دعوة لتأسيس بنى تحتية في طريق تأهيل الشباب

علي حسين عبيد

 

شبكة النبأ: في الشعوب الفتيّة، تحاول شريحة الشباب أن تثبت وجودها، تحت ضغط الطاقات التي تكمن فيها وتتميز بها، والتي لابد من تفريغها في المجالات المناسبة لها، كي تتحول هذه الطاقات الكامنة، الى فعل ايجابي يعود بالمنفعة على الجميع، وأولهم الشباب أنفسهم، ثم شرائح المجتمع الاخرى.

ويعتبر الشعب العراقي ذا تكوين فتي، على الرغم من تأريخه الضارب في أعماق الزمن، والسبب أن بناءه في مجال المواهب والطاقات والانتاج المتميز لم يكتمل بعد، كما أنه يضم بين شرائحه، شريحة الشباب وهي الأكبر قياسا الى الفئات العمرية الاخرى، ناهيك عن طبيعة المرحلة الراهنة التي يمر بها العراق، والتي تفتح له آفاقا واسعة للعمل والحركة الشاملة، والتوجّه نحو تأسيس وتطوير البنى الشاملة له، سواء في السياسة، أم التعليم، أم الرياضة، أم الاقتصاد ..... وغيرها.

هذا التوسع الكبير في الحركة والانتاج العشوائي الناتج عن توسع الآفاق وانفتاح المجالات واسعة في الحركة المجتمعية عموما، يتطلب ترويضا علميا مدروسا لطاقات الشريحة الاكبر، كي لا تنحرف بعيدا عن الخط القويم، فالطاقة التي لا يحسن الانسان تفريغها في مجالها الأنسب، ستذهب بالاتجاه الذي يضر به ويسيء لغيره في الوقت نفسه، ونعني هنا ان شريحة الشباب بحاجة الى توجيه طاقاتها الكبيرة والمتنوعة في المسارات الصحيحة.

ولن يتم ذلك، من دون التفكير والتخطيط السليمين، في اطلاق المبادرات الايجابية المتنوعة، التي تنهض بها المؤسسات الحكومية، والدينية، والثقافية، ومنظمات المجتمع المدني، والمؤسسات الأكاديمية، بما يتناسب وفورة الظهور الراهنة لشريحة الشباب، وذلك من خلال فتح برامج تطويرية، خاصة برفع قدراتهم وكفاءتهم المهنية، في المجالات المتنوعة، ومنها الزراعية، والصناعية، والتقنية، والكهرباء وسواها، شريطة أن تكون هذه البرامج متخصصة لكي تمنح الشباب كفاءات عالية ومهارات دقيقة ومتطورة في المجال الذي تتخصص فيه.

فإذا تم رفع كفاءة الشباب، ستنمو قدراتهم ومهاراتهم بالطرق الصحيحة والمطلوبة، ما يؤدي ذلك الى صحة الانتاج وتميزه، في عموم المجالات، التي ينشط فيها الشباب، بمعنى أدق، أن التأسيس الصحيح والخطوات الصحيحة الاولى، ستقود الى نتائج صحيحة، بل ومتميزة في مجالات الانتاج الكثيرة.

وليس ثمة ضير في أن يتم استقدام المدربين المتخصصين والمؤهلين، لتطوير الشباب من الخارج أيضا، من ذوي الكفاءات التدريبية الجيدة، لذا ينبغي أن يكون لدينا معاهد متخصصة، بتطوير القدرات الشبابية في المجالات كافة، ولعل التخطيط والتنفيذ السليمين، هما ما نحتاجه أولا لأننا (كما يُفترض) لا نعاني من شحة في الاموال، بل ثمة وفرة اموال مع فشل كبير في ادارتها وتوظيفها بالطرق السليمة.

إذن لابد من أن تبادر الجهات الرسمية المعنية لاسيما (الحكومية) منها، على تطوير وانشاء المزيد من المعاهد المتخصصة في تأهيل الشباب، وتوجيه طاقاتهم نحو الانتاج الافضل، لأن رداءة المؤهلات، لابد أن تؤدي الى رداءة الانتاج، واذا اتفقنا بأننا لا نعاني من مشكلة مالية – كما سبق ذكره- نظرا لوفرة الثروات والموارد المالية، فإننا لا نحتاج سوى التخطيط القادر على تحويل المال والطاقات الشبابية، الى مردود انتاجي كبير ومتميز في آن.

وهكذا فإننا نحث في هذه الحلقة من (سلسلة مبادرات ايجابية)، على أهمية وضرورة تجيير الطاقات الشبابية للصالح العام، وذلك من خلال اطلاق الجهات الرسمية والمدنية المعنية، للمبادرات الايجابية القادرة على استيعاب طاقاتهم، وأهمية مضاعفة أعداد المعاهد المهنية والتعليمية، والمؤسسات القادرة على صقل قدرات ومواهب الشباب وتوجيهها نحو المسارات الانتاجية الجيدة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 10/تشرين الثاني/2010 - 3/ذو الحجة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م