اضغاث كلام... عن النفّري والإعلام والسياسة

بعض من الصخب الاعلامي وضجيجه

حيدر الجراح

 

شبكة النبأ: تستعد جماعة ويكيليكس التي تهدف الى تسريب المعلومات من اجل مكافحة فساد الحكومات والشركات للكشف عن عدد كبير من ملفات حرب العراق التي تم تسريبها.

عضو القائمة العراقية والقيادي في تجمع عراقيون اثيل النجيفي ادلى برايه، وفحواه ان (هذا الموضوع لا يهمنا كثيرا في الوقت الحاضر ولسنا معنيون به سلبا او ايجابا). لكنه قال ان الموضوع (سيكون مهما جدا لكي يعلم الشعب العراقي كيف تمت عملية احتلال البلد وما هي الاسس التي استندوا عليها ومن الذي تسبب بهذا الخراب والدمار لهذا البلد).

وذكر النجيفي ان (هذه القضية لن تصيب دولا بل افرادا)، موضحا انها (من الممكن ان تصيب ساسة عراقيين وهنا الامر سيكون اكثر خطورة)، لكنه استبعد ان تكون لها تأثيرات كبيرة (لأننا لسنا في موسم انتخابات).

الحكومة المصرية تغلق عددا من القنوات الفضائية وتنذر اخرى لتصويب مسارها، الاسباب طائفية وعنصرية ودينية واباحية.

هل تشاهدون البرامج الحوارية في الفضائيات العربية؟ اي البرامج اكثر صخبا وضجيجا من غيره؟

حزرتم، (الاتجاه المعاكس) لفيصل القاسم على قناة الجزيرة القطرية لاغيرها، هل خرج من شاهد البرناج في احدى حلقاته بفكرة ساهمت في تغيير حياته او نظرته للامور، سياسة او ثقافة، دلوني على واحدة من هذه الافكار؟

في كتابه المعنون (الثقافة التلفزيونية... سقوط النخبة وبروز الشعبي) للدكتور عبد الله الغذامي وتحت عنوان (في نحو الصورة) كتب، تاتي النحوية الجديدة من حيث هي تغيير في قوانين صناعة الدلالة ومن حيث هي قوانين في التاويل والفهم، تاتي على خمسة اسس هي:

1 – الغاء السياق الذهني للحدث

2 – السرعة اللحظوية

3 – التلوين التقني

4 – تفعيل النجومية وتحويل الحدث الى نجومية ملونة

5 – القابلية السريعة للنسيان(الغاء الذاكرة).

اعود الى وثائق ويكيليكس والتي رأها احد نجوم الاعلام السياسي العراقي ليست مهمة في وقتنا الحاضر لان ليس لها تاثيرات كبيرة لاننا لسنا في موسم انتخابات، رغم امكانية اصابتها لساسة عراقيين لخطورتها.كما صرح لاحدى الصحف العراقية اليومية.

الوثائق الخطيرة هي ليست مهمة فعلا، فالناخب العراقي نسي كل سيئات السياسيين وفسادهم على مدار السنوات السابقة واعاد انتخاب من اعتقد انهم اقل سوءا وفسادا وخراب ذمم. هل كان الناخب العراقي ينشد التغيير ؟ انه شعار معظم القوائم. هل تغير شيء ؟ الحياة راكدة.

حكمة اللصوص التي نصادفها في الحياة هي(اذا انت سرقت القليل دخلت السجن واذا سرقت الكثير اصبحت ملكا) الناخب العراقي صوّت للملوك، ولا عزاء للصعاليك.

كيف تعمل آلة الاعلام؟

من خلال خارطة طريق اجملها الغذامي بتلك المسارات الخمس السابقة،(الغاء – سرعة – تلوين – تفعيل – نسيان).

يصاحب هذه المسارات افواه متسعة بحجم الفضاء، واصوات تتقاطع جملا وعبارات غير مفهومة، وكلام كثير. ضوضاء ممتدة من خليج الكلام الى محيط الهذيان.

من يتحكم بمن؟ جهاز التحكم بالقنوات ام القنوات المتحكمة بالعقل المسلوب؟

في كتاب(المواقف والمخاطبات) للمتصوف محمد عبد الجبار النفري العراقي وهو صاحب العبارة المشهورة (كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة)، في(موقف ما تصنع بالمسئلة) من مواقفه الشهيرة.

أوقفني وقال لي إن عبدتني لأجل شيء أشركت بي.

وقال لي كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة.

وقال لي العبارة ستر فكيف ما ندبت إليه.

ويمكن ان نعكس عبارته حول ما نشاهد (كلما ضاقت الرؤية اتسعت العبارة).

لا يمكن ان يثبت شيء مما نشاهده او نسمعه، فالسرعة تتطلب النسيان والمحو، ولا ثبات لما نشاهد او نسمع.

(فاصل ونواصل)، (لا تذهبوا بعيدا، سنعود) انها استراحة من التشويش والتناقض، وقطع مبرمج لمحاولة ان تفهم، هل تتذكر اخر جملة من خمس كلمات قالها المتحدث – النجم؟ وهل تتذكر ما لون ربطة عنق المذيع الفلاني بعد ساعة واحدة؟ (خذلك بريك) وحاول ان تتذكر.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 21/تشرين الأول/2010 - 13/ذو القعدة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م