طالبان من سيخرجها منتصرة؟

احمد عقيل الجشعمي

 

شبكة النبأ: كان من المتوقع ان القوات الأمنية المشتركة المنتشرة في العالم المتكونة من أعدادا هائلة من الجنود والمعدات والأسلحة الحديثة بالإضافة الى ملايين الدولارات التي توفرها الولايات المتحدة الأمريكية والتي تعد كوسيلة دعم وتعزيز قوة لموقفهم، هو ما سيدحر حركة طالبان ويبددها.

لكن الأخيرة لم يؤثر فيها كل ذلك بل استفادت منه وذلك عن طريق اخذ معظم الأموال التي أنفقت على خطط للتنمية وإعادة بناء للبنى التحتية مستخدمة هذا في شراء أسلحة جديدة وتجنيد مقاتلين اكبر، وذلك من خلال الرعب الذي تزرعه في قلوب العديد من الشركات القائمة عن طريق التهديدات المستمرة في قتلهم حينها يضطرون لدفع الأموال للنجاة منهم.

والفضية الأكبر هو تورط الاستخبارات البريطانية بتزوير شخصية لأحد القادة في طالبان في مسرحية أدتها على الحكومة الأفغانية عن طريق رشوة احدهم ليحضر مفاوضات سلام بين الطرفين، وبين هذا وذلك فأن حركة طالبان تمر الآن بأفضل حالاتها وهذا ما أكده مجموعة من المراسلين لبعض الجهات الإعلامية نقلا من الواقع الذي عاشوه مع هؤلاء المقاتلين في السجون الأفغانية والذين بينوا من خلال تقاريرهم ان السيطرة الطالبانية محكمة على عموم البلاد ولا يوجد هناك أي تهديد عليهم ولا خوف.

انتحال شخصية

فقد أوردت صحيفتا تايمز البريطانية وواشنطن بوست الأميركية ان جهاز الاستخبارات البريطاني ام اي 6 مسئول عن إحضار الشخص الذي انتحل شخصية قيادي كبير في حركة طالبان مخول بدء مفاوضات سلام مع الحكومة الأفغانية.

وكتبت الصحيفة البريطانية ان عملاء من جهاز ام اي 6 دفعوا لهذا الرجل مئات آلاف الدولارات، ظنا انه مسؤول كبير في حركة طالبان مخول التفاوض مع المسئولين الأميركيين والأفغان باسم المتمردين. وقال مسؤول أفغاني كبير للصحيفة ان "أجهزة الاستخبارات البريطانية أبدت سذاجة، ونحن من جهتنا صدقنا أمنياتنا".

وظن جهاز الاستخبارات عند اتصاله بهذا الشخص انه الملا اختر محمد منصور الوزير السابق في حكومة طالبان والمساعد الاول للملا عمر، وقد تولى عدة مرات نقله الى كابول. وكشف مسؤولون أفغان للصحيفة ان هذا الشخص الذي ادعى انه قيادي في طالبان اجتمع بالرئيس حميد كرزاي في القصر الرئاسي، الأمر الذي نفاه كرزاي.

وذكرت الصحيفة ان الولايات المتحدة ساعدت البريطانيين على التحقق من هوية هذا الشخص. وقال الموفد الاميركي السابق الى قندهار بيل هاريس لصحيفة تايمز ان مسؤولية الخطأ لا يتحملها البريطانيون وحدهم، مضيفا ان "حماقة من هذا النوع تكون عادة نتيجة عمل جماعي".

واقر القائد الأعلى للقوات الدولية في أفغانستان الجنرال الأميركي ديفيد بترايوس باحتمال ان يكون هذا الشخص خدع المسؤولين الأفغان بانتحاله شخصية قيادي في طالبان. وقال "شككنا في المسالة منذ البداية، ويبدو ان هذا التشكيك كان مبررا". وتابع "جرت خلال الفترة الماضية تقريبا محاولات انفتاح عديدة .. من جانب عدد من كبار مسئولي طالبان" مضيفا ان بعض هذه المحاولات "تعتبر حقيقية". بحسب وكالة أنباء فرانس برس.

لكنه أضاف ان جميع هذه الاتصالات بقيت بمستوى "أولي جدا .. وفي افضل الحالات بمستوى مفاوضات حول إجراء مفاوضات". وذكر المسؤولون الباكستانيون ان الرجل المنتحل شخصية الزعيم الطالباني والذي هو في الواقع بحسب واشنطن بوست صاحب دكان في مدينة كويتا الباكستانية، عقد ثلاثة اجتماعات مع مسؤولين أطلسيين وأفغان.

وقال دبلوماسي غربي مشارك في المفاوضات في كابول لصحيفة نيويورك تايمز ان الرجل ليس الملا اختر محمد منصور مضيفا "أعطيناه مبالغ مالية طائلة". ونفى الملا عمر ان تكون حركة طالبان شاركت في اي مفاوضات سلام لوضع حد للنزاع المستمر منذ تسع سنوات، واصفا هذه المعلومات بأنها "شائعات كاذبة".

ورفض متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية تأكيد هذه المعلومات او نفيها. وأشار الى ان "المصالحة عملية يقودها الأفغان" الا ان البريطانيين "بإمكانهم تقديم مساعدة مادية لتسهيل المبادرات الرامية الى تحقيق مصالحة أفغانية".

الزعيم المزيف

بينما اقتربت مساعي أفغانستان المطولة لإجراء محادثات مع حركة طالبان من مسرحية هزلية مع تبادل مسؤولين أفغان وأجانب إلقاء اللوم بعد أن تركهم "زعيم" مزيف في طالبان في موقف محرج.

وتواترت التقارير عن المحادثات مع اقتراب مراجعة الرئيس باراك أوباما لإستراتيجية الحرب في أفغانستان في ديسمبر كانون الاول ومع تزايد القبول بالحاجة الى تسوية سلمية عبر المفاوضات للحرب.

كما جاءت هذه التقارير في الوقت الذي تحدث فيه قادة الولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي عن نجاحات عسكرية مؤخرا منذ وصول اخر دفعة من 30 الف جندي اضافي - أمر بإرسالهم أوباما في ديسمبر الماضي - في الصيف واحتدام القتال في معقل طالبان في الجنوب. وعلى خلفية ذلك زاد الاهتمام بالمحادثات بشكل كبير برغم عدم تأكيد الولايات المتحدة أو حلف شمال الاطلسي أو المسؤولين الافغان لإجراء مفاوضات على مستوى رفيع. وتصر حكومة الرئيس حامد كرزاي على أن العملية يجب أن تكون بقيادة أفغانية وشكلت مجلس سلام كجزء من جهود أوسع للمصالحة. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

وقال مسؤول كبير في القصر الرئاسي "المجتمع الدولي بما فيه الولايات المتحدة وبريطانيا كان داعما لجهود السلام وعبر عن استعداده للمساعدة." وأضاف "أكدنا دائما أن أي جهود مباشرة من جانب المجتمع الدولي من أجل المصالحة لن تفشل فحسب في تحقيق نتائج وانما يمكن أيضا أن تكون هدامة."

وقال بعض القادة الغربيين انه لا يمكن حسم الصراع عسكريا. وبلغ العنف أسوأ مستوياته في أنحاء أفغانستان منذ أطاحت قوات أفغانية مدعومة من الولايات المتحدة بحركة طالبان في 2001 برغم وجود نحو 150 ألفا من القوات الأجنبية.

وبموافقة زعماء الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في قمة في البرتغال على الجدول الزمني الذي حدده كرزاي لمغادرة القوات المقاتلة بحلول عام 2014 تزايد الضغط من أجل إجراء المحادثات.

الحياة مع طالبان

في السياق ذاته، وتحت عنوان "الحياة بعد أمريكا: خطة طالبان لأفغانستان"، أجرى مراسل الجارديان في أفغانستان غيث عبد مقابلة مع ثلاثة زعماء في طالبان، سألهم فيه عن تصورهم للنظام الذي يريدونه لأفغانستان وما إذا كانت هناك فرصة لمفاوضات السلام.

يقول المراسل في تقرير من مدينة خوست جنو شرقي أفغانستان، انه التقى رئيس شبكة حقاني ومساعده اللذين يعقدان اجتماعاتهما في مسجد حقاني، وهو مسجد بني في عهد طالبان وبمال عربي.

يقول عبد الاحد: "عندما التقيتهما، اعطى الرجلان، الأول هزيل في الستينيات من العمر، والأصغر سناً، انطباعاً بأنهما فلاحان يبحثان عن عمل في المدينة بدلاً من ان يظهرا كزعيمين في تنظيم يرعب البريطانيين والأمريكيين".

وقال الاكبر سناً: "زادت المقاومة قوة. فقبل سنوات لم تكن طالبان تتحرك سوى ليلاً". واضاف: "ها وقد تحررت أرضنا والحمد لله، نسير في وضح النهار ونحارب في وجه الناس. نسيطر على ارضنا وقرانا فيما لا يمكن الأمريكيون الحضور سوى في الجو". واقر بأن طالبان ارتكبت أخطاء في الماضي، وما زالت ترتكبها. وقال: "ما زال رجالنا يزعجون الناس، وهذا جزء من عملي، ان انقل الشكاوى".

لكنه يضيف أن "فوائد طالبان تطغى على الأذى الذي نلحقه بالناس. ففي منطقتنا كان هناك لصوص وقطاع طرق، وكانت الفوضى عارمة. يحتاج الناس الى من يراقب ويحكم ويعاقب. يحتاجوننا لبسط النظام".

وأضاف ان الحكومة "مقيدة وضعيفة ولا يمكنها ان تأتي الى الناس، والفساد يشلها. فمن أسباب شعبيتنا فشل الحكومة". واعتبر ان "طالبان التي ستأتي تختلف عن طالبان القديمة. لقد تعلمنا من أخطائنا السابقة. سنتقبل الآخر. لن نكون ولا يمكننا ان نكون كل أفغانستان، وإنما نشكل جزءا مهما منها".

من خوست، انتقل المراسل الى غزني للقاء قائد في طالبان كويتا هو مولانا حليمي. وهو شخصية سبق ان التقاها قبل عامين، حين كان يشغل منصباً أدنى. ويلفت حليمي الى ان اللقاء الماضي "جرى في أجواء متوترة، حيث كانت المنطقة هدفا للقوات الأمريكية. لقد كانوا يحضرون الى هنا كثيراً ويجعلون حياة الناس صعبة. لكنها باتت الآن كلها، بفضل الله، تابعة لنا".

ويضيف: "لقد اختلف الوضع. كنت أخشى الحكومة أينما أذهب. الان نتنقل اينما كان، حاملين السلاح. لقد كنا قبل سنتين لا نريد سوى الدفاع عن مناطقنا. أما الآن، فنسيطر عليها ونذهب الى الطريق الرئيسي لشن الهجمات". وقال ايضا انه "من الخطأ اعتبار كل المقاتلين طالبانيين. فالطالبانيون هم تلاميذ مدرسة وأنا ملا. غالبية المقاتلين تحت أمرتي هم من الفلاحين والمزارعين والتلاميذ الذين ينحدرون من مدارس حكومية".

ويشدد على إنهم "يقصدون باكستان في الشتاء لتلقي تدريبات دينمية، لكنهم ليسوا طالبانيين".

خمسة أيام داخل السجون

اما الشخصية الثالثة في المقابلة، فكانت عبد السلام ضعيف، سفير طالبان السابق لدى باكستان زارته في المدة الأخيرة شخصية مهمة عديدة، من الامم المتحدة الى الاتحاد الاوروبي فالناتو.

هذا الرجل امضى عقوبة في معتقل غوانتانامو من العام 2002، وكان على لائحة الأمم المتحدة للشخصيات الإرهابية حتى يوليو / تموز الماضي.

قال: "أتى الأمريكيون الى هنا وجلسوا هنا" في إشارة الى الكنبة الجالس عليها. "قالوا انهم بحاجة للحديث مع طالبان لكنهم عاجزين عن الوصول اليهم. قلت لهم اذهبوا وابحثوا عنهم، انهم في كل مكان. لطالبان حكام ظل ووزارات، لم لا تذهبون وتتحدثون اليهم؟"

واضاف: "قلت للأمريكيين عليكم ان تحترموا عدوكم. لا يمكنكم التفاوض مع طالبان من موقع قوة. فلماذا ستقبل طالبان بالجلوس معكم؟ اذا أردتم التحادث، عليكم معاملتهم على أنكم سواسية". وعن المحادثات الراهنة، قال: "ليست هذه مفاوضات، انها طريقة لجعل شعبنا يرتاح. المفاوضات لم تبدأ بعد". واتهم ضعيف الأمريكيين بالغرور، معلناً أنهم "لا ينتمون الى هنا. انهم غرباء. خارجيون". بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

ونشرت صحيفة "الجارديان" تحقيقا موسعا بعنوان "خمسة أيام داخل أحد سجون طالبان" أعده غيث عبد الأحد، مراسلها الذي قضى عدة أيام مع إحدى جماعات حركة طالبان في أفغانستان عندما تعرضت لهجوم من جانب القوات الأمريكية والأفغانية.

وهو يروي التجربة بالتفصيل ويستهلها بقوله "بعد معركة مع القوات الخاصة الأمريكية وطائرات الهليكوبتر الحربية والقوات الحكومية الأفغانية، قتل اثنان من طالبان، وسقط عدد من الجرحى.

ويستطرد "أوكلت حراستنا الى رجل من شرق لندن كان أحد الملالي وضمن المقاتلين عندما وقع الهجوم. لكن توقيت المعركة جعل بلال، وهو أحد قادة طالبان يتشكك ويطلب منا، بأدب الإجابة على بعض الأسئلة، ثم صودرت هواتفنا وحقائبنا وكاميراتنا.

وقد احتجز المراسل ورفاقه أولا في مدرسة دينية حيث التقى أمان الله وهو مدرس يرتدي نظارة طبية، وكان يجلس مع تلاميذه وقال انه والطلاب امضوا ليلتهم في القتال مع بقية أفراد طالبان. وقد أصيب احد المدرسين في القتال وكان ابنه فقد عينه.

ويقدم المراسل وصفا تفصيليا للمدرسة من الداخل، وينقل الكثير مما قاله له أمان الله، من انه كانت هناك مدارس دينية كثيرة من هذا النوع في أفغانستان أثناء حكم طالبان ثم أصبحت قليلة جدا الآن. ويصف كيف يتعامل التلاميذ مع مدرسيهم ونوع التعليم الذي يحصلون عليه، مع وجود الأسلحة من البنادق الآلية جاهزة باستمرار.

وصف كامل

وبعد يوم قضاه في الحبس في غرفة داخل المدرسة جاء من يقول له ورفاقه ان إطلاق سراحهم أصبح وشيكا "ولكن بعد ساعتين قيل لنا ان المنطقة غير آمنة بسبب نشاط طائرات بدون طيار. في ذلك المساء نقلونا إلى السجن". ويقدم وصفا تفصيليا أيضا للسجن، وطقوسه، وتاريخه والحارس المخصص لحراسة السجناء: الجدران السميكة، الأقفال الحديدية الضخمة، الزنزانة..الخ.

ويقول "السجان رجل قصير معوج الساقين، له لحية طويلة حتى الصدر وعينان محملقتان. سلمه قادة طالبان من مختلف الفصائل في المنطقة أسراهم وهو سيحرسهم، ويستجوبهم ويعدمهم إذا صدرت له الأوامر.

ويقول إن الشنق أصبح الأسلوب المعتمد من جانب طالبان بعد صدور أوامر من الزعيم الروحي للحركة، الملا عمر، بحظر قطع الرقاب، بسبب ردود الفعل السيئة التي تحدث ذلك في وسائل الإعلام العالمية.

ويقول انه أحصى سبعة من الحراس، من المراهقين الضعفاء إلى المقاتلين، كلهم يعيشون داخل السجن في ظروف عسيرة، مثلهم مثل السجناء. وكان الغذاء قليلا للغاية. وقد قضى المراسل وزملاؤه في السجن خمسة أيام قبل أن يتم التحقق من وثائق التفويض الخاصة بهم من قبل زعماء طالبان في كويتا والقادة المحليين.

وأخيرا صدر أمر بالإفراج عنهم "ومشينا في طريق طويل إلى أسفل الجبل.. واعتذروا لنا وأعادوا إلينا معداتنا". وقال ان القائد المحلي أخرج حزمة من الدولارات وحاول أن يقدم لكل منا ورقة من فئة المائة دولار قائلا: "هذه لتعبك. إلا أننا رفضنا ، وبدأنا رحلة طويلة للعودة الى كابول".

دفع الأموال للحماية

فيما قال متعاقد وأعيان قرية أفغانية ان أموالا يقدمها الجيش الأمريكي ومانحون دوليون للاعمار وإقامة مشروعات اجتماعية في المناطق المضطربة في أفغانستان ينتهي بها المطاف في أيدي المتمردين.

وأنفق تحالف من دول غربية يدعم الرئيس حامد كرزاي وله نحو 150 ألف جندي على الاراضي الأفغانية مئات الملايين من الدولارات على المساعدات والبنية الأساسية منذ الإطاحة بنظام طالبان أواخر عام 2001 .

لكن مع تفشي العنف وبعد أن أصبح التمرد أكثر دموية عن ذي قبل فان بعض شركات البناء والعاملين في مشروعات التنمية يقولون انهم يضطرون لدفع جزء من الاموال للمتمردين لحماية رجالهم ومشروعاتهم ومعداتهم.

وقال محمد احسان انه اضطر لدفع جزء كبير من عقد بقيمة 1.2 مليون دولار حصل عليه من الجيش الامريكي قبل فترة قريبة لإصلاح طريق في إقليم لوجار جنوبي كابول بعد أن خطفوا شقيقه وطالبوا بفدية.

ونقل احسان عن المتمردين قولهم "تعرف اننا نحتاج لهذه الأموال الامريكية لمساعدتنا في تمويل جهادنا". وأنفق احسان في نهاية المطاف أكثر من 200 ألف دولار من أموال المشروع لتأمين حرية شقيقه.

وأضاف احسان ان المتمردين طلبوا أيضا تحويل الدولارات الى عملة أفغانية أو باكستانية قائلين ان النقود الامريكية "حرام" بالنسبة للمسلمين. وتابع احسان ان دفع أموال للمتشددين أمر شائع في أفغانستان حيث يكون من الصعب أن تعمل في القرى أو المناطق النائية دون استرضاء قادة المتمردين المحليين.

وعندما سئل عن الاموال التي دفعها احسان قال الميجر جويل هاربر المتحدث باسم قوة المعاونة الامنية الدولية (ايساف) التي يقودها حلف شمال الاطلسي "لدينا علم بمثل هذه التقارير ... طرق التعاقد تعتبر بالتأكيد جزءا من جهود مكافحة التمرد." وأضاف "مثل هذه الحوادث ستخضع للتحقيق ونتخذ إجراءات لمنع حدوث هذه الأشياء." بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

وخلص تحقيق لمجلس الشيوخ الأمريكي في أعمال شركات الامن الخاصة المتعاقدة في أفغانستان الى ان أموالا تصل أحيانا الى زعماء ميليشيات على صلة بالمتمردين لكنه لم يتطرق الى قنوات أخرى محتملة تنقل الأموال الأجنبية الى جماعات المتمردين. ويهاجم مقاتلو طالبان بانتظام قوافل الامدادات ومشروعات التنمية اضافة الى الاهداف العسكرية لكن ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان نفى أن تكون الحركة تبتز المتعاقدين للحصول على أموال مشيرا الى ان أطرافا أخرى ربما تستخدم اسم طالبان لتشويه سمعتها.

وقال مجاهد "هذا لا أساس له على الإطلاق. لسنا في حاجة لأي أموال من أي منظمة ترتبط بقوة الغزو". وأضاف "الناس يساعدوننا طواعية وسنواصل جهادنا ضد كل قوات الاحتلال والمتعاقدين معها." لكن حتى أعيان مجالس التنمية القروية -وهي مجالس محلية تقليدية تستهدف تسريع عمليات التنمية تتسلم الأموال لإقامة المشروعات الصغيرة في قراهم- يقولون إنهم لم يسلموا من عمليات الابتزاز.

وقال أسلم جان من مقاطعة براكي براك بإقليم لوجار "فريق الأعمال بالإقليم أعطاني 500 ألف أفغاني (10 الاف دولار) لتنظيف بالوعات الصرف الصحي في قريتي لكني اضطررت لدفع 200 ألف منها لطالبان." وقال عبد الغفور نوري وهو صاحب شركة نقل في كابول ان دفع أموال للمتمردين أمر طبيعي. وأضاف ضاحكا "أدفع لطالبان كي لا يهاجموا بضائعي ولا يهمني ماذا يفعلون بالأموال ... اذا لم تفعل ذلك تتعرض ممتلكاتك للهجوم والتدمير في اليوم التالي."

الجلد علنا

من جانبها قالت طالبان الباكستانية انها جلدت علنا 65 رجلا اتهمتهم بتعاطي المخدرات والاتجار فيها في منطقة قبلية قال جيش باكستان انه طهرها من المتشددين بدرجة كبيرة.

وقال حافظ سعيد المتحدث باسم طالبان ان كلا منهم جلد عشر جلدات في ساحة يلعب فيها الاطفال كرة القدم وتقام فيها مناسبات دينية في بلدة ماموزاي في اقليم اوراكزاي القبلي بشمال غرب باكستان. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

وأظهرت واقعة الجلد العلني قدرة طالبان الباكستانية ذات الصلة بالقاعدة على تطبيق تفسيرها للإسلام في بعض المناطق الشمالية الغربية على الرغم من تأكيد حكومة اسلام اباد ان الهجمات التي شنها الجيش هناك أضعفت الحركة بشدة. وقال سعيد "أدينوا بتعاطي المخدرات والاتجار فيها وقضت المحكمة الإسلامية بالعقوبة التي نفذت علنا."

سلاح ذكي

في حين كشفت الولايات المتحدة عن رشاش جديد، يؤمل منه أن يساعد في القضاء على حركة طالبان. وأطلق على السلاح الجديد XM-25، ووصف من قبل الجيش الأميركي بأنه سيبدل "قواعد اللعبة".

ويقوم السلاح الجديد على استخدام نظام التوجيه بالليزر، وتطوير 25ملم من المتفجرات، التي يمكن برمجتها لتفجير أكثر من هدف. وقال ريتشارد أوديت الذي ساعد في تطوير السلاح للجيش الأمريكي "ان السلاح قفزة كبيرة إلى الأمام لأنه أول سلاح صغير يستخدم التكنولوجيا الذكية".

ويضيف أوديث: "إن الطريقة التي يستخدم بها الجندي هذا السلاح تقوم على، البحث عن الهدف، ومن ثم توجيه الليزر، والذي يحدد نطاق الهدف، ومن ثم يعدل نقطة الهدف بالتحديد، ويضبط النار، ومن ثم يضغط على الزناد".

ويضرب أوديث مثلاً، ويقول: "فلنفترض أن الجندي وجه الليزر إلى 543 متراً...وعند الضغط على الزناد، فإن الرشاش يطلق النار إلى 543 متراً زائدة أو ناقصة متراً واحداً أو اثنين أو ثلاثة".

وهو ما يعني أن هذا السلاح يمكن استخدامه لاستهداف مسلحين يختبئون وراء الجدران أو في الخنادق دون الحاجة للتنسيق عبر غارات جوية. واضاف أوديث: "هذا يجعل من السلاح حلاً متكاملاً للسيطرة".

وقد انتج هذا السلاح لجنود الجيش الاميركي الذين يخدمون في أفغانستان، ويمكن استخدامه من قبل القوات الخاصة البريطانية أيضا. ولم تعلق وزارة الدفاع البريطانية على الرشاش الجديد، لكنها قالت، في بيان لها، انها ملتزمة بأن توفر للقوات على الخط الأمامي في أفغانستان أفضل المعدات. وبالإضافة إلى ذلك قالت انها مهتمة دائما في استيعاب التكنولوجيا الجديدة.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 11/كانون الأول/2010 - 4/محرم/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م