المقايضة للكاتب عدنان عباس سلطان في نادي الكتاب

 

شبكة النبأ: ضمن نشاطه الثقافي الاسبوعي المتواصل، أقام نادي الكتاب في كربلاء عصر الاربعاء الماضي حفلا لتوقيع الكتاب القصصي الثالث للقاص عدنان عباس سلطان الذي حمل عنوان (المقايضة) والصادر مؤخرا عن دار ينابيع في دمشق.

حضر الحفل الذين أقيم على حدائق نقابة المعلمين عدد من الادباء والفنانين والمتابعين، وبدأ القاص والباحث جاسم عاصي بتقديم هذه الامسية بعرض موجز لتأريخ القصة العراقية مبتدئا من المنجز الاول لروادها كمحمود أحمد السيد وعبد الملك نوري معرجا على الجيل الخمسيني متناولا باختصار سمات السرد لتلك المرحلة متحدثا عن غائب طعمة فرمان وفؤاد التكرلي مؤكدا على اهمية جيل الستينيات والسمات التجريبية التي لجأ إليها في السرد مبديا تحفظه على مصطلح الاجيال، وصولا الى قصة السبعينيات والثمانينيات ثم جيل التسعينيات الذي ينتمي له عدنان عباس سلطان.

وقد سبق لسلطان أن أصدر مجموعتين هما "الغبار" عن دار الشؤون الثقافية العامة في بغداد ومجموعة "الموت من النعاس" عام 2007، وقال جاسم عاصي عن قصص سلطان بأنها مكتوبة وفقا للمنهج النفسي، إذ يحاول القاص أن يقدم شخصياته عبر تمثلهم ورصد ما يصدر عنهم وفقا للدوافع النفسية التي غالبا ما تتحكم بهم.

ثم دعا مقدم الامسية القاص سلطان ليحدّث الجمهور عن كتابه المقايضة، ففاجأ القاص سلطان جمهوره بورقة نقدية كتبها عن قصصه وهو أمر نادر الحدوث، وأكد سلطان أنه حاول في المقايضة أن ينقل الواقع الى مرتبة الخيال وبالعكس أي يهبط بالمتخيّل الى مرتبة الواقع، وتحدث عن عدد من ابطال قصصه كما في قصة "الشبيهان" وقصة "المقايضة"، وقال انه غالبا ما يأخذ مادته من صراع الانسان مع نفسه وتجاربه التي يخوضها في الحياة كما مر ذلك في بطل قصة الشبيهان والمرأة التي تقاسمت مع الراوي أحداث القصة، وأكد أنه ينطلق في كتابته من هاجس المغايرة، وأشار الى عدد من النقاد والكتاب الذين تناولوا قصصه منهم الدكتور شجاع العاني والقاص جاسم عاصي والقاص علي حسين عبيد وغيرهم.

بعد ذلك فُتح باب الحوار الذي كان غنيا بملاحظات المشاركين حيث بدأ علي حسين عبيد بإثارة ملاحظة فنية تتعلق بالسرد العراقي عموما وقال بأنه قرأ عدنان عباس سلطان منذ مجموعته الاولى "الغبار" مرورا بمجموعته الثانية "الموت من النعاس" وصولا الى مجموعته الجديدة، ومع تميزه باللغة المبسّطة التي بإمكانها الوصول الى جميع القراء بغض النظر عن مدى قدرتهم في التعامل مع السرد من حيث وضوحه وخلوه من التزويق وما شابه، إلا انه يعاني من افتقاد الامساك بتلابيب القارئ، وتفتقد قصصه لعنصر التشويق، وهو نقص فني يعاني منه معظم السرد العراقي، في الوقت الذي تخلص من هذه الاشكالية، كثير من الكتاب العرب ومنهم بعض الكتاب المصريين من امثال بهاء طاهر والغيطاني وغيرهما.

وشارك في الحوار القاص علاء مشذوب الذي طلب تفسيرا للتقرير والوصف القصصي وما هو الفارق بينهما وأكد على ضرورة عرض تجربة كتابة القصة على غيره من الكتاب قبل اطلاق القصة الى النشر وهي طريقة يلجأ إليها مشذوب قبل نشره لنصوصه،

فيما أكد الدكتور سلام القريشي على أهمية دعم الكتاب العراقيين خاصة انه يرى تقاربا في تجربة سلطان مع تشيخوف في كتابة القصة، وأكد على أن كتابنا لا يقلون تجربة وقدرات عن غيرهم، فيما ذهب القاص احمد الجنديل الى ضرورة التحلي بالتوازن في اطلاق الآراء النقدية وتمنى لكاتب المقايضة النجاح في مسعاه الادبي، وأشار الفنان علي الشيباني الى تجربة مايكوفسكي في الكتابة النفسية واعتماد علماء النفس ومنهم فرويد على هذه التجربة السردية لاسيما عقدة اوديب، أما المحامي نصير شنشول فقد عرج على تجارب بعض الكتاب العرب وغيرهم مقارنة بقصص عدنان عباس سلطان وأثنى على جهده في الكتابة السردية، وقد أجاب سلطان على بعض الملاحظات التي أبداها المحاورون حول قصص المقايضة.

وقبل الختام قدم القاص والباحث جاسم عاصي بعض الملاحظات حول ما ورد من المشاركين في الحوار، وأكد أن الجهد السردي العراقي قدم منجزا متنوعا لا يمكن الاستهانة به، عبر رواده الأوائل ومن لحقوا بهم وصولا الى كتاب القصة الذين ينتمي إليهم عدنان عباس سلطان.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 21/تشرين الثاني/2010 - 14/ذو الحجة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م