن القلق ازاء الاقليات المسيحية التي يضربها العنف، وهذا لا يعني اننا نريد تبرير او التقليل من شأن العنف الذي يستهدف مؤمنين من ديانات اخرى".

وكان البابا قال في قداس رأس السنة في كاتدرائية القديس بطرس "في مواجهة اعمال التمييز والتجاوزات وخصوصا مظاهر التعصب الديني (...) الاقوال لا تكفي، بل يتعين على مسؤولي الامم ابداء التزام ملموس وثابت".

وردا على البابا قال شيخ الازهر في مؤتمر صحافي "انني اختلف مع البابا في هذا الرأي، واتساءل لماذا لم يطالب البابا بحماية المسلمين عندما تعرضوا لاعمال قتل في العراق؟".

واعتبر الشيخ احمد الطيب ان كلام البابا يعتبر "تدخلا غير مقبول في شؤون مصر" مشددا في الوقت نفسه على ان "كل علماء المسلمين يعلمون ان ذلك الحادث لا يقره دين او نظام اجتماعي".

تفاصيل حوادث ذات صلة في مصر

وفيما يلي قائمة بأحدث التطورات التي تتعلق بأعمال عنف ذات صلة بالمسيحيين في مصر بحسب ما نقله موقع رويترز:

أول يناير كانون الثاني 2011 -- استهدف تفجير يعتقد انه انتحاري كنيسة في الاسكندرية مما أسفر عن مقتل 17 شخصا على الاقل وخرج على اثره مسيحيون الى الشوارع في احتجاجات. وتبادل بعض المسيحيين والمسلمين الرشق بالحجارة. وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين.

24 نوفمبر تشرين الثاني 2010 -- اتخذت اشتباكات بين شرطة مكافحة الشغب ومئات من المسيحيين كانوا يحتجون على وقف بناء كنيسة في القاهرة منحى طائفيا مع مشاركة عشرات المسلمين في أعمال الشغب. وقتل مسيحيان والقت الشرطة القبض على اكثر من 150 شخصا.

أول نوفمبر تشرين الثاني 2010 -- تنظيم دولة العراق الاسلامية التابع لتنظيم القاعدة الذي أعلن مسؤوليته عن هجوم على كنيسة في بغداد يهدد بشن هجمات على الكنائس المسيحية في مصر بسبب معاملتها لنساء قال التنظيم ان الكنيسة تحتجزهن بعد أن تحولن الى الاسلام.

11 ابريل نيسان 2010 -- المبادرة المصرية لحقوق الانسان -وهي جماعة حقوقية مصرية- تصدر تقريرا تقول فيه ان عدد حالات العنف الطائفي ارتفع في عامي 2008 و2009 وتدعو الى معاقبة مرتكبي هذه الاعمال لمنع تصاعدها.

6 يناير كانون الثاني 2010 -- مقتل ستة مسيحيين ورجل شرطة مسلم في اطلاق نار من سيارة مسرعة عشية عيد احتفال الاقباط الارثوذكس بعيد الميلاد خارج كنيسة في مدينة نجع حمادي بجنوب مصر. وأدى الحادث الى تفجر احتجاجات. وأحرق المحتجون منازل ومحال تجارية لمسلمين ومسيحيين.

10 مايو أيار 2009 -- قالت قوات الامن ان قنبلة محلية الصنع انفجرت بالقرب من كنيسة في القاهرة دون وقوع اصابات. وأدي انفجار القنبلة الى اصابة سيارة بأضرار. وقالت مصادر ان الشرطة عثرت على قنبلة أخرى في نفس المكان بشمال شرق العاصمة وتمكنت من ابطال مفعولها.

مقتل امرأة مسيحية

من جانب آخر اعلن مصدر في وزارة الداخلية العراقية مقتل امرأة مسيحية في وسط بغداد على ايدي مسلحين مجهولين، في حين قتل شرطي برصاص مسلحين في شمال العاصمة.

وقال المصدر طالبا عدم كشف هويته ان "مسلحين مجهولين اغتالوا رفاه توما، سيدة مسيحية تسكن لوحدها، بالرصاص وسرقوا منزلها قبل ان يلوذوا بالفرار"، دون اعطاء مزيد من التفاصيل.

واضاف ان "الحادث في حي الوحدة وسط بغداد"، مؤكدا انه يندرج في اطار سلسلة هجمات استهدفت في الاونة الاخيرة المسيحين في بغداد. بحسب فرانس برس.

ووقعت موجة من الهجمات ضد مسيحيي العراق عشية الاحتفالات بليلة رأس السنة، تم خلالها استهداف 14 منزلا في بغداد يقطنها مسيحيون، ما اسفر عن سقوط قتيلين و16 جريحا.

ولم تتبن اي جهة الهجمات، لكن بعضها يحمل بصمات فرع القاعدة في العراق الذي استهدف في الاشهر الماضية المسيحيين في مناطق متفرقة.

وابرز تلك الهجمات المجزرة التي وقعت في 31 تشرين الاول/اكتوبر في كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في منطقة الكرادة (وسط بغداد) حين هاجم الكنيسة مسلحون من تنظيم القاعدة اثناء القداس ما اسفر عن مقتل 44 مصليا وكاهنين.

وفي شمال بغداد في حي الطائفية قتل شرطي برصاص مسلحين يحملون اسلحة مجهزة بكواتم للصوت، كما افاد المصدر نفسه.

ويأتي هذا الاغتيال غداة سلسلة عمليات اغتيال مشابهة وقعت مساء الاحد في انحاء متفرقة من بغداد وقتل خلالها ثلاثة شرطيين ونقيب في الجيش ومهندس في حين اصيب عقيد في وزارة الداخلية بجروح بليغة، بحسب مصادر امنية.

وتأتي هذه الاعتداءات بعد اعلان وزارات الدفاع والداخلية والصحة العراقية ان حصيلة قتلى اعمال العنف في 2010 سجلت انخفاضا في عدد القتلى المدنيين مقابل ارتفاع طفيف في الحصيلة الاجمالية مقارنة مع العام 2009. واظهرت الارقام مقتل 3605 شخص خلال العام 2010 مقابل 3481 عام 2009.

عيد الميلاد في فرنسا

الى ذلك أثارت مهمة فرنسية لانقاذ ضحايا مذبحة وقعت في كنيسة بالعاصمة العراقية بغداد تساؤلات حول مبدأ العدالة ودعت جماعات معنية بحقوق الانسان لانقاذ كل المجموعات المهددة في العراق وليس المسيحيين فقط.

وبعد شهرين من اقتحام مسلحين لكنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في بغداد أثناء قداس يوم الاحد والذي أسفر عن مقتل 52 شخصا لازال بعض الضحايا يتعافون بالقرب من باريس بعد أن نقلتهم الحكومة الفرنسية جوا.

وأصيب الاب رفائيل قطيمي البالغ من العمر 70 عاما وهو مسيحي كاثوليكي برصاص في معدته وتضرر سمعه من جراء أصوات الطلقات النارية وانفجار القنابل.

ووصل قطيمي و36 فردا من أبرشيته في أوائل نوفمبر تشرين الثاني على متن طائرة مجهزة طبيا أرسلتها الى بغداد وزارة الخارجية الفرنسية. وتلقوا جميعا العلاج الطبي ويعيشون الآن في ملجأ بالقرب من باريس. ويتوقع أن يصل العدد الاجمالي إلى 150 شخصا.

وقال قطيمي "لو لم تكن فرنسا قد أرسلت لنا طائرة لكنا بقينا في العراق معرضين للخطر."

لكن هذه المجموعة لا تمثل سوى قلة قليلة من بين آلاف المسيحيين العراقيين في مدن مثل بغداد والموصل سعوا للجوء الى منطقة كردستان في شمال العراق أو الى دول مجاورة.

وفي الاسابيع الستة التي أعقبت الهجوم قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة ان نحو ألف أسرة مسيحية عراقية أي ما يصل الى ستة الاف شخص نزحوا من بغداد والموصل ومناطق أخرى الى كردستان.

وفي الوقت الذي تنامت فيه التهديدات التي يتعرض لها المسيحيون في العراق أصبحت الدول الغربية أكثر ترددا في استقبال ضحايا الحرب في العراق.

وأغلقت دول مثل السويد والدنمرك وبريطانيا أبوابها أمام الوافدين الجدد بل وبدأت في ترحيل بعض النازحين الى دول في الشرق الاوسط مثل سوريا والأردن.

ولازالت ألمانيا والولايات المتحدة ترحبان بآلاف العراقيين كل عام على الرغم من تضاؤل الرغبة السياسية في قبول المزيد في الدولتين.

وقبلت فرنسا عددا أقل من اللاجئين العراقيين مقارنة ببريطانيا أو ألمانيا أو السويد مثلا لكنها ألقت الضوء على معاناة المسيحيين العراقيين على وجه خاص. ويمثل المسيحيون العراقيون الجزء الأكبر من اللاجئين العراقيين الذين قبلتهم باريس.

وقالت بيكا هيللر رئيسة مشروع مساعدة اللاجئين العراقيين ومقره الولايات المتحدة ويوفر التمثيل القانوني للمشردين العراقيين "الانظمة الدولية للتعامل مع اللاجئين غير كافية بشكل كبير."

وقال اجناسيوس يوسف الثالث يونان بطريرك كنيسة السريان الكاثوليك ان الهجوم على كنيسة النجاة الذي وقع يوم 31 أكتوبر تشرين الأول مثل نقطة اللاعودة.

وأضاف أثناء زيارة الى باريس أن مجتمع المسيحيين مستهدف منذ وقت طويل لكن هجوما بهذا الحجم لم يحدث من قبل. وأضاف أنه لم يعد بامكان المسيحيين أن يعيشوا بعد ذلك في المدن الكبيرة مثل بغداد والموصل.

لكنه قال ان تشجيع المسيحيين على ترك العراق ليس أمرا محببا أيضا لان المتشددين الذين يريدون أن يخرجوهم سيعلنون الانتصار اذا خلا العراق من المسيحيين.

وكان عدد المسيحيين في العراق يبلغ 1.5 مليون مسيحي في يوم من الايام وغالبيتهم من السريان الكاثوليك والكلدان أما الآن فيقدر عددهم بنحو 850 ألف مسيحي من بين نحو 30 مليون عراقي وقال يونان ان العدد الحقيقي لهم قد يكون فقط نصف هذا الرقم أيضا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 5/كانون الثاني/2011 - 29/محرم/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م