المسلمون والآخر... جدلية العيش المشترك في الغرب

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: تشكل علاقة المسلمين مع الآخر خلال السنوات القليلة الماضية ازمة اجتماعية لا تزال تداعياتها تفرض واقعا مكلفة على المسلمين ذاتهم، خصوصا بعد تفشي مشاعر الخوف والكراهية لدى المجتمعات الاخرى، مما يقوض نهج العيش المشترك والسلم الاجتماعي بشكل تدريجي خطير يتوقع اغلب المتابعين عواقب وخيمة لذلك.

وتصعد الجهات المتطرفة لا سيما في الدول الغربية من لهجة العداء والبغضاء ضد المسلمين في القاطنين في تلك الدول، على الرغم من كون اغلبهم باتوا مواطنين اسوياء يتشاركون مع اقرانهم في الحقوق والواجبات التي تترتب عليهم.

حيث تواجه الاقليات المسلمة غبن متزايد من قبل الانظمة السياسية والسلطات الحاكمة، من خلال الاجراءات التمييزية التي تتصف في بعض الاحيان بالتعسفية، تهدف حسب ما يراه الكثيرون التضييق على حرية تلك الاقليات ومصادرة حقوقهم الدستورية.

لجم الكراهية

فقد اطلق ملوك وامراء ورؤساء بلدان اسلامية في الامم المتحدة نداء من اجل ان يتخذ الغرب اجراءات ضد حملات "كراهية الاسلام" التي تمثل، كما يؤكدون، تهديدا متزايدا للامن الدولي.

وندد وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط  امام الجمعية العامة للامم المتحدة ب "الحوادث المؤسفة والرهيبة التي تطال المسلمين والاسلام بشكل متكرر ومنهجي احيانا".

واضاف "يبدو ان الغرب عموما، يقاد رغما عنه، الى مواجهة مع العالم الاسلامي. ان مثل هذه المواجهة لا تخدم احدا عدا المتطرفين".

وتابع "ان ذلك لا يخدم تحسين الامن ولا توطيد الاستقرار في العالم" وذلك قبل مطالبة الحكومات الغربية باتخاذ اجراءات بما فيها قوانين جديدة يتم التصويت عليها للتصدي لكراهية الاسلام.

واكد العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني "ضرورة مقاومة قوى الفرقة التي تنشر سوء الفهم بين اتباع الديانات". كما دعا الى تنظيم اسبوع سنوي للحوار بين الاديان للنهوض بالتسامح.

وقال رئيس وزراء ماليزيا نجيب رزاق من جهته ان 1,5 مليار مسلم في العالم منزعجون من "المساعي الرامية الى تصوير الاسلام على انه شر مطلق"، مضيفا "ان ذلك من شأنه تعميق الانقسامات بين العالم الاسلامي والغرب". بحسب فرانس برس.

وكانت قضايا مثل التهديد بحرق مصاحف في الولايات المتحدة والجدل الثائر بشأن اقامة مركز اسلامي قرب موقع اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر في نيويورك والهجمات على رموز اسلامية في اوروبا، شدت الاهتمام في البلدان الاسلامية.

اقل معدل توظيف

الى ذلك أظهر تقرير جديد عن المساواة في بريطانيا أن المسلمين لديهم أقل معدل توظيف بالمقارنة بالجماعات الاخرى في البلاد.

واضاف التقرير الذي أعدته لجنة المساواة وحقوق الإنسان البريطانية أن نحو ربع الرجال الباكستانيين في بريطانيا يعملون كسائقي سيارات اجرة وأن احتمالات دخول شخص أسود السجن في انجلترا وويلز تزيد خمس مرات عن الاحتمالات بالنسبة لشخص ابيض.

وحذر التقرير من أن عدم المساواة قد يزداد في ظل اقتصاد بريطانيا الهش. وستعلن الحكومة في 20 اكتوبر تشرين الاول الخطوط العريضة لخفض كبير في الانفاق بهدف تقليص العجز في الميزانية الذي بلغ معدلات قياسية وسيتم تقليص الوظائف وخدمات القطاع العام.

وقالت اللجنة "الازمات الاقتصادية والاجتماعية الراهنة تهدد بتوسيع بعض الفجوات بشأن المساواة والتي ربما كانت ستضيق في اوقات افضل." وأضافت "لا يمكن التقليل من أثر المساويء المتعددة في سوق عمالة يزداد فيه التنافس."

واكتشفت اللجنة التي ترفع تقارير إلى البرلمان كل ثلاثة اعوام وتهدف الى الحد من عدم المساواة ان بريطانيا اصبحت اكثر تنوعا وأكثر تسامحا عما كانت عليه في الماضي لكن ادلة اوضحت ان التقدم بالنسبة لبعض الجماعات لم يكن سريعا كما يجب.

فبالنسبة لسكان بريطانيا من السود قال التقرير ان التناسب في في عدد المساجين السود في بريطانيا اصبح اكبر بالمقارنة بالولايات المتحدة.

وبحث التقرير ايضا في الاختلافات بين الجماعات الدينية ووجد أن المسلمين لديهم اقل معدل توظيف بالمقارنة بأي جماعة اخرى وانه في حين ان فرص حصول الرجل المسلم على وظيفة مهنية تعادل فرص الحصول على وظيفة "بسيطة" فان فرص اليهودي في الحصول على وظيفة مهنية تزيد على الارجح 13 مرة.

نصب كاميرات بأحياء مسلمة

من جانب آخر تواجه قوة الشرطة في وست ميلاند، المسؤولة عن الامن في مدن وسط انجلترا، احتمال الملاحقة القضائية اذا لم تفكك كاميرات مراقبة نصبتها في مناطق من مدينة برمنجهام تسكنها غالبية مسلمة، وتثير السخط بين السكان.

وكانت شرطة المنطقة قد نصبت اكثر من 200 كاميرا بعضها مكشوف وبعضها مخفي في شوارع باحياء مسلمة مثل حي وشوود هيث، وسباركبروك، وتبين انها ممولة من مخصصات مالية حكومية لمكافحة الارهاب.

وقالت ادارة شرطة المنطقة ان الكاميرات المنصوبة الخفية قد ازيلت بعد احتجاجات عديدة من سكان المنطقة.

الا ان منظمة ليبرتي للحقوق المدنية تعتزم رفع دعوى قضائية في حال لم تتعهد قوة الشرطة بازالة ما تبقى من كاميرات.

ومشروع نصب الكاميرات، المقدرة كلفته بنحو ثلاثة ملايين جنيه استرليني، هو عبارة عن نصب كاميرات تستهدف ضبط النظام والامن في برمنجهام، بالتنسيق بين البلدية والشرطة والهيئات الحكومية المسؤولة عن هذين الحيين المسلميّن.

وتستطيع الكاميرات رصد ومراقبة وتصوير لوحات ارقام السيارات التي تدخل وتخرج منهما.

على قوة الشرطة الاعتراف بان قرار نصب الكاميرات غير قانوني، وينتهك البند الثامن والرابع عشر من المعاهدة الاوروبية لحقوق الانسان.

ويقول السكان ان الكاميرات نصبت من دون مشورتهم او اخطارهم، وان ما جعلهم غاضبين اكثر هو علمهم بانها ممولة من اموال مكافحة الارهاب.

وكان كريس سيمز رئيس قوة الشرطة قد اعتذر بعد صدور تقرير مستقل حول الموضوع استنتج ان قوة الشرطة لم تهتم كثيرا بالامور القانونية التي تحكم وتنظم مثل هذه الامور.

وقال التقرير ان القضية افتقرت الى الشفافية عندما تم تركيب الكاميرات، وهو ما اضر كثيرا بمصداقية الشرطة والثقة بها.

الا ان الضابط البريطاني اكد ان الكاميرات لم تشغّل، وقد غطيت في انتظار انتهاء المناقشات حول شرعيتها وقانونيتها.

لكن منظمة ليبرتي مصرة على ضرورة ازالة جميع الكاميرات، واذا لم يحدث هذا فانها ستسير في الاجراءات القانونية لرفع قضية امام المحكمة العليا.

وقالت المنظمة ان على قوة الشرطة الاعتراف بان قرار نصب الكاميرات غير قانوني، وينتهك البند الثامن والرابع عشر من المعاهدة الاوروبية لحقوق الانسان.

راديو أمريكا يسيء للمسلمين

في سياق متصل قررت الإذاعة الحكومية في الولايات المتحدة طرد أحد المحللين السياسيين العاملين لديها بعد صدور تعليقات مسيئة للمسلمين عنه في قناة فوكس نيوز التلفزيونية الامريكية والتي قال فيها إنه يشعر "بالقلق والتوتر إذا رأى مسلما في طائرة".

وكان ويليامز الذي ألّف عددا من الكتب حول حركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة، قد أدلى بهذه التصريحات في برنامج حواري تبثه القناة.

وجاء في بيان اصدرته الاذاعة ان عقد عمل جوان ويليامز قد تم الغاؤه، لكن محطة فوكس نيوز عن منح وليامز عقد عمل بقيمة مليوني دولار سنويا فور طرده من الإذاعة.

وفي الحوار الذي كان موضوعه "المسلمون و11 سبتمبر"، قال مقدم البرنامج، بيل اوريلي، ذو التوجهات المحافظة ان "الحقيقة الجلية حاليا هي ان الخطر الاكبر الذي يهدد العالم يكمن في الجهاد الذي يحظى بدعم بعض الدول المسلمة وبتحريض منها".

وقال ويليامز إنه يتفق مع أوريلي على ذلك. واضاف "عندما اركب الطائرة وأشاهد بعض الركاب المسلمين على متنها وهو يميزون أنفسهم بلباسهم الخاص، وهم كما تعلم يظهرون أنفسهم على أنهم مسلمون قبل اي شيء اخر، أشعر بالقلق والتوتر".

وقبل صدور قرار الإذاعة بطرد ويليامز، علق مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية على ذلك بالقول إن "تصريحات كهذه حول أقلية دينية أم عرقية تصدر عن صحفي أمر لا يمكن التسامح معه". بحسب بي بي سي.

واعلنت الاذاعة ان تعليقات ويليامز "لا تتناسب مع المعايير التحريرية للاذاعة وتتنافي مع القواعد المتبعة فيها كما أنها تسيء لصدقيته كمحلل أخبار في الإذاعة". وكان ويليامز قد عمل أيضا كمراسل وكاتب عمود في صحيفة "واشنطن بوست".

وقد منح رئيس دائرة الأخبار في فوكس نيوز، روجر أيلز، عقدا يتضمن ظهوره في البرامج التلفزيونية ونشر مقالاته في موقع فوكس نيوز دوت كوم.

وقال أيلز عن ويليامز في تصريح نقلته لوس أنجليس تايمز "إنه مدافع قوي عن وجهات النظر الليبرالية، وإنه رجل صادق ستحمي فوكس نيوز حرية تعبيره عن رأيه".

أسباب اقتصادية

من جهته أرجع الباحث الأمريكى غارهام فولر عضو وكالة المخابرات المركزية الأمريكية سابقا، الصراع الدائم بين الشرق والغرب لأسباب اقتصادية وثقافية، وليس لأسباب دينية، ليخالف برأيه هذا الأطروحة التى قدمها صموئيل هانتغتون فى منتصف التسعينيات من القرن العشرين، والتى أشار فيها إلى أن العداء بين أوروبا والعالم الإسلامى له جذور دينية فى المقام الأول وليس لاختلاف الثقافات بينهما.

وأكد فولر فى كتابه الصادر حديثا عن دار ليتل براون الأمريكية ويطرح مقابل 26 دولارا، أن الخصومة القائمة بين الولايات المتحدة الأمريكية والعالم الإسلامى ليس للإسلام دخل فيها، مشيرا إلى أن هذا العداء ربما سيكون قائما حتى لو لم يكن الإسلام موجودا.

ويعلن فولر فى هذا الكتاب مخالفته الصريحة لأطروحة هانتغتون والذى ارتكز فيها على فكرة أن صراع الحضارات قائم على أسس دينية، ومن المتوقع أن يثير هذا الكتاب جدلا واسعا بين الأوساط الثقافية والسياسية الأمريكية وذلك لأن المؤلف يحمل فيه الولايات المتحدة الأمريكية مسئولية تغذيتها للعداء المستمر مع العالم الإسلامى.

كما يرى فولر أن العمليات الإرهابية التى تتعرض لها الولايات المتحدة الأمريكية وأشهرها أحداث 11 سبتمبر نتيجة طبيعية لشعور القلق والخوف الذى ينتاب مسلمى العالم، مؤكدا على أن هذا الإرهاب سينتهى حتما عندما تخفف أمريكا من وطأة تدخلها العسكرى والسياسى فى العالم العربى وخاصة الإسلامى.

ويتطرق فولر فى كتابه إلى حقيقة الصراع بين إسرائيل وفلسطين والذى يوضح أنه ليس مجرد خلاف على المعتقدات الدينية أو رغبة من جانب القوات الإسرائيلية للاستيلاء على المناطق المقدسة بفلسطين بقدر ما هو عداء يستهدف نهب ثروات البلاد وتحطيم اقتصادها، وهذا الشىء ينطبق أيضا على احتلال الولايات المتحدة الأمريكية للعراق والتى احتلتها بحجة البحث عن الأسلحة النووية وتخفيف حدة الخلاف بين السنة والشيعة ليتبين فى النهاية أنها حرب استهدفت السيطرة على منابع البترول وخيرات البلد.

مسلمو ألبانيا أنقذوا اليهود

ومع تزايد المشاعر المعادية للمسلمين في الولايات المتحدة، تبرز قصص لم ترو بعد، تهدف  إلى رفع الوعي بالعقيدة الإسلامية وتعاليم القرآن، غير أن هذا الوعي يأتي من مصدر غير متوقع يتمثل في جماعة يهودية صغيرة بمنطقة كريف كوير بولاية ميسوري الأمريكية.

إذ ينظم معبد عمانوئيل اليهودي معرضا من الصور تروي كيف أنقذ المسلمون الألبان أكثر من ألفي يهودي من قبضة النازيين خلال الحرب العالمية الثانية.

وعلى الأرجح أن تلك القصة لم ترو من قبل، فهي قصة تحكي من خلال وجوه المسلمين الألبان الذين خاطروا بحياتهم من أجل التمسك بإيمانهم وقيمهم، وإحدى تلك القيم الإسلامية تدعى "بيسا،" باللغة الألبانية.

وتقول الدكتورة غزالة حياة من جامعة سانت لويس، وهي المتحدثة باسم المؤسسة الإسلامية الكبرى، إن كلمة "بيسا،" تدل على قيمة من قيم وتعاليم الثقافة الإسلامية، وتعني أن شخصا ما، يمكن أن يخاطر بحياته إذا لزم الأمر لإنقاذ حياة شخص طلب اللجوء.

المعرض يفتح عيون العالم، على حقيقة الثقافة الإسلامية، ويعرض صورا لمسلمين ألبان تحكي قصص حياتهم، حيث أم شابة، لم يكن لديها ما يكفي من حليب الثدي لإطعام ابنها، فرعته امرأة يهودية كانت مختبئة عندها.

وعندما سألت الأم المسلمة عما إذا كانت تمانع بأن تقوم يهودية بإرضاع طفلها، قالت ""اليهود هم شعب الله.. مثلنا تماما،" بينما قال رجل آخر آوى أيضا عائلات يهودية "أنا لم أفعل شيئا مميزا.. جميع اليهود هم أخوة لنا."

وفي المقابل يروي رئيس طائفة البكتاشيين، التي تجمع من الأتباع ما يزيد على سبعة ملايين شخص، قصة رئيس وزراء ألبانيا، الذي أعطى أمرا سريا خلال الاحتلال النازي.

وينص الأمر على أن "كل الأطفال اليهود سوف ينام مع أطفالنا، وكلهم سوف يأكلون الطعام نفسه، وجميعنا سوف نعيش في أسرة واحدة."

وفي أوروبا ما بعد الحرب، يعتقد أن ألبانيا هي الدولة الوحيدة التي كانت محتلة من قبل النازيين، وتحوي أكبر عدد من اليهود، بعد ما يعرف بحادثة الهولوكوست أو "المحرقة."

من جهته قال جوستين كيربر، حاخام معبد عمانوئيل إن المسلمين الألبان "كانوا من بين الأشخاص الذين عرضوا أنفسهم للخطر من أجل توفير المأوى والحماية لليهود في بيوتهم، وفعلوا ذلك من منطلق الواجب ديني." بحسب السي ان ان.

وأضاف رجل الدين اليهودي يقول "في هذا الوقت من التوتر حول الإسلام في أميركا، هناك الكثير الكثير يمكن معرفته من أجل فهم الإسلام."

الاعتراف بالاسلام رسميا

من جهة أخرى قد تصبح هامبورج قريبا أول ولاية ألمانية تعترف رسميا بالمسلمين كطائفة دينية وتمنحهم نفس الحقوق القانونية التي يتمتع بها المسيحيون واليهود في التعامل مع الادارة المحلية.

وتقترب مفاوضات تجرى في هدوء منذ اربع سنوات بشأن بناء مساجد وفتح مقابر للمسلمين وتدريس الاسلام في المدارس العامة من نهايتها في الوقت الذي تخوض فيه ألمانيا جدلا صاخبا بخصوص الاسلام واندماج المهاجرين المسلمين.

وقال ساسة وزعماء مسلمون انه يبدو من المؤكد ان يكتمل الاتفاق لكن النقاش الدائر على المستوى الوطني بشأن الاسلام والتغييرات السياسية المحلية قد تجعل اقراره اكثر صعوبة من المتوقع.

وقال زكريا ألتوج رئيس فرع هامبورج التابع لهيئة الاتحاد التركي الاسلامي (ديتيب) وهي احدى المنظمات الاسلامية الكبرى في ألمانيا "من المهم لنا ان يوضح هذا الاتفاق اننا جزء من هذا المجتمع."

وقال نوربرت مولر وهو ألماني اعتنق الاسلام وعضو مجلس جماعة شورى كبرى الجمعيات الاسلامية في هامبورج بشمال ألمانيا "نحن قريبون من اختتام هذا."

ويقدر عدد المسلمين في ألمانيا بنحو اربعة ملايين اغلبهم من اصل تركي بين سكانها الذين يبلغ عددهم 82 مليون نسمة. وقد ظلوا يعاملون لفترة طويلة على انهم عمال مهاجرون سيعودون في نهاية الامر الى بلدانهم الاصلية لكنهم صاروا الان أقلية ذات وجود راسخ ويريدون ان يتمتعوا بالمساواة في الحقوق.

وسيحدد الاتفاق في هامبورج وهي ثاني اكبر مدينة في البلاد وولاية في النظام الاتحادي الالماني حقوق المسلمين وواجباتهم مثل التشاور مع سكان الاحياء قبل بناء مساجد او تشييد ماذن.

وقال ألتوج ان كثيرا من الحقوق متاح بالفعل بموجب قوانين اتحادية مختلفة أو منح كاستثناءات على المستوى المحلي. وقال "هذا الاتفاق يجمع كل هذا معا في نص واحد."

وقد تكون المساواة في الوضع مع المسيحيين واليهود اكثر اثارة للجدال عندما يطرح الاتفاق للنقاش في البرلمان المحلي في هامبورج وهي مدينة أغلب سكانها مسيحيون لوثريون تاريخيا ويمثل المسلمون قرابة خمسة في المئة من سكانها البالغ عددهم 1.7 مليون نسمة. وفجر الرئيس كريستيان فولف نقاشا محتدما بقوله في خطاب عيد الوحدة الالمانية في الثالث من اكتوبر تشرين الاول ان البلاد جذورها مسيحية ويهودية لكن وجود اقلية مسلمة كبيرة يعني ان الاسلام بات الان "ينتمي لالمانيا" ايضا.

وقال زعماء محافظون ان ألمانيا لها "تراث يهودي مسيحي" لا يشاركها فيه المسلمون وطالبوا المسلمين ببذل مزيد من الجهود للاندماج في المجتمع.

وقال زعيم كاثوليكي كبير ان المسلمين لا يمكن ان يصبحوا شركاء في اتفاق مع الولاية لان الاسلام ليس له بنية كهنوتية هرمية مثل الكنائس.

واضاف ألويس جلوك رئيس اللجنة المركزية للكاثوليك الالمان لاذاعة المانيا "للمسلمين الحق في أن يمارسوا دينهم بطبيعة الحال ويجب على الولاية ضمان حريتهم الدينية. لكن الاسلام يخلو من كنيسة او سلطة منظمة... يمكن أن تكون شريكا."

وسيدمج الاتفاق المسلمين بعدة طرق عملية فعلى سبيل المثال سيكون على مدارس المدينة الاستعانة بمسلمين لتدريس الاسلام في حصص الدين التي يحضرها جميع التلاميذ. ويقوم بهذا الان مدرسون من الكنيسة اللوثرية المحلية.

وسيضمن لهم حقوق الدفن في المقابر البلدية حيث يمكن دفن المسلم في كفن وليس في نعش ودون وجود رموز دينية اخرى قرب مدفنه. ويفضل كثير من المهاجرين ان يدفنوا في بلدانهم الاصلية لضمان دفن اسلامي.

وسيكون للتلاميذ المسلمين حرية التغيب عن المدرسة في اثنتين او ثلاث من العطلات الاسلامية وقد يعين رجال دين مسلمون في السجون.

وتدرس ولايتا سكسونيا السفلى ونورد راين فستفاليا أيضا الاعتراف بالاسلام. ولما كان الاعتراف بالاديان مسألة تخص كل ولاية بموجب القانون الالماني فقد لا تحذو ولايات اخرى حذو هامبورج.

ويقول ساسة محليون ان النقاش المحتدم على المستوى الوطني بشأن الاسلام قد يبعث على تردد بعض اعضاء المجلس المحلي عند مناقشة النص النهائي. كما خسر المشروع اقوى مؤيد له عندما استقال رئيس بلدية المدينة اولي فون بيوست في أغسطس اب.

وقال فولفجانج بيوس المتحدث في الشؤون الدينية باسم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الحاكم في هامبورج "اتوقع اقراره. لكن التوقعات ليست جيدة كما كانت من قبل."

تمليك المسلمين مسجداً

من جهتها أعدت دائرة الأملاك لبلدية موسكو مشروع قرار يدعو إلى تحويل ملكية أهم مساجد موسكو - المسجد الجامع - إلى الإدارة الدينية لمسلمي الشطر الأوروبي من روسيا مجانا.

وقد أُنشئ المسجد الجامع في نهاية القرن التاسع عشر عندما تزايد عدد التتار المقيمين في موسكو. وتولى التاجر صالح يرزين تمويل أعمال البناء التي استغرقت آنذاك خمسة أشهر فقط.

والآن يقع مقر الإدارة الدينية لمسلمي الشطر الأوروبي من روسيا التي تأسست قبل عشر سنوات في هذا المسجد إلى جانب مجلس المفتين في روسيا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 2/تشرين الثاني/2010 - 25/ذو القعدة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م