ليبيا وايطاليا... أعداء الأمس شركاء اليوم

 

شبكة النبأ: بين عامي 1911 و1947 كانت ليبيا مستعمرة إيطالية، بدأتا علاقات دبلوماسية بينهما في العام 1951. لإيطاليا سفارة في العاصمة الليبية طرابلس وقنصلية عامة في مدينة بنغازي، في حين أن لليبيا سفارة (مكتب شعبي) في روما وقنصليتان عامتان في ميلانو وباليرمو.

رغم كون إيطاليا الشريك التجاري الأول لليبيا منذ ستينيات القرن العشرين كما تعد ليبيا الشريك التجاري الأول لإيطاليا في أفريقيا والدول العربية إلا أن العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين اتسمت بالتوتر بسبب الماضي الاستعماري لإيطاليا في ليبيا بين عامي 1911 و1943، وبالأخص في الحقبة الفاشستية التي اعتبر خلالها موسيليني ليبيا الشاطئ الرابع لإيطاليا.

في 30 أغسطس 2008 في مدينة بنغازي أقرت إيطاليا عبر رئيس وزرائها سيلفيو برلسكوني بالأضرار والمسؤولية الأخلاقية التي لحقت بالشعب الليبي أثناء فترة الاستعمار الإيطالي، وتم توقيع معاهدة الصداقة والشراكة والتعاون بين ليبيا وإيطاليا، وقال برلسكوني أن المعاهدة هي اعتراف أخلاقي بالأضرار التي لحقت بليبيا من قبل إيطاليا خلال فترة الحكم الاستعماري، مكررا أسفه وأسف الشعب الإيطالي.

وفي مارس 2009 وأثناء زيارة أخرى لليبيا، عبر برلسكوني عن ارتياح إيطاليا لتصديق ليبيا على المعاهدة مطالبا الشعب الليبي بالصفح عن حقبة الاستعمار الإيطالي لليبيا، مجددا الاعتذار. وتنص الاتفاقية بين ما تنص عليه التزام إيطاليا بتقديم تعويض مالي يناهز الربع مليار دولار سنويا على مدى عشرين عاما، كما ستقوم ببناء مستشفيات لعلاج الذين تأذوا من مخلفات الاستعمار وتحديدا الألغام كما تتعهد إيطاليا بالتعاون في الكشف عن حقول الألغام المزروعة في ليبيا. وفي هذا التقرير نلقي الضوء على آخر المستحدثات السياسية في الساحة الليبية الايطالية، واهم الاستنتاجات الخاصة بزيارة القذافي لإيطاليا.

القذافي في روما

وصل الزعيم الليبي معمر القذافي الى روما في زيارة لمناسبة الذكرى الثانية لتوقيع معاهدة الصداقة الليبية الايطالية التي انهت خلافا بين البلدين بشأن الحقبة الاستعمارية.

وحطت طائرة القذافي في مطار روما بتأخير ساعة ونصف الساعة عن الموعد المقرر، واستقبل الزعيم الليبي الذي ارتدى الزي التقليدي من قبل وزير الخارجية فرانكو فراتيني.

ولم يتم اعلان تفاصيل زيارة القذافي لايطاليا الرابعة خلال عام ونيف.

واستقدم الزعيم الليبي معه فرقة ليبية فلكلورية تضم بالخصوص 30 جوادا اصيلا مع فرسانها.

ويتوقع ان يكون الاقتصاد حاضرا في المباحثات بين الجانبين. ونصت الاتفاقية على استثمار ايطاليا 5 مليارات يورو في ليبيا كتعويض عن فترة استعمارها لهذا البلد منها ثلاثة مليارات يورو لشق طريق سريع بطول 1700 كلم في ليبيا. وتتنافس على المشروع 20 شركة ايطالية بحسب ما اعلن في الاونة الاخيرة وزير البنى التحتية الايطالي التيرو ماتيولي.

ووصف مدير عام مجموعة ايني النفطية باولو سكاروني ليبيا، حيث تعتزم المجموعة استثمار 25 مليار يورو، بانها درة تاج هذه المجموعة الايطالية.

في المقابل تستثمر ليبيا ايضا في ايطاليا. وعززت في مستهل آب/اغسطس حضورها في اكبر بنك ايطالي (يوني كريدي) الذي تملك اكثر من 6 بالمئة من راسماله.

وتشير الصحف الى احتمال شراء ليبيا في المستقبل عتاد دفاعي ايطالي.

بيد ان زيارة القذافي اثارت مجددا الجدل. واعلن حزب ايطاليا القيم بزعامة القاضي السابق المناهض للفساد انطونيو دي بيترو عن تجمع امام السفارة الليبية وثكنة تور دي كوينتو.

كما تنتقد الكنيسة والمدافعون عن حقوق الانسان الاتفاق الموقع بين البلدين كونه يتيح طرد مهاجرين معربين عن مخاوف من عواقب اعادة هؤلاء المهاجرين الى بلدانهم.

وقدم القذافي الى ايطاليا مع خيمته التي سينصبها في حديقة مقر اقامة السفير الليبي وليس في المتنزه العام لفيلا بامفيلي كما فعل في حزيران/يونيو 2009.

وتجمع صحفيون ومصورو محطات تلفزيون في مركز ثقافي ليبي في روما بعد تقارير عن قيام وكالة ضيافة بدعوة مئات الفتيات للاستماع اليه وهو يتحدث عن التحول للاسلام.

وقالت واحدة من الفتيات المدعوات للصحفيين بعد الاجتماع تحدث عن محاولة للتحول للاسلام بوجه عام. والاسلام هو الدين الوحيد وشيء من هذا القبيل. حسب رويترز

ولكن اثيرت ايضا انتقادات ازاء اهتمام ليبيا المتزايد بالاقتصاد الايطالي مع تركيز الانتباه على حصة ليبيا التي وصلت الى نحو 6.7 في المئة في مجموعة يوني كريديت وهي واحدة من أكبر المجموعات المصرفية في ايطاليا.

وانتقد ساسة من حزب رابطة الشمال -حلفاء برلسكوني في الائتلاف الحاكم والذين غالبا ما يعارضون علنا هجرة الاجانب- الاستثمارات وطالبوا مؤسسة كونسوب التي تراقب اداء البورصة في ايطاليا باجراء تحقيق.

وهاجم ساسة معارضون ايضا برلسكوني لعلاقته الوثيقة مع القذافي وضربه عرض الحائط بحقوق الانسان خلال اتفاق وافقت ليبيا بموجبه على اعادة المهاجرين بصورة غير مشروعة الذين يحاولون الابحار الى ايطاليا انطلاقا من موانئها.

ونال سجل المستثمرين الليبيين تأييد كبار رجال الاعمال في ايطاليا ومنهم سيزار جيرونزي رئيس شركة اسيكورازيوني جنرالي اس بي ايه للتأمين وماسيمو بونزيليني رئيس بنك بوبولاري دي ميلانو.

وزيارة القذافي هي الرابعة له منذ اتفاق عام 2008 الذي وافق بموجبه برلسكوني على دفع خمسة مليارات دولار تعويضا عن الاضرار التي لحقت بليبيا خلال الحكم الاستعماري الايطالي لليبيا في مطلع القرن العشرين.

وتطورت العلاقات الاقتصادية بين البلدين بقوة واصبحت ايطاليا الان أكبر شريك تجاري لليبيا حيث تشتري الكثير من احتياجاتها من النفط والغاز الطبيعي من ليبيا.

وبالاضافة الى اسهمها في مصرف يوني كريديت تمتلك ليبيا ايضا حصة في شركة ايني للنفط وأبدت اهتماما بالحصول على حصص في شركات عديدة اخرى منها شركة اينيل للطاقة.

وتأتي الزيارة بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لاتفاق الصداقة الايطالي الليبي الموقع عام 2008. وكانت الزيارة موضعا لكثير من الشكوك اذ تغير موعد وصول القذافي مرتين ووصل الى روما بعد اكثر من ساعة من الموعد المتوقع.

اعتناق الاسلام

من جانب آخر ألقت دعوة الزعيم الليبي معمر القذافي لمئات من الشابات الايطاليات الى اعتناق الاسلام بظلالها على زيارته لايطاليا التي تستمر يومين والتي تهدف لتعزيز الروابط المتزايدة بين طرابلس وروما.

وأشاد رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني بعلاقات ايطاليا مع ليبيا في حفل حضره بعض من أكبر الاسماء في قطاع الاعمال الايطالي منهم كثيرون يأملون في الظفر بعقود مربحة في الدولة الغنية بالطاقة الواقعة على الطرف الاخر من البحر المتوسط.

ودعا القذافي الاتحاد الاوروبي الى تقديم 5 مليارات يورو (6.36 مليار دولار) سنويا للمساعدة في مكافحة الهجرة غير المشروعة. حسب رويترز

لكن الزعيم الليبي اجتذب معظم الاهتمام في وقت سابق بعد ان دعا مئات من الشابات الايطاليات اثناء لقاء في المركز الثقافي الليبي في روما الى اعتناق الاسلام.

وقالت تقارير لوسائل اعلام ان ثلاث نساء اعتنقن الاسلام يوم الاحد رغم انه لم يمكن التحقق من صحة تلك التقارير.

واتهم بضعة معلقين برلسكوني بالتضحية بالمبادئ والكرامة من أجل العلاقات التجارية والاستثمارية مع ليبيا حيث استثمر صندوق الثروة السيادية الليبي مبالغ ضخمة في ايطاليا في السنوات القليلة الماضية.

وتساءلت صحيفة المساجيرو اليومية ماذا كان يمكن أن يحدث اذا ذهب رئيس دولة اوروبية الى ليبيا او اي دولة اسلامية أخرى ودعا الجميع الى اعتناق المسيحية؟ نعتقد أن هذا كان سيثير ردود فعل قوية جدا في انحاء العالم الاسلامي.

وقالت باربارا بيرسيتشيتي وهي احدى النساء اللاتي حضرن اللقاء مع القذافي ليس لدي أي مشكلة... كان لقاء مثيرا للغاية.. الدور الذي تلعبه المرأة في ليبيا مثير للغاية.

واللقاء الذي تم يوم الاحد على مسافة ليست بعيدة عن الفاتيكان أعقب حفل استقبال مماثلا شمل 200 امرأة في زيارة سابقة قام بها القذافي لروما في العام الماضي.

وقال ستيفانو بيديتشا عضو مجلس الشيوخ عن حزب (ايطاليا القيم) المعارض منذ ان وصل القذافي الى هنا وهو يجعل البلاد مطية مثل شراء النساء.

وفي وقت سابق اجتمع الزعيمان لاجراء محادثات في الخيمة التي ينام فيها القذافي اثناء زياراته في الخارج وبحثا مشروعات التعاون الصناعي والامكانات القائمة للشركات الايطالية في ليبيا.

وازدهرت العلاقات بين ايطاليا وليبيا منذ اتفاق وقع في العام 2008 وافق فيه برلسكوني على سداد خمسة مليارات دولار كتعويضات عن حكم ايطاليا الاستعماري لليبيا في اوائل القرن العشرين.

ويتحدث كبار رجال الاعمال في ايطاليا بوجه عام بنبرة تأييد لسجل ليبيا كمستثمر لكن علاقة برلسكوني الوثيقة مع القذافي أذكت ايضا اتهامات بأن المصالح الاقتصادية طغت على كل المخاوف الاخرى.

وركز ساسة معارضون على وجه الخصوص على اتفاق وافقت ليبيا بموجبه على تسلم المهاجرين غير الشرعيين الذين يحاولون الابحار الى ايطاليا من موانيها.

وعبر ساسة من حزب تحالف الشمال شريك برلسكوني في ائتلافه الحاكم عن قلقهم من حصة ليبيا البالغة 6.7 في المئة في بنك أوني كريديت أحد اكبر البنوك الايطالية.

وفضلا عن حصتها في أوني كريديت تملك ليبيا ايضا حصة في شركة ايني للنفط وعبرت عن رغبتها في المزيد بما في ذلك شركة اينيل للكهرباء.

جدل في ايطاليا

وواصل الزعيم الليبي معمر القذافي الاثنين في روما زيارة رسمية الى ايطاليا تميزت بالجدل الذي اثارته دعوته الى ان يصبح الاسلام دين اوروبا باسرها.

وكان القذافي وصل الاحد الى روما في زيارة لمناسبة الذكرى الثانية لتوقيع اتفاقية صداقة ليبية ايطالية، في 30 آب/اغسطس 2008 في بنغازي شرق ليبيا، انهت خلافا حول الحقبة الاستعمارية واتاحت طرد الساعين للهجرة الى اوروبا الى ليبيا. حسب فرانس برس

خيمة بدوية منصوبة داخل حديقة السفارة الليبية، نزهة في ساحة نافونا حيث ابتاع خواتم بخسة بقيمة 300 يورو، وخصوصا السهرة برفقة 500 شابة: نزوات القذافي هذه احتلت صدارة العناوين في الصحافة الايطالية.

وفي زيارة تهدف الى مشاركة صديقه رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني في الاحتفال بالذكرى السنوية الثانية لتوقيع معاهدة الصداقة الايطالية-الليبية، التي وضعت حدا للخلافات بين البلدين المتعلقة بالحقبة الاستعمارية، قدم القذافي الاحد درسا مسهبا حول الاسلام امام جمهور من 500 شابة في روما اختارتهن وكالة للمضيفات وتلقت كل منهن 80 يورو لقاء حضورها، كما تسلمت كل شابة نسخة من القرآن.

ونددت رئيسة المركز النسائي الايطالي، ماريا بيا كامبانيلي بالاستعراض غير المقبول خلال هذا اللقاء بين الديكتاتور-السلطان الليبي القذافي ومجموعة من الشابات اللواتي استقدمتهن وكالة شريطة ان يكن شابات، جميلات وصامتات.

واحتل تصريح ادلى به الزعيم الليبي صدارة العناوين في كبريات الصحف الايطالية، اذ عنونت لا ريبوبليكا على اوروبا اعتناق الاسلام، فيما جاء في عنوان لا ستامبا الاسلام يجب ان يصبح دين اوروبا باسرها.

وحاول نائب الامين العام لرئاسة الحكومة كارلو جيوفاناردي، الكاثوليكي الملتزم، استيعاب الجدل المثار بسبب تصريحات القذافي، متحدثا عن اقوال جرى التلفظ بها في مجلس خاص.

لكن النائب الاوروبي ماريو بورغيزيو عضو رابطة الشمال حليفة برلوسكوني اعرب عن قلقه من تصريحات القذافي التي تظهر مشروعه الخطر لاسلمة اوروبا، داعيا الحكومة الايطالية الى التنبه من القذافي وفلسفة بائع السجاد التي يعتمدها، في اشارة الى العقود الضخمة التي تشكل ابرز اهداف زيارته الى ايطاليا.

وتطرقت الصحافة الايطالية الى شراء ليبيا لتجهيزات دفاعية، بعد ان رفعت طرابلس من مشاركتها في راس مال المجموعة المصرفية الايطالية يونيكريدت.

وتنص معاهدة الصداقة على توظيف ايطاليا استثمارات بقيمة 5 مليارات دولار في ليبيا تعويضا عن الحقبة الاستعمارية، من ضمنها شق طريق ساحلي سريع بطول 1700 كلم في ليبيا.

واعلنت مجموعة ايني نيتها الاستثمار بقيمة 25 مليار يورو (نحو 31,73 مليار دولار) في ليبيا التي وصفها مدير الشركة باولو سكاروني بانها "بؤبؤ عينه".

وقال روكو بوتيغليوني رئيس الحزب المسيحي الديموقراطي (معارضة) ان القذافي هدف من خلال ادلائه بهذه التصريحات حول الاسلام الى الايهام بان لا كرامة في الغرب، وبان اوروبا لا تؤمن الا بالمال، داعيا الزعيم الليبي الى ضمان حرية دينية حقيقية في بلاده.

ومن جهته، حذر مسؤول الشؤون القضائية في المؤتمر الاسقفي الايطالي المونسنيور دومينيكو موغافيرو من ان الكنيسة ستطالب القذافي بكشف مصير المهاجرين الذين اعادتهم ايطاليا الى ليبيا، التزاما باحد بنود معاهدة الصداقة بين البلدين. وقال موغافيرو "ارى من دواعي القلق الا نعرف شيئا عما حصل ليائسي افريقيا الذين اوقفتهم الشرطة الليبية".

ومن المقرر ان يلتقي موغافيرو بالزعيم الليبي خلال منتدى بعد ظهر الاثنين يعقب افتتاح القذافي وبرلوسكوني معرضا للصور الفوتوغرافية. كما طالب الفرع الايطالي لمنظمة العفو الدولية برلوسكوني بالتطرق خلال محادثاته مع القذافي الى "الانتهاكات الخطيرة" في مجال حقوق الانسان في ليبيا.

ومن المقرر ان يقيم برلوسكوني حفل افطار رمضاني على شرف القذافي، بمشاركة 800 مدعو، بعد حضور عرض ل30 جوادا اصيلا وفرسانهم نقلوا على متن طائرة خاصة من طرابلس.

والتزمت وسائل الاعلام التابعة للفاتيكان الصمت التام حيال هذه القضية، وبلغ الامر بصحيفة اوسيرفاتوري رومانو حد عدم الاشارة الى وجود الزعيم الليبي في روما، عاصمة الكاثوليكية في العالم، بخيمته البدوية وحارساته على طريقة المحاربات "الامازونيات"، اضافة الى خيوله العربية الاصيلة. حسب فرانس برس

ولكن سكرتير مجمع تبشير الشعوب المونسنيور روبرت ساره خرج عن هذا الصمت، وندد في تصريح لصحيفة "لا ريبوبليكا" بدعوة القذافي ورأى فيها "استفزازا وقلة احترام للبابا ولايطاليا حيث غالبية السكان من الكاثوليك. واضاف انا غير قلق لتصريحات القذافي لانها ليست سوى استفزازا مجانيا وسخيفا.

ودعا القذافي الاحد خلال لقاء مع 500 شابة اختارتهن وكالة للمضيفات، اعقبه لقاء آخر الاثنين حضرته 200 مضيفة اخرى، الى ان يصبح الاسلام "دين اوروبا باسرها، كما دعا هؤلاء الشابات، اللواتي حضرن اللقاءين مقابل بدل مادي، الى الزواج برجال ليبيين، مؤكدا ان النساء في ليبيا يلقين معاملة افضل مما تلقاه النساء في الغرب.

بدورها نددت صحيفة افينيري، الكاثوليكية التوجه، بما وصفته جلسة دعاية اسلامية ارادها القذافي بشكل متعمد فولكلورية، متساءلة كيف امكن للزعيم الليبي ان يوجه من قلب ايطاليا متسامحة وتعددية وذات الجذور المسيحية الضاربة في عمق الارض وفي قدم التاريخ هكذا دعوة، وان ينبري عمدا في استعراض تبشيري.

ولكن باستثناء المعارضة اليسارية التي نددت بما اعتبرته بازارا اقتصاديا بين برلوسكوني والقذافي، لم يوجه احد انتقادا صريحا لسلوك برلوسكوني بتقبله ما بدر من ضيفه. وشدد العديد من المقربين من رئيس الوزراء على اهمية اتفاقية الصداقة بين البلدين، والتي احتفل القذافي وبرلوسكوني الاثنين بذكرى مرور عامين على توقيعها، في تعزيز العلاقات الاقتصادية بينهما.

غير ان البلبلة كانت واضحة في صفوف معسكر رئيس الوزراء وانصاره ولا سيما لدى الكاثوليك الملتزمين دينيا من بينهم.

وتساءل ماوريتزيو لوبي نائب رئيس مجلس النواب وعضو حزب شعب الحرية بزعامة برلوسكوني، في رسالة وقعها مع رئيس كتلة الحزب في البرلمان الاوروبي ماريو مورو ونشرتها صحيفة لا ستامبا، ما اذا كان من الملائم ان نعرض بلدنا مسرحا لاستعراضات الرئيس في اشارة الى القذافي.

واضاف لوبي ومورو في رسالتهما بالتأكيد انه لامر بالغ الاهمية بالنسبة لنا ان نطور علاقات دبلوماسية مميزة مع ليبيا ولكن لماذا لا نرى هكذا مسرحيات في المانيا او في مكان آخر في اوروبا؟.

ولم يختلف كثيرا رد فعل لوكا زايا رئيس اقليم فينيتو (شمال شرق) والقيادي الكبير في حزب رابطة الشمال المتحالف مع برلوسكوني.

وقال لصحيفة ماتينو دي بادوفا فليذهب القذافي الى دياره وليطلق من هناك دعواته لتغيير الدين. لم اثمن ابدا ملاحظاته الساخرة الداعية الى الاسلمة، مضيفا ان الزعيم الليبي وبصفته ضيفا هو ليس ملما كثيرا بالتربية. كان من الافضل لو اكتفى بمواضيع الاتفاقية الاقتصادية والتجارية الموقعة بين ليبيا وايطاليا.

اما صحيفة لا بادانيا التابعة لرابطة الشمال فكانت اكثر صراحة، وعنونت صدر صفحتها الاولى بالخط العريض اوروبا يجب ان تبقى مسيحية.

واعتبرت الصحيفة ان امنيات او ربما تهديدات القذافي تكاد تدعو للضحك ولكن دعوته لان تتحول اوروبا الى الاسلام ينبغي ان تدفع باوروبا الى الرد عبر التأكيد على قيمها المسيحية.

اموال ليبية

وكغيرها من البلدات الصغيرة التي لا حصر لها في أرجاء ايطاليا التي تعاني من تراجع اقتصادي كانت بلدة انترودوكو تصلي منذ فترة طويلة لكي يصلها مستثمر لديه سيولة كبيرة للمساعدة في احياء ثرواتها.

والامل لهذه البلدة التي تقع في سفح جبل حيث تنتشر بساتين الصنوبر جاء من مصدر غير متوقع.. ليبيا.

أظهر الزعيم الليبي معمر القذافي اهتماما متزايدا بايطاليا منذ فترة وسيزور روما يوم الاثنين لاجراء محادثات مع رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني.

ولفتت هذه البلدة العادية التي يعيش فيها ثلاثة الاف نسمة والتي تقع على تلال خضراء على الطريق بين روما والبحر الادرياتي نظر القذافي عندما كان في طريقه لحضور قمة مجموعة الثماني في لاكويلا العام الماضي.

وقال موريتسيو فاينا رئيس بلدية انترودوكو ان وفدا ليبيا عاد في وقت لاحق ليقول ان القذافي ذهل لحسن الضيافة في البلدة ويريد أن يفعل شيئا من أجلها. حسب رويترز

وقال فاينا وهو يشعر بالفرح ان الوفد الليبي أبلغه بأن ليبيا تريد استثمار ما يصل الى 15 مليون يورو (19 مليون دولار) ليبني فندقا فخما ومصنعا لتعبئة زجاجات المياه.

كانت لهذه الكلمات وقع الموسيقى على أذني رئيس البلدية الذي تعاني بلدته من البطالة الاخذة في الارتفاع ونقص الاستثمار وهجرة الشبان منها.

وقال فاينا الازمة الاقتصادية شديدة في هذه اللحظة. ومن ثم هذا هائل بالنسبة لنا. ان ذلك قد يضعنا حقيقة على خريطة السياحة. وكان فاينا يشير الى صور القذافي بنظارته السوداء محاطا بسكان مبتسمين عندما توقف في البلدة العام الماضي. وأضاف فوجئنا.. من الصعب العثور على مستثمرين هذه الايام.

والفرحة الواضحة في انترودوكو للمستقبل الوردي المدعوم بالاموال الليبية تظهر النفوذ المتزايد لليبيا في ايطاليا الدولة التي كانت تستعمرها من قبل حيث انتزعت حصصا في شركات كبيرة مثل بنك يونيكريديت.

وقد يتساءل السكان عما راه الزعيم الزعيم الليبي في بلدتهم ويتساءل ارماندو نيكولتي نائب رئيس البلدية ربما أسره الهواء النقي والخضرة هنا ولكن بعض مراقبي ليبيا لم يفاجأوا.

قال ديرك فاندويل وهو أستاذ في جامعة دارتموث في الولايات المتحدة والخبير في الشؤون الليبية يقع الزعيم فجأة في غرام قرية ثم يقرر تغيير مصيرها.. كثير من التخطيط في ليبيا يتم هكذا. ولكن قد تكون هناك أرباح سياسية يستعد الزعيم الليبي للحصول عليها.

قال فاندويل مفارقة أن ليبيا تساعد قرية صغيرة فيما كانت قوة تستعمرها من قبل يعني الكثير بالنسبة لرأس مال القذافي السياسي في ليبيا.

وفي الواقع عندما استضافت طرابلس مسؤولين من انترودوكو في يونيو حزيران الماضي لمقابلة القذافي في خيمته ذكرت وسائل الاعلام الايطالية الحدث كما نشرته الصحف الليبية في صفحاتها الاولي بينما تشرت صحيفة المنارة القصة تحت عنوان يشير الى انقاذ القذافي قرية ايطالية من البطالة.

وقال فاينا يتساءل كثيرون.. لماذا توقف القذافي في انترودوكو.. ويجيب نحن محظوظون بحق.

هجرة غير شرعية

ورأى الزعيم الليبي معمر القذافي الذي قام بزيارة الى روما انه على الاتحاد الاوروبي دفع خمسة مليارات يورو سنويا على الاقل لوقف الهجرة غير الشرعية وتجنب ان تصبح اوروبا سوداء.

وقام القذافي بزيارة الى ايطاليا في الذكرى الثانية من توقيع معاهدة الصداقة بين المستمرة الايطالية السابقة وروما.

واثارت تصريحات القذافي حول ضرورة "اسلمة" اوروبا جدلا واسعا في ايطاليا خلال زيارته.

وقال القذافي في احتفال في روما الاثنين بحضور رئيس الحكومة الايطالي سيلفيو برلوسكوني ان ليبيا تطلب من الاتحاد الاوروبي وتدعمها إيطاليا بكل تأكيد ان يقدم الاتحاد الاوروبي على الاقل خمسة مليارات يورو سنويا لليبيا لتوقف الهجرة غير المطلوبة نهائيا عن اوروبا.

واضاف ان الهجرة تأتي من كل افريقيا لكن عبر ليبيا وتنتقل لكل اوروبا ولكن عبر ايطاليا  والمسؤولية تقع على ليبيا وايطاليا بالدرجة الاولى لانهما الجسر الذي يربط افريقيا بأوروبا.

وتابع عندما نقوم باي عمل تجاه هذه الظاهرة التي تتزايد نكون قد قدمنا عملا ليس لايطاليا وليبيا فقط بل لاوروبا ولافريقيا  هذا عمل عظيم كأن جيشا يقاتل دفاعا عن اوروبا ويحمي اوروبا. حسب فرانس برس

واكد القذافي ان ليبيا لا تستطيع ان تكون حارسا على اوروبا بمفردها بدون دعم.

وحذر من انه ما لم يحصل هذا في تقديري شخصيا هناك استسلام للامر الواقع غير المطلوب والقبول بان اوروبا في الغد لن تكون اوروبا.. ممكن تكون افريقيا ممكن تكون سوداء لان الملايين تريد أن تزحف من افريقيا الى اوروبا.

وذكر بان هذه الظاهرة ليست أول مرة تحصل في التاريخ، مذكرا بانه نحن هنا في ايطاليا اتينا من آسيا  وسكان اوروبا هم هجرات غير مطلوبة طبعا مثل قبائل الهان وقبائل الهون التي زحفت من آسيا وحتى تركيا سكانها جاؤوا من آسيا  وسكان اميركا هم هجرة من اوروبا.

وتابع الآن يبدو اننا نتعرض لحلقة اخرى  هي الهجرة من افريقيا الى اوروبا، معتبرا انه "في الوقت الحاضر هذا شيء خطير ان يزحف ملايين السود من افريقيا على اوروبا، لا نعلم ماذا ستكون ردة فعل البيض او ردة فعل الاوروبيين او ردة فعل حتى المسيحيين.

وتساءل ماذا سيحصل بعد ذلك؟ هل اذا جاءت الملايين السوداء واستوطنت اوروبا وهي جائعة وفقيرة وغير متعلمة هل تبقى اوروبا بعد ذلك قارة متقدمة او متحضرة او متماسكة؟".

واضاف قبل أن يحصل هذا نستطيع أن نعمل الآن بالمقترح الليبي ونوقف الهجرة عند حدود ليبيا، وبالتالي يجب ان تسمع اوروبا ما تقوله ليبيا لان ليبيا هي البوابة التي تأتي منها الهجرة.

وتابع لابد ان نعمل شيئا وايطاليا لابد ان تعمل لاقناع حليفاتها الأوروبيات بالمقترح الليبي.

من جهة اخرى، رأى القذافي ان هناك هجرة اخرى مطلوبة، موضحا ان الليبيين الذين عندهم اموال انا اشجعهم واحثهم على أن يأتوا للاستثمار في إيطاليا ، ومسموح لهم حتى بالبقاء في ايطاليا.

واضاف ان هناك شركات تريد ان تدرب غير المؤهلين ليكونوا مؤهلين للعمل في مرافق كثيرة في ايطاليا معتبرا ان هذه الشركات يمكن ان تساهم في جلب الليبيين وتدريبهم وهذا سيحل محل الهجرة غير المطلوبة من إفريقيا التي هي بالملايين.

وكان القذافي وصل الاحد الى روما. وقد اثارت تصريحاته حول ضرورة ان يصبح الاسلام دين اوروبا باسرها التي ادلى بها الاثنين في روما خلال زيارته الرابعة الى ايطاليا في قرابة عام جدلا.

وطغت ردود الفعل على مواقف القذافي خلال لقاءين مع مجموعة من الشابات اللواتي دعاهن الى اعتناق الاسلام، بشكل كبير على الهدف الرئيسي للزيارة وهو الاحتفال مع برلوسكوني بالذكرى السنوية الثانية لتوقيع معاهدة الصداقة الايطالية الليبية في 30 اب/اغسطس 2008.

وراى مسؤول في مجمع فاتيكاني الثلاثاء في دعوة الزعيم الليبي معمر القذافي من روما الى ان يصبح الاسلام دين اوروبا باسرها، استفزازا وقلة احترام للبابا وايطاليا حيث غالبية السكان من الكاثوليك.

وقال سكرتير مجمع تبشير الشعوب روبرت ساره في حديث لصحيفة لا ريبوبليكا ان الدعوة الى ان يصبح الاسلام دين القارة الاوروبية لا معنى لها لان الافراد وحدهم يقررون اذا ارادوا ان يكونوا مسيحيين او مسلمين او اعتناق ديانات اخرى.

وقدم القذافي درسين مسهبين حول الاسلام مساء الاحد وبعد ظهر الاثنين امام جمهور ضم 500 شابة في اليوم الاول و200 في الثاني، اختارتهن وكالة للمضيفات وتلقت كل منهن 80 يورو لقاء حضورها، كما تسلمت كل شابة نسخة من القرآن.

ونقلت صحيفة لا ستامبا عن احدى المشاركات ان القذافي اوضح مساء الاحد ان "الاسلام يجب ان يصبح دين اوروبا باسرها وان محمد هو خاتم الانبياء. وقال القذافي في الاطار نفسه الاثنين ان النساء في ليبيا يحظين باحترام يفوق ذلك الذي تحظى به النساء في الغرب"، داعيا المشاركات الى الاقتران برجال ليبيين.

ولم يدل برلوسكوني باي تعليق خلال مشاركته القذافي في افتتاج معرض للصور الفوتوغرافية في الاكاديمية الليبية في روما، بعد خلوة استمرت ثلاثين دقيقة.

لكن القذافي قال في كلمته ان برلوسكوني عندما رأى هذه الصور في المعرض تأثر جدا إلى درجة البكاء عندما رأى المآسي التي تعرض لها الشعب الليبي من قبل ايطاليا، مؤكدا ان الشيء المهم هو الاعتراف بالخطأ والاسف لما حصل والتصميم على عدم تكرار ما حصل في الماضي.

وتابع القذافي ان ليبيا وايطاليا يمكن ان تقوما بتدشين مرحلة تاريخية عالمية في حياة الشعوب وهي ان بلدين تقاتلا واخيرا تعانقا.

وتنص معاهدة الصداقة على توظيف ايطاليا استثمارات بقيمة خمسة مليارات دولار في ليبيا تعويضا عن الحقبة الاستعمارية، من ضمنها شق طريق ساحلي سريع بطول 1700 كلم في ليبيا.

واعلنت مجموعة ايني نيتها الاستثمار بقيمة 25 مليار يورو (نحو 31,73 مليار دولار) في ليبيا.

الاستثمارات

من جهتها تستغل ليبيا ما لديها من وفرة في عائدات النفط لشراء حصص في شركات ايطالية وكشفت عن استثمارات أخرى محتملة في شركات للطاقة والبنية التحتية.

وتملك ليبيا التي يقودها معمر القذافي منذ عام 1969 نحو 150 مليار دولار من الاحتياطيات الاجنبية أي ما يعادل 24 ألف دولار لكل مواطن. حسب رويترز

ووصل القذافي يوم الاحد الى روما في زيارة في الذكرى السنوية الثانية لمعاهدة صداقة مع ايطاليا. وفيما يلي قائمة بحيازات ليبيا الرئيسية واستثماراتها المحتملة:

أونيكريديت

ارتفعت حصة ليبيا في بنك أونيكريديت الى 6.7 في المئة مع شراء المؤسسة الليبية للاستثمار حصة تبلغ 2.075 في المئة في أكبر بنك في ايطاليا.

ومصرف ليبيا المركزي مساهم في بنك أونيكريديت بحصة تبلغ 4.613 في المئة.

وأعرب سياسيون من حزب رابطة الشمال الايطالي المعادي للمهاجرين الاجانب عن قلقهم من هذه الاستثمارات وقالوا انها ينبغي أن تخضع لتحقيق من جانب الجهة المنظمة للسوق.

ميديوبانكا

اتفقت ليبيا على انشاء صندوق مشترك بقيمة تصل الى 500 مليون دولار مع بنك ميديوبانكا الايطالي للاستثمار في الشركات الايطالية المتعثرة.

اينل

أبدت ليبيا اهتماما باستثمار محتمل في اينل لانتاج الطاقة الكهربائية لكن فرحات عمر بن قدارة محافظ مصرف ليبيا المركزي قال في سبتمبر أيلول الماضي انه ليس لديه علم بمحادثات حول استثمار محتمل في ثاني أكبر شركة للمرافق العامة في أوروبا.

وهناك استثمار اخر محتمل يتمثل في شراء حصة في وحدة اينل للطاقة المتجددة بحسب صحيفة ام.اف الايطالية. ومن المتوقع أن تبيع اينل حصة تبلغ 30 في المئة في وحدتها اينل جرين باور.

تليكوم ايتاليا

أجرت ليبيا محادثات لشراء حصة في تليكوم ايتاليا التي تسيطر عليها مجموعة تضم تليفونيكا الاسبانية لكن الصفقة لم تتم.

وتملك ليبيا بالفعل استثمارا في قطاع الاتصالات في ايطاليا بحصة تبلغ 14.8 في المئة في ريتيليت تملكها شركة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الليبية.

ايني

أعلنت ليبيا اهتمامها بشراء حصة في شركة ايني للنفط والغاز التي تملك أنشطة في ليبيا لكنها قالت انها لا تستهدف مستوى محددا للحصة. ولم تحدد الحصة التي تملكها حاليا رغم أنها لا تزال أقل من اثنين في المئة.

امبريجيلو

كانت امبريجيلو وهي أكبر شركة بناء في ايطاليا ضمن قائمة أهداف الاستثمار الليبية المحتملة لكن لا يوجد حتى الان دليل على قيام ليبيا بشراء أسهم في الشركة.

فيات

تقدمت ليبيا لانقاذ شركة فيات تلبية لدعوة من عميد العائلة المؤسسة لها جيوفاني أجنيللي في 1977 مع شراء شركة الاستثمار الاجنبي العربية الليبية (لافيكو) حصة بلغت نحو 15 في المئة في شركة صناعة السيارات الايطالية التي كانت تواجه حيننئذ صعوبات.

وتعرض هذا الاستثمار لانتقادات وباعت لافيكو حصتها في 1986 لكنها اشترت في 2002 حصة بلغت أكثر قليلا من اثنين في المئة. وتقل حصتها حاليا عن اثنين في المئة.

كرة القدم

تملك لافيكو حصة تبلغ 7.5 في المئة في نادي يوفنتوس لكرة القدم الذي تسيطر عليه عائلة أجنيللي. وكان الساعدي القذافي ابن الزعيم معمر القذافي عضوا بمجلس ادارة يوفنتوس ولعب أيضا في ناديي بيروجيا وأوديني. ودرست ليبيا في وقت ما شراء نادي لاتسيو وضخت أيضا اموالا في تريستينا.

كابيتاليا

كان المصرف الليبي الخارجي يملك حصة تبلغ 2.58 في المئة في بنك كابيتاليا قبل وقت قصير من استحواذ أونيكريديت عليه. وينظر الى الليبيين على أنهم على علاقة وثيقة بالرئيس السابق لكابيتاليا سيزار جيرونزي الذي تولى رئاسة ميديوبانكا ويرأس حاليا اسيكوراتسيوني جنرالي. وقال جيرونزي يوم الاربعاء ان ليبيا كانت أفضل مساهم لديه.

المنسوجات

تملك لافيكو حصة تبلغ 21.7 في المئة في أولسيزي بحسب الموقع الالكتروني لشركة المنسوجات الايطالية.

فينميكانيكا

اتفقت شركة صناعات الدفاع والفضاء الايطالية فينميكانيكا العام الماضي مع ليبيا على التعاون في مجال الفضاء ومشروعات أخرى في الشرق الاوسط وأفريقيا.

وبمقتضى الاتفاق سيتم اطلاق مشروع مشترك مناصفة بين فينميكانيكا ومحفظة استثمارات ليبيا الافريقية في غضون عام يعمل كذراع رئيسية للاستثمارات.

اسيكوراتسيوني جنرالي

قال أنتوني بيرنهايم الرئيس السابق لجنرالي في أبريل نيسان انه أجرى محادثات مع رجل الاعمال الفرنسي - التونسي طارق بن عمار حول زيادة في رأس المال لمستثمر ليبي بسعر عند 25 يورو للسهم مضيفا أن الصفقة لم تتم حينما طلب مساهم في جنرالي أن يدفع الجانب الليبي 29 يورو للسهم.

حقائق عن العلاقات الايطالية مع ليبيا

تشتري ليبيا الممتلئة حيوية بعائدات النفط حصصا في الشركات الايطالية وكشفت عن استثمارات أخرى محتملة في شركات الطاقة والشركات العاملة في مجال البنية التحتية.

واستعمرت ايطاليا ليبيا فيما بين 1911 و1943 وكانت علاقاتها صعبة مع القذافي منذ وصوله الى السلطة في عام 1969 ولكنها تحسنت في السنوات الاخيرة..

وفيما يلي بعض التفاصيل عن العلاقات الايطالية مع ليبيا:

الاستعمار:

- نزلت القوات الايطالية الى ليبيا في عام 1911 بعد أن أعلنت الحرب على الامبراطورية العثمانية التي أسست حكما مباشرا على جزء من ليبيا.

- وأثناء الحرب العالمية الاولى قاوم الليبيون بزعامة الحركة السنوسية وعمر المختار الحكم الايطالى. ولم يتمكن الايطاليون الا من السيطرة على بلدات طرابلس وبنغازي ودرنة وطبرق الساحلية.

- في عام 1920 اعترفت ايطاليا بمحمد ادريس كحاكم للواحات الداخلية في اتفاقية عرفت باسم اتفاقية الرجمة. وبعد عامين عين الكونت فولبي حاكما لليبيا كلها وفي عام 1928 أصبح المارشال بادوجليو حاكما عاما.

- أطلق مرسوم ملكي ايطالي اسم ليبيا على البلاد في عام 1934 .

الحرب فالاستقلال:

- قوات الحلفاء أنهت حكم ايطاليا الفاشية لليبيا في عام 1943 وجرى تقسيمها بين فرنسا وبريطانيا.

- نالت ليبيا استقلالها تحت حكم الملك ادريس في عام 1951 . وأطاح معمر القذافي والضباط القوميون الذين قاموا بانقلاب غير دموي بالملك ادريس بينما كان الملك في تركيا في الاول من سبتمبر أيلول عام 1969 . وألغيت الملكية في ليبيا.

التذبذب في العلاقات الحديثة:

- ظلت ايطاليا الشريك التجاري الاوروبي الرئيسي لليبيا. وتستورد حوالي 25 في المئة من احتياجاتها النفطية و33 من احتياجاتها من الغاز من ليبيا حيث يوجد لها وجود اقتصادي قوي.

- كانت ايطاليا في صدارة التحسن في علاقات الغرب مع طرابلس منذ أن أعلنت ليبيا في ديسمبر كانون الاول عام 2003 أنها ستتوقف عن السعي للحصول على أسلحة نووية وكيماوية وبيولوجية.

- استقال وزير ايطالي من حكومة برلسكوني في عام 2006 بعد أن ارتدى قميصا عليه الرسوم الدنمركية المسيئة للنبي محمد والتي أغضبت المسلمين في أنحاء العالم. وألقي عليه باللوم في أعمال الشغب التي اندلعت عند القنصلية الايطالية في مدينة بنغازي الليبية.

- أثر العدد المتزايد من المهاجرين بطريقة غير شرعية الذين يعبرون من الساحل الليبي الى جنوب ايطاليا على العلاقات الثنائية في السنوات الاخيرة. وفي ديسمبر كانون الاول 2007 وقعت ايطاليا وليبيا اتفاقا لاجراء دوريات بحرية مشتركة لقمع عمليات تهريب البشر.

- في أغسطس اب عام 2008 وقع برلسكوني اتفاقا تاريخيا في بنغازي يقضي بأن تدفع ايطاليا خمسة مليارات كتعويض عن المساويء ابان حكمها لليبيا. وقال القذافي ان في هذه الوثيقة التاريخية تعتذر لليبيا عن القتل والتدمير والقمع ضد الليبيين أثناء الحكم الاستعماري.

- اختتم القذافي أول زيارة لايطاليا في يوليو تموز عام 2009 بدعوة الايطاليين الذين طردوا من ليبيا بعد ثورة 1969 الى العودة لليبيا. وشارك بصفته رئيس الاتحاد الافريقي في قمة مجموع الثماني التي عقدت في بلدة لاكويلا الايطالية التي ضربها زلزال.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 5/أيلول/2010 - 25/رمضان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م