نووي ايران... طموح مشروع لـ مشروع طموح

 

شبكة النبأ: لايزال الجدل قائما حول الاتهامات الموجهة من قبل الولايات المتحدة وبعض الحكومات الغربية إلى أيران بامتلاكها قنابل المواد المخصبة، وهي نوع من الأسلحة النووية الإنشطارية، ولكن إيران نفت هذه الاتهامات؛ ولم تسمح لمنظمة الوكالة الدولية للطاقة الذرية بإجراء عمليات تفتيش على المفاعلات النووية الإيرانية.

أثار تسارع الأحداث في المنطقة على خط المواجهة المستمرة بين إيران وأمريكا الكثير من التساؤلات، وخاصة لجهة ما عرفته الأيام الأخيرة من تهديدات متبادلة وتلويح بضربات قاصمة ومدمرة، وما إلى ذلك من تعابير عرفها قاموس الخطب المتبادلة بين طهران وواشنطن وتل أبيب.

وكانت الإشارات الأبرز إلى عمق التوتر الحاصل إشارة إيران غير المسبوقة إلى أنها قد تغلق مضيق هرمز الذي تمّر من خلاله إمدادات نفط الخليج إلى العالم، إذا تعرضت لعمل عسكري. غير أن الأمور تبدلت بسرعة، حيث أكد البيت الأبيض أولوية الخيار الدبلوماسي مع طهران، ليكون الخطاب بصورة مختلفة تختلف عن لغة الوعيد والتهديد لينتقل الى دائرة  الضغط.

ويرى محللون سياسيون ان بقاء الخيار العسكري سيظل واردا،ً وأن تكلفته على واشنطن وحلفائها في المنطقة  ستكون أسهل بما لا يقاس من قبول تبدلات استراتيجية يفرضها تحول إيران إلى قوة عظمى في المنطقة مع قنبلة نووية.

التقرير التالي يبين خطوط الضغط عبر الاسلوب الجديد المتبع من واشنطن جراء برنامج ايران النووي.

فشل العقوبات

رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو من جهته دعا الغرب الى اقناع ايران بأن الغرب عازم على اتخاذ عمل عسكري لمنع طهران من انتاج اسلحة نووية.

وقال نتنياهو في خطاب القاه امام مؤتمر يهودي أمريكي ان العقوبات الاقتصادية على ايران فشلت في كبح برنامجها النووي وان التهديد بالعمل العسكري وحده هو القادر على اثناء طغاة طهران عن الحصول على قنبلة نووية.

وقال المرة الوحيدة التي علقت فيها ايران برنامجها النووي كانت لفترة قصيرة خلال عام 2003 عندما اعتقد النظام انه يواجه تهديدا يعتد به بعمل عسكري ضده. بحسب رويترز.

وأضاف المفارقة الواضحة البسيطة هي  اذا كان المجتمع الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة يأمل في وقف البرنامج النووي الايراني دون اللجوء الى العمل العسكري فعليه ان يقنع ايران انه مستعد للقيام بمثل هذا العمل.

رفض أمريكي

من جهته اعلن وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس ان الولايات المتحدة ترفض الدعوة الاسرائيلية الى توجيه تهديد عسكري ذي صدقية الى ايران لضمان عدم حيازتها اسلحة نووية.

وقال غيتس للصحافيين لست موافقا على ان وحده تهديدا عسكريا ذا صدقية (سيقنع) ايران بالقيام بالخطوات المطلوبة منها لوضع حد لبرنامجها للاسلحة النووية.

وتابع اننا على استعداد للقيام بكل ما هو ضروري، لكننا في الوقت الحاضر ما زلنا نعتقد ان النهج الاقتصادي والسياسي الذي نتبعه يؤثر على ايران. بحسب فرانس برس.

وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو اعلن الاحد لنائب الرئيس الاميركي جو بايدن ان وحده تهديدا عسكريا ذا صدقية لايران يمكن ان يضمن عدم حيازتها اسلحة نووية، على ما افاد مسؤول اسرائيلي كبير.

والتقى نتانياهو بايدن في نيو اورلينز (جنوب) بعيد وصوله الى المدينة لحضور الجمعية السنوية التي تعقدها اهم المنظمات اليهودية الاميركية.

وبحسب المسؤول الكبير الذي طلب عدم كشف اسمه، فان نتانياهو قال لبايدن ان "الوسيلة الوحيدة لضمان عدم حصول ايران على اسلحة نووية هي من خلال توجيه تهديد ذي صدقية بالقيام بتحرك عسكري ضدها اذا لم توقف سعيها لحيازة قنبلة نووية".

وشددت ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما حتى الان على انها تفضل اعتماد نهج يقوم على فرض عقوبات مشددة والقيام في الوقت نفسه بمساع دبلوماسية لمعالجة مسالة البرنامج النووي الايراني، بدون ان تستبعد في المقابل الخيار العسكري ضد الجمهورية الاسلامية.

ويشتبه الغرب بان طهران بسعي ايران لحيازة اسلحة نووية تحت ستار برنامجها النووي المدين، الامر الذي تنفيه طهران.

ووافقت ايران على استئناف المحادثات مع الدول الست الكبرى حول ملفها النووي، وطلبت الاحد ان يتم استئناف المفاوضات المتوقفة منذ سنة في تركيا التي تعتبرها طهران حليفتها في هذا الملف.

خطة لكيفية الاستعداد

في سياق متصل ذكر مصدر اسرائيلي أن وزير الخارجية الاسرائيلي افيجدور ليبرمان أمر باعداد تقرير عن كيفية الاستعداد لمواجهة ايران مسلحة نوويا فيما تتزايد الشكوك بشأن فعالية اتخاذ اجراء وقائي.

وتعهدت اسرائيل علنا بحرمان الايرانيين من وسائل تصنيع قنبلة لكن حكومتها الوسطية السابقة وضعت ايضا خطط طواريء لمواجهة اليوم الذي يتجاوز فيه تخصيب طهران لليورانيوم السقف العسكري.

وفي ذلك الحين دعا بنيامين نتنياهو زعيم المعارضة اليميني وقتها اسرائيل الى بحث شن غارات وقائية على المواقع النووية لعدوتها اللدود. لكن نتنياهو الذي يرأس حكومة اسرائيل الان كبح جماح هذا الخطاب غير أنه لم يستبعد استخدام القوة.

وفي مؤشر على أن الحكومة تبحث كل الخيارات قال المصدر السياسي الاسرائيلي الرفيع الذي طلب عدم نشر اسمه لحساسية الموضوع ان ليبرمان وهو من اكثر صقور ائتلاف نتنياهو الحاكم تشددا أمر واضعي الاستراتيجيات بوزارة الخارجية بوضع مسودة خطة عن ماذا نفعل اذا استيقظنا واكتشفنا أن الايرانيين يملكون سلاحا نوويا. حسب رويترز

ويعد مخططو وزارة الخارجية ايضا تقريرا عن الردود المحتملة اذا أعلن الفلسطينيون دولتهم من جانب واحد في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة بعد أن أعاق استمرار النشاط الاستيطاني الاسرائيلي جهود السلام التي ترعاها الولايات المتحدة.

ويفترض على نطاق واسع أن اسرائيل تملك الترسانة النووية الوحيدة بالشرق الاوسط. وكانت طائراتها قصفت المفاعل النووي العراقي عام 1981 كما شنت هجوما مماثلا على سوريا عام 2007 .

لكن كثيرا من الخبراء المستقلين يعتقدون أن القوات الاسرائيلية لا تستطيع التعامل مع ايران وحدها.

وحتى اذا استطاعت طائراتها الحربية التسلل لشن هجوم ناجح فان من شبه المؤكد أن ترد ايران على اسرائيل بوابل من صواريخها أسوأ من هجمات الصواريخ قصيرة المدى على الحدود التي نفذها نشطاء لبنانيون في حرب 2006 ونشطاء فلسطينيون في حرب غزة عام 2009 .

وستكون هناك حسابات دبلوماسية أوسع نطاقا فالقوى العالمية ليست في عجلة لاشتعال حريق اقليمي اخر خاصة في ظل استمرار العقوبات ضد برنامج ايران النووي الذي تقول طهران انه سلمي.

وادارة التخطيط بوزارة الخارجية الاسرائيلية واحدة من عدة وحدات توجه استراتيجية الحكومة. ومن أبرز هذه الوحدات مجلس الامن القومي ومجلس الوزراء المصغر الذي يتألف من نتنياهو وستة وزراء كبار بينهم ليبرمان.

وأحجم مكتب نتنياهو عن التعقيب على مبادرة ليبرمان. وقال مسؤول اسرائيلي كبير موقف الحكومة هو أنه يجب بذل كل المحاولات لمنع ايران من أن تمتلك سلاحا نوويا.

وعبر الاسرائيليون عن ثقة حذرة في العقوبات لكنهم يعتقدون ايضا أن طهران قد تمتلك رأسا نوويا بين عامي 2012 و2014 وهو تقدير يتفق معه البعض في الغرب.

ووضع مسؤولو الدفاع الاسرائيليون أولوية لتحسين الدرع الصاروخي الاسرائيلي وتعزيز شبكة من المخابيء للمدنيين وهو وضع ربما يسمح لها بالصمود في وجه هجوم من ايران اذا امتلكت سلاحا نوويا او الاستعداد للعمليات الانتقامية اذا بدأت اسرائيل بضرب ايران.

باراك غير متفائل

من جانبه قال ايهود باراك وزير الدفاع الاسرائيلي انه ليس لديه أمل يذكر بشأن جولة مقترحة من المحادثات بين الدول الست الكبرى وايران التي تتعرض لضغوط بشأن طموحاتها النووية.

وتقول ايران انها لن تناقش برنامجها النووي في الجولة القادمة من المفاوضات مع مجموعة القوى الست التي تضم الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي -الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين- اضافة الى ألمانيا.

وتريد المجموعة من ايران تعليق أنشطة تخصيب اليورانيوم. وتقول طهران التي فرضت الامم المتحدة عليها أربع جولات من العقوبات على مدى السنوات الاربع الماضية ان طموحاتها النووية سلمية تماما وتنفي السعي الي تطوير أسلحة نووية.

وردا على سؤال من الصحفيين بشان احتمالات المحادثات التي من المقرر مبدئيا أن تجرى في الشهر الحالي في فيينا قال باراك مازلنا في مرحلة الدبلوماسية والعقوبات.

واضاف قائلا استنادا الى التجربة وبالنظر الى الاسلوب الذي يستخدمونه ( الايرانيون) وهو على الارجح النموذج الكوري الشمالي يمكنك ببساطة أن ترى ان الهدف هو تحدي وخداع وترويع العالم كله. بحسب رويترز.

وقال باراك في مؤتمر صحفي في منتدى للامن الدولي يستضيفه صندوق مارشال الالماني سأكون سعيدا أن  أجد نفسي في نهاية المطاف مخطئا اعتمادا على ما يحدث من تطور في المستقبل لكني اتساءل هل سيكون هذا هو الحال.

وتوقفت المحادثات قبل أكثر من عام. وتريد مجموعة الدول الست الكبرى من ايران تعليق برنامج تخصيب اليورانيوم مقابل حوافز تجارية ودبلوماسية وهو اقتراح قائم منذ عام 2006.

ولمحت اسرائيل -التي من المعتقد انها تملك الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط- الي انها قد تهاجم ايران اذا خلصت الى ان الدبلوماسية فشلت في ازالة ما تعتبره تهديدا لوجودها.

وقال باراك أثناء جلسة نقاشية في المنتدى ايران تهديد رئيسي لاي نظام عالمي يمكن تخيله. من الواضح لنا جميعا انهم مصممون على الوصول الى قدرة نووية عسكرية.

وتكهن باراك بأنه اذا امتلكت ايران سلاحا نوويا فان ذلك سيعني نهاية أي نظام يمكن تصوره لمنع انتشار اسلحة الدمار الشامل. سينتهي الامر بعدة دول في منطقة الشرق الاوسط تجد نفسها مضطرة للتحول الى دول نووية.

وتوعدت ايران بانها ستنتقم من أي هجوم عليها باطلاق وابل من الصواريخ على اسرائيل وأهداف أمريكية في منطقة الخليج.

تحذير من حرب اميركية

من جهته حذر عضو في مجلس الشيوخ الاميركي في كندا من امكان شن الولايات المتحدة حربا على ايران للجمها عن تحقيق طموحاتها النووية.

وفي ما يبدو استلهاما من الفوز الانتخابي لحزبه، اشار السناتور الجمهوري ليندسي غراهام الى ان الحزب الجمهوري سيدعم اي مبادرة جريئة في التعاطي مع ايران.

وقال خلال مشاركته في المنتدى الثاني حول الامن الدولي في مدينة هاليفاكس الكندية انه بحال قرر الرئيس الاميركي باراك اوباما اعتماد الصلابة مع ايران في ما هو ابعد من العقوبات، اعتقد انه سيلمس الكثير من الدعم من جانب الجمهوريين لاننا لا نستطيع السماح لايران بتطوير سلاح نووي.

واضاف اخر ما تريده اميركا هو نزاع عسكري اخر، لكن اخر ما يحتاجه العالم هي ايران مسلحة نوويا. واعتبر ان "فكرة احتواء (ايران) لم تعد على الطاولة. بحسب فرانس برس.

وحدد السناتور عن ولاية كارولاينا الجنوبية الرؤية لهذه الحرب المحتملة على ايران بالقول انها لا تهدف فقط الى القضاء على برنامجها النووي بل ايضا اغراق سفنها الحربية وتدمير سلاح جوها وتسديد ضربة قاصمة لحرس الثورة، وبتعبير اخر، القضاء على خطر هذا النظام.

وشدد السناتور الديموقراطي مارك يودال الذي انضم الى غراهام على ضرورة الاستمرار في العقوبات المفروضة على ايران، الا انه اعتبر ان "كل الخيارات مطروحة". كما حذر غراهام من "فترة مواجهة" مقبلة مع الصين على خلفية تلاعبها بعملتها.

مزحة التهديدات

الى ذلك وصف وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي بـ"المزحة" التهديدات التي وجهها السناتور الاميركي ليندسي غراهام بشن حرب على ايران بسبب برنامجها النووي.

وقال متكي انها مزحة والولايات المتحدة منشغلة حاليا بالفوضى الناجمة عن انتخابات الكونغرس التي فاز فيها الجمهوريون.

وتابع ليس لدى الولايات المتحدة من خيار آخر غير الطريق السلمي لمعالجة الملف النووي الايراني.

وقال خبير دبلوماسي في المجال النووي إن النزاع بشأن البرنامج النووي الإيراني قد يتصاعد إلى درجة الازمة المفتوحة العام القادم ما لم تبد طهران جدية في المفاوضات المتوقع استئنافها الشهر القادم مع القوى الكبرى.

وقال مارك فيتزباتريك المراقب للشأن الإيراني في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن في مقابلة أجريت في اسطنبول ان ايران قد تواجه المزيد من عقوبات الامم المتحدة وانه من المحتمل أن يؤدي احتفاظ ايران بمخزونها من اليورانيوم إلى تعرضها لضربة عسكرية من عدوها اللدود إسرائيل. وقال فيتزباتريك أعتقد اننا قد نشهد أزمة مفتوحة وصريحة خلال سنة. بحسب رويترز.

وقال فيتزباتريك انه على الرغم من عدم تحديد مواعيد دقيقة فمن المتوقع أن يلتقي مفاوضون ايرانيون بممثلين للدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الامن وألمانيا أو ما يعرف بمجموعة الخمسة زائد واحد في فيينا الشهر القادم.

وأضاف الدبلوماسي الامريكي السابق انه يعتقد أن اي مماطلة من جانب ايران في مناقشة كبح برنامجها النووي ستؤدي الى خطوات جديدة لفرض عقوبات اقتصادية جديدة من الامم المتحدة على الجمهورية الاسلامية.

وقد تشن اسرائيل ضربة عسكرية حتى قبل أن تتخذ ايران خطوة حاسمة تجاه تخصيب اليورانيوم الى درجة مناسبة لصنع اسلحة نووية. وقد يؤدي أي عمل عسكري من جانب اسرائيل أو الولايات المتحدة الى فتح المجال أمام حرب واسعة في الشرق الاوسط.

وقال فيتزباتريك اخشى ألا تعبر ايران الخط لكن ان تسئ حساب مدى قربها من تجاوز الشرارة الاسرائيلية.

وأضاف لا أدري ان كانت ايران تعرف أين تقع الشرارة الاسرائيلية. ولا أدري ان كانت اسرائيل تعرف اين تقع شرارتها.

ومضى يقول ان ايران غامرت مع هذه المخاطر لسنوات لكن هوامش الخطأ في هذا النوع من المغامرات اصبحت اضيق بشكل خطير.

وزادت التجارب الناجحة لصاروخ سجيل الذاتي الدفع الذي يعمل بالوقود الصلب ويصل مداه الى أكثر من ألفي كيلومتر والذي يمكن ان يطلق من عمق ايران ليصل الى اهداف في اسرائيل من الشعور بالتوتر المتزايد.

وقال فيتزباتريك وهو ينتقي كلماته بدقة ليتفادى افتراض ان تكون ايران قد جهزت صواريخ سجيل بالفعل بحمولة نووية ان مثل هذه الصواريخ تعتبر مهمة من الناحية الاستراتيجية فقط لاستخدامها في حمل اسلحة نووية.

ايران هي الدولة الوحيدة التي طورت هذا النوع من الصواريخ بمدى 2000 كيلومتر او اكثر ولم تطور اسلحة نووية في نفس الوقت. وهذا سبب اخر لوجود المخاوف بشأن نوايا ايران.

ولم تعلن اسرائيل نفسها قوة نووية لكنها من المفترض انها بالفعل قوة نووية.

ويقدر فيتزباتريك حجم الترسانة النووية الاسرائيلية المفترضة بحوالي 200 رأس نووية وان عليها ان تلتزم في النهاية بقيود على هذه الترسانة من أجل ضمان السلام في الشرق الاوسط. لكنه قال ان الترسانة النووية الاسرائيلية يجب ألا تستخدم كمبرر لحق ايران في خرق الاتفاقيات الدولية ببناء قدرات نووية.

ويقول محللون نوويون غربيون ان ايران تمتلك من اليورانيوم منخفض التخصيب ما يكفيها لصنع قنبلتين اذا قررت رفع درجة التخصيب الى مستوى تصنيع السلاح النووي. ومن الممكن ان تمتلك ايران في العام القادم ما يكفيها لصنع خمس قنابل.

خطأ استراتيجي

من جانبه قال السفير الايراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان صنع قنابل ذرية سيكون خطأ استراتيجيا بالنسبة لايران بينما قال خبير غربي رفيع انه ينبغي أخذ ما تقوله طهران مأخذ الجد حينما تصر على أنها لن تحصل على مثل هذه الاسلحة.

وأشار علي أصغر سلطانية سفير ايران لدى الوكالة التابعة للامم المتحدة الى أنه يستحيل على ايران أن تنافس القوى الكبرى المسلحة نوويا من حيث عدد ما تملكه من رؤوس نووية.

وأضاف أنه لهذا السبب لن تكون ايران ندا لهذه البلدان اذا صنعت قنابل نووية. بحسب رويترز.

وتابع في مؤتمر في مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا لهذا السبب لن نرتكب أبدا هذا الخطأ الاستراتيجي نحن على نفس درجة قوة هذه البلدان من دون أسلحة نووية.

وكان سلطانية يتحدث بعد أيام من اعلان ايران انها مستعدة لاستئناف المفاوضات مع القوى الست المشاركة في جهود نزع فتيل النزاع بشأن برنامجها النووي.

وتشتبه الولايات المتحدة وحلفاؤها في أن ايران تسعى لبناء قدرة عسكرية نووية وتريد أن تحد طهران من نشاطها النووي.

وتقول ايران ان برنامجها انما يهدف لتوليد الكهرباء حتى يتسنى لها تصدير مزيد من النفط والغاز.

وفي سبتمبر أيلول أفاد تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن ايران تمضي قدما في نشاطها النووي في تحد للعقوبات المشددة التي فرضت عليها في الشهور الاخيرة.

كما أبدت الوكالة خيبة أمل متزايدة بسبب ما تراه احجاما من جانب طهران عن التصدي لبواعث القلق المتعلقة باحتمال وجود أبعاد عسكرية لبرنامجها.

وقال سلطانية ان ايران دعت القوى الست وهي الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا للمجيء الى طاولة المفاوضات دون شروط مسبقة. وتتمتع خمس من هذه الدول بعضوية دائمة في مجلس الامن وهي دول نووية.

وتساءل سلطانية هل لو قررت ايران الحصول على مثل هذه الاسلحة سيكون بمقدورها التنافس مع هذه الدول.. واضاف يمكنني أن أقول لكم بنسبة مئة في المئة.. لا. لذا لن نكون في وضع متكافئ.

وقال جاريث ايفانز الذي يشارك في رئاسة لجنة دولية أصدرت في العام الماضي تقريرا عن القضاء على التهديدات النووية متحدثا في المؤتمر ذاته انه يعتقد أن ايران "يجب ان تؤخذ مأخذ الجد حينما تقول انها لن تسعى لامتلاك أسلحة".

وأضاف ايفانز الذي كان من قبل وزيرا للخارجية في أستراليا ان هناك عددا من الاسباب التي تدعو للاعتقاد أن ايران لن تصنع فعليا الاسلحة النووية التي سيكون بمقدروها قريبا صنعها.

وتابع أن من ضمن هذه الاسباب خطر التعرض لهجوم اسرائيلي وعدم قبول روسيا والصين لوجود قنبلة نووية ايرانية وحتى تشديد العقوبات الدولية بالاضافة الى أن الاسلام لا يقبل وجود أسلحة للدمار الشامل.

وتابع ايفانز وهو وسيط دبلوماسي مخضرم هذا ليس عاملا يقيم له المنتقدون الغربيون وزنا كبيرا لكن ينبغي أن أقول انه تردد بقوة في كل مناقشة خاصة خضتها مع مسؤولين ايرانيين.

وأشار الى أن أي اتفاق متعلق برفع العقوبات عن ايران ينبغي ان يصاحبه قبولها لترتيبات خاصة بالمراقبة والتفتيش بصورة فاعلة.

وأضاف أن هذا سيمنح المجتمع الدولي نحو عام كامل مقدما للرد على أي مؤشرات على وجود رغبة حقيقية في التحرك نحو امتلاك الاسلحة.

مسار متفجر

وفي أطار المبادرات العربية قال الامير السعودي تركي الفيصل ان ايران تسير في طريق ينذر بالانفجار في الشرق الأوسط بمتابعة برنامجها للتخصيب النووي ويجب عليها ايضاح المسائل التي تحيط ببرنامجها.

وقال الامير تركي -وهو رئيس سابق للمخابرات السعودية وسفير سابق لدى الولايات المتحدة- ان واشنطن يجب ألا تتخذ خطوات عسكرية لضرب برنامج ايران النووي من أجل طمأنة الاسرائيليين بشأن عملية السلام مع الفلسطينيين. حسب رويترز

وقال لا أحد ينكر انه اذا اصبحت ايران قوة نووية فإن هذا خطر دولي داهم لكن الزعم بانه يجب على الولايات المتحدة ان تتخذ عملا عسكريا ضد ايران لحث خطى عملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية لهي محاولة لجني التفاح بقطع الشجرة.

وقال الامير تركي في كلمته عن عملية السلام في الشرق الاوسط في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي ان نشوب حرب بسبب برنامج ايران النووي اذا حدث "فسيكون كارثة كبرى". واضاف انها ستعيد الى الوراء مساعي السلام في انحاء الشرق الاوسط من العراق الى اسرائيل.

واضاف قوله يجب على الايرانيين أن يدركوا الطبيعة المتفجرة لمتابعة مسارهم الحالي للتخصيب.

وقال انه مع ان معاهدة حظر الانتشار النووي تسمح لايران بتخصيب اليورانيوم فان الجميع يدركون انهم لم يلتزموا بمتطلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

واضاف قوله انه يجب على الايرانيين ايضاح الاسئلة التي تهم المجتمع الدولي وليس الولايات المتحدة والغرب فحسب.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 13/تشرين الثاني/2010 - 6/ذو الحجة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م