ما بعد عزل متكي... رئاسة نجاد خارطة طريق ام تخبط سياسي

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: تضاربت التصريحات والتحليلات حول اقالة وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي مؤخرا والاسباب التي تقف وراء قرار الرئيس احمدي نجاد في هذا الصدد، فيما كان لطريقة صرف متكي عن رئاسة الدبلوماسية الايرانية بهذا الشكل المخزي علامات فارقة زادت من تضارب التحليلات ايضا.

ويرجح اغلب المتابعين لهذا الشأن ان تفاقم الصراعات بين اجنحة النظام في طهران كان ابرز الاسباب التي دعت نجاد الى عزل متكي، سيما ان الاخير يرجح ان يكون منافس قوي على الرئاسة في الانتخابات القادمة، يتمتع في الوقت ذاته بدعم قوي من المحافظين المعتدلين في البرلمان الايراني.

ويبدو ان الامر برمته لن يمر مرور الكرام، خصوصا ان سياسات نجاد باتت تواجه انتقادات شديدة اللهجة من قبل الجناح المتشدد والمعتدل على حد سواء، وهو امر سيكلفه الكثير في المستقبل، حسب رأي بعض المحللين.

عزل مهين ومخالفا لتعاليم الاسلام 

فقد اعتبر وزير الخارجية الايراني السابق منوشهر متكي ان قرار عزله الذي اتخذه الرئيس احمدي نجاد بينما كان يقوم بزيارة رسمية الى السنغال "مهين" ومخالف "لمبادىء الاسلام".

وقال متكي في تصريحات نشرتها وكالة مهر ان "عزل وزير لدى وجوده في مهمة لا يتفق مع مبادئ الاسلام والقواعد الدبلوماسية، انه امر مهين ومخالف لما هو متعارف عليه سياسيا".

وكان احمدي نجاد عزل منوشهر متكي الذي يتولى وزارة الخارجية منذ 2005، في 13 كانون الاول/ديسمبر وعين بدلا منه بالوكالة رئيس البرنامج النووي علي اكبر صالحي.

ولم يصدر اي تبرير لهذا القرار الذي اتخذ فيما استانفت ايران في بداية كانون الاول/ديسمبر في جنيف، مفاوضات دقيقة بعد سنة من التوقف مع القوى العظمى حول برنامجها النووي المثير للجدل. واوضح متكي الذي التقى مع ذلك احمدي نجاد عشية ذهابه الى السنغال كما ذكرت وكالة مهر، "لم يقولوا لي شيئا حتى بعد 24 ساعة من مهمتي".

وقال ايضا وزير الخارجية السابق "المضحك ايضا هو اني لم ابلغ بموعد حفل" التسلم والتسليم. لذلك تغيب عن حفل تسلم صالحي مهامه.

وقال احد كبار مستشاري الرئيس الايراني مجتبى سماره هاشمي في تصريح نقلته وكالة "اسنا" الايرانية ان "متكي ابلغ بالتغيير يوم السبت (11 كانون الاول/ديسمبر) وقال انه كان هو نفسه مستعدا" لاستبداله.

من جانبه اعرب رئيس مجلس الشورى المسؤول المحافظ علي لاريجاني عن اسفه لطريقة اقالة متكي. وكان لاريجاني المقرب من متكي وجه انتقادات عدة لاحمدي نجاد خلال الاشهر الماضية.

وقال لاريجاني "لو كانت النية تقوم على تغيير وزير الخارجية، كان من العدل ان يتم ذلك بطريقة لبقة وباحترام تجاه الوزير، وليس خلال سفره"، في تصريحات نقلتها وكالة انباء ايسنا.

ويعبر عزل متكي على الارجح عن رغبة احمدي نجاد في احكام سيطرته على السياسة الخارجية التي تعد حاسمة في الحوار النووي مع القوى العظمى، كما ذكرت وسائل الاعلام الايرانية.

وذكرت صحف ايرانية ان ذلك حسم نزاعا مرتبطا بقرار احمدي نجاد اسناد مهمات دبلوماسية حساسة لبعض المقربين منه. بحسب رويترز.

وينظر الى متكي على أنه أحد حلفاء رئيس البرلمان علي لاريجاني الذي خسر أمام أحمدي نجاد في انتخابات الرئاسة عام 2005 ويخوض في الوقت الحالي صراعا معه بشأن صلاحيات البرلمان والسلطة التنفيذية.

ويقول محللون ان تغيير وزير الخارجية فصل من فصول صراع محتدم بين احمدي نجاد ولاريجاني.

كما تزامن هذا التغيير مع مشاحنة دبلوماسية بين ايران وبريطانيا التي انتقد سفيرها سايمون جاس ملف حقوق الانسان الايراني في موقع السفارة على الانترنت في التاسع من ديسمبر كانون الاول.

وذكر الاعلام الحكومي ان بعض النواب طالبوا الحكومة بخفض مستوى العلاقات مع بريطانيا لتدخلها في الشؤون الداخلية الايرانية.

ويسود التوتر العلاقات بين الجانبين بسبب الخلاف على برنامج ايران النووي كما اتهمت ايران بريطانيا بالتحريض على احتجاجات الشوارع التي أعقبت انتخابات الرئاسة العام الماضي.

وندد كاظم جلالي المتحدث باسم لجنة الامن القومي والشؤون الخارجية في البرلمان "بالسلوك الوقح" للسفير البريطاني وقال "هذا أقل ثمن ينبغي أن تدفعه لندن جزاء مواجهتها للامة الايرانية."

وقال موقع خبر أون لاين على الانترنت الموالي للحكومة ان متكي "انتقد الرئيس بشدة لانشائه جهازا دبلوماسيا موازيا" من ستة من مستشاري السياسة الخارجية.

ونقل الموقع عن النائب محمد كرميراد قوله انه نظرا للموقف الحساس لايران "كان من الافضل لو أقيل متكي بشكل أكثر مراعاة وبعد تشاور."

وقال موقع مردومسلاري الاصلاحي "لم يتكيف متكي مع وجهات نظر الرئيس وسياسته الخارجية" لكنه لم يشرح كيف اختلف الرجلان.

السياسة الخارجية 

الى ذلك اعلن الناطق باسم الخارجية الايرانية ان اقالة وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي لن تؤدي الى تغيير في السياسة الخارجية الايرانية. ومن المتوقع مواصلة المحادثات بين ايران والقوى الست (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن، الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين الى جانب المانيا) في تركيا الشهر المقبل.

وقال المتحدث باسم الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست في التصريح الصحافي الاسبوعي ان "سياسات ايران الكبرى تحدد على مستويات اعلى ووزارة الخارجية تنفذ هذه السياسات. لن نشهد اي تغيير في سياستنا الاساسية". واضاف "لا اعتقد انه سيحصل اي تغيير في السياسة النووية والمحادثات" مع القوى الست حول البرنامج النووي الايراني.

وقال مهمانبرست "لقد حصل اتفاق على مواصلة المحادثات حول نقاط التعاون المشتركة" الممكنة بين طهران ومجموعة 5+1.

واضاف "اذا جرت هذه المحادثات في الاطار المرتقب وفي جو خال من اي ضغوط وتصرفات غير عقلانية، فانها ستتابع مجراها". وتصدرت اقالة متكي عناوين الصفحات الاولى لغالبية الصحف الايرانية.

يشار الى ان متكي وصف خلال وجوده في المنامة في الثالث والرابع من كانون الاول/ديسمبر تصريح وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون حول امكان السماح لايران بتخصيب اليورانيوم بشروط معينة بانه "خطوة الى الامام".

والمعروف ان جميع المسؤولين الايرانيين يكررون دائما ان مسألة تخصيب اليورانيوم في ايران ليست "قابلة للتفاوض". ويبدو ان تعليقات متكي خالفت الموقف الرسمي للجمهورية الاسلامية.

العلاقات مع السعودية وتركيا

من جهته اكد رئيس البرنامج النووي الايراني علي اكبر صالحي بعيد توليه رسميا مهامه على رأس وزارة الخارجية، ان اولويته الكبرى تكمن في تعزيز العلاقات مع السعودية وتركيا.

وصرح صالحي (61 عاما) الذي يدير برنامج ايران المثير للجدل بعيد توليه منصبه، ان "كبرى اولويات ايران دبلوماسيا ينبغي ان تكون الجيران والعالم الاسلامي. في هذا الاطار للسعودية وتركيا مكانة خاصة"، حسبما نقلت وكالة الانباء الايرانية مهر.

وتابع صالحي الذي يتكلم الانكليزية والعربية بطلاقة ان "السعودية تستحق اقامة علاقات سياسية مميزة مع ايران. ايران والسعودية يمكنهما كدولتين فاعلتين في العالم الاسلامي حل الكثير من المشاكل معا".

وترتدي تصريحات صالحي حول السعودية اهمية خاصة بعد كشف موقع ويكيليكس عن مذكرات دبلوماسية اميركية تظهر هاجس الرياض بتهديدات طهران.

ونقلت المذكرات ان العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز حث مسؤولين اميركيين رفيعي المستوى على القضاء على البرنامج النووي الايراني ناصحا اياهم "بقطع رأس الافعى".

من جهة اخرى تعززت العلاقات في الاشهر الاخيرة بين طهران وانقرة التي ابرمت في ايار/مايو الماضي ومعها البرازيل اتفاقا مع ايران. بحسب فرانس برس.

وتستضيف تركيا ايضا الجولة المقبلة من المفاوضات بين ايران والقوى الست الكبرى في اسطنبول بعد تلك التي جرت في جنيف في السادس والسابع كانون الاول/ديسمبر. وقد كررت تركيا دعواتها الى متابعة الجهود الدبلوماسية لتسوية الخلاف النووي الايراني.

وقال صالحي ان "تركيا دولة قوية تتمتع بموقع استراتيجي وتشاطر ايران اسسا ثقافية وعقائدية". واضاف ان ايران والاتحاد الاوروبي "سيستفيدان" اذا غير الاتحاد الاوروبي موقفه حيال طهران "من المواجهة الى التفاعل في اسرع وقت".

واضاف "بالرغم من عدد من التحركات غير العادلة التي اجراها الاتحاد الاوروبي، فانه يريد علاقات يسودها الاحترام مع ايران لعدد من الاسباب من بينها الطاقة".

وشدد صالحي على اهمية تحسين العلاقات مع سوريا والعراق واذربيجان وافغانستان وباكستان وروسيا والصين.

وتسلم صالحي منصبه في حفل تسلم وتسليم من سلفه متكي (57 عاما)، الذي اقيل فيما كان يجري زيارة رسمية الى السنغال. غير ان متكي لم يكن حاضرا.

وجاءت اقالته بعد ان اعتبر ان تصريحات وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بحق ايران في برنامج نووي مدني تشكل "خطوة الى الامام".

وقالت كلينتون لتلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية ان طهران يمكنها في المستقبل تخصيب اليورانيوم لاغراض مدنية لكن عليها اولا اثبات قدرتها على تنفيذ ذلك بمسؤولية وبالتوافق مع التزامات ايران الدولية. وبدا تعليق متكي متعارضا مع موقف ايران الرسمي ومفاده ان تخصيبها اليورانيوم غير قابل للتفاوض.

ولم يصدر اي تفسير رسمي لهذه الاقالة التي تأتي بعد ايام على عودة المفاوضات بين ايران والقوى الست الكبرى حول الملف النووي الايراني.

وقالت وسائل الاعلام الايرانية ان صالحي سيبقى الى ان يوافق مجلس الشورى رسميا على تعيينه. ويلزم القانون الايراني رئيس الدولة بعرض تعيينات الوزراء على مجلس الشورى للموافقة عليها.

وكان صالحي عين على رأس منظمة الطاقة الذرية في تموز/يوليو 2009 برتبة نائب رئيس، مباشرة بعد اعادة انتخاب احمدي نجاد رئيسا.

وتسلم صالحي منصب سفير ايران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية طيلة اربع سنوات حتى كانون الثاني/يناير 2004.

وقد درس الفيزياء النووية في مؤسسة ماساشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة (ام اي تي) الذائعة الصيت، وكان الغربيون ينظرون اليه على ان مواقفه معتدلة.

من هو منوشهر متكي؟

عرف بالمدافع الشرس عن برنامج إيران النووي وعن الخط السياسي للنظام الإيراني خاصة فيما يتعلق بإسرائيل ووجوب محوها عن الخريطة.

عمل سفيرا لبلاده في تركيا و اليابان وانتخب مرتين نائبا في البرلمان ومن 2005 شغل منصب وزير الخارجية.

يعتبر من المقربين من رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني الذي يعارض الرئيس محمود أحمدي نجاد في بعض توجهاته.

وعزى البعض قرار الرئيس الإيراني إقالته من وزارة الخارجية لمعارضته جهود أحمدي نجاد في إيجاد دبلوماسية موازية يقودها عدد من مستشاري رئاسة الجمهورية .

لكن هذا الكلام العذب يخفي، حسب أحمد سعدون وهو محلل سياسي عراقي يقيم في لندن، أزمة كبيرة انفجرت بين الرجلين في 2009 بعد ما قرر أحمدي نجاد تعيين أربعة دبلوماسيين مقربين منه كمبعوثي إيران إلى آسيا وأفغانستان والشرق الأوسط ومنطقة قزوين من دون أن يستشير متكي.

ويرى أحمد سعدون أن إقالة متكي مرتبطة بفشله في منع إصدار عقوبات اقتصادية دولية إضافية ضد إيران، موضحا أن نجاد كان يتوقع من متكي أن يجنبه العقوبات الدولية التي أصبحت تؤثر سلبا على الاقتصاد الإيراني، لكن متكي ليس بالساحر والعقوبات ستستمر على إيران طالما لم تتراجع عن مشروعها النووي". ويضيف سعدون أن نجاد لا يعول كثيرا على علي أكبر صالحي، بل يريد فقط كسب المزيد من الوقت لاستكمال البرنامج النووي الذي بدأته بلاده. 

من جانبه، أعاد نبيل ميخائيل وهو محلل سياسي ومدرس في جامعتي ميرلاند وجورج واشنطن الأمريكيتين إقالة وزير الخارجية الإيراني إلى فشل طهران في إقناع الأسرة الدولية بشأن سلمية برنامجها النووي، مشيرا في نفس الوقت إلى وجود خلافات داخل القيادة الإيرانية حول صلاحيات وزير الخارجية، الذي ربما صدرت منه مواقف مستقلة أثارت ريبة وخوف المحافظين المتشددين داخل النظام..

وفي نفس السياق، أضاف برنار فوركاد وهو مدير معهد البحوث العلمية الفرنسي ومتخصص في الشؤون الإيرانية أن الخلاف بين متكي ونجاد قديم العهد بحكم انتمائهما إلى تيارات سياسية غير متجانسة وأن إقالة متكي من منصبه يدخل في إطار الصراع حول الانتخابات الرئاسية 2013.

علي أكبر صالحي وزير خارجية إيران بالوكالة

من هو علي أكبر صالحي ؟

من القلائل الدين استطاعوا على التوالي الانتقال من رئاسة كانت للإصلاحيين والدخول بعهد الكلمة فيه هي للمحافظين.

علي أكبر صالحي الذي يتربع مند عام 2009 على رأس المنظمة الإيرانية للطاقة النووية استطاع الدفع ببرنامج إيران النووي إلى الأمام رغم العقوبات الدولية التي انهمرت على الجمهورية الإسلامية .

هو من ارتبط اسمه بنجاحات عدة عرفها البرنامج النووي الإيراني / لعل أبرزها بناء محطة " بو شهر" النووية رغم العقوبات الدولية .

علي اكبر صالحي يبلغ من العمر 61 عاما و يحمل شهادة دكتوراه في الفيزياء النووية من جامعة Massachusetts الأميركية . عمل كمساعد أستاذ جامعي ثم عميدا لجامعة شريف في طهران .

وفي عهد الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي كان مندوب إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة النووية، حيث لاقى تقدير الغربيين نظرا لمواقفه المعتدلة خاصة بعد توقيعه في 2003 بروتوكولا يعزز مراقبة الوكالة الدولية للطاقة النووية لنشاطات إيران النووية. بروتوكول لاقى تنديد إدارة الرئيس المحافظ محمود أحمدي نجاد لدى توليه مقاليد الحكم في 2006.

 وقال برنار فوركاد، "الرئيس الإيراني يحاول فرض شرعيته أمام التيار الذي يمثله [رئيس مجلس الشورى، أي البرلمان] علي لاريجاني والذي يضم على سبيل المثال منوشهر متكي. وبإقالة الأخير، نجح نجاد في زعزعة منافسه لاريجاني".

وإلى ذلك، صرح رامين مهمانبرست الناطق باسم الخارجية الإيرانية أن إقالة منوشهر متكي لن تؤدي إلى تغيير في السياسة الخارجية الإيرانية، منوها بأن سياسات إيران الكبرى تحدد على مستويات أعلى ووزارة الخارجية تنفذ هذه السياسات. لن نشهد أي تغيير في سياستنا الأساسية".

وتأتي إقالة منوشهر متكي من منصبه بعد أسبوع فقط من استئناف المحادثات حول البرنامج النووي الإيراني بجنيف.  

ما هي العبرة من تغيير رأس الدبلوماسية الإيرانية؟ إقالة وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي لم تكن مفاجئة سياسياً. لكنها شكلت مفاجأة بتوقيتها خلال وجود متكي في جولة دبلوماسية في إفريقيا.

وقبل نحو شهر قام الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بمحاولة أولى للتخلص من وزير خارجيته، إذ همّشه ولم يشركه في كثير من الاجتماعات. لكنه جوبه بممانعة قوية من مجموعة رئيس البرلمان علي لاريجاني التي تدعم متكي.

وما لبث مرشد الجمهورية علي خامنئي أن حسم الموقف مشيداً بالوزير وموبخّاً مناوئيه وعلى رأسهم نجاد.

أما ما برّر الإقالة أخيراً هو أن طهران تخوض المفاوضات مع مجموعة الخمسة زائد واحد للمرة الأولى بهدف التوصل إلى نتيجة. ولذلك يصف الجانبان المفاوضات التي بدأت الأسبوع الماضي بأنها جدية.

واللافت أنّ البديل الذي اختير لمتكي هو رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي. وقد عُيّن بشكل مؤقت ريثما يُتفق على مَن سيحل محله في رئاسة منظمة الطاقة.

وتعدُّ إزاحة متكي انتصاراً لمجموعة أحمدي نجاد. لكنها تمت بلا شك بموافقة من المرشد خامنئي الذي اقتنع على ما يبدو بالمآخذ التي سيقت ضد متكي. ومنها مثلاً أنه أخفق في منع صدور قرارات مجلس الأمن ضد إيران، وأبرزها قرار العقوبات الأخيرة التي بدأت إيران تشعر بوطأتها فعلاً.

ويبعث هذا التغيير في الدبلوماسية رسالة إلى الغرب مفادها أن إيران بدأت تركز سياستها الخارجية على برنامجها النووي. وينتظر أن يكون صالحي والمفاوض الرئيسي سعيد جليلي قادرَين على التأثير أكثر من اتخاذ القرارات المتعلقة بالمفاوضات مع الدول الكبرى.

وتعكس إقالة متكي أحد وجوه الصراع بين أجنحة النظام، إذ يُعتقد أن مجموعة نجاد حققت بذلك خطوة متقدمة في السيطرة الكلية على السلطة. فمتكي لم يكن قريباً منها إيديولوجياً.

وبإطاحته تكون هذه المجموعة وجهت ضربة مؤلمة لمجموعة رئيس البرلمان، وستعمل لاحقاً على قطع الطريق أمام لاريجاني الذي يطمح بأن يكون الرئيس الإيراني المقبل. في حين أن نجاد يتطلع إلى ولاية ثالثة بعد تعديلٍ دستوري، أو إلى ترشيح أحد القريبين منه.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 25/كانون الأول/2010 - 18/محرم/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م