أبو صابر في زمن الصبر

حيدر محمد الوائلي

كالطود الشامخ ينهق بحب الأرض، وحب الجت والحشيش الذي أكل يابسه أخضره...

يمشي أبو صابر بطريقه مؤدباً لا يعاكس البنات مثل بعض شبابنا ولا يقف بالركن لينتظر نهاية دوام مدرسة البنات ليعاكسهن، مع ضحكات مغرية من بعضهن من طرفٍ خفي !!

يعرف أبو صابر النظام ومتقيد وملتزم بعمله، ويفهم ما يريد منه استاذه، لا مثل بعض طلابنا الأعزاء فيتعب على تدريسهم المدرسين وفي الأخر لا يفهم كلمة –طبعاً أحياناً الخطأ في المدرس نفسه- فبال بعض الطلاب مشغول بالبلوتوث، والمكالمات والرسائل المؤدبة جداً جداً جداً كلش...

فهم مشغولون بلعبة الريال والبرشة، ولا يهمهم لا العمل ولا الكلل ولا الدراسة ولا الأدب، فالأباء يوفرون لهم المعيشة والمصرف اليومي وكثيراً ما ينسون تربيتهم والسهر على تعليمهم وتأديبهم لا السهر على نشرة الأخبار والمسلسلات والأفلام والتقارير...

وأبو صابر يعلم أبناءه السبيل الأمثل للعيش، لا الطيش، فهل رأيتم مطياً منحرفاً ومستهتراً ويزاكط من دون داعي؟!!

أبو صابر يقضي يومه صابراً من بطش بني الانسان، ولكن للصبر حدود فعندما يطغى صاحبه فلا يبخل عليه برفسه توقفه عند حده لتجعله يمسك حدوده، لا مثل البعض الذين يقعون بنفس الخطأ يومياً...

فأبو صابر كما قلت يتعلم من خطأه على عكس بعض إخوانه من بني البشر الذين يكررون الأخطاء والهفوات نفسها، ولم يتعلموا من الحياة تجنب الخطأ وتعلم عدم تكراره والوقوع بنفس الحفرة يومياً، مما أضطرهم لبناء مستشفى قرب الحفرة التي يقعون بها لإسعافهم، وتمت مباركة المشروع وصرف الميزانية له، ولم يفكروا يوماً بطمر الحفرة والخلاص منها...!!

لا تهم أبو صابر الملابس كثيراً لا مثل بعض شبابنا المهووسين بالملابس حتى أصبح من الصعب علينا أن نميز بين الجنسين في بعض الحالات...

أبو صابر يحب الأرض بما هي أرض أباء وأجداد وكرامة وناس كرموها بما عاشوا عليها بمنجزاتٍ ومفاخر، ولا يأبه بالبقع والأشكال الهندسية التي وزعها المستر سايكس وزير الخارجية البريطاني والمسيو بيكو وزير الخارجية الفرنسي في بدايات القرن الماضي باتفاقية سايكس-بيكو والتي جعلتنا نتصارع ونكره بعضنا بعضاً بعدما خلقنا الله أحراراً وبلا حدود...

وأبو صابر لا يفهم معنى الحدود...

أبو صابر حيوان أليف، ولا يهاجم أحداً أو يؤذيه ويؤلمه، فهو ليس متوحش وقاسي القلب مثل بعض الناس...

أبو صابر صاحب نهج يمشي عليه ويفهم الإيعازات والرموز، ويتحمل لنيل لقمة عيش شريفة، فهو مستقيم بحياته لا مثل بعض العوجان من بني الأنسان الذين يأبوا أن يستقيموا...

أبو صابر علمته الحياة الصبر لنيل الظفر، والصبر مفتاح الفرج... ولا يؤذي جاره، ولا يخون صاحبه، ولا يعمل شيء هو ليس من اختصاصه...

والآن من أفضل، أبو صابر –المطي-، أم أولئك الذي قارنتهم معه...

كل عام وأنتم بألف خير

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 20/تشرين الثاني/2010 - 13/ذو الحجة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م