شبكة النبأ: يشير العديد من المتابعين
للشأن الروسي خصوصا على المستوى السياسي ان تلك الجمهورية باتت تفتقر
الى الحكم الرشيد، مع تعنت بوتين في البقاء على السلطة وممارساته
الديكتاتورية الواضحة، فيما يقف الرئيس ديمتري مدفيديف شبه عاجزا عن
تحريك ساكن أو توجيه نقدا الى رئيس وزراءه.
فيما يبدو ان الكرملين بدوره بات غير قادرا عن التصدي لممارسات
بوتين أو الوقوف بوجهة، بعد الهيمنة الأخير على معظم مرافق الدولة،
مفضلا أعضاء التزام الصمت المرير على التفوه بما يزعج دولة رئيس
الوزراء، في سيناريو شبيه بما كان ستالين يمارسه إبان الحقبة السوفيتية
السالفة.
ومما يثير السخرية ان المجتمع الدولي يلاحظ ما يجري هناك دون اي
محاولة للولوج او التعليق على مظاهر القمع والتسلط القائمة هناك،
وإجهاض السلطة لأي محاولة للإصلاح السياسي.
بوتين في السلطة
فقد المح رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الى انه سيبقى لفترة
طويلة على المسرح السياسي، مؤكدا في الوقت نفسه ان الانتخابات الرئاسية
في 2012 لا تشكل هاجسا له.
وأوضح فلاديمير بوتين في مقابلة نشرتها صحيفة كومارسانت ردا على
سؤال عما اذا كان سيبقى في السلطة لفترة طويلة "انا امام خيارين لا
ثالث لهما: متابعة كيف تسيل المياه من على الضفة او ان اتحرك (...)
افضل التحرك".
وأشار بوتين الى ان هدفه هو اقامة دولة "مستقرة" مع "علاقات متوازنة
بين السلطات والمجتمع المدني"، وتوازن حقيقي بين السلطات وهو عمل طويل
الامد.
وقال "ماذا تريدون؟ اقامة دولة متوازنة على كل المستويات في غضون
ساعة واحدة؟". واضاف "في بعض الدول لا يحصل هذا الامر على الاطلاق، وفي
البعض الاخر يستلزم الامر عقودا وعقودا. على اي حال، الامر ليس بسهولة
صنع فطيرة".
الا ان الرئيس الروسي السابق (2000-2008) الذي اختار ديمتري مدفيديف
خلفا له بعد ولايتين رئاسيتين متتاليتين، رفض الكشف عن نواياه بالنسبة
الى العام 2012 عندما سيتم انتخاب الرئيس الجديد في الكرملين.
وقال "هذا الامر يثير اهتمامي بالتاكيد - قد اقول بقدر ما يثير
اهتمام كل الناس، وانما اكثر فعليا -، لكن الامر لا يشكل هاجسا لدي".
وشدد قائلا "ان الاساسي هو ان لا تحرفنا مشاكل 2012 عن طريقنا نحو
تطور مستقر". وراى رئيس الوزراء "ان بلدنا يتطور في الاجمال بثبات
وبشكل طبيعي، ولا ارى اي مشكلة كبيرة". بحسب فرانس برس.
واكد بوتين ومدفيديف انهما سيتفقان على هوية من سيشارك في
الانتخابات الرئاسية المقبلة. وبحسب المراقبين، فان رئيس الوزراء
الحالي بقي الرجل القوي في البلاد.
وردا على سؤال حول تظاهرات المعارضة التي تفرقها الشرطة دائما بقسوة،
اعتبر فلاديمير بوتين ان السبب في ذلك يعود الى المعارضين الذي لا
يحترمون القانون.
وقال بوتين "ينبغي الحصول على اذن من السلطات المحلية. لا تحملون
الاذن؟ فلا يحق لكم. واذا توجهتم مع ذلك (الى التظاهر)، فستتعرضون لضرب
الهراوات على الراس"، مشيرا الى ان هذا ما يحصل حتى في "لندن". وتتهم
المعارضة السلطات بانها تحظر تجمعاتها بصورة منهجية او تسعى الى عزلها
في اماكن بعيدة عن الانظار.
ويتهم المعارضون السلطة بالتحرك بطريقة تحول دون عقد تجمعهم
التقليدي في الحادي والثلاثين من كل شهر للتعبير عن احترام حرية
التظاهر (في اشارة الى المادة 31 من الدستور).
من جهته، اكد فلاديمير بوتين خلال هذه المقابلة التي جرت على متن
سيارة لادا كان يستخدمها لعبور جزء من سيبيريا الشرقية وهو يقودها
بنفسه "لم اكن اعلم انهم كانوا يتجمعون باستمرار في ساحة تريومفالنايا".
مطالبة باستقالة
فيما تظاهر مئات المعارضين في كالينينغراد، وهو جيب روسي على الحدود
مع بولندا وليتوانيا، للمطالبة بسقوط حكومة رئيس الوزراء فلاديمير
بوتين، بحسب وسائل اعلام روسية.
وشارك ممثلون عن كافة احزاب المعارضة الروسية، من بينها جبهة اليسار،
حزب "روسيا الاخرى" والحزب الشيوعي، في التظاهرة التي نظمت في احد
مجمعات المدينة على ضفاف بحر البلطيق، بحسب ما اعلن زعيم حزب التضامن
بوريس نمستوف لاذاعة صدى موسكو.
وقال نمستوف ان حوالي 3 الاف شخص شاركوا في المظاهرة، فيما ذكرت
وكالات الانباء الروسية ان عدد المشاركين بلغ 800 متظاهر بحسب المنظمين
و700 بحسب الشرطة.
واضاف نمستوف "السلطات فعلت كل في وسعها لافشال هذه المظاهرة"،
خصوصا من خلال تنظيم تجمع مساء الجمعة لحرف انتباه الناس عن مظاهرة
السبت. وتابع "لكن على الرغم من استفزازات كثيرة، تمكنت المعارضة من
تنظيم مظاهرة".
وبحسب نمستوف، فقد طالب المتظاهرون باستقالة سريعة لحكومة بوتين،
وانتخاب الحكام المحليين عن طريق الاستفتاء، بالاضافة الى مطالب
اقتصادية.
وفي الوضع الراهن، تتم تسمية حكام المناطق من جانب الحزب المهيمن في
كل من هذه المناطق، الذي يقدم اسماء مرشحيه الى الرئيس الروسي، ويختار
الاخير اسما او اكثر من بينها، على ان يقوم البرلمان التابع للمنطقة
بالمصادقة على عملية التعيين.
وفي 30 كانون الثاني/يناير، تظاهر 10 الاف شخص على الاقل في
كالينينغراد للتعبير عن رفضهم للوضع القائم في روسيا والمطالبة
باستقالة بوتين من رئاسة الحكومة.
النظام البرلماني
على صعيد متصل اعتبر الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف ان اعتماد النظام
البرلماني سيكون "كارثة" على روسيا، الدولة التي لا تتمتع بكثير من
التعددية مقارنة بنظيراتها في الغرب.
واكد مدفيديف خلال منتدى لخبراء دوليين في ياروسلافل (280 كلم شمال
شرق موسكو) انه لا يريد نظاما برلمانيا على غرار ذلك الذي اقر مؤخرا في
قرغيزستان، الجمهورية السوفياتية السابقة التي توالى عليها في غضون
السنوات الخمس الفائتة رئيسان ديكتاتوريان تمت الاطاحة بكليهما.
وقال بحسب ما نقلت عنه وكالات الانباء الروسية "يحدثوننا عن
ديموقراطية برلمانية واصدقاؤنا القرغيز اختاروا هذا الطريق. ولكن
بالنسبة الى روسيا، وكما اخشى بالنسبة لقرغيزستان ايضا، فان
الديموقراطية البرلمانية ستكون كارثة".
ويهيمن على النظام السياسي في روسيا الرئيس ورئيس الوزراء فلاديمير
بوتين الذي يتمتع بنفوذ قوي جدا. وغالبا ما يكتفي الدوما (مجلس النواب)،
حيث يتمتع حزب روسيا الموحدة باكثرية ساحقة، بالمصادقة على مشاريع
القوانين التي ترسلها اليه السلطة التنفيذية. واضاف مدفيديف "اولئك
الذين يقولون اننا في نظام شمولي يزورون الحقيقة او لديهم ذاكرة سيئة".
وخيب مدفيديف، الذي قدم نفسه على انه اكثر ليبرالية واكثر حرصا على
الديموقراطية من سلفه فلاديمير بوتين، آمال اولئك الذين انتظروا منه
إحداث تغييرات جوهرية في البلاد التي اصبح رئيسا لها في ربيع 2008.
بحسب فرانس برس.
ومدفيديف، الذي جعل من تحديث روسيا احد دعائم برنامج حكمه، جدد
التأكيد على هذه النقطة خلال المنتدى الذي جمع خبراء سياسيين روس
واجانب في ياروسلافل. وقال "اريد ان يكون الشعب، وليس فقط الرئيس
والنخبة السياسية، +محدث+ البلاد".
واشار مدفيديف الى ان العقبة الاساس امام التنمية والديموقراطية في
روسيا تكمن في ان "الشعب لا يبدو مدركا لمسؤولياته ولدوره في الحياة
السياسية".
من جهة اخرى، المحت المتحدثة باسم الكرملين نتاليا تيماكوفا الجمعة
الى احتمال ترشح الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف عام 2012 لولاية ثانية
على خلفية تكهنات حيال نواياه ونوايا رئيس وزرائه فلاديمير بوتين.
ونقلت وكالات الانباء الروسية عن المتحدثة قولها ان "مشاريع الرئيس
لم تحدد لمدة عام او اثنين او ثلاثة". وتابعت ان "سياسة تحديث (روسيا)
التي اقترحها الرئيس تشاطرها اكثرية من السكان والحكومة. لذلك فان
تحقيق تلك الاهداف يتجاوز فترة الولاية الرئاسية الواحدة".
تقويم مستفز لبوتين
وبمناسبة عيد الميلاد الثامن والخمسين لرئيس الوزراء الروسي
فلاديمير بوتين كانت بعض الفتيات يحملن هدايا - بينما قامت فتيات
اخريات بالكشف عن اجسادهن.
ووقفت العديد من طالبات قسم الصحافة بجامعات روسية شهيرة وهن يرتدين
ملابس داخلية جذابة جنسيا لتقويم ممتليء بتحيات عيد الميلاد الحارة -
والساخنة أحيانا اخرى - لرئيس الوزراء بمناسبة عيد ميلاده.
وهذا التقويم هو الاحدث ومن اكثر القطع الصارخة دعائيا لبوتين الذي
طور لنفسه صورة رجولية عندما امتطى جوادا دون ان يرتدي قميصا وهو يطارد
نمرا في غابات سيبيريا ويقفز نحو قمرة قيادة في طائرة نفاثة.
وجلب ذلك انتقادا سريعا وقاسيا من مجموعة مستقلة من طلبة الصحافة
بجامعة موسكو الحكومية.
ويشمل التقويم الذي يصعب العثور عليه في المتاجر لكنه نشر في معظم
صحف موسكو صورة لامرأة عن كل شهر من شهور عام 2011 فيما وجهت كل منهن
كلمة الى بوتين.
وكتب على الغلاف الذي يبين صورة مقربة لصدر امرأة "فلاديمير
فلاديميروفيتش نحن نحبك".
وقالت ناستيا كلابوكوفا الطالبة بالسنة الثالثة بقسم الصحافة في
جامعة موسكو الحكومية وهي تقف بملابسها الداخلية السوداء في صفحة
سبتمبر ايلول "انت تزداد حلاوة بمرور السنين".
وقالت عارضة الازياء في ورقة مارس اذار "الحرائق انطفأت وأنا مازلت
أحترق" في اشارة الى الحرائق التي قتلت أكثر من 50 روسيا هذا الصيف
والتي ساعد بوتين في مكافحتها باسقاط مياه من طائرة.
وفي المقابل حمل طلبة أخرون بقسم الصحافة من نفس المدرسة تقويما به
صور تظهرهم بالملابس الداكنة وأفواههم مغلقة وعليها تعقيب يشكك في
قضايا كانت محور انتقادات وجهت الى بوتين وفترة رئاسته.
وسألت طالبة بوتين "من قتل أنا بوليتكوفسكايا؟" - في اشارة الى حادث
قتل لم يتم حل لغزه في عيد ميلاد بوتين عام 2006 كانت ضحيته صحفية كشفت
انتهاكات لحقوق الانسان.
وسألت طالبة اخرى بشأن امبراطور النفط السجين الذي يرى منتقدو
الكرملين ان محاكمته بتهمة التزوير والتهرب الضريبي كانت عقابا له
لتحديه بوتين "متى سيطلق سراح ميخائيل خودوروفسكي؟"
ولم يتسن على الفور الاتصال بالمتحدث باسم بوتين للتعقيب على
التقويم. وقال مصممو التقويم انهم لم يتشاوروا مع مكتب بوتين أو أي شخص
اخر في الساحة السياسية قبل نشر التقويم.
كتلة جديدة مناهضة
في سياق متصل تجمع نحو 1000 شخص في موسكو لتأييد ائتلاف جديد مناهض
للكرملين يقول انه سيقدم مرشحا في انتخابات الرئاسة عام 2012 .
ودعا أربعة سياسيين معارضين ليبراليين الحشد الى المساعدة في تحدي
رئيس الوزراء فلاديمير بوتين وحزب روسيا الموحدة الذي ينتمي اليه في
الانتخابات البرلمانية التي ستجرى في عام 2011 وانتخابات الرئاسة عام
2012 .
وقال ميخائيل كاسيانوف الذي كان رئيسا للوزراء اثناء ولاية بوتين
الاولى بين عام 2000 و2004 "اننا نترشح من أجل انتخابات حرة".
وانضم كاسيانوف الى بوريس نيمتسوف الناقد البارز لبوتين واثنين
آخرين من السياسيين الليبراليين في محاولة لتوحيد المعارضة المنقسمة في
روسيا مع اقتراب الانتخابات. ولمح بوتين الى انه سيرشح نفسه في
انتخابات الرئاسة التي ستجري عام 2012 أو سيؤيد الرئيس ديمتري ميدفيديف
الذي دفعه الى الكرملين في عام 2008 .
وقال نيمتسوف وهو يخاطب الحشد في ميدان بالجهة المقابلة للكرملين
عبر النهر "شكلنا ائتلافا نقدمه كمرشح واحد في انتخابات 2012. وسنترشح
ضد حزب اللصوص والخونة روسيا الموحدة". وقال "هدفنا هو القاء حزبه خارج
السلطة." وقام أكثر من 100 شرطي بمراقبة الحشد الذي تجمع باذن من سلطات
موسكو.
ويبين حجم الحشد المعركة الطاحنة التي سيواجهها الخصوم الليبراليون
للكرملين الذين تم تهميشهم في السياسة الروسية اثناء رئاسة بوتين في
الفترة من 2000 الى 2008 .
وفي جميع استطلاعات الرأي التي أجراها في الشهر الماضي مركز ليفادا
المستقل قال اثنان بالمئة من الذين شاركوا في الاستطلاع انهم سيصوتون
للائتلاف اذا خاض الانتخابات البرلمانية.
وهذا الاداء يضعهم وراء حزب روسيا الموحدة والشيوعيين والحزبين
الاخرين الممثلين الان في البرلمان.
وقال نيمتسوف ان الائتلاف سيهدف الى السعي للتسجيل كحزب - وهو الشرط
المطلوب لخوض الانتخابات البرلمانية - في الربيع.
المخابرات خارج السيطرة
من جانبه يرى مؤلفا كتاب "النبلاء الجدد" أن المخابرات الروسية قد
تغيرت كثيرا منذ العهد السوفيتي وفي ظنهما قد تدهورت.
هذا ما يراه اندريه سولداتوف وايرينا بوروجان الصحفيان الروسيان
الشابان اللذان نشرا لتوهما كتابا جديدا عن وكالة المخابرات الروسية (اف.اس.بي)
التي خلفت جهاز المخابرات السوفيتية (كي.جي.بي).
وقال سولداتوف في مقابلة مع رويترز اجريت يوم الاربعاء في لندن حيث
قام مع بوروجان بعقد ندوة للترويج لكتابهما "الكي جي بي كان منظمة قوية
جدا لكنه في الوقت نفسه كان يخضع للسيطرة الصارمة للحزب الشيوعي...
والان مع (اف.اس.بي) لا توجد سيطرة لحزب وليست لدينا سيطرة برلمانية...
لدينا أجهزة مخابرات منفلتة."
وقالت بوروجان ان غياب المحاسبة والرقابة على أجهزة المخابرات
وتماديها في استخدام وسائل وحشية تحت ذريعة الحرب الداخلية الدامية مع
الاسلاميين جعلتها مثل أجهزة المخابرات العربية التي وصفتها بأنها أكثر
ارهابا من الكي جي بي.
ويتخذ كتاب "النبلاء الجدد" عنوانه من عبارة قالها المدير السابق
لوكالة الامن الاتحادي (اف.اس.بي) في خطاب في نهاية عام 1999 احتفالا
بعودة جهاز المخابرات الجديد تحت قيادة عميل الكي جي بي السابق
فلاديمير بوتين. بحسب رويترز.
وعندما اختاره الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين عام 1999 كخليفة
طيع أظهر بوتين بسرعة أي نوع من القيادات هو. فقد ملأ الكرملين
والمواقع القيادية في البلاد بضباط المخابرات السابقين مما خلق قاعدة
جديدة وقوية من أفراد يدينون بولاء وثيق لرؤسائهم السابقين.
ومع اطلاق سلطة المخابرات الروسية الجديدة بحيث لا تشرف عليها أي
مؤسسة ولا تراجعها اي جهة أظهر "النبلاء الجدد" وجههم الخطير.
وقالت ليوديما الكسييفا أنشط مدافعة عن حقوق الانسان في روسيا في
حديث أجري معها في الفترة الاخيرة كيف كانت الكي.جي.بي في أواخر العهد
السوفيتي قمعية لكنها كانت أقل خطورة. وقالت "في ذلك الوقت كانت هناك
سجون ومصحات نفسية لكنهم لم يقتلوا أحدا." وتابعت "الان يفعلون."
واشتبه الادعاء البريطاني في ضابط أمن روسي سابق في قتل الكسندر
ليتفينينكو المعارض لبوتين باشعاع سام في لندن عام 2006 كما اشتبه
المحققون الروس في أحد ضباط جهاز المخابرات في العام نفسه في قتل
الصحفية آنا بولتوفسكايا.
ويقول المؤلفان ان جنرالات المخابرات الروسية الحاليين أصبحوا أقرب
شبها بالنبلاء الارستقراطيين في العهد القيصري بأكثر من شكل.
فتوقهم للحياة الرغدة التي تمولها ثروات حصلوا عليها من خلال
مناصبهم يتناقض مع الحقبة السوفيتية عندما كان قادة المخابرات يتمتعون
بدخول اضافية وامتيازات تزول بمجرد تركهم لمناصبهم.
سلطة بالديدان
الى ذلك أثارت مدونة قصيرة على موقع تويتر كتبها حاكم منطقة روسية
عن تقديم ديدان حية في حفل عشاء في الكرملين غضب مساعد للرئيس ديمتري
ميدفيديف فقال انه ينبغي اقالة هذا المسؤول بسبب "البلاهة".
وكتب ديمتري زلينين حاكم منطقة تفير التي تقع شمال غربي موسكو في
صفحته على موقع تويتر ان "سلطة بالديدان الحية" قدمت مع لحم البقر في
مأدبة عشاء اقيمت بمناسبة زيارة الرئيس الالماني كريستيان وولف. وألحق
بالمدونة صورة لطبق السلطة تظهر فيها بوضوح دودة حية تزحف على جانبه.
وقال سيرجي بروخودكو مساعد ميدفيديف لشؤون السياسة الخارجية لوكالة
الاعلام الروسي الرسمية "أنا أوصي محامي زملائي بطرح خيار قانوني يتيح
اقالة الحكام بسبب بلاهتهم."
ولميدفيديف صلاحية تعيين حكام المناطق واقالتهم بعد ان الغى الرئيس
السابق ورئيس الوزراء الحالي فلاديمير بوتين عام 2004 اختيارهم في
انتخابات مباشرة. بحسب رويترز.
ورفع زلينين (47 عاما) الرئيس التنفيذي السابق لشركة نورليسك نيكل
وهي أكبر شركة في العالم لتعدين النيكل المدونة والصورة من الموقع بعد
ذلك. وكان قد كتب ساخرا في المدونة "كانت طريقة خاصة جدا لاثبات ان
السلطة طازجة."
سجن أحد أبرز النشطاء الحقوقيين
من جهتها قالت ناشطة شاركت في تنظيم احتجاج في موسكو ان محكمة روسية
قضت بسجن احد ابرز النشطاء الحقوقيين ومنتقدي الكرملين ثلاثة ايام
لمشاركته في الاحتجاج الذي نظم دون تصريح.
وقالت الناشطة أولجا شورينا التي حضرت الجلسة في محكمة برسننسكي في
موسكو ان المحكمة قررت حبس الناشط المخضرم ليو بونوماريوف (68 عاما)
ثلاثة ايام لعدم اطاعته امرا من الشرطة للمحتجين بالتفرق. وأوردت
وكالات الانباء الحكومية الروسية نبأ الحكم أيضا.
واعتقل بونوماريوف مع الزعيم المعارض بوريس نمتسوف وزهاء 20 شخصا
اخر يوم الاحد عندما حاولوا القيام بمسيرة في احد شوارع موسكو الرئيسية
دون تصريح.
ونظم الاحتجاج في اطار سلسلة مظاهرات لتأكيد ما تقول المعارضة انه
حقها الدستوري في الاحتجاج دون تصريح من السلطات.
وعادة ما تفض الشرطة المسيرات التي ينظر اليها على نطاق واسع على
انها اختبار لوعد الرئيس ديمتري ميدفيديف بدعم المجتمع المدني في روسيا.
وقالت المحكمة نفسها يوم الثلاثاء ان الادلة غير كافية لسجن نمتسوف
الذي وجهت اليه التهمة نفسها.
وقال نمتسوف هاتفيا "انه قرار جنوني. ما من سبب يجعلهم يتركونني
أذهب ويسجنون بونوماريوف. التفسير الوحيد هو ان القاضي تعرض لضغوط من
السلطات."
أعمال عنف
من جانب آخر قال مسؤولون ان ستة أشخاص على الاقل قتلوا في أعمال عنف
بجنوب روسيا ذي الاغلبية المسلمة كما عثر على أربع جثث أخرى وسط تمرد
اسلامي متزايد في المنطقة.
وقال متحدث باسم الشرطة ان اربعة متمردين مشتبه بهم قتلوا بعد أن
فتحوا النار على نقطة تفتيش تابعة للشرطة خارج نزران وهي المدينة
الرئيسية بجمهورية الانجوش. وأبلغ المتحدث رويترز "قتل أربعة متمردين
مشتبه بهم في رد على اطلاق النار."
ونقلت وكالة الاعلام الروسية عن جهاز الامن الاتحادي (اف.اس.بي)
قوله ان أحد هؤلاء القتلى ويدعى ايلز جاردانوف يشتبه بضلوعه في سلسلة
من الهجمات بسيارات ملغومة.
وقال مسؤول محلي ان شخصين قتلا وتم العثور على أربع جثث أخرى في
سلسلة من الحوادث في داغستان القريبة. بحسب رويترز.
وشهدت المنطقتان تمردا اسلاميا أذكته حروب انفصالية دمرت جمهورية
الشيشان المجاورة في التسعينات. وأدت الزيادة في الهجمات خلال الاشهر
القليلة الماضية الى وضع داغستان في بؤرة التمرد.
جاءت الهجمات في داغستان بعد يومين من قيام الشرطة هناك بقتل
ماجوميد علي فاجابوف الذي تقول السلطات الروسية انه دبر الهجوم
الانتحاري المزدوج في قطار انفاق موسكو في مارس اذار الذي قتل فيه 40
شخصا.
وفي وقت سابق يوم الاثنين قال مسؤول بالشرطة طلب عدم ذكر اسمه ان
سيارة يستقلها اثنان انفجرت أثناء توجهها الى مخاتشكالا عاصمة داغستان
مما اسفر عن مقتل أحدهما واصابة الاخر باصابات خطيرة.
وأضاف انه تم العثور على جثتين في سيارة أخرى دمرها انفجار قرب
مدينة كارابوداخنت ولكن لم يعرف متى وقع التفجير.
وقتل رجل بالرصاص يوم الاثنين في قرية بابايورت في نزاع يتعلق فيما
يبدو بالانتخابات البلدية القادمة.
وعثر على أحد أفراد حرس الحدود ومسؤول في حماية الغابات مقتولين
طعنا بالسكين يوم الاثنين بعد ان اعتبرا مفقودين يوم الاحد. كما عثر
على حارس اخر مقتولا بمنطقة قريبة يوم الاحد.
وقال مكتب المدعي العام في بيان ان نائب رئيس بلدية كيزلار بداغستان
نقل الى المستشفى بعد اطلاق الرصاص عليه واصابته في ظهره. |