الأخضر الأمريكي يفقد هيبته ويتعكز أمام اليورو

 

شبكة النبأ: يواجه الدولار الأمريكي مشاكل في الآونة الأخيرة وهو العملة المحلية لأمريكا بالإضافة الى انه العملة العالمية التي تعتمد عليها الشركات والمصانع والتجار، كما انه يؤثر وبشكل كبير على المستوى الاقتصادي العالمي إذا اختلفت قيمته بين الصعود والهبوط، وأدى ذلك الى ارتفاع مستوى عملات أخرى كانت تأتي ثانية المرتبة بعده.

ويرى المحللين الاقتصاديين إن استمرار الهبوط في قيمة الدولار الأمريكي سيؤدي الى تضخم في الاقتصاد بشكل عام مما يؤثر الأخير على مستويات المعيشة وفرص العمل وبداية ظهور عراقيل بإنجاز مشاريع مهمة.

ضغوط مستمرة

واجه الدولار ضغوطا  في الأيام السابقة فيما ابتعد اليورو والعملات الأخرى عالية المخاطر عن أعلى مستوياتها خلال الفترة نفسها اذ يترقب المستثمرون بيانات الوظائف الأمريكية الشهرية التي يتوقع ان تأتي ضعيفة فتذكي المزيد من تجنب المخاطرة.

وفي انعكاس لتصاعد المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد الأمريكي والعالمي ظل الين قرب أعلى مستوى له في 15 عاما أمام الدولار فيما حوم الفرنك السويسري قرب أعلى مستوى له أمام اليورو.

ومن المتوقع أن تظهر البيانات تراجع الوظائف الأمريكية غير الزراعية بواقع 100 ألف وظيفة في أغسطس آب في أعقاب خسارة 131 ألف وظيفة في الشهر السابق. وأظهرت بيانات في وقت سابق انخفاضا غير متوقع في وظائف القطاع الخاص الشهر الماضي. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

ولم تشهد أسعار الصرف تغيرا يذكر في بداية التعاملات الاوروبية فيما انتاب المستثمرين القلق من تكوين مراكز كبيرة قبل بيانات الوظائف.

وانخفض الدولار على نحو طفيف أمام سلة من العملات ليسجل 82.381. واستقرت العملة الامريكية عند 84.30 ين لتحوم في نطاق أقل مستوى لها في 15 عاما عند 83.58 ين الذي بلغته أواخر الشهر الماضي.

ولقي الفرنك السويسري دعما اذ سجل اليورو 1.300 فرنك بعد أن بلغت العملة الموحدة أقل مستوى لها على الإطلاق عند 1.2850 فرنك في وقت سابق. وسجل الدولار 1.0137 فرنك.

تقليص الخسائر

بينما استرد الدولار بعض خسائره مقابل الين الياباني بعدما قالت صحيفة نيكي الاقتصادية ان بنك اليابان المركزي يدرس خطوات إضافية لتخفيف السياسة النقدية.

وتعافى الدولار الى 84.40 ين من مستوى بلغ 84.13 ين قبل ان تصل أنباء التقرير إلى المستثمرين لكنه يظل منخفضا 0.8 بالمائة عن مستواه في بداية التعاملات. وأثناء الجلسة هوى الدولار الي 83.61 ين وهو أدنى مستوى له في 15 عاما. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

وقالت الصحيفة ان وزارة المالية اليابانية قد تدرس التدخل بشكل منفرد في سوق بيع الين اذا استمر المضاربون في دفع العملة للصعود.

الإسترليني

في حين ارتفع الجنيه الإسترليني مقابل الدولار بعدما أظهرت بيانات بريطانية استقرار التضخم في أغسطس آب الأمر الذي فاجأ بعض المستثمرين الذين توقعوا انخفاضا في الأسعار.

وقال مكتب الإحصاءات الوطنية ان تضخم أسعار المستهلكين سجل 3.1 بالمائة الشهر الماضي بينما كانت توقعات الاقتصاديين أن ينخفض الى 2.9 بالمئة. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

وعلى مدار الشهر قفز التضخم 0.5 بالمائة مقارنة مع انخفاض نسبته 0.2 بالمائة في يوليو تموز وتوقعات لزيادة نسبتها 0.3 بالمئة. وارتفع الاسترليني الى 1.5437 دولار.

الريال اليمني

من جانبه قال البنك المركزي ان الريال اليمني تعافى مقابل الدولار الأمريكي بعد ان سجل في وقت سابق مستوى قياسيا منخفضا في أعقاب تدخلات في السوق الشهر الماضي وقرض من صندوق النقد الدولي.

ونقلت وكالة أنباء سبأ الرسمية عن البنك المركزي قوله ان سعر الريال بلغ 218 مقابل الدولار بعد ان كان سجل 250 مقابل العملة الأمريكية في الأول من أغسطس آب وهو أضعف مستوى في تاريخ العملة اليمنية.

وقال مسئولون ان البنك المركزي والحكومة سيتخذان إجراءات جديدة لدعم العملة لكنهما لم يحددا ما هي تلك الإجراءات. وفي يوليو تموز تدخل البنك المركزي في السوق مرتين لضخ 80 مليون دولار و57 مليون دولار لدعم الريال. وتدخل تسع مرات هذا العام مستخدما 20 بالمائة تقريبا من احتياطياته. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

وربما استفاد الريال أيضا من قرض بقيمة 370 مليون دولار منحه صندوق النقد الدولي لليمن أوائل أغسطس. وقال الصندوق انه سيفرج على الفور عن شريحة قيمتها 53 مليون دولار الى الحكومة وان صرف باقي المبلغ سيخضع لمراجعات فصلية.

اليورو

فيما واصل اليورو مكاسبه مقابل الدولار بعد اختراقه مستوى مقاومة مهم ليسجل أعلى مستوى في شهر فوق 1.29 دولار.

وجرى تداول العملة الأوروبية الموحدة في أحدث التعاملات مرتفعة 0.6 في المائة إلى 1.2962 دولار وهو أعلى مستوى لليورو في شهر بعدما اخترق مستوى المقاومة في نطاق 1.2920-1.2930 دولار الذي فشل في اختراقه عدة مرات منذ أغسطس اب. ويقول محللون ان من المتوقع أن يواجه اليورو مستوى مقاومة جديدا قرب 1.2960 دولار يليه مستوى 1.3050 دولار في حين يبدو مستوى 1.2760 دولار حاليا كمستوى دعم.

النفط يرتفع

وفي السياق ذاته، صعدت العقود الآجلة للنفط للمرة الأولى في ثلاث جلسات مدعومة بمكاسب الأسهم في أوروبا وأمريكا وتراجع الدولار مع انحسار المخاوف بشأن النظام المصرفي الأوروبي وإقبال حذر من المستثمرين على شراء الأصول العالية المخاطر.

وتنتظر الأسواق أحدث تقارير أسبوعية للمخزونات البترولية في الولايات المتحدة والتي ستصدر عن معهد البترول الأمريكي في وقت لاحق وعن إدارة معلومات الطاقة الأمريكي. ومن المتوقع ان تظهر زيادة في مخزونات النفط الخام لثالث أسبوع على التوالي في أكبر مستهلك للطاقة في العالم.

وسجل الخام الأمريكي للعقود تسليم اكتوبر تشرين الاول عند التسوية في بورصة نيويورك التجارية (نايمكس) 74.67 دولار للبرميل مرتفعا 58 سنتا أو 0.78 بالمئة بعد ان قفز اثناء الجلسة الي مستوى أكثر ارتفاعا بلغ 75.39 دولار.

وفي بورصة البترول الدولية بلندن شهد خام القياس الأوروبي مزيج برنت تعاملات نشطة لثاني جلسة على التوالي وصعد 43 سنتا ليسجل عند التسوية 78.17 دولار للبرميل بعد ان صعد أثناء الجلسة الي 78.85 دولار وهو أعلى مستوى له في شهر. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

وقال تيم ايفانز المحلل بسيتي فيوتشرز بريسبكتف في نيويورك في مذكرة بحثية "اسواق الأسهم تعافت اليوم وهو ما أعطى دعما لسوق الخام..هناك أحاديث عن مشتريات أجلة مع المراهنة على انتعاش اقتصادي في 2011 ."

وضاق الفارق بين العقود الاجلة لخام برنت والخام الأمريكي قليلا الي 3.50 دولار للبرميل بعد ان كان وصل في وقت سابق الي 3.91 دولار وهو أعلى مستوى له منذ منتصف مايو ايار ومرتفعا دولارين في ثلاث جلسات فقط مع تراجع السوق الأمريكي تحت وطأة تضخم المخزونات.

الجنيه المصري

بينما سجل الجنيه المصري أدنى مستوى له في ثلاثة أعوام ونصف العام مقابل الدولار مع تحول المستثمرين العازفين عن المخاطرة الى سندات الخزانة الأمريكية بينما تحدث متعاملون عن تباطؤ تدفق النقد الأجنبي إلى أسواق الأوراق المالية المصرية.

واقتفى الجنيه اثر اليورو الذي بلغ أدنى مستوى له في ستة اسابيع امام العملة الأمريكية في حين بدأت موجة حديثة من شراء الأجانب للأسهم وسندات الخزانة المصرية تفقد قوتها الدافعة فيما يبدو.

وشهد المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية (اي جي اكس 30) اكبر انخفاض له في ستة أسابيع بعد يومين من المكاسب مع إبلاغ المتعاملين عن تراجع مشتريات الأجانب.

وأنهت العملة المصرية التعاملات عند 5.7040 جنيه مقابل الدولار بعد ان كانت تحوم حول 5.70 منذ منتصف يوليو تموز وذلك طبقا لمتوسط السعر الفوري على مدار الجلسة. وهذا هو أدنى مستوى للجنيه امام الدولار منذ يناير كانون الثاني 2007. وقال احد المتعاملين في سوق العملة بالقاهرة ان الجنيه قد يقفز مرة اخرى إلى 5.65 أو حتى 5.60 مقابل الدولار بالنظر إلى توقعات بان البنك المركزي ربما يتدخل للحيلولة دون حدوث ضغوط تضخمية من الواردات. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

ويتسارع نمو الاقتصاد المصري ويتوقع اقتصاديون ان يبقي البنك المركزي اسعار الفائدة بلا تغيير في الوقت الحالي قائلين ان التضخم الأساسي لا يزال في نطاق ما يقولون انها منطقة الأمان للبنك والتي تتراوح من ستة إلى ثمانية بالمائة.

لكن محللين يقولون ان من غير المرجح ان يسمح البنك المركزي للجنيه بالانخفاض بشكل حاد لان ذلك سيرفع تكلفة واردات المواد الغذائية الرئيسية ويغذي التضخم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 20/أيلول/2010 - 10/شوال/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م