سلامة قلب الانسان وتأثير الضغوط النفسية

شبكة النبأ: كثيرا منا يشبه او ينادي على الشخص الأعز عليه من بين العالم (يا قلبي) كما نرى رسم القلب على العديد من الهدايا التي يتبادلها المحبين مع بعض الكتابات الرومانسية عليها، فهل تساءلنا يوم من الأيام لماذا كل هذا؟

قد تكون الإجابة عن السؤال من خلال ما توصل إليه البحوث والدراسات في مجال الطب وبالأخص من قبل الأطباء المختصين بجراحة القلب، حيث اثبتوا ان القلب هو العضو الأسرع تأثرا في جسم الإنسان بأي موقف او حالة تمر على الشخص مهما كانت صغيرة او كبيرة ان تمثل ذلك خلال العمل وما تفرضه الضغوط على العامل او الإجهاض الذي يؤثر كثيرا على صحة الأم وقلبها بالأخص، ولبيان مدى سرعة تأثر القلب وإصابته بمرض او خلل فقد كشفت الدراسات الى ان الضوضاء والضجيج هي أيضا مسببتا لإجهاد القلب.

حتى في النوم (الذي يرمي فيه الإنسان ما يثقل كاهله ليريح جسده من تعب اليوم) هناك تأثيرا سلبيا على القلب إذا زادت عدد الساعات او قلت او اذا كانت وضعية النوم غير صحيحة، وتزداد المخاوف على انتشار هذا المرض الذي يسجل نسبة عالية من المصابين به حول العالم كونه العضو الأهم بين أعضاء جسم الإنسان فهو بمثابة المدير الذي يقوم بجميع المهام واذا قصر بأجراء معين او اخطأ فأن النظام كله قد سقط، لذلك شددوا (الأطباء) على الاعتناء به (القلب) وبدورهم كشفوا عن اجهزة جديدة لتنظيم دقاته وحمايته من أي ضرر.

وبعد هذا كله هل ما نطلقه على الحبيب تعبيرا على انك أغلى شيئا املكه في حياتي، ام انك تصاب بالخلل والاضطراب لأي شيء تفرضه الحياة عليك.

النوبات القلبية مرضا ذكوري

فقد ذكرت دراسات طبية حديثة في ألمانيا أن النوبات القلبية تصيب الرجال بنسبة أكبر بكثير مما تصيب به النساء في ألمانيا.

وقال الطبيب إرنست بروكنبيرجر في كلمة ألقاها أمام المؤتمر الربع سنوي لفصل الخريف الذي تقيمه الجمعية الألمانية لأمراض القلب في مقرها بنورنبيرج جنوب البلاد إن "النوبات القلبية في ألمانيا لا تزال مرضا ذكوريا بوضوح".

ويفيد تقرير القلب الذي أعدته الجمعية للعام 2009 أن عدد الرجال الذين تعرضوا لنوبات قلبية في ذلك العام بلغ 133636 بينما بلغ عدد من أصابتهم النوبات القلبية من النساء خلال نفس العام 77069. وتتسبب النوبات القلبية في وفاة 30559 رجلا و 26216 امرأة من المواطنين الألمان سنويا. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

وتنتج النوبات القلبية عن انسداد في الأوعية الدموية، يؤدي إلى نقص الأكسجين الذي يغذي القلب ، ما يسفر عن موت بعض عضلاته. وينتج انسداد الأوعية الدموية عن عوامل خطورة متعددة كزيادة الوزن والتدخين وقلة الحركة، كما أن الضغط اليومي المفاجئ يمكن أن يكون سببا في حصول النوبات القلبية. وتعرف حالات الإصابة بالنوبات القلبية من خلال آلام كالوخز خلف عظام الصدر تمتد إلى الذراع الأيسر والكتف وأعلى البطن.

ضغوط في العمل

بينما أفادت دراسة بأن النساء اللاتي يعملن في وظائف تسبب ضغطا عصبيا ولا تتيح مجالا لاتخاذ القرار أو الإبداع أكثر عرضة للإصابة بأزمة قلبية وأن هذا في حد ذاته أخطر من الضغط العصبي الناجم عن فقد الوظيفة.

وقالت ميشيل اشا البرت طبيبة القلب في مستشفى بريجام اند وومنز في بوسطن ان الارتباط بين مرض القلب وضغوط العمل عند الرجال بات مثبتا منذ فترة طويلة لكن لم يتضح ان كان هذا يصح على النساء أيضا.

وعندما يتعلق الامر بالمرأة ومرض القلب يركز الأطباء عادة على عوامل الخطر الأساسية مثل ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول لكن الدراسة التي عرضت خلال مؤتمر لجمعية القلب الأمريكية في شيكاجو أظهرت أنه ربما ينبغي على الأطباء أن يأخذوا الضغط العصبي في الحسبان.

وقالت البرت لنشرة رويترز الصحية "لا نركز بالقدر الكافي على الضغط العصبي. الضغط العصبي يسبب قدرا مماثلا من الخطر كبعض عوامل الخطر الاخرى." وقادت البرت فريقا بحثيا تابع أكثر من 17000 عاملة في القطاع الصحي على مدى أكـثر من عـشر سنـوات.

وحدثت 134 أزمة قلبية وبلغت احتمالات إصابة النساء اللاتي يعملن في وظائف تنطوي على ضغط عصبي 88 بالمئة مقارنة بغيرهن. وتبين أنهن يواجهن أيضا احتمالات أعلى لإجراء عملية جراحية في القلب. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

لكن لم يتبين أن انعدام الامان الوظيفي -أي القلق من فقدان الوظيفة- له نفس الاثر. ورغم عدم وجود بيانات كثيرة حتى الان بشأن مدى فاعلية وسائل تخفيف الضغط العصبي الا أن البرت أوصت النساء اللاتي يواجهن ضغوطا في العمل بزيادة النشاط البدني وإقامة علاقات اجتماعية واسعة النطاق. وقالت البرت "هذا شيء ينبغي أن يقلق منه الجميع.. ليس النساء فقط."

الإجهاض المتكرر

كما أظهرت دراسة جديدة أن النساء اللواتي عانين ولادة جنين ميت أو إجهاض متكرر لديهن مخاطر متزايدة للإصابة بنوبات قلبية في وقت لاحق.

ووجدت الدراسة أنه مقارنة مع النساء اللواتي لم يسبق لهن للإجهاض، فإن مثيلاتهن اللواتي فقدن الحمل أكثر من ثلاث مرات، كن أكثر عرضة للمعاناة من نوبة قلبية، كما أن ولادة جنين ميت مرة واحدة تزيد احتمالات الإصابة بنوبات قلبية ثلاثة أضعاف.

ووفقا للدراسة فإن كل تجربة إجهاض تمر بها المرأة، قد تزيد احتمال إصابتها بنوبة قلبية بنحو 40 في المائة. ويقول باحثون إن عوامل الخطر الكامنة في الإجهاض أو ولادة جنين ميت، مثل ارتفاع ضغط الدم أو خلل في الأوعية الدموية، قد تسهم أيضا في الإصابة بنوبات القلب لاحقا. بحسب وكالة أنباء السي ان ان.

وتقول المؤلفة الرئيسية للدراسة الدكتورة إلهام الخرزمي، وهي عالمة في قسم علم الأوبئة السرطانية في مركز أبحاث السرطان الألماني بهايدلبرغ، إن "العديد من الحالات الطبية التي تهيئ للإجهاض المتكرر أو وفاة الجنين يمكن أن تهيئ أيضا لمرض القلب."

وتضيف الطبيبة أن "النساء اللواتي يتعرضن لتكرار فقدان الحمل ينبغي اعتبارهن ضمن الفئات المرشحة بقوة للإصابة بأمراض القلب.. يجب أن يتم التحكم في عوامل الخطر المعروفة لأمراض القلب والشرايين عنهن حتى لو كن صغيرات في السن ولا يظهرن أي أعراض."

الضوضاء تؤدي للإصابة

فيما أظهر بحث جديد أن الأشخاص الذين يعملون في أماكن عمل صاخبة، معرضون لمشاكل خطيرة في القلب أكثر بنحو مرتين أو ثلاثة من أقرانهم الذين يعملون في أماكن هادئة.

وقال البحث الذي نشر في مجلة "الطب المهني والبيئي،" أن العلاقة بين الضوضاء ومشاكل القلب مثل الذبحة الصدرية، ومرض الشريان التاجي، واحتشاء عضلة القلب، كانت قوية بين العاملين دون سن 50 عاما.

واستخدم الباحثون في جامعة كولومبيا البريطانية في فانكوفر بكندا، بيانات من 6307 مشارك في المسح الوطني للصحة والتغذية، واعتمدوا على معلومات قدمها المشاركون حول تعرضهم للأصوات الصاخبة في مكان العمل، حيث أفاد 21.2 في المائة أنهم تعرضوا للضوضاء بشكل مزمن.

وكتب الباحثون يقولون إن "التعرض المزمن للضجيج المهني يرتبط بقوة بانتشار أمراض الشرايين التاجية، وخاصة بين المدخنين الشباب من الذكور.. هذه الدراسة تشير إلى أن التعرض للضوضاء الزائدة في مكان العمل هو من المسائل التي تستحق اهتماما خاصا."

ووجد الباحثون في الدراسة الأخيرة أن "التعرض لفترة طويلة لضوضاء في مكان العمل كان مرتبطا مع ما يقرب من ثلاثة أضعاف زيادة في انتشار الذبحة الصدرية وزيادة بمقدار الضعف في انتشار مرض القلب التاجي." بحسب وكالة أنباء السي ان ان.

وفي الولايات المتحدة، يتعرض نحو 17.2 في المائة من العمال للضوضاء في مهنهم، وهذه الضوضاء الصاخبة المستمرة يمكن أن تسبب مشاكل في السمع، واضطرابات في النوم وتوتر نفسي، وفقا لتقديرات دراسة سابقة.

يشار إلى أن ما يمكن اعتباره "مزعجا،" يعد أمرا نسبيا، ذلك أن الدراسة اعتمدت على آراء المشاركين أنفسهم، كما أنها لم تأخذ في الاعتبار عوامل أخرى تترافق مع أمراض القلب والأوعية الدموية مثل عبء العمل الجسدي والتعرض للضوضاء من حركة المرور على الطرق، وتلوث الهواء، وغيرها.

خطوط سير الطائرات

الى ذلك، قالت دراسة سويسرية إن العيش وطائرات تزمجر فوق رأسك قد يعرض قلبك للخطر. وبعد دراسة 4.6 مليون بالغ في شتى انحاء سويسرا وجد باحثون ان الوفاة بأزمة قلبية كانت اكثر شيوعا بين الاشخاص الاكثر تعرضا لضجيج الطائرات.

وقال الباحث ماثياس ايجر من جامعة برن هيلث إن "التأثير كان واضحا بشكل خاص في الاشخاص الذين كانوا معرضين لمستويات مرتفعة بشكل حقيقي من الضجيج واعتمد ذلك على المدة التي عاشها الاشخاص في اماكن بها ضجيج." وهذه ليست اول مرة يتم فيها الربط بين الضجيج والتأثيرات السلبية على الصحة.

ولكن هذه الدراسة قد تساعد على تحديد ما اذا كان الصوت يسبب فعلا هذا التأثير او ما اذا كان شيء اخر يسهم إلى جانب الضجيج مثل تلوث الهواء. وقال ايجر "انها مشكلة عندما تنظر إلى ضجيج المرور بالطرق حيث تتواجد كل من المستويات المرتفعة من الضجيج والمستويات المرتفعة من تلوث الهواء."

وحدد ايجر وزملاؤه 15532 حالة وفاة نتيجة ازمات قلبية بين 4.6 مليون من سكان سويسرا فيما بين أواخر 2000 ونهاية 2005 مستخدمين معلومات تفصيلية من دراسة مستمرة بشأن معدلات الوفاة. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

وساعدت السجلات الحكومية والبيانات البيئية الفريق على تحديد مسافة مساكن الأشخاص من المطارات والطرق الرئيسية بالإضافة إلى المستويات النسبية للجسيمات في محيط المساكن. وبعد الأخذ في الاعتبار تلوث الهواء وعوامل اخرى من بينها التعليم ومستويات الدخل وجدت المجموعة ان كلا من مستوى وطول مدة الضجيج الذي تسببه الطائرة رفع خطر الإصابة بأزمة قلبية قاتلة.

وقال الباحثون في دورية علم الأوبئة (Epidemiology) إن الناس الذين تعرضوا لضجيج يومي بلغ في المتوسط 60 ديسيبل على الأقل زادت لديهم بنسبة 30 في المائة خطر الوفاة نتيجة أزمة قلبية بالمقارنة مع الذين تعرضوا لنسبة ضجيج قلت عن 45 ديسيبل.

ومن بين المعرضين لمستويات أعلى من الضجيج لمدة 15 عاما او أكثر زاد لديهم هذا الخطر بشكل فعلي اكثر من 50 في المئة. وأوضح ايجر ان حقيقة ان ضجيج الطائرات متقطع ويمكن ان يرتفع بشكل مؤقت لأكثر من 100 ديسيبل اذا كان الشخص قريبا من طائرة تقلع او تهبط ادى الى تعقيد قياس عملية التعرض للضجيج ولكن المتوسط الذي يبلغ 60 ديسيبل هو امر يتوقع الإنسان التعرض له في حانة مزدحمة وصاخبة.

وزاد أيضا خطر الإصابة بأزمة قلبية نتيجة العيش على بعد 100 متر من طريق رئيسي ولكن الباحثين لم يجدوا تأثيرا لتلوث الهواء بالجسيمات على القلب. وقال ايجر ان حركة المرور البرية والجوية تؤدي إلى نماذج مختلفة من الضجيج ربما لا يسهل مقارنتها ببعضها لان ضجيج حركة المرور على الطرق اكثر استمرارا ويمكن القول انها ايسر في التعود عليها.

واضاف أن "الضجيج ربما له تأثيرات على الصحة ومن المهم ان يكون لدينا تفهم افضل لها" وقال ان هناك حاجة لمزيد من الدراسات. واشار الباحثون إلى انه يمكن إضافة إجراءات اخرى لحماية الناس من الضجيج مثل حواجز الصوت التي تسيطر على سرعة وحجم حركة المرور وزيادة عزل المنازل.

أسلوب جديد للإنقاذ

من جانبهم قال أطباء أمريكيون ان علاج الدماغ بالتبريد بعد التعرض لازمة قلبية، او الذبحة الصدرية، يمكن ان تنقذ حياة المرضى.

وبينت نتائج ثلاث دراسات قدمت الى مؤتمر جمعية أمراض القلب الأمريكية ان بعض المرضى الذين عولجوا بهذه الطريقة استعادوا وعيهم بعد ايام من الغيبوبة. وتقول الدراسة الأخيرة ان التبريد العلاجي هو طريقة أخرى لحماية الدماغ، الذي قد يحرم من الأكسجين عندما يتوقف القلب عن النبض، وبالتالي ضخ الدم.

الفكرة تقوم على انه فور اعادة عمل القلب يمكن ان يعاد تدفئة خلايا الدماغ على امل ان يستعيد المريض نقاهته من دون اضرار جانبية شديدة. يذكر انه في حال حرمان الدماغ من الاكسجين تموت الملايين من خلاياه، وهو امر قد يفضي الى الموت، او يعرض المصاب للاعاقة الشديدة في اقل الاحوال.

وكانت اساليب شبيهة قد جربت في السابق، منها مثلا تبريد الدم بسوائل باردة، بهدف خفض حرارة الجسم، او إيقاف عمل خلايا الدماغ مؤقتا. والفكرة تقوم على انه فور إعادة عمل القلب يمكن ان يعاد تدفئة خلايا الدماغ على امل ان يستعيد المريض نقاهته من دون أضرار جانبية شديدة.

يشار الى ان التوصيات الطبية الحالية تقول انه في حال العجز عن جعل المريض بالسكتة القلبية يستعيد وعيه، يمكن ان تنزع عنه أجهزة الإبقاء على الحياة. الا ان الدراسات الامريكية الاخيرة التي قدمت للمؤتمر تقول ان هذا الإجراء بات موضع تساؤل.

مشاكل سرعة الضربات

كما قال باحثون إن وفاة الزوج أو الزوجة أو الابن أو الابنة يمكن أن تؤدي الى زيادات سريعة في معدل ضربات القلب يحتمل أن تكون ضارة وتغيرات في انتظام ضربات القلب ولكن دراسة أظهرت أن هذا الوضع يعود إلى طبيعته في غضون ستة أشهر.

وقال توماس باكلي القائم بأعمال مدير الدراسات العليا في كلية التمريض بجامعة سيدني في أستراليا "بينما يتم توجيه التركيز بشكل طبيعي في وقت الفجيعة تجاه الشخص المتوفى فان صحة ورعاية الثكالى ينبغي أن تكون أيضا مصدر اهتمام العاملين في مجال الصحة فضلا عن الاسرة والاصدقاء."

وارتبطت النوبات القلبية وحالات الموت المفاجئ المرتبط بالقلب في السابق بفقدان شخص عزيز الا أن الابحاث السابقة لم تكن قادرة على تفسير هذه الصلة أو لماذا تبدو المخاطر في طريقها الى الزوال مع مرور الوقت.

وفي الدراسة الجديدة مكنت أجهزة رصد القلب على مدار الساعة واختبارات اخرى الباحثين من توثيق زيادة معدل ضربات القلب وخفضت تقلب معدل ضربات القلب وهو مقياس لانتظام ضربات القلب. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

وأظهرت الدراسة أن المرضى الثكالى لديهم تقريبا ضعف نوبات عدد ضربات القلب السريعة أو عدم انتظام دقات القلب - 2.23 نوبة مقابل 23 ر1 نوبة لدى المشاركين غير الثكالى في الاسابيع الاولى من وفاة احد افراد الاسرة. ولكن بعد ستة اشهر كانت ارقامهم اقل من المشاركين المتطوعين غير الثكالى.

وكان متوسط ضربات قلب المرضى الثكالى 75.1 نبضة في الدقيقة في المراحل الاولى من الدراسة مقارنة مع 70.7 عند غير الثكالى. ولكن معدل المرضى الثكالى عاد الى 70.7 بعد ستة أشهر.

وقال باكلي الذي اشرف على الدراسة "زيادة معدل ضربات القلب وانخفاض تقلب معدل ضربات القلب في الاشهر الاولى من الفجيعة اليات محتملة لمخاطر القلب والاوعية الدموية المتزايدة خلال هذه الفترة المتوترة للغاية في كثير من الاحيان." وعرض باكلي النتائج على الاجتماع العلمي السنوي لجمعية القلب الامريكية في شيكاجو.

وقامت الدراسة أيضا بتقييم مستويات الاكتئاب والقلق التي ارتفعت بشكل كبير بعد وفاة أحد أفراد الاسرة ولكنها انحسرت الى حد ما بعد ستة أشهر. وكان متوسط درجة الاكتئاب في الثكالى 26.3 بالمئة مقارنة بنحو 6.1 بالمئة فقط في غير الثكالى.

وهبط هذا الفارق بعد ستة أشهر ولكنه ظل ثلاثة أمثال غير الثكالى. وقال باكلي "في حين أن النتائج التي توصلنا اليها لا تثبت السببية الا إنها تتفق مع الأدلة على أن المظاهر الاجتماعية والنفسية تسبب حالات القلب والأوعية الدموية."

جهاز مزدوج لتنظيم الضربات

في حين أظهرت بيانات جديدة ان المرضى الذين يعانون من قصور طفيف الى متوسط في القلب يستفيدون من علاج مبكر بزرع جهاز تنتجه شركة ميدترونيك يعمل بشكل مزدوج كمنظم لضربات القلب لتنسيق عملية ضخ الدم وأيضا لإحداث صدمة اذا كان القلب يحـتاج الى ذلك.

وعززت البيانات نتائج توصلت إليها دراسات سابقة عن الجهاز المعروف باسم علاج الخفقان القلبي بإعادة تنظيم ضربات القلب او (سي.ار.تي-ديز) الذي ينظم ضربات القلب من خلال النبضات الكهربائية وبه أيضا جهاز ( اي.سي.دي) الذي له خاصية صدم القلب المتسارع النبضات لإعادته الى النبض الطبيعي.

ونشرت الدراسة التي رعتها شركة ميدترونيك في الاجتماع السنوي للرابطة الأمريكية لأطباء القلب. وقال كلايد يانسي المدير الطبي لمعهد بيلور هارت اند فاسكولار انستيتيوت "من الواضح بشكل جلي ان الاي سي.دي والسي.ار.تي يعملان بشكل جيد مع مرضى قصور القلب الخفيف والمتوسط." بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

ولا يستخدم جهاز شركة ميدترونيك المزدوج حتى الان مع مرضى القصور الطفيف في القلب. وستعزز هذه البيانات طلب الشركة في الحصول على موافقة الإدارة الأمريكية للأغذية والأدوية لبيع الجهاز المزدوج لهذا القطاع من المرضى.

ويعاني أكثر من 22 مليون شخص على مستوى العالم من قصور في القلب وهي حالة يبذل فيها القلب جهدا مضاعفا لضخ الدم في شتى أنحاء الجسم ويشكل مرضى الحالات المبكرة نحو 70 في المائة من العدد الإجمالي.

ويتكلف الجهاز المزدوج (سي.ار.تي-ديز) ما يتراوح بين 25 و35 ألف دولار اي بزيادة تصل الى ما بين 7000 و8000 دولار عن الجهاز (اي.سي.دي) المعتاد. وقصور القلب من

أكثر الأمراض تكلفة

بينما قد يجد الأشخاص الذين يشخرون عالياً أو يجدون صعوبة في النوم، أو يستيقظون وهم غالباً ما يشعرون بالإرهاق والتعب، أن هناك ما قد يستدعي القلق أكثر عن احتمال السهو أثناء ساعات العمل، إذ ترجح دراسة جديدة أنهم ربما أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب أو مشاكل صحية أخرى.

وفي الدراسة التي نفذت في "جامع بيتسبراه" استفسر الباحثون من أكثر من 800 شخص، تراوحت أعمارهم بين سن 45 و74 عاماً، حول نوعية نومهم، واكتشفوا، بعد مراقبة استمرت ثلاث سنوات، أن "المشخرين" وبصوت عال، أكثر عرضة وبواقع الضعف، للإصابة بمتلازمة الأيض metabolic syndrome .

وتعرف هذه المتلازمة بأنها تجمع عدداً من عوامل الخطورة مع بعضها، والتي تؤدي بالتالي إلى أمراض القلب والشرايين وداء السكري والجلطة وارتفاع ضغط الدم، والكوليسترول "الجيد" المنخفض وزيادة الدهون في البطن.

أما الأشخاص الذين يجدون صعوبة في النوم أو الاستيقاظ وهم يشعرون بالإرهاق، ثلاث مرات، على الأقل أسبوعياً، فهم أكثر عرضة، بواقع 70 إلى 80 في المائة، من سواهم، للإصابة بثلاثة - أو أكثر - من عوامل مخاطر الإصابة بمتلازمة الأيض، وفق الدراسة.

وقال د. جوردان جوزيفسون، طبيب الأنف والأذن والحنجرة بمستشفى "لينوكس هيل" بنيويورك: "مشاكل النوم .. قضية مهمة، فهي سيئة للقلب ولمرضى السكري وتؤدي للإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية.. أنها تسفر عن تقصير العمر."

وعموما، أصيب 14 في المائة من المشاركين في الدراسة بمتلازمة الأيض، وازدادت احتمالات الإصابة بين الأمريكيين من أصل أفريقي عن البيض. وتعكس نتائج البحث، التي ظهرت في دورية "النوم"، صدى دراسات سابقة أظهرت وجود صلة بين مشاكل النوم وأزمات صحية مثل البدانة وارتفاع ضغط الدم، ولكن هذه هي أول دراسة من نوعها تم خلالها متابعة أشخاص يعانون مشاكل النوم لمعرفة ما إذا تطورت لديهم متلازمة الأيض مع مرور الوقت. بحسب وكالة أنباء السي ان ان.

وفي سبتمبر/أيلول الماضي، نشرت مجموعة من العلماء محصلة نهائية لعدد من الدراسات التي عنت بالتأثير السلبي للسهر والحرمان من النوم على البشر، اتضح فيها أن قلة النوم، وكذلك كثرته، قد يتسبب للمرء بوفاة مبكرة، مشيرين إلى أن ساعات النوم المثالية يجب أن تتراوح بين ست ساعات ونصف وسبع ساعات ونصف يومياً.

وشملت الدراسات 1741 رجلاً وامرأة، واتضح خلالها أن الذين ينامون أقل من ست ساعات ترتفع نسب وفاتهم بشكل مبكر أربع مرات مقارنة بمن يحصلون على قسط كاف من النوم، كما يزداد استهلاكهم للكحول والطعام، وترتفع إمكانية إصابتهم بالسمنة والاكتئاب.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 21/كانون الأول/2010 - 14/محرم/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م