غلاء المهور... ارث ثقيل ينهك المتزوجين الجدد

تحقيق: عصام حاكم

 

شبكة النبأ: يبدو أن شعار النهوة والحاضر والغايب والمستوى الثقافي والمهور الغالية بات وساما يوشح صدور الكثير من الامهات والاباء هذه الايام، الذين بالغو أية مبالغه عن مدى حرصهم الاكيد على ابنائهم وبناتهم الا انهم وفي غمرة دفاعهم المستمية هذا قد اغفلو تلك النتائج المتوخاة والعلائق الاسرية والدينية، وربما هناك الكثير الكثير من الماخذ المجتمعية التي تعصف بوجدان هذه الامة المبتلية أصلا بالوان الامراض المزمنة، ليضاف الى سجلها عنوانا اخر قد يشكل بالحسابات الانسانية قيمة عليا في ظل ما يستخلصة ذلك المعنى لا قدر الله من تداعيات في منظار الربح والخسارة ما هو اثمن واغلى من المقاييس المادية والاعتبارية، سيما وهي تخلف وراءها جيشا جرارا من العوانس ليقابلة ذات العدد من الشباب العزاب.

ومن مبدء حرصنا على تنقية مجتمعنا من الظواهر السيئة كان لنا هذه القاء مع بعض المواطنيين للاطلاع على اسباب تفاقم ظاهرة عزوف الشباب عن الزواج ومحاولة ايجاد السبل الكفيلة القضاء عليها او الحد منها على اقل تقدير، عمار الخزاعي مراسل قناة الغدير، يقول، ما يهمني في المقام الاول ان اقف على حدود تلك الازدواجية التي يمارسها الاعلام العراقي في التعاطي مع الازمات والمصاعب والى حس المقاربة في تشخيص الاهم حيث تراه يتعامل بحساسية مفرطة اتجاه الاعراض والامراض الجسديه ام بخصوص الامراض الاجتماعي، فهي بالتاكيد لا تلقى القدر ذاته من الاهتمام مع العلم بان الامراض الاجتماعية هي اكثر تاثيرا وفتكا من سابقتها.

ويضيف خلال حديثه مع (شبكة النبأ المعلوماتية)، ومن بين تلك الازمات والمشاكل هي ظاهرة عزوف الشباب بشقيهما النسائي والذكوري عن الزواج وهناك جملة معطيات قد تشكل الحلق الاهم في تكثيف تلك المشكلة ومنها المهور الغالية وعناوين اخرى هذا مما يخلف ما لا تحمده عقباه من انحرف الفتيات وكذلك الفتيان بالاتجاه المغاير لنواميس وطبيعة السلوك الاسلامي والعربي لذا نوصي الامهات بالدرجة الاولى والاباء للنظر لما تتركه هذه الحالة في نفوس الفتيات والشباب على درجة واحدة.

اما ضياء وهو شاب في مقتبل العمر وهو يعزي سبب هذه الكارثة الانسانية والاجتماعية حسب قوله الى عنوان مهم هو عدم توفر فرص العمل مما يشكل حجر عثره امام احلام وامال الشباب في تكملت نصف دينهم عن طريق الزواج وهو يراهن من وجهة نظره عن تلك الرغبة الجامحة من قبل عمه في تزويجة ابنته الا أنه لا يمتلك وظيفة.

فيما قال الصحفي على ابراهيم مراسل صحيفة البينة، هناك ثمة اسباب متعددة منها صعوبة الاختيار فضلا عن حالة التكافىء المعرفي والثقافي بالاضافة الى تكلفة الزواج هذه الايام تعد من الاستراتيجيات المهمة في نصاب تحقيق غاية الزواج.

محمد مجهول مدرس مادة التربية الفنية وهو يجزم بان العوائق التي يضعها الاهل امام المتقدم الى الزواج هي من تضع تلك المؤسسة الاسرية على المحك وربما تهدد بالانعكاسات المجتمعية الخطرة حيث لا يقدم الشباب على الزواج متهيبين من الغرامات والرسوم العالية التي يفرضها اهل البنت على المتقدم الى الزواج.

اما اسماء وهي امينة مخزن في احدى مؤسسات المجتمع المدني فتقول قد يواجه مشروع الزواج ضريبة يقدمها اهل الفتاة للمتقدم الى الخطبة ومنها المستوى الدراسي والامكانات المادية ونحن نعلم جميعا بان الواقع العراقي اليوم يعيش ازمة مستفحلة والكثير الكثير من الشباب قد خلفتهم السياسات السابق على اعتاب التنصل عن التزامتهم المعرفية في ظل دوامة الحروب المستمرة التي حكمة الشعب العراقي ولسنوات طويلة.

اما الاستاذ حسن حناني وهو مختص في علم الاجتماع، فيعزي سبب هذه الازمة الى جملة عوامل مكنتها من ان تدحض كل المشاريع الجادة للحيلولة دون استفحال هذه الظاهرة الخطرة التي ربما هي اشدو فتكا من الحصار الاقتصادي او الكوارث الطبيعية حيث تهدد كيان المجتمع وتصيبه بالتقهقر والانهيار الاسري والتفكك وهناك من يتسائل عن عناوين هذه التشعبات.

ويؤكد حناني لــ(شبكة النبأ المعلوماتية)،  ان الحروب وما خلفته من تركه ثقيلة من العوانس والارامل والايتام حيث الرجال كانو في لهوات الحرب وقد خسرنا مئات الالاف من الشهداء في المعركة ناهيك عن تلك الثقافة المجنونة التي كانت تشكل عصب الثقافية العراقية ايام الثمانينات والتسعينات وهي تؤكد على حرص المؤسسة الفكرية آنذاك على التشبث بانصاف الحقائق ومنها ان يتم النزوع عن الاعراف القبلية والنظم السماوية وهي تؤكد على وجوب تزويج الاناث والذكور في اعمار مبكرة وقد راهن الدعاة لهذا المشروع على ان التجربة فاشلة ويجب ان يتاخر مشروع الزواج الى اعمار بعيدة وهذا بالتاكيد عامل مهم او ثقافة استطاعت ان تفرض نفسها على الواقع المجتمعي ولسنوات طويلة ربما تمتد الى عشرات السنين حتى جاءت فترة الحصار وهي فترة حرجة جدا بالنسبة للشاب العراقي حيث لا يتمكن من الوقوف على مكونات الزواج المادية والاجتماعية بيسر وقد لا تنتهي سلسلة المعوقات بذلك الاضطراب الفكري والثقافي والتأثر بأنماط السلوكيات الغربية من قبيل التمظهر بالشكل الخارجي وفق استراتيجية المواصفات الخاصة حيث يرسم الشاب او الشابه ملامح من يرتبط به وهذا بالتاكيد من الخيالات والاوهام فليس هناك شخص متكامل من جميع المواصفات فضلا عن ما خلفتة المعتقدات العشائرية في مراحل متعددة وهي تشكل محور الانتماء الاجتماعي في العراقي، وهي تراهن على تشكيل ملامح النكوص في عملية الزواج حيث اغلب العوائل تامن باافة النهوة وان تكون بنات العم حكرا على ابناء العم فقط حتى وان تعدى قطار العمر بالمرأة، وقد تشاطرها الرأي ثقافة اخرى وهي رسوم الحاضر والغايب فهناك الكثير من العوائل تتفاخر بفرض اسعار عاليةعلى المتقدم للزواج.

ويختتم الاستاذ حسن حديثه، بان جوهر مشكلة عزوف الشباب عن الزواج ربما تنحسر بنسبة مرتفعة الى المؤشر المادي واني ادعو من خلالكم كل المؤسسات الخيرية والانسانية ومؤسسات المجتمع المدني ولا اتجاهل الجهد الحكومي فهم مدعوين جميعا الى تقديم الدعم غير المحدود من اجل القضاء او الحد من هذه المشكلة .

والى هنا قد تبدو ظاهرة عزوف الشباب عن الزواج ليس بالامر الهين في الحسابات الدقيقة وهي تعد معركة شرسة جدا خاسر من يستهين بها ويجب ان نؤليها قدرا من الاهتمام وان نعد العده من الان فصاعدا وعلى كافة المستويات الشعبية والحكومية لنقف سدا منيعا امام تخطيها حاجز الضوابط العربية والاسلامية والا تشرق الشمس وساعتها لا يفيد الندم ولا نستطيع ان نقف عن الحدود الدنيا للاعراف والنواميس التي طالما حاولنا التشبث منذو عقود بعيدة حيث يتجه قطار الاخلاقيات نحو الغرب المتحرر.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 2/تشرين الأول/2010 - 22/شوال/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م