الديناصورات... افترست نفسها ام قتلها كويكب؟

 

شبكة النبأ: سكان الارض الاوائل، وأول من وطئ البرية لايزال مصيرها يكتنفه الغموض، خصوصا انها انقرضت بحسب العلماء بشكل غريب، على الرغم من كونها تتمتع بمزايا فسلجية تمكنها على التأقلم مع الظروف البيئة المتغيرة، فيما يذهب البعض في رايهم الى سبب نفوق تلك الحيوانات الضخمة يعود الى كارثة كبيرة حلت بالأرض، فيما يذهب آخرون الى افتراس بعضها البعض. بين هذا الرأي وذاك نستعرض آخر الاكتشافات العلمية بهذا الصدد.  

أقدم جنين

فقد حدد علماء المتحجرات أقدم جنين معروف يعود إلى نوع من الديناصورات عاشت قبل 190 مليون سنة. ويعود الكشف عن بيضة الديناصور "ماسوسبونديلس" التي تحتوي على جنين حفظ بشكل جيد إلى عام 1976 في جنوب افريقيا.

ويعتقد أن هذا المخلوق يتحدر من عائلة حيوانية تشمل الديناصورات ذات الاعناق الطويلة التي عرفت باسم برونتوساروس. وتسلط الدراسة التي نشرت في مجلة "علم متحجرات الحيوانات الفقارية" الضوء على المراحل الاولى لتطور الديناصورات. وقام الباحثون باستخدام الجنين لإعادة بناء كيف كان شكل الديناصورات الصغيرة التي تنتشر في الارض.

واكتشف فريق العمل الذي فحص البيضة المتحجرة برئاسة البروفسور روبرت ريز من جامعة تورونتو ميسيسوجا في كندا أن الجنين الذي فيها هو اقدم جنين لحيوان فقاري يمشي على اليابسة. وقال البروفسور ريز إن "البحث يفتح نافذة موجودة على التاريخ المبكر وتطور الديناصورات".

واضاف ان "بروسايوروبودس هي أول ديناصورات تنوعت بشكل كبير واصبحت بسرعة كبيرة اكثر المجاميع انتشارا ، لذا فإن(دراسة) بيولوجيتها مهمة على وجه الخصوص لإنها تمثل بطرق عديدة فجر عصر الديناصورات". بحسب بي بي سي.

ويعود "ماسوسبونديلس" الى مجموعة من الديناصورات تعرف باسم "بروساروبودس" وهي من احفاد "ساروبودس" الديناصورات الضخمة ذات الاعناق الطويلة والتي تسير على اربعة ارجل.

ولاحظ الباحثون بعد دراسة الهيكل العظمي الصغير (طوله 20 سم) أن الجنين كان على وشك الخروج من البيضة بيد أن الحظ لم يحالفه. ويقول تقريرهم إن الجنين يبدو مختلفا تماما مقارنة بالحيوانات الكبيرة.

وما أن تفقس البيوض فان صغار الديناصورات تكون بأربع ارجل طويلة الامر الذي يعني انها ستتمكن من السير على أرجلها الاربع بدلا من السير على رجلين كما هي الحال في الديناصورات الكبيرة.

ويبدو رأس الجنين كبيرا وبشكل غير متناسب مع جسمه، اذ يعتقد ان ديناصورات الماسوبونديلس الكبيرة يبلغ طولها خمسة امتار ولها رؤوس صغيرة نسبيا واعناق طويلة.

ويبدو ان طبيعة جسمها التشريحيه تتغير مع كبر سنها.

وتشير الدراسة إلى أن جسد الجنين الضعيف يحتاج إلى رعاية بعد تفقيس البيضة وخروجه منها ،كما هي الحال مع الاطفال من البشر، وفي هذه الحالة فأنها ستكون أول مثال على الرعاية الابوية للصغار.

اضخم الضواري يعرف الخوف ايضا!

فيما تيرانوصوروس ركس كان أحد أضخم الضواري التي مشت على كوكبنا على الإطلاق، وكان له عدد ضئيل للغاية من الأعداء. لكن دراسة جديدة أجراها علماء أمريكيون وكنديون أوضحت أن مقاييس العظام الهائلة في جسد " تي. ركس" تشير إلى أنه كان لديه أسباب للخوف من هجمات أقرانه من نفس الفصيلة.

يقول نيك لونجريتش عالم الحفريات القديمة بجامعة ييل في بحث نشر بمجلة "بلوز وان" إن فحص مقتنيات المتحف كشفت عن وجود أربع فصائل من الديناصور العملاق والمرعب تي. ركس تحمل آثار أسنان تركتها ديناصورات ضارية أخرى ضخمة. بحسب الوكالة الالمانية.

عندما تحجرت تلك الأحافير قبل 65 مليون سنة، كان تي. ركس هو الحيوان الضاري الوحيد في أمريكا الشمالية القادر على ترك مثل هذه الآثار، ما يؤكد أنه كان يأكل لحم أبناء جلدته.

وأوضح لونجريتش "بعد ذلك تبين أن عددا من فصائل الديناصورات لها نفس آثار أسنان التيرانوصوروس، ثلاثة منها من "فصيلة" تيرانوصوروس.. ولقد أثبتنا أن هذه العينات تمثل دليلا مباشرا على أن التيرانوصوروس كان يأكل لحم أقرانه..المثير للدهشة هو تواتر حدوث هذا".

واستبعد لونجريتش احتمال أن تكون آثار العضات نتيجة معارك دارت بين الديناصورات للسيطرة على منطقة ما، مشيرا إلى أن آثار عضات أكل الأقران حدثت بعد الوفاة.

وقال " ضواري هذه الأيام الضخمة تقتات بلحم أقرانها بشكل منتظم، إنها طريقة سهلة لحماية الارض والحصول على بعض الطعام في الوقت نفسه".

الصين أكبر في العالم

من جهته أُعلن متحف صيني ضم مجموعة فريدة من نماذج الديناصورات وأحفورات أخرى تعود لحقبات ما قبل التاريخ في الصين، كأكبر متحف للديناصورات في العالم ودخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية.

وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" أن المتحف الطبيعي " تيانيو ميوزيوم اوف نيتشر"الذي عرضت محتوياته بمقاطعة شاندونغ شرق البلاد افتتح في العام 2004، قد تقدّم للدخول في موسوعة غينيس للأرقام القياسية في حزيران/يونيو الفائت ودخلها يوم الإثنين كأكبر متحف في العالم.

ويضم المتحف الذي يمتد على مساحة 28 ألف كيلومتر مربع، 1100 عينة من الديناصورات التي تمثلت جميعها بكامل هياكلها العظمية.

كما ضم عشرات آلاف الأحفورات التي تعود لحقبات ما قبل التاريخ، مثل العصافير والأسماك.

أكثر الحيوانات تحليقا

من جهتهم قال باحثون أميركيون إن الديناصورات الطائرة ربما كانت قادرة على التحليق لمسافة 10 آلاف ميل من دون توقف عبر أجنحتها التي كانت تمتد 30 قدماً.

موقع "ساينس نيوز دوت اورغ" عن الباحث في جامعة "كاثان" في بيتسبرغ إن هذه الديناصورات كانت "كبيرة وفقاً لمقاييس الزواحف المجنحة، وكانت حقاً ضخمة جداً وفقاً للمقاييس المتعلقة بالعصافير والخفافيش".

وأضاف أنه إن صحت تقديرات العلماء اعتماداً على الأحفورات التي وجدت وحجم أجسام هذه الديناصورات وأجنحتها المتوقعة، فإن هذه الحيوانات قد تكون الأكثر قدرة في التاريخ على الطيران لأطول مسافة من دون توقف.

أقدم أجنة

الى ذلك اكتشف علماء كنديون أجنة ديناصور يعتقد انها الأقدم في العالم وهي تخص نوعاً عاش قبل حوالي 190 مليون سنة.

وأفادت شبكة "بي بي سي" البريطانية ان باحثين من جامعة تورنتو ميسيسوغا الكندية اكتشفوا بيوضاً متحجرة تحتوي على أجنة محفوظة جيداً في جنوب إفريقيا في العام 1976.

وأشارت إلى ان الباحثين برئاسة البروفسور روبرت رايز أجروا منذ ذلك الحين دراسة على البيوض وخلصوا إلى انها تحتوي على أقدم أجنة ديناصور عثر عليها يوماً.

وأوضح الباحثون ان الأجنة هي لديناصورات من نوع "Massospondylus" وهي أسلاف الديناصورات ذات الرقبة الطويلة التي عرفت بـ"Brontosaurus".

ولفتوا إلى ان Massospondylus تنتمي إلى مجموعة ديناصورات ضخمة وذات 4 قوائم وأعناق طويلة.

وأجرى الباحثون دراسة على الأجنة التي يبلغ طولها 20 سنتمتراً واكتشفوا ان البيوض كانت على وشك التفقيس لكن ذلك لم يحصل. "يو بي أي"

لها ريش أحمر وبني

كما كشفت مجموعة من العلماء عن دليل جديد يثبت الألوان التي تميزت بها بعض الديناصورات قبل ملايين السنين، وهي درجات اللونين الأحمر والبني.

وأثبتت هذه الأدلة أن الريش كان جزءا من أجساد الديناصورات قبل أن تستخدمها الطيور في الطيران.

واستخدم العلماء، الصينيون والبريطانيون، في هذا الاكتشاف تكنولوجيا "الإلكترون المجهري" لتحليل الغشاء الخارجي لأحافير الديناصور، وبالتحديد ديناصوري "سينوساوروتيريكس" و "سينورنيثوسوروس، والتي تم اكتشافها في أكتوبر/تشرين الأول 2009 في شمال الصين.

وفي هذا الموقع، عثر العلماء على 20 أحفورة تعود لأكثر من 160 مليون عام.

وفي بداية يناير/كانون الثاني الحالي، عثرت مجموعة أخرى من العلماء على أقدم طبعة لقدم تعود لكائن يمضي على أربعة أقدام، ويعتقد أن هذه الآثار تعود إلى نحو 395 مليون عام.

يقول باتريك أور، أحد المشاركين في المشروع: "هذا هو أول دليل يثبت درجات الألوان الحقيقية للديناصورات قبل ملايين السنين." بحسب السي ان ان.

وكانت تقارير سابقة قد أظهرت علاقة بين الديناصورات المجنحة من جهة، والنعام والدجاج من جهة أخرى.

لم تنقرض بسبب كويكب

وبعد أن افترض علماء الأحفوريات أن مسألة انقراض الديناصورات حسمت بالنظرية التي ترى أن كويكبا قد ضرب الأرض وقضى على الديناصورات، خرجت عالمتان أمريكية وسويسرية بنظرية جديدة ترى استحالة هذه الفرضية.

ففي مقالة منشورة في مجلة "جورنال أوف جيولوجيكال سوسيتي"، أكدت العالمتان، الأمريكية غيرتا كيلر والسويسرية ثيري اداتي، بأن حدث ضرب الكويكب للأرض وانقراض الديناصورات تفصلهما هوة زمنية تصل إلى ثلاثمائة ألف سنة.

وكانت النظرية الأصلية تفيد بأن الديناصورات قد انقرض بعد أن هز كويكبا سطح الأرض وخلف سحابة غطت سماءها مما حجب الشمس وأدى إلى انقراض العديد من الأصناف والكائنات، وذلك قبل 65 مليون عاما من الآن.

بالمقابل ذكرت كيلر، أن الأدلة التي استند عليها العلماء في نظرية الكويكب، هي وجود طبقات من الإيريدوم، وهو عنصر كيمائي لا يتواجد على سطح الأرض، ولكنه يتوافر على سطح، الكويكبات، وكان قد لاحظ الخبراء تواجده حول العالم بنفس الوقت الذي انقطعت فيها البقايا الأحفورية للديناصورات، مما دعاهم إلى الافتراض أن كويكبا ضرب الأرض وسبب هذه الكارثة الطبيعية.

ودحضا لهذه الفرضية أفادت كيلر، أنها قامت مع زميلتها بمسوحات في عدد من المناطق في المكسيك، أي المكان الذي يفترض أن يكون الكويكب قد أصاب فيه الأرض.

وتبين للعلماء أن الفاصل بين آخر أحفوريات للديناصورات وبين الإيريدوم يصل إلى عدة إنشات، أي أن هناك فاصل زمني بين الحدثين يصل إلى 300 ألف عام. بحسب السي ان ان.

وأوضحت كيلر أن العلماء عادة ما يؤرخون للأرض والكائنات عليها تبعا لطبقاتها الجيولوجية التي تشير إلى الفاصل الزمني بين كائن وآخر وبين فترة زمنية وأخرى.

وانتقد علماء فرضيتها مشيرين إلى أنه يمكن لبعض الظروف المناخية والزلازل من أن تبدل في طبقات الأرض وبالتالي تغير من التسلسل الزمني الحقيقي للأحافير.

 ومن جهتها رفضت  كيلر هذه الانتقادات بشدة، حيث رأت أن الطبقات التي فحصتها لم تتشكل في غضون أيام أو أسابيع بل دلت أبحاثها أنها استغرق آلاف وملايين السنوات.

وعطفا على مسألة انقراض الديناصورات رأت كيلر، أنه لا شك قد حدثت كارثة طبيعية حجبت الشمس وبردت سطح الأرض قاضية بذلك على 65 في المائة من الكائنات والأنواع التي سكنت سطح البسيطة، "والتي لم تنجم بالضرورة عن اصطدام كويكب بالأرض."     

ولاية البيّض الجزائرية

من جانبها أعلنت جمعية "غزال" لتطوير السياحة وحماية التراث الأثري والحضاري الجزائرية الأحد عن اكتشاف آثار تعود لديناصورات بالمنطقة المسماة "الثنية الحمراء" في ولاية البيّض، 600 كيلومترا جنوب غرب الجزائر.

ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن رئيس الجمعية خالدي الأعرج، قوله إن الجمعية التي استعانت بالمختص في مجال الجيولوجيا الدكتور معمري الشيخ أكد أن الدراسات الميدانية الأولى التي قام بها بموقع الإكتشاف الذي يضم 11 بصمة تشير إلى أن الأمر يتعلق ببقايا بصمات لديناصورات من آكلات الأعشاب واللحوم يعود عمرها الجيولوجي إلى أكثر من 100 مليون عام.

وأضاف المصدر نفسه أن هذا الإكتشاف يعد من بين عدة اكتشافات قامت بها الجمعية في ولاية البيض، إذ سبق لها وأن اكتشفت مواقع لا تقل أهمية عن اكتشاف منطقة " الثنية الحمراء".

وقد تمكنت هذه الجمعية من اكتشاف بصمات آثار لديناصورات بمنطقة "المزيود" بإقليم بلدية بريزينة جنوب الولاية والتي أثبتت الدراسات العلمية التي أجريت بشأنها أن عمرها الجيولوجي يعود إلى أكثر من 150 مليون عام، كما تمكنت أيضا خلال العام الجاري من اكتشاف بقايا الغابة المتحجرة بمنطقة العرق الصحراوي بأقصى جنوب بلدية بريزينة .

يأكل أقرانه

في سياق متصل أضاف العلماء صفة مرعبة أخرى لسمات الديناصور المخيف "تايروناسور ريكس،" الضخم ذي الرأس الكبير، والذي كان يجوب أمريكا الشمالية منذ 66 مليون سنة، إذ اكتشف الباحثون أنه كان آكل لحوم.

فقد أظهرت دراسة نشرها الموقع الإلكتروني العلمي "بلوس ون" إن اكتشاف آثار أنياب "تي ريكس،" على أربع عينات من أقرانه من نفس النوع، يؤشر على أنه كان يأكل لحم الديناصورات الآخرى.

وقال الباحث المشارك في الدراسة غريغوري إريكسون من جامعة ولاية فلوريدا "إذا مات أي ديناصور فهذا يعني أنه تحول إلى وجبة غداء لديناصور آخر من نوع تي ريكس."

غير أن إريكسون وزملاءه لا يعرفون على وجه اليقين، ما إذا كان هذا الحيوان المفترس يقتل أشقائه ثم يأكلهم، أم أنه كان يقتات على جيف الموتى منهم، لكن هذا الخيار الأخير يبدو الأكثر إقناعا.

وقال الباحثون ، يمكن أن تترك أي الذين يعيشون أكلة اللحوم الأخرى في ذلك الوقت علامات عض في هذه الهياكل العظمية. انهم مصممون أيضا على نمط وطبيعة الحفر بقي من علامات عض أشار المهاجم كان من المرجح التغذية على الذبيحة.

وقال إريكسون إن تلك النتائج تضيف قطعة أحجية أخرى إلى الحياة الغامضة لديناصور "تي ريكس،" لافتا إلى أنه يأمل في أن تحفز تلك الاكتشافات المزيد من الأبحاث حول عادات وسلوكيات ذلك الوحش.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 4/كانون الأول/2010 - 27/ذو الحجة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م