الولايات المتحدة وحرب الارهاب المستدامة

شبكة النبأ: تسعى الولايات المتحدة الامريكية بعد نجاح بعض الجماعات الارهابية في خرق الاجراءات الوقائية الى تعديل تشريع المزيد من الصلاحيات الامنية للتصدي لاي تهديد مستقبلي حسب راي المتابعين.

فبعد عدد من العمليات المسلحة التي استهدفت واشنطن، وتحديدا بعد هجمات الطرود المفخخة يدرك الساسة هناك ان لا مفر امامه سوى القيام بعمليات استباقية داخل وخارج البلاد علها تقي ما هو قادم، عبر اتخاذ اجراءات اكثر صرامة وحذرا.

ويرجح بعض المحللين ان الولايات المتحدة باتت تعاني من من هاجس مخاوف العمليات الارهابية بعد فشلها على مدى السنوات العشر من الحرب على القاعدة، الحد من تهديداتها المتنامية حول العالم.

توسيع صلاحيات

فقد دعا احد ابرز منتقدي الرئيس الاميركي باراك اوباما في الكونغرس الى توسيع الصلاحيات الاميركية لتشمل اعتقال مقاتلي الحرب على الارهاب بمن فيهم المواطنين الاميركيين، لفترة غير محددة ودون محاكمة.

ودعا الجمهوري باك ماكيون الذي سيكون على الارجح رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب العام القادم الكونغرس الى ان يحرص على الا تشكك اي محكمة على الاراضي (الاميركية) في السلطة القضائية لدى قواتنا لمواصلة هذه الحرب حتى النهاية.

ويخشى ماكيون وسواه من كبار الجمهوريين ان تكون الاجراءات التي تسمح باستخدام القوة العسكرية ضد المسؤولين عن هجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001 غير كافية مع توسع ميدان الحرب على الارهاب.

ولهذا فانهم يسعون لتأكيد التدابير الاساسية وتعزيزها، لتشمل جماعات مثل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في اليمن، الذي لم يكن موجودا عند وضع الاجراءات الاساسية، وافرادا مثل الامام المتشدد اليمني انور العولقي الذي يحمل ايضا الجنسية الاميركية، بحسب ما قاله مساعدون. حسب فرانس برس.

وقال ماكيون في خطاب امام منتدى حول السياسة الخارجية نحن بحاجة لنؤكد -- بالقانون -- حق استخدام القوة العسكرية الذي يعود لعام 2001.

ويمنح مشروع القانون الحكومة الاميركية حق اعتقال اي مقاتل عدو بمن فيهم مواطنين اميركيين بدون توجيه تهم جنائية ودون محاكمة طيلة فترة الحرب تماشيا مع قانون الحرب.

ومثل هذا المشروع سيثير بالتأكيد انتقادات الناشطين المدافعين عن الحريات المدنية ومجموعات حقوق الانسان التي انتقدت اجراءات الاعتقال الاميركية في الحرب على الارهاب معتبرة انها تتخطى الحدود وتنتهك الاجراءات الاميركية.

ويأمل الجمهوريون الذين سيمثلون الاغلبية في مجلس النواب عندما يلتئم الكونغرس الجديد في كانون الثاني/يناير المقبل، عقد جلسات استماع لمختلف مقترحات توسيع الصلاحيات الخاصة بالاعتقال والحصول على دعم من ادارة اوباما، بحسب ما يقوله مساعدون.

وماكيون من ابرز منتقدي الاهداف المعلنة لادارة اوباما المتعلقة بمحاكمة الارهابيين المشتبه بهم في محاكم مدنية اميركية واغلاق معتقل غوانتانامو حيث يحتجز مشتبه بهم في قضايا ارهاب.

خطر ارهابي بيولوجي

من جهته دعا السناتور الاميركي ريتشارد لوغر الجمعة في نيروبي الى ضرورة تعزيز الامن حول المختبرات الحيوية في شرق افريقيا تفاديا لاي خطر ارهاب بيولوجي في هذه المنطقة التي يعزز فيها تنظيم القاعدة انتشاره.

واطلق لوغر هذا التحذير عقب زيارة الى اوغندا وبوروندي وكينيا مع فريق من خبراء البنتاغون.

وصرح السناتور الاميركي للصحافيين من المهم للغاية تعزيز الامن البيولوجي في هذه المنطقة وبسرعة.

واوضح رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ سابقا انه ليس هناك تهديد فوري على حد علمه، ولكن تنظيم القاعدة وغيره من المجموعات الارهابية ينشطون في افريقيا ومن الضروري ان تكون العناصر الدقيقة الممرضة المحفوظة في المختبرات في أمان.

وتحدث فريق الخبراء الذي يرافقه في هذا الشان عن نواقص جدية في ادارة سلالات الجراثيم، وفي معالجة نفايات معهد الابحاث الطبية في كينيا بنيروبي رغم ان المعهد يقع حي فخم. وقال لوغر عشنا لحظات مرعبة.

وتابع اننا نريد العمل سويا كشركاء من اجل التوصل الى تغيير الوضع، مضيفا ان بلاده مستعدة لتقديم مساعدة مالية لتعزيز امن تلك المختبرات. حسب فرانس برس

واعتبر السناتور الاميركي على موقعه من الانترنت متحدثا عن جولته الافريقية ان امراضا مثل فيروس ايبولا وفيروس ماربورغ والجمرة الخبيثة (انثراكس) متفشية في افريقيا  ومن الممكن تحويل هذه العناصر الممرضة الى اسلحة رهيبة قد تستهدف جنودنا واصدقاءنا وحلفاءنا وربما حتى الشعب الاميركي.

وتتقاسم كينيا 700 كلم من الحدود مع الصومال معظمها في الجنوب والوسط اللذين تسيطر عليهما حركة الشباب الاسلامية المتطرفة الموالية لتنظيم القاعدة. وتبنت حركة الشباب اعتداءات 11 تموز/يوليو الانتحارية في العاصمة الاوغندية كامبالا التي اسفرت عن سقوط 76 قتيلا.

ووضع لوغر والسناتور السابق سام نون سنة 1991 برنامجا لتدمير وتامين الترسانة النووية والكيميائية والبيولوجية في بلدان الاتحاد السوفياتي سابقا.

تذكية التشدد

وقال تقرير ان دعم الغرب لقوات الامن الحكومية في اليمن وجارته الصومال في اطار حربه ضد الارهاب ربما يذكي فعليا التشدد لان هذه المساندة عادة ما ينظر اليها في الداخل على انها شكل من أشكال العدوان.

وقال التقرير الذي أعده مركز تشاتام هاوس البحثي السياسات الغربية تسهم في شعور بعض اليمنيين والصوماليين بانهم (يتعرضون لهجوم) ويشدهم ذلك الى الراديكالية والتشدد.

وجاء في التقرير الذي صاغته سالي هيلي وجيني هيل بدلا من اجراء المزيد من التدريبات العسكرية والضربات الصاروخية هناك حاجة الى ترتيبات سياسية جديدة يمكنها ان تدعم شبكات مقاومة الارهاب.

وتصدر اليمن جار السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم المخاوف الغربية منذ محاولة فاشلة لتفجير طائرة ركاب أمريكية فوق مدينة ديترويت في ديسمبر كانون الاول بعد ان أعلن المسؤولية تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يتخذ من اليمن مقرا له.

وفي الصومال على الضفة الاخرى من خليج عدن تقاتل حركة الشباب المتشددة حكومة مؤقتة ضعيفة منذ ثلاث سنوات وتسيطر الان على معظم جنوب ووسط البلاد. حسب رويترز

ونجح التنظيمان في تجنيد متشددين يعيشون في الغرب.

وفي 25 اغسطس اب قال مسؤولون امريكيون في واشنطن ان الولايات المتحدة ستزيد على الارجح ضرباتها ضد القاعدة في اليمن في مسعى لاهالة الضغوط على التنظيم المتشدد بنفس الطريقة التي تقوم بها طائرات بلا طيار ضد القاعدة في باكستان.

وذكر التقرير ان الولايات المتحدة تسلح وتدرب وتمول سكانا في اليمن ليخوضوا حربا بالوكالة عنها لمكافحة الارهاب بينما في الصومال تكافح قوات حفظ السلام الافريقية التي يمولها الغرب لمساندة الحكومة المؤقتة الضعيفة.

وقال التقرير ان هذا التركيز على الامن يقوض توازن التحركات السياسية والاقتصادية الضروري لبناء الدولة.

ويرى التقرير أيضا ان شبكات التجارة المربحة عبر خليج عدن تعوق مكافحة الارهاب.

ويقول بعض المحللين ان بعض مسؤولي الدولة تربطهم علاقات مع مهربي البشر والسلاح والوقود والمخدرات الذين يهيمنون على الممر الملاحي في خليج عدن.

وقال التقرير هناك عدد من الشبكات السرية داخل اليمن والصومال وفيما بينهما تسهل تجارة اقليمية مزدهرة في السلاح وتهريب المهاجرين وتهريب الوقود.

وعد بمواصلة الهجمات

من جهته توعد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بشن مزيد من الهجمات الصغيرة ضد الولايات المتحدة بغية احداث خسائر اقتصادية خاصة في قطاع الطيران.

وقال تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ان تكلفة ارسال طردين ناسفين من اليمن الى الولايات المتحدة الشهر الماضي لم تتعد 4200 دولار. وعثر على الطردين في بريطانيا ودبي مما أدى الى حالة استنفار أمني في أنحاء العالم.

وقال جناح تنظيم القاعدة الذي يتخذ من اليمن مقرا في مجلة انسباير الصادرة بالانجليزية على الانترنت انها صفقة رابحة بالنسبة لنا أن نبث الخوف بين صفوف العدو ونجعله مستنفرا مقابل أشهر معدودة من العمل وبضعة الاف من الدولارات.

وأضافت نعرض على عدونا خطتنا مقدما لاننا سبق وأن قلنا أن هدفنا ليس القتل الجماعي بل احداث (خسائر) في قطاع الطيران.. وهو قطاع حيوي للغاية للتجارة والنقل بين الولايات المتحدة وأوروبا.

وكانت الولايات المتحدة قد كثفت بالفعل اجراءات الامن على طائرات الركاب بعد أن حاول نيجيري تفجير عبوة ناسفة خبأها في ملابسه الداخلية على متن طائرة ركاب أمريكية كانت متجهة من امستردام الى ديترويت في ديسمبر كانون الاول الماضي. وأعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب مسؤوليته عن هذه المحاولة. حسب رويترز

وقال التنظيم ان تكلفة تنفيذ عملية الطردين الناسفين الفاشلة في الشهر الماضي كانت بسيطة. وفي هذه العملية تم وضع مواد ناسفة في طابعتي جهاز كمبيوتر بغرض ارسالهما من العاصمة اليمنية صنعاء الى معبدين يهوديين في شيكاجو.

وأضاف التنظيم في مجلته هاتفا نوكيا.. سعر كل منهما 150 دولارا وطابعتا كمبيوتر من نوع اتش.بي سعر كل منهما 300 دولار.. الى جانب مصاريف الشحن والنقل وغيرها من النثريات ليصل اجمالي التكلفة الى 4200 دولار... سنستمر بشن عمليات مماثلة ولا نمانع على الاطلاق في هذه المرحلة أن يتم اعتراضها. ومضى يقول حتى نسقط أمريكا لسنا في حاجة لضربات كبرى.

وعقب اكتشاف الطردين الناسفين أعلن التنظيم أيضا مسؤوليته عن حادث تحطم طائرة شحن تابعة لشركة يو.بي.اس في دبي في سبتمبر أيلول لكن مسؤولين أمريكيين قالوا انه لا توجد مؤشرات على أن الطائرة تحطمت بفعل هجوم متعمد.

تصفية العولقي

وفي أطار تداعيات قضية العولقي بدأ قاض فدرالي اميركي النظر في قانونية قائمة اعدتها وكالة الاستخبارات الاميركية سي آي ايه باسماء اشخاص مطلوب تصفيتهم، وذلك بعدما طعن بشرعية هذه القائمة والد انور العولقي، الامام اليمني-الاميركي المتشدد الوارد اسمه على اللائحة.

واستمع القاضي جون بايتس الى المرافعات في اليوم نفسه الذي دعا فيه الامام اليمني من اصل اميركي الى قتل اميركيين دون مشاورة احد، وذلك في تسجيل فيديو عرض على مواقع الكترونية متشددة.

وكانت ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما رفضت الاقرار رسميا بوجود مثل هذه القائمة، الا ان مصادر اشارت لوكالة فرانس برس الى ان العولقي ورد اسمه على قائمة المطلوب القبض عليهم او تصفيتهم.

واحتج ناصر العولقي ان نجله الذي يشتبه فيه انه من قياديي تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب وانه العقل المدبر لسلسلة من الاعتداءات ضد الولايات المتحدة، لا يزال يتمتع بالحق الدستوري بمحاكمة عادلة. حسب فرانس برس

وتولى جميل جعفر احد محامي رابطة الدفاع عن الحقوق المدنية الاميركية الدفاع عن قضية العولقي بالتعاون مع مركز الحقوق الدستورية. وقد اتهمت هاتان المنظمتان الحقوقيتان الحكومة الاميركية باصدار حكم بالاعدام دون محاكمة.

وقال الطرفان في مرافعاتهما انها دعوى استثنائية لا سابق لها. ودعت الادارة الى اسقاط الدعوى بينما حث محامو العولقي القاضي على عدم السماح للادارة باغتيال الامام الذي لجأ الى المناطق القبلية في اليمن.

وتعتبر الادارة الاميركية، التي المحت الى امكان اللجوء الى مبدأ سر الدولة لاسقاط الدعوى، ان هذه الشكوى تمثل تدخلا من قبل القضاء في شؤون السلطة التنفيذية.

وقال محام يمثل الحكومة الاميركية في مرافعته ان صدور امر قضائي سيعطي زعيم القاعدة (في شبه جزيرة العرب) القدرة على مواصلة التخطيط لشن عمليات ضد الولايات المتحدة.

ويحق للادارة الاميركية استخدام القوة ضد مواطنين اميركيين اذا رأت انهم يشكلون خطرا على الامن القومي.

ومن المفترض ان يصدر القاضي بايتس، الذي طرح العديد من الاسئلة على الطرفين طيلة قرابة الثلاث ساعات، قراره في غضون بضعة اسابيع بشأن ما اذا كان سيقرر متابعة السير في الدعوى او اسقاطها.

واصدر اليمن الذي يخضع لضغوط متزايدة من الولايات المتحدة للقضاء على القاعدة، بالقبض القهري على العولقي الذي اعتبر فارا من العدالة اثر اتهامه بالانتماء للقاعدة والتحريض على قتل اجانب، وذلك في اول دعوى قضائية ضده.

وكان تنظيم القاعدة تبنى محاولة تفجير طائرة اميركية واكد ايضا انه وراء تحطم طائرة شحن اميركية في دبي، وفقا لموقع سايت الالكتروني.

وسبق ان اكدت صنعاء بلسان عدة مسؤولين يمنيين انها لن تسلم العولقي الى الولايات المتحدة.

والعولقي، الذي لا ينتمي بالاساس الى تنظيم القاعدة بحسب المراقبين، اقتربت مواقفه من التنظيم خلال الفترة الاخيرة، وقد تبنى زعيم تنظيم قاعده الجهاد في جزيرة العرب ناصر الوحيشي الامام الشاب في رسالة صوتية قبل اشهر.

واتهم المستشار الاميركي لشؤون الامن الداخلي ومحاربة الارهاب جون برينان العولقي باقامة علاقات مع الميجور نضال حسن الطبيب النفسي العسكري الاميركي المتحدر من اصل فلسطيني والمتهم باطلاق النار على زملائه في ثكنة فورت هود في تكساس، ما اسفر عن 13 قتيلا.

كما اتهمه بالاتصال بالطالب النيجيري عمر فاروق عبد المطلب المتهم بمحاولة تفجير طائرة فوق الولايات المتحدة يوم عيد الميلاد.

ويستفيد تنظيم القاعدة في هذا اليمن البلد الفقير من عجز الدولة عن بسط سيطرتها على جميع اراضيها في ظل الخلافات القبلية مع الحكومة والحركة الانفصالية في الجنوب.

وعاد هذا البلد الى الواجهة بقوة بعد اطلاق انذار عالمي في المطارات بسبب ضبط طردين مفخخين في دبي وبريطانيا نهاية الشهر الماضي، ارسلا من اليمن الى مركز عبادة يهودي في الولايات المتحدة.

دعوة  لقتل الاميركيين

ودعا الامام اليمني المتشدد انور العولقي المطلوب من قبل واشنطن وصنعاء في رسالة المسلمين الى قتل الاميركيين دون مشورة او فتوى، واصفا المعركة معهم بانها مصيرية.

كما شن العولقي هجوما على ايران وقال انها تدير مشروعا رافضيا فارسيا. وقال العولقي في رسالة مصورة بثت على الانترنت لا تشاور احدا في قتل الامريكان، فقتال الشيطان لا يحتاج الى فتوى ولا يحتاج الى مشورة، هم حزب الشيطان وقتالهم هو فريضة الوقت. واذ اكد ان المعركة مع الاميركيين مصيرية، قال وصلنا واياهم الى اما نحن واما انتم نحن ضدان لا يجتمعان فهم يريدون امرا لا يقوم الا بزوالنا.

وبرز اسم العولقي، الذي يعتقد انه يختبئ في جبال شبوة وسط اليمن حيث يتمتع بحماية قبلية، العام الماضي بعد ان تبين انه كان على اتصال وثيق بالميجور نضال حسن الطبيب النفسي العسكري الاميركي المتحدر من اصل فلسطيني والمتهم باطلاق النار على زملائه في ثكنة فورت هود في تكساس، ما اسفر عن 13 قتيلا. حسب فرانس برس

ودعا العولقي، الذي يحمل ايضا الجنسية الاميركية، جميع المسلمين في صفوف الجيش الاميركي الى الاقتداء بما قام به نضال حسن. كما يعتقد ان العولقي كان على علاقة بمنفذ محاولة التفجير الفاشلة لطائرة اميركية كانت تقوم برحلة بين امستردام وديترويت في كانون الاول/ديسمبر الماضي.

الى ذلك، شن العولقي هجوما عنيفا على ايران متهما اياها بادارة مشروع رافضي فارسي في المنطقة. واذ اعتبر ان المنطقة تشهد صراعا بين الولايات المتحدة واسرائيل من جهة وايران من جهة اخرى، قال العولقي في رسالته المصورة ومدتها حوالى 23 دقيقة ما هو الا قليل حتى تنتزع ايران حصتها من الكعكة.

واعتبر الامام الشاب الذي ظهر في الشريط مرتديا الثوب اليمني التقليدي والجنبية (الخنجر) الشبوانية ان القيادة الايرانية لا تعمل من اجل المشروع الاسلامي وانما تعمل من اجل المشروع الرافضي الفارسي وستكون اول ضحايا ايران شعوب الخليج السنية.

كما ندد العولقي بالنفوذ الايراني في اليمن على حد قوله، وقال ان ايران تنشر عقيدة منحرفة دخيلة على اليمن. وتساءل اين انتم يا علماء السنة  (ف) منكم من يدعو الى طاعة ولاة الامر ولو كانوا روافض كما في العراق. وتساءل ايضا ما هو برنامجكم لمقاومة المد الرافضي الذي يجتاح المنطقة من ايران الى اليمن.

ودعا العولقي الى ضرورة تخلص المسلمين من ولاة الامر او الحكام، وقال ان دعوة الاسلام الى طاعة ولي الامر لا تنطبق عليهم لانهم لا يقومون بحماية الاسلام. وقال متوجها الى كل مسلم فر من الحكام، لا تجالسهم، لا تفاوضهم، لا تأمل فيهم خيرا، لا ترجو منهم صلاحا.

واضاف هم لا يريدون خير الامة وانما هم مؤامرة عليها، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. ودعا الى السعي جاهدا لازالتهم والى ان يعرف المسلمون بان الامة لا يمكن ان تتحرك شبرا الى الامام الا بازالتهم.

وفي نيسان/ابريل اعلن مسؤول اميركي ان ادارة اوباما سمحت باغتيال العولقي بعدما خلصت وكالات الاستخبارات الاميركية الى انه شارك مباشرة في مؤامرات ضد الولايات المتحدة. والسبت، امرت محكمة البدايات اليمنية الجزائية المختصة بقضايا الارهاب بالقبض القهري على العولقي واعتبرته فارا من العدالة اثر اتهامه بالانتماء للقاعدة والتحريض على قتل اجانب، وذلك في اول دعوى قضائية ضده. وسبق ان اكدت صنعاء بلسان عدة مسؤولين انها لن تسلم العولقي الى الولايات المتحدة.

والعولقي الذي لا ينتمي بالاساس الى تنظيم القاعدة بحسب المراقبين، اقتربت مواقفه من التنظيم خلال الفترة الاخيرة، وقد تبنى زعيم تنظيم قاعده الجهاد في جزيرة العرب ناصر الوحيشي الامام الشاب في رسالة صوتية قبل اشهر.

ومنذ محاولة تفجير الطائرة الاميركية في عملية تبنتها تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب، بات اليمن يعد من النقاط الساخنة للمواجهة مع القاعدة. ويستفيد التنظيم في هذا البلد الفقير من عجز الدولة عن بسط سيطرتها على جميع اراضيها في ظل الخلافات القبلية مع الحكومة والحركة الانفصالية في الجنوب. وعاد هذا البلد الى الواجهة بقوة بعد اطلاق انذار عالمي في المطارات بسبب ضبط طردين مفخخين في دبي وبريطانيا نهاية الشهر الماضي، ارسلا من اليمن الى مركز عبادة يهودي في الولايات المتحدة.

تناول الغداء

من جهة أخرى افاد مصدر عسكري اميركي ان انور العولقي القيادي في تنظيم القاعدة دعي لتناول الغداء في البنتاغون في الاشهر التي تلت اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001.

واعلن المتحدث العسكري الكولونيل ديف لابان ان العولقي، وهو إمام يمني يحمل الجنسية الاميركية، دعي الى البنتاغون في اطار الجهود التي بذلتها وزارة الدفاع للتواصل مع المجتمع الاسلامي بعد الاعتداءات.

وقال ما توصلنا اليه حتى الان هو ان الامر كان مبادرة غير رسمية من قبل العاملين في مكتب وزارة الدفاع بعد الاعتداءات من اجل تفهم اكبر للاسلام.

وكانت شبكة فوكس نيوز اول من نقل ان العولقي تناول الغداء مع مسؤولين عسكريين ومن وزارة الدفاع، وذلك استنادا الى وثيقة لمكتب التحقيقات الفدرالي اف بي آي.

واجازت ادارة الرئيس الحالي باراك اوباما قتل العولقي الذي يشتبه في انه وراء ثلاثة مخططات ضد الولايات المتحدة من بينها عملية اطلاق نار في قاعدة فورت هود العام الماضي ومحاولة فاشلة لتفجير طائرة متوجهة الى الولايات المتحدة يوم عيد الميلاد بالاضافة الى محاولة تفجير سيارة في ساحة تايمز سكوير في نيويورك. حسب فرانس برس

وقالت موظفة لا تزال تعمل في وزارة الدفاع لاف بي آي العام الماضي انها ساعدت على تنظيم الدعوة بعد سماعها العولقي يخطب في الكسندريا في ولاية فرجينيا. واضافت انها تتذكر انها تأثرت بالامام فقد ندد بالقاعدة وبالهجمات الارهابية، بحسب وثيقة مكتب التحقيقات التي نشرتها فوكس نيوز على موقعها الالكتروني.

وتابعت الوثيقة ان امين عام الجيش الاميركي انذاك كان مهتما باستضافة مسلم معتدل ليخطب امام حضور في البنتاغون. وبدأ ال اف بي آي يحقق حول العولقي بعد اعتداءات 9 ايلول/سبتمبر 2001 بسبب علاقاته مع بعض الانتحاريين. الا ان المسؤولين في البنتاغون الذين وافقوا على الدعوة لم يكونوا على ما يبدو على علم بان ال اف بي بي مهتم بالعولقي.

واستجوبت الموظفة في البنتاغون من قبل ال اف بي آي" ضمن التحقيقات في عملية اطلاق النار في قاعدة فورت هود التي اسفرت عن 13 قتيلا.

اعتداءات بومباي

من جهة أخرى افادت صحيفة واشنطن بوست ان زوجة ديفيد هيدلي، الذي لعب دورا اساسيا في الاعداد لاعتداءات بومباي عام 2008، كانت ابلغت عملاء فدراليين اميركيين ان زوجها يتدرب مع جماعات متطرفة في باكستان قبل ثلاث سنوات من الهجمات.

وفي اب/اغسطس 2005، ابلغت زوجة ديفيد هيدلي الاميركي من اصل باكستاني عناصر من مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي اي) بان زوجها تلقى تدريبات مكثفة على يد جماعة عسكر الطيبة المتطرفة في باكستان، على ما اوردت الصحيفة نقلا عن مصادر مطلعة على الملف.

واقر ديفيد هيدلي بذنبه بتهمة الارهاب في اذار/مارس امام محكمة في شيكاغو على خلفية دوره في التحضير لاعتداءات بومباي العام 2008 التي اسفرت عن مقتل 166 شخصا. كما اعترف بقيامه بعمليات رصد في الهند والدنمارك لحساب جماعتين ارهابيتين باكستانيتين.

وبحسب الصحيفة، فان زوجة هيدلي التي لم يتم كشف هويتها اتصلت بمكتب التحقيقات الفدرالي على اثر شجار مع زوجها في اب/اغسطس 2005.

واجرى عناصر اف بي اي بعد ذلك ثلاثة لقاءات معها.

واشارت واشنطن بوست الى ان الزوجة قالت ان زوجها كان مقاتلا ناشطا داخل عسكر الطيبة، وقد تلقى تدريبات مكثفة في معسكرات في باكستان كما حصل على مناظير للرؤية الليلية.

وعلى الرغم من هذه التحذيرات، استمر هيدلي في السفر الى باكستان والهند ودبي واوروبا في 2006، بهدف جمع معلومات ومعدات تمهيدا لاعداد الهجمات. حسب فرانس برس

وحذر مسؤولو مكافحة الارهاب الاميركيون نظراءهم الهنود من خطر هجوم محتمل من جانب عسكر الطيبة في بومباي العام 2008، الا انه لم يتم التاكيد ما اذا كانت هذه التحذيرات مستندة الى المعلومات التي وصلت الى مكتب التحقيقات الفدرالي من جانب زوجة ديفيد هيدلي.

واعتقل هيدلي في شيكاغو في تشرين الاول/اكتوبر الماضي، للاشتباه في اعداده لهجوم على الصحيفة الدنماركية ييلاندس-بوستن التي نشرت في العام 2005 الرسوم الكاريكاتورية عن النبي محمد.

لكن بعدها بشهرين، كشفت السلطات الاميركية انها تتهمه ايضا بالقيام بعمليات رصد في اطار الاعداد للهجمات الدامية في بومباي.

دعوى قضائية

وفي ظل القضاء تحاول ادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما اقناع قاض أمريكي برفض دعوى قضائية مرفوعة ضد برنامجها لقتل او اعتقال مواطنين أمريكيين انضموا الى جماعات متشددة مثل القاعدة من بينهم رجل الدين أنور العولقي.

وفي اختبار لسلطات الحرب التي يتمتع بها الرئيس الامريكي باراك أوباما طالب مركز الحقوق الدستورية والاتحاد الامريكي للحريات المدنية بوقف البرنامج واخضاعه للتدقيق العام لتحديد متى يمكن استهداف الامريكيين.

ورفضت ادارة أوباما ان تعترف رسميا بوجود البرنامج وان صرح مسؤولون أمريكيون بأن وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي. اي.ايه) حصلت على الضوء الاخضر لاعتقال او قتل العولقي وهو مواطن أمريكي مختبيء في اليمن ارتبط اسمه بعدد من المؤامرات ضد الولايات المتحدة العام الماضي.

ويستمع القاضي الامريكي جون بيتس خلال جلسة اجرائية تعقد الساعة الثانية من بعد الظهر (1900 بتوقيت جرينتش) الى الحيثيات التي يقدمها مركز الحقوق الدستورية واتحاد الحريات المدنية اللذان يريدان وقف البرنامج كما يستمع الى الرد المقدم من ادارة أوباما التي تريد ان يسقط القاضي الدعوى. حسب رويترز

ورفعت الجماعتان المدافعتان عن الحقوق الدعوى باسم والد العولقي الذي يريد ان يحمي ابنه لكنهما يقولان أيضا ان القضية تتعلق بسلطة الرئيس الامريكي في استخدام قوة قاتلة والحدود المفروضة على هذه السلطة.

وحثت وزارة العدل الامريكية القاضي على عدم التدخل في قرارات الرئيس الامريكي بشأن أفضل الطرق لحماية البلاد. وتقول الحكومة أيضا ان العولقي من حقه ان يظهر في المحكمة ويدافع عن نفسه ومن ثم لا يحق للوالد ان يرفع الدعوى.

وقال جميل جعفر محامي الاتحاد الامريكي للحريات المدنية اذا قبلنا المنطق الذي تسوقه الحكومة في هذه القضية فسيكون من سلطة الرئيس المطلقة ان يأمر باغتيال اي أمريكي يدمغه بانه عدو الدولة.

ويقول مسؤولون أمريكيون ان العولقي يلعب دورا قياديا في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي اعلن مسؤوليته عن عدد من الهجمات الاخيرة.

ورفض ماثيو ميلر المتحدث باسم وزارة العدل الامريكية التعليق قبل جلسة يوم الاثنين.

وتتمسك الادارة الامريكية ايضا بحقها في حماية اسرار الدولة مطالبة باسقاط الدعوى لانها قد تضر بالامن القومي اذا كشفت بعض المعلومات المتعلقة بتنظيم القاعدة او القاعدة في جزيرة العرب او العولقي.

التسلح النووي

من جهته قال الرئيس الأمريكي باراك اوباما إن الجهود التي تبذلها جماعات مثل القاعدة للحصول على اسلحة نووية يمثل اكبر تهديد للامن واثنى على الاحساس بالاهمية الملحة بين الزعماء المشاركين في قمة الامن النووي هذا الاسبوع.

وقال اوباما الذي كان يتحدث قبل القمة التي تبدأ وعلى مدى يومين بمشاركة ما يقرب من 50 دولة انه يتوقع احراز تقدم هائل نحو هدف تأمين المواد النووية غير المحمية جيدا في جميع انحاء العالم.

وقال اوباما للصحفيين التركيز الرئيسي لهذه القمة النووية هو ان اكبر تهديد منفرد لامن الولايات المتحدة سواء على المدى القصير او المتوسط او الطويل يتمثل في امكانية حصول منظمة ارهابية على سلاح نووي.

واضاف اوباما قبل محادثات مع رئيس جنوب افريقيا الزائر جاكوب زوما نعرف ان منظمات مثل القاعدة تحاول الحصول على اسلحة نووية واذا حصلت عليها فلن تشعر بوخز ضمير ازاء استخدامها. حسب رويترز

وقال اشعر بالرضا الكبير في هذه المرحلة في درجة التعهد والاحساس بالاهمية المحلة بين زعماء العالم الذين جاءوا للمشاركة في القمة. واستطرد نعتقد اننا نستطيع احراز تقدم هائل في هذه المسألة.

وقال مسؤولون أمريكيون في السابق ان القاعدة حاولت دون نجاح حتى الان الحصول على المواد النووية التي تستخدم في صنع القنابل وعبروا عن املهم في ان تساعد القمة في تأمين اي مواد قد يسهل الحصول عليها.

وستكون القمة اكبر تجمع لزعماء العالم تستضيفه الولايات المتحدة منذ عام 1945.

وهناك دولتان غير مدرجتين على قائمة الضيوف وهما ايران وكوريا الشمالية وكلاهما في نزاع مع الغرب بسبب انشطتهما النووية.

تشكيل وحدة قتل

في سياق متصل ذكرت صحيفة نيويورك تايمز على موقعها على الانترنت أن مسؤولا بوزارة الدفاع الامريكية ( البنتاجون) شكل وحدة من رجال الامن المتعاقدين من القطاع الخاص في أفغانستان وباكستان للمساعدة في تعقب وقتل المتشددين المشتبه بهم مستشهدة بمسؤولين عسكريين ورجال أعمال في أفغانستان والولايات المتحدة.

ووفقا لتقرير ينشر في عدد يوم الاثنين من الجريدة قال مسؤولون حكوميون ان المسؤول ويدعى مايكل دي. فيرلونج ربما يكون استخدم أموالا مخصصة لبرنامج الهدف منه امداد القادة الامريكيين بمعلومات عن المشهد الاجتماعي والقبلي في أفغانستان ووجهها لجهود سرية لملاحقة المتشددين على جانبي حدود أفغانستان غير المحكمة مع باكستان.

وفيرلونج هو ضابط متقاعد بالقوات الجوية وهو الان موظف مدني بارز في الجيش وكان قد عين متعاقدين من شركات أمن خاصة توظف عناصر سابقة من وكالة المخابرات المركزية (سي.اي.ايه) والقوات الخاصة. بحسب رويترز.

وجمع المتعاقدون معلومات مخابرات عن أماكن تواجد المتشددين المشتبه بهم ومواقع مخيمات المتشددين. وقال مسؤولون لم يكشف عن هويتهم ان المعلومات أرسلت الى وحدات عسكرية ومسؤولي مخابرات لاتخاذ اجراءات محتملة بالقتل في أفغانستان وباكستان.

وأضافت الصحيفة أن التقرير استند الى مقابلات مع مسؤولين أمريكيين بالجيش والمخابرات ورجال أعمال بالمنطقة. وقالت الصحيفة ان المصادر طلبت عدم نشر اسمائها لان القضية لا تزال رهن التحقيق.

وقال بعض المسؤولين الامريكيين الذين أجرت الصحيفة مقابلات معهم انهم انزعجوا من أن فيرلونج كان فيما يبدو يدير عملية تجسس غير رسمية.

وقال مسؤول حكومي أمريكي في حين أنه لم تفشل عمليات مخابرات مشروعة الا انه بشكل عام تجول متعاملين بالقطعة في منطقة حربية وكأنهم جيمس بوند فكرة سيئة.

وقال مسؤولون للصحيفة انهم لا يعرفون بشكل مؤكد من الذي غض الطرف عن مشروع فيرلونج.

وذكرت الصحيفة أن الكولونيل كاثلين كوك المتحدثة باسم القيادة الاستراتيجية الامريكية التي تشرف على عمل فيرلونج لم تسمح باجراء مقابلة معه للتعقيب.

وقال المتعاقد روبرت يانج بلتون للصحيفة ان الحكومة الامريكية استعانت به لجمع معلومات عن أفغانستان لكن فيرلونج أساء استخدام عمله.

ونقل عن بيلتون قوله كنا نوفر معلومات حتى يفهموا الوضع في أفغانستان بشكل أفضل واستغلت لقتل الناس.

وقال بعض المسؤولين للصحيفة انه ليس من الواضح ما اذا كان برنامج فيرلونج قد أسفر عن قتل متشددين لكن اخرين مشاركين في العملية أكدوا هذا.

وذكرت الصحيفة نقلا عن مسؤولين أن عملية فيرلونج أنهيت فيما يبدو وأن وزارة الدفاع تجري معه الان تحقيقا جنائيا في عدد من المخالفات المحتملة من بينها تزوير عقود.

هجوم تشيني

من جهته رفض جوي بايدن نائب الرئيس الامريكي تأكيدات سلفه ديك تشيني بأن ادارة أوباما تتعامل بلين مع الارهاب وأن محاكاة الغرق كان يجب أن تكون خيارا للتعامل مع المشتبه في تنفيذه محاولة تفجير طائرة ركاب أمريكية يوم عيد الميلاد.

وفي جولة غير مألوفة من المقابلات المزدوجة التي أذيعت في برامج تلفزيونية صباحية قال بايدن ان سلفه الجمهورياما أن يكون ضالا أو مضلا واتهمه بمحاولة اعادة كتابة التاريخ.

وقال تشيني أحد كبير مهندسي سياسة مكافحة الارهاب في عهد الرئيس الامريكي السابق جورج بوش والناقش الشرس لتناول ادارة الرئيس باراك أوباما لموضوع الارهاب ان بايدن مخطئ تماما اذ اعتقد مؤخرا أن تكرار هجوم شبيه بهجمات 11 سبتمبر أيلول على الولايات المتحدة غير ممكن. حسب رويترز.

وردا على انتقادات تشيني اللاذعة قال بايدن لقناة ان بي سي التلفزيونية ديك تشيني رجل صالح لكنه ليس مخولا باعادة كتابة التاريخ دون أن يرد عليه أحد. لا أعرف أين كان.

ورد النائب السابق للرئيس الامريكي بنبرة ساخرة قائلا لقناة ايه بي سي حسنا. أعتقد أنني يجب ألا أندهش من صديقي جوي بايدن.

وتحول الاشتباك وهو الاقرب بين بايدن وتشيني الى جدل حقيقي يعكس عزم البيت الابيض على قطع الطريق على جهود الجمهوريين الرامية الى تصوير أوباما والديمقراطيين على أنهم ضعاف في شأن الامن القومي خلال العام الذي تجرى فيه انتخابات الكونجرس.

وتعرضت ادارة أوباما لانتقادات حادة من جانب المحافظين بسبب طريقة تعاملها مع محاولة تفجير الطائرة الامريكية يوم عيد الميلاد والتي تعتبر سقطة مخابراتية أدت بالرئيس الامريكي الى الامر باجراء اصلاحات.

وقال الجمهوريون انه بضمان الحقوق المدنية القانونية للمشتبه به النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب فقد قلصت السلطات الامريكية من فرص الحصول على معلومات مخابرات قيمة بشأن القاعدة والتي أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم. وينفي المسؤولون في الادارة الامريكية أن تكون أي فرصة قد ضاعت.

وعندما سئل تشيني عما اذا كان من الواجب على الحكومة الامريكية أن تستخدم "تقنيات الاستجواب المتطورة ومن بينها محاكاة الغرق على عبد المطلب رد قائلا "يجب أن تكون كل هذه الامكانيات مطروحة.

وحظر أوباما بعد فترة قصيرة من توليه منصبه العام الماضي استخدام وسائل الاستجواب القاسية مع المشتبه في كونهم ارهابيين ومن بين هذه الوسائل محاكاة الاغراق الذي تصفه جماعات حقوق انسان بأنه تعذيب. وخلال فترة حكم الرئيس بوش كان تشيني مدافعا مهما عن مثل هذه الاساليب.

وعندما سئل بايدن عن تصريحات تشيني وعما اذا كان يتصور اقرار ادارة أوباما لاستخدام محاكاة الغرق قال لقناة سي بي اس لا. انها غير فعالة.

كما رد بايدن أيضا على انتقاد تشني بأن أوباما لا يتعامل مع محاربة الارهاب على أنها حرب.

وقال بايدن لا أعتقد أن نائب الرئيس السابق ديك تشيني يستمع. لقد قال رئيس الولايات المتحدة في خطاب حالة الاتحاد اننا في حرب مع القاعدة. لقد قال ذلك صراحة وبالمناسبة نحن نواصل هذه الحرب بهمة لم تر من قبل.

68 مشرعا للاستجواب

من جانب آخر أشارت وثائق كشف عنها النقاب الى أن مسؤولي جهاز المخابرات الامريكية (سي.اي.ايه) أطلعوا ما لا يقل عن 68 عضوا بالكونجرس على سبل الاستجواب المشددة مثل الايهام بالاغراق التي كان يجري بحثها أو استخدامها مع المحتجزين من أفراد القاعدة وذلك خلال الفترة بين 2001 و2007 .

وألقت وثائق السي.اي.ايه التي تم الحصول عليها في دعوى رفعتها مؤسسة المراقبة القضائية (جوديشال ووتش) ضوءا جديدا على من هم المشرعون الذين علموا بتفاصيل برنامج الاستجواب المثير للجدل ومتى.

وتقول جماعات حقوق الانسان ان سبل الاستجواب القاسية ليست سوى شكل من أشكال التعذيب وتعد انتهاكا لالتزامات الولايات المتحدة بموجب معاهدات جنيف بشأن معاملة أسرى الحرب. وأصدر الرئيس باراك أوباما حظرا على استخدام هذه الوسائل بعد قليل من توليه الرئاسه في يناير كانون الثاني 2009 . حسب رويترز

وتظهر الوثائق التي أزيح عنها اللثام أن البرنامج بدأ بعد القبض على أبو زبيدة مدير عمليات القاعدة -وهو فلسطيني سعودي المولد- في مدينة فيصل اباد بوسط باكستان في مارس اذار 2002 .

وفي بيان قدم الى لجنة المخابرات الخاصة بمجلس الشيوخ مؤرخ بتاريخ 12 أبريل نيسان 2007 قال مايكل هايدن الذي كان يتولى حينذاك منصب مدير السي.اي.ايه ان جهازه ارتأى أن الامر يتطلب تقنيات جديدة لان أبو زبيدة يحجب معلومات يمكن أن تساعدنا في تعقب زعماء القاعدة والحيلولة دون وقوع هجمات.

وأطلع جهاز السي.اي.ايه أعضاء بالكونجرس على الاساليب الجديدة حين بدأ يسعى لسلطات أوسع فيما يتعلق ببرنامج الاستجواب. وتكشف الوثائق أن نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب حاليا حضرت في 24 أبريل نيسان عام 2002 حين كانت وقتها منسقة أعمال الحزب الديمقراطي في المجلس جلسة بشأن استجواب أبو زبيدة هي وسبعة اخرون من أعضاء لجنة المخابرات الدائمة يمجلس النواب.

ولم تبدأ السي.اي.ايه في استخدام أساليب الاستجواب الجديدة الا بعد تلقي توجيهات قانونية من وزارة العدل في أغسطس اب 2002 .

وقالت بيلوسي -التي أصبحت زعيمة الديمقراطيين في مجلس النواب في أواخر 2002- في مؤتمر صحفي في أبريل نيسان العام الماضي انه لم يجر ابلاغها قط في ذلك الحين بتنفيذ عمليات الاغراق الوهمي وغيرها من أساليب الاستجواب القاسية. وذكرت أن كل ما قيل لها هو أن جهاز السي.اي.ايه لديه اراء قانونية تقر استخدام وسائل استجواب مغلظة.

وقال هايدن في بيانه المؤرخ بعام 2007 للجنة المخابرات الخاصة بمجلس الشيوخ انه حين بدأ جهاز السي.اي.ايه تنفيذ برنامج الاستجواب عام 2002 كان قد تم اطلاع زعماء الاغلبية والاقلية في مجلس الشيوخ ورئيس المجلس وزعيم الاقلية في مجلس النواب وزعيمي وكبار أعضاء لجنتي المخابرات على اجراءات الاستجواب بالكامل.

وتشير الوثائق التي حصلت عليها مؤسسة جوديشال ووتش الى أنه تم اطلاع 68 عضوا بالكونجرس على برنامج الاستجواب خلال الفترة من 2001 الى 2007 .

وجاء في بيان هايدن الذي كتب عليه بالغ السرية أنه بعد بدء برنامج الاستجواب أصبح أبو زبيدة واحدا من أهم مصادر معلوماتنا بشأن القاعدة اذ ساعد السلطات الامريكية على تحديد شخصية خوسيه باديلا الذي يقال انه كان أحد الاعضاء النشطين في القاعدة واخرين.

وجاء في بيان هايدن أن أبو زبيدة قال في بداية احتجازه ان خالد شيخ محمد هو العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر أيلول. ويذكر البيان أنه حتى ذلك الحين لم يكن اسم محمد واردا "في قائمتنا لاعضاء القاعدة الرئيسيين وشركائهم.

ويذكر البيان أن شيخ محمد قدم أيضا معلومات عن عضو نشط اخر بالقاعدة هو ماجد خان الذي قاد بدوره لعضو مهم اخر يدعى  الزبير الذي ألقي القبض عليه في يونيو حزيران 2003. وقال هايدن ان الزبير أدلى في وقت لاحق بمعلومات قادت لاعتقال حنبلي زعيم الجماعة الاسلامية وممثل القاعدة في جنوب اسيا.

وتشير الوثائق الى أنه تم ابلاغ أعضاء الكونجرس بأن محمد خضع لعمليات اغراق وهمي 183 مرة خلال فترة ترجع الى 13 يوليو تموز 2004 .

القوات الجوية لليمن

وفي اليمن اظهرت وثيقة للبنتاجون ان الولايات المتحدة تعتزم تزويد اليمن بمروحيات جديدة ومعدات نقل وخدمات تدريب لتوسيع هجومه الجوي والبري على القاعدة.

وقال مسؤولون في وقت سابق هذا الاسبوع ان وزير الدفاع روبرت جيتس وافق على تقديم مساعدات امنية قيمتها 150 مليون دولار لليمن في السنة المالية 2010 لكنهم لم يكشفوا عن كيفية انفاق هذه الاموال في هذا البرنامج الشديد الحساسية.

وتقول وثيقة البنتاجون ان التمويل الجديد سيساهم في اصلاح وصيانة عشرة مروحيات يمنية من طراز مي-17 وتزويد الجيش اليمني باربعة مروحيات من طراز هوي-2 وكذلك التدريب للاطقم اليمنية التي تقو بقيادتها وصيانتها. حسب رويترز

وقالت الوثيقة التي حصلت رويترز على نسخة منها ان التمويل سيمكن القوات الجوية اليمنية ايضا من نقل وحدات صغيرة للمشاركة في العمليات النهارية او الليلية في المناطق المرتفعة.

والزيادة التي وافق عليها جيتس الى 150 مليون دولار للسنة المالية 2010 صعودا من 67 مليون دولار العام الماضي تؤكد قلق الولايات المتحدة من الخطر المتزايد للقاعدة في شبه الجزيرة العربية.

ولا يتضمن المبلغ معونات امريكية غير معلنة لليمن والتي زادت في هدوء خلال الاشهر الاخيرة.

ويكافح اليمن نشاطا متصاعدا للقاعدة التي اعلن جناحها المحلي مسؤوليته عن محاولة تفجير فاشلة لطائرة متجهة للولايات المتحدة لدى اقترابها من ديترويت يوم عيد الميلاد.

وتتولى قوات العمليات الخاصة الامريكية التدريب الذي يستهدف تعزيز قدرات اليمن على عمليات مكافحة الارهاب.

وكان اليمن طلب مزيدا من المروحيات لتمكينه من نقل قواته بسرعة أكبر الى ميدان المعارك.

وفي الاشهر الاخيرة تبادل الجيش الامريكي ووكالات المخابرات الامريكية صور الاقمار الصناعية والاستطلاع والاتصالات التي تم اعتراضها مع قوات الامن اليمنية لمساعدتها في شن هجمات على أهداف القاعدة.

ويقول منتقدون ان التوسع في الدور الامريكي في اليمن يزيد مخاطر اذكاء المشاعر المعادية للولايات المتحدة ويعزز وضع القاعدة.

وأشارت منظمات حقوقية دولية ووزارة الخارجية الامريكية الى العديد من اجهزة الامن الداخلي والمخابرات اليمنية على انها تنتهك حقوق الانسان.

وأثار ليون بانيتا مدير وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي. اي. ايه) ومسؤولون امريكيون اخرون الشكوك بشأن ان كانت واشنطن يمكنها ان تعول على اليمن في قتال القاعدة في المدى البعيد واشاروا الى الاضطرابات الداخلية التي تهدد بزعزعة استقرار الحكومة وتفتيت البلاد بالاضافة الى المشاعر المتنامية المناهضة للولايات المتحدة.

تفجير ملعب رياضي

وفي ظل الارهاب وجهت الشرطة الأمريكية تهمة الارتباط بتنظيم القاعدة وجمع أموال لدعمه إلى أحد أشهر سائقي سيارات الأجرة في مدينة شيكاغو، المدعو رجا خان، وهو من أصول باكستانية، سبق له أن قاد حملة مظاهرات واسعة لتحسين ظروف زملائه في العمل، وسعى لتأسيس نقابة لهم.

وأشار الإدعاء العام الأمريكي إلى أن خان، 56 عاما، أوقف بعد ثبوت اتصاله بالياس كشميري، زعيم حركة الجهاد الإسلامي الباكستانية، والرجل الذي تعتقد الاستخبارات الأمريكية أنه مخطط هجمات مومباي التي أدت إلى مقتل 165 شخصاً في الهند عام 2008، وذلك بدافع معرفة خان بأن كشميري على اتصال مباشر بزعيم القاعدة، أسامة بن لادن، وبهدف العمل على تفجير منشأة رياضية الصيف المقبل. حسب سي ان ان

وتشير معلومات أجهزة الأمن الأمريكية إلى أن علاقة خان وكشميري تعود إلى 15 عاماً، وقد تمكنت الشرطة من الإيقاع به عن طريق عملي سري أقنعه بأنه يرغب في إرسال أموال إلى تنظيم القاعدة من خلاله.

كما تمتلك الشرطة تسجيلات صوتية لخان يخطط فيها مع آخرين لتفجير منشآت رياضية في الولايات المتحدة في أغسطس/آب الجاري، من خلال مجموعة حقائب مفخخة تزرع في أرجاء متفرقة من المنشأة.

وبحسب وثائق الدعوى المكونة من 35 صفحة، فقد طلب كشميري من خان جمع أموال تكفي لشراء متفجرات من السوق السوداء تحضيراً لعمليات تنفّذ داخل الأراضي الأمريكية، وفقاً لما نشرته وزارة العدل الأمريكية على موقعها الإلكتروني.

وقام خان بتحويل أموال إلى باكستان، وطلب من الشخص الذي تسلمها نقلها إلى لا لا التي تعني في اللغة الباكستانية الأخ الأكبر، ولكنه كشف للعميل السري في وقت لاحق أن لا لا هو رمز يقصد به كشميري.

وبالنسبة لعملية تفجير المنشأة الرياضية، فقد جرى تسجيل مكالمة هاتفية قال فيها خان: يمكننا وضع الحقائب في هذه الأماكن، وبعد ذلك بوم.. بوم.. بوم.

يذكر أن رؤساء أجهزة الاستخبارات الأمريكية كانوا قد أجمعوا خلال جلسة بالكونغرس في فبراير/شباط الماضي على أن احتمالات تعرض الولايات المتحدة الأمريكية لمحاولات إرهابية خلال الأشهر القليلة المقبلة في حكم المؤكد، وقالوا إن وقف تلك المخططات الهجومية مرهون باعتقال كبار قيادات تنظيم القاعدة.

وتخلل جلسة لجنة مجلس الشيوخ الثلاثاء التي شارك فيها مديرو وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA ومكتب التحقيقات الفيدرالية FBI، ودينيس بلير، مدير الاستخبارات القومية، إلى جانب أجهزة الاستخبارات الأخرى، جدل ساخن بين الأعضاء الجمهوريين والديمقراطيين حيال التهديدات الأمنية التي تعترض البلاد وكيفية تعامل إدارة الرئيس باراك أوباما معها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 13/كانون الأول/2010 - 6/محرم/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م