اليمن وحرب القاعدة... ضعف امني وتدخل أمريكي

 

شبكة النبأ: بشكل ملفت وغريب تصاعد نفوذ تنظيم القاعدة الإرهابي في اليمن، حتى باتت مجاميعه المسلحة تأخذ زمام المبادرة والمباغتة في الوصول الى أهدافها في تلك البلد التي تعاني من أزمات سياسية واقتصادية خانقة.

ولم تفلح جهود الحكومة اليمنية على الرغم من المساعدات المعلنة وغير المعلنة من الولايات المتحدة في التصدي بشكل فاعل لذلك التنظيم ومن يقف وراءه، تمويلا وتدريبا.

فيما أعلنت العديد من الدول الغربية قلقها المتنامي من حجم التهديدات الناجمة عن ذلك ومدى خطورة الأمور فيما لو نجحت القاعدة في تقويض النظام أو كسر شوكته في الداخل مثلما نجحت الى حد ما في باكستان.

55 شرطي

فقد نشر "تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" في بيان وزع الخميس بزنجبار بمحافظة ابين (جنوب) لائحة باسماء 55 شرطيا اعتبرتهم "هدفا مشروعا" للقتل.

وارفق البيان الذي وزع وعلق في سوق زنجبار بقائمة اسمية بالشرطيين المستهدفين الذين قال تنظيم القاعدة انهم باتوا "هدفا مشروعا لنا ابتداء من 1 شوال 1431 هجري" اي اليوم الجمعة الموافق اول ايام عيد الفطر.

ودعا التنظيم في بيانه الذي يتعذر التأكد من صحته، هؤلاء الشرطيين الى ان يعلنوا "توبتهم امام الناس في جامع مدينة زنجبار بعد صلاة الجمعه قبل ان تخطفهم ايادينا والا فانهم لا يلومون الا انفسهم".

وتضم اللائحة اسماء 31 ضابطا في جهاز الامن السياسي و15 من افراد البحث الجنائي و9 ضباط في الاستخبارات العسكرية، بحسب ما اوضح ضابط اسمه مدرج في اللائحة لوكالة فرانس برس.

واضاف الضابط الذي طلب عدم كشف هويته ان من اطلقوا هذا التهديد "يريدون التاثير في نفسية منتسبي وزارة الداخلية والاستخبارات". وتابع "نحن بعد حصولنا على البيان لم نعره اهتماما لكننا اخذنا اجراءات احترازية".

من جهة اخرى قال مصدر محلي "بعد ساعات من توزيع البيان تلقينا تحذيرات شفويه من قبل السلطة المحلية تدعو الي عدم التجمع في الاماكن العامة".

واضاف "اصبحنا بالفعل نشعر بخوف شديد على حياتنا في ظل وجود انفلات امني غير مسبوق بدليل ان هذه العناصر قامت بتوزيع المنشورات علنا دون أي وجود للامن".

واصبح تنظيم القاعدة ينشط بشكل شبه علني في بعض المناطق في اليمن من خلال توزيع مناشير في المساجد وشن هجمات تزداد جرأتها على قوات الامن التي تمثل هدفه المفضل.

وتبنى التنظيم سلسلة من الهجمات الدامية في الاسابيع الاخيرة استهدفت قوات الامن في جنوب اليمن علاوة على اغتيال مسؤول في اجهزة الامن في محافظة مأرب (شرق).

سلسلة من الهجمات

من جهته تبنى تنظيم القاعدة سلسلة من الهجمات التي استهدفت القوى الامنية في جنوب وشرق اليمن بينها هجوم على مركز عسكري في جعار (جنوب) اسفر عن مقتل 12 شخصا بينهم 11 جنديا، وذلك في ثلاث بيانات منفصلة نشرتها مواقع اسلامية.

واكد تنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" في بياناته الثلاثة، وبينها بيان تبنى فيه اغتيال نائب مدير البحث في محافظة مأرب (شرق) محمد فارع، ان ايا من عناصره لم يقتل في الاشتباكات التي استمرت عدة ايام مع الجيش اليمني في مدينة لودر الجنوبية نهاية الشهر الماضي.

وذكر التنظيم في بياناته التي حملت عنوان "نفي الخبث" ان "المجاهدين قاموا بسلسلة عمليات خلال الفترة الماضية على جنود الردة في ولاية ابين (جنوب) منها خمس عمليات في منطقة لودر وعملية في منطقة جعار والتي راح ضحيتها 12 جندي بينهم موظف حكومي".

وبحسب القاعدة فان المواجهات التي دارت بين قوات الامن والتنظيم في منطقة لودر اواخر آب/اغسطس اسفرت عن مقتل حوالى خمسين جنديا ولم تسفر عن سقوط اي قتيل في صفوف التنظيم، بينما الحصيلة الرسمية تشير الى مقتل 11 جنديا و19 عنصرا من القاعدة اضافة الى ثلاثة مدنيين.

وكانت السلطات اليمنية اعلنت السيطرة على لودر واعتقال 14 عنصرا من القاعدة بينهم قيادي في التنظيم.

اليمن: قوات الأمن تتوعد بـ"كسر ظهر القاعدة" في أبين

الى ذلك أعلنت القوات الأمنية اليمنية أنها سيطرت على مدينة لودر الواقعة بمحافظة أبين، بعد أيام من القتال المتواصل مع عناصر على صلة بتنظيم القاعدة، كانوا قد نصبوا كمائن أدت لمقتل عدد من الجنود، مشيرة إلى أن المعارك التي شهدتها المدينة انتهت بمقتل 18 مسلحاً متشدداً.

واتهمت صنعاء عناصر من قوى ما يعرف بـ"الحرك الجنوبي" بالمشاركة في المعارك إلى جانب القاعدة، ولكنها تعهدت بأن "تكسر ظهر تنظيم القاعدة" في المنطقة وحذرت من وصفتها بـ"العناصر الانفصالية" من المشاركة في المواجهات.

ونقل موقع 26 سبتمبر الحكومي اليمني عن مصدر أمني لم يكشف اسمه قوله: "أجهزة الأمن مصممة على كسر ظهر تنظيم القاعدة في المديرية وتطهيرها من عناصر التنظيم التي اتخذت من هذه المنطقة مأوى لها." بحسب السي ان ان.

وشدد المصدر على أن أجهزة الأمن "لن تسمح لعناصر القاعدة أو أية عناصر تخريبية متحالفة معها بجعل المنطقة بؤرة للأعمال الإرهابية والتخريبية،" مؤكدا بأن المنطقة "لن تكون إلا مصيدة سهلة لمثل هذه العناصر أو لكل من يفكر منها الوصول إلى مدينة لودر لنجدة زملائهم الإرهابيين المحاصرين منذ أيام."

وحذر المصدر تلك العناصر قائلا :"أي عناصر ستفكر في ذلك فإنها ستلقى نفس المصير المحتوم الذي لقيه زملاؤهم من العناصر الإرهابية خلال المواجهات التي جرت معها خلال الأيام الماضية، ولقنتهم أجهزة الأمن ومعها أبطال القوات المسلحة بالتعاون مع المواطنين الشرفاء درسا لن ينسوه."

وذكر المصدر أن الأجهزة الأمنية عثرت في تلك منازل اقتحمتها بالمدينة على عدد من قذائف "آربي جي" والأسلحة والذخائر والقنابل، ولفت إلى أن بعض الوجهاء يبذلون الجهود لإقناع ما تبقى من العناصر المتمرسة في بعض المنازل ببعض الأحياء السكنية في مدينة لودر بتسليم نفسها لأجهزة الأمن.

ونسب الموقع إلى "مصادر محلية في لودر" القول بأن من جرى وصفهم بـ"عناصر انفصالية تخريبية خارجة على النظام والقانون" تقاتل إلى جانب تنظيم القاعدة في مواجهة قوات الأمن بمديرية لودر.

وأكدت المصادر أن أحد العناصر الانفصالية، ويدعى ناصر حويدر يقود مجموعات مسلحة من العناصر لمساندة القاعدة.

من جانبه، أشار الموقع الرسمي لحزب المؤتمر الشعبي العام في اليمن إلى أن وزارة الداخلية وجهت بملاحقة جرحى عناصر تنظيم القاعدة والذين تم نقلهم من مديرية لودر إلى مستوصفات طبية في مكيراس وشبوة، مؤكدة على أهمية فرض رقابة على المستشفيات في المحافظات المجاورة لضبط المصابين.

ونقل الموقع عن مصدر أن عناصر القاعدة "تعاني من حالة انهيار في ظل الضربات القاسية والموجعة التي تلقتها من الأجهزة الأمنية في لودر وإن أعداداً كبيرة منهم واقعين تحت الحصار المفروض عليهم من قبل الأجهزة الأمنية ويجري التعامل معهم لإجبارهم على تسليم أنفسهم للأجهزة الأمنية."

وكانت وزارة الداخلية اليمنية قد أعلنت مقتل 11 جندياً بكمين في محافظة أبين، نصبته عناصر من تنظيم القاعدة، في دفع القوات المسلحة اليمنية إلى توجيه تعزيزات للموقع، لتندلع بعدها الاشتباكات في لودر.

اعتقالات

كما اعتقلت السلطات اليمنية تسعة مشبوهين، بينهم احد قادة تنظيم القاعدة، لتورطهم المفترض في هجمات مسلحة في جنوب اليمن، كما اعلنت وزارة الدفاع الجمعة.

واوضحت الوزارة على موقعها على الانترنت انها "ضبطت اثنين من عناصر تنظيم القاعدة احدهما قيادي في مدينة لودر بمحافظة أبين جنوب اليمن".

ونقل موقع وزارة الدفاع (26 سبتمبر.نت) عن مصدر محلي قوله ان "رجال الأمن في نقطة مفرق أمشعة بلودر ضبطوا صلاح علي عبدالله الدماني أثناء فراره بعد ان كان قد ألقى قنابل على مبنى الأمن في مدينة لودر".

وذكر المصدر ان "الدماني يعد من اخطر العناصر في صفوف تنظيم القاعدة ومطلوب للأجهزة الأمنية".

واضاف "ان رجال الامن القوا القبض اليوم الجمعة على عنصر اخر من المشتبهين بالانتماء لتنظيم القاعدة ويدعى م. عيضة"، موضحا ان رجال الأمن "عثروا في منزل العنصر المشتبه به على متاريس كان يستخدمها الإرهابيون في مقاومة رجال الأمن بعد الكمين الغادر الذي تعرض لجنود الامن".

واشارت الوزارة ايضا الى اعتقال سبعة مشتبه بهم اخرين الاربعاء والخميس في منطقة لودر، واصدرت قائمة باسماء المعتقلين.

وقد كثفت القوات الامنية اليمنية مطاردتها لناشطين في القاعدة بعد معارك وقعت في اب/اغسطس للسيطرة على لودر واوقعت 33 قتيلا (11 عسكريا و19 عنصرا من القاعدة وثلاثة مدنيين). بحسب فرانس برس.

وكانت هذه المعارك الاعنف بين الجنود اليمنيين والمسلحين في جنوب اليمن حيث ينشط فرع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وحيث تتكثف الهجمات في الاشهر الاخيرة.

وجنوب اليمن الذي كان دولة مستقلة حتى 1990، يشكل ايضا مقرا للحراك الجنوبي وهو تحالف لفصائل يدعو بعضها الى الفدرالية والبعض الاخر الى الانفصال.

ونقل المركز الاعلامي التابع لوزارة الداخلية اليمنية عن مصدر امني مسؤول قوله ان "التحقيقات في الجرائم الارهابية التي وقعت مؤخرا واستهدفت رجال امن وعسكريين بمحافظة ابين كشفت عن وجود تنسيق بين الطرفين لاستهداف الأمن والاستقرار بمحافظة ابين".

واضاف ان "التنسيق والتعاون بين العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة وعناصر ما يسمى بالحراك كانت أكثر وضوحا في الأحداث التي شهدتها مديرية لودر اواخر الشهر الماضي حيث هبت عناصر الحراك من يافع وابين ومناطق اخرى لمؤازرة العناصر الارهابية من تنظيم القاعدة التي منيت بهزيمة ساحقة بمديرية لودر وقد تم ضبط العديد منهم في حملة تمشيط وتطهير المديرية من عناصر تنظيم القاعدة".

وقال مصدر محلي وشهود عيان ان "انفجارا وقع فجر اليوم في ادارة امن محافظة لحج بعدما القى مسلح مجهول قنبلة يدوية في حوش المبنى".

واضاف المصدر ان "مسلحا كان يستقل دراجة نارية القى القنبلة في السور الخلفي لمقر ادارة أمن لحج الكائنة في سوق الحوطة ولاذ بالفرار"، مؤكدا عدم وقوع اصابات جراء الانفجار.

التدخل الخارجي

من جانب آخر اكدت صنعاء رفضها اي تدخل عسكري اجنبي في حربها على تنظيم القاعدة،

وقال مصدر مسؤول لموقع وزارة الدفاع اليمنية ان "اليمن لا يقبل اي تواجد عسكري اجنبي على اراضيه واليمن تمتلك مؤسسات امنية وعسكرية قوية وقادرة على القيام بدورها في مكافحة الإرهاب وتحقق نجاحات في هذا المجال".

ونفى المصدر اليمني المسؤول تقارير اشارت الى وجود قوات غربية على الاراضي اليمنية او مشاركتها في العمليات القتالية.

وقال "اننا نستغرب نشر مثل هذه المزاعم والافتراءات المختلقة التي لا اساس لها من الصحة في بعض وسائل الاعلام وبخاصة في الآونة الأخيرة تارة عن وجود جنود بريطانيين واخرى عن وصول قوات اميركية لمكافحة الارهاب في اليمن".

وكان مسؤول اميركي خبير في مكافحة الارهاب اكد الاربعاء لوكالة فرانس برس ان بلاده باتت اكثر قلقا حيال خطر تنظيم القاعدة في اليمن وتنوي مضاعفة الضغوط على العناصر الذين "باتوا يشكلون خطرا كبيرا" على حد قوله.

وقالت صحيفتا وول ستريت جرنال وواشنطن بوست في اليوم نفسه ان هذا الادراك لخطر القاعدة في اليمن قد يؤدي الى تكثيف عمليات السي آي ايه في البلاد بما في ذلك عبر هجمات طائرات بدون طيار.

الى ذلك، اكد المصدر اليمني المسؤول ان "تعاون اليمن مع المجتمع الدولي في مكافحة الارهاب سواء مع الولايات المتحدة او غيرها يقتصر على تبادل المعلومات والتي تسهل تعقب العناصر الارهابية وتقديمها للعدالة".

وكانت صحيفة نيويورك تايمز افادت في وقت سابق هذا الشهر ان الجيش الاميركي شن في ايار/مايو الماضي غارة جوية سرية على موقع يشتبه بانه موقع لتنظيم القاعدة، اودت خطأ بحياة مسؤول يمني محلي، كما ذكرت ان تلك الغارة كانت الرابعة على الاقل التي تستهدف تنظيم القاعدة في جبال وصحراء اليمن منذ كانون الاول/ديسمبر الماضي.

وتحولت انظار العالم الى هذا التنظيم الذي يتخذ من اليمن معقلا له بعد محاولة الاعتداء الفاشلة التي نفذت على طائرة اميركية يوم عيد الميلاد الماضي وتبناها التنظيم.

وكان جنوب اليمن دولة مستقلة حتى العام 1990 وهو يشهد ايضا حركة احتجاجية واسعة ازداد طابعها الانفصالي بشكل كبير وتعرف باسم الحراك الجنوبي.

وكانت صنعاء ان مكافحة القاعدة على الاراضي اليمنية مسؤوليتها مشددة على ان التعاون مع واشنطن على مستوى تبادل المعلومات فقط وانها قادرة على التعامل لوحدها مع التنظيم المتطرف ومنتقدة "التضخيم" الاميركي لدور هذا التنظيم، وذلك ردا على تقارير وتصريحات اميركية.

أمريكا قد تكثف ضرباتها

من جانبهم رجح مسؤولون أمريكيون أن تزيد الولايات المتحدة ضرباتها للقاعدة في اليمن سعيا لممارسة مستوى من الضغط هناك مماثل للضغط الذي تشكله الضربات الامريكية بطائرات من دون طيار على المتشددين في باكستان.

وارتفعت أهمية تنظيم القاعدة في جزيرة العرب والمسؤول الكبير فيه أنور العولقي المولود في الولايات المتحدة في ترتيب الاوليات في الاهداف الامريكية منذ أن تحملت الجماعة مسؤولية مخطط فاشل لتفجير طائرة ركاب أمريكية يوم عيد الميلاد.

وجرى ربط العولقي بطبيب نفسي يعمل في الجيش الامريكي ومتهم بقتل 13 جنديا في نوفمبر تشرين الثاني 2009 في فورت هود بولاية تكساس.

وقال مسؤول أمريكي في مجال مكافحة الارهاب "انهم لا يشعرون بنفس النوع من الضغوط التي يشعر بها أصدقاؤهم في المناطق القبلية.. ليس بعد. وكل مشارك في جانبنا يتفهم أن هذا ينبغي أن يتغير."

وأكد الاميرال مايك مولن رئيس الاركان العسكرية الامريكية المشتركة يوم الاربعاء أنه بينما مني تنظيم القاعدة في باكستان بانتكاسات فان أعضاء التنظيم في اليمن وشمال أفريقيا صاروا "أكثر قوة" في الاعوام الاخيرة.

ولكن المسؤولين الامريكيين شددوا على أن زيادة الاهتمام بالقاعدة في اليمن ليس معناه تراجع المخاوف المتعلقة بالقاعدة في باكستان التي وصفها مسؤولون عسكريون واخرون في المخابرات بأنها قلب عمليات القاعدة.

وتابع المسؤول الامريكي الذي طلب عدم الافصاح عن اسمه "ما زالوا خطرين للغاية وما زالوا ملاذا لكل الاصقاع.. انهم قلب القاعدة.. لا أحد يقترب حتى من قول أن الامر انتهى في باكستان.. بتاتا. بل في الواقع لا يتعين علينا الابقاء على الضغط هناك فحسب بل يتعين علينا نشره الى جميع أتباع القاعدة في كل مكان."

وكثف الجيش الامريكي وأجهزة المخابرات الامريكية بالفعل جمع المعلومات باستخدام طائرات الاستطلاع والاقمار الصناعية واعتراض الاشارات من أجل تعقب الاهداف التي تخص القاعدة في قواعدهم وحولها في اليمن.

واذا ما زادت معلومات المخابرات فان ذلك من شأنه المساعدة في تنفيذ برنامج قتل مستهدف في اليمن. يأتي ذلك بعد الحملة التي اعتبرها مسؤولون أمريكيون ناجحة في باكستان باستخدام طائرات بدون طيار. ويقول مسؤولون ان واشنطن تدرس جميع الخيارات في اليمن بما في ذلك تطبيق الخبرات المكتسبة في باكستان.

ولم تعلق وكالة المخابرات المركزية الامريكية فيما يتعلق بتفاصيل أي من برامجها في اليمن أو في أي مكان.

وقال جورج ليتل المتحدث باسم وكالة المخابرات المركزية الامريكية "هذه الوكالة وحكومتنا ككل تعملان ضد القاعدة وحلفائها الذين يمارسون العنف في كل مكان يظهرون فيه.

محاولة فاشلة لمتشددين لتفجير خط أنابيب غاز في اليمن

على صعيد متصل قال مسؤول أمني ان متشددين مسلحين فشلوا مؤخرا في تفجير أنبوب غاز رئيسي يمر في محافظة مأرب في جنوب اليمن الى نقطة تصدير في محافظة شبوة.

وقال المسؤول ان المتشددين ألقوا قنابل يدوية سقطت على بعد أمتار من الانبوب وان ضخ الغاز في الانبوب لم يتأثر. ولم يتبين بعد المسؤول عن هذا الهجوم.

ويملك اليمن الذي ينتج كمية قليلة من النفط تصل الى حوالي 300 ألف برميل يوميا محطة للغاز الطبيعي المسال تديره توتال بقيمة 4.5 مليار دولار بدأ انتاجه في أكتوبر تشرين الاول يربطه بحقول الغاز في مأرب أنبوب يبلغ طوله 322 كيلومترا. بحسب رويترز.

وقفز اليمن الى صدر قائمة المخاوف الامنية الغربية بعد أن أعلن جناح القاعدة بشبه الجزيرة العربية ومقره اليمن مسؤوليته عن محاولة فاشلة لتفجير طائرة ركاب أمريكية في 25 ديسمبر كانون الاول.

وفي أغسطس اب أعلن جناح القاعدة عن مسؤوليته عن هجومين قتل خلالهما 11 جنديا على الاقل في محافظة شبوة.

العفو الدولية

من جهتها قالت منظمة العفو الدولية ان الولايات المتحدة نفذت فيما يبدو هجمات أو تعاونت مع اليمن في شن هجمات قتلت اشخاصا يشتبه بأنهم من اعضاء تنظيم القاعدة منتهكة بذلك القانون الدولي.

وقالت العفو الدولية ان قتل اليمن الاشخاص الذين يشتبه بانهم من مقاتلي القاعدة في غارات قصف جوية في اغلب الاحيان هو اعدام خارج نطاق القضاء ومخالف للقانون. وحثت المنظمة واشنطن على ايضاح دور القوات والطائرات الامريكية بلا طيار في مثل هذه الهجمات.

ويقول مسؤولون امريكيون ان واشنطن لا تؤدي سوي دور مساند من خلال مساعدة القوات اليمنية على التعقب وتحديد الاهداف غير ان الولايات المتحدة تشارك منذ وقت طويل في مكافحة المتشددين في اليمن.

وقالت العفو الدولية في تقرير "يبدو ان الولايات المتحدة نفذت أو تعاونت في أعمال قتل مخالفة للقانون في اليمن وتعاونت بشكل وثيق مع قوات الامن اليمنية في مواقف لم يجر فيها مراعاة حقوق الانسان كما ينبغي."

وحث التقرير واشنطن على "التحقيق بشأن المزاعم الخطيرة عن استخدام القوات الامريكية طائرات بلا طيار في أعمال قتل موجهة لافراد في اليمن وايضاح سلسلة القيادة والقواعد التي تحكم استخدام مثل هذه الطائرات."

وشن اليمن حملة كبيرة على القاعدة بعد ان قال ذراع التنظيم في المنطقة ومقره باليمن انه مسؤول عن محاولة تفجير طائرة متجهة الى الولايات المتحدة في ديسمبر كانون الاول.

وخوفا من ان تستخدم القاعدة اليمن منطلقا لشن هجمات في الخارج كثفت واشنطن مساعداتها العسكرية وفي مجالات التدريب والاستخبارات للدولة وارسلت قوات خاصة الى هناك.

وفي مايو ايار قالت صحف المعارضة اليمنية ان طائرة بلا طيار نفذت غارة جوية استهدفت القاعدة لكنها قتلت خطأ وسيطا حكوميا الامر الذي فجر معارك بين القوات الحكومية وابناء قبيلته.

وقال وزير الخارجية اليمني ان صنعاء ستحاول معرفة هل كان لطائرة بلا طيار دور في ذلك الحادث وقالت العفو الدولية "استخدمت الحكومة الامريكية طائرات بلا طيار في اليمن لقتل من تسميهم اهدافا عالية القيمة وهي ممارسة لاقت انتقادات متزايدة لانها تنطوي على قتل مخالف للقانون." ولم تذكر حوادث معينة.

واضافت قولها "والطائرات بلا طيار التي غالبا ما تستخدم في المناطق النائية مناسبة على وجه الخصوص للاستخدام السري ومن الصعب التحري وفحص المزاعم بأنها جرى استخدامها في اغتيال أفراد بعينهم."

وقالت العقو انها حصلت ايضا على صور فوتوغرافية تظهر فيما يبدو بقايا صواريخ من المعروف انه لا يملكها سوى القوات الامريكية في موقع غارة جوية في ديسمبر كانون الاول على اشخاص يشتبه بانهم من القاعدة اسفرت عن مقتل 41 شخصا نصفهم أطفال.

واضافت قولها ان الغارة الجوية في محافظة أبين الجنوبية مثال لقيام قوات الامن "بالقتل المخالف للقانون باستخدام القوة المفرطة."

وقالت العفو ان اليمن يضحي على نحو متزايد بحقوق الانسان باسم الامن. ويتعرض اليمن لضغوط من واشنطن والرياض لمواجهة مجموعة من التهديدات - القاعدة وحركة الانفصال في الجنوب والتمرد الشيعي في الشمال.

واضافت العفو قولها ان المعارك التي نشبت في الاونة الاخيرة مع المتمردين الشماليين قبل ان تعيد هدنة في فبراير شباط هدوءا نسبيا شهدت فيما يبدو انتهاك اليمن والسعودية للقانون الدولي عندما قصفت قواتهما فيما يبدو منازل ومجمعات سكنية.

وقال التقرير "عمليات القصف الجوية وغيرها من عمليات القصف للاسواق والمساجد واماكن اخرى يتجمع فيها المدنيون وكذلك مناطق سكانية كبيرة أودت فيما يبدو بحياة مئات من الرجال والنساء والاطفال ليسوا طرفا في القتال."

واضاف التقرير انه في الجنوب استخدم اليمن "القوة المفرطة والقاتلة" مع المتظاهرين ونفذ أعمال حبس تعسفية وتعذيب ومحاكمات غير عادلة لنشطاء جنوبيين.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 15/أيلول/2010 - 5/شوال/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م