
شبكة النبأ: يجمع المراقبون للشأن
العراقي إن الملف الأمني لا يزال يشكو من العديد من القضايا العالقة
والشائكة في نفس الوقت، مما انعكس بحسب رأي الكثيرين على الأوضاع
الأمنية التي تشهدها البلاد في الإرباك الواضح في أداء تلك القوات،
فعلى الرغم من السنوات السبع الماضية من الإعداد والتدريب، لم تنجح
الجهود في إعداد أجهزة متخصصة عالية المستوى في هذا المجال الحيوي،
فتشير الأحداث التي وقعت أثناء وبعد الانسحاب الأمريكي من العراق،
وتسليمها الملف الأمني بشكل كامل الى الحكومة العراقية، الى وجود خلل
كبير في طرق جمع المعلومة وإدارة الأزمات،وهو أمر اقره بعض المسئولون
في تلك الأجهزة. فيما تقف الانتماءات الحزبية والتوجهات السياسية لبعض
الأفراد والقادة العسكريين عائقا مضافا الى معوقات ارتقاء تلك الأجهزة
في أداءها المهني، مما جعل من اختراق صفوفها الحساسة أمرا يسيرا على
الجماعات المسلحة والتنظيمات الإرهابية.
العراق وامريكا
من جانبهم قال كثير من العراقيين يوم الاربعاء بعد انتهاء العمليات
القتالية الامريكية إن الرئيس باراك أوباما يرغم الديمقراطية العراقية
على الوقوف على قدميها قبل ان تقوى ساقاها على حملها ويتخلى عن
العراقيين وهم ما زالوا في حالة حرب.
وقال أوباما في خطاب يوم الثلاثاء ان "الوقت حان لطي الصفحة" في
العراق معلنا أن شعب العراق يتحمل الان المسؤولية الاساسية عن أمنه
ومستقبله.
وكان انتهاء العمليات القتالية الامريكية يوم الثلاثاء قد أثار
مخاوف بخصوص احتمال تصاعد أعمال العنف في العراق حيث قتل العنف الطائفي
عشرات الالوف بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003.
وما زالت التفجيرات تقع يوميا وزادت الهجمات على قوات الامن
العراقية. ويتزايد الشعور بالاحباط كذلك بسبب الازمة السياسية بعد مرور
ستة أشهر على الانتخابات غير الحاسمة.
وقال نافع سامي وهو عامل يبلغ من العمر 55 عاما "اوباما مخطئ. عندما
دخلوا العراق في باديء الامر كان ذلك على أساس تطوير العراق. الان نحن
على حافة الهاوية. لقد تركنا في منتصف الطريق."
وأضاف "ما زالت هناك بعض المشكلات السياسية التي لم تحل. انه لم يحل
المشكلة. الحكومة لم تشكل بعد."
وما زالت الخلافات قائمة بين الكتل السياسية الشيعية والسنية
والكردية الرئيسية بشأن المناصب والنفوذ ولم تتمكن من الاتفاق على
حكومة ائتلافية.
وفاز تحالف متعدد الطوائف يدعمه السنة ويتزعمه اياد علاوي رئيس
الوزراء السابق بفارق مقعدين على الكتلة الشيعية التي يرأسها رئيس
الوزراء الحالي نوري المالكي في انتخابات السابع من مارس اذار لكن لا
يملك أي منهما الاغلبية المطلوبة لتشكيل حكومة.
وقال محمد كاظم (40 عاما) وهو صاحب متجر يبيع قطع غيار السيارات "انه
(اوباما) لا يكترث بما سيحدث في العراق. انسحبوا من البلد والبلد لم
يستقر بعد. كيف أمكنهم الانسحاب.."
وانخفض عدد القوات الامريكية في العراق الى ما يقل عن 50 ألف جندي
قبل الانسحاب الكامل المقرر في نهاية عام 2011 بموجب الاتفاق الامني
بين البلدين.
ويشعر كثير من العراقيين بالقلق بخصوص احتمال الا تتمكن قوات الامن
العراقية من تحقيق الاستقرار. بحسب رويترز.
وتقول الولايات المتحدة انها لا تتخلى عن العراق بل تغير نوع
علاقاتها الى علاقات دبلوماسية واقتصادية. وستقدم القوات الامريكية
المتبقية المساعدة في تدريب القوات العراقية التي ستقود التصدي
للمتمردين السنة والميليشيات الشيعية.
وتوجه جو بايدن نائب الرئيس الامريكي الى العراق يوم الاثنين الماضي
لطمأنة العراقيين ان الولايات المتحدة لن تتخلى عنهم وحضر مع وزير
الدفاع روبرت جيتس مراسم تولية جنرال أمريكي جديد قيادة العمليات
العسكرية في العراق.
وقالت أم أحمد (42 عاما) وهي ربة بيت "قالوا انهم انسحبوا لكنهم ما
زالوا يحكموننا. هم الذين يتخذون القرارات في العراق.
متاهة الصحوات
على أحد الحواجز الأمنية في الفلوجة، رجل أمن يوقف السيارة ويتأكد
من الهويات. الرجل ليس بجندي عراقي ولا هو رجل ميليشيا، إنه من إفرازات
مرحلة أمنية أساسية في العراق.
أحد أكثر الملفات الشائكة في التركة العسكرية الأمريكية العالقة في
العراق، إنها مجالس الصحوات ونحو مائة ألف مسلح معظمهم من السنة
يشكلونها.
هؤلاء شكلوا عاملا أساسيا في تراجع مستويات العنف في العراق. وما
بين عامي الفين وستة والفين وسبعة تحولت أعداد كبيرة من مسلحي العشائر
السنية من صفوف من قاتلوا القوات الأمريكية بعد الغزو إلى مقاتلة
تنظيمات جهادية مسلحة في مقدمها تنظيم القاعدة، وأصبحوا حلفاء
للأمريكيين يتلقون الدعم والتسليح منهم بدءً من محافظة الأنبار.
في ذلك الحين أصبحت الصحوات القوة الوحيدة القادرة على فرض الأمن
والاستقرار في مناطق نفوذها العشائري حيث أخفقت القوات الأمريكية
والقوات الحكومية العراقية الضعيفة العدة والعدد.
بعد انتقال الملف الأمني من القوات الأمريكية إلى القوات العراقية،
بات هؤلاء تحت إدارة الحكومة العراقية، وهنا اختلفت أوضاعهم بشكل كبير
فالدولارات الثلاثمائة التي كانت القوات الامريكية تدفعها لكل مسلح
منهم لم تعد تصل بانتظام وبات مصير الصحوات غامضا تماما. الحكومة
العراقية دمجت عشرين في المائة منهم ضمن القوات الأمنية من شرطة وجيش.
أما الثمانون في المائة الآخرون فلا يعرفون ما مصيرهم في ظل شكوى
كثيرين من بينهم من سوء معاملة الإدارات الرسمية لهم. بحسب بي بي سي.
فأحد عناصر الصحوات يختصر الحالة بالقول: " الدوائر كافة تعتبرنا
منبوذين وليس لدينها أي حقوق."
في هذا الإطار يحمّل الشيخ حاتم السلمان، رئيس عشائر الدليم الساسة
العراقيين وبشكل خاص أعضاء البرلمان المسؤولية عما آلت إليه أحوال
عناصر الصحوة.
فهو يقول إن الحكومة عاجزة عن التعامل مع ملف الصحوات بعد أن رفع
الأمريكيون يدهم كليا عن ذلك الملف، مشيرا إلى وجود تبعات أمنية كبيرة
لهذا الوضع.
الحكومة العراقية ضمت عشرين بالمائة من عناصر مجالس الصحوات لقوات
الأمن العراقية
عودة القاعدة
الشيخ حاتم السلمان أشار أيضا إلى أن مجالس الصحوات سبق وحذرت
الحكومة منذ العام الماضي من أن تنظيم القاعدة ينشط من جديد في البلاد.
فالتنظيم استغل وجود ثغرة في التعامل مع الصحوات الذين تُركوا في
حالة من المتاهة ليجدد ضرباته وهجماته في العراق، دون أن يوفّر عناصر
الصحوات أنفسهم الذين ينظر عليهم باعتبارهم أعداء وخونة.
ففي أحد أعنف الإستهدافات قٌتل أربعون عنصرا من المجالس في الثامن
عشر من تموز/ يوليو الماضي بينما كانوا متجمعين أمام أحد المراكز
الحكومية لاستلام أجورهم.
في هذا الإطار يشير قائد القوات الامريكية في العراق راي أوديرنو
إلى أن الهدف الأول لتلك الإستهدافات هو التضييق على تلك العناصر لحث
بعض منها للإنضمام أو العودة إلى القاعدة، مشيرا إلى وجود خطر حقيقي من
حدوث ذلك.
أمر يتفق فيه رئيس الوزراء الأسبق أياد علاوي الذي أشار إلى ضرورة "ألا
يُترك هؤلاء للذئاب" داعيا لحمايتهم وإشراكهم في الدولة، و"إلا سيشعرون
أنهم تعرضوا للخيانة".
فهو أيضا نبّه إلى تداعيات هذه المسألة محذرا من أنه "لا يمكنهم ان
يتعرضوا للقتل كل يوم ويبقوا كالبطة التي تنتظر أن يصطادها صياد."
مصير عالق
مصير غامض وتأخير في دفع الأجور واستهداف مركّز، عوامل تزيد من
التخوّف الاكبر وهو تحوّل مسلحي الصحوات إلى خطر أمني في البلاد بعد أن
باتوا مصدر استقرار رئيسي فيها.
فالتحسن النسبي في الوضع الامني العراقي ارتكز برأي كثيرين على
الصحوات، وزج الأمريكيين بقوات إضافية كبيرة وتعليق مقتدى الصدر، زعيم
التيار الصدري الشيعي، نشاط ميليشيا جيش المهدي التابعة له.
الجيش الأمريكي يسحب قواته المقاتلة، والصحوات تشعر أنها محاصرة
والباقي في عهدة توافق سياسي لا يبدو سهلا أبدا.
المناطق المتنازع
في سياق متصل اكد الكابتن تجي تيبلي بقاء قواته على الخط الامامي في
المناطق المتنازع عليها والتي تمثل حسب رأيه اكبر تحد يواجه البلاد.
ويتولى الكابتن تيبلي (27 عاما) قيادة قوة يشارك فيها اضافة الى
الجنود الاميركيين عرب واكراد.
وتقوم هذه القوة بدوريات على امتداد مناطق متنازع عليها شمال محافظة
كركوك الغنية بالنفط، بهدف السيطرة على الاوضاع هناك.
وفيما يحزم الاف الجنود الاميركيين امتعتهم عائدين الى بلادهم، في
اطار خطة خفض عديد القوات الاميركية ليبقى خمسين الف منهم في العراق،
يواصل تيبلي ورفاقه عملهم لتنفيذ مهمتم المستقلة.
وقال تيبلي وهو من ولاية اوهايو "عموما الامور تتغير. فقد اصبح
عددنا من اكثر من مئة الف جندي الى خمسين خلال اشهر قليلة" في اشارة
لخفض عدد القوات حتى نهاية الشهر الجاري.
واضاف الضابط الاميركي الذي كان يتحدث في آلية مدرعة لكشف الالغام
متوجه الى قرية كوركه جال شمال كركوك "لكن في الاول من ايلول/سبتمبر،
ستواصل القوات الامنية المشتركة العمل هنا".
وتعد القوة التي يقودها تيبلي واخرى مماثلة لها، مفاتيح لحفظ
استقرار الاوضاع بين حكومة بغداد واقليم كردستان، في المناطق المتنازع
عليها التي تمتد على طول 650 كيلومترا. والمناطق المتنازع عليها اشبه
ب"خط نار" يمتد من ايران شرقا الى سوريا غربا ويهدد بوقوع صراع مسلح.
وباشرت القوات الامنية الثلاثية، التي يقود تيبلي احدا، عملها في
كانون الثاني/يناير 2009، بتوجيه من قائد القوات الاميركية في العراق
الجنرال راي اوديرنو.
ولكن ومع تواصل سحب القوات الاميركية التي يفترض ان تغادر جميعها
العراق في نهاية العام المقبل للاتفاقية التي ابرمت بين بغداد وواشنطن،
يسعى القادة العسكريون الاميركيون الى خفض الدور الذي تلعبه قواتهم
واعادة هيكلة هذه القوات.
وقال الميجور جنرال انتوني كوكولو لفرانس برس من قاعدة للجيش
الاميركي في تكريت "ما اتمنى ان اراه يحدث، هو تحول هذه القوات من
ثلاثية الى ثنائية" في اشارة الى سعيه لتكون هذه القوات مؤلفة من عرب
واكراد فقط.
واشار كوكولو الى ان الخطة هي ان يلعب الاميركيون دور المستشارين
للجيش العراق وقوات البشمركة الكردية الذين يعملون معا الى جانب القوات
الاميركية الان. ولكنه تابع انه لابد ان تتولى الشرطة لاحقا مهمة
القيام بهذه الدوريات.
وحاليا، ومع مواصلة قوة تيبلي عملها، يقوم الضابط بعقد لقاء مع
مختار قرية كوروكة جال رمضان محمد (40 عاما) في مدرسة القرية يحضره
الملازم دانيال سبورير (23 عاما) فقط.
واتبع نظام الرئيس صدام حسين سياسة تعريب زادت من توتر الاوضاع في
هذه المناطق. وتشير احصاءات منظمة حقوق الانسان الى قيام صدام بترحيل
نحو 120 الف كردي من كركوك بين عام 1991 وحتى سقوطه عام 2003.
وقامت قوات الامن الكردية بالزحف الى الجنوب والغرب من اقليم
كردستان للمطالبة باراضي عربية في محافظات كركوك ونينوى وديالى، شمال
وشمال شرق بغداد.
وخلال السنوات التي تلت اجتياح العراق عام 2003، تبادل الجانبان
حكومة بغداد واقليم كردستان الاتهامات بشأن السعي لبسط النفوذ في هذه
المناطق بهدف السيطرة عليها.
ويرى القادة العسكريون الاميركيون ان غياب التعاون وانعدام الثقة
بين الجانبين، قد استغل من قبل الجماعات المسلحة والمتمردين.ويرى مختار
قرية كوركه جال ان الاوضاع الامنية تحسنت منذ بدء القوات المشتركة
عملها ونشر دوريات ونقاط تفتيش في المنطقة.
واعرب المختار عن امله في تعاون العرب و الاكراد على بسط الامن
قائلا "اتمنى ان يعمل الجانبان (العرب والاكراد) معا لحفض الامن عندما
يرحل الاميركيين".
وفيما يؤكد القادة العسكريون الاميركيون على ان العلاقات جيدة بين
العرب والاكراد، يشير مختار كوركه جال الى استمرار التوتر وبقاء ذكريات
مؤلمة.
وقال محمد متحدثا الى كابتن تيبلي خلال الاجتماع "المشكلة (...) في
زمن صدام، رحلنا الى اقليم كردستان"، مؤكدا "لكني انا من كركوك". ويؤكد
تيبلي الصعوبات التي تعيشها المناطق المتنازع عليها والتعقيدات
التاريخية التي فيها.
واشار تيبلي الى ان"بعض الامور يصعب فهمها". وتابع "عندما يتحدثون
عن العراق في اميركا، نتصور انه سنة وشيعة" في اشارة لصراع طائفي وتوتر
بين السنة والشيعة والذي قتل جراءه من اجتياح العراق عشرات الالاف
الضحايا. واضاف "لكن عندما تصل هنا تدرك انك في خضم (صراع) بين الاكراد
والعرب".
ويبدو من الصعب التوصل الى اتفاق بين العراق والاكراد، بسبب عدم
التوصل لاتفاق على تشكيل الحكومة المقبلة رغم مرور نحو ستة اشهر على
الانتخابات التشريعية في السابع من اذار/مارس الماضي.
وقال اللفتنانت سبورير خلال الاجتماع مع مختار القرية "كل ما نحتاجه
هو ان تتشكل الحكومة وكل شيء سيكون على مايرام". واضاف "اعلم ان الصبر
ليس سهلا، ولكن علينا ان نصبر ونرى".
وبدوره، قال المختار محمد "نعم، علينا ان نصبر". وتابع "انا متاكد
واتحدى ان يوجد شعب في العالم يستطيع ان يصبر كما صبر العراقيين.
هجمات القاعدة
من جهتها اعلنت دولة العراق الاسلامية التابعة للقاعدة يوم الثلاثاء
مسؤوليتها عن هجوم وقع في وضح النهار شنه مفجرون انتحاريون على قاعدة
للجيش في وسط بغداد واسفر عن مقتل 12 شخصا.
وشاركت القوات الامريكية في القتال الذي دار يوم الاحد بعد اقل من
اسبوع من انهاء عملياتها القتالية في العراق رسميا.
وقالت دولة العراق الاسلامية التي ينضوي تحتها جميع المسلحين
المرتبطين بالقاعدة في بيان على موقع اسلامي على الانترنت ان خمسة
مفجرين انتحاريين شاركوا في الهجوم.
وجاء في البيان ان المهاجم الاول فجر عربة محملة بالمتفجرات عند
البوابة الخلفية للمجمع العسكري ليقتحم بعدها المهاجمون الاربعة الذين
كانوا يرتدون سترات ناسفة ومسلحين ببنادق وقنابل يدوية المجمع ويحتلوا
احد مبانيه.
وذكر البيان "استمر الاشتباك داخل المجمع ما يزيد على الساعة اشتركت
فيها طائرات الصليبيين وبعض دورياتهم" في اشارة الى القوات الامريكية
التي انتهى بها الامر الى المشاركة في المعركة.
وأضاف البيان "ومن الله على أولياء الله بقتل واصابة العشرات من
الرافضة ضباطا وكوادرا وقيادات أمنية قبل أن تنفد ذخيرتهم ويفجروا
أحزمتهم الناسفة على طلائع المرتدين ممن حاول اقتحام الابنية." بحسب
رويترز.
وقع الهجوم بعدما يزيد قليلا على اسبوعين من مقتل ما لا يقل عن 57
من متطوعي ومجندي الجيش العراقي في تفجير انتحاري اخر في نفس المجمع.
ويستهدف المسلحون قوات الشرطة والجيش العراقية مع انسحاب الجيش
الامريكي تدريجيا بعد اكثر من سبع سنوات على غزوه العراق. كما يؤجج
التوتر فشل الزعماء العراقيين في الاتفاق على حكومة جديدة بعد ستة اشهر
من الانتخابات البرلمانية.
وتراجع العنف بشدة اجمالا منذ ذروة الحرب الطائفية عامي 2006 و2007
التي اطلقها الغزو. لكن الهجمات التي يشنها مسلحون سنة لا تزال تقع على
نحو يومي. واثار انتهاء المهمة القتالية الامريكية المخاوف من العودة
لاراقة الدماء على نطاق واسع.
حقول النفط
من جانبه قال مسؤول امني ان العراق شدد اجراءات الامن حول مرافق
البنية التحتية للصناعة النفطية وحقول النفط في الجنوب في اعقاب
معلومات استخبارات تفيد ان تنظيم القاعدة وجماعات متمردة اخرى تخطط
لمهاجمة منشات نفطية.
وقال علي المالكي رئيس لجنة الامن البلدية في مدينة البصرة ان
المعلومات تشير الى أن القاعدة في العراق وحزب البعث المحظور يحولان
انظارهم الى الاهداف الاقتصادية وشركات النفط.
وقال المالكي لرويترز في مقابلة "تلقينا معلومات استخبارات عن خطة
لاستهداف المنشآت النفطية ومنها حقول النفط من جانب القاعدة وجماعات
بعثية متمردة."
وتشكل المخاطر الناشئة التي تتهدد البنية الاساسية للصناعة النفطية
تحديا لقوات الامن العراقية في اعقاب الانتهاء الرسمي للعمليات
القتالية للقوات الامريكية في اغسطس اب وهبوط عدد هذه القوات الى 50
الفا. وستنسحب القوات الامريكية الباقية انسحابا كاملا بنهاية عام 2011
بموجب اتفاق امني ثنائي.
ويتطلع العراق الى موارده النفطية الهائلة لتحقيق الاستقرار والرخاء
في المستقبل مع خروجه من أسوأ عنف طائفي تفجر بعد الغزو الامريكي عام
2003 لكنه ما زال يواجه تمردا سنيا.
والصفقات التي ابرمت مع شركات النفط الدولية الكبرى اذا تم تنفيذها
بنجاح قد تؤدي الى زيادة الطاقة الانتاجية للعراق الى اربعة امثال لتصل
الى المستويات السعودية اي 12 مليون برميل يوميا خلال ستة اعوام او
سبعة وتمكن السلطات من اعادة اعمار البلاد بعد عقود من الحرب والعقوبات
والاهمال. غير ان الهجمات على شركات النفط الدولية واحدة من المخاطر
الكثيرة التي تتهدد الخطة.
وتصاعدت التوترات منذ الانتخابات غير الحاسمة التي جرت قبل ستة اشهر
اذ ما زال السياسيون الشيعة والسنة والاكراد يتجادلون بشأن المناصب
والسلطة في الحكومة القادمة ويبدو ان هجمات المتمردين على قوات الامن
في ازدياد.
وللبصرة التي تقع في الجنوب الشيعي بالعراق أهمية استراتيجية بوصفها
مركز صادرات النفط التي تدر اكثر من 95 في المئة من العائدات الحكومية.
وقال المالكي دونما اسهاب "لقد أعددنا خطة وقائية لحماية منشات
النفط الحيوية ومستثمري النفط الاجانب." بحسب رويترز.
واضاف قوله "قابلنا ممثلين من شركات النفط الاجنبية بالتنسيق مع
شركة نفط الجنوب وتعهدنا بتقديم حماية كاملة في حقول النفط والطرق
البرية السريعة التي يستخدمونها."
ويتمثل الخطر الرئيسي حتى الان في الجنوب في القنابل الايرانية
الصنع على جانب الطريق التي تزرعها ميليشيات شيعية وتستهدف القوات
الامريكية.
وقال اللواء موسى عبد الحسن رئيس شرطة النفط في البصرة ان قواته في
حالة تأهب لكن غياب التعاون والتنسيق مع شركات الامن الخاصة التي
تستأجرها شركات النفط يعوق جهودهم.
وأضاف قوله لرويترز "نحن مستعدون بشكل جيد لمنع اي هجمات ولمواجهة
اسوأ الاحتمالات. وشاغلنا الرئيسي هو ابقاء الطرق الى حقول النفط التي
تستخدمها شركات النفط على نطاق واسع خالية من القنابل.
الخروقات الأمنية تطيح بمدير شرطة كربلاء
من جانب آخر قرر مجلس محافظة كربلاء، إعفاء المدير العام لشرطة
المحافظة من منصبه على خلفية الخروقات التي شهدتها كربلاء مؤخرا، بحسب
عضو اللجنة الأمنية في المجلس.
وقال جاسم الفتلاوي إن قرار المجلس “اتخذ في اجتماعه الأسبوعي بعد
استضافة المدير العام للشرطة اللواء الركن علي جاسم الغريري”، مشيرا
إلى أن المجلس “وجد أن الخروقات الأمنية التي شهدتها مدينة كربلاء خلال
المدة الماضية كفيلة بإعفاء الغريري من منصبه”.
وأضاف أن مجلس المحافظة “كلف نائب المدير العميد أحمد زويني بإدارة
قيادة شرطة المحافظة لحين تعيين المدير الجديد خلال الأيام المقبلة”.
بحسب اصوات العراق.
وشهدت كربلاء خلال الأشهر الماضية العديد من التفجيرات بسيارات
مفخخة وعبوات ناسفة وعمليات سرقة مسلحة، منها ثلاث تفجيرات في زيارة
أربعينية الإمام الحسين وتفجير سيارة أخرى في زيارة النصف من شعبان
وإطلاق صاروخي كاتيوشا خلال الزيارة نفسها وانفجار عبوة ناسفة وتفجير
سيارة مفخخة في حي النصر وهجوم مسلح على محل لبيع الذهب في حي النصر
وقد خلفت هذه الأحداث العشرات بين قتيل وجريح.
الانتماءات السياسية
من جهة أخرى اعرب رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس محافظة نينوى، عن
خشيته من انتماء بعض القادة إلى جهات سياسية، مبدياا ثقته في الوقت
نفسه بقدرة القوات العراقية على حفظ الامن في المحافظة بعد انسحاب
القوات الأمريكية.
وقال عبد الرحيم الشمري “اعتقد رغم أن هناك سلبيات في القوات
الأمنية وتحديدا الجيش بسبب انتماء بعض القادة الى جهات سياسية ويعملون
بعمل يكاد يكون سياسيا، الا انه لدينا ثقة كاملة بقواتنا بحفظ الأمن في
محافظة نينوى”.
وأشار الى ان “الدليل على قدرة القوات العراقية على حفظ الامني بانه
لا توجد على الارض منذ سنة قوات أمريكية ولا يوجد لها عمل في الساحة
الا في بعض الأماكن وبشكل قليل جدا”.
اما عن التنسيق بين الادارة المدنية للمحافظة والقوات الامنية فيها،
فقال الشمري ان “العمل خلال الفترة الماضية كان لقوات الجيش والشرطة
وخلال الفترة القادمة وبالتعاون مع الحكومة المحلية سنعمل على استتباب
الأمن في محافظة نينوى”.
ولم يخف رئيس لجنة الأمن والدفاع قلقه من ضعف التنسيق بين الطرفين
المدني والعسكري في المحافظة، الا انه استدرك قائلاً ” في الآونة
الأخيرة صدر أمر من رئيس الوزراء بان يترأس محافظ نينوى اللجنة الأمنية
في المحافظة ، ونعتقد إذا سارت الأمور بهذه الصورة ستكون على أحسن وجه
بين القوات الأمنية والحكومة المحلية”. بحسب اصوات العراق.
ويوافق يوم الثلاثاء موعد انسحاب القوات الأمريكية وفق الاتفاقية
الأمنية الموقعة بين حكومة العراق والولايات المتحدة على ان تتولى
القوات العراقية المهمة الكاملة لحفظ الأمن.
وتوجد في محافظة نينوى والتي ما تزال من المحافظات الساخنة في
العراق، قيادة عمليات وهي مسؤولة عن جميع أصناف القوات الأمنية من
الجيش والشرطة المحلية، والشرطة الوطنية، وقوات الحدود، الا أنه يبرز
في الوقت نفسه ملف المناطق المتنازع عليها ومسؤولية الامن فيها اذ
تطالب حكومة إقليم كردستان تواجد لقوات البشمركة الكردية للمشاركة في
إدارة الملف الأمني فيها. |