النجف الاشرف تتوشح بالسواد أحياءً لذكرى استشهاد الإمام علي بن أبي طالب

تحقيق: فراس الكرباسي

 

شبكة النبأ: تدفق الى مدينة العلم والعلماء (مدينة النجف الاشرف) بالعراق ملايين المسلمين من داخل العراق والبلدان العربية والاسلامية والاجنبية لإحياء ذكرى استشهاد بطل الاسلام والعرب الامام علي بن ابي طالب عليه السلام في اجواء يخيم عليها الحزن والالم لفقد هذا الانسان الكبير على يد الارهابي المجرم عبد الرحمن بن ملجم المرادي الذي سل سيفه صبيحة يوم التاسع عشر من شهر رمضان لسنة 40 للهجرة وقام بضرب الامام علي عليه السلام وهو يصلي صلاة الصبح في مسجد الكوفة المعظم.

السيد محمد الاعرجي من دولة البحرين (45سنه) يؤكد ان زيارته للنجف الاشرف كانت لاحياء ليالي القدر المباركة عند مرقد الامام علي عليه السلام لما لها من اجواء روحية ونفحات ايمانية خالصة يستقوي بها المؤمن على اداء مراسيم الصلاة والدعاء .

وقالت الحاجة ام سلمة من دولة السعودية (55سنه) "لقد جئت الى صحن امام المسلمين علي بن ابي طالب لانني على يقين بانه حي يسمع كلامي ويرى مقامي لانه شهيد والشهداء يسمعون ويرون ولكن حجب الباري عنا سمعهم وسماع صوتهم، فقد جئت تاركه المدينة المنورة وبيت الله الحرام كي اواسي رسول الله محمد صلى الله عليه واله وسلم بمصاب ابن عمه وسنده ووصيه الامام علي راجية من الله قبول عملي من صلاه ودعاء وقراءة للقران.

وسط هذه الاجواء الايمانية توجهت جموع المؤمنين صوب امامهم علي بن ابي طالب يشيعونه ويواسون الامام الثاني عشر المهدي المنتظر حسب ما قاله الشيخ حبيب الكاظمي، فقد اكد في خطبته داخل الصحن الشريف بانه من المؤكد ان يزور الامام المهدي حفيد امير المؤمنين جده ويعزيه بفقده، وطالب الكاظمي من الامام المهدي ان يرفع العذاب عن المسلمين عامة واهل العراق خاصه.

هذا واقام أهالي مدينة النجف مواكب العزاء في الصحن الحيدري وخارجه في المدينة القديمة، بالإضافة إلى نصب سرادق علقت عليها لافتات سود وعلى الجدران تنعى الإمام علي  بذكرى وفاته على الطرقات والطرق المؤدية للمحافظة من المحافظات الأخرى كمواقف استراحة للسائرين على الأقدام، فيما تتواجد قوة من الشرطة أو الجيش قرب كل سردق.

وبدورها استنفرت الاجهزة الامنية كافة صنوفها لحماية الزائرين ومرقد الامام علي ومسجد الكوفة من هجمات التكفيريين والارهابيين اللذين عميت قلوبهم واسودت افئدتهم عن الحق والحقيقة، حيث فرضت الاجهزة الامنية في محافظة النجف الاشرف خطة امنية مشددة بمشاركة اكثر من 25 الفا من منتسبيها لتوفير الحماية الكاملة للوافدين للمشاركة في ذكرى استشهاد امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام).

وقد اعلن مجلس محافظة النجف الاشرف قبل ثلاثة ايام من المناسبة اعتبار ذكرى استشهاد الامام علي عطلة رسمية في جميع دوائر الدولة غير الخدمية، مستثنيا“الدوائر المشمولة بالخطة الامنية من العطلة (الكهرباء، الصحة، الكهرباء، البلدية، فضلا عن الاجهزة الامنية”.

وبدورها قامت الدوائر الخدمية كالكهرباء والماء والصحة والبلديات والاوقاف بتقديم كل العون والمساعدة للزائرين. حيث قامت وزارة الصحة بدعوة دائرتي صحة كربلاء والنجف الى اتخاذ الاستعدادات الصحية المطلوبة لمناسبة ذكرى استشهاد الامام علي بن ابي طالب، وقال مدير دائرة العمليات الطبية والخدمات المتخصصة بالوزارة الدكتور جاسب لطيف علي" ان الوزارة وضمن الاستعدادات الجارية لمناسبة احياء ذكرى استشهاد الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) التي تصادف يوم 21 من رمضان الجاري وجهت دوائر الصحة في محافظتي النجف وكربلاء والمحافظات المجاورة لاتخاذ جميع الاستعدادات وتقديم الخدمات الصحية والعلاجية والوقائية المطلوبة لزوار العتبات المقدسة في هاتين المحافظتين الذين من المؤمل توافدهم بأعداد غفيرة خلال المناسبة ". واوضح ان دائرتي الصحة في المحافظتين ستقومان بتعزيز الخدمات الصحية المقدمة في ردهات الطوارئ وتامين خزين جيد من الادوية والمستلزمات الطبية واكياس الدم، فضلا عن توزيع سيارات الاسعاف والمستشفيات المتنقلة على طول الطرق المؤدية الى تلك المحافظات لضمان انسيابية وديمومة تقديم الخدمات اثناء الزيارة التي تتزامن مع شهر رمضان وارتفاع درجات الحرارة.

ودعا الزائرين لاسيما من كبار السن والاطفال الى عدم تناول السوائل والاغذية مجهولة المصدر والتي لاتتوفر فيها الشروط الصحية حفاظا على صحتهم وسلامتهم والوقاية قدر الامكان من اشعة الشمس القوية كونها تتسبب بحصول ضربة الشمس.

وقد استنفرت ادارة العتبة العلوية المقدسة وادارة مسجد الكوفة المعظم وادارة العتبتين الحسينية والعباسية بكربلاء المقدسة والعتبة الكاظمية ببغداد كل الجهود في استقبال الزائرين واحياء هذه المناسبة على اكمل وجه.

هاشم الباججي مسؤول اعلام العتبة العلوية بالنجف الاشرف، يقول" لقد استنفرت العتبة كل كوادرها ومنتسبيها وتم التحضير والاستعداد لاستقبال الزائرين المسلمين قبل شهر رمضان والتنسيق جار مع كل الدوائر المعنية وان جموع الزائرين ستصل ذروتها يوم الاربعاء ليلة 21 رمضان لاحياء ليلة القدر من جهة والمشاركة في العزاء لاستشهاد الامام علي بن ابي طالب عليه السلام، كما توافد الى العتبة العديد من المسؤولين وممثلي مكاتب السادة المراجع للمشاركة بهذه المناسبة الاليمة"، ومن ناحية الخدمات اكد الباججي" وفرت العتبة اغلب الخدمات اللازمة للزائرين وكان لمضيف العتبة دور مهم في افطار الزائرين وقامت الكوادر في العتبة بتوفير الماء البارد للزائرين واماكن الجلوس والراحة ونصب الكثير من السرادق لايواء الزائرين".

وكذلك مسجد الكوفة المعظم وهو من مساجد الله الاربعة التي يشد اليها الرحال انبرت ادارته بتوفير الخدمات الكبيرة للزائرين من جميع الجوانب وفتح الباب امام الزائرين لاحياء سنه الاعتكاف مدة ثلاثة ايام فيه وهي سنه نبوية سنها الرسول الاكرم محمد صلى الله عليه واله وسلم لزيادة الترابط الروحي بين المسلم والمسجد ولها فوائد كثيرة.

وبعد احياء الملايين من المسلمين ليلة القدر وذكرى استشهاد الامام علي بن ابي طالب عليه السلام توجهوا الى منازلهم وديارهم مجددين العهد مع الامام علي لنصرته والوقوف بجنب الحق وتعالت الاصوات عند مغادرتهم "تهدمت والله اركان الهدى" و " واعلياه وا اماما".

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 2/أيلول/2010 - 22/رمضان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م