ضغط الدم... خلل فسلجي ام عامل نفسي

شبكة النبأ: بداية لابد ان نذكر تعريف لضغط الدم: تقوم الشرايين بتنظيم الضغط وكمية الدم المارة بها عن طريق التمدد والتقلص المنتظم مع نبضات القلب فإذا ما فقدت هذه الشرايين مرونتها لأي سبب من الأسباب عندها تزيد مقاومة الشرايين لمرور الدم فيرتفع ضغط الدم ولذلك فإن مقاومة جدران الشرايين لمرور الدم يعتبر عاملاً هاماً لمعرفة مستوى ضغط الدم والسيطرة عليه. يعتبر ضغط الدم مرتفعاً اذا كان زائد عن المعدل الطبيعي و هو 80/120 ملم زئبق.

وبعد ذلك نذكر ما قام به الأطباء من خلال بحوثهم ودراساتهم للحد من الإصابة بهذا المرض الذي يصيب الملايين من حول العالم والذي يؤدي الى الإصابة بأمراض قاتلة أخرى منها ضعف الكلة والذبحة الصدرية والسكتة القلبية، وهم بذلك سينقذون حياة العديد من الأبرياء.

معتمدين في عملهم على البحث عن طرق للعلاج او الحد من أثره ولكن قبل ذلك لابد ان يعرفوا الأسباب التي تؤدي الى الإصابة بهذا المرض، وبالإضافة الى ما كان متعارف عليه ان الملح الزائد هي التي ترفع ضغط الدم فهم توصلوا الى ان الزيادة في كميات السكر تؤدي الى ذلك أيضا، كما حذروا الى ان الأدوية التي تأخذ كعلاج قد تسبب أو تساعد على الإصابة بالأمراض السرطانية، فيما وجدوا علاجا سريا لخفض مستوى الدم في حالات ارتفاعه.

السكر الزائد

بينما  يعرف الجميع أن تناول الملح بكثرة من شأنه أن يرفع ضغط الدم إلى مستويات خطيرة، ولكن دراسة جديدة أعدها عدد من الأطباء أكدت أن الإفراط في تناول السكر والحلويات قد يكون له تأثير مماثل، في تطور قد يبدل النظرة نحو مرض ضغط الدم الذي يقلق مئات الملايين حول العالم.

وتشير الدراسة إلى أن تناول كميات كبيرة من الأغذية التي تحتوي على سكر "فروكتوز" الموجود بكثرة في الفاكهة والذرة، أو شرب أكثر من عبوتين من المشروبات الغازية يومياً يودي إلى تزايد خطر ارتفاع ضغط الدم بنسبة 30 في المائة، حتى وإن تناول المرء حمية غذائية خالية من الملح.

وقال الطبيب مايكل شونشل، كبير العاملين على الدراسة وأخصائي أمراض الضغط في المركز الطبي التابع لجامعة كولورادو: "المشكلة أن الفركتوز منتشر بكثرة في الأطعمة، ولو دخلت اليوم إلى أي بقاله فستجد أن المنتجات التي تحتويه في كل مكان."

وقال شونشل إن نتائج دراسته جاءت بعد مسح شمل 4500 شخص من كل أنحاء الولايات المتحدة، وجميعهم من بين الأصحاء الذين لا يعانون من أمراض الضغط، واستمرت عمليات المراقبة الطبية لأولئك الأشخاص أربع سنوات تقريباً.

وبحسب الدراسة، فإن الشخص البالغ يتناول يومياً 74 غراماً من الفركتوز، ما يعادل كمية السكر الموجودة في علبتين ونصف من الصودا. ولكن يتناول كميات أكبر من السكر معرض لارتفاع الضغط إلى حدود 14/9 بنسبة 30 في المائة، و16/10 بنسبة 77 في المائة، علماً أن مستويات ضغط الدم الطبيعية هي 12/8.

من جهتها، شككت شاريل لافر، أخصائية الأمراض الباطنية في مركز جامعة A&M للطب في تكساس بنتائج الدراسة، مشيرة إلى أنها لا تشرح الأسباب الفزيولوجية التي تدفع السكر للتسبب بارتفاع الضغط. بحسب وكالة انباء السي ان ان.

وأضافت لافر أن خلاصة الدراسة قد تكون فسرت بصورة عكسية، إذ أن المصابين بارتفاع ضغط الدم يقبلون على تناول السكر بعد الامتناع عن تناول الملح، وبالتالي يزداد لديهم استهلاك الفركتوز، لكنهم يفعلون ذلك بعد إصابتهم بالمرض، وبالتالي فإن السكر ليس له دور في رفع ضغط الدم.

وأدت الدراسة إلى ردة فعل غاضبة من شركة "كورن ريفاينرز" إحدى أكبر الشركات المصنعة لأغذية الذرة الغنية بالفركتور، فردت في بيان بالقول إن الدراسة غير دقيقة ولم تسجل بالكامل طبيعة الأنظمة الغذائية للأشخاص الذين شملهم المسح، كما قالت إن إشارة الدراسة لوجود 74 غراماً من السكر في كل علبتين ونصف من الصودا "غير صحيح."

ولكن شونشل دافع عن الدراسة بالقول إنها تنسجم مع دراسة مماثلة ظهرت مطلع العام تشير إلى أن خفض كميات السكر المقدمة إلى فئران في المختبر أدى إلى تراجع في مستويات ضغط الدم لديها.

السلاح السري

فيما يوجد هناك سلاح سري ضد الضغط ولكنه سيقلص عدد أصدقائك. والسلاح السري لضغط الدم هو الثوم وفقا لما خلصت إليه دراسة نشرت في دورية ماتوريتاس العلمية.

وفي تجربة استغرقت 12 اسبوعا وشملت 50 مريضا اكتشفت كارين ريد وزملاؤها في جامعة اديليد ان من اخذوا اربع كابسولات يوميا من مكمل يطلق عليه "مستخلص الثوم طويل العمر" سجل ضغط الدم لديهم حوالي 10 ملليمتر زئبق اقل من مجموعة أخرى من المرضى أعطيت علاجا وهميا.

وقالت ريد ان الثوم الذي يتم تناوله بأي شكل آخر سواء كان خاما او طازجا او في شكل مسحوق لم يكن له نفس التأثير. وقالت الباحثة "عندما تقوم بطهي الثوم فإن المادة المسؤولة عن خفض ضغط الدم تختفي".

ومضت تقول "اعتقد ان اهم نقطة هو ان مستخلص الثوم طويل العمر كمكمل غذائي هو سلاح سري لضغط الدم". ويعتقد ان الثوم مفيد للقلب ويروج منذ قرون ممارسو طب الايورفيدا التقليدي في الهند لفوائد الثوم على انه من المواد الواقية من ارتفاع ضغط الدم. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

وقال سانداري جانيش احد ممارسي طب الايورفيدا "يستخدم الثوم كعلاج لخفض ضغط الدم في طب الايورفيدا منذ آلاف السنين". ولكن ريد قالت ان بحثها هو الأول الذي يقيم تأثير مستخلص الثوم طويل العمر مضيفة انه تم تقييم المستخلص كعلاج إضافي لعقاقير أخرى في علاج ارتفاع ضغط الدم.

هشاشة العظام

الى ذلك، يتمثل مصدر القلق الرئيسي لدى الكثير من المسنين في خوفهم من السقوط وانكسار عظامهم التي صارت ضعيفة ورقيقة بسبب إصابتهم بمرض "هشاشة العظام".

هذه حالة تؤثر على ثلث المسنات و20 في المئة من المسنين في العديد من الدول الغنية، ونصف أولئك الذي خضعوا للعلاج في المستشفيات من كسور في العظام يعودون إلى المستشفى مجددا لإصابتهم بكسر آخر. فهشاشة العظام مكلفة للأفراد المصابين والمجتمع.

يصف الأطباء مكملات الكالسيوم للمرضى الذين يعانون من هشاشة العظام، وينصحونهم أيضا ببعض التعديلات في أنماط حياتهم، كممارسة المزيد من التمارين الرياضية والتعرض للشمس بصورة أكبر. غير أنه من المحتمل أن يتناول بعض المرضى أدوية تساعدهم دون قصد على الحفاظ على قوة عظامهم.

في معهد "جارفان" للأبحاث بمدينة سيدني الاسترالية، عثر باحثون على بيانات تشير إلى أن الأقراص المعالجة لضغط الدم، والتي تعرف عادة باسمها "حاصرات بيتا" "بيتا بلوكر"، تزيد من كثافة العظام وتقلل من خطر الإصابة بالجلطات الدماغية والأزمات القلبية. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

نظر الأستاذ الجامعي بالمعهد توان نجوين في بحث من جامعة كولومبيا في نيويورك، أظهر أن فئرانا أعطيت أقراص "حاصرات بيتا" فزادت كثافة عظامها. وقال نجوين: "ما لا نعلمه أنه عند إعطاء شخص "حاصرات بيتا"، فإنها ستقلل في الحقيقة من إصابته بالكسور، في نوع من حالات السيطرة العشوائية".

وقد اكتشف فريق باحثيه تراجعا في معدل الإصابة بالكسور على مدار الأعوام الأربعين الماضية، منذ بدء انتشار "حاصرات بيتا" في أستراليا. ونظر الباحثون بصورة خاصة في حالات هشاشة العظام داخل وخارج بلدة دوبو جنوب شرقي البلاد.

ولكن ثمة حاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث للتأكد بشكل نهائي من أن العظام تستفيد من أقراص معالجة ارتفاع ضغط الدم. وفي حال ثبوت ذلك، فإنه قد يتعين على الأطباء النظر مجددا في خياراتهم عندما يرون أحد المسنين يعاني من ارتفاع ضغط الدم. لا تتوافر حاليا عقاقير أخرى غير "حاصرات بيتا" لعلاج فرط التوتر. وبالنسبة لبعض المرضى، فإن الأدوية المركبة قد يكون لها مفعول جيد.

النمو الإدراكي

وفي السياق ذاته، أظهرت دراسة أميركية أن ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال يؤثر على نموهم الإدراكي وبالتالي يجعلهم يعانون من مشاكل في التعلم.

وذكر موقع "ذا مد غورو" الأميركي أن باحثين في جامعة "روتشستر" وجدوا أن المشاكل الإدراكية تزداد 4 مرات عند الأطفال الذين يعانون من ضغط مرتفع للدم. وتبين من خلال الدراسة التي شملت 201 طفل تراوحت أعمارهم بين 10 و18 عاماً، أن معدل عدم القدرة على التعلم كانت 28% لدى من يعانون من ارتفاع ضغط الدم.

وظهر أن 9% فقط من الأطفال الآخرين الذين لا يعانون من هذا المرض، بانت لديهم مشاكل إدراكية. وعانى 20% من الأطفال ذوي الضغط المرتفع من اضطراب الحركة المفرطة ونقص الانتباه. وقالت الباحثة المشاركة في الدراسة هيثير ادامز "وجدت الدراسة أن الأطفال الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أكثر عرضة للإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه".

خفض تناول الملح بالصغر

من جانبه يقول بحث أمريكي إن تقليل استهلاك المراهقين للملح بواقع 3 ملليغرامات يومياً، أي ما يعادل نصف ملعقة صغيرة، قد يؤدي لخفض احتمالات إصابتهم بارتفاع ضغط الدم بواقع 68 في المائة، كما تخفض احتمالات الإصابة بأمراض القلب عند التقدم في السن.

ومن المعلوم أن ارتفاع ضغط الدم يمكن أن يؤدي للإصابة بالسكتات الدماغية والنوبات القلبية، ورغم عدم شيوع تلك الأمراض بين المراهقين، إلا أن دراسات سابقة وجدت إن إصابة الشباب في العقد الثاني والثالث من العمر بهذا المرض غالباً ما يبدأ من الطفولة.

ويعرف الأميركيون باستهلاك كميات كبيرة من  الملح، إذ يستهلك الصوديوم بنحو 50 في المائة أكثر مما يوصي به الخبراء، يأتي معظمها من الأغذية المصنعة. ما دفع أن إدارة الرقابة على الغذاء والدواء في الولايات المتحدة في الحد من كمية الصوديوم في الأغذية المعلبة.

وقالت د. كيريستين بيننز-دومينغو، من جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو، التي قادت البحث، إن استطعام الملح سلوك مكتسب ولذلك فأن التدخل المبكر هو مفتاح الحل، مضيفة: " نأمل أن تستطيع تغيير التوقعات إزاء الكيفية التي  ينبغي أن يكون عليها طعم الطعام.. والشيء المثالي هو طعم أقل ملحاً."

واستخدمت بينز-دومينغو، نموذجاً بالحاسوب لتحليل أمراض القلب الوعائية لدى مراهقين تراوحت أعمارهم بين سن 12و18 عاماً، وتوقع كيفية تأثير خفض استهلاك الملح لهذه المجموعة العمرية في تقليل أعداد البالغين المصابين بارتفاع ضغط الدم في المستقبل.

ووجدت الدراسة أن تقليل المراهقين لاستهلاك الملح بحوالي نصف ملعقة يومياً يعني تقليل عدد المصابين بارتفاع ضغط الدم بنسبة 43 في المائة بين أكثر من 2.7 مليون بالغ تتراوح أعمارهم بين سن 35 و50 عاماً ممن يعانون من المرض.

ويقول خبراء إن الأمريكيين باتوا معتادين على مستويات عالية من الصوديوم والملح المضاف إلى الطعام، وإن السبيل الوحيد للإقلاع عن هذه العادة قد تكون في التعود التدريجي على تقليل استهلاكهما. بحسب وكالة انباء السي ان ان.

ويشار إلى أن الصوديوم هو أحد مكونات ملح الطعام، غير أنه يوجد في مواد غذائية أخرى.

وتقول اختصاصية التغذية جيني غازانيغا مولو "عندما نتوقف عن استخدام الملح فجأة، فسيكون هناك فرق كبير في طعم الأغذية.. وبالنسبة لمعظم الناس، فالطعم هو أهم سبب لتناول وجبة ما.. وإذا كنا خفض الصوديوم بشكل مفاجئ جدا، فلن يأكلوا الطعام."

وكشف دراسة أمريكية أخرى نفذت في يناير/كانون الثاني بأن خفض كمية الملح في الطعام بواقع نصف ملعقة صغيرة يومياً، يمكن أن يحقق مزايا وفوائد صحية، تواكب تلك التي تتحقق عن خفض معدلات الكوليسترول، أو الإقلاع عن التدخين، أو خفض معدلات السمنة والبدانة.

وأوضحت الدراسة أنه في حال تنفيذ ذلك، أي خفض كمية الملح بمقدار نصف ملعقة صغيرة أو ما يعادل 3 غرامات (نحو 1200 ميلليغرام من الصوديوم)، فإن عدد المصابين بالذبحات الصدرية في الولايات المتحدة، يمكن أن ينخفض ليصل إلى 13 في المائة من عدد الأمريكيين.

كذلك توقعت الدراسة، التي نشرت في الدورية الطبية المتخصصة "نيوإنغلاند جورنال أوف مديسن"، أن ينخفض عدد حالات الإصابة الجديدة بأمراض القلب والذبحات الصدرية، بنسبة 11 في المائة، و8 في المائة على الترتيب. وأكدت الدراسة أن خفضاً بمعدل غرام واحد من ملح الطعام بصورة يومية، سيقلل من عدد المصابين بأمراض القلب والذبحات الصدرية بصورة ملحوظة.

خطر الإصابة بالسرطان

كما رجحت دراسة نشرت في دورية "لانست" الطبية مؤخراً، أن بعض الأدوية المعالجة لضغط الدم قد تزيد، وبمعدل بسيط، فرص الإصابة بالسرطان، إلا أن نتيجة البحث العلمي لم تكن قاطعة ودعا القائمون عليها لإجراء المزيد من الدراسات.

ولم ينجح الباحثون في تحديد المخاطر الحقيقية التي قد تتسبب بها أدوية ضغط الدم، في حين اختلف مختصون بارزون بأمراض السرطان والقلب حول نتيجتها. بحسب وكالة انباء السي ان ان.

والعقاقير موضع الخلاف هي "أنغيوتنسين-ريسبتر بلوكرز" angiotensin-receptor blockers  ARBs، ويعمل على منع تأثير بروتين  أنغيوتنسين 2، الذي يتسبب بارتفاع ضغط الدم وإنسداد الشرايين، وعادة ما يوصف العقار للمرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم وقصور القلب وأمراض الكلى الناجمة عن السكري.

وقام الباحثون في "المركز الطبي كيس ليونفيسرتي هوسبيتالس" في كليفلاند، باوهايو ، بدارسة تسعة دراسات قائمة، شملت دراسة بيانات أكثر من 60 ألف مريض، تمحورت حول ARBs. وقال د. إيلك سيباهي، الذي قاد البحث إن تحليل البيانات أشار إلى زيادة بمقدار 1.2 في خطر الإصابة بأمراض السرطان، على رأسها سرطان الرئة،  بين من تناولوا العقار على مدى أربعة أعوام. غير أن العلماء فشلوا في تفسير كيفية تسبب الدواء بالسرطان.

القدرات الذهنية

بينما اكتشف باحثون تراجع معدل الذكاء وتشويش في ذاكرة كبار السن المصابين بضغط الدم، تحديداً في الفترات التي يرتفع فيها معدل الضغط، وفق تقرير.

وقال د. جيسون آلير، البروفيسور المساعد بجامعة نورث كارولينا، شارك في وضع الدراسة، إن التأثير بدأ واضحاً بين المصابين بارتفاع ضغط الدم فوق سن الخمسين، حيث يصاب العديد من الأشخاص بالمرض، وتبدأ قدراتهم الذهنية في التراجع.

وأردف قائلاً: إذا كنت مصاباً بارتفاع ضغط الدم، فمن الضروري وضعه تحت السيطرة." ورغم أن الرابط الدقيق بين ارتفاع ضغط الدم وتدني القدرات الذهنية مازال مبهماً، إلا أن العلماء قالوا إن البحث يظهر ضرورة مراعاة المرضى لوضعهم الصحي وتفادي الإجهاد. وأخضع فريق البحث 36 عجوزاً من المصابين بارتفاع ضغط الدم،  تراوحت أعمارهم بين سن 60 و87 عاماً، لاختبارين اثنين يومياً على مدى شـهرين. بحسب وكالة انباء السي ان ان.

وطالب الباحثون المشاركين، وبعد قياس معدلات ضغط الدم لديهم، بالقيام بعدد من الاختبارات تضمنت استرجاع بسيط للذاكرة، والتعرف على أرقام وثالث تضمن اختبار للذكاء. وأظهرت النتائج ارتباطاً مباشراً بين الأوقات التي عانى فيها المشاركون من ارتفاع عالي في ضغط الدم، وتدني قدراتهم "الإدراكية"، وازداد ارتكاب الأخطاء بازدياد ارتفاع ضغط الدم.

وقال آلير إن التأثير يحدث فقط بين المرضى الذي يعانون من ارتفاع ضغط الدم بصورة أعلى من المتوسط. وتقول الدراسة، التي نشرتها "التلغراف" إن الأشخاص الذين بلغ متوسط ارتفاع الضغط لديهم 130 أو أعلى، تراجعت وظائفهم الإدراكية  بشكل ملحوظ، عند الارتفاع الشديد لضغط الدم.

في المنزل ...أفضل 

فيما يبدو إن لجوء الشخص إلى مراقبة قياس ضغطه الشرياني في المنزل، قد يكون أفضل في نتائجه عن القيام بفحصه في عيادة الطبيب. هذا ما طرحته إحدى الدراسات التي قدمتها جمعية القلب الأمريكية ( AHA ) مؤخرا .

ووفق ما ذكره التقرير، فإن حوالي ثلث عدد البالغين في أمريكا - 65 مليون شخص- مصابون بارتفاع في الضغط الشرياني، وهو أكثر شيوعا لدى الاشخاص المتقدمين بالعمر. وحسب الاحصائيات، فهناك حوالي نصف عدد الأمريكيين في عمر 65 سنة أو أكبر، لديهم ارتفاع في الضغط الشرياني .

وهذا يعني أن ضغط الدم الانقباضي لديهم ( اي القياس الأول ) يبلغ 140 ملم زئبقي على الأقل، وأن ضغط الدم الانبساطي لديهم ( القياس الثاني) يصل إلى 90 ملم زئبقي أو أكثر. وهناك عدد آخر من الأشخاص تبلغ نسبتهم 25 بالمائة، وتكون احتمالات الإصابة لديهم في الحدود العليا، وهي مرحلة تعرف بما قبل ارتفاع الضغط الشرياني.

ويكمن الخطر الأكبر في جهل عدد كبير من الأشخاص- من مختلف فئات الأعمار- بإصابتهم بهذا المرض، إذ يرتبط ارتفاع الضغط الشرياني، بحالات مرضية خطرة منها أمراض القلب، والكلية، والجلطات الدماغية .

وقياس الضغط الشرياني إجراء بسيط، ولا يتطلب الذهاب إلى الطبيب، حسب ما أوردته جمعية القلب الأمريكية، التي وبعد عقود طويلة أقرّت وطورت اقتراحاتها حول طريقة فحص ومراقبة الضغط الشرياني في المنزل بعيدا عن الأجهزة القديمة .

والأدوات المستخدمة، والتي تم اختبارها من قبل أخصائيين في الأمراض القلبية، ومن ضمنهم الدكتور توماس بيكرينغ، من مركز نيويورك كولومبيا الطبي، وجد أنها مناسبة لأداء الغرض المرجو منها . بحسب وكالة انباء السي ان ان.

وعمليا، لهذه الأدوات فوائد عدة، أهمها تلك التي تحدث في عيادة الطبيب، والمعروفة ( بتناذر القميص الأبيض) في إشارة إلى الرعب والتوتر اللذين يصيبا المريض لدى دخوله عيادة الطبيب ، وقيامه بقياس الضغط الشرياني له.

وكذلك يمكن أن تحد من الخطأ الذي قد يحدث عند قياس الضغط بالوسائل اليدوية، إضافة إلى أن الأجهزة الجديدة كانت نتائجها أكثر إقناعا، خاصة عند قياس الضغط ليلا، أو خلال أوقات متفرقة من اليوم. وهذا التقرير الذي تم نشره في مجلة Journal of American Heart Association ، لم يذكر نوعا محددا منها، ولكن بشكل عام يتراوح ثمن الجهاز الواحد منها مابين 50$-100 $ .

وينصح الخبراء باستخدام أجهزة المراقبة الإلكترونية، التي تقيس الضغط الشرياني في أعلى الذراع، أكثر من تلك التي تقيسه عن طريق الإصبع، أو المعصم . ولمن يرغب بقياس صحيح لضغطه، عليه الالتزام بما يلي حسب رأي الخبراء :

- الجلوس على كرسي والاستراحة لعدة دقائق قبل القياس .- عدم لف الساقين على بعضهما والتوقف عن الكلام .- وضع الذراع على مستوى القلب .- إسناد الذراع والظهر جيدا .- اختيار القياس المناسب من الكم الخاص بالجهاز ووضعه على الجلد مباشرة .

آليات الارتفاع

في حين كشف علماء بريطانيون عن الآليات التي تتحكم في رفع ضغط الدم وهذا الانجاز يعد خرقا علميا كبيرا يمكنه أن يساعد في إيجاد طرائق علاج جديدة له. وعادة تتحكم هورمونات "أنيوتنسين" بضغط الدم وهي عند ارتفاع مستواها تتسبب في تضييق الأوعية الدموية.

ووجد العلماء ولأول مرة خطوة أساسية يقوم بها الجسم للسيطرة على ضغط الدم وكيفية انحراف العملية أحيانا عن مسارها الطبيعي.  فعن طريق استهداف هذه العملية يمكن إيقافها عن الاختلال ومنع وقوع العرض المعروف باسم "الضغط العالي" والذي يصيب الملايين من الناس في شتى أنحاء العالم والذي يقف وراء الكثير من أمراض القلب والجلطات الدماغية.

ويقف وراء هذا الاكتشاف الكبير باحثون من جامعتي كمبردج ونوتنغهام وجاء خلال دراستهم لحالة التشنج السابق للولادة والمعروف باسم "الإرجاج" وهو نوع من أنواع ارتفاع ضغط الدم القاتل الذي يحدث للنساء خلال فترة الحمل. بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط.

واكتشف هؤلاء العلماء، الذين ظلوا يبحثون في مجال الهورمونات، المرحلة المبكرة جدا من تشكل مرض ضغط الدم العالي بسبب زيادة مستوى هورمون "أنيوتنسين" عن المستوى المطلوب وهم الآن مقتنعون من أنهم سيتمكنون من إيجاد الطريقة التي تساعدهم على منع "المفتاح" من السماح للهورمونات كي تنمو بشكل أكثر من اللازم ومنعها من التسبب في إصابة الجسم بمرض ضغط الدم العالي.

وقال البروفسور روبن كاريل من جامعة كمبردج لمراسل صحيفة الديلي تلغراف اللندنية إنهم وجدوا الخطوة الأولى في العملية الأساسية التي تتحكم بضغط الدم. فعن طريق اقتراب خطوة من مشاهدة التحولات الأولية تمكن هؤلاء العلماء من فتح استراتيجيات جديدة واقتربوا على حسب قول البروفسور كاريل أكثر من فهم السبب الذي يجعل بعض الناس يصابون بضغط الدم العالي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 8/كانون الأول/2010 - 2/محرم/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م