الصومال... محنة القرن الأفريقي وقلق المجتمع الدولي

 

شبكة النبأ: يسعى المجتمع الدولي بأقصى ما يمكن بذله الى وضع حد لما تشهده الصومال من انفلات امني ووضع سياسي منهار، كون الأوضاع الداخلية لتلك البلاد باتت تشكل مصدر قلق متفاقم لمعظم الدول القريبة والبعيدة على حد سواء، خصوصا بعد تجاوز المخاطر الناجمة عن تلك الأوضاع حدود الأراضي الصومالية، وتزايد التهديدات الأمنية للجماعات المتشددة المتقاتلة هناك.

دلائل على إحراز تقدم

فقد قال مسؤول كبير بالأمم المتحدة ان النهج المزدوج للسياسة وحفظ السلام الرامي لانهاء قرابة عقدين من الحرب الاهلية في الصومال بدأ يؤتي ثماره.

وقال لين باسكو وكيل الامين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية ان هناك دعما اقليميا ودوليا متزايدا للحكومة الهشة في الصومال وأبدى ترحيبه بالتعزيزات الأخيرة لقوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي.

واعترف بوجود الكثير من المشكلات بما فيها الكيفية التي يمكن ان تقدم بها الحكومة الانتقالية الاتحادية خدمات لدولة تعتمد بشكل كبير على المساعدات الخارجية فضلا عن التعامل مع المتمردين الصوماليين الذين يزدادون قوة ولهم صلات بتنظيم القاعدة.

وقال باسكو للصحفيين في العاصمة الكينية بعد يوم من زيارة مقديشو "هل هذا تحد كبير... نعم. ولكن ما يتراءى لي هو الكيفية التي تتطور بها الاوضاع وازدياد قوة الارادة السياسة للمجتمع الدولي." واضاف "بدأنا نحرز بعض التقدم ولكنني لا اقول ان هناك حلا سحريا في المتناول."

وقال باسكو "ليس هناك استسلام تحت وطأة الزيادة الكبيرة في اعداد الشباب ولديهم مقاتلين اجانب في صفوفهم. آمل تماما ان تبدأ الامور في السير في الاتجاه الصحيح."

وسُئل عما اذا كانت الأمم المتحدة أقرب الى إرسال قوات حفظ سلام تابعة لها الى الدولة الواقعة في القرن الافريقي فقال باسكو انه يتوقع ان يرى زيادة اضافية في أعداد قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي.

وقال ان من الواضح ان الأمر يتطلب تعزيز دور قوة الاتحاد الافريقي لكنه لم يقل اذا كان يعني قوات اضافية او تغيير في التفويض للسماح لقوات حفظ السلام بنقل المعركة الى المتمردين وهي خطوة يدعمها بعض الزعماء الاقليميين.

المتشددون الاجانب

الى ذلك قال مسؤول عسكري امريكي إن المتشددين الاجانب لا يتمتعون بقبول شامل داخل حركة الشباب الصومالية لكن القوى الخارجية ستجد انه من الصعب استخدام وجودهم لاحداث انقسام واضعاف التمرد الاسلامي المتشدد.

وقال العديد من المحللين ان مجموعة من المتشددين من دول متنوعة مثل السعودية وباكستان والسودان وجزر القمر هي القوة المحركة وراء الجماعة المتشددة التي تسيطر على مساحات كبيرة من الاراضي في جنوب ووسط الصومال.

ويرى بعض المحللين امكانية التحريض على احداث انقسامات لان عددا متزايدا من اعضاء حركة الشباب يشتركون في عدد صغير من الطموحات العالمية للاجانب المتحالفين مع القاعدة والذين يضمون بعض الصوماليين في الشتات الذين غادروا ديارهم في الغرب للانضمام الى الجماعة.

وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن شخصيته ان وجود الاجانب يجري بحثه باستمرار في حركة الشباب ربما لاسباب منها القلق بشأن الاغراب.

لكن هذه الحساسية تجاه الاجانب تعني ان أي محاولة من جانب الحكومات التي تعارضهم كي تحدث انقسامات ستكون صعبة.

وقال المسؤول الذي تحدث في افادة بشأن الدعم العسكري الامريكي للحكومات في المنطقة "يوجد بعض الاجانب داخل التمرد الاسلامي وهذه قضية تثير توترا - فالى اي مدى تريد ان يساعد هؤلاء الاجانب.

وقال "هل تضر بقضية الصعود الاسلامي في الصومال أو هل تساعدها في التوازن.. يوجد نقاش." بحسب رويترز.

أي محاولة من قوى خارجية لتسليط الضوء على هذه الخلافات سيكون على الفور موضع شكوك لانه لا يأتي من صوماليين ولذلك يجب ان ينجز بحيلة ودهاء.

وقال "الصومال مكان صعب بالفعل للمجتمع الدولي للتحرك فيه لان الصوماليين يميلون -- وأنا أعمم وهو الامر الذي ينطوي دائما على مخاطر-- لان يكون لهم رد الفعل هذا ضد الاجانب. وحركة الشباب التي تقاتل للاطاحة بالحكومة الاتحادية الانتقالية أعلنت المسؤولية عن هجوم في العاصمة الاوغندية يوم 11 يوليو تموز قتل فيه 79 شخصا.

وقالت الحركة ان الهجوم شن للانتقام من نشر اوغندا جنودا ضمن قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي في الصومال الذي ليس لديه حكومة فعالة منذ عقدين ويعاني من فوضى الميليشيات والحرب والمجاعة في ذلك الوقت.

وقال المسؤول ان التفجير وهو اول ضربة ناجحة في الخارج للشباب " كان عملا مثيرا للجدل" ربما أحدث انقسامات في قيادة التمرد بشأن التكتيكات من حيث كيفية تحقيق هدف (اقامة دولة اسلامية). فهل هذا هو الوقت الصحيح.. وهل هو الشيء الصواب لعمله..."

وقال "أعتقد ان التمرد الاسلامي يتحرك نحو اراض غير مطروقة (في اعقاب التفجير) ... لانه ما هو رد الفعل الدولي.. وهل المجتمع الدولي يتدخل بطريقة أكبر في الصومال بسبب هذا.. ... بصفة عامة انها تفتح الكثير من الاشياء المجهولة للقيادة."

وقال المسؤول العسكري انه رغم الجدل بشأن التكتيكات فان القيادة موحدة فيما يبدو بشأن الاستراتيجية العريضة للاسهام في الحملة العالمية للقاعدة ضد الغرب.

قصر الرئاسة

من جهته قال ضابط بالجيش الصومالي إن متمردي حركة شباب المجاهدين الصومالية سعوا للوصول الى قصر الرئاسة لكن القوات الحكومية صدتهم بقصف عنيف.

وقتل أكثر من 80 شخصا في أحدث تصاعد للعنف في العاصمة مقديشو عندما تعهدت حركة الشباب بتصعيد الجهاد ضد الحكومة الهشة.

وقال ضابط في الجيش ان المتمردين هاجموا القوات الحكومية المتمركزة قرب قصر الرئاسة باعداد كبيرة لكن قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي (أميسوم) دحرتهم.

وقال الضابط عيسى علي الذي كان يقاتل في الصفوف الامامية "اقتربوا الليلة لكن خلفنا دبابات أميسوم وتمكنا من صدهم في نهاية الامر." وذكر سكان أنه كان بالامكان سماع نيران الاسلحة الالية ودوي قذائف المورتر. بحسب رويترز.

وتركز قتال في حي هودان وواردهيجلري اللذين تسيطر عليهما الحكومة. وتسيطر حركة الشباب وحزب الاسلام وهو جماعة متشددة أخرى على معظم أنحاء مقديشو.

وتركز قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي والمؤلفة من جنود من أوغندا وبوروندي جهودها على حماية الرئيس وحراسة الميناء والمطار. وقال المتحدث باسم قوات حفظ السلام باريجيه با هوكو لرويترز "لن يطيح الشباب بالحكومة ما دمنا هنا."

وقال ان حادث اطلاق النار في الفندق كان ضربة موجهة الى هدف سهل وتبين تزايد الاحباط واليأس داخل صفوف الشباب. وعبر بعض السكان عن خشيتهم من ان يكون الحادث مقدمة لموجة متواصلة من القتال.

ويقول محللون ان وجود القوات الاجنبية في الصومال يتيح للمتشددين الظهور كأبطال وطنيين يتمتعون بتفويض لتنفيذ هجمات مدمرة كتلك التي شهدتها مقديشو مؤخرا.

ويقول بعضهم ان العالم الخارجي ينبغي ان يكف عن التدخل العسكري وعبروا عن اسفهم لقرار الاتحاد الافريقي ارسال أربعة الاف جندي اضافي الى الصومال.

لكن مؤيدي قوة الاتحاد الافريقي يقولون ان الشباب لن يختفوا ببساطة اذا انسحبت القوات الاجنبية.

ويسيطر المتمردون على مناطق واسعة من وسط وجنوب الصومال واستمالوا عددا كبيرا من المقاتلين الاجانب لقضيتهم.

عشرة آلاف جندي أوغندا

في سياق متصل اعلن المتحدث باسم الجيش الاوغندي ان كمبالا قادرة على رفع عدد جنودها المنتشرين في الصومال تحت رعاية الاتحاد الافريقي حتى عشرة الاف عنصر اذا ما حصلت على المساعدة اللوجستية المطلوبة وخصوصا من جانب الولايات المتحدة.

وتضم قوة الاتحاد الافريقي في الصومال (اميسوم) حاليا ستة الاف جندي -- 3500 اوغندي و2500 بوروندي --، ووافق الاتحاد الافريقي في تموز/يوليو على تعزيزات اضافية للقوة بما لا يقل عن الفي جندي سيكونون في غالبيتهم اوغنديين.

واضاف المتحدث باسم الجيش الاوغندي اللفتنانت كولونيل فيليكس كولاييغي في مقابلة عبر الهاتف مع وكالة فرانس برس ان "التزامنا لمصلحة الصومال يتعدى مجرد الارقام. واذا كان الامر يتعلق بالارقام، فان لدينا القدرة، كما اعلن ذلك المسؤولون في الجيش، على زيادة حتى عشرة الاف جندي لملء الفراغ".

وحذر كولاييغي في مقابلته مع فرانس برس من "انه كلما تاخر المجتمع الدولي في تقديم معدات الدعم الضرورية جدا، اصبح وضع جنود حفظ السلام المنتشرين في القرن الافريقي اكثر خطورة".

وقتل الاثنين اربعة جنود اوغنديين بسقوط قذيفة هاون في مقديشو خلال معارك ضد المتمردين الاسلاميين في حركة الشباب.

وحض المتحدث باسم الجيش الاوغندي "كل الذين وعدوا بتقديم المساعدة لقوة اميسوم وخصوصا الولايات المتحدة" على "الوفاء بتعهداتهم في اسرع وقت لكي نتمكن من انجاز مهمتنا".

وقال "لدينا القدرة على حشد قوة كبيرة"، مشيرا الى ان الجيش الاوغندي قد يستدعي الاحتياط عند الضرورة. واضاف "يبقى التحدي لوجستيا"، معربا عن الامل في ان تبحث واشنطن هذه المسالة. وتتعلق المساعدة التي تطلبها كمبالا خصوصا بنقل قوات اضافية لتنتشر في الصومال.

ومنذ انتشارها في 2007 في مقديشو، فقدت قوة اميسوم عشرات من عناصرها في عمليات انتحارية او في هجمات شبه يومية يشنها المتمردون الشباب.

والاثنين، دعا الرئيس الصومالي شريف الشيخ احمد من جديد المجتمع الدولي الى تقديم دعم "عاجل" لحكومته الانتقالية الفدرالية.

إعلان دولة إسلامية

ولقي 32 شخصاً مصرعهم، من بينهم عدد من النواب في هجوم شنه مسلحون تنكروا في زي عناصر الجيش على فندق بالعاصمة الصومال، مقديشو، قاموا بعدها بتفجير أنفسهم.

وقال صحفيون في موقع الحدث إن المهاجمين اقدموا على الانتحار بعد محاصرة قوات الأمن الحكومي فندق "منى" إلا أنهم لم يكشفوا عن عدد المهاجمين في عملية تأتي في إثر معارك عنيفة  شهدتها مقديشو، اندلعت بين مليشيات "الشباب" المتشددة، وقوات الحكومة الصومالية الانتقالية المدعومة بقوات الاتحاد الإفريقي.

وجاء اندلاع المعارك التي استخدمت فيها المدفعية الثقيلة بعد إعلان الناطق باسم الحركة المتشددة، علي دري، بدء المرحلة الأخيرة من الحرب التي تشنها "الشباب" ضد "الغزاة" في إشارة إلى القوة الأفريقية. بحسب السي ان ان.

وأشار قائلاً: ندشن حرباً نهائية لدحر الغزاة الكفرة من مقديشوا وكافة القوات من الأقاليم الإسلامية ستشارك فيها لمحو الأعداء خارج مقديشو."

وتضاربت التقارير بشأن عدد ضحايا الاشتباكات العنيفة، التي وضعها راديو "شبيللي" عند 30 قتيلاً، فيما أشارت الحكومة إلى مقتل 15 شخصاً.

وقال وزير الإعلام الصومالي، عبد الرحمن عمر عثمان، إن الضحايا قتلوا بسقوط  قذيفة مورتر على مخيم للنازحين الذين شردهم القتال.

وتعهدت الحكومة الانتقالية في الصومال بالتصدي للحملة العسكرية التي أعلنها "الشباب" ضد القوة الأفريقية، وفق عثمان.

أهل السنة والجماعة

من جهتها أشادت حركة "أهل السنة والجماعة" في الصومال بقرار الاتحاد الأفريقي الأخير  لتعزيز القوات الأفريقية وإرسال 2000 جندي إضافي إلى الصومال لمحاولة كسر نفوذ المعارضة الصومالية المتمثلة في حركة "الشباب" التي تقاتل الحكومة المؤقتة.

وطلب الناطق باسم أهل السنة والجماعة في إقليم بنادر، الشيخ محمود أحمد شوري، خلال مؤتمر صحفي عقده في مقديشو، السبت،  من المجتمع الدولي تغيير نظام القوات الأفريقية المكلفة بحفظ السلام في الصومال.

وقال الشيخ محمود شوري: "نطالب المجتمع الدولي بأن يتم تغيير مهام حفظ السلام، وأن تتحمل القوات الأفريقية مسؤولية إعادة الأمن إلى الصومال وصناعة السلام بدلا من حفظه في مقديشو، حيث لا يوجد أصلاً أمن تسعى القوات الإفريقية إلى حفاظه وترسيخه في مقديشو."

وطالب الحكومة الصومالية بوفاء وعودها والعمل مع أهل السنة والجماعة للمواجهة معاً ضد حركة الشباب والحزب الإسلامي في البلاد، وفق وكالة "الشاهد."

ووجه شوري خلال كلمته انتقادات إلى الحكومة الإنتقالية الصومالية، بالقول إنها "لم تلعب دورًا لمواجهة المعارضة، بل إنها تتحمل مسؤولية الخسائر البشرية في مقديشو".

وتضطلع القوة الأفريقية بدور محدود يتمثل في القيام بدوريات في بعض شوارع مقديشو وحراسة منشآت حكومية، من بينها القصر الرئاسي، في الدولة التي تطحنها حرب أهلية دموية منذ عام 1991. بحسب السي ان ان.

وتهيمن حركة "الشباب" المتحالفة مع تنظيم القاعدة على معظم الأجزاء الجنوبية من الصومال بجانب مناطق في العاصمة.

وخرج  "أهل السنة والجماعة" عن التحالف مع حركة "الشباب" منذ قيام مليشيات الأخيرة بتدمير أضرحة بعض الأولياء عام 2008.

وتبنت "الشباب" المتشددة في مطلع الشهر الماضي مسؤولية هجوم مزدوج  في أوغندا، استبق قمة الاتحاد الأفريقي هناك، خلف أكثر من 70 قتيلاً.

وزعمت الحركة المتشددة أن الهجوم رداً على المشاركة الأوغندية في قوات حفظ السلام الأفريقية في الصومال "أمصيوم."

ودعا مقاتلو الحركة المرتبطة بتنظيم القاعدة إلى شن هجمات على سفارات أوغندا وبوروندى البلدين الوحيدين المساهمين في القوة الأفريقية.

جنود الاتحاد الافريقي

الى ذلك قال الاتحاد الافريقي ان أربعة جنود أوغنديين من قوات حفظ السلام قتلوا في العاصمة الصومالية مقديشو يوم الاثنين حينما أطلق مسلحون اسلاميون قذائف مورتر على قصر الرئاسة.

وقال مسعفون ان ستة مدنيين قتلوا في تراشق منفصل بين قوات الاتحاد الافريقي ومقاتلين من حركة الشباب الاسلامية في شمال المدينة.

وتنشر أوغندا وبوروندي أكثر من 6300 جندي في الصومال لحراسة الميناء والمطار والرئيس الصومالي شيخ شريف احمد.

وقال المتحدث باسم الاتحاد الافريقي باريجيي با هوكو "فقدنا أربعة جنود أوغنديين بنيران المورتر في فيلا الصومال هذا الصباح" في اشارة الى مقر الرئاسة الصومالية. وأشار الى أن ثمانية جنود أوغنديين أصيبوا.

وقال الرئيس الصومالي ان حكومته تحتاج لمزيد من المساعدة الدولية ضد المتشددين الذين شنوا أول هجوم لهم على ارض اجنبية في يوليو تموز حين قتلوا 79 شخصا في العاصمة الاوغندية كمبالا في تفجير مزدوج.

وأضاف الرئيس في بيان "من غير العملي بالمرة توقع ان يتمكن الصومال وحده من احتواء التحالف الشرير بين القاعدة والشباب وهو يخرج من 20 عاما من الدمار والفوضى السياسية."

وقال الاتحاد الافريقي انه عزز الامن على طريق مكة المكرمة الاستراتيجي الذي يربط منطقة وسط العاصمة قرب قصر الرئاسة بالميناء. ومن شأن فقد السيطرة على هذا الطريق أن يمثل ضربة قوية للحكومة. بحسب رويترز.

وقال با هوكو "لا يمكن لحركة الشباب أن تأتي الى طريق مكة المكرمة ما دمنا هنا... رددناهم على اعقابهم. كانت لديهم خطط للمجيء الى هذا الطريق لكننا لم نسمح لهم."

وقالت خدمات الاسعاف ومسؤولو مستشفيات ان 140 شخصا قتلوا في الاشتباكات منذ ان اقتحم مقاتلو الشباب فندقا في مقديشو الاسبوع الماضي مما أسفر عن مقتل 31 شخصا من بينهم بعض النواب.

ترك السلطة

من جانبها قالت حركة تمرد صومالية ان رئيس البلاد شيخ شريف أحمد يجب أن يترك السلطة وان الاسلاميين المتشددين نجحوا فيما فشلت فيه الحكومة وأشاعوا النظام في مناطق سيطروا عليها.

وحثت جماعة حزب الاسلام التي تشن تمردا منذ ثلاث سنوات ضد الحكومة الانتقالية الهشة في الصومال المسلمين في البلاد على الاتحاد والانضمام الى الجهاد. ويشارك في التمرد الى جانب حزب الاسلام حركة الشباب التي تربطها صلات بتنظيم القاعدة.

وقال شيخ حسن ضاهر عويس زعيم حزب الاسلام للصحفيين ان شيخ شريف يجب أن يتنحى لانه ليس لديه ما يقدمه للناس سوى الدعوة لمجيء المزيد من القوات الاجنبية التي تقتل الصوماليين.

ويسيطر اسلاميون متشددون على أجزاء كثيرة من العاصمة مقديشو ويحصرون سيطرة الحكومة على عدد قليل من المباني التي يحرسها جنود لحفظ السلام تابعون للاتحاد الافريقي. كما يسيطر الاسلاميون على مناطق واسعة في جنوب ووسط الصومال.

ويريد الاسلاميون فرض تفسير متشدد للشريعة الاسلامية في الصومال ويطبقون الحدود بشكل تعسفي ويحرمون كرة القدم والموسيقى وأجراس المدارس في المناطق التي يسيطرون عليها. ويقولون انهم أعادوا القانون والنظام.

وقال عويس انه يحث الاسلاميين على الاتحاد وان المناطق التي تخضع لسيطرة الاسلاميين هادئة وان هؤلاء هم المسلمون الجيدون القادرون على حكم البلاد.

دعما دوليا

من جانب آخر طالبت ادارات معلنة من جانب واحد في وسط الصومال المجتمع الدولي بمقابل لنجاحها في التصدي للمتمردين الاسلاميين وذلك في الوقت الذي تغرق فيه مقديشو يوما بعد يوم في العنف.

وبوحي من نجاح «ارض الصومال» المنطقة الذاتية الحكم في شمال غرب الصومال التي اعلنت استقلالها في 1991، تجمعت ابرز قبائل وسط البلاد لاقامة نموذجها الخاص للادارة المحلية للحصول على دعم اكبر من الجهات المانحة.

وفي هذا السياق حملت حركة اهل السنة الصوفية في 2008 السلاح لوقف التقدم المحتوم لتنظيم «الشباب المجاهدين»، وفرضت نفسها منذ ذلك التاريخ فاعلا سياسيا وعسكريا لا يمكن تجاوزه في ساحة المعركة.

ورغم اتفاق تقاسم السلطة مع الحكومة الانتقالية الهشة في مقديشو، فان قيادات اهل السنة رأوا ان جهودهم لم تلق المكافاة المناسبة. بحسب فرانس برس.

وكان محمد آدن تيساي غادر في 2008 الولايات المتحدة ليؤسس مع اعيان آخرين من قبيلته في الصومال ادراتي هيمان وهيب متخذا لهما ادادو «عاصمة».

وقال ادن الذي تتم ادارة منطقته بنجاحات متفاوتة بميزانية سنوية قيمتها نحو 500 الف دولار «اوقفنا (تقدم) الشباب وتبذل هيمان وهيب ما بوسعها لضمان الامن. لكن رغم كل ذلك لا نرى اي دعم يأتينا من المجتمع الدولي».

واضاف «اذا منحتم الشعب السلطة فانه سيدعمكم لكن يجب منحه اسبابا للامل. لم اعد املك القدرة التي كنت املكها قبل عامين والعالم لا يدرك الجهود التي بذلناها من اجل هذه المنطقة».

 والى الشمال من هذه المناطق تشعر «دولة» غالمودوغ، الكيان المعلن من جانب واحد ايضا، انه تم التخلي عنها.

وقال حبيبو كوفرو اثناء اجتماع لجمعيات نسائية في «العاصمة» غالكايو «ان وكالات الامم المتحدة غائبة تماما هنا».

وبحسب وزير غالمودوغ للصيد والموانىء والموارد الطبيعية محمد علي ورسام فان الانتظار حتى حدوث استقرار لتشجيع التنمية يعني نسيان ان التنمية هي في الواقع عامل اساسي في تحقيق الامن.

واكد هذا المسؤول ان القرصنة التي تزدهر في سواحل الصومال الوسطى هي افضل مثال على ذلك.

وتساءل «احيانا اسأل نفسي هل ان المجتمع الدولي يريد حقا حل المشكلة. لماذا يتم توظيف كل هذه الاموال بهذه الطريقة؟» في اشارة الى الكلفة العالية لنشر عشرات السفن الحربية قبالة الصومال في مقابل نتائج غير مقنعة كثيرا.

واعتبر ورسام انه يمكن القضاء على القرصنة لو تم استخدام واحد بالمئة فقط من النفقات المخصصة لمكافحة القرصنة بشكل ذكي في تنمية المناطق الساحلية.

ورأى الخبير الاميركي مارتن مورفي في مقالة حديثة انه على الولايات المتحدة وحلفائها «العمل على مقاربة اكثر محلية وفي مؤسسات الدولة الفرعية».

وركز المجتمع الدولي جهوده حتى الان على الحكومة الانتقالية برئاسة شيخ شريف شيخ احمد التي لم تعد تمارس سلطتها الا على بعض احياء مقديشو وغير القادرة على الصمود في وجه المتمردين الاسلاميين.

وقال مورفي باسف ان الولايات المتحدة «لا تتناول المشكلة بكثير من الخيال» والتصور المبدع.

واكد ان منطقتي ارض الصومال التي انتخبت في حزيران رئيسا جديدا اثر انتخابات حرة وشفافة وبونتلاند شبه المستقلة، يجب ان تحصلا على دعم مباشر اكبر. واوضح «علينا ان نبني حيث يوجد الاستقرار».

وقال خبير آخر يعمل في نيروبي ان المقاربة التي تقوم فقط على المستوى الحكومي والمركزي تشكل خطأ. واضاف ان هذه الادارات الجديدة في وسط الصومال تستحق دعما دوليا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 7/أيلول/2010 - 27/رمضان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م