القراصنة... رعب مزمن في اعالي البحار

 

شبكة النبأ: تتزايد مخاوف العالم من القراصنة التي تنتشر عملياتها وبصورة كبيرة في بحار العالم وخاصة تلك التي تمر من خلالها سفن الشحن او المحملة بالنفط كذلك اذا كانت تعود الى شركات كبيرة ومعروفة عالمية.

حيث تكون الاستفادة من الأخيرة اكبر لأنها تحتوي أحيانا على عدد من العاملين او الموظفين الذين يمثلون للقراصنة أموالا طائلة، فهم يحتجزونهم مطالبين بذلك ملايين الدولارات لإخراجهم، وهذا ما يجعل مهمة القوات الأمنية الأوربية المنتشرة في العالم للمتابعة القراصنة وإلقاء القبض عليهم والحد من عملياتهم مهمة صعبة، لأن القراصنة ومن خلال أموال الفديات التي يأخذوها من عوائل المخطوفين تشكل اكبر دعم لهم وبذلك تزداد أسلحتهم تطورا ومعداتهم تحسنا وعددهم اكبر.

الهجوم على طراد بسفينة مختطفة

فقد استخدم قراصنة صوماليون سفينة شحن يابانية اختطفوها في أكتوبر/تشرين الأول الماضي لمهاجمة سفينة حربية إسبانية، وفق ما نقلت القوة المكلفة بمهام مكافحة القرصنة التابعة للاتحاد الأوروبي.

والهجوم هو الثاني من نوعه الذي يشنه قراصنة على سفينة حربية أوروبية خلال شهر، بعد مهاجمة سفينة إمدادات تابعة للبحرية الفرنسية، بطريق الخطأ، قبالة سواحل الصومال في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والثالث خلال العام الحالي.

وجاء في بيان من قوات البحرية الأوروبية "إينافور" إن قراصنة على متن السفينة اليابانية "ام في إيزومي" "MV Izumi"، وترفع علم بنما، التي استولى عليها القراصنة في العاشر من الشهر الماضي، هاجموا الطراد الحربي الإسباني "إيفانتا كريستينا" SPS Ifanta Cristina، أثناء مرافقته للسفينة "ام في بترا واحد""MV Petra 1" مستأجرة من قبل قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي في الصومال."

وذكرت القوة الأوروبية أن السفينة "بترا واحد" كانت تقل جنوداً من قوات حفظ السلام الأفريقية. وجرى إحباط الهجوم دون وقوع ضحايا أو خسائر، وفق البيان الأوروبي الذي ذكر أن القطعة الحربية الإسبانية لم تستخدم القوة المفرطة لصد الهجوم والدفاع عن النفس، للاعتقاد بوجود طاقم السفينة اليابانية كرهائن على متنها.

وكانت القوة الأوروبية قد أعلنت لدى اختطاف السفينة اليابانية أن طاقمها مكون من 20 بحاراً من الجنسية الفلبينية. بحسب وكالة أنباء السي ان ان.

في إبريل/نيسان قال الأسطول الأمريكي السادس، إنه أحبط هجوما لمجموعة ممن يشتبه في أنهم قراصنة، حاولوا الهجوم على فرقاطة تابعة لقوات البحرية الأمريكية في المحيط الهندي، لافتا إلى اعتقال أفراد المجموعة.

يُشار إلى أن هجمات القراصنة في المياه المقابلة لسواحل أفريقيا الشرقية تزايدت بشكل كبير في الآونة الأخيرة، غير أن نسبة نجاحها تراجعت بسبب الدور العسكري الذي تقوم به قوات دولية تنتشر في الممرات البحرية التجارية.

محاكمة قراصنة الصومال

بينما مثل خمسة من قراصنة الصومال أمام القضاء الهولندي، في أول محاكمة على أرض أوروبية لقراصنة من القرن الأفريقي، وذلك بعد أكثر من عام على اعتقالهم وتدمير مركبهم في خليج عدن من قبل قوات البحرية الهولندية التي تساعد على تأمين الحماية للممرات التجارية.

وقال فام دي براون، الناطق باسم مكتب الإدعاء العام الهولندي، إن المحاكمة قد تستمر لخمسة أيام، مضيفاً أن القراصنة اعتقلوا في يناير/كانون الثاني 2009، بعد مهاجمتهم لسفينة تجارية تحمل علم جزر الانتيل الهولندية، وهم يواجهون تهمة السطو البحري التي قد تتسبب بسجنهم لمدة تتراوح بين 9 و12 سنة.

وبحسب مكتب الإدعاء العام الهولندي، فإن المعتقلين الخمسة هم أحمد يوسف فرح وجاما محمد ساماتار وعبد الرازق عبد الله هيرسي وسيد علي غرار وعثمان موسى فرح. ولفت المكتب إلى أن خمسة محامين هولنديين يدافعون عن القراصنة، لكنه نفى معرفته بطبيعة الدفوع التي يعتزمون تقديمها. بحسب وكالة أنباء السي ان ان.

يذكر أن عدة مجموعات من القراصنة تخضع للمحاكمة حالياً في الولايات المتحدة، وقد سبق للقرصان عبدالولي عبدالقادر موسى أن اعترف في محكمة أمريكية بقيادة مجموعة مسلحة للسيطرة على سفينة "ميرسك ألباما" الأميركية في أبريل/نيسان 2009، وهو يواجه عقوبة السجن لمدة تصل إلى 34 عاماً.

يُشار إلى أن هجمات القراصنة في المياه المقابلة لسواحل أفريقيا الشرقية تزايدت بشكل كبير في الآونة الأخيرة، غير أن نسبة نجاحها تراجعت بسبب الدور العسكري الذي تقوم به قوات دولية تنتشر في الممرات البحرية التجارية.

قراصنة يتخلون عن سفينة

من جانبه أعلن مصدر في القوة البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي قبالة السواحل الصومالية أن بحارة سفينة "أم في لوجيلا" التي ترفع العلم البنمي والتي اختطفها القراصنة قبالة الصومال بخير.

وقالت الشركة التي تتبع لها السفينة، التي اختطفت على بعد 900 ميل بحري قبالة السواحل الصومالية، إن البحارة الأوكرانيين الأحد عشر، الذين كانوا على متنها بخير، وأن السفينة تواصل طريقها بسلام بعد أن تركها القراصنة وتخلوا عن اختطافها، بحسب القوة الأوروبية.

وكانت القوة الأوروبية لمكافحة القرصنة في خليج عدن قد ذكرت أن سفينة الشحن تعرضت للاختطاف من قبل مجموعة من القراصنة، دون أن يتضح على الفور عدد الأفراد الذين كانوا على متنها.

وقالت القوة الأوروبية إن السفينة "إم في لوجيلا"، المحملة بشحنة من القضبان الحديدية والأسلاك، والتي كانت في طريقها إلى موريشيوس، أطلقت نداء استغاثة إلى الشركة التي تتولى تشغيلها في اليونان، بينما كانت تبحر على مسافة 900 ميل (حوالي 1450 كيلومتر) من ميناء "إيل" الصومالي.

وبعد قليل أبلغت السفينة، بحسب بيان صدر عن القوة الأوروبية، بأنها غيرت وجهتها وأنه يجري اقتيادها باتجاه الساحل الصومالي، وأشار البيان إلى أنه لم يمكن إجراء أي اتصال مباشر بالسفينة حتى اللحظة.

يأتي اختطاف السفينة، التي تحمل علم بنما، بعد يومين على صدور قرار من إحدى المحاكم في كينيا بسجن سبعة صوماليين لمدة خمس سنوات، بعد إدانتهم باختطاف سفينة إسبانية في وقت سابق من العام الماضي. بحسب وكالة أنباء السي ان ان.

وفي وقت سابق، قدر خبراء في مجال القرصنة البحرية، وتحديداً تلك التي تجري في خليج عدن، أن تكلفة الهجمات التي تستهدف السفن التجارية التي تشكل الوسيلة الأساسية لتبادل البضائع في العالم، تتجاوز 16 مليار دولار سنوياً، مشيرين إلى أن قراصنة الصومال تمكنوا خلال 2009 من جمع 100 مليون دولار.

وقال عدد من قادة القوات الدولية العاملة في تلك المنطقة لحماية خط النقل البحري، في لقاءات حصرية مع برنامج "أسواق الشرق الأوسط CNN"، إن الهجمات مرشحة للتصاعد في الفترة المقبلة، رغم تزايد صعوبة تنفيذها، محذرين من تأثير ذلك على التجارة الدولية.

ومن المتوقع أن يحقق القراصنة خلال العام 2010 مكاسب تعادل 120 مليون دولار، وذلك بسبب ارتفاع قيمته مبالغ الفدية التي يطلبونها للإفراج عن السفن والبحارة المختطفين.

فتح شهية الدول الكبرى

فيما توقع المحلل الأمني كريستيان لومير أن يزداد التحرك العسكري لعدد من الدول الكبرى والنامية في المياه الدولية خلال الفترة المقبلة، بذريعة مواجهة القرصنة وضمان أمن خطوط التجارة العالمية، مشيراً إلى أن الصين تبحث منذ أكثر من سنة إمكانية إقامة قاعدة بحرية ستكون الأولى لها خارج أراضيها، في إحدى الدول العربية المطلة على بحر العرب.

ورفض لومير، في حديث لبرنامج "أسواق الشرق الأوسط CNN" التعليق حول ما إذا كانت الدول النفطية تقوم عن غير قصد بتشجيع القرصنة من خلال مسارعتها لدفع الفدى لدى اختطاف ناقلاتها، لكنه أشار إلى أن الأثر العسكري لهذا الأمر يظهر من خلال قيام دول نفطية مثل ماليزيا والإمارات وسلطنة عمان بالتعاون مع القوات الدولية لمواجهة القراصنة.

فالكثير من الدول المتقدمة تقوم بكل ما بوسعها لضمان المرور الآمن لبضائعها وخطوط إمداد استثماراتها عبر خليج عدن، ويقول البعض إن هذا في الواقع ما تفعله الصين التي تقوم بنشاط عسكري متزايد في أفريقيا.

وقال أكريستيان لومير، الخبير الملاحي في المعهد الوطني للدراسات الإستراتيجية: "أعتقد أن الأوساط الأمنية اليابانية والهندية تشعر بالقلق من احتمال أن تمدد الصين تواجدها العسكري في المياه الدولية أو أن تقوم ببناء قواعد خارجية لها، علماً أن اليمن أو سلطنة عمان ستكون أماكن مناسبة لقواعد من هذا النوع."

وعن موقفه من التعاون الدولي لمواجهة القرصنة قال لومير: "من المهم أن ندرك بأن الصين والهند وروسيا ودول أخرى هي حالياً خارج التحالفات الدولية العسكرية، وهي تحافظ على استقلاليتها ضمن القوات الدولية العاملة قبالة سواحل الصومال، فرغم أن الهدف الاستراتيجي واحد، لكن التعاون غير موجود بالمستويات المطلوبة."

وأقر لومير بمدى أهمية خليج عدن الذي يمر عبره سنوياً أكثر من ترليوني طن من النفط، غير أنه رأى بأن القلق حول هذا الموضوع غير مبرر حالياً، باعتبار أن الهجمات على ناقلات النفط ظلت نادرة حتى الآن. بحسب وكالة أنباء السي ان ان.

وعن مسارعة الدول المنتجة للنفط إلى دفع الفدى لتحرير ناقلاتها من القراصنة والتأكد من وصول النفط إلى الأسواق في الوقت المحدد قال لومير: "من الصعب أن نتخذ موقفاً أخلاقياً حيال الفدية وما إذا كان يتوجب على الدول المنتجة للنفط دفعها، ولكن هذه الظاهرة حفّزت بالتأكيد بعض الدول المنتجة على اتخاذ خطوات عسكرية."

وتابع: "لقد أرسلت ماليزيا التي أرسلت سفنها الحربية إلى خليج عدن، ولدينا تعاون عسكري اليوم بين القوات الأمريكية في الخليج والقوى البحرية المحلية مثل الإمارات وسلطنة عمان بمواجهة القراصنة.

أول محاكمة لقراصنة في ألمانيا

ومن جانب اخر، تعتبر محاكمة عشرة صوماليين متهمين بمهاجمة سفينة شحن ألمانية قبالة سواحل القرن الإفريقي في مدينة هامبورغ الألمانية الساحلية هي الأولى منذ سنين طوال، حيث تعود آخر محاكمة بتهمة القرصنة الى أربعمائة سنة.

وهؤلاء الرجال العشرة الذين يصعب إثبات هويتهم او سنهم، والذين اوقفتهم البحرية الهولندية وسلمتهم الى ألمانيا، متهمون بالهجوم على حركة الملاحة البحرية ومحاولة الخطف بغية الحصول على فدية.

وهم يواجهون عقوبة السجن ل15 سنة، وهو حكم يعتبره عدد من الخبراء خفيفا جدا لا يردع شن الهجمات قبالة الصومال. وبحسب المكتب الدولي البحري فان قراصنة صوماليين يحتجزون حاليا 23 سفينة وأكثر من خمسمائة من أفراد الطواقم.

واعتبر ديتر بيرغ المسؤول عن الشؤون البحرية في "ميونيخ ار اي" اول شركة عالمية للتأمين "انه عمل مربح جدا والمجازفة فيه قليلة". وأضاف "ان محاكمة القراصنة امر مهم" لكن الدول المستعدة لتنظيم مثل هذه المحاكمات قليلة جدا، ومعظم القراصنة الذين يتم توقيفهم في البحر يفرج عنهم على الفور.

وترى انجا شورتلاند الذي تدرس ظاهرة القرصنة في المعهد الألماني للأبحاث الاقتصادي انه بالنسبة لقرصان صومالي فان محاكمته في الغرب "لا تشكل رادعا بل هي أشبه بمكافأة له". وأضافت انه "ليس هناك افضل من تمضية ثلاث، خمس او حتى سبع سنوات في سجن أوروبي او أميركي ثم الحصول على اللجوء السياسي بالنسبة لصومالي".

واستطرد نيلز ستولبيرغ رئيس شركة بيلوغا شيبينغ التي تعرضت سفن عدة تابعة لها لهجمات "الاحتمال ضئيل جدا ان يكون للمحاكمة في هامبورغ تأثير على المشكلة". ولفت بيرغ الى ان عدد الهجمات وقيمة الفديات المطلوبة ارتفع بشكل كبير منذ سنتين. وقال "ان معظم الفديات ارتفعت الى أربعة او خمسة ملايين دولار".

حتى ان بعض القراصنة قالوا انها وصلت حتى الى تسعة ملايين دولار للإفراج عن ناقلة نفط كورية جنوبية مطلع تشرين الثاني/نوفمبر. وبات لدى عدد من أصحاب السفن بوليصة تأمين ضد "الخطف والفدية". وتؤمن شركة لندنية حتى خمسة ملايين دولار مقابل 15 الف دولار لكل سفينة وكل رحلة بحسب بيرغ. بحسب وكالة انباء فرانس برس.

ورأى بيرغ "لكن ليس من الإنصاف دفع فدية مرتفعة. يجب تأمين مليونين او ثلاثة ملايين دولار لتنظيم الصفقة" مع تدخل مفاوضين مهنيين ومروحيات لإنزال الفدية بالمظلة. وتشكل سفن كثيرة اليوم قوافل للمرور قبالة السواحل الصومالية. وتبحر أخرى ليلا مع إطفاء كل أنوارها حتى ان بعض اليخوت الفاخرة تراجعت عن اللون الأبيض التقليدي ويتم طلاؤها باللون الرمادي لتكون شبيهة بالسفن الحربية.

ومعظم السفن التي تم احتجازها، اختطفت لأنها لم تأخذ على محمل الجد التدابير الأمنية بحسب شورتلاند. وأضافت "فان أعطيتم الانطباع بأنكم متنبهون فان القراصنة سيذهبون الى مكان آخر". ويعطي ستولبيرغ الذي تملك شركته حوالي سبعين سفينة من الحجم الكبير، الأولوية الى التدابير الدفاعية اللاعنفية.

ويؤكد انه تم تسييج السفن التابعة لبيلوغا والتي تدخل الى المناطق الخطرة بالأسلاك الشائكة.

وغطيت الجسور بمادة كيميائية لزجة بهدف إبطاء تقدم القراصنة وإعطاء الوقت للطواقم لطلب المساعدة والاحتماء في ملجأ سري داخل السفينة.

تدريبات مشتركة

من جانبها قررت روسيا والناتو توسيع التعاون القائم بينهما في محاربة قراصنة البحار عن طريق إجراء تدريبات مشتركة، وتعزيز التواصل في مكافحة الإرهاب، وفق البيان الختامي لقمة مجلس "روسيا -الناتو" التي اختتمت أعمالها في لشبونة.

وجاء في البيان:" طالما يواصل القراصنة والسطو المسلح في البحار تشكيل تهديد كبير متصاعد لأمن السفن البحرية فقد قررت الدول الأعضاء في مجلس "روسيا - الناتو" توسيع التعاون القائم بينها على المستوى التكتيكي، بما في ذلك عن طريق إجراء تدريبات ومناورات مشتركة".  

إنقاذ صيادين

الى ذلك قال رئيس جزر سيشل جيمس ميشيل انه تم إنقاذ سبعة صيادين من بلاده خطفهم قراصنة صوماليون وألقي القبض على الخاطفين. وقال ميشيل "نشارك أسر الصيادين السبعة الفرحة بعد الإفراج عنهم. نتطلع جميعا لعودتهم بسلام الى ماهي" في إشارة الى أكبر الجزر. وكان قراصنة صوماليون قد خطفوا الصيادين قبالة سواحل جزر سيشل.

وقال ميشيل انه تم إنقاذ الصيادين في عملية مشتركة بين خفر سواحل سيشل وقوات البحرية الأوروبية وكذلك طائرات فرنسية مما ساعد على رصد سفينة الصيد أثناء إبحارها صوب الصومال وعلى متنها الرهائن. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

ورصدت طائرات الاستطلاع قارب الصيد (فيث) على بعد 240 ميلا بحريا الى الشمال من جزيرة ماهي. وتفتقر الصومال الى حكومة مركزية فعالة منذ نحو 20 عاما. وأتاحت الفوضى في البلاد انتعاش القرصنة في الممرات الملاحية الإستراتيجية قبالة شواطئها التي تربط آسيا بأفريقيا.

وتتحمل كينيا وموريشيوس وسيشل وتنزانيا العبء الاكبر في مواجهة عمليات القرصنة وتقول انها مستعدة لمحاكمة القراصنة الذين تعتقلهم القوات البحرية الدولية التي تقوم بدوريات قبالة سواحل شرق أفريقيا.

الإفراج عن مختطفين

في حين أفرج قراصنة صوماليون عن زوجين بريطانيين مختطفين منذ أكثر من عام وفقاً لما جاء في بيان صادر عن العائلة، غير أن البيان لم يتطرق إلى أي تفاصيل تتعلق بالفدية التي كان الخاطفون قد طالبوا بها للإفراج عنهما.

وعلم بول بعد الإفراج عنه وزوجته، أن والده توفي في يوليو/تموز الماضي، وفقاً للبيان المقتضب الصادر عنه. وقال كذلك إنه ينوي وزوجته العودة إلى بريطانيا قريباً جداً، وأنه لا ينوي إجراء مقابلات صحفية أو إصدار بيانات جديدة قبل مرور بعض الوقت، وأنه بصدد تنظيم حياته أولاً.

وكان القراصنة قد اختطفوا بول شاندلر وزوجته ريتشل أثناء رحلة بحرية كانا يقومان بها بواسطة يختهما بعيد انطلاقهما من جزر سيشل إلى تنزانيا في الثالث والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول عام 2009.

وقال عبد الرحمن عمر عثمان، المتحدث باسم الحكومة الصومالية، إن عائلة شاندلر وصلت إلى كينيا بعيد الإفراج عنها، وهو ما أكدته أسرة الزوجين. وجاء في بيان الأسرة أن الجزء الصعب خلال فترة احتجازهما هو إقناع القراصنة بأن هذين الزوجين المتقاعدين كانا يقومان برحلة بواسطة يختهما الصغير الخاص، وأنهما لم يكونا جزءا من مؤسسة تجارية كبيرة تمتلك عشرات الملايين من الجنيهات الاسترلينية.

وقالت الأسرة في بيانها إن الأسئلة الحتمية المتعلقة بالإفراج عنهما ستظل تلوح في الأفق، غير أن العائلة تعتقد أنه من مناقشة أي جانب من جوانب الإفراج عنهما سيكون أمراً غير مسئولا. بحسب وكالة أنباء السي ان ان.

وكان الخاطفون قد طالبوا بفدية تقدر بنحو 750 ألف دولار للإفراج عنهما بحسب ما ذكره زعماء قبائل صوماليون محليون، طالبوا بعدم الكشف عن هوياتهم. وشكر بيان عائلة شاندلر أعيان المجتمع الصومالي بخاصة، سواء في الأراضي الصومالية أو في بريطانيا، الذين قدموا مساهمة كبيرة في الإفراج عن الزوجين.

وقال محمد أدن، الزعيم الصومالي المحلي في عدادو بوسط الصومال والذي لعب دوراً مهماً في تأمين الإفراج عن الزوجين شاندلر، إن الزوجين بصحة جيدة، وأنهما آمنان. وقال رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، إن الإفراج عن الزوجين بول وريتشل شاندلر يعد خبراً طيباً وأن فترة اعتقالهما الطويلة قد انتهت أخيراً.

وأضاف في بيان صادر عنه، "سوف نضمن جمع شمل العائلة في أسرع وقت ممكن"، مديناً في الوقت نفسه أعمال الخاطفين والقراصنة، مشيراً إلى أن أعمال الخطف غير مبررة على الإطلاق.

29 بحارا صينيا

بينما ذكرت وكالة أنباء الصين ان قراصنة خطفوا سفينة صينية تقل 29 بحارا في بحر العرب وابلغوا مالكها إنهم مبحرون بها إلى الصومال.

ونقلت الوكالة عن مركز الإنقاذ البحري الصيني ان عددا غير معروف من القراصنة خطفوا السفينة يوان شيانغ التي ترفع علم بنما مع تلقي مسئولين تقريرا من نينجبو هونجيوان لإدارة السفن وهي الشركة المالكة للسفينة يفيد بخطفها.

وقالت الوكالة ان مركز الإنقاذ البحري لم يتمكن من الاتصال بالسفينة المخطوفة وان مصير البحارة ما زال مجهولا مضيفة ان الهجوم وقع خارج منطقة تحميها قوات متعددة الجنسيات تضم البحرية الصينية. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

ووقع أحدث هجوم للقراصنة بعد يوم من خطف قراصنة ناقلة كيماويات ترفع علم بنما ويبلغ عدد أفراد طاقهما 31 قبالة سواحل الصومال.

وتزيد القرصنة قبالة سواحل الصومال في شرق أفريقيا وتعطل طرق الشحن بين أوروبا واسيا وتعرض الطواقم والسفن للخطر وترفع تكاليف التأمين على مالكي السفن.

خطف سفينة

كما قالت القوة البحرية للاتحاد الأوروبي بشأن الصومال ان قراصنة خطفوا ناقلة مواد كيماوية ترفع علم بنما وتقل طاقما من 31 فردا قبالة سواحل الصومال.

وأضافت القوة المكلفة بمكافحة القرصنة أن السفينة هانيبال 2 التي تبلغ حمولتها 24105 أطنان خطفت أثناء الإبحار الى السويس من ماليزيا وكانت تنقل زيتا نباتيا.

وقالت القوة في بيان "أبلغ ربان السفينة أنه تعرض لهجوم وان قراصنة اعتلوا السفينة في منطقة تقع على بعد نحو 860 ميلا بحريا شرقي القرن الإفريقي القريب للغاية من الهند أكثر منه للصومال."

وأوضحت أن طاقم السفينة يتألف من 23 تونسيا وأربعة فلبينيين وكرواتي وجورجي وروسي ومغربي. ولا يوجد في الصومال حكومة مركزية منذ ما يقرب من 20 عاما وهي تعج بالأسلحة. وسمحت الفوضى على الأرض للقرصنة بالازدهار في الممرات المائية الإستراتيجية التي تربط بين أوروبا واسيا وأفريقيا قبالة سواحل الصومال. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

ويجني القراصنة الصوماليون عشرات الملايين من الدولارت في صورة فدى من خطف السفن بما في ذلك الناقلات وناقلات الصب الجاف في المحيط الهندي وخليج عدن برغم جهود قوات بحرية أجنبية للتصدي لمثل هذه الهجمات.

وقال قراصنة في فترة سابقة انهم تلقوا فدية قياسية بلغت 9.5 مليون دولار مقابل إطلاق سراح السفينة (سامهو دريم ) وهي ناقلة نفط كورية جنوبية عملاقة كانوا خطفوها في المحيط الهندي في أوائل ابريل نيسان هذا العام.

صد هجوما للقراصنة

من جانبها قالت قوة الاتحاد الاوروبي ان سفينة حربية اسبانية صدت هجوما للقراصنة قبالة ساحل الصومال في اول هجوم من نوعه على القوة البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي منذ بدء مهمتها لحماية السفن في ديسمبر كانون الاول 2008.

وكانت السفينة الحربية التي تحرس سفينة إمداد استأجرتها بعثة الاتحاد الإفريقي للصومال هوجمت من قبل سفينة اختطفها قراصنة على متنها رهائن. وقالت قوة الاتحاد الأوروبي في بيان ان "السفينة انفانتا كريستيانا اضطرت للدفاع عن نفسها وعن السفينة التي تحرسها بالحد الأدنى من القوة كي لا تعرض حياة الرهائن للخطر." بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

وقال متحدث آخر "السفينة البحرية أطلقت طلقات تحذيرية وهرب القراصنة. ولم يصب أحد بأذى." وقالت قوة الاتحاد الأوروبي التي تحاول القضاء على أعمال القرصنة المنتشرة في مياه شرق أفريقيا إنها ليس لديها تفويضا بإنقاذ سفن او رهائن اختطفهم قراصنة بالفعل.

ويفتقر الصومال الى حكومة مركزية فعالة منذ أكثر من عقدين وتنتشر فيه الأسلحة. وأدت الفوضى على الأرض الى ازدهار عمليات القرصنة في الممرات المائية الإستراتيجية قبالة سواحلها التي تربط أوروبا بآسيا وأفريقيا.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 27/تشرين الثاني/2010 - 20/ذو الحجة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م