مدارس الانترنت... بوابة لغزو ثقافي ام اشاعة للمعرفة

 

شبكة النبأ: اول ما يتبادر لذهن المتابع حرص الولايات المتحدة الامريكية على نشر وتعليم استخدام الانترنت بين مجتمعات آسيا والدول الافريقية سؤال يفرض نفسه بقوة، ما الغاية من ذلك؟

وبعيدا عن نظريات المؤامرة والإمبريالية الهادفة الى امتصاص الشعوب، يرى العديد من المحللين ان امريكا تسعى من وراء ذلك مد جسور التواصل بين مجتمعاتها والمجتمعات النامية، خصوصا بعد تنامي حركات التطرف المناهضة لسياسة واشنطن.

لكن على الرغم من ذلك يرى البعض ايضا ما يحصل هو بعبارة صريحة غزو ثقافية لتلك المناطق يقف ورائها اجندات سياسية واقتصادية بحته.

الولايات المتحدة وجنوب آسيا والعالم

حيث يسعى سلمان خان إلى جعل أكاديميته "أول مدرسة مجانية على الإنترنت متميزة عالميا، يمكن لأي كان أن يتعلم فيها أي شيء."

ويثير موضوع ما من مواضيع الدراسة اهتمام طلاب كثيرين وحماستهم، بينما يبث فيهم موضوع آخر الحيرة والارتباك. وسواء كان الطلاب ساعين إلى فهم أعمق لأسلوب ما أو استيعاب مادة صعبة، فإن أكاديمية خان قادرة على تسليط ضوء جديد على أي موضوع.

فقد أنشأ سلمان خان، المقيم في كاليفورنيا أكاديمية خان كصف مدرسي على شبكة الإنترنت مزود بقاعدة معلومات مجانية من الدروس التي تقدم بالفيديو في مواضيع تشمل الحساب والجبر وحساب التفاضل والتكامل والمال والتاريخ وكثيرا غيرها من المواضيع العلمية بما فيها الكيمياء العضوية. وينوي سلمان خان إعداد فيديوهات تعليمية لتدريس "كل شيء" جاعلا من أكاديمية خان "أول مدرسة مجانية في العالم على الإنترنت يمكن فيها لأي كان أن يتعلم أي شيء" وذلك طبقا لما أعلنه في موقع الأكاديمية على الإنترنت.

وسيصبح "كل شيء" قريب المنال قريبا لجميع الناس تقريبا. وقد تلقت أكاديمية خان في أيلول/سبتمبر منحة مالية من شركة غوغل لتطوير البرامج اللازمة لترجمة محتوى الموقع إلى أكثر لغات العالم انتشارا.

قال خان إن "أمامنا متسعا من الوقت، لكننا ننوي أن نبدأ الآن باللغات المندرين والإسبانية والهندية والأردية والبنغالية والروسية والبرتغالية والفرنسية والعربية واليابانية والألمانية."

وأضاف خان قوله "سنبدأ الموجة الأولى من الترجمات خلال السنتين القادمتين، وأملنا هو أن ننشئ فعلا عملية من شأنها أن تمكن من الزيادة على هذه اللغات الأصلية."

ويتطلع خان الذي نشأ في نيوأورلينز لأم هندية وأب بنغالي إلى توسيع انتشار أكاديمية خان على المستوى العالمي من خلال مشروع الترجمة. وأشار إلى أن الترجمة الهندية وحدها يمكن أن تصل إلى ما يقدر بنحو 400 مليون طالب وتزيد البناء على موقع الأكاديمية المشهور الآن وله حضور كبير في جنوب آسيا.

وقال خان إنه "نظرا لطبيعة المكان الذي جاءت منه أسرتي فإن أكاديمية خان قد اكتسبت شعبية واسعة في جنوب آسيا، لا سيما في بنغلاديش. البلد فخور بذلك، أما أنا فأشعر بالتواضع. فهم فخورون لأن واحدا منهم قد تقدم لفعل شيء ينفع الناس الآخرين."

وصرح خان لصحيفة هندوستان تايمز بأن زوار موقع أكاديمية خان من الهند يشكلون نسبة 10 بالمئة من زوار الموقع. بحسب موقع أميركا دوت غوف.

باستخدام الفيديو كهذا الظاهر في الصورة الذي يعرض المواضيع المختلفة المتاحة في أكاديمية خان، يعلم سلمان خان الطلاب من مختلف أنحاء العالم.

وقال مازحا إن "من قبيل المصادفة أن لي نفس اسم نجم السينما الهندي مما يكسبني بعض النباهة."

وناهيكم عن الشهرة، فإن خان يبني لمدرسته اسما وشهرة في القرى النائية التي لا تتمتع بمصدر منتظم للطاقة الكهربائية. فمن خلال الشراكة مع "الممكن عالميا"، وهي منظمة غير حكومية في كاليفورنيا يشكل جزءا من عملها تزويد المدارس الفقيرة بأجهزة الكمبيوتر والاتصال بشبكة الإنترنت، استطاعت أكاديمية خان أن تقدم محتوى تعليميا للصفوف المدرسية في سيراليون وإثيوبيا وإكوادور.

وقال خان "نأمل أن يستمر خلال السنوات الخمس أو العشر القادمة .. عمل المنظمات غير الحكومية في حل المسائل التكنولوجية. فنحن نسلمها مادة المحتوى فقط وعليها هي أن تجد أفضل وسائل إيصالها إلى الطلاب."

إنشاء مدرسة واقعية

وعمل خان بنفسه شخصيا على إنتاج أكثر من 1,800 شريط فيديو متوفرة حاليا للطلاب. ويترواح طول مدة كل نموذج فيديو بين 10 دقائق و20 دقيقة يشرح فيها خان بأسلوب التخاطب والمحادثة المفاهيم التي يشملها موضوع البحث فيما يضيف ويشرح المبادئ الكامنة وصلتها الواقعية بالعالم التي يمكن أن تساعد الطلاب في التوصل إلى فهم أفضل.

وكتب خان في موقع الأكاديمية في هذا الصدد قائلا "إنني أعلّم بالطريقة التي تمنيت أن أتعلم بها. وهذه الفيديوهات هي تعبيري الخاص عن الطريقة التي كان يجب التعبير بها عن المفاهيم في المقام الأول، وكل هذا دون المساس بالدقة والشمولية."

بدأ خان عملية تسجيل دروس الفيديو بعد أن لمس كيف ساعد أسلوبه التعليمي ابنة عمه. ففي العام 2004 عندما كانت ابنة العم تعاني في حصة الرياضيات في المدرسة المتوسطة، بدأ خان يدرّسها عن بعد ويسجل نفسه مدرّسا أحيانا ويحمّل درس الفيديو في موقع يوتيوب كي تحصل ابنة عمه على الدرس المساعد في الوقت الذي يناسبها.

وقد دفع نجاحها في الرياضيات واستفادة أخيها من استعمال الفيديو التعليمي، سلمان خان إلى نشر مزيد من دروس الفيديو على الموقع. وفي أيلول/سبتمبر 2009 ترك عمله كمدير في أحد الصناديق التحوطية كي يتفرغ لإدارة أكاديمية خان.

كتب خان في موقع الأكاديمية أنه يريد بخططه " الاستمرار في صنع الفيديوهات حتى يوم وفاته" أن يصنع فيديوهات لألعاب المحاكاة ليعمل على زيادة عمق فهم الطلاب للمواضيع التي يشاهدونها ويشكل مجتمعا من الطلاب الذين يتعلمون من الموقع، يتفاعل ويتناقش مع بعضه حول موضوع البحث. ويود خان أن يرى المدارس الفعلية تستخدم أكاديمية خان كأساس لوضع مناهجها التعليمية.

وخلص خان إلى القول "نتمنى أن نستطيع على المدى البعيد أن نعلم الناس جميعا وكل شخص. فنحن نعيد تحديد جزء كبير من التجربة التعليمية."

يمكن الاطلاع على المزيد عن أكاديمية خان بزيارة موقعها Khan Academy على الإنترنت.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 4/تشرين الثاني/2010 - 27/ذو القعدة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م