
شبكة النبأ: تستمر اختلافات الرأي في
فلسطين بخصوص قضية الاستيطان الإسرائيلي الذي تتزايد المطالبة من قبل
الإسرائيليين في الإسراع بتنفيذه واضعين بذلك يأس قوي بخصوص حل الأزمة
بشكل سلمي، لاسيما وان المحادثات التي تجري بين الجانبيين لم تسفر عن
أي نتائج فكل من الطرفين مازال متمسك بموقفه، وبذلك لا يتيح هذا المجال
للوصول إلى حلول.
بينما يؤكد الفلسطينيين تمسكهم بأرضهم متجاوزين بذلك كل الأساليب
التي تمارس من قبل الإسرائيليين من ضرب واعتقال، حتى وصل الحال إلى حرق
بعض المساجد وعدد من المصحف الكريم، ولكن هذا زاد من قوة التحدي لدى
الفلسطينيين للوقوف بوجه هذه المؤامرة والتصدي لها، رغم إن هناك إصرارا
من قبل المستوطنين اليهود الذين يدعون بأنهم لن يتراجعوا عن قرارهم.
أرض الميعاد
حيث يقول المستوطن اليهودي ابراهام بنيامين ان أي انسحاب إسرائيلي
من الأراضي المحتلة سيكون بمثابة قطع أحد أطرافه.
وبصفته واحدا من نحو 300 ألف يهودي يعيشون في مستوطنات بنيت في أراض
محتلة بالضفة الغربية يسعى الفلسطينيون لإقامة دولتهم المستقبلية عليها
يعبر بنيامين عن رأي الكثيرين وهو أن هذه الأرض هي أرض الميعاد ولا
يمكن أبدا التنازل عنها ولو حتى مقابل السلام.
وعلى الرغم من أنه ليس كل المستوطنين يعترضون على محادثات السلام
التي ترعاها الولايات المتحدة والتي بدأت في الثاني من سبتمبر أيلول
فان كثيرين يعارضونها بشدة ويقولون إنهم سيبذلون قصارى جهدهم للاحتفاظ
بمنازلهم والحيلولة دون التوصل الى اتفاق.
قال بنيامين (25 عاما) وهو معلم من مستوطنة يتسهار المعروفة
بعلاقاتها المتوترة مع القرى الفلسطينية المجاورة "الكيان الوطني لأي
أحد خاصة الشعب اليهودي مثل الجسد.. لا يمكن التخلي عن أحد أجزاء الجسد."
ويرى بنيامين وهو متدين ولديه اثنان من الابناء أن الفلسطينيين
الذين يعيشون في الضفة الغربية والبالغ عددهم 2.5 مليون نسمة يجب أن
يجري توزيعهم على الاراضي العربية المجاورة. ويقول "في بعض الأحيان
يمكنني أن أتفهم كثيرا ألمهم واحتياجاتهم... لكن من الناحية القومية
اما أنا أو هم.. وأنا أفضل أن يكون أنا."
وأقيمت مستوطنة يتسهار الجبلية الصغيرة التي تضم 180 أسرة فوق موقع
عسكري عام 1985 وتطل على ست قرى فلسطينية على بعد نحو 45 كيلومترا الى
الشمال من القدس. وتعلو المنازل الأسطح الحمراء المائلة التي تميز أغلب
المستوطنات والتي تختلف عن المنازل ذات الأسطح المستوية في القرى
العربية وتجعلها ظاهرة للعيان من مسافة بعيدة.
ويحمل بعض المستوطنين البنادق على ظهورهم وهم يتجولون في الشوارع
النظيفة لتوفير الامن للمستوطنة. وسرعان ما تصدرت قضية المستوطنات
مفاوضات السلام مع انتهاء تجميد جزئي لبناء منازل جديدة في مستوطنات
بالضفة الغربية.
وانقضت فترة تجميد لعمليات البناء في مستوطنات يهودية بالضفة
الغربية دون أن تستجيب إسرائيل لنداء أمريكي بتمديدها فيما يمثل مجازفة
بانسحاب الفلسطينيين من محادثات السلام. ويقول الفلسطينيون ان
المستوطنات الى جانب البناء في القدس الشرقية التي ضمتها إسرائيل في
خطوة لم تحظ باعتراف دولي ستجعل من المستحيل إقامة دولة لها مقومات
البقاء.
ويقول بنيامين الذي يقوم بدور المتحدث باسم يتسهار التي نادرا ما
تتواصل مع وسائل الإعلام "نحن اليهود نؤمن بأن أرض إسرائيل تخص شعب
إسرائيل لأنه كان هناك وعد الهي. الكتاب المقدس هو وثيقتنا القانونية."
وما يعزز وجهة نظر بنيامين هذه هو أن معظم اليهود لا يستخدمون "الضفة
الغربية" في الإشارة للأرض التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967 ولكن
يستخدمون بدلا من ذلك الاسم التوراتي يهودا والسامرة.
وتوضح مثل تلك المعتقدات مدى صعوبة التوصل الى اتفاق سلام خاصة أن
الفلسطينيين يعتبرون أن إزالة عشرات من المستوطنات الصغيرة بما في ذلك
يتسهار في إطار أي اتفاق يجري التوصل إليه قضية مسلم بها. بحسب وكالة
الأنباء البريطانية.
وما زالت التوترات بين يتسهار والقرى المجاورة متصاعدة. ويتهم
الفلسطينيون المستوطنين بتدمير أشجار الزيتون واضرام النار في حقول. في
حين يتهم المستوطنون الفلسطينيين بإحراق محاصيل وجرارات.
والمستوطنون في يتسهار بين نحو 100 ألف يرجح أن تجليهم إسرائيل في
إطار أي اتفاق لإقامة دولة فلسطينية. ويعيش أغلبهم في مستوطنات أقيمت
وراء حاجز من الاسيجة والاسوار التي أقامتها اسرائيل في أراضي الضفة
الغربية بعد موجة من التفجيرات الانتحارية التي نفذها فلسطينيون منذ
عام 2000 وحتى عام 2007 .
وقال بنيامين ان أي خطة لإجلاء مستوطني الضفة الغربية ستقابل
بمقاومة أشد من المقاومة التي واجهت الانسحاب من قطاع غزة في 2005
عندما قام نحو ثمانية آلاف يهودي باحتجاجات حماسية لكنها أثبتت عدم
جدواها في نهاية الأمر. لكن ليس كل السكان في يتسهار يعارضون التوصل
الى اتفاق مع الفلسطينيين.
وتقول ميكال أبراهام الألمانية المولد وهي مالكة مكتبة وأم لثمانية
انها سوف تشعر "بسعادة كبيرة يوما اذا ما تحقق السلام والتعايش السلمي
الحقيقي العادل" حتى وان كانت الاحتمالات محدودة. وأضافت "سأكون سعيدة
للغاية اذا تجولت بسيارتي في أي قرية أو مكان بسلام كما أفعل عندما
أزور عائلتي في أوروبا."
حرق مسجد الأنبياء
بينما قام مجهولون بتدنيس وإحراق مسجد في بلدة بيت فجار بمحافظة بيت
لحم بالضفة الغربية وكتبوا شعارات على جدرانه، في عمل أدانته السلطة
الفلسطينية، وفقاً لمصادر فلسطينية وإسرائيلية.
وقال شهود عيان فلسطينيين، إن أربعة أشخاص حاولوا إشعال النار في
المسجد، وحرقوا السجاد فيه و12 مصحفاً.
وكتب "المجهولون" على جدرانه كتابات مثل "الثأر" و"الثمن"، وفقاً
لما ذكره المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية، ميكي روزنفيلد، فيما بدأت
الشرطة والجيش الإسرائيليان عمليات تحقيق في بلدة بيت فجار، الواقعة
إلى الشمال من مدينة الخليل بالضفة الغربية.
وقالت المتحدثة باسم الجيش الإسرائيلي، الفريق أفيتال لايبوفيتش: "إن
الجيش الإسرائيلي ينظر إلى هذه الهجمات بجدية، وتم فتح تحقيق في الحادث،
ونأمل أن يتم القبض على المسؤولين عنه."
وكانت الإذاعة الإسرائيلية قد ذكرت في خبر لها، نشر على موقعها على
الإنترنت، أن "مسجد الأنبياء" في بيت فجار تعرض للاعتداء بحرق السجاجيد
وكتابة الشعارات على الجدران، مشيرة إلى أن فريقاً إسرائيلياً فلسطينياً
مشتركاً بد بالتحقيق في الحادث بحثا عن الجناة.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية، نقلاً عن أهالي البلدة ،"أن عدداً من
المستوطنين داهموا المسجد وحرقوا السجاد، واثني عشر مصحفا." بحسب وكالة
السي ان ان.
وفي رام الله، أدانت الرئاسة الفلسطينية، إحراق مسجد "الأنبياء" في
بلدة بيت فجار، وأكدت "أن الاعتداء على المساجد يندرج في إطار انتهاك
حرية العبادة وحرمة المقدسات"، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء
الفلسطينية. وكان عشرات من المستوطنين اليهود قد هاجموا أحد المساجد في
الضفة الغربية في أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي، وأشعلوا النار فيه،
مما أسفر عن إلحاق أضرار واسعة بالمسجد، الأمر الذي أدى إلى اندلاع
مواجهات دامية بين جموع من الفلسطينيين وجنود الجيش الإسرائيلي.
وأكد مسؤولون فلسطينيون حينها، أن مستوطنين "متطرفين" من مستوطنة "تفوح"
شمالي الضفة الغربية، اقتحموا قرية "ياسوف" جنوبي مدينة "نابلس"، قبل
أن يقوموا باقتحام المسجد الكبير في البلدة، بعد أن حطموا بوابته
الرئيسية، وسكبوا مواد حارقة وقابلة للاشتعال بداخله وأضرموا فيه
النيران.
وفي مايو/أيار الماضي، نقلت وسائل الإعلام المحلية عن رئيس السلطة
الفلسطينية، محمود عباس، إدانته لإحراق مسجد في الضفة الغربية وألقى
بالمسؤولية على عاتق "المستوطنين المتطرفين" ووصف الحريق بأنه "عمل
إجرامي."
تحد لإحلال السلام
وفي السياق ذاته، تنمو مستوطنة يهودية إلى جوار منزل الفلسطيني هاني
ابو هيكل مما يجعله بحاجة الى الحصول على تصريح إسرائيلي ليدخل من
الباب الأمامي لمنزله.
ويقول ان ما من أحد يزوره تقريبا. فالضيوف يحتاجون الى اذن للوصول
الى المنزل الذي ولد فيه قبل 41 عاما في حي قديم بالخليل في الضفة
الغربية المحتلة. ويتعين على أسرة ابو هيكل أن تشق طريقها عبر بستان
للزيتون يقوم الجنود الاسرائيليون بدوريات فيه حتى تدخل المنزل من
الباب الخلفي. وقال "حياتي دمرت."
وتغطي نوافذ المنزل شبكة من السلك للحماية من الحجارة ومقذوفات أخرى
كان آخرها البيض الفاسد الذي يقول ان المستوطنين جيرانه يقذفونها على
منزله. ويعيش نحو 800 مستوطن يهودي بين 30 ألف فلسطيني في الأجزاء
الخاضعة لسيطرة إسرائيلية من المدينة القديمة.
ويقول المستوطنون ان لهم حقا توراتيا في الخليل حيث كثيرا ما يتحول
التوتر بين الاسرائيليين والفلسطينيين الى أعمال عنف. ولا تزال ذكريات
المذابح عالقة في أذهان الطرفين. يقول ابو هيكل ان الحياة بين الجنود
والمستوطنين الذين جاءوا الى شارعه أول مرة عام 1984 شبه مستحيلة.
ويضيف أنه يخضع أحيانا للتفتيش لما يصل الى خمس مرات حتى يصل الى منزله.
ويمكن أن تستغرق أبسط رحلة عدة ساعات.
وتشعره تجربته بتشاؤم عميق بشأن احتمالات تمكن الفلسطينيين من إقامة
دولة في الضفة الغربية وقطاع غزة وهو الهدف المعلن لمحادثات السلام
التي ترعاها الولايات المتحدة والمعرضة للخطر بالفعل بسبب قضية النشاط
الاستيطاني.
وتنتشر المستوطنات اليهودية في الخليل وهي مقسمة إلى مناطق خاضعة
لسيطرة إسرائيل وأخرى خاضعة لسيطرة الفلسطينيين. والخليل نموذج مصغر
للضفة الغربية المحتلة المقسمة إلى مناطق حكم ذاتي فلسطيني محاطة
بمناطق تخضع لسيطرة إسرائيل. واليوم يعيش نحو 500 ألف يهودي على أرض
يأمل الفلسطينيون إقامة دولتهم عليها.
ويقول ابو هيكل "بصراحة أنا لا أفكر بفكرة الدولة الفلسطينية. ما هي
هذه الدولة التي في وسطها مستوطنات. ومع نمو المستوطنات في أنحاء الضفة
الغربية بات حتى المؤمنون "بحل الدولتين" متشككين فيما إذا كان لا يزال
قابلا للتنفيذ.
وهدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالفعل بالانسحاب من المحادثات
التي بدأت في الثاني من سبتمبر أيلول ما لم تمدد إسرائيل تجميدا لمدة
عشرة أشهر للبناء الاستيطاني الجديد في الضفة الغربية. وقاوم رئيس
الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تمديد التجميد.
واحتفالا بانتهاء التجميد يعتزم مستوطنو الخليل وضع حجر الأساس لدار
حضانة جديدة في مستوطنة افراهام افينو وهي واحدة من المستوطنات التي
تقع بين منازل فلسطينية داخل وحول أزقة المدينة وشوارعها الضيقة. بحسب
وكالة الأنباء البريطانية.
وقال ديفيد ويلدر المتحدث باسم مستوطني الخليل في بيان يعلن بدء
البناء الجديد "لا التجميد المصطنع ولا المحادثات عن سلام خيالي يمكن
أن تحرم اليهود من أبسط حقوقهم وهو العيش في مدينة إبراهيم." ويعتبر
مستوطنو الخليل أنفسهم روادا يعيدون انشاء مجتمع هجره أفراده بسبب
مذبحة مات فيها 67 يهوديا على يد العرب عام 1929 . ومنعت السلطات
البريطانية التي كانت تحكم فلسطين آنذاك اليهود من العودة.
وتم تقسيم الخليل الى مناطق خاضعة لسيطرة الفلسطينيين وأخرى خاضعة
لسيطرة إسرائيل بموجب اتفاق أبرم عام 1997 . وتضم المنطقة الخاضعة
لسيطرة إسرائيل المستوطنات والحرم الإبراهيمي حيث ذبح مستوطن 29 مسلما
أثناء الصلاة في الحرم عام 1994 .
والتقارير التي تتحدث عن عنف بدني وتراشق بالحجارة من الجانبين تشير
الى مشاعر عداء عميقة بين المستوطنين وبين الفلسطينيين البالغ عددهم
200 ألف نسمة في المدينة بكاملها. وحولت القيود الإسرائيلية على الحركة
والتي يرجع الكثير منها إلى الانتفاضة الفلسطينية في مطلع هذا العقد
أجزاء من المنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية إلى مدينة أشباح. وازداد
الفقر في مدينة كانت يوما محركا للاقتصاد الفلسطيني.
وكانت اسرائيل قد قالت ان مستوطنات الخليل ستكون بين تلك التي ستسعى
الى الاحتفاظ بها في أي اتفاق للسلام مشيرة الى إمكانية إخلاء جيوب
نائية والتخلي عن أراض أخرى للفلسطينيين في المقابل. وقال حسين الأعرج
محافظ الخليل السابق ان المدينة تبرز السبب في أن المستوطنات والسلام
لا يجتمعان.
وأضاف "ما ينطبق على مدينة الخليل ينطبق على باقي المناطق التي
احتلت عام 1967 ." وتابع "وجود مستوطنات داخل الأراضي الفلسطينية يعني
فقدان الأمل بان تكون هناك دولة فلسطينية متواصلة."
تجميد الاستيطان.. من جديد
بينما عاد احتمال إقرار تجميد مؤقت جديد للاستيطان الإسرائيلي يطل
برأسه من جديد رغم رفض المتشددين في حكومة بنيامين نتانياهو اليمينية
تقديم اي تنازلات فيما يتعلق باستمرار البناء في مستوطنات الضفة
الغربية.
ومع انتهاء مهلة التجميد الجزئي السابق للاستيطان لمدة عشرة أشهر في
26 ايلول/سبتمبر الماضي رفض نتانياهو تمديد هذا التجميد ما يهدد بوقف
مفاوضات السلام المباشرة مع الفلسطينيين الذين يرفضون التفاوض في ظل
استمرار الاستيطان.
إلا ان رئيس الوزراء المح الى ان الملف لم يغلق نهائيا. وقال
نتانياهو للصحافيين في افتتاح اجتماع مجلس الوزراء "نخوض عملية مفاوضات
دقيقة مع الإدارة الأميركية لإتاحة استمرار المفاوضات". ولم يوضح
نتانياهو مضمون هذه المفاوضات إلا إن وسائل الإعلام الإسرائيلية أشارت
إلى عروض أميركية مغرية مقابل تمديد التجميد الجزئي للاستيطان.
وقال وزير البيئة غلعاد اردان القريب من رئيس الحكومة معلقا ان "رئيس
الوزراء أعلن بوضوح عدم وجود أي قرار حتى ألان واذا ما تعين اتخاذ هذا
القرار فانه سيتم اطلاع الوزراء عليه". وكشف استطلاع ان نصف وزراء
الحكومة الإسرائيلية يعارضون تجميدا جديدا للاستيطان يطالب به المجتمع
الدولي.
ووفقا للاستطلاع الذي أجرته صحيفة يديعوت احرونوت فان 15 من الوزراء
الثلاثين في الحكومة الائتلافية يعارضون اي تجميد جديد للبناء في
المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية. في مقابل سبعة يؤيدون هذا
التجميد فيما أبدى سبعة وزراء ترددا. علاوة على ذلك يعارض ثمانية من
أعضاء الحكومة الأمنية ال15 أي تجميد جديد.
ويمكن ان تناقش الحكومة الأمنية تجميدا محتملا للاستيطان وان تبحث
العروض المنسوبة لفريق الرئيس الأميركي باراك اوباما والتي تدعو
إسرائيل الى تمديد التجميد الجزئي لمدة شهرين إضافيين مقابل ضمانات
أميركية في المجالين السياسي والأمني. بحسب وكالة فرانس برس.
وقد نفى البيت الأبيض ان يكون اوباما بعث رسالة في هذا الصدد الى
نتانياهو الا ان ذلك لم يمنع وسائل الإعلام الإسرائيلية من كشف تفاصيل
للعرض المنسوب لواشنطن. ومن ابرز المعارضين السياسيين الرئيسيين لتجميد
آخر للاستيطان وزير الخارجية الشعبوي افيغدور ليبرمان الذي يرأس حزب
إسرائيل بيتنا القومي المتشدد (15 من 120 مقعدا في الكنسيت) الحليف
الرئيسي لنتانياهو.
وقال ليبرمان كما نقلت عنه صحيفة ي.نت الالكترونية "لن نترك
الائتلاف الحكومي لأنه السبيل الوحيد لنا لضمان اغلبية (داخل الحكومة)
تعارض تجميد" الاستيطان. وأضاف ليبرمان "علمت ان واشنطن تريد فرض تسوية
دائمة على إسرائيل وتجميد الاستيطان لمدة شهرين يهدف الى تمكين
الولايات المتحدة والمجتمع الدولي من فرض هذا الحل".
ورغم وزن المعارضين لأي تنازل اعتبر المحرر الشهير في يديعوت
احرونوت ناحوم بارنيع إن نتانياهو سينتهي به الأمر إلى الخضوع للضغوط
الأميركية كما سبق ان فعل في الماضي. وقال "من المؤكد ان الخضوع سيكون
حماقة إلا إن عدم الخضوع سيكون حماقة اكبر".
وبحسب استطلاع للرأي، فان غالبية كبرى من الإسرائيليين (54%) تعارض
تمديد تجميد الاستيطان، مقابل 39% يؤيدونه. وفي الجانب الفلسطيني يدعو
الوضع إلى التشاؤم اذ يقر ثلثا الفلسطينيين رغبة رئيسهم محمود عباس في
الانسحاب من المفاوضات المباشرة مع إسرائيل مع استئناف البناء في
المستوطنات وفقا لاستطلاع.
خيبة أمل أمريكية
من جانبها قالت الولايات المتحدة أنها تشعر بخيبة أمل من قرار
إسرائيل عدم تمديد وقف النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية بعد انتهاء
فترة التجميد المعلنة.
وتحدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رغبة الرئيس
الأمريكي باراك اوباما بسماحه بانتهاء التجميد الإسرائيلي الذي استمر
عشرة أشهر للبناء الاستيطاني الجديد في الضفة الغربية المحتلة. وتراجع
الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن تنفيذ تهديده للانسحاب من المحادثات
اذا استؤنف البناء في المستوطنات.
وقال بي.جيه. كرولي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ان جورج
ميتشل مبعوث الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط على اتصال مع مسئولين
إسرائيليين وفلسطينيين وانه سيزور المنطقة لإجراء مزيد من المحادثات.
وقال مسؤول أمريكي ان ميتشل سيتوجه إلى المنطقة وسيجري محادثات مع
مسؤولين اسرائيليين وفلسطينيين.
وقال كرولي للصحفيين في نيويورك حيث تعقد وزيرة الخارجية الأمريكية
هيلاري كلينتون اجتماعات على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة "نشعر
بخيبة أمل لكننا مازلنا نركز على هدفنا في المدى البعيد وسنتحدث إلى
الأطراف بشأن عواقب قرار إسرائيل."
وأضاف كرولي قائلا "نعترف بأنه في ضوء القرار الصادر ما زالت لدينا
أزمة يتحتم علينا حلها ولا توجد محادثات مباشرة مقررة في هذا المرحلة
لكن سنكون على اتصال مع الطرفين لمعرفة كيفية المضي قدما." بحسب وكالة
الأنباء البريطانية.
وتحاول الولايات المتحدة إيجاد وسيلة للإبقاء على محادثات السلام
الإسرائيلية الفلسطينية المباشرة مستمرة وبالتالي تقدم لعباس غطاء
سياسيا كافيا لاستئناف الاجتماع مع نتنياهو رغم قرار المستوطنات. وقال
كرولي للصحفيين "سنجري مزيدا من المحادثات مع دول رئيسية في الأيام
القادمة ونأمل أن يؤكد اجتماع الجامعة العربية مجددا تأييده للعملية."
وأضاف قائلا "نعتقد إننا اذا نجحنا في اجتياز هذا المطب الذي نمر به
الان فانه توجد فرصة لمفاوضات ناجحة." وقال كرولي ان ديفيد هيل وهو أحد
كبار مساعدي ميتشل ودانييل شابيرو المسؤول بمجلس الأمن القومي المكلف
بشؤون الشرق الأوسط سيرافقان المبعوث الأمريكي في زيارته إلى الشرق
الأوسط. |