إيران تمضي قدما وتستبدل حلفائها

 

شبكة النبأ: يجهد المجتمع الدولي في حث ايران على التخلي عن برنامجها النووي بشتى السبل الدبلوماسية، ومن خلال اليات متعددة شملت في سياقاتها الترغيب والترهيب معا.

فيما انضمت بعض البلدان التي كانت حتى عهد قريب تساند طهران في قضاياها المتقاطعة مع الغرب الى جهود الولايات المتحدة والاتحاد الاوربي، وبدوره الامتثال لبعض العقوبات الاقتصادية والسياسية التي فرضها مجلس الامن مؤخرا على ايران، في ضربة غير متوقعة من حلفائها المقربين.

حيث قلصت روسيا بشكل مباشر دعمها الا محدود لتوجهات ايران السياسية، قبيل نجاح الاخيرة في كسب دعم كل من تركيا وفنزويلا وحليفها الاستراتجي سوريا، الامر الذي وجد فيه المحللون دافعا لساسة الجمهورية الاسلامية في الاصرار على المضي قدما في البرنامج النووي، مؤكدين في الوقت ذاته التصدي لاي محاولة لعرقلته.

دعوة للتفاوض

ففي خطاب وجهته الى سفير إيران لدى الاتحاد الأوروبي تحث اشتون سعيد جليلي كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين على قبول عرض إجراء محادثات في فيينا في الفترة من 15 الى 17 نوفمبر تشرين الثاني وإجراء مباحثات تشمل البرنامج النووي "وأي بنود أخرى ذات صلة بالنقاش".

وجاء في نسخة من الخطاب "الاجتماع يمكن ان يبدأ بعشاء يوم 15 نوفمبر يليه يومان من المشاورات لإطلاق مناقشات جوهرية. "وبالنظر لقرب المواعيد المقترحة والقيود على جدول أعمال الأطراف المشاركة فأنني أتمنى الحصول على رد مبكر وايجابي منكم." وتحظى اشتون بتأييد القوى الست الكبرى المشاركة في المفاوضات النووية - الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين وألمانيا - في الاتصال مع طهران.

وآخر دعوة لإجراء محادثات أصدرتها في 14 أكتوبر تشرين الأول ولم تتلق بعد أي رد رسمي رغم أن إيران أوضحت من خلال وسائل الإعلام لديها أنها ترحب بالدعوة للمحادثات التي ستكون أول اتصال على مستوى رفيع هذا العام.

ولزمت طهران الغموض بشأن استعدادها للعودة الى المحادثات وتبديد المخاوف من أن يكون برنامجها المعلن للطاقة الذرية السلمية غطاء لسعيها لامتلاك أسلحة نووية. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

وقال مارك فيتزباترك وهو خبير في شؤون إيران في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في لندن ان تركيا غير متوافقة مع القوى العالمية بشأن إيران فيما يقوض الجهود المبذولة لإقناع طهران بالامتثال للمطالب الدولية.

وأضاف "أعتقد أن التحدث مع الجيران وإقامة علاقات طيبة معهم والتجارة معهم فيما لا تقيده عقوبات الأمم المتحدة هو شيء وإرسال إشارات الى إيران تفيد بان العالم الخارجي منقسم هو شيء آخر."

ونقلت انترفاكس عن ريابكوف ممثل روسيا في المفاوضات بين إيران والقوى الست قوله في مقابلة في بروكسل "نحث أصدقاءنا وزملاءنا الإيرانيين على الرد بشكل ايجابي على الدعوة."

وصرح مسئول إيراني كبير بأن إيران مستعدة لعقد اجتماع في أي وقت لكنه قال إن موضوع المفاوضات يجب أن يكون واضحا بشكل مسبق ووضع شروطا أخرى.

بنوك سرية

من جهتها أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أنها "لم تشعر بالدهشة" حيال التقارير التي تشير إلى أن إيران تسعى لافتتاح مجموعة من المصارف التي تتبع سراً لها في دول عربية وإسلامية، وذلك بهدف استخدامها للالتفاف على العقوبات القاسية التي فرضها مجلس الأمن عليها بسبب ملفها النووي.

وقال مارك تونر، المتحدث باسم الوزارة: "لقد رأينا (إيران) وهي تحاول القيام بذلك من قبل، وهذا الموضوع يشكل حالياً مادة نقاش مع الدول الحليفة والشريكة لنا في الشرق الأوسط والعالم، وبصراحة، أرى أن هذا الأمر يدل على أن العقوبات تركت أثرها."

ورداً على سؤال حول مدى قدرة إيران على النجاح في افتتاح مصارف مماثلة، قال تونر، الذي كان يتحدث خلال المؤتمر الصحفي اليومي الذي تنظمه الخارجية الأمريكية: "هم يحاولون.. وهذا هو السبب الذي دفعنا للتواصل مع الدول الحليفة والصديقة." بحسب وكالة أنباء السي ان ان.

وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد نقلت عن مسئولين في وزارة الخزينة الأمريكية أن مندوبين من واشنطن نفذوا جولات ميدانية على عدد من الدول من أجل دعوتها إلى احترام العقوبات المفروضة على إيران.

وذكرت الصحيفة أن ذلك جاء بسبب سعي طهران لتأسيس مصارف في دول إسلامية وعربية، مثل ماليزيا وأذربيجان والعراق، تستخدمها للقيام بالتحويلات المالية التي باتت محظورة عليها. وكان مجلس الأمن الدولي قد شدد مطلع يونيو/حزيران الماضي العقوبات على إيران، فمنع الاستثمار في صناعات النفط ومشتقاته، كما حظر عمل المصارف والتبادلات التجارية وشركات التأمين والنقل الإيرانية.

روسيا

من جانبها حثت موسكو إيران على قبول عرض مقدم من القوى الست الكبرى لإجراء محادثات في منتصف نوفمبر تشرين الثاني حول البرنامج النووي الإيراني.

ووضعت طهران شروطا للعودة الى المحادثات مع الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين وألمانيا لتبديد مخاوف من أن يكون برنامجها المعلن للطاقة الذرية السلمية غطاء لسعيها لامتلاك أسلحة نووية. بحسب ما ذكرته وكالة انترفاكس الروسية للأنباء.

ودعا سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي طهران للموافقة على إجراء المفاوضات التي ستترأسها كاثرين اشتون مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي في الأسبوع الذي يبدأ يوم 15 نوفمبر تشرين الثاني.

ونقلت انترفاكس عن ريابكوف ممثل روسيا في المفاوضات بين إيران والقوى الست في مقابلة في بروكسل قوله "نحث أصدقاءنا وزملاءنا الإيرانيين على الرد بشكل ايجابي على الدعوة." واقترح الاتحاد الأوروبي إجراء مفاوضات تستمر ثلاثة أيام في منتصف نوفمبر في فيينا.

وصرح مسؤول إيراني كبير بأن إيران مستعدة لعقد اجتماع في أي وقت لكنه قال ان موضوع المفاوضات يجب أن يكون واضحا بشكل مسبق ووضع شروطا أخرى. وتصر إيران على حقها في السعي لامتلاك تكنولوجيا نووية سلمية وتقول إنها لا تسعى للحصول على أسلحة نووية إلا أن إخفاء طهران في الماضي لنشاطات نووية حساسة وفرضها المستمر لقيود على عمليات التفتيش التابعة للأمم المتحدة أثارا شكوكا في الخارج. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

وسيبدأ العمل في أول محطة للطاقة النووية في إيران وهي روسية الصنع قريبا وتقول الحكومة الإيرانية انها تعتزم بناء ما يصل الى 20 مفاعلا على مدى العشرين عاما المقبلة. وتعثرت المحادثات مع القوى الست في أكتوبر تشرين الأول 2009 وأصدر محافظو الوكالة الدولية للطاقة الذرية قرارا بعد ذلك بشهرين وبخوا فيه إيران لتكتمها على مشروع ثان لتخصيب اليورانيوم لأكثر من عامين.

وعبرت روسيا عن إحباطها المتزايد لرفض إيران تعليق تخصيب اليورانيوم مقابل حوافز تجارية ودبلوماسية عرضتها عليها القوى الست منذ عام 2006.

وأقرت موسكو التي سعت لفترة طويلة لتخفيف الجهود الغربية الرامية لعزل إيران عقوبات أكثر صرامة فرضتها الأمم المتحدة على الجمهورية الإسلامية في يونيو حزيران وأعلنت في وقت لاحق أنها لن تلتزم بعقد لبيع أنظمة جوية للدفاع الصاروخي طراز (اس - 300) لإيران.

أمريكا تضغط

في السياق ذاته حث مسؤول كبير في الحكومة الأمريكية تركيا على تنفيذ العقوبات الدولية المفروضة على إيران في تكثيف للضغوط على أنقرة للحد من علاقاتها التجارية المزدهرة مع الجمهورية الإسلامية.

وقال ستيوارت ليفي وكيل وزارة الخزانة الأمريكية لشؤون مكافحة الإرهاب والمعلومات المالية لتلفزيون (ان.تي.في) التركي بعد اجتماعات مع مسئولين حكوميين ومصرفيين على مدى يومين لمناقشة العقوبات الأمريكية والدولية "كل ما نريده هو فرض العقوبات في جميع أنحاء العالم."

ونقلت صحيفة حريت اليومية عن ليفي قوله لمجموعة من الصحفيين "الغرض من هذه الزيارة هو تعظيم فرص نجاح العقوبات المفروضة على إيران." وأضاف "تقوم تركيا بالطبع بدور مهم نظرا لقربها الجغرافي من إيران كجار لها. تنفيذ العقوبات هنا على نفس الدرجة من الأهمية مثل أي مكان آخر." وزار وفد أمريكي تركيا في أغسطس اب لتسليم رسالة مماثلة لبنوكها. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

وعمقت تركيا علاقاتها الاقتصادية والمالية مع إيران رغم الجهود الغربية لعزلها. وشدد مجلس الأمن الدولي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي العقوبات المفروضة على إيران بسبب برنامجها النووي الذي تخشى واشنطن أن يستخدم في صنع قنابل ذرية. وتقول طهران إنها لا تريد الا توليد الطاقة النووية للأغراض السلمية.

وتركيا ملزمة بعقوبات الأمم المتحدة رغم اعتراضها مع البرازيل عند التصويت في مجلس الأمن على جولتها الأخيرة. وقالت إنها غير ملزمة بغير العقوبات الدولية. ولكن بموجب القانون الأمريكي قد تتعرض البنوك التركية العاملة في الولايات المتحدة لعقوبات أمريكية بسبب التعامل مع شركات إيرانية تدرجها واشنطن في القائمة السوداء.

مخزون اليورانيوم

من جهته قال مدير هيئة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي ان إيران زادت مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة نقاء 20 في المائة.

وتخصيب إيران لليورانيوم في محور خلافها مع الغرب بشأن برنامجها النووي الذي تقول ان أغراضه سلمية ويخشى الغرب ان يكون هدفه صنع سلاح نووي. وتوقفت المحادثات بينها وبين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا قبل عام.

وقال صالحي ان هيئة الطاقة الذرية الإيرانية لم تبلغ رسميا بأي اقتراح أوروبي مفصل مضيفا ان التخصيب مستمر بخطى حثيثة.

وقال لوكالة أنباء الطلبة "حتى الآن تم إنتاج 30 كيلوجراما من الوقود (المخصب) بنسبة 20 في المائة." وأضاف "لم يبلغونا بتاريخ رسمي (للمحادثات). كان ذلك مجرد إعلان إعلامي." وأعلنت إيران في فبراير شباط أنها تخصب اليورانيوم الى درجة 20 في المائة مقارنة بنسبة 3.5 في المائة في السابق.

وتقول انها في حاجة الى هذه العملية لتشغيل مفاعل للأبحاث الطبية. ويقول منتقدون غربيون ان إيران تفتقر للوسائل اللازمة لتحويل اليورانيوم المخصب بدرجة 20 في المئة الى قضبان وقود للمفاعل وإنها على الأرجح إنما تقطع خطوة نحو التخصيب بنسبة 90 في المائة اللازمة لصنع قنابل نووية. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

وقال تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية الشهر الماضي ان إيران أنتجت 22 كيلوجراما من اليورانيوم المخصب بدرجة 20 في المائة. وقال أبو الفضل زهروان نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي في إيران إن المحادثات يمكن أن تستأنف "في أقرب فرصة حتى لو غدا" إذا تم توضيح موضوع المفاوضات.

وكانت إيران قالت إنها مستعدة لتعليق عمليات تخصيب اليورانيوم الى مستويات مرتفعة إذا ضمنت إمدادات من الوقود لمفاعلها الطبي لكنها تصر على حقها المطلق في الاستخدام السلمي للتكنولوجيا النووية بما في ذلك برنامج التخصيب.

إيران تؤكد عزمها

من جانب آخر قالت تقارير إخبارية ان وزير الاستخبارات الإيراني أكد ان الأمريكيين المحتجزين منذ أكثر من عام في إيران سيقدمان للمحاكمة. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية عن حيدر مصلحي قوله " سيحاكم الأمريكيان. سنقدم أي أدلة لدينا للقضاء."

وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أنها سمعت إن الاثنين سيقدمان للمحاكمة في السادس من نوفمبر تشرين الثاني لكنها لازالت تأمل في الإفراج عنهما.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 27/تشرين الأول/2010 - 19/ذو القعدة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م