عالم الحيوان وطبيعة تأثيره على حياة الإنسان

 

شبكة النبأ: يظن الكثيرون ان عالم الحيوان هو عالم بسيط وواضح وهم مستندين بذلك الى ما يرونه بأعينهم، حيث يعتبرونه مجموعة من الكائنات الحية التي تجمعها صفات الحياة من التنفس والتكاثر والأكل حتى الموت، ولكن هذا العالم اكبر من هذا بكثير وهذا حسب ما أثبته لنا علماء الطبيعة والخبراء من خلال دراساتهم وبحوثهم حيث إنهم أصروا على معرفة الحقائق التي أدت قبل ملايين السنين ولم يصلنا الى معلومات غير أكيدة ومبهمة، لاسيما وان عالم الحيوان هو احد العلوم التي تدرس ويدل ذلك على أهميته وطبيعة تأثيره المباشر على حياة الإنسان وذلك عن طريق السلسلة الغذائية المعروفة.

فأن أي نقص في حلقة من الحلقات يؤدي الى حدوث كارثة في العالم ومنها الانقراض لبعض الحيوانات التي لم تخلق بطرا بل لأن كل منها لها واجب عليها تأديته، وهذا ما يجعل العالم متوازنا وأي نقص في نوع من الحيوانات او في عدد الأشجار يسبب ذلك خللا في النظام.

ومع ذلك فأن هناك العديد من الأمور التي تحصل في هذا العالم غريبة نوعا ما ومسلية، لكنها لا تتعدى بذلك حدود العلم لأن ما يقوم به العلماء من الكشف عن أنواع جديدة من الحيوانات وتاريخ العصور القديمة التي مرت على الأرض مستندة على قوانين وأنظمة علمية بحتة بالإضافة الى التطور الحاصل في مجال المعدات والأجهزة في عصرنا الحالي الذي يسهل العملية.

أرشيف المناخ في بول حيوان

حيث عثر علماء بريطانيون على ما وصفوه بـ"أرشيف" لمناخ منطقة الجنوب الأفريقي في بول يعود لألف عام لحيوان بحجم الأرنب من فصيلة الوبريات.

واعتمد الباحثون تحت إشراف بريان تشيز من جامعة ليسستر البريطانية على مخلفات هذا الحيوان في معرفة تطور المناخ على المستوى المحلي منذ 30 ألف عام.  وأكد الباحثون أن هذا الكشف "يعتبر مصدرا جديدا للمعلومات عن تاريخ المناخ في منطقة الجنوب الأفريقي والذي لا تتوفر عنه سوى معلومات قليلة بسبب الظروف الجافة والصحرواية للمنطقة".

وفي بيان صادر عن جامعة ليسستر أوضح أندرو كار، زميل تشيز، أن العلماء يعتمدون على تكلسات في البحيرات أو البرك والمستنقعات كمصدر طبيعي للمعلومات عن المناخ للتعرف على التغيرات البيئية الماضية.

أضاف كار:"ولكن ليس هناك مثل هذا الشيء في المناطق الجافة مثل منطقة الجنوب الأفريقي، ولكن ولحسن الحظ فإن بول الحيوانات من فصيلة الوبريات يتضمن مواد عضوية عبر عشرات الآلاف من السنين وهو ما يوفر لنا معلومات هامة عن التغيرات البيئية في مناطق عيش هذه الحيوانات".

وتعيش هذه الحيوانات غالبا في ناميبيا و بوتسوانا وتكون جماعات يصل عدد أفراد الواحدة منها إلى 50 حيوان ولها ما يمكن تسميته بـ"المبولة الجماعية" بعضها يستخدم منذ عدة عشرات من آلاف السنين مما أدى إلى تكلس البول على مدى هذه السنوات الطويلة وتحوله إلى طبقات.

وتحتوي هذه الحفر المرشحة للبول على جزيئات نباتية كانت هذه الحيوانات تأكلها إلى جانب بقايا حيوانية. وذكر الباحثون أنهم استطاعوا من خلال طرق التحليل المعملي التعرف على سمات مميزة للجزيئات النباتية الموجودة في البول والتي توضح أي النباتات التي تناولتها هذه الحيوانات مما يعطي معلومات عن البيئة التي كانت تعيش بها ويساعد العلماء في الوقت ذاته على معرفة التغيرات المناخية بدقة وإعادة محاكاتها على مدى عدة قرون إلى عدة عقود من السنين ومقارنة هذه المعلومات مع العينات التي عثر عليها بالحفر من قاع المحيط القريب.

واستنتج العلماء من التحليلات التي قاموا بها حتى الآن أن منطقة الجنوب الأفريقي تعرضت لتذبذبات مناخية معقدة أثناء وبعد نهاية العصر الحجري الأخير قبل نحو عشرين ألف سنة.

اكتشاف نوع جديد من القردة

بينما اكتشف فريق من الباحثين نوع جديد من القردة من فصيلة "تي تي"، يعيش في منطقة الأمازون، ويتميز بأن له لحية حمراء كثيفة، إلا أن العلماء حذروا من أن هذا النوع من القردة قد يواجه خطر الانقراض قريباً.

ونشرت دورية "برايمات كونسرفيشن" المعنية بحماية الحياة البرية، أن النوع الجديد من قردة "تي تي"، أُطلق عليه اسم "كاليسيبوس كاكيتنسيس"، ولا يزيد حجمه عن حجم القط الصغير، ويغطي معظم جسمه خليط من الشعر الرمادي والبني، كما أن ذيله الطويل يحتوي على نقاط رمادية، ويملك لحية حمراء كثيفة تحيط بوجهه.

كما ذكرت جماعة "كونسرفيشن إنترناشيونال" البيئية غير الربحية، أن قردة النوع الجديد، على عكس معظم الأنواع القريبة من فصيلتها، ليس لديها غرة بيضاء على مقدمة رأسها.

وقبل نحو 30 عاماً، بدأت الشكوك تساور العديد من الباحثين بوجود فصائل حيوانية غير معروفة تعيش بمنطقة "كاكيتا" الكولومبية، القريبة من الحدود مع الإكوادور والبيرو، إلا أنه لم يمكن للباحثين الوصول إلى تلك المنطقة في السابق، بسبب أعمال العنف والقتال بين الجماعات المسلحة التي تنتشر بالمنطقة.

ولم يكد يمر سوى عامان فقط على بعثة من جامعة "كولومبيا الوطنية"، بقيادة البروفسور توماس ديفلر، وزميلته مارتا بوينو، وتلميذهما خافير غارسيا، والذين تمكنوا من الوصول إلى أعالي نهر "كاكيتا"، بعدما لجأوا إلى استخدام أجهزة تحديد المواقع بالأقمار الصناعية GPS لاكتشاف طريقهم داخل الغابات الكثيفة، إلا وتمكنوا من العثور على النوع الجديد من القردة، كما تمكنوا من تحديد مواقع تواجدها، واستمعوا إلى نداءاتهم التي يطلقونها كل صباح. بحسب وكالة انباء السي ان ان.

وقال ديفلر في بيان: "إن هذا الاكتشاف مثير ومهم جداً، لأننا سمعنا عن مثل هذه الحيوانات، ولكننا طوال الفترة الطويلة الماضية لم يمكننا التأكد مما إذا كانت مختلفة عن القردة الأخرى من فصيلة تي تي."

وعلى خلاف معظم الأنواع الأخرى من القردة التي تنتمي لنفس الفصيلة، فإن النوع الجديد من قردة "تي تي" تتميز بأنها تقيم علاقات اجتماعية تستمر مدى الحياة، حيث ذكر الباحثون أنهم كانوا يشاهدون كل زوجين وهما يجلسان معاً على أحد فروع الأشجار، وقد التف ذيليهما حول بعضهما، وعادةً ما تنجب هذه القردة طفلاً واحداً كل عام.

إلا أن الباحثين حذروا من أن هذا النوع المكتشف حديثاً من القردة، والذي لا يزيد عدد أفراده عن 250 قرداً، تواجه خطر الانقراض بسبب تزايد عمليات قطع الأشجار وإزالة الغابات بمنطقة الأمازون.

عندما تسقط أسماك القرش

فيما تغيرت حياة بول دي جيلدر كثيرا بعد أن فقد يده وساقه في هجوم لإحدى أسماك القرش بميناء سيدني الأسترالي العام الماضي.

فقد اضطر دي جيلدر إلى ترك عمله غواصا لدى سلاح البحرية الأسترالي، ليبدأ في ممارسة عمل آخر، وهو التدريب على الغوص، عاقدا العزم على عدم الانفصال عن المحيط.  يقول دي جيلدر /33 عاما/: "أحب التواجد في الماء .. لن أسمح بأن يبعدني هجوم القرش عن الماء".

ولعل الطريقة التي ينظر بها دي جيلدر إلى الأمر تشير إلى أن فرص تعرضه للافتراس من أسماك القرش مجددا ضئيلة للغاية. ثمة عدد يقل عن 70 شخصا يتعرضون للافتراس من أسماك القرش كل عام. وحتى في أستراليا، حيث يعد ركوب الأمواج هواية شائعة، يلقى شخص واحد حتفه كل عام في المتوسط جراء هجمات القروش.

وبعد خضوعه للكثير من العمليات وعدة أشهر من إعادة التأهيل، يعاود دي جيلدر ممارسة ركوب الأمواج. ويقول: "لا أكترث لما إذا كنت سأسقط وأتعرض للتهشيم.. فأنا أحب التواجد في الماء فحسب".

لكن بعيدا عما يكنه في صدره من كراهية لأسماك القرش ، يشن دي جيلدر حملات ضد صائدي القروش في العالم. فثمة ما يقدر بنحو 70 مليون سمكة قرش يتم اصطيادها كل عام ، ومعظمها من أجل زعانفها التي تعد مكونا رئيسيا في إعداد حساء زعانف القرش، وهي وجبة ثمينة للغاية على موائد الطعام الآسيوية. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

أضاف دي جيلدر: "إننا نقتل أسماك القرش فقط من أجل إعداد طبق من الحساء ".  وتخضع بعض أنواع القرش للحماية في أستراليا. ولكن بعد كل هجوم تشنه تلك الأسماك ، تصدر دائما دعوات تنادي بصيد هذه "السمكة المارقة" وقتلها. وفي بعض الأحيان ، ترسل السلطات "كتيبة إعدام" لقتل تلك الأسماك ، وفي أحيان أخرى لا ترسلها.

بيد أن دي جيلدر يرى أن هذه العقوبة خاطئة، فيقول: "بعض النظر عما تفعله الحيوانات بحسب غرائزها الأساسية للبقاء ، فإن لها مكانها في عالمنا".

مراقبة بالأقمار الصناعية

كما ذكر تقرير ان علماء روسيا وأمريكيين تمكنوا للمرة الأولى من وضع حيوان بحري من سلالة مهددة بالانقراض تحت المراقبة الإلكترونية التي تمكنهم من متابعة الحيوان حفاظا على سلامته. بحسب وكالة الأنباء الالمانية.

وذكرت الوكالة الروسية ان العلماء أطلقوا على الحوت الرمادي، "قذيفة" تحوي جهاز "جي بي إس" يرسل إشارات تدل على مكان وجود الحوت إلى الخبراء المكلفين بالمحافظة على الحيوانات النادرة عن طريق الأقمار الصناعية. وأجريت هذه العملية في بحر أخوتسك بالقرب من جزيرة ساخالين الروسية.

البطريق .. كان ملوناً!

من جانبها أكدت مجموعة من الخبراء المتخصصين بالحياة المنقرضة، ان اكتشاف أحفورة طائر بلغ طوله 152 سنتمتراً وعمره 36 مليون سنة كشف ان البطاريق لا تولد دائماً باللون الأبيض والأسود لا بل أنها كانت ملونة في الماضي .

وذكرت شبكة "سي إن إن" الأميركية ان بحثاً أجري في جامعة تكساس أظهر ان العينة من البطريق الذي اكتشف في بيرو تشير إلى ان للبطريق العملاق القديم ريش أحمر أو بني أو رمادي اللون.

يشار إلى ان هذا النوع من البطريق ويعرف باسم "إنكاياكو باراكاسينسيس،" أو "ملك المياه" او "البطريق الإمبراطور" كبير الحجم، ويعد الأكبر حتى الآن. وقالت الخبيرة بعلوم الحياة المنقرضة جوليا كلارك في بيان انه "قبل هذه الأحفورة، لم يكن لدينا أدلة حول ريش وألوان وشكل زعنفة طيور البطريق القديمة، وكانت لدينا أسئلة.. وهذه فرصتنا الأولى لبدء الإجابة عليها."

وقال العلماء ان البطاريق الملونة اكتشاف جديد، إذ أظهرت الأحفورة المكتشفة وجود زعانف وريش وحراشف للبطريق سابقاً، تطورت مع الزمن لتسمح للبطاريق بالسباحة بمهارة. وأكد الباحثون ان علي ألتاميرانو، وهو تلميذ من البيرو، هو من اكتشف "إنكاياكو باراكاسينسيس" في العام 2007.

ورجح كلارك سبب انقراض البطاريق الملونة إلى وجود الحيوانات المفترسة مثل الفقمة، أما ظاهرة اللون الداكن، فقال ان البطريق يلجأ إليها لتمويه جسمه عن الطيور في السماء، إذ تظن الطيور انه جزء من البحر فتحجم عن مهاجمته.

ضباع السويداء

فيما بات من المؤكد أن وجود (زبال الطبيعة) في مناطق السويداء مهدداً بالانقراض بعد أن جعل صيادو منطقة اللجاة والصفا حياته على كف عفريت والتباهي أمام الناس بقدرتهم على اصطياده حياً.

وتخصص عدد من الصيادين بأسره وجلبه إلى القرى للفرجة والتباهي أمام الناس قبل عرضه للبيع مقتولاً لأحد السياح العرب الذين يعتقدون أن لكل أجزاء من رأسه وأعضائه القدرة على الإنجاب، أو طرد الجن والحماية من الحسد، وقد تراوح المقابل المادي حسبما يشاع ليصل إلى مئات الآلاف من الليرات السورية!.

وكان رجل يعيش في منطقة شهبا تخصص على مدى عقود في اصطياد الضبع حياً عن طريق اقتحام وكره والتصارع معه بمساعدة من صديق له حتى يتم شل حركته واقتياده إلى القرية ثم بيعه بعد ذبحه كالشاة إلى أحد السياح الخليـجيين أو المغـاربة بأسعار غير معروفة.

وبيّن العامل في شعبة التنوع الحيوي وإدارة المحميات في دائرة حراج السويداء طارق هنيدي أن هذا الحيوان المفترس مهدد بالانقراض وحالته نادرة، نتيجة الصيد الذي تعرض له على مدى العقود الماضية، وهو يتميز بأنه المنظف الأساسي للطبيعة لقيامه بأكل النافق من الحيوانات، وعدم وجوده يعرض التوازن البيئي للخطر، وهو يتمتع بأسنان قوية تحطم العظام وتدقها، ويتحمل الجوع والبرد وذو بنية قوية، أطرافه الخلفية أقل طولاً من الأمامية لذا تبدو مرتفعة من عند الكتفين ومنخفضة عند الذنب، سيرها بطيء، ولونها الغالب الأشهب السنجابي، ينتشر في المحافظة بين البراري والحراج وفي المناطق الوعرة كمنطقة اللجاة، ويتميز بنشاطه الليلي.

ويتغذى على الثديات الصغيرة والقوارض والأرانب، ويقتحم القرى المجاورة لمناطق صيده عند اشتداد جوعه وندرة غذائه، فيهاجم المواشي وقد يهاجم السكان، وقال مختار قرية وقم الواقعة في قلب اللجاة إسماعيل قصوعة: إن الضبع ظل على مدى العقود الماضية يسكن في هذه المنطقة، وكان أغلب الناس المجاورين للجاة يرون قطعانه عن بعد، وأصبح صيده هدفاً معلناً لعدد من الأشخاص الذين سعوا وراء المال من أشخاص يأتون من دول الخليج العربي من أجل معتقدات عن قدرة أعضاء منه على الإنجاب وأشياء أخرى غير معروفة.

شارلي الشمبانزي المدخن

من جانب آخر، وعن 52 عاما لفظ شارلي الشمبانزي الذي اشتهر بتدخين السجائر، أنفاسه الأخيرة بحسب ما أعلن مسؤول في حديقة حيوانات في جنوب إفريقيا حيث كان يعيش.

وصرح كونديلي خيداما المتحدث باسم حديقة حيوانات بلومفونتين (الوسط) "كان شارلي طاعنا في السن بالنسبة إلى شمبانزي. وعلى الرغم من رعايتنا ومن خضوعه لحمية غذائية غنية بالفيتامينات إلا أنه نفق نتيجة تقدمه بالسن".

وكان "شيمب شارلي" قد اكتسب هذه العادة السيئة عندما قدم له زائرون لحديقة الحيوانات سيجارة مشتعلة. وبما أنه مقلد للبشر، تناولها سريعا ووضعها في فمه. فانتشر الخبر وراح زائرون آخرون يشجعونه عبر تقديم سجائر إضافية له. بحسب وكالة فرانس برس.

وفي نهاية المطاف تدخل القيمون على حديقة الحيوانات، على إثر صدور مقالات صحافية عدة حول الموضوع وبث فيلم فيديو عبر شبكة الإنترنت تصور شارلي وهو يدخن. لكن "إدمانه" على التدخين لم يضعف جسمه.

فشارلي عاش عشر سنوات إضافية مقارنة مع معدل العمر الذي يسجل لدى جنسه، بحسب خيداما. وسيجرى تشريح للتأكد من الأسباب التي أدت إلى وفاته. وبدأت حديقة الحيوانات بالبحث عن رفيق لأرملته "جودي". لكن خيداما يقول "نعرف جيدا أنه من شبه المستحيل إيجاد بديل لشارلي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 25/تشرين الثاني/2010 - 18/ذو الحجة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م