الايدز في العالم العربي... انتشار متواصل مع غياب البيانات

 

شبكة النبأ: تحاول بعض الجهات التي تهتم بمكافحة الايدز في محاصرة مرض نقص المناعة المكتسب (الايدز)، والتقليل من انتشاره بين دول العالم، ولكن هذا لم يمنعه من ان يتوسع دائرة انتشاره بين من يمارسون الجنس غير الشرعي او حقن الابر الملوثة، وبالرغم من الارشادات والتحذيرات التي تنشر على مسامع وامام انظار العالم فما يزال البعض يمارس بعض العادات التي يصاب من خلالها الشخص بهذا المرض بدون خذ اجراءات الوقاية من الاصابة ، ولكن هناك دراسات وبحوث على ان علاج هذا المرض هو ان نحد من انتشاره ونحتوي الاعداد المصابة به خوفا من توسعه اكثر فأكثر، وتوفير الامان لهم لمعرفة الشخص المصاب لان اذا لم نفعل ذلك فلا نستطيع ان نكتشف ونحصي اعداد المصابين ، وواجهة هذه الصعوبة الدول في الشرق الاوسط بسبب طبيعة المنطقة والاخلاق والاعراف السائدة هناك ،حيث تجعل المصاب يهاب الاعتراف بالمرض خشية من العقوبة والنبذ الذي سيراه من مجتمعه .

الدول العربية

وعلى ذلك فقد قالت مسؤولة بصندوق الامم المتحدة لمكافحة الايدز ان ما بين 10 و14 بالمئة فقط من 400 ألف شخص مصابين بمرض نقص المناعة المكتسب (ايدز) في الشرق الاوسط وشمال افريقيا يحصلون على العلاج بسبب الوصمة والتمييز الذي يمنع الناس من اجراء الاختبارات.

وما زال المرض يمثل موضوعا حساسا في المجتمعات المحافظة في هذه المنطقة من العالم بسبب الربط بين الاصابة بالمرض وبين ممارسة الجنس خارج اطار الزواج أو قبله أو بينه وبين ممارسة الجنس بين الرجال دون استخدام الواقي الذكري أو الدعارة أو تعاطي المخدرات عن طريق الحقن.

وقالت هند خطيب عثمان المديرة الاقليمية للشرق الاوسط وشمال أفريقيا لصندوق الامم المتحدة لمكافحة الايدز في مقابلة خلال مؤتمر " التحدي الرئيسي أمامنا هو تصعيد الجهود للوصول الى الناس الذين يحتاجون مساعدتنا مثل العلاج بمضادات الفيروسات."وقالت ان المرضى الذين يتناولون العلاج من الممكن أن يعيشوا مدة طويلة وان الحكومات في المنطقة في العادة توفر العلاج لكن العديد من المرضى يخشى التقدم للحصول عليه بسبب الخوف من العار.

وتشير احصائيات الامم المتحدة الى أن عدد المصابين بالايدز المسجلين في المنطقة قد ارتفع بمقدار 100 ألف مريض خلال العامين الماضيين. غير أن المخاوف تبقى من أن عددا أكبر من الحالات لا يكتشف بسبب عدم وجود نظام منهجي للكشف.وقالت عثمان "نحن نشك في دقة التقارير. انه ليس تشكيكا فيما تعلنه الحكومات ولكنه تشكيك في أننا نملك النظام للاعلان الصحيح فعلا عن الحالات."واضافت أن عدم الرغبة في مناقشة السلوكيات الخطرة المصاحبة للايدز أضرت بحملات التوعية العامة في المنطقة. بحسب وكالة الانباء البريطانية .

وقالت عثمان "شهدنا في المنطقة عندما يريدون بناء استراتيجية وطنية لمكافحة الايدز فمن الاسهل لهم أن يتحدثوا عن استراتيجية كما لو كان الانتشار معمما (في المجتمع).. انهم لا يريدون الحديث عن السكان الرئيسيين."ويفتقر الشرق الاوسط وشمال افريقيا الى أي حملة موجهة للجماعات التي تعيش على هامش المجتمع والمعرضة بشكل أكبر للايدز مثل عمال الجنس ومتعاطي المخدرات.وحذرت عثمان من أن الانتشار المنخفض في منطقة الشرق الاوسط وشمال أفريقيا لن يستمر بدون المزيد من الانفتاح بشأن كيفية انتشار الفيروس.

وقالت "الانتشار المنخفض لن يظل منخفضا اذا لم يكن لدينا التدخل الصحيح."وأدى الاحجام عن مناقشة السلوكيات الخطرة الى جعل الاجانب الذين ينظر اليهم على أنهم قادمون من مناطق ينتشر فيها الايدز بشكل أكبر هدفا لجهود مكافحة الايدز بينما يجري تجاهل السكان المحليين.ويقوم الكثير من دول المنطقة بالكشف على الاجانب ويرفض منح المصابين بالمرض تأشيرات الاقامة أو يضعهم قيد الحجر الصحي ويقوم بترحيلهم.

وباء

ويبدو أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لن تكون معرضة لانتشار كبير لمرض الإيدز لدرجة تصل إلى الوباء، كما ذكر تقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز، والذي عقد مؤخرا في إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة.

ويشير التقرير إلى أنه خلال السنوات الخمسة والعشرين الماضية، أي منذ بداية اكتشاف فيروس نقص المناعة المكتسبة (HIV)، بقيت نسبة الإصابة بالمرض منخفضة إذا ما قورنت بمجموع السكان، وهو ما يرفع آمال القائمين على البرنامج الأممي في وقف انتشاره حاليا.

من جانبها، أكدت الدكتورة هند الخطيب عثمان، مديرة فريق الدعم الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز في إقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن نتائج التقرير كانت إيجابية للمنطقة فالبيانات أظهرت أن المنطقة لن تتعرض لانتشار وباء الإيدز، لكنها وضحت في الوقت ذاته أنه يجب العمل الهادف، لأن هناك من هم مصابون بالمرض وهذه الفئات عادة ما تكون منسية."

من جانب آخر، يظهر التقرير أن هناك عددا كبيرا من الدول العربية التي كان من الصعب الحصول على المعلومات المتعلقة بالمرض فيها، مثل البحرين، والعراق، والأردن، والكويت، وليبيا، وعُمان، وقطر، والسعودية، وسوريا، والإمارات، والضفة الغربية، وقطاع غزة، واليمن.وتبقى قضية الإصابة بمرض الإيدز حساسة للبعض، سواء كانوا من المصابين أو المعرضين للإصابة، ولعل التحدي يكمن في إمكانية كسر الحاجز بين الطرفين، بحيث يصبح التعامل بينهما طبيعيا.

وحول الخطوة التالية بعد إصدار هذا التقرير، يقول تيم مارتيناي، مدير برنامج الفاعلية والدعم في برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز: "من منظورنا كبرنامج عالمي، يجب التأكيد على ثلاث أو أربع نقاط رئيسية. أولا الاستمرار في دعم السياسات والقيادات الخاصة ببرامج التوعية في المنطقة، والاستمرار في الحصول على معلومات وأمثلة لحالات تظهر كيفية انتشار المرض، ثالثا التركيز على شرائح رئيسية في السكان ممن تعاني من هذا المرض لإحداث التغيير، وأخيرا، محاولة التركيز على طرق جديدة لوقف انتشار المرض والعلاج." بحسب وكالة السي ان ان .

وكأي قضية أخرى، تسعى الأمم المتحدة دوما إلى إشراك شخصيات معروفة في المجتمع، لتكون ممثلة لها، وتحمل رسالتها بين جموع الناس، ومن هنا يأتي دور عدد من الفنانين المصريين كسفراء للنوايا الحسنة في الأمم المتحدة، وهم خالد أبو النجا، وعمرو واكد، والفنانة منة شلبي.

وحول دور الفنان بشكل عام في مثل هذه القضايا، يقول واكد: ""مهمتنا كسفراء للأمم المتحدة للنوايا الحسنة هي محاولة التوصل إلى الطرق الآمنة لمواجهة هذا المرض والطريقة الصحيحة في تحليله، اليوم المعلومات التي لدينا قليلة جدا، كما أن الناس لديهم دراية غير كافية بالمرض."ويرى الفنان خالد أبو النجا أن أفضل الطرق لمواجهة الإيدز هو حصار المرض وليس المريض، ويضيف: "حصار المريض يؤدي إلى انتشار المرض، أم حصار المرض ورعاية المريض وطمأنته هي الطريقة الوحيدة لكسر هذا الحاجز وكسر دائرة الخوف لمنع انتشار المرض."

جزء من أهداف المؤتمر كان التأكيد على أن مرض الإيدز لا يحمل بين ثناياه مستقبلا مظلما على الدوام، بل جاء هذا التقرير ليؤكد على حقيقة أن تكاتف المجتمع، والتعامل المباشر والواضح مع هذا المرض هو حقيقة لا بد من التعايش معها، ليضمن المريض والسليم على السواء حق كل منهما في العيش الكريم.

نقص البيانات

بالرغم من ان هناك صعوبة في الحصول على إحصاءات حول انتشار فيروس نقص المناعة البشري/الإيدز في منطقة الشرق الأوسط، ولكن دراسة جديدة تم إطلاقها في 28 يونيو في دولة الإمارات العربية المتحدة حاولت جمع جميع البيانات المتوفرة في وثيقة واحدة وإضافة بعض التحليل ونقاط العمل لواضعي السياسات في المنطقة.

وفي هذا السياق، قال ليث أبو رداد، مدير برنامج أبحاث علوم الإحصاء والرياضيات الحيوي في كلية طب وايل كورنيل في قطر والمؤلف الرئيسي للدراسة (التي لم تتوفر بعد على شبكة الانترنت): "في كل التقارير السابقة كنا نظن أنه لا توجد هناك أية بيانات حول فيروس نقص المناعة البشري من هذه المنطقة. ولكن اتضح أن هناك الكثير من البيانات فعلاً".

وأوضح أن "هذا التقرير في الأساس أشبه بدراسة في علم الوبائيات: فقد حصلنا على آلاف البيانات التي قمنا بتجميعها من كل بلد في المنطقة ثم قمنا بتحليلها للتعرف على ما تعنيه من حيث الانتشار الوبائي لفيروس نقص المناعة البشري".

والتقرير هو نتاج جهد مشترك بين البنك الدولي وبرنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة فيروس الإيدز ومنظمة الصحة العالمية ويغطي البلدان الثلاثة والعشرين التي تشملها هذه المنظمات الثلاث ضمن تعريفها لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.ووفقاً لبرنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز، كان هناك حوالي 412,000 متعايش مع فيروس نقص المناعة البشري في منطقة الشرق الأوسط حتى نهاية عام 2008 مقارنة بحوالي 270,000 حالة في عام 2001. وأوضح التقرير أن معظم الإصابات الجديدة حدثت بين فئتي العاملات في الجنس ومتعاطي المخدرات.

ويقسم التقرير منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى قسمين فيما يخص انتشار فيروس نقص المناعة البشري، هما "منطقة الانتشار الكبير" التي تشمل جيبوتي والصومال وجنوب السودان، ومنطقة الشرق الأوسط الأساسية حيث يوصف انتشار فيروس نقص المناعة البشري بأنه "محدود للغاية".

وقال أبو رداد: "في شمال السودان، كنا نعتقد في الماضي أن مشكلة انتشار فيروس نقص المناعة البشري أخطر بكثير ولكن بعد أن أصبحت البيانات أكثر اكتمالاً الآن، اتضح أن شمال السودان لا يختلف كثيراً عن بقية بلدان المنطقة. ولكن جنوب السودان قد يكون يعاني من وباء معمم. ويوصف أي بلد بأنه يعاني من وباء معمم عندما يبدأ الفيروس بالانتشار خارج القطاعات السكانية الأشد عرضة للخطر ليطال عامة السكان. وكان تقرير صادر في 2003 عن برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز ومنظمة الصحة العالمية مذكور في الدراسة الجديدة قد أشار إلى أن نسبة انتشار فيروس نقص المناعة البشري في السودان وصلت إلى 2.6 بالمائة.

ووصف أبو رداد جيبوتي "بأرض السلوكيات الخطرة" مع وجود عدد كبير من عاملات الجنس اللواتي يقدمن خدماتهن لسائقي الشاحنات التي تعبر البلاد وأفراد القواعد العسكرية الأجنبية. وأضاف قائلاً: "لدينا هذا الممر الممتلئ بالمتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشري ولكن باقي البلاد على ما يرام". وكان تقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز في عام 2008 قد أشار إلى أن معدل انتشار فيروس نقص المناعة البشري في جيبوتي وصل إلى 3.4 بالمائة في العاصمة و1.1 بالمائة خارجها.

وقد أفاد التقرير أنه "من الناحية الفنية، فإن وباء فيروس نقص المناعة البشري في جيبوتي والصومال قد أصبح أكثر عموماً. ولكن سياق العدوى بالفيروس والفئات المعرضة للخطر في هذين البلدين يشير إلى تركيز رئيسي بين العاملات في الجنس".

باكستان وأفغانستان وإيران

بينما أشار التقرير إلى أن باكستان وإيران، حيث ان انتشار فيروس نقص المناعة البشري منخفض بين عامة السكان، تواجهان تركيزاً للوباء بين متعاطي المخدرات بالحقن، وهي أحدى الطرق الرئيسية لانتقال الفيروس في أفغانستان كذلك.

وقال أبو رداد: "نعلم أن لدينا وباء مركز بين متعاطي المخدرات بالحقن في باكستان ولكن الزيادة اتسمت بالسرعة الفائقة جداً خلال السنوات القليلة الماضية. ففي كراتشي على سبيل المثال، كان لدينا ما يقارب الصفر بالمائة بين هذه المجموعة في عام 2003 أو 2004، ثم في غضون ستة أشهر قفزت النسبة إلى 24 بالمائة". وأوضح أن هذه الزيادة الكبيرة يمكن أن تعزى إلى تقاسم الإبر والفقر وقلة الوعي.

مصر وتونس

بينما في مصر فأن نسق انتشار فيروس نقص المناعة البشري يختلف، حيث أظهرت المسوحات التي تم إجراؤها بين الفئات المعرضة للخطر أن انتشار فيروس نقص المناعة منخفض جداً بين متعاطي المخدرات بالحقن والعاملات في الجنس. وعلق أبو رداد على هذا بقوله أن انخفاض نسبة الانتشار بين العاملات في الجنس "ليس بمفاجأة. ففي مثل هذه الدول المحافظة في المنطقة، ومصر واحدة منها، نرى انتشاراً قليلاً جداً لفيروس نقص المناعة البشري بين العاملات في الجنس ولكن انخفاض نسبة الانتشار بين متعاطي المخدرات بالحقن كان مفاجأة".

وأضاف أنه يبدو أن هناك انتشار وبائي للفيروس بين الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال، حيث وصلت نسبة الانتشار إلى 6 بالمائة بين هذه الفئة. وأشار أبو رداد إلى أن "نمط الانتشار في مصر نمط مثير للاهتمام. ففي العادة يبدأ انتشار الوباء بين متعاطي المخدرات بالحقن ثم ينتقل إلى وسط الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال، وهو ما نراه في إيران وباكستان. ولكن الحال مختلف في بعض البلدان الأخرى مثل مصر وتونس حيث بدأ انتشار الوباء في أوساط الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال". بحسب شبكة الأنباء الإنسانية "إيرين".

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 4/أيلول/2010 - 24/رمضان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م