العراق ما بعد الانسحاب... احتفالات محدودة وتحذيرات مشددة

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: يدرك العراقيون أن الولايات المتحدة عزمت أمرها على الانسحاب العسكري من العراق مهما كانت العواقب المحتملة، تنفيذا لوعود أوباما الانتخابية والتزاما في الوقت ذاته بالاتفاقية الأمنية الموقعة بين البلدين، دون الالتفات الى الأوضاع السياسية او الاقتصادية الراهنة.

ونظرا للظروف الحالية يخشى الكثير من العراقيين تدهور الأوضاع الأمنية بعد تولى القوات المحلية لزمام الامور، سيما ان التهديدات لا تزال قائمة من قبل الجماعات المسلحة المدعومة من دول الجوار.

فيما لا تزال عقده تشكيل الحكومة تشكل هاجسا مقلقا لدى الجميع بعد فشل الأحزاب السياسية في تقاسم السلطة منذ اكثر من خمس اشهر على الانتخابات البرلمانية الأخيرة.

العراق يحتفل

فقد احتفل العراق بسيادته على أرضه مع انتهاء العمليات القتالية الامريكية رسميا يوم الثلاثاء على الرغم من وجود أزمة سياسية واستمرار أعمال العنف.

وخفضت الولايات المتحدة عدد قواتها في العراق الى 50 ألف جندي قبل الموعد النهائي المقرر وهو يوم الثلاثاء 31 أغسطس اب في اطار سعي الرئيس الامريكي باراك أوباما للوفاء بتعهده بانهاء الحرب التي شنها سلفه جورج بوش.

وسيتحول اهتمام الالوية الستة المتبقية الى التدريب وتقديم النصح لقوات الجيش والشرطة في العراق الذي سيتولى زمام أموره قبيل الانسحاب الكامل للقوات الامريكية المقرر في نهاية العام المقبل.

ووعد أوباما الناخبين الامريكيين الذين ارهقتهم الحروب انه سيخرج الولايات المتحدة من الحرب التي شنها بوش بهدف معلن هو تدمير أسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة.

ولم يعثر على مثل هذه الاسلحة في العراق. وانفق نحو تريليون دولار وقتل أكثر من 4400 جندي امريكي وأكثر من مئة الف مدني عراقي منذ الغزو عام 2003 .

ويكافح الديمقراطيون الامريكيون بزعامة أوباما للاحتفاظ بالسيطرة على الكونجرس في انتخابات التجديد النصفي المقررة في نوفمبر تشرين الثاني وتواجه ادارته تحديات أخرى منها تدهور أوضاع الحرب في أفغانستان وغيوم تتجمع في سماء الاقتصاد.

والموعد النهائي المقرر يوم الثلاثاء رمزي بدرجة كبيرة. فالقوات التي ستظل في العراق 16 شهرا أخرى وقوامها 50 ألفا مزودة بأسلحة ثقيلة. بحسب رويترز.

وتتولى قوات الامن العراقية بالفعل القيادة منذ بدء العمل بالاتفاق الامني الثنائي عام 2009. وانسحبت القوات الامريكية من المدن والبلدات العراقية في يونيو حزيران من العام الماضي.

ومع ذلك يشعر العراقيون بالقلق مع تراجع السطوة العسكرية الامريكية خاصة وسط أزمة سياسية بعد مرور ستة اشهر على انتخابات لم تسفر عن نتيجة حاسمة.

وأثارت حالة الجمود التوتر بينما يتدافع الساسة من أجل الحصول على نصيبهم من السلطة وفيما يشن المسلحون هجمات بهدف تقويض الثقة بقوات الامن المحلية.

وكرر البيت الابيض يوم الثلاثاء دعوته للقيادة العراقية كي تشكل حكومة جديدة بشيء من العجلة. وزار جو بايدن نائب الرئيس الامريكي بغداد يوم الاثنين لا لمجرد حضور مراسم انتهاء العمليات القتالية ولكن للضغط من أجل اجراء محادثات.

وقال بايدن للمالكي يوم الثلاثاء "على الرغم مما تذكره الصحف الوطنية بشأن تزايد العنف الحقيقة هي أن الوضع تغير بدرجة كبيرة. وأصبح اكثر امانا."

ويقول حزب البعث المحظور الذي كان يتزعمه الرئيس الراحل صدام حسين ان انسحاب القوات الامريكية جاء نتيجة للضربات التي وجهتها المقاومة العراقية للقوات الامريكية.

وجاء في بيان البعث "عادوا يجرون أذيال الخيبة والخسران والخذلان المبين من حيث أتوا سالكين ذات الطرق والقواعد التي قدموا منها غزاة بغاة وعادوا مدحورين.

"وذلك كله ما هو الا بحث عبثي عن المخارج التي تكفل ما يتوهمونه حفظا لماء وجوههم ان ظلت منه بقية."

وقال مسؤولون أمريكيون ان واشنطن ترتبط بالتزام طويل الاجل تجاه العراق وسحب القوات سيتيح الفرصة للدبلوماسيين لتولي القيادة وبناء الروابط الاقتصادية والثقافية والتعليمية. ولذلك هناك حاجة لتشكيل حكومة عراقية جديدة.

سيد ومستقل

من جهته قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان البلاد استعادت سيادتها وأصبحت علاقاتها بالولايات المتحدة تتسم بالتكافوء بعد أن انهى الجيش الامريكي رسميا العمليات القتالية يوم الثلاثاء على الرغم من الازمة السياسية والعنف في البلاد.

وسيتحول اهتمام الالوية الستة المتبقية الى التدريب وتقديم النصح لقوات الجيش والشرطة في العراق الذي سيتولى زمام أموره قبيل الانسحاب الكامل للقوات الامريكية المقرر في نهاية العام المقبل.

وقال المالكي للعراقيين في خطاب نقله التلفزيون بمناسبة تحول دور الجيش الامريكي الى المساعدة بدلا من قيادة القتال ضد متشددين من السنة وميليشيات من الشيعة "العراق اليوم سيد ومستقل."

وأضاف "بتنفيذ اتفاق القوات تكون علاقاتنا مع الولايات المتحدة الامريكية قد دخلت في مرحلة جديدة بين دولتين متكافئتين وذات سيادة."

وقال المالكي "اعدكم ايها الاخوة الاعزاء ان الحرب الطائفية لن تعود ولن نسمح بذلك .. وسيعيش العراقيون اخوة متحابين امنين في بلد سيد ومستقل. كما اطمئنكم بقدرة وكفاءة قواتنا واجهزتنا الامنية على تحمل المسؤولية وان الاعمال الارهابية الجبانة المتمثلة باستهداف المدنيين ومؤسسات الدولة الخدمية ليست الا محاولة يائسة من القاعدة وبقايا النظام البائد لاثبات الوجود واعادة الاعتبار."

وحاول متشددون اسلاميون سنة على صلة بتنظيم القاعدة استغلال الفراغ السياسي وتخفيض اعداد القوات الامريكية وشن هجمات انتحارية وتنفيذ اغتيالات.

واستهدفوا قوات الامن المحلية بشكل خاص وقتلوا 57 في مركز تجنيد تابع للجيش في 17 اغسطس اب واكثر من 60 في هجمات انتحارية بسيارات ملغومة على مراكز شرطة في مختلف أرجاء البلاد يوم 25 أغسطس اب.

ويخشى العراقيون ان تسعى ايران الشيعية التي تزايد نفوذها منذ سقوط صدام لملء الفراغ الذي يخلفه سحب القوات الامريكية بالتنافس مع جيران سنة مثل تركيا والسعودية.

تحذير الجيران

على الصعيد ذاته قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إن العراق أبلغ جيرانه بأن سحب القوات الامريكية لن يترك فراغا أمنيا وحذرهم من محاولة التدخل في شؤون العراق.

ونالت ايران نفوذا كبيرا في العراق منذ الاطاحة بالرئيس السابق صدام حسين في عام 2003 في الغزو الذي قادته الولايات المتحدة ويشكو مسؤولون عراقيون أيضا من تدخل من جانب السعودية وتركيا وسوريا.

وقال زيباري ان الجميع حاولوا القيام بدور في توجيه السياسة العراقية بعد ستة اشهر من انتخابات لم تسفر عن فائز واضح ولم يتم حتى الان تشكيل حكومة جديدة والان يعدون أنفسهم للموعد الذي ستنسحب فيه القوات الامريكية بالكامل في عام 2011 .

وقال بينما أنهت القوات الامريكية رسميا العمليات القتالية في العراق ان كثيرين منهم يتوهمون انه سيكون هناك فراغ أمني في اللحظة التي تغادر فيها القوات الامريكية العراق وانه يمكنهم التقدم لشغل الفراغ. بحسب رويترز.

واضاف انه حذر الجميع من انه لن يكون هناك أي فراغ واذا كان هناك فراغ فان الوحيدين الذين سيملأون هذا الفراغ هم العراقيون انفسهم.

وقال زيباري عن نهاية العمليات القتالية الامريكية في 31 اغسطس اب انه يعتقد انها نقطة تحول في مهمة الجيش الامريكي في العراق.

وقال انه بالنسبة لادارة اوباما الحالية فانه يوم مهم لانه أوفى بوعده للشعب الامريكي بأنه سيقوم بانسحاب مسؤول للقوات الامريكية من العراق.

ويقول مسؤولون امريكيون ان واشنطن لم تنه مشاركتها وانما علاقة الولايات المتحدة مع العراق تتحول من علاقة عسكرية الى علاقة دبلوماسية واقتصادية.

وينظر كثير من العراقيين الى الوجود الامريكي المتراجع بانزعاج. واستمرت هجمات المسلحين قبل الانسحاب الامريكي وسط جمود سياسي مستمر بعد الانتخابات.

وقال زيباري ان محاولات دول اخرى تنفيذ برنامجها في العراق جعل من المهم للغاية للزعماء العراقيين ان ينهضوا الى مستوى المسؤولية وان يأخذوا مصير بلدهم في ايديهم بتشكيل حكومة. وقال ان الامور لم تصل الى حد الازمة لكنها قريبة من ذلك.

القوات تتأهب

في سياق متصل يقتحم جنود عراقيون منزلا لمشتبه به من المسلحين ويفتحون النار في عملية وهمية بينما يرقب الجنود الامريكيون ما يحدث تحت ظل خيمة لتجنب الشمس الحارقة.

قبل عام أو نحو ذلك ربما كان الجنود الامريكيون هم أول من يقتحم المنازل في التدريبات بينما كان العراقيون يحتمون بالظل ويرقبون لكن مهمة الجيش الامريكي في العراق بدأت تتغير مع انتهاء العمليات القتالية رسميا يوم الثلاثاء.

قال السارجنت شون أوهارا الذي يساعد في تدريب الجنود العراقيين على استخدام أجهزة الية يجري التحكم فيها عن بعد لرصد القنابل "مهمتنا القتالية انتهت تماما... بلغ العراقيون الان مرحلة يمكنهم فيها أن يأخذوا بزمام كل الامور."

وأضاف خلال التدريبات التي أجريت يوم الاثنين في جنوب بغداد "نحاول أن نصل الى المرحلة التي ينتهي بهم الحال الى تدريب أنفسهم حتى يمكن للجيل التالي من الجنود العراقيين أن يدربهم عراقيون."

ويقول مسؤولون من الجيش الامريكي انه اعتبارا من الاول من سبتمبر أيلول لن يشارك الجنود الامريكيون بشكل فعال في أغلب العمليات المشتركة مع قوات الامن العراقية وبدلا من ذلك سيراقبون تلك المهام وسيستغلونها في معرفة كيف يمكن تحسين التدريب.

واذا كانت هناك حاجة للجيش الامريكي فسوف يقدم دعما مثل التغطية الجوية القريبة باستخدام طائرات هليكوبتر عسكرية ومقاتلات وطائرات بلا طيار.

قال الكولونيل روجر كلوتيير قائد اللواء الاول من الالوية التي تقدم المشورة والمساعدة "من الموضوعات الشائعة التي نراها بشكل عام (فيما يتعلق بالاحتياجات العراقية) هو بعض الدعم للتدريب على جمع المعلومات.. بعض الدعم لتكوين قدرة على الضرب... ومساعدتهم بالامدادات." بحسب رويترز.

وذكر البريجادير جنرال رالف بيكر قائد القوات الامريكية في وسط العراق ان القوات الامريكية ستركز على أربع مجالات وهي كالتالي :

- جمع المعلومات: ينظر لها على أنها عنصر أساسي في مساعدة القوات العراقية في تحديد الهجمات المحتملة. وقالت الولايات المتحدة ان تكوين قدرة على جمع المعلومات خاصة من خلال البلاغات التي يتلقونها من المواطنين يمثل أولوية. وقال بيكر "كسب ثقة السكان عنصر أساسي لكل من الحكومة وقوات الامن العراقية."

ومن المجالات المتصلة بجمع المعلومات هو أن الجانب الامريكي سيواصل التركيز على تدريب نظام القضاء العراقي على استخدام الادلة في المحاكمات بدلا من الاعتماد على الاعتراف.

- المداهمات: قال بيكر ان نسبة نجاح المداهمات الامنية التي تقوم بها القوات العراقية لمكافحة التمرد على مخابيء للمسلحين بلغت 20 في المئة فقط. وهناك حاجة لزيادة تلك النسبة الى 70 في المئة.

- الامدادات: التأكد من تزويد قوات الجيش بالمعدات اللازمة عندما تحتاج اليها أمر حيوي في نجاح العمليات العسكرية. كما يجب أيضا أن تكون هناك عمليات اصلاح وصيانة كافية للمعدات.

- اخلاء الطرق من القنابل: ستظل القنابل التي تنفجر على الطرق خطرا كبيرا في العراق لبضع الوقت وستدرب القوات الامريكية نظيرتها العراقية على كيفية استخدام أحدث تكنولوجيا مثل الاجهزة الالية لاخلاء الطرق من القنابل. وقال بيكر "ما زلنا هنا... ما زال لدينا 50 ألف جندي وما زال لدينا عمل لنقوم به."

حرب لم تنته

وربما تكون رسالة الرئيس الامريكي باراك اوباما هذا الاسبوع بأن العراق سيتولى "رسم مساره بنفسه" قد أثلجت صدر امريكيين ارقتهم الحرب لكنها في ذات الوقت زادت من بواعث القلق لدى العراقيين بشأن مستقبل بلدهم.

يقول المواطن العراقي المقيم في بغداد نوري الموسوي (51 عاما) " الحرب لم تنته بعد. هناك حرب اخرى مازالت قائمة وهي الحرب ضد الارهاب."

وكان اوباما قال ان انهاء العمليات القتالية الامريكية يوم الثلاثاء وانخفاض عدد القوات الامريكية الى 50 ألفا ساهم في تحقيق وعد قطعه على نفسه خلال حملته الانتخابية الرئاسية عام 2008 بانهاء حرب بدأها سلفه الجمهوري جورج بوش واستمرت سبع سنوات ونصف.

لكن اخفاق الكتل السياسة الكبرى في العراق في التوصل الى اتفاق بشأن تشكيل حكومة عراقية جديدة بعد مرور نصف عام تقريبا على اجراء الانتخابات العامة في العراق في السابع من ماراس اذار الماضي والتواصل المكثف للهجمات من قبل المسلحين ساهم في زعزعة ثقة العراقيين.

وقال الموسوي "الانسحاب الامريكي كان مستعجلا وسريعا..الجيش العراقي مازال في طور البناء ولم ينته بناؤه بعد."

ورغم الانخفاض الكبير في العنف عن ذروته في القتال الطائفي الشرس خلال 2006- 2007 لا يزال عراقيون كثيرون امثال الموسوي يتشككون في قدرة الشرطة والجيش العراقيين المؤلفين من 660 الف فرد على حماية البلاد.

وكانت الادارة الامريكية التي تولت شوؤن العراق عقب الغزو قامت بتسريح الجيش العراقي القوي مما تطلب بدء بناء الجيش والشرطة والقوات البحرية والجوية في البلاد من نقطة البداية.

ووضع من يشتبه في أنهم مسلحون اسلاميون قوات الامن العراقية في اختبار عندما قتلوا مالا يقل عن 57 فردا في مركز للمجندين الجدد بالجيش يوم 17 اغسطس وما يزيد على 60 في 25 اغسطس اب عندما هاجم انتحاريون يقودون سيارات ملغومة مراكز للشرطة في أنحاء مختلفة من البلاد.

واضاف "هذه الحرب لا يمكن ان تنتهي الحرب الا بتشكيل حكومة يشترك فيها الجميع ولا يهمش بها اي طرف."

وفازت كتلة العراقية متعددة الاطياف التي يتزعمها رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي بانتخابات مارس اذار بفارق مقعدين فقط عن كتلة دولة القانون التي يتزعمها رئيس الوزراء نوري المالكي في البرلمان المؤلف من 325 مقعدا لكن اي من الكتلتين لم تحصد الاغلبية التي تؤهلها لتشكيل حكومة بمفردها. ولم تتمخض المفاوضات التي جرت من ذلك الحين عن انفراجة للازمة.

وقد يتسبب اي استبعاد لكتلة علاوي من الحكومة في اثارة غضب السنة الذين كانوا على سدة الحكم في العراق يوما ما.

ويأمل محسن التميمي (47 سنة) ويعمل صحفيا في وضع حد للحرب التي راح ضحيتها ما يزيد على 100 الف عراقي وما يزيد على 4400 جندي امريكي.

ويقول التميمي "لكن الحرب ستنتهي عندما يتفق السياسيون مع بعضهم ويشكلون حكومة. والا فان هذه الحرب ستستمر."

مخابرات وليس جنود

من جانبه قال مسؤول أمني عراقي بارز ان العراق لا يحتاج الى مزيد من الجنود ورجال الشرطة لمحاربة المتمردين مع انتهاء العمليات القتالية الامريكية في العراق.

وأوضح احمد الخفاجي وكيل وزير الداخلية أن العراق يحتاج بدلا من ذلك الى جمع معلومات المخابرات بشكل أفضل والى وسيلة لمنع الدول التي تريد نسف الديمقراطية الوليدة بالعراق من دعم المتمردين السنة المرتبطين بتنظيم القاعدة أو الميليشيات الشيعية.

وأضاف "أنا اعتقد جازما (أنه) لو رحلت القوات الامريكية ولم تبق .. هؤلاء سوف يستمرون بعملياتهم لانهم مأجورون .. لاجندات دول المنطقة التي تريد ان تخرب ديمقراطية العراق."

وتابع قوله "هم أتوا من دكتاتوريات معروفة. هم لديهم رسالة واحدة هي قتل العراقيين ويستخدمون سياسة الارض المحروقة."

وقال الخفاجي " ليس لدينا عجز في القوات المسلحة وليس لدينا مشكلة بالتسليح لمقاتلة الارهاب."

واوضح الخفاجي أن العراق لدية أربع وكالات مخابرات مختلفة لكن المعلومات التي يتم جمعها لا تصل على الدوام عبر القنوات الى القوات في خط المواجهة. وهذا وجه للقصور. وقال "المعركة القادمة هي معركة استخبارات والتي يجب ان تكون كفؤة."

واضاف وكيل وزير الداخلية للقوى الساندة المسؤول عن الحدود العراقية أن هناك تحديا اخر يتمثل في تحسين العلاقات مع الدول الاخرى واقناعها بوقف تاييد العنف.

وقال الخفاجي ان الشيء المهم هو أن شن العمليات الارهابية يعتمد على الدعم المالي من دول الجوار. بحسب رويترز.

واوضح "يجب ان تكون هنالك سياسة عليا للحكومة لمنع دول الجوار من التدخل في الشان العراقي باقامة اتفاقيات سياسية واقتصادية معها."

ويتهم رئيس الوزراء العراقي الحالي نوري المالكي دولا عربية سنية لم يحددها بدعم المتمردين المعارضين لصعود الاغلبية الشيعية بالعراق الى السلطة السياسية بعد الاطاحة بصدام حسين في عام 2003.

والعلاقات فاترة بشكل خاص مع السعودية التي تنظر بقلق الى تزايد النفوذ الايراني في العراق.

من جهة اخرى يقول الجيش الامريكي ومسؤولون عراقيون ان ايران تدرب وتمول وتسلح الميليشيات الشيعية في العراق وهو ما تنفيه طهران.

وقال الخفاجي ان المقاتلين الاجانب لا يزالون يدخلون البلاد عبر حدود العراق سهلة الاختراق. ولم يحدد اي دولة بالاسم. وقال "لا احد يتسلل الحدود بدون رغبة وتوجيه هذه الدول."

ويحفر العراق خندقا بعمق ثلاثة أمتار على الحدود ابتداء بالحدود مع سوريا. وكان من المفترض اقامة نظام مراقبة بتكلفة 49 مليون دولار بحلول يونيو حزيران لكنه تأجل.

وتخطط شرطة الحدود العراقية أيضا لاقامة 800 موقع حدودي اضافي فيما يتطلب 11 الف حارس اضافي.

وقال الخفاجي "معركة الحرية مستمرة ولكن الحرية حمراء (بلون الدم") مضيفا "المعركة الان ليست بين الارهابين والقوات الامنية هي تشمل كل العراقيين."

عشرات الاف المفقودين

الى ذلك لا يزال مصير "عشرات آلاف الاشخاص" مجهولا في العراق بعد الحرب العراقية الايرانية (1980-1988) وحزب الخليج (1990-1991) والنزاع الذي اعقب الغزو الاميركي للعراق في 2003، بحسب ما اعلنت الاحد اللجنة الدولية للصليب الاحمر في بيان.

واضاف بيان المنظمة انه "ما زال الناس في منطقة الخليج يعيشون اثار الحروب بعد سنوات او حتى عقود من سكوت دوي الرصاص، وما زال الاف الاشخاص يأملون في تلقي أخبار عن اقاربهم الذين فقدوا" في تلك النزاعات الثلاثة.

واكد "ما يزال الى اليوم مصير عشرات الاف الجنود الذين شاركوا في الحرب الايرانية العراقية، وبينهم اسرى حرب سابقين، مجهولي المصير". بحسب فرانس برس.

وقتل مليون شخص خلال الحرب الايرانية العراقية التي استمرت على مدى ثمانية اعوام كما قتل عشرات الاف اخرين خلال حرب الخليج والفترة التي اعقبت اجتياح العراق.

وطالبت المنظمة في بيانها حكومات المنطقة ببذل الجهود لتامين معلومات حول مصير الاشخاص المفقودين.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 2/أيلول/2010 - 22/رمضان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م