حرب الخليج الباردة

وسباق التسلح العربي الايراني

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: شيء فشيء بدا الصراع يتجلى بصورة واضحة على ضفاف الخليج، بين الدول العربية من جهة وإيران من جهة أخرى، فيما يبرز في سياقات الحرب الباردة سباق تسلح متنامي لتعزيز القدرات العسكرية بين تلك الأطراف.

وتبدي العديد من الدول العربية خشيتها من تنامي القوة العسكرية الإيرانية في المنطقة، وخصوصا التهديدات التي يطلقها ساسة طهران بخصوص مياه الخليج، الى جانب محاولات الهيمنة على القرار في دول المشرق العربي، عبر إثارة المجتمعات الشيعية ودعم مطالبها بوجه السلطات السنية بحسب ما تتناقله الأخيرة.

وتفضي التقارير الرسمية المرصودة مؤخرا على أرقام مهولة في سباق التسلح والإنتاج العسكري، مما ينذر بكارثة لا تحمد عقباها فيما لو اندلعت شرارة حرب هناك، على الرغم من جهود السلم وضرورة أبعاد شبح القتال الذي تسعى جميع تلك الدول على ديمومتها.

تأهب مقلق

ففي صحيفة الفايننشال تايمز، مقال بعنوان "دول عربية بقيادة سنية في تأهب حيال ايران الشيعية".

ويفيد المقال التحليلي الذي كتبه جيمس دراموند، بأن الحكومة الكويتية تصوت على سحب الجنسية من رجل الدين الشيعي ياسر الحبيب، على خلفية "تصرفات مشينة" شجعته عليها ايران.

ويلفت الكاتب الى انه في مايو/ ايار الماضي، اعتقلت السلطات الكويتية عددا من الافراد ومن بينهم كويتيين، ووجهت اليهم تهمة التجسس لمصلحة الحرس الثوري الايراني.

ويرى الكاتب أن الخوف من شيعة ايران بلغ مستويات قياسية في دول الخليج ذات القيادات السنية، والتي وصلت فيها قيمة صفقات الاسلحة مع الولايات المتحدة الى 122.8 مليار دولار.

ومن الكويت الى البحرين فالسعودية، يزيد التأثير السياسي والعسكري الايراني التوتر بين المجتمعات الشيعية المحلية والحكومات، مما يثير مخاوف مبالغاً فيها بحسب المحللين.

وتلفت الصحيفة إلى أن السعودية ابرمت صفقات بقيمة 67 مليار دولار لتحديث ترسانتها لاعسكرية، من مقاتلات الى دبابات وفرقاطات، فيما انفقت الإمارات العربية المتحدة اكثر من 35 مليار دولار على التعزيزات العسكرية.

وقبل مدة، عبر السفير الاماراتي لدى واشنطن يوسف العتيبي بصراحة عن مخاوف بلاده من ان تمتلك ايران سلاحاً نووياً، ودعا الولايات المتحدة الى استخدام القوة لتعطيل البرنامج النووي الايراني.

اما في البحرين فيقول الكاتب إن أسرة خليفة الحاكمة تعمل على "قمع الغالبية الشيعية" قبيل الانتخابات البرلمانية المقبلة.وتتهم الحكومة البحرينية جماعات ونشطاء عطلت اعمالهم، بتلقي تمويلات من الخارج. وعبرت دول خليجية سنية عن دعمها للحكومة البحرينية في تحركها.

ويؤكد المقال أن بعض الدول تسعى الى ان تقف على الحياد، كسلطنة عمان في مجلس التعاون الخليجي والتي تتمتع بعلاقات طيبة مع ايران. ويضيف أن ثمة مخاوف من ان الانسحاب الامريكي من العراق سيترك فراغاً تملأه إيران.

السعودية حريصة على عدم تفوق إيران عسكريا عليها .. وعدد الطيارين السعوديين يقل عن عدد الطائرات المقاتلة من طراز إف 15.

قلق الكويت

من جهتها عبرت الكويت عن قلقها ازاء محطة بوشهر النووية الإيرانية الواقعة على الجهة المقابلة من شمال الخليج، وذلك بسبب المخاوف من حصول تسرب نووي، كما أفادت وكالة الانباء الكويتية.

ونقلت الوكالة عن وكيل وزارة الخارجية خالد الجارالله قوله ان "قلق الكويت ناتج من تخوفها في حال حدثت اي تسربات نتيجة عوامل طبيعية تحمل تداعيات مستقبلية". وأعرب الجارالله عن "قلق وتخوف دولة الكويت" من مفاعل بوشهر "لأنه قريب من دولة الكويت"، وهي البلد الخليجي الاقرب لمحطة بوشهر.

وطالب عدد من النواب الكويتيين باتخاذ تدابير احترازية للتعامل مع احتمال حصول اي تسرب اشعاعي، خصوصا ان المحطة تقع مباشرة على الخليج، فيما تعتمد الكويت بنسبة كبيرة على تحلية مياه الخليج لسد احتياجاتها من المياه.

وفي طهران، اعلن المتحدث باسم الخارجية الايرانية رامين مهمنبرست الثلاثاء ان محطة بوشهر تلتزم معايير السلامة "بدرجات عالية" بموافقة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وقال مهمنبرست خلال مؤتمر صحافي انه "لا ينبغي ان تكون هناك مخاوف نظرا لمعايير السلامة العالية المطبقة في محطة بوشهر النووية. (...) الوكالة الدولية للطاقة الذرية وافقت على تدابير السلامة في المحطة". بحسب فرانس برس.

ومن جانبه، قال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد خلال استقباله المبعوث الكويتي محمد عبدالله ابو الحسن انه "على ثقة" في مستقبل العلاقات مع الكويت والتي سيرتفع مستواها، كما نقلت عنه وكالة الانباء "مهر". وسلم المبعوث ابو الحسن الرئيس الايراني رسالة من امير الكويت يعرب فيها عن رغبة الكويت في "تنمية علاقاتها" مع الجمهورية الإسلامية.

وبدأ السبت تشغيل محطة بوشهر النووية التي ساهمت روسيا في بنائها وتوفير الوقود لها، في حين تتعرض ايران لعقوبات دولية بسبب برنامجها لتخصيب اليورانيوم والذي يثير مخاوف الدول الغربية بشأن احتمال تحولها الى قوة نووية. لكن ايران تنفي ذلك.

وذكرت وسائل اعلام كويتية ان مسؤولا ايرانيا رفيع المستوى سيصل الى الكويت في غضون ايام، وذلك على الارجح لبحث مسألة المحطة التي باشرت ايران تزويدها بالوقود النووي السبت، فيما اكدت الولايات المتحدة عدم وجود "احتمال حصول تسلح نووي" من المحطة.

من جانبه قال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني خلال زيارة قصيرة الى الكويت مساء الاثنين انه تحدث مع امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الصباح عن الاجتماع الذي عقده مع الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد.

وحول المحطة النووية الايرانية الجديدة في بوشهر، قال الشيخ حمد في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الكويتية "هذا شأن ايراني (...) اذا كانت المحطة حسب المعلومات التي لدينا محطة سلمية لاستخدام الطاقة فهذا حق شرعي اجازه القانون الدولي ولا نريد ان نغير هذا الاطار في الوقت الحالي". وكانت دول مجلس التعاون الخليجي عبرت في السابق عن مخاوفها ازاء المحطة لقربها الجغرافي من سواحلها وخصوصا سواحل الكويت.

المقاتلات الإماراتية

في سياق متصل أكد خبير أمني غربي قدرة السلاح الجوي لدولة الإمارات على شل السلاح الجوي الإيراني في غضون ست ساعات فقط، فيما صرح مصدر عسكري إيراني مسؤول بأن قدرات قوة الردع الإيرانية تجاوزت حدود المنطقة، وحذر من أنه إذا ما نشبت حرب جديدة فانها لن تكون محدودة، وستخلف أضرارا كبيرة على المنطقة.

وقال تيودور كارسيك، الخبير بمؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري (إينجما)، إن الجيش الإماراتي، بمقاتلاته البالغ عددها 184 مقاتلة، وبدباباته التي يبلغ عددها 471 دبابة، هو أقوى وأكثر الجيوش فاعلية في منطقة الخليج وإن إيران تعتمد فقط على الكثرة العددية للجنود.

وذكرت الطبعة الألمانية لصحيفة 'فايننشال تايمز' في موقعها على شبكة الإنترنت، أن مخاوف دول الخليج العربية من إيران دفعتها لطلب مقاتلات وأنظمة دفاع جوي بقيمة 122 مليار دولار من الولايات المتحدة.

وقالت إيرس فورم، وهي خبيرة بمعهد أبحاث السلام والنزاعات في هسن بألمانيا، إن المملكة العربية السعودية حريصة على عدم تفوق إيران عسكريا عليها، ولهذا السبب تعمل المملكة على شراء الأسلحة لتغطية الاحتياجات الأمنية، وفي الوقت نفسه لاعتبارات تتعلق بسمعة الدولة.

وأضافت الخبيرة أن شراء المقاتلات والأنظمة الدفاعية الحديثة من شأنه التعزيز من القدرات العسكرية لدول الخليج العربية، ولكن هناك بعض النقاط التي تحتاج إلى إيضاح حول القدرة على استخدام هذه الأنظمة، وأشارت الخبيرة إلى أن عدد الطيارين السعوديين يقل عن عدد الطائرات المقاتلة من طراز إف15 .

وقالت الخبيرة إن الجيش السعودي احتاج بشكل مفاجئ إلى الكثير من الوقت لفرض السيطرة على المتمردين الحوثيين في اليمن.

واتفق بيتر فيزمان، خبير التسليح في معهد أبحاث السلام الدولي في ستوكهولم، على أن الجيش الإيراني يقل في قدراته عن جيوش دول الخليج العربية، وقال إن إيران لا تمثل خطرا بأسلحتها التقليدية، حيث يقل مستوى تكنولوجية أسلحتها بشكل كبير عن جيرانها في الخليج.

واعتبر الخبير أن خطورة إيران تكمن في نفوذها على الأقليات الشيعية في دول الجوار العربية، وقدرتها على إغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي وإعاقة نقل النفط عبر الخليج.

في الوقت نفسه انتقد أوميد نوريبور، عضو البرلمان الألماني عن حزب الخضر والخبير الأمني، مبيعات الأسلحة لدول الخليج العربية، موضحا 'نحن نبيع أسلحة لدول لا ندري ما إذا كانت ستبقى صديقة لنا في المستقبل، وإذا كان حظنا سيئا فقد نجد هذه الأسلحة توجه إلى الجانب الخطأ في أفغانستان على المدى المتوسط'.

وحذر العضو من بناء إيران للقنبلة النووية وأكد أن السعودية لن تسكت على هذا الإجراء وقد تطلب من باكستان إمدادها بقنابل نووية، خاصة أن السعودية ساهمت في تمويل صناعة القنبلة النووية الباكستانية، على حد قوله.

وقال المساعد الثقافي والإعلامي لهيئة الأركان في القوات المسلحة الإيرانية مسعود جزائري في تصريح لوكالة أنباء 'فارس'، ان النظرية الدفاعية لدى إيران تقوم على أساس توسيع رقعة الدفاع على الحدود البرية والجوية والبحرية.

وفي حديثه عن التطور التقني في الجوانب الدفاعية المهمة قال جزائري، إن الأساس في ما قامت إيران بإنتاجه يستند الى مبدأ الدفاع عن البلد.

وأضاف المسؤول الإيراني أن ما 'نقوم به على صعيد الدفاع يشكل قوة ردع في مواجهة الأعداء بشكل مؤثر، إن الحرب مهما كانت محدودة فإنها لابد أن تكون مصحوبة بالخسائر، لكن على أي حال فان تقنياتنا الدفاعية ستكون حاضرة لتقديم خدمات لدول المنطقة'.

وكان قائد القوة البحرية لجيش الجمهورية الاسلامية الايرانية الاميرال حبيب الله سياري قال الشهر الماضي ان القوة البحرية لن تسمح لدولة الامارات العربية المتحدة بتفتيش السفن الايرانية، مؤكدا ان الامارات 'لا تمتلك الجرأة على القيام بهذا العمل'.

وقال الاميرال سياري في معرض رده على سؤال لمراسل وكالة 'مهر' للانباء حول ما صرح به السفير الاماراتي في امريكا مؤخرا من ان الامارات قامت بتفتيش السفن الايرانية في اطار العقوبات التي فرضها مجلس الامن 'اننا لن نسمح مطلقا لاي دولة بتفتيش السفن الايرانية'. واضاف قائد القوة البحرية للجيش 'ان الامارات لا تمتلك الجرأة على القيام بهذا العمل'. واعتبر هذه الادعاءات تندرج ضمن 'الدعايات الاعلامية'، مضيفا ''اننا لا نعير اهمية للامارات بحيث تريد اطلاق مثل هذه الادعاءات'.

وفي المنامة اكدت وزارة الخارجية بمملكة البحرين ان التصريح الذي أوردته صحيفة 'الواشنطن تايمز' على لسان سفيرة مملكة البحرين في واشنطن هدى نونو قد تم نقله بشكل غير دقيق.

واوضح بيان صادر عن الوزارة أن الملاحظات التي ادلت بها سفيرة مملكة البحرين لم تهدف الى او تحاول تغيير موقف البحرين الثابت والمتمثل فى ان 'المملكة تؤيد دوماً حق جميع الدول في استخدام الطاقة النووية للاغراض السلمية وبشفافية، حيث أكدت مملكة البحرين في مناسبات عدة أن الجمهورية الاسلامية الإيرانية لا تستثنى من ذلك الحق.

في الوقت ذاته دعت المملكة الجمهورية الاسلامية الايرانية الى اعلان شفافيتها التامة وتعاونها مع المجتمع الدولي، بما في ذلك الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتبديد القلق من برنامجها النووي. وكانت السفيرة البحرينية صرحت للصحيفة قائلة بان بلادها تشعر بالقلق ازاء ضربة انتقامية من جانب ايران في حالة تعرضها لهجوم، بسبب سعيها المستمر للحصول على التكنولوجيا النووية.

ولمحت السفيرة الى احتمال تدخل ايران في الشؤون الداخلية للبحرين، من خلال احياء مطالب قديمة حيث اشارت في العام الماضي الى ان البحرين هي المحافظة الايرانية الرابعة عشرة او محاولة تصدير ثورتها الاسلامية الى البحرين، حيث يشكل الشيعة اغلبية السكان.

قوارب طائرة

من جانبه اعلن وزير الدفاع الايراني احمد وحيدي بدء تسليم الحرس الثوري الايراني قوارب طائرة صغيرة، فيما تسعى ايران الى تطوير قدراتها العسكرية الدفاعية، في الخليج.

وقال وحيدي في تصريح نقلته وكالة انباء "فارس" ان القوارب الطائرة "باور 2" ذات المقعد الواحد ستقوم بدوريات استطلاع بحرية. وقالت الوكالة ان الحرس الثوري تسلم ثلاثة اسراب من هذه الزوارق المصنعة في ايران، من دون ان يتحدد عدد زوارق كل سرب. وعرض تلفزيون "برس تي في" الايراني الناطق بالانكليزية صورا لاثنتي عشرة من هذه القوارب الطائرة في مرفأ بندر عباس، على الخليج.

وقال وحيدي ان الطائرات مزودة "برشاشات وكاميرات للرؤية الليلية والنهارية وهي قادرة على التقاط ونقل الصور والمعلومات". وكانت هذه الطائرة البرمائية اجرت طلعة تجريبية في 2006، نقلها تلفزيون "العالم" الايراني الناطق بالعربية.

واعلن قائد اركان الجيش الايراني الجنرال حسن فيروز ابادي في 22 ايلول/سبتمبر في طهران ان "قدرة ايران العسكرية المتنامية هدفها فقط ردع اي معتدين محتملين وحماية بلادنا من تهديدات العدو". واضاف قبل بدء الاستعراض العسكري السنوي بمناسبة ذكرى الحرب العراقية الايرانية (1980-1988) التي اوقعت مليون قتيل، "يمكننا ان نؤكد بثقة للشعب الايراني ان قدرتنا العسكرية هي الاقوى في المنطقة". بحسب فرانس برس.

واعلنت ايران نهاية اب/اغسطس الماضي انها بدأت بتصنيع زورقين سريعين يمكنهما حمل قاذفات صواريخ، للقيام باعمال الدورية او عمليات هجومية.

واعلنت الولايات المتحدة واسرائيل مرارا في السنوات الاخيرة انهما لا تستبعدان توجيه ضربة عسكرية لايران بهدف وقف برنامج تخصيب اليورانيوم. وردا على ذلك، هددت ايران باغلاق مضيق هرمز الذي يمر عبره قسم كبير من النفط الذي تصدره دول الشرق الاوسط، في حال الاعتداء عليها.

قاذفة من دون طيار

كما كشفت ايران الاحد عن اول طائرة "قاذفة" من دون طيار قادرة على حمل انواع مختلفة من القنابل والصواريخ، وذلك خلال احتفال اقيم للكشف عن قدرة ايران على التصدي لاي هجوم محتمل قد يستهدف برنامجها النووي.

واطلق على هذه الطائرة اسم "كرار" اي المهاجم بالفارسية وهي "رمز لتقدم الصناعة الدفاعية لايران" حسب قول وزير الدفاع احمد وحيدي خلال احتفال شارك فيه الرئيس محمود احمدي نجاد.

واضاف وحيدي "اضافة الى الطائرة القاذفة من دون طيار التي كشف عنها الرئيس اليوم فان الجمهورية الاسلامية في ايران تملك ايضا طائرات اخرى من دون طيار يصل مداها الى الف كيلومتر".

وقال احمدي نجاد في كلمة القاها بالمناسبة "قبل ان تكون رسالة موت الى الاعداء فان الطائرة كرار تحمل رسالة عظمة للانسانية".

وعرض التلفزيون صورا لطائرة كرار من دون طيار وهي تجري تجارب في منطقة شبه صحراوية، وهي مجهزة بمحرك يتيح لها الطيران بسرعة 900 كلم في الساعة وحمل مختلف انواع القنابل والصواريخ. وقدمت هذه الطائرة على انها اول "طائرة من دون طيار حاملة للقنابل" تنتجها ايران و"قادرة على اجتياز مسافات طويلة بسرعة كبيرة".

وكانت الولايات المتحدة اعربت مطلع العام الحالي عن قلقها ازاء برنامج الطائرة الايرانية من دون طيار.

وبالاعلان عن هذه الطائرة تكون ايران قد انضمت الى نادي الدول المنتجة لهذا النوع من الطائرات الذي يضم بشكل خاص الولايات المتحدة وفرنسا واسرائيل بحسب التلفزيون الرسمي الايراني.

ووجه الرئيس الايراني في كلمته تحذيرا الى الولايات المتحدة واسرائيل اللتين لم تستبعدا استخدام الخيار العسكري مع ايران على خلفية برنامجها النووي.

وقال احمدي نجاد "نحن لا نمزح ولن نسمح لعصابة من المجرمين بزعزعة الامن. لقد قالتا (الولايات المتحدة واسرائيل) ان كل الخيارات واردة ونحن نقول ايضا ان كل الخيارات واردة". واضاف ان ايران "لم تفكر يوما بمهاجمة بلد آخر" الا انها تعمل على "تعزيز قدراتها الدفاعية لردع الاعداء عن اي محاولة اعتداء".

واستبعد الرئيس الايراني في مقابلة مع قناة الجزيرة بثت مساء الاحد ان تشن الولايات المتحدة او اسرائيل، في الظروف الحالية، هجوما على ايران. وقال الرئيس الايراني "استبعد امكانية حصول اعتداء اسرائيلي لان اسرائيل اضعف من ان تخوض مواجهة عسكرية مع ايران". وتابع "ان اسرائيل لا تملك الشجاعة للقيام بذلك ولا اعتقد ان تهديداتها جدية".

ونقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية عن قائد سلاح البر الجنرال احمد رضا بورداستان قوله ان "القوات المسلحة الايرانية مستعدة للقتال ومواجهة اي خطر قد يتهدد البلاد".

وتم الكشف عن الطائرة كرار غداة بدء العمل في مفاعل بوشهر النووي، الاول من نوعه في ايران. كما يأتي بعد يومين من التجربة الناجحة لاطلاق صاروخ ارض-ارض "قيام-1" الذي يصل مداه الى 1500 كلم حسب وسائل الاعلام والذي يتمتع ب"ميزات تقنية جديدة وقدرات تكتيكية فريدة".

واوضح وزير الدفاع في حينه ان هذا الصاروخ "غير المزود باجنحة له قدرات تكتيكية كبيرة تحد كثيرا من القدرة على رصده". ومن المتوقع ان تدشن ايران قريبا نوعين جديدين من الزوارق السريعة هما "سراج" و"ذو الفقار" المجهزان بمنصات لاطلاق الصواريخ.

والمعروف ان الدول الغربية بشكل خاص تتهم ايران باخفاء طموحات عسكرية وراء برامجها للتخصيب النووي، الامر الذي تنفيه طهران على الدوام.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 14/تشرين الأول/2010 - 6/ذو القعدة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م