هجمات القاعدة وفشل إستراتيجية الاحتواء

علي الطالقاني

 

شبكة النبأ: تحاول التنظيمات الإرهابية في العراق أن تثبت بأنها قادرة على تنفيذ عملياتها في مختلف المدن، وان سلسلة التفجيرات المتزامنة وذات الهدف الواحد كشفت عن خطورة الوضع  في وقت يصارع فيه البلد لتشكيل حكومة جديدة. مما أدى ذلك الى التأثير سلباً على الحياة في البلاد.

هناك تكهنات بأن الفراغ السياسي وانسحاب القوات الأمريكية أمران قد يعيدان القاعدة الى نشاطها بقوة. وسواء كانت هذه التكهنات صحيحة أم غير صحيحة فأنها مزعجة بكل الأحوال، لكن من الواضح أن هناك من يريد استغلال مناخ الفراغ السياسي، فقد أسفرت الأحداث المتفرقة من عمليات إستهداف للمواطنين ومؤسسات الدولة فندت مزاعم الحكومة التي تقول أن التنظيمات الإرهابية اصيبت بالشلل.

ماحدث من عمليات ارهابية عمق في النفوس شعور عجز الحكومة وتوفيرها للأمن، في حين يعزو المسؤولون العراقيون والأمريكيون ما يحدث من إرهاب الى محاولات القاعدة وبقايا البعث في فرض سيطرتهما ولكن ما الجدوى من هذا التشخيص فالكل يعلم هذا ؟

يواجه العراق موجة جديدة من الإرهاب وإن الهجمات المنسقة مثل استهداف مراكز الشرطة في عدة محافظات من المحتمل أن تتزايد من قبل مجندين جدد في صفوف قوى الإرهاب وفقاً لمعلومات أفادت بها الأجهزة الأمنية بأن عدداً من السيارات المفخخة يقودها انتحاريون دخلوا البلاد لضرب اهداف محددة، وهو مايزيد القلق.

وتؤكد ذلك صحيفة ديلي تلغراف التي قالت مع الانتهاء الرسمي للعمليات القتالية الأميركية يعلم العراقيون أن انتباه العالم سيغادرهم مثلما تتردد هذه الأطراف المختلفة بين السلام وعودة التخاصم الشديد.

ومعنى هذا في الفلوجة أن أصحاب المحال والشرطة سيواجهون سيلا يوميا من السيارات المتفجرة والقنابل اليدوية، رغم أن المدينة من المفترض أنها هدأت منذ معركة عام 2004 عندما انتزعتها 1500 من القوات الأميركية والعراقية والبريطانية من أيدي المتمردين.

والآن عاد نشطاء القاعدة للتغلغل في حياة المدينة وقد توقف النشاط التجاري طوال الشهر الماضي، كما أن الوضع الأمني ليس مستقرا بما يكفي. حسب قول الصحيفة

ويؤيد هذا الرأي موضوع كتبته مجلة فورين بولس حيث تقول معظم المجازر الوحشية تعزى إلى تنظيم القاعدة التي تبقى وبصورة تبعث اليأس وأنها نشطة وفعالة رغم تراجع أعمال الارهاب نسبة كبيرة.

في عدة مناسبات حديثة استطاعت القاعدة ان تعيد تقوية نفسها، وقد تمادت إلى درجة رفع رايتها في بعض الاماكن التي كانت تسيطر عليها لساعات معدودة، القادة العسكريون الامريكان يعلقون قائلين بان مقاتلي القاعدة يحاولون استعادة موطئ قدم في الانبار وفي بغداد بصورة خاصة.

أن أحد التهديدات الرئيسية بعد الأتفاق الضمني على شخصية رئيس الوزراء يأتي من بعض الدول التي لم تقبل بالمالكي رئيسا للوزراء.

وقد خاض العراق شوطاً طويلاً ضد تنظيم القاعدة ودفع ثمن الديمقراطية. في حين ينبغي أن يصلح القادة السياسيون وضع البلد المرهق، وأن يستحدث القادة العسكريون خططاً عبر تجنيد كل الطاقات لتنفيذ ضربات استباقية في مختلف مدن العراق. وتعتبر العمليات الخاصة، والهجمات المكثفة لقوات الأمن استراتيجية مهمة لدحر الإرهاب.

إن المناطق المحيطة ببغداد تعتبر المصدر الأول للإرهاب فان التخطيط الذي يجري هناك قائم على قدم وساق. وثمة معلومات تشير الى ان التنظيمات الإرهابية تستغل المناطق الزراعية والبعيدة لأنها مناطق آمنة، وخصوصا ان هذه المناطق يصعب الوصول إليها والحصول على معلومات أمنية، وهناك دلائل تشير الى وجود هذه التنظيمات وان الكثير من المواطنين والتجار تلقوا تهديدات تطالبهم بدفع مبالغ نقدية، الامر الذي يستوجب مضاعفة الجهد الامني للاجهزة الامنية كافة لمعالجة الموقف بصورة حازمة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 22/أيلول/2010 - 12/شوال/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م