
شبكة النبأ: يرى الكثير من المتابعين
للشؤون السياسية في تسريبات موقع ويكيليكس الاخيرة حقيقة مفادها ان
المعلومة باتت ابعد ما يكون عن اخفائها، خصوصا مع التقدم التقني الحاصل
وسرعة انتقال بيانات من والى اطرف العالم.
وبالعودة الى البرقيات الدبلوماسية التي سربها موقع ويكيليكس يتفق
اغلب المحللين على كونها ذات تأثير محدود جدا على صعيد العلاقات
الدبلوماسية مع دول العالم الاخرى ولن تتلف أي علاقات دولية على الارجح.
الا ان الدرس المهم فيما يبدو حتى الان هو سهولة سرقة كميات هائلة
من البيانات في عصر المعلومات وصعوبة الحفاظ على الاسرار.
وضخمت الولايات المتحدة وحكومات أخرى من شأن الضرر الدبلوماسي
المحتمل من جراء نشر نحو 250 الف برقية بدأت صحف غربية نشر تفاصيلها
مؤخرا.
وكشفت البرقيات التي نشر بعضها بالكامل وسربت أجزاء من بعضها الاخر
اراء ومعلومات سرية غالبيتها سلبية من جانب دبلوماسيين أمريكيين كبار
بالخارج ربما كانت في الاحوال الطبيعية ستظل سرية لعشرات السنين.
وتباينت اراء الخبراء والمسؤولين السابقين بشأن أثر التسريبات. وقال
وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني متحدثا قبل نشر البرقيات انه
يخشى أن تكون هذه التسريبات مثل "هجمات 11 سبتمبر بالنسبة للدبلوماسية"
وأن "تنسف الثقة بين الدول."
وهناك اخرون اكثر تفاؤلا ويعتقدون أن الدبلوماسيين سيسيرون على
النهج الذي اتبعوه طويلا وهو التزام الادب في العلن والصراحة المفرطة
في التقارير التي يضعونها في بلادهم.
وقال السير كريستوفر ماير السفير البريطاني السابق بواشنطن العاصمة
الامريكية لرويترز "لن يقيد هذا صراحة الدبلوماسيين." وأضاف "لكن الناس
سيهتمون بأمن الاتصالات الالكترونية والسجلات. كان سيستحيل سرقة هذا
الكم من الاوراق." بحسب رويترز.
وهذا درس تتعلمه الحكومات بسرعة. وتعرض مسؤولون بريطانيون للاحراج
عدة مرات بسبب فقدان أقراص تحتوي على معلومات شخصية عن الالاف من عامة
الناس في حين يقول خبراء ان متسللين سرقوا كميات هائلة من المعلومات
الحساسة من شركات غربية.
قد تربك العالم
من جهته وصف البيت الابيض نشر الوثائق الامريكية "بالجريمة الخطيرة".
وقال الناطق باسم الرئاسة الاميركية روبرت غيبس ان ويكيليكس والذين
ينشرون هذه المعلومات "مجرمون"، معتبرا ان هذه التسريبات تشكل "انتهاكات
خطيرة للقانون وتهديدا خطيرا للذين يقودون ويساعدون سياستنا الخارجية".
من جهتها، رأت هيلاري كلينتون في نشر الوثائق "هجوما على الاسرة
الدولية". وكانت كلينتون تحدثت قبل ذلك الى نظيرها التركي احمد داود
اوغلو الذي وصفه دبلوماسيون اميركيون في انقرة في مذكرات بانه رجل "بالغ
الخطورة".
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية فيليب كراولي ان كلينتون
وداود اوغلو "ناقشا خلال اللقاء مشكلة ويكيليكس ووزير الخارجية عبر عن
تقديره للتعليقات المباشرة والصريحة التي ادلت بها وزيرة الخارجية".
ورأت فرنسا انها عملية "متعمدة ولا مسؤولة" بينما قال وزير
الفخارجية الايطالي فرانكو فراتيني انه يخشى "11 ايلول/سبتمبر
للدبلوماسية العالمية".
وقال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الذي شبه في مذكرة بادولف
هتلر، ان هذه الوثائق "لا قيمة لها" معتبرا ان نشر هذه الوثائق "يندرج
في اطار حرب معلومات" ضد طهران، تديرها الولايات المتحدة.
فيما القادة الذين انتقدتهم الوثائق سارعوا الى تأكيد ان نشرها لن
يؤثر على علاقاتهم مع واشنطن. وقد اكد وزير الخارجية الالماني غيدو
فسترفيلي ان "هذه الحماقات" لن تؤثر على العلاقات الاميركية الالمانية
بينما قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان لندن "ستواصل العمل
بشكل وثيق مع الولايات المتحدة".
وقالت افغانستان ايضا ان علاقاتها مع واشنطن لن تتضرر على الرغم من
الوثائق التي وصفت الرئيس حميد كرزاي بانه "ضعيف" وشقيقه احمد والي
بانه من زعماء تهريب المخدرات الفاسدين.
وفي واشنطن، قال مسؤول اسرائيلي كبير طالبا عدم كشف هويته ان صورة
اسرائيل لم تتضرر، موضحا ان هذه الوثائق "تدل على ان اسرائيل لا تعتمد
لغة مزدوجة وتقول في المجالس الخاصة ما تقوله علنا" بخصوص ضرورة التحرك
لمواجهة خطر التسلح النووي الايراني. بحسب فرانس برس.
واضاف "يتبين ان كل الشرق الاوسط يرهبه احتمال قيام دولة نووية في
ايران والدول العربية تدفع الولايات المتحدة الى عمل عسكري بطريقة اقوى
مما تفعل اسرائيل". وفي الولايات المتحدة يدور الحل حول محورين هما
الملاحقات القضائية ومنع تسريبات جديدة.
وذكر وزير العدل الاميركي ايريك هولدر بان "تحقيقا جزائيا يجري
ولسنا حاليا في موقع يسمح لنا باعطاء النتائج". واعلن البيت الابيض انه
امر بمراجعة اجراءات الامن لمنع تسريبات جديدة.
لكن ساره بالين احدى اهم شخصيات المحافظين المتشددين الاميركيين رأت
على صفحتها على موقع فيسبوك ان التسريبات "تثير تساؤلات خطيرة بشأن عدم
اهلية ادارة اوباما لادارة هذا الفشل الذريع".
لكنها وصفت مؤسس موقع ويكيليكس جوليان اسانج بانه "عميل معاد
لاميركا يداه ملطختان بالدماء".
وفي اميركا اللاتينية، دعا الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز وزيرة
الخارجية الاميركية الى الاستقالة، معتبرا ان هذه الخطوة هي اقل شيء
يمكنها ان تفعله هي والمنحرفون الآخرون في وزارة الخارجية الاميركية".
واكدت حليفته الاكوادور انها مستعدة لاستضافة مؤسس ويكيليكس. وقال
نائب وزير الخارجية الاكوادوري كينتو لوكاس "نحن مستعدون لمنحه اذن
اقامة في الاكوادور من دون اي مشكلة واي شرط".
واضاف "سندعوه للمجيء الى الاكوادور ليتمكن من ان يعرض بحرية، وليس
فقط عبر الانترنت، بل ايضا امام مختلف المنابر العامة، المعلومات التي
يملكها وكل الوثائق".
الاتفاق مع الصحف الشريكة
من جانبها افادت صحيفة لوموند الفرنسية ان موقع ويكيليكس لا ينشر اي
وثيقة صادرة عن الدبلوماسية الاميركية على موقعه الالكتروني من دون
موافقة الصحف الشريكة الخمس (نيويورك تايمز، در شبيغل، الغارديان، ال
باييس ولوموند) التي جندت نحو 120 صحافيا لتحليل هذه الوثائق.
وقالت سيلفي كوفمان مديرة التحرير في الصحيفة ان الصحف الخمس "تبادلت
الكثير من المعلومات والتحليلات والخبرات". واضافت "لقد اتفقنا على
برنامج للنشر. تم ذلك عبر البريد الالكتروني والهاتف وعدد من اللقاءات
الشخصية ايضا"، مشيرة الى "اننا توافقنا ايضا على طريقة نشر الوثائق
الكترونيا: فعندما نخفي اسماء او معطيات لحماية امن الاشخاص، الجميع
يقوم بالامر نفسه". بحسب فرانس برس.
وقالت ان "الوثائق تدقق فيها فرقنا المتخصصة ثم ينشرها موقع
ويكيليكس. المنظمة وافقت على الالتزام" بهذه الشروط، مؤكدة ان ويكيليكس
قدم هذه المعلومات مرة جديدة مجانا. وقالت "لم ندفع شيئا ولم يطلب منا
ذلك يوما".
وفي ما يتعلق بصحة هذه الوثائق، قالت كوفمان "ليس لدينا سبب معين
للشك بصحتها او الاعتقاد انها قد تكون مزيفة. وزارة الخارجية الاميركية
لم تنف ايا منها، ولم تقل انها مزورة. كما اننا نطبق حكمنا الخاص: هناك
برقيات لم نتمكن من ضمان جدية مضمونها فقمنا باستبعادها".
وبحسب مديرة التحرير التي لم تحدد منذ متى بدأ الصحافيون التدقيق في
المراسلات الدبلوماسية، فإن "نحو 120 شخصا (من الصحف الخمس) عملوا على
مدى اسابيع عدة بطريقة محمية. الا انهم لم يقوموا بذلك داخل تحصينات في
ايسلندا. كل مجموعة كان لديها مكان خاص". واوضحت ان نشر الوثائق
الدبلوماسية بدأ وسيستمر على مدى "ايام عدة لكن في شكل ممتد زمنيا بسبب
كمية المعلومات".
وقالت "منذ ان حصلت فرق التحرير على الوثائق، لم تحصل اتصالات كثيرة
مع ويكيليكس. لدى (الموقع) ممثلون ليسوا اشخاصا معروفين كثيرا الا ان
فرق التحرير تعرفهم".
تبادل معلومات المخابرات
من جانب آخر يبدو ان كشف موقع ويكيليكس الالكتروني لبرقيات
دبلوماسية أمريكية سرية سوف يحد من تبادل معلومات المخابرات الذي يعتبر
حيويا في تجنب هجمات محتملة من جانب تنظيم القاعدة.
فبعد مرور تسع سنوات على هجمات 11 سبتمبر أيلول التي وجهت تبادل
معلومات المخابرات الامريكية الى عصر جديد يثير كشف الموقع نحو 250 ألف
برقية دبلوماسية تحتوي على معلومات حساسة اتهامات بأن حجما كبيرا من
معلومات المخابرات الامريكية يجري نقله لعدد كبير من الاشخاص في عصر
تسهل فيه سرقة البيانات الرقمية.
ولم يتضح بعد حجم التداعيات الدبلوماسية لكن التسريبات تهدد بتقويض
ثقة حلفاء مهمين للولايات المتحدة بعد ان أصبح من المبرر لهم الان أن
يخشوا من الحديث بصراحة مع واشنطن بعد أن بات من الممكن الكشف عن هذه
الاحاديث الخاصة.
ومن منظور عالمي يقول المراقبون ان النظام القائم حاليا لحماية
الاسرار الامريكية فقد مصداقيته وقد تحتاج واشنطن لاتخاذ خطوات كبيرة
لتظهر أن أسرارها امنة.
وقال بيتر هوكيسترا الجمهوري البارز في لجنة المخابرات بمجلس النواب
الامريكي "هذا فشل ضخم من جانب مخابراتنا ووزارة الدفاع في الحفاظ على
المعلومات السرية."
وأضاف للبرنامج الصباحي على شبكة سي.بي.اس التلفزيونية "قاعدة
المعلومات هذه ما كان يجب أن تنشأ. ما كان يجب السماح لمئات الالوف من
الاشخاص بالدخول عليها."
ويعتقد مسؤولون امريكيون تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هوياتهم أن
بيانات ويكيليكس من أحدث تسريبات وما كشف من قبل من مئات الالوف من
السجلات عن الحربين في أفغانستان والعراق تم جمعه من شبكة جهاز توجيه
بروتوكول شبكة الانترنت السرية.
وتتيح الانترنت الدخول على وثائق على مستوى أقل من السرية لمسؤولي
الامن القومي الامريكي ومنهم مسؤولو الدفاع والخارجية. بحسب رويترز.
وقال بول بيلر المسؤول السابق بوكالة المخابرات المركزية الامريكية
( سي.أي.ايه) والذي يعمل حاليا في جامعة جورج تاون "يمكنك الدخول على
شبكة جهاز توجيه بروتوكول شبكة الانترنت السرية لتتاح لك أطنانا من
معلومات أكثر بكثير مما كان يمكن أن يتاح في السنوات القليلة الماضية
عندما كنا مازلنا نتعامل بالورق."
وأقر متحدث باسم وزارة الدفاع (البنتاجون) بأن الجهود في مرحلة ما
بعد 11 سبتمبر لاعطاء المتخصصين في مجالات الدبلوماسية والجيش والامن
والمخابرات حرية اطلاع أسرع واسهل على المعلومات "كان لها عواقب غير
محسوبة - اذ عرضت معلوماتنا السرية بدرجة أكبر للخطر."
وبدا ان البيت الابيض اتخذ خطوة صغيرة باتجاه سرية أكبر اذ أمر
هيئات الحكومة بتشديد اجراءات التعامل مع المعلومات السرية. وقال مكتب
الادارة والميزانية انه يعمل على ضمان "ألا يحصل المستخدمون على حرية
دخول أكثر من المطلوبة للقيام بعملهم كما ينبغي." وقالت وزارة الدفاع
ووزارة الخارجية كذلك انهما تشددان الاجراءات لمنع المزيد من التسريبات.
وقال بيلر "ستكون هذه قوة تدفع باتجاه تبادل أقل للمعلومات والمزيد
من الرقابة عليها." وأضاف انه يتوقع في الاجل القصير ضغوطا "للمزيد من
التشديد."
وبعد هجمات 11 سبتمبر عام 2001 تعرض مسؤولو المخابرات الامريكيون
للتوبيخ بسبب فشلهم في "وصل النقاط" قبل الهجمات على نيويورك وواشنطن.
لكن تقليص تبادل المعلومات قد يعقد جهود منع هجمات جديدة واشار بيلر
الى الاتجاه قد يعود الى التوسع في تبادل المعلومات اذا نجح تنظيم
القاعدة في ضرب أهداف أمريكية.
وتركزت التحقيقات الامريكية في التسريبات حتى الان على برادلي مانين
وهو محلل معلومات مخابرات عسكرية سابق في العراق لم يكن على درجة
وظيفية عالية واتهم من قبل بتسريب تسجيل فيديو سري يظهر هجوما في عام
2007 شنته طائرة هليكوبتر اسفر عن مقتل أكثر من عشرة أشخاص في العراق
منهم صحفيان من رويترز. واتهم كذلك بتنزيل برقيات تخص وزارة الخارجية.
وقال هاوارد مكيون الجمهوري البارز في لجنة القوات المسلحة بمجلس
النواب الامريكي "الادارة يجب أن تحدد كيف أمكن لشخص أن يسرب هذا الكم
الهائل من المعلومات السرية وأن تبني دفاعاتها لضمان عدم تكرار ذلك."
اعتقال مؤسس ويكيليكس
الى ذلك طلب الإدعاء العام في السويد مجدداً، من المحكمة الجنائية
في استوكهولم، اعتقال مؤسس موقع "ويكيليكس"، جوليان أسانغ، لاستجوابه
في اتهامات بالاغتصاب والاعتداء الجنسي، والتي كانت قد تعرض للتوقيف
بسببها في وقت سابق، قبل أن تطلق السلطات السويدية سراحه.
وقالت رئيسة الإدعاء، ماريان ناي في بيان أن سبب صدور مذكرة توقيف
غيابية بحق الأسترالي أسانغ، الموجود خارج السويد حالياً، هو أنه "يجب
أن يتم الاستماع إليه في تلك الاتهامات، لاستكمال التحقيق بالقضية،
فإننا لم نتمكن من استجوابه وسماع إفادته حتى الآن."
وكانت السلطات السويدية قد أصدرت مذكرة توقيف غيابية بحق جوليان
أسانغ، في أغسطس/ آب الماضي، بعد اتهامه بـ"اغتصاب" امرأة، و"التحرش
جنسياً" بأخرى، ولكن سرعان ما سحب مكتب الإدعاء السويدي المذكرة بعد
ساعات فقط من صدورها.
وفيما أصدر المكتب بياناً نشره على موقعه الإلكتروني، جاء فيه أن
أسانغ "لم يعد مطلوباً للشرطة، وهو غير مشتبه به في قضية اغتصاب"، نشر
أسانغ بياناً على موقع "ويكيليكس"، اعتبر فيه أن الاتهامات الموجهة
إليه "لا تقوم على أي أساس"، مشككاً في توقيت ظهورها الذي يتزامن مع
الضغط الأمريكي عليه.
وفي الأول من سبتمبر/ أيلول الماضي، أعاد الإدعاء السويدي فتح قضية
"الاغتصاب"، حيث ذكرت ناي، آنذاك: "هناك سبب يجعلنا نعتقد أن هناك
جريمة ما قد تم ارتكابها"، وتابعت: "بحسب المعلومات المتاحة، فإنني أرى
أنها ذلك العمل الإجرامي يمكن تصنيفه كجريمة اغتصاب."
وقبل أسبوع من ظهور تلك الاتهامات، كان أسانغ قد أعلن خلال مؤتمر
صحفي في السويد، أن موقعه الإلكتروني، الذي نشر عشرات الآلاف من
الوثائق السرية المتعلقة بالحرب الأمريكية في أفغانستان، يستعد لنشر
15 ألف وثيقة سرية أخرى، خلال أسبوعين.
جانب من البرقيات والتقارير المعلنة
ذكرت صحيفة تايمز البريطانية ان الحكومة البريطانية السابقة منعت
توصل تحقيق حول الحرب على العراق الى نتيجة لحماية المصالح الاميركية.
وكان رئيس الوزراء السابق غوردن براون امر بفتح تحقيق شيلكوت
لاستخلاص الدروس من الحرب.
لكن برقية نشرت على موقع ويكيليكس كشفت ان مسؤولا كبيرا في وزارة
الدفاع وعد الولايات المتحدة بانه سيبدد مخاوفها في هذا الخصوص.
وخلال اجتماع مع المسؤول الاميركي ارين توشر ووزير الخارجية
البريطاني في حينها ديفيد ميليباند، قال جون داي المدير العام للامن في
وزارة الدفاع ان "بريطانيا اتخذت تدابير لحماية مصالحكم".
واحرجت الحكومة البريطانية السابقة مع نشر برقية اخرى وكشفت ان
براون الذي اطيحت حكومته في ايار/مايو قال عن طريق الخطأ للرئيس
الاميركي باراك اوباما انه لن يكون في وسع بريطانيا نشر المزيد من
القوات في افغانستان.
وفي ايلول/سبتمبر 2009 قال السفير الاميركي في لندن لويس سوزمان
لواشنطن ان "المسؤولين العسكريين البريطانيين اكدوا انه يمكن ارسال الف
الى الفين رجل" ما تناقض مع تأكيد براون لاوباما انه "لا يمكنه ارسال
قوات اضافية" الى افغانستان.
فيما قالت صحيفة الجارديان البريطانية ان محافظ بنك انجلترا المركزي
ميرفين كينج اتهم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ووزير المالية
جورج اوزبورن "بالسطحية" وان الولايات المتحدة صدمت لما وصفته الصحيفة
"بالسلوك الفظ" للامير اندرو عضو الاسرة المالكة في بريطانيا حين يكون
خارج البلاد. وذكرت الصحيفة ان البرقيات تضمنت أيضا انتقادات للعمليات
العسكرية البريطانية في أفغانستان.
اما الامير اندرو الذي سلطت التسريبات الاضواء على سلوكياته فهو
الابن الثاني للملكة اليزابيث ملكة بريطانيا. وخدم اندرو (50 عاما)
كقائد لطائرة هليكوبتر في البحرية الملكية في حرب فوكلاند عام 1982.
في حين اظهرت وثائق موقع ويكيليكس ان دبلوماسيين أمريكيين وصفوا
وزير الخارجية الالماني جيدو فسترفيله بانه متغطرس ومختال بنفسه ومنتقد
لأمريكا.
وشملت الوثائق التي نشرتها في المانيا صحيفة دير شبيجل الاسبوعية
1719 برقية دبلوماسية من السفارة الامريكية في برلين تضمنت اعطاء
دبلوماسيين تقييمات صريحة لساسة كبار من بينهم المستشارة الألمانية
انجيلا ميركل.
واستشهدت دير شبيجل بدبلوماسي أمريكي قال عن ميركل انها "تتفادي
المجازفة ونادرا ما تكون مبدعة."
واضاف تقرير دير شبيجل ان "الامريكيين يرون ان المستشارة تنظر الى
الدبلوماسية الدولية بشكل اساسي من منظور كيف يمكن ان تستفيد منها
محليا."
ووصف فسترفيله بانه صاحب "شخصية مفعمة بالحيوية" تؤدي احيانا الى
صدام مع ميركل ولكن ليس لديه خبرة تذكر في مجال السياسة الخارجية وله
وجهة نظر متضاربة تجاه الولايات المتحدة.
وقال تقرير كتب قبل ان يصبح فسترفيله وزيرا للخارجية "هناك اجماع
بين المسؤولين .. ربما نتيجة تحيز سياسي بان فسترفيلي متغطرس ومولع جدا
بالتأكيد على (اعجابه بذاته)."
وكانت الاراء المتعلقة بوزير الدفاع الالماني كارل تيودور تسو
جوتنبيرج وهو اكثر الساسة شعبية في المانيا افضل ووصف بانه "صديق وثيق
ومعروف للولايات المتحدة" لا يتردد في اعطاء السفارة رؤية عن السياسة
الداخلية الالمانية.
وأظهرت ايضا البرقيات الدبلوماسية الأمريكية المسربة ان وزيرة
الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون شككت في القوى العقلية لرئيسة
الارجنتين كريستينا فرنانديس وطلبت من دبلوماسي أمريكي ان يستوثق من
انها لا تأخذ أدوية.
وسألت كلينتون الدبلوماسيين عددا من الاسئلة عن العلاقة "
الديناميكية الشخصية" بين فرنانديس وزوجها الرئيس الارجنتيني الراحل
نيستور كيرشنر وكيف تسيطر رئيسة الارجنتين الجديدة (57 عاما) على "
أعصابها وقلقها".
ونقلت الجارديان عن البرقية قول كلينتون "في اي الظروف تكون قادرة
على التعامل مع ضغوطها.. وكيف تؤثر عواطف كريستينا فرنانديس دو كيرشنر
على القرارات التي تتخذها وكيف تهدأ حين تتعرض لضغوط.
"كيف تؤثر الضغوط على سلوكها مع مستشاريها وعلى اتخاذ القرار.. ما
الخطوات التي تتخذها كريستينا فرنانديس او مستشاريها والمحيطين بها
لمساعدتها على تحمل الضغوط.. وهل تأخذ اي أدوية."
وخلفت فرنانديس زوجها عام 2007 لفترة رئاسة مدتها أربع سنوات وعرف
عنها انها حادة ومباشرة وكثيرا ما تطعم خطبها الحماسية بانتقادات لاذعة
لخصومها وللشركات الخاصة ولوسائل الاعلام.
وسارع الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز بانتقاد تعليقات كلينتون وعبر
في خطاب نقله التلفزيون الرسمي عن "تضامنه مع رئيسة الارجنتين".
وقال تشافيز "يجب ان يفحص أحد القوى العقلية للسيدة كلينتون... انها
تشعر بأنها أرفع مقاما من أوباما...لانها بيضاء تشعر بأنها أرفع مقاما
من الرئيس الاسود."
من جهته دافع رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني عن نفسه في
مواجهة البرقيات السرية لوزارة الخارجية الأمريكية التي وصفته بأنه "لا
حول له ولا قوة" واشارت إلى أن ولعه "باقامة الحفلات الجامحة" أثر على
قدرته على الحكم.
وكانت الحياة الخاصة لرئيس الوزراء البالغ من العمر 74 عاما محط
الانظار لاسابيع منذ أن ذكرت وسائل الاعلام أن راقصة بملهى ليلي في سن
المراهقة تعرف باسم روبي تلقت سبعة الاف يورو (9200 دولار) بعد حضور
حفل بمقر اقامته الخاص بالقرب من ميلانو في وقت سابق من هذا العام.
وقال دبلوماسي أمريكي في تعليقات نشرها موقع ويكيليكس ان برلسكوني "زعيم
أوروبي معاصر لا حول له ولا قوة ومختال وغير فعال" واضاف أن "ولعه
بالحفلات في وقت متأخر من الليل يعني انه لا يحصل على ما يكفي من
الراحة." وفي زيارة لطرابلس رفض رئيس الوزراء الايطالى التعليقات مازحا.
وقال للصحفيين في تعليقات بثتها محطة سكاي تي جي 24 التلفزيونية "للاسف
لم يسبق لي في حياتي أن شاركت في أي (حفل جامح). قد تكون مثيرة
للاهتمام."
وقال "اقيم مرة واحدة في الشهر حفلات عشاء في منازلي لان هناك
الكثير من الاشخاص الذين يريدون مقابلتي."
واضاف "عندما يقول الناس (كيف تسمح بدخول الهواتف المحمولة؟) اقول
ان كل ما يحدث سليم وممتاز جدا لذا يمكن لاي شخص أن يقوم بتصوير أي شيء
يحدث في هذه الحفلات."
وفي العام الماضي قالت مرافقة تدعى باتريزيا داداريو انها تلقت
اموالا لحضور حفل في مقر برلسكوني بروما ومارست الجنس معه بعد ذلك.
وسجلت بعض المحادثات اثناء الحفل على هاتفها المحمول.
ويواجه برلسكوني ضغوطا سياسية متزايدة عقب انشقاق مرير في حزب
الاحرار الحاكم ويواجه اقتراعا بسحب الثقة يوم 14 من ديسمبر كانون
الاول قد يطيح بحكومته.
وفي معلومة ذات حساسية عالية افادت وثائق رسمية اميركية ان الصين
مستعدة لقبول توحيد شبه الجزيرة الكورية.
وخلال عشاء فاخر العام الماضي، قال السفير الصيني في كازاخستان
تشينغ غوبينغ ان بكين تعتبر البرنامج النووي الكوري الشمالي "مزعجا جدا"،
حسبما ورد في مذكرة دبلوماسية.
ونقلت صحيفة الغارديان البريطانية عن برقية ارسلها السفير الاميركي
ريتشارد هوغلاند ان السفير الصيني قال ان "الصين تأمل بانجاز اعادة
توحيد سلمية لكنه يتوقع ان يبقى البلدان منفصلين في الامد القصير".
وفي مذكرة اخرى، نقل عن نائب وزير خارجية كوريا الجنوبية شون يونغ
وو ان "للصين تأثيرا على كوريا الشمالية اقل مما يعتقد الناس".
واضاف ان "بكين لا ترغب اطلاقا في استخدام الرافعة الاقتصادية
لاحداث تغيير سياسي في بيونغ يانغ وقادة الجمهورية الشعبية لكوريا
الشمالية يعرفون ذلك"، مستخدما الاسم الرسمي للشمال.
ويعتقد المسؤول الكوري الجنوبي ان قادة الحزب الشيوعي الصيني "ما
عادوا يعتبرون كوريا الشمالية حليفا مفيدا او اهلا للثقة".
وهو يرى ان كوريا الشمالية "انهارت اقتصاديا (...) وستنهار سياسيا
بعد عامين او ثلاثة اعوام من وفاة زعيمها الحالي كيم جونغ ايل"، معتبرا
ان الصين "لن تكون قادرة على وقف انهيار كوريا الشمالية بعد وفاة
زعيمها كيم جونغ ايل"، حسبما نقلت الغارديان عن الوثيقة .
اما على صعيد باكستان كشف ان قائد الجيش الباكستاني اشفق كياني فكر
في ارغام الرئيس آصف علي زرداري على التنحي. كما افادت مجموعة جديدة من
هذه الوثائق ان الولايات المتحدة تشعر بقلق اكبر من الذي تظهره علنا
بشأن الترسانة النووية الباكستانية.
ونقلت نيويورك تايمز عن مذكرة ان الجنرال كياني قال للسفير الاميركي
في اذار/مارس 2009 انه "قد يقوم وان على مضض" بالضغط على زرداري لحمله
على التخلي عن مهام الرئاسة.
وبحسب المذكرة، فقد اوضح كياني انه سيدعم اسفنديار والي خان زعيم
رابطة عوامي الوطنية ليتولى الرئاسة، وليس نواز شريف عدو زرداري اللدود.
وفي وثيقة اخرى قال نائب الرئيس الاميركي جو بايدن لغوردن براون
رئيس الوزراء البريطاني السابق على فحوى حديث اجراه مع زرداري العام
الماضي.
وقال زرداري لبايدن بحسب المذكرة ان الجنرال كياني واجهزة
الاستخبارات الباكستانية "سيبعدوني". وكتبت الغارديان ايضا ان زرداري
قام باستعدادات كبيرة لمواجهة احتمال قتله.
والخلافات بين زرداري والجيش ليست سرا في باكستان حيث تتحدث شائعات
باستمرار عن انقلاب محتمل.
من جهة اخرى، تحدثت مذكرات عن خيبة امل الولايات المتحدة من رفض
باكستان قطع علاقاتها مع جماعة عسكر طيبة التي يعتقد انها شنت الهجوم
الدامي على بومباي في 2008.
وكتبت السفيرة آن باترسن في برقية نشرتها نيويورك تايمز "ليس هناك
اي امكانية لتدرس باكستان امكانية منحها مساعدات كبيرة في اي مجال
كتعويض عن تخليها عن دعم هذه المجموعات التي ترى فيها جزءا مهما من
جهاز امنها القومي في مواجهة الهند". وتشير البرقيات الى ان باكستان
تدرك الحساسيات الباكستانية بشأن هذا التعاون.
وقالت واحدة من المذكرت نشرتها نيويورك تايمز ان 12 جنديا اميركيا
من القوات الخاصة نشروا مع القوات الباكستانية على الحدود الافغانية.
كما تحدثت مذكرة اخرى عن معلومات حول قيام القوات الباكستانية
بعمليات اعدام خارج اطار القضاء.
وقالت برقية تعود الى العام الماضي ان هناك ادلة تشير الى ان الجيش
الباكستاني او القوات شبه العسكرية قتلوا معتقلين بعد هجوم على متمردي
طالبان في المنطقة الشمالية الغربية.
واوضحت السفارة ان المعلومات عن عمليات القتل هذه يجب الا تسرب
لوسائل الاعلام لان ذلك يمكن ان يثير استياء الجيش الافغاني.
ومع ذلك قالت الولايات المتحدة هذه السنة انها يمكن ان تقطع الدعم
عن بعض وحدات الجيش بعد عرض شريط فيديو تضمن لقطات لعمليات قتل خارج
اطار القضاء.
اما وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو فقد قال ساخرا انه "خطير"
بقدر ما وصفته برقية دبلوماسية اميركية نشرها موقع ويكيليكس.
وصرح داوود اوغلو للصحافيين خلال لقاء في فندق في واشنطن حيث يقوم
بزيارة رسمية "نعم انا اشكل تهديدا كبيرا على كل الذين يريدون زعزعة
استقرار منطقتنا. انني خطير للغاية على كل الذين يريدون خلق توترات
اضافية". واضاف "اذا ما وصفني احد باني خطير انظر في المرآة وما اراه
ليس وجها خطيرا بل وجها بشوشا".
وكان الوزير التركي يرد بهذه الملاحظات بسخرية على برقية دبلوماسية
اميركية نشرها ويكيليكس وصفه فيها مخبر للدبلوماسيين الاميركيين
المعتمدين في انقرة، بانه "خطير جدا".
وتظهر البرقيات الاميركية شكوك الغرب المتنامية حيال تركيا الدولة
العضو في حلف شمال الاطلسي التي يكره رئيس وزرائها رجب طيب اردوغان
اسرائيل بحسب عبارة دبلوماسيين اميركيين.
والاثنين تطرق داود اوغلو الى مسألة البرقيات الدبلوماسية التي
نشرها ويكيليكس مع نظيرته الاميركية هيلاري كلينتون. وبعد اللقاء قال
ان كلينتون "اعتذرت لدى تركيا لان اسمها ورد في هذه البرقيات السرية
التي نشرت". وبحسب البرقيات لا يثق الدبلوماسيون الاميركيون باردوغان
ويعتبرونه معزولا وغير محاط بمصادر تمده بمعلومات جيدة.
كما اكدت وثيقة تعود الى كانون الثاني/يناير الماضي ان داود اوغلو
يريد ان يكون لتركيا النفوذ الذي كانت تتمتع به في منطقة البلقان في
عهد السلطنة العثمانية. وقال الوزير "لا نريد اعادة التاريخ". |