
شبكة النبأ: الاستعمار مصطلح يشير إلى
ظاهرة سياسية، اجتماعية وثقافية تشمل إقامة مستوطنات واستيلاء دولة ما
سياسيا واقتصاديا على مناطق معينة، بما في ذلك إخضاع الشعوب القاطنة
فيها لحكم الدول المستوطنة واستغلال كنوزها الطبيعية وعمل السكان
المحليين لصالح الدول المستوطنة. و يعتبر من أكثر الظواهر السياسية
تأثيرا على صورة العالم المعاصر.
وتتمثل الأهداف السياسية في تحسين مركز الدولة الاستيطانية في
التنافس على المراكز المتقدمة على سلم القوى الدولي، إِذ إِن تحسن
المركز الدولي للدولة يوسع دائرة نفوذها في المجتمع الدولي، ويجعلها
أكثر قدرة على التحكم في القرارت الدولية وتوجيهها لصالحها.
وتعتبر فلسطين واحدة من بين الدول التي استوطن في اراضيها
الاسرائييين، ويوضح التقرير التالي تداعيات بناء مستوطنات جديدة، وكذلك
يبن التقرير تأثير الاستيطان على الشعب الفلسطيني في جنواب عديدة منها
اقتصادية وأخرى اجتماعية.
تكثيف البناء
فقد ذكرت حركة السلام الان الاسرائيلية المناهضة للاستيطان ان
المستوطنين اليهود شرعوا في بناء نحو 600 وحدة سكنية في مستوطنات الضفة
الغربية منذ انتهاء سريان قرار فرضته الحكومة بتجميد البناء الاستيطاني.
وقالت الحركة ان الاسراع في البناء ناجم على ما يبدو من مخاوف بين
المستوطنين بأن يقرر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو استئناف
تجميد الاستيطان تحت ضغوط من الولايات المتحدة التي تحاول انقاذ
محادثات السلام المتوقفة مع الفلسطينيين.
وقالت هاجيت اوفران التي تراقب المستوطنات في اطار عملها بحركة
السلام الان وتعتزم نشر تقرير الاسبوع القادم يوضح ان معدلات البناء
تكثفت في 36 مستوطنة على الاقل المستوطنون يخشون من تجديد التجميد.
بحسب رويترز.
وأضافت توقعنا هذا. لديهم تصاريح قديمة صدرت قبل التجميد. وقالت
اوفران في مقابلة عبر الهاتف ان المستوطنين شيدوا حتى الان اساسات
ومهدوا الارض لبناء نحو 600 وحدة سكنية منذ انتهاء سريان قرار التجميد
في 26 سبتمبر ايلول.
وقد يؤدي الكشف عن البناء الاستيطاني الى تعقيد الجهود الامريكية
الرامية الى استئناف المفاوضات المباشرة التي بدأت في الثاني من سبتمبر
ايلول لكن الفلسطينيين علقوها بعد انتهاء تجميد البناء في المستوطنات.
ووصف مجلس المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية (ييشع) في بيان له
ارقام حركة السلام الان بانها استفزاز.
وأضاف لا يوجد شيء لاخفائه فيما يتعلق بنطاق بنائنا. ولم يقدم
المجلس اي ارقام بديلة عن تلك التي قدمتها حركة السلام الان.
ويقول الفلسطينيون ان البناء الاستيطاني في القدس الشرقية والضفة
الغربية اللتين احتلتهما اسرائيل في حرب 1967 يقوض الجهود الرامية
لاقامة دولة فلسطينية تتمتع بمقومات الاستمرار والتواصل الجغرافي.
ويقاوم نتنياهو دعوات فلسطينية ودولية لتمديد التجميد الجزئي للاستيطان.
وهون نتنياهو من خطة للحكومة لبناء 238 منزلا جديدا في مستوطنتي
بسكات زئيف وراموت المقامتين في جزء من الضفة الغربية ضمته اسرائيل الى
القدس بعد حرب 67 في خطوة لم تلق اعترافا من المجتمع الدولي.
وتشير تقديرات اوفران الى ان المستوطنين لديهم نحو 13 ألف تصريح
للبناء جرى اصدارها قبل ان يعلن نتنياهو في ديسمبر كانون الاول تجميدا
لمدة عشرة اشهر لاقناع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالدخول في مفاوضات
سلام.
وتقول اسرائيل ان قضية المستوطنات يجب ان تحل في مناقشات بشأن
الحدود المستقبلية ولا ينبغي ان تكون شرطا مسبقا للمحادثات.
ويعيش نحو 500 ألف اسرائيلي في الضفة الغربية والقدس الشرقية بين
2.5 مليون فلسطيني.
بناء 1650 وحدة سكنية
كما ذكرت منظمة السلام الآن ان المستوطنين اليهود بدأوا بناء 1649
وحدة سكنية منذ انتهاء
ذكرت منظمة السلام الآن الاحد ان المستوطنين اليهود بدأوا بناء 1649
وحدة سكنية منذ انتهاء قرار الحكومة الاسرائيلية تجميد الاستيطان جزئيا
في 26 ايلول/سبتمبر.
وقالت المنظمة الاسرائيلية المناهضة للاستيطان في بيان ان اساسات
1126 وحدة اخرى حفرت خلال الفترة نفسها. واوضح البيان ان هذه الاشغال
تجري في 63 مستوطنة بينها 46 تقع شرق الجدار الذي تبنيه اسرائيل في
الضفة الغربية. وخلال 2009، بدأ بناء 1888 وحدة سكنية جديدة حسبما
التقرير الذي اورد ارقاما من المكتب المركزي الاسرائيلي للاحصاء. بحسب
فرانس برس.
وقالت المنظمة انه لو استمر البناء بالوتيرة نفسها بدون تجميده لبدأ
المستوطنون تشييد 1574 وحدة سكنية في الاشهر العشرة التي طبق خلالها
القرار.
وتابعت ان المستوطنين تمكنوا من بدء بناء العدد نفسه من الوحدات في
الاسابيع الستة التي تلت انتهاء التجميد.
ونشر التقرير قبل ساعات من اجتماع للحكومة الاسرائيلية لمناقشة عرض
اميركي من اجل اقناع الدولة العبرية بتجميد البناء الاستيطاني من اجل
انقاذ مفاوضات السلام مع الفلسطينيين.
ويأمل الاميركيون بذلك في تحريك المفاوضات المباشرة بين اسرائيل
والفلسطينيين التي اطلقت مجددا في الثاني من ايلول/سبتمبر في واشنطن
وتوقفت مع انتهاء قرار تجميد البناء الاستيطاني في الضفة الغربية جزئيا.
1300 وحدة سكنية
من جهتها قالت وزارة الداخلية الاسرائيلية ان اسرائيل تمضي قدما في
خططها لبناء 1300 وحدة سكنية جديدة لاسر يهودية في القدس الشرقية رغم
المعارضة الشديدة للفلسطينيين.
وقالت افرات اورباخ المتحدثة باسم وزارة الداخلية الاسرائيلية انه
تم الاعلان عن خطط بناء ما يقرب من 1300 وحدة سكنية لليهود في منطقتين
على ارض استولت عليها اسرائيل في حرب عام 1967. ويعني الاعلان اجتياز
خطوة اجرائية أخرى نحو البدء في البناء.
واضافت انه مازال ممكنا للناس الاعتراض على الخطط ومن الممكن ان
يستغرق الامر وقتا طويلا حتى يتم الشروع في البناء. وقالت اورباخ ربما
استغرق الامر شهورا او سنوات من هذه النقطة حتى يمكن للبناء ان يبدأ
بالفعل او حتى تصدر عطاءات البناء.
وجاءت الانباء عن هذه الخطوة بعد وقت قصير من لقاء نتنياهو بنائب
الرئيس الامريكي جو بايدن على هامش مؤتمر يهودي في نيو أورليانز. بحسب
رويترز.
وعندما زار بايدن اسرائيل في مارس اذار اعلنت وزارة الداخلية عن خطة
لبناء 1600 مسكن لليهود في منطقة من الضفة الغربية يريد الفلسطينيون ان
تكون ارضا لدولتهم في المستقبل مما أدى الى توتر شديد في العلاقات بين
اسرائيل والولايات المتحدة.
وقال نتنياهو في هذا الوقت انه لم يكن لديه علم مسبق باعلان وزارة
الداخلية ولم يتبين ما اذا كان مكتبه يعلم بأمر الاعلان الاخير خلال
زيارته للولايات المتحدة.
واستولت اسرائيل على القدس الشرقية والضفة الغربية كاملة في عام
1967 وتعتبر القدس عاصمة لها. ويريد الفلسطينيون ان تكون القدس الشرقية
عاصمة لدولتهم التي يأملون في انشائها في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وانهارت محادثات السلام المباشرة بين الجانبين في سبتمبر ايلول بعد
بدايتها بفترة قصيرة بعد ان رفضت اسرائيل قبول المطالب الفلسطينية بمد
تجميد جزئي كانت قد فرضته على البناء في المستوطنات بالضفة الغربية.
ولم يكن التجميد يتضمن أعمال البناء في مناطق تعتبرها اسرائيل جزءا من
القدس.
تطوير محيط المبكى
كما وافقت الحكومة الاسرائيلية على خطة لاستثمار 23 مليون دولار في
مشروع يمتد على خمس سنوات لتوسيع الباحة المحيطة بحائط المبكى، احد
اقدس الاماكن اليهودية في القدس القديمة.
والمخططات لتحسين امكانية الوصول الى الموقع وردت في بيان صادر عن
مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو جاء فيه انه سيتم
استثمار 85 مليون شيكل (23 مليون دولار) في المشروع.
وجاء في البيان ان هدف الخطة هو تحسين الوصول الى الموقع بالنسبة
لملايين الزوار وكذلك الى المواقع الاثرية وتحسين البنى التحتية وتطوير
وسائل النقل في المنطقة. حسب فرانس برس
وسيتولى مكتب نتانياهو ادارة المشروع وسينفذ بالتعاون مع مؤسسة تراث
حائط المبكى وتموله عدة هيئات حكومية بينها وزارات السياحة والداخلية
والتربية والدفاع.
ونقل البيان عن نتانياهو قوله ان حائط المبكى يعتبر اهم جانب تراثي
لشعب اسرائيل، ونحن ملتزمون بتطويره والحفاظ عليه لكي يستمر بان يكون
نقطة محورية للزوار ومصدر وحي لملايين الزوار والسياح من الكبار
والصغار ومن اسرائيل او الخارج.
والشهر الماضي اعلنت بلدية القدس عن عزمها اقامة اول مدخل جديد
للمدينة القديمة منذ اكثر من مئة سنة في اطار خطة اشمل لتحسين امكانية
الوصول الى المدينة القديمة وتعزيز الجانب السياحي لحائط المبكى.
وتعتبر اعمال البناء في المدينة القديمة او حولها احد المواضيع
الشائكة جدا في النزاع الاسرائيلي-الفلسطيني وغالبا ما كانت تتسبب
باندلاع اعمال عنف.
ويزور اكثر من ستة ملايين سائح سنويا حائط المبكى الذي يعتبر ابرز
موقع سياحي في اسرائيل ويعتبره اليهود من اخر بقايا الهيكل اليهودي
الثاني.
وفي اعلى حائط المبكى، يقع الحرم القدسي الذي يضم مسجد الاقصى وقبة
الصخرة، ثالث الحرمين الشريفين عند الاسلام.
خيبة امل واشنطن
من جهتها اعربت الولايات المتحدة عن خيبة امل شديدة حيال اعلان
اسرائيل خططا لبناء 1300 وحدة استيطانية جديدة في القدس الشرقية
المحتلة، حسب ما اعلن المتحدث باسم الخارجية الاميركية.
وقال المتحدث فيليب كراولي للصحافيين ان واشنطن تشعر بخيبة أمل
شديدة من الاعلان (الاسرائيلي) عن التخطيط لبناء وحدات سكنية جديدة في
مناطق حساسة من القدس الشرقية.
واضاف ان الولايات المتحدة تعتبر ان الاعلان يعود بنتائج عكسية على
جهودنا لاستئناف المحادثات المباشرة بين الطرفين. حسب فرانس برس
وقال ان هذه المسالة ستكون من بين النقاط التي ستبحثها وزيرة
الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين
نتانياهو عند لقائهما في نيويورك الخميس.
وستلتقي زيرة الخارجية الاميركية الاربعاء نظيرها المصري احمد ابو
الغيط. وستجري محادثات مع رئيس الوزراء في السلطة الفلسطينية سلام فياض
عبر الدائرة المغلقة.
ووعد كراولي بان كلينتون التي يتوقع ان تعود الثلاثاء الى واشنطن من
جولة طويلة في اسيا واوقيانيا، ستكرس الكثير من وقتها هذا الاسبوع
للسلام في الشرق الاوسط.
واقرت اسرائيل الاثنين بناء 1300 مسكن في قطاع في القدس تقطنه
غالبية عربية ما دفع بكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات باتهام
نتانياهو بانه "مصمم على تدمير مفاوضات" السلام بين الاسرائيليين
والفلسطينيين.
وردا على سؤال، اعتبر المتحدث الاميركي بانه من المحتمل ان يكون هذا
الاعلان قرره شخص ما في اسرائيل بهدف احراج رئيس الوزراء (نتانياهو)
وتقويض عملية السلام. وشدد على ان هذه المرحلة تظهر من جديد لماذا
نعتبر ان استئناف الاسرائيليين والفلسطينيين التفاوض امر حيوي.
كذلك اعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن قلقه حيال خطة
البناء الاسرائيلي وذلك خلال لقائه الاثنين مع رئيس الوزراء الاسرائيلي،
حسب ما اعلن متحدث باسمه.
وقال متحدث باسم الامم المتحدة في بيان بعد محادثات بين بان
ونتانياهو ان الامين العام اشار الى انه من الضروري الخروج من المأزق
الدبلوماسي واستئناف المفاوضات والتوصل الى نتائج. واضاف ان بان اعرب
عن قلقه من استئناف البناء ومن الاعلان الاخير حول بناء وحدات سكنية
جديدة في القدس الشرقية.
والخلاف بين الطرفين حول مواصلة الاستيطان يحول دون استئناف محادثات
السلام التي كانت بدات في الثاني من ايلول/سبتمبر برعاية الولايات
المتحدة.
وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي اعلن الاثنين ان اسرائيل لن تنصاع
للضغوط الخارجية، داعيا الفلسطينيين للعودة الى المحادثات السلمية.
وقال نتانياهو امام منظمات يهودية في نيواورلينز (لويزيانا، جنوب)
لماذا تتهرب السلطة الفلسطينية من السلام؟، مضيفا يعتقد الفلسطينيون
ربما ان بامكانهم تجنب المفاوضات. يعتقدون ربما ان العالم سيملي على
اسرائيل المطالب الفلسطينية.
واضاف اعتقد بقوة ان ذلك لن يحصل لاننا لن نسمح بان تملى علينا (مواقفنا)
ولاني اثق ايضا في اصدقاء اسرائيل، وفي طليعتهم الولايات المتحدة،
الذين لن يدعوا ذلك يحصل.
وكرر نتانياهو القول ان المسؤولين الفلسطينيين الراغبين في السلام
بصدق يجب ان يتوقفوا عن وضع شروط مسبقة وان يبداوا مفاوضات السلام.
الاطفال والعنف المتزايد
وفي ظل العنف اظهرت دراسة نشرتها منظمة حقوقية حول الكلفة الانسانية
للتوسع الاستيطاني ان الاطفال الفلسطينيين يتعرضون لمزيد من الاعتداءات
على ايدي مجموعات المستوطنين اليهود المتطرفين.
وحققت الدراسة التي اجرتها الحركة العالمية للدفاع عن الاطفال-فرع
فلسطين على مدى اكثر من عامين في 38 حادثة منفصلة لاعمال عنف مارسها
مستوطنون ضد فلسطينيين قصر نتج عنها وفاة ثلاثة اطفال واصابة 42 اخرين.
وكشفت تفاصيل هذه الاعتداءات في شهادات تم الادلاء به تحت القسم
وجمعتها الحركة في تقرير بعنوان تحت الهجوم: عنف المستوطنين ضد الاطفال
الفلسطينيين في الاراضي المحتلة.
واظهرت الدراسة ان اعمال العنف هذه تقوم بها عادة مجموعات من
المستوطنين وتتمثل بخاصة في مضايقات كلامية وترهيب واعتداءات جسدية
وتخريب الممتلكات.
وفي 13 من الحالات فتح المستوطنون النار على الاطفال مما ادى الى
مقتل ثلاثة منهم واصابة عشرة اخرين. كما تحدثت الدراسة عن 15 حالة من
الترهيب والاعتداء الجسدي، كما تعرض الاطفال للرشق بالحجارة في تسعة
حوادث اخرى. وتحدث الشهود عن قيام المستوطنين بتوجيه اهانات كلامية في
كل حالة من تلك الحالات تقريبا. حسب فرانس برس
وقالت الدراسة ان مواصلة التوسع الاستيطاني وزيادة عدد المستوطنين
في الاراضي المحتلة أثرا بشكل كبير على امن السكان الفلسطينيين خاصة
الاطفال الذين تتعرض حياتهم للخطر بشكل متزايد بسبب الاعتداءات
المتعمدة التي يشنها المستوطنون المتطرفون.
وجاء في الدراسة انه في ثماني من الحالات تواطأ الجنود في الهجوم
اما عن طريق المشاركة فيه او غض النظر عما يحدث او بمعاقبة الضحايا
بدلا من معاقبة المعتدين.
ويبدو ان حوادث العنف تتركز في مناطق معنية حيث وقع 21 حادثا في
مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية او المناطق المحيطة بها، كما وقعت
سبعة حوادث اخرى قرب نابلس شمال الضفة الغربية بالقرب من مستوطنتي
يتسهار وبراخا وهي المناطق التي يتصف المستوطنون فيها بالتمسك
بالايدلوجيات المتطرفة والعنيفة، بحسب الدراسة.
واظهرت الدراسة كذلك ان اسرائيل لا تطبق القانون ولا تعاقب
المستوطنين على افعالهم مما خلق جوا يتمتع فيه المستوطنون بالحصانة
ويجعل الخوف يسيطر على حياة الفلسطينيين.
وقالت فيرونيكا نارانجو احدى الباحثات في الحركة العالمية للدفاع عن
الاطفال والتي شاركت في اعداد التقرير ان ايا من المستوطنين المتورطين
في الحوادث ال38 لم يتعرض للملاحقة القضائية.
وصرحت لم تجر مقاضاة اي مستوطن في اي من هذه القضايا، مشيرة الى ان
بعض العائلات الفلسطينيين رفضت التقدم بشكوى خشية تعرضها للانتقام.
وقالت ان هذه الاعتداءات تمر دون عقاب. الاطفال يحتاجون الى الحماية
من هذه الهجمات، ولكن ذلك لا يمكن ان يحدث دون محاسبة.
وظهرت الارقام السنوية التي جمعتها مجموعة ييش دين الحقوقية
الاسرائيلية حول شكاوى مخالفات المستوطنين ضد الفلسطينيين مرارا ان
تسعة من عشرة من تحقيقات الشرطة لم تؤد الى مقاضاة.
وردا على الاتهامات الواردة في التقارير قال نافتالي بينيت رئيس
المجلس التمثيلي لمستوطني الضفة الغربية انه في معظم الاحيان فان
الشعبين يتعايشان سلميا رغم انه عندما يندلع العنف فان البادئ به يكون
الفلسطينينون.
وصرح لوكالة فرانس برس انه رغم لهجة هذا التقرير، فمن المهم ان نقر
بان معظم احداث العنف ضد سكان هذه المنطقة تنبع في الحقيقة من الجانب
العربي بما في ذلك العديد من حوادث اطلاق النار في الاسابيع الاخيرة.
وقال ان المجلس يعارض بشدة كافة اعمال العنف من اي طرف لان هذه
الاعمال تتعارض مع روح التعايش السلمي التي نعمل على الحفاظ عليها.
ولم يصدر رد فوري على التقرير من الشرطة الاسرائيلية المسؤولة عن
جميع المسائل المرتبطة بالمستوطنين، بشان اتهامات بتواطؤ عناصرها مع
المستوطنين.
اشعال النار في حقول زيتون
من جهة أخرى قال فلسطينيون ان مستوطنين اسرائيليين احرقوا نحو 200
شجرة زيتون في حقولهم في قرية سالم شرق الضفة الغربية المحتلة الاحد
كما احرقوا مراعي تحيط بها.
وقال عدلي اشتيه المتحدث باسم مجلس قرية سالم ان المهاجمين شوهدوا
يتوجهون نحو مستوطنة الون موريه بعد ان اضرمو النار في اشجار في ارض
يملكها سكان قرية سالم.
واكد ان الاشجار كانت مزروعة في اراض مجاورة للمستوطنة وتمنع
السلطات الاسرائيلية دخول اصحابها اليها معظم الوقت لاسباب امنية.
واضاف انه تم ابلاغ الجيش والشرطة الاسرائيلية في المنطقة بالحادث.
وذكر متحدث باسم الجيش انه لم يتم تلقي اية شكاوى ضد المستوطنين وان
القوات في الموقع تتعامل مع الحادث على انه حادث اندلاع حريق وليس
حادثا تخريبيا.
ومنذ بدء موسم قطاف الزيتون الشهر الماضي، تقدم الفلسطينيون بعشرات
الشكاوى حول قيام المستوطنين بقطع الاشجار وسرقة الزيتون ومنع
المزارعين من جني المحصول، حسب ما ذكرت جماعات حقوقية وقوات الشرطة.
وقال متحدث باسم المستوطنين انه يحقق في التقرير.
الا انه وعقب شكوى مماثلة ضد مستوطني الون موريه في 26 تشرين الاول/اكتوبر،
قال متحدث باسم المستوطنين ان الفلسطينيين يشنون حملة للاساءة الى
المستوطنين، وان شكواهم لا اساس لها. بحسب فرانس برس.
واقر ضابط كبير في الاستخبارات الاسرائيلية بارتكاب اليهود اعمال
عنف وتخريب في الضفة الغربية مشيرا بشكل خاص الى هجمات تعرضت لها
المساجد هناك.
وقال الضابط الذي طلب عدم الكشف عن هويته لمجموعة من الصحافيين
الاجانب الاحد نحن غير مسرورين بالوضع المتعلق بمتطرفين يهود في الضفة
الغربية.
واضاف نحتاج الى بذل جهود كبيرة لوقف هذه الموجة من العنف. نحن نعرف
من هم هؤلاء الاشخاص. ونامل في ان نتمكن من وقف هذه الموجة من العنف.
محاولة لاعادة التجارة
وفي محاولة لتعزيز الثقة وبث روح الثقافة فقد ركز الفنان الفلسطيني
محمد عواودة وهو يختار الرمل ليضعه في زجاجة صغيرة لكي يعمل ببراعة في
قطعته الفنية التالية.
ويستخدم فنان الرمل ألوانا مختلفة من الرمال لتكوين مشاهد ورموز
أعماله في داخل زجاجات.
لكن عواودة من بين قليل من الفلسطينيين الذين يعيشون في البلدة
القديمة بمدينة الخليل في الضفة الغربية ولا يزالون يديرون متاجر
ومحلات لتوفير قوتهم وقوت أولادهم.
وهجر كثير من السكان وأصحاب المحلات الفلسطينيين البلدة القديمة في
الخليل بأسواقها القديمة وأزقتها المغطاة بعد ان انتقل مستوطنون يهود
من المتشددين الى جزء كبير من البلدة وكثف الجيش الاسرائيلي دورياته
وأقام نقاط تفتيش في أنحاء البلدة. وعواودة من بين أولئك الذين قرروا
البقاء وترسيخ وجودهم في البلدة القديمة.
ويتمنى عواودة لو تعيد أعماله الناس الى المنطقة حتى لو كان ذلك من
أجل مشاهدته وهو يعمل ناهيك عن شراء بعض أعماله الفنية. وقال عواودة
وهو يعمل انا أحكي لك من يراني وانا اعمل يندهش للوهلة الاولى ... لان
مهنتنا ترتيب الرمل ونطلع منه صور على أشكاله. يعني يمكن اللون الاسود
نعمل منه رسمة الجمل ... نختار نضع أبيض ثم أسود ثم نشكل الصورة بالشكل
المطلوب مرة ثانية.
ويعيش زهاء 800 مستوطن يهودي بين 30 ألف فلسطيني في أنحاء البلدة
القديمة التي تخضع للاحتلال والهيمنة الاسرائيلية. حسب رويترز
ويزعم هؤلاء المستوطنين الذين تحركهم مفاهيم معينة ان لهم حقا
توراتيا في الخليل التي تتحول عادة فيها التوترات بين الاسرائيليين
والفلسطينيين الى العنف.
ويقول كثير من الفلسطينيين في البلدة القديمة بالخليل ان الحياة لا
تطاق بين الجنود والمستوطنين الذين بدأوا يفدون الى المدينة بأعداد
ملموسة أوائل الثمانينات. وعادة ما يفتش الجنود الاسرائيليون سكان
البلدة وأصحاب المحلات التجارية.. وأبسط أمر يستغرق ساعات. وتتفجر
أعمال عنف بين المستوطنين والفلسطينيين بشكل متكرر. لكن عواودة (45
عاما) قال ان وجوده في البلدة القديمة أمر هام للغاية.
وقال عواودة للاسف أنا اراها شبه النفس الاخير. يعني ميت في النفس
الاخير ليس أكثر من هذا. واتمنى انه وجودنا في المنطقة هذه يحاول يحيي
الحالة السياحية لهذه البلدة وانه يرجع العالم اللي حاليا طلعوا على
مناطق ثانية وعملوا أسواقهم في مناطق ثانية يرجعوا أيضا للسوق القديم
الذي كان هنا وللبلدة القديمة.
وقسمت الخليل الى مناطق تخضع للهيمنة الفلسطينية واخرى للهيمنة
الاسرائيلية بموجب اتفاق وقع عام 1997. وتشمل المناطق التي تخضع
للهيمنة الاسرائيلية المستوطنات اليهودية والحرم الابراهيمي الذي شهد
مجزرة لاقى فيها 29 مسلما حتفهم وهم يصلون في عام 1994.
أما المناطق التي تخضع للسيطرة الفلسطينية في الخليل فتشمل تلك التي
يعيش فيها زهاء 170 ألف فلسطيني. |