زهرة الخشخاش... في قائمة الفنون المسروقة

 

شبكة النبأ: الخشخاش Poppy ، زهرة صغيرة ذات ألوان مختلفة يمكن ان تكون بيضاء أو صفراء أو برتقالية أو حمراء أو زهرية اللون و هي تنمو في المناطق الباردة والوحيدة التي تنمو في اقصي الشمال في جرينلاند خلال فترة الصيف القصيرة للغاية و تزهر لأيام قليلة.

للخشخاش أصناف كثيرة وهو من نباتات شقائق النعمان ويستخرج من جوزة نبتة الخشخاش مادة الأفيون و الهروين والمورفين.

والخشخاش اسم للوحة شهيرة للفنان الهولندي فنسنت فان جوخ سرقت من متحف محمد خليل في مصر ..

وقد أثارت واقعة سرقة الوحة العديد من التساؤلات حول مدي الإهمال الأمني في حماية الآثار وأسلوب المراقبة في تلك المتاحف الذي ينم عن أسلوب بدائي في حماية اللوحات الأثرية ذات القيمة الفنية الكبيرة، حيث تبين أن المتهم دخل إلى المتحف على مسمع ومرأى من العاملين بالمتحف والأمن الذي يقوم بمراقبة اللوحة، ثم أخرج آلة حادة وقام بقطعها من البرواز الخاص بها ثم خرج بعد ذلك دون إلقاء القبض عليه من قبل شرطة السياحة التي تتولي حماية وتأمين المتحف من الخارج وبعد أكثر من ساعة على السرقة تم اكتشاف الواقعة.

ومن أشهر السرقات الأخيرة للوحات الفنية سرقة لوحتان للفنان التشكيلي المصري حامد ندا من داخل دار الأوبرا عن طريق موظف بالأوبرا وبعد حوالي سنة من السرقة تم إعادة اللوحة المسروقة من السعودية بعد أن اكتشف الفنان التشكيلي المصري هشام قنديل ـ مدير أتيلية جدة للفنون التشكيلية بالسعودية ـ وجودها.

كل هذه الحوادث المتكررة لسرقات اللوحات الفنية ذات القيمة العالية من داخل المتاحف المصرية تدل على وجود إهمال جسيم في أنظمة الحماية والأمن داخل المتحف والاستهتار من قبل مسئولي المتاحف في إداراته، فقد ثبت أن جميع كاميرات المراقبة بمتحف محمد محمود خليل كانت معطلة ولا تعمل منذ فترة، علاوة على وجود اللوحة داخل غرفة منفردة دون حراسة أمنية.

الغريب في سرقة لوحة «زهرة الخشخاش» أنها سبق سرقتها في منتصف السبعينيات، وتم إعادتها من إحدي الدول العربية بعد العثور عليها في أحد الأتيليهات.

وصاحب المتحف محمد محمود خليل ولد في 1877 لأسرة ثرية درس الزراعة أول الأمر بناء علي رغبة الأسرة وحسب التقاليد السائدة، ليكون مشرفًا علي العقارات والأطيان الزراعية، لكن ما أن تخرج في الجامعة حتي سافر إلي فرنسا اتجه إلي دراسة الحقوق، وأثناء إقامته هناك أحب ثم تزوج فتاة فرنسية كانت تدرس الموسيقي.

تغيرت حياته وتغير دوره في هذه الحياة، إذ لم يعد يهمه أن يواصل عمل العائلة، وخاصة بعد أن استبدت به هواية جديدة مختلفة عن غيره من أغنياء مصر وهي عشق الفن.

ويرجع إنشاء المتحف إلي عام 1915 وقد ظل القصر مسكنًا لأسرته حتي عام 1960 إلا أنه بناء علىرغبته وتنفيذًا لوصية زوجته تحول هذا القصر إلي متحف يحمل اسمه عام 1962 ، وكان محمود خليل يعمل رئيسًا لجمعية محبي الفنون الجميلة التي اشترك في تأسيسها عام 1924 وحصل على أرفع الأوسمة والنياشين الفرنسية.

ويحتوي المتحف علي أشهر اللوحات والمقتنيات الفنية والتي تضم اللوحة الأصلية «لفان كوخ» وتبلغ مساحة القصر أو المتحف 8 آلاف متر وقد أعيد افتتاحه في سبتمبر 1995 وقد أنفق عليه 20 مليون جنيه مصري. وتقدر الثروة الفنية التي يضمها هذا المتحف بنحو 11 مليار دولار.

 وسرقةهذه اللوحة ليست الجريمة الوحيدة في تاريخ سرقات اللوحات الشهيرة على مستوى العالم ، وليس في مصر وحدها ..

ففي عام 2007 سرقت ثلاث لوحات تقدر قيمتها بأكثر من 50 مليون يورو (69 مليون دولار) من شقة حفيدة الفنان الشهير، ديانا ويدماير بيكاسو.

وقد شكلت سرقة اللوحات لغزا بالنسبة الى المحققين الفرنسيين لاختفاء هذه اللوحات من الساحة الفنية تماما، بالاضافة الى عدم ترك اللصوص أي آثار تدل على عملية السطو.

هذا اللغز دفع المحققين الى الاعتقاد بأن اللصوص كانوا على دراية وثيقة بالشقة. يشار الى ان اللوحات التي سرقت هي صور لمايا، ابنة بيكاسو، ولزوجته الثانية جاكلين.

وهناك العديد من القصص والروايات المختلفة عن السرقات فمنها مثلا:

1 ـ السرقة بالطرق البدائية كما حدث بالنسبة الى لوحة الموناليزا، اذ سرقت اللوحة في عام 1911 حين استطاع شاب فرنسي يدعى بيروجي كان يقوم بترميم بعض اطارات الصور بالمتحف ان يسرق الموناليزا ويخفيها لديه. وبعد عامين، أي في عام 1913 باعها لفنان ايطالي هو الفريدو جيري الذي ما ان رآها وتأكد انها موناليزا دافنشي الأصلية حتى أبلغ السلطات الايطالية التي قبضت على اللص وأودعت اللوحة في متحف بوفير جاليري. فرح الايطاليون كثيرا بذلك، ثم استعادتها فرنسا.

2 ـ بعض اللوحات العالمية الأخرى سرقت بطريقة مختلفة لا تخلو من روح المغامرة ولا تخلو من الاعتماد على السلاح. فقد حدثت سرقة فنية كبرى في السويد عام 2000 اذ تمكن ثلاثة لصوص مسلحين بالمسدسات والبنادق الأوتوماتيكية من الاستيلاء على لوحة نادرة للفنان الهولندي رمبرانت ولوحتين ثمينتين لفنانين آخرين، بعد ان اقتحموا المتحف بوسط العاصمة السويدية قبل موعد اغلاقه بقليل ورفعوا اللوحات من جدار المتحف وغادروا المتحف امام أعين عدد من الزوار وركب المسلحون زورقا صغيرا كان ينتظرهم قرب المتحف المطل على البحر واختفوا في ظلام الليل.

3 ـ استهدف لصوص سرقة الأعمال الفنية عام ،2002 في ايرلندا للمرة الرابعة في 27 سنة، بعد بضعة أيام فقط من استعادة عملين فنيين من عملية سطو تعرض لها البيت سابقا. وأخذت خمس لوحات من دار روسبورو، كاونتي ويكلو، وهي دار فخمة كان يملكها المليونير الجنوب أفريقي الذي يعمل في حقل الألماس، السير ألفرد بيت.

كانت لوحتان من بين هذه اللوحات الخمس ـ لوحة 'حقل الذرة' لجاكوب فان رويسدائل ولوحة 'صورة راهب دومينيكاني' للفنان روبن ـ قد سرقتا في وقت سابق في عام 1986 وأعيدتا بعد سبع سنوات.

اللوحات الثلاث الأخرى المسروقة هي لوحة 'الزهرة يتضرع للمشتري' لروبن، ولوحة 'البحر الهادئ' لفيلم فان درفلده ولوحة 'تقديس الراعي' لأدريان فان اوستاده.

4 ـ تقول الشرطة البريطانية ان لوحة ثمينة للرسام الفرنسي الشهير بول سيزان سرقت من متحف آشمولين التابع لجامعة اوكسفورد وان السرقة مخطط لها بدقة وعناية، فقد هاجمت مجموعة من اللصوص متحف آشمولين، وهو جزء من جامعة اوكسفورد، في اليوم الأول من العام الجديد مستغلين الاحتفالات بالسنة الجديدة وقامت بسرقة لوحة اوفيرز ـ سور ـ اويس الزيتية التي رسمها بول سيزان بين عامي 1879 ـ 1882.

اللوحة المسروقة هي الوحيدة التي بحوزة المتحف للرسام سيزان وهي مهمة لأنها تمثل الأعمال الفنية في القرن التاسع عشر. تصور هذه اللوحة، التي اشتراها متحف آشمولين عام ،1980 مجموعة من البيوت الصغيرة البيضاء في واد مليء بالأشجار. يقول المتحف ان اللوحة كانت مؤطرة بإطار قياسه 18 انج عرضا و22 انج طولا.

كذلك يمكن الاشارة هنا الى ان الكثيرين من قادة أو جنود قوات الاحتلال الاجنبي لهذا البلد أو ذاك يسرقون عادة بعض اللوحات الفنية أو القطع الآثارية. ففي العراق بعد 9 ابريل ،2003 مثلا حدثت سرقات كثيرة لقطع آثارية عثر على بعضها في مطارات اجنبية عديدة وبعضها المسروق الآخر مازال مختفيا بحيازة العديد من المهربين الدوليين.

اما ما يتعلق بسرقات المحتلين للوحات الفنية فمثالها الصارخ ما جرى على أيدي الجيش السوفيتي حال احتلاله برلين عام ،1945 بعد سقوط الهتلرية اذ تشير بعض التقارير الى ان الجيش الأحمر الذي اقتحم برلين عام 1945 كان يضم فرقة خاصة تدعى 'لجنة الغنائم' نجحت في وقت قياسي في الاستيلاء على أكثر من مليون لوحة وقطعة فنية لا تقدر بثمن. كذلك كانت هناك نفائس عديدة لم يتم التأكد من مصيرها ـ وان كان يعتقد انها مازالت في موسكو حتى اليوم (مثل كنز طروادة الذي اكتشفه الأثري الألماني سلمون في اليونان عام 1873).

5- سرقة خمس لوحات فنية قيمتها 100 مليون يورو، وهي تعود  لرسامين كبار من بينها لوحات لماتيس وبيكاسو ، وقد تمت سرقتها ليل الاربعاء الخميس 20-5-2010 من متحف الفن المعاصر في باريس ، وقدرت بلدية العاصمة الفرنسية قيمتها بما بين تسعين ومئة مليون يورو.

و اللوحات المسروقة هي لبابلو بيكاسو "لي بيجون او بيتي بوا (حمامة البازلاء) وهنري ماتيس "باستورال" (الرعوية) وجورج براك "اوليفييه بري دي ليستاك" (شجرة الزيتون قرب ايستاك) وفرنان ليجيه "ناتور مورت او شانديلييه" (طبيعة ميتة وشمعدانات) واماديو موديلياني "فام اليفنتاي" (امراة تحمل مروحة يد).

6 - في يونيو/حزيران 2009 سرق دفتر رسوم بيكاسو في وضح النهار من متحفه في العاصمة الفرنسية وقدرت قيمته بحوالى ثلاثة ملايين يورو. وفي ديسمبر/كانون الاول اختفت لوحة "لي كوريست" للرسام ادغار ديغا التي اعيرت لمتحف كانتيني في مرسيليا.

ومتحف الفن المعاصر في باريس الذي افتتح في 1961 والذي يعتمد على التبرعات يضم اكثر من 8 الاف لوحة تجسد مختلف التيارات الفنية في القرن العشرين.

ومن بين الفنانين الذين يعرض متحف باريس اعمالهم بابلو بيكاسو وهنري ماتيس وراوول دافي وموريس دي فلامينك وجورج روو وفرنان ليجيه وجورج براك وفرانسيس ايتريو وجان ارب والبرتو جياكوميتي وبيار سولاج.

7 - فى 4 سبتمبر 1972، تعرض المتحف الوطنى بمونتريال إلى عملية سرقة ضخمة قادها أربعة رجال مسلحين كانوا يعلمون جيدا ما يبحثون عنه، انتهت السرقة «الجريئة» باختفاء لوحة منظر طبيعى لرمبرانت، ولوحة للفنان ديللا كوروا وأحد أعمال جينسبروه، ومجوهرات وقطع فنية أخرى، اختفت جميعها حتى اليوم.

8 - أما الرسام النرويجى «إدوارد مونك» فربما يكون الرسام الأكثر سرقة فى التاريخ، ففى عام 1994 سرقت لوحته الأشهر «الصرخة» من المعرض الوطنى فى أوسلو بالنرويج، وسرقت اللوحة ذاتها مرة ثانية عام 2004 من معرض ميونخ، وفى عام 2005 تم سرقة ثلاثة لوحات للفنان نفسه من فندق نرويجى، ولكن جميع اللوحات تم استعادتها.. حتى الآن.

9 - لوحة «بورتريه دوق ويلنجتون» للرسام الأسبانى «جويا» تمت سرقتها من المتحف الوطنى الإنجليزى فى لندن عام 1961 على يد «كيمبتون بونتون» وهو سائق أتوبيس متقاعد طلب فدية لإعادة اللوحة مقدارها 390 ألف دولار مدعيا أنه سيستخدم الأموال لشراء أشياء للفقراء، الطريف أن اللص أعاد بنفسه اللوحة بعد أربعة أعوام كاملة من السرقة، واللوحة نفسها تم بيعها مؤخرا لرجل أعمال أمريكى بنفس المبلغ الذى طلبه بونتون كفدية.

10 - أما سرقة متحف جاردنر فربما تكون هى أغلى السرقات الفنية فى التاريخ، ففى عام 1990 اقتحم ثلاثة رجال يرتدون ملابس شرطة بوسطون متحف ايزابيلا ستيورات جاردنر بمدينة بوسطون الأمريكية، وقاموا بتقييد الحراس والهرب حاملين معهم 13 قطعة فنية مختلفة تقدر قيمتها مجتمعة بما يزيد عن 500 مليون دولار، بما فى ذلك ثلاث لوحات لرامبرانت، وخمس قطع للفنانين ديجاس، فرميير، ومانيه، ولم يتم العثور على اللصوص أو القطع المسروقة.

11 - عام 2006 اعلن متحف غوغنهايم ان لوحة للرسام الاسباني فرانشيسكو غويا سرقت في الولايات المتحدة في أثناء نقلها من مدينة توليد في ولاية اوهايو. كان يفترض أن تعرض اللوحة التي رسمت في العام 1778 مع 140 عملا لاهم الرسامين الاسبان في معرض «الرسم الاسباني من غريكو الى بيكاسو». تمثل اللوحة طفلا يلعب تحت شجرة وتعود الى المجموعة التي يملكها متحف توليدو. أعلن متحفا غوغنهايم وتوليدو في بيان مشترك عن مكافأة قيمتها 50 الف دولار أميركي لمن يعثر على اللوحة التي سرقت في منطقة سكرانتون في بنسلفانيا وكانت بحوزة أحد المتخصصين بنقل القطع الفنية. كذلك أوضح المتحفان أن «اللوحة التي تبلغ قيمة التأمين عليها مليون دولار لا يمكن أن تباع ولا قيمة لها بالتالي في السوق».

ومن الجدير ذكره ان لدى الانتربول قاعدة مشابهة تحتوي حوالى 26 الف صورة "للاعمال الفنية الاكثر طلبا حول العالم". ونادرا ما يتم العثور على الاعمال المسروقة.

وقد اهتم عدد من الكتاب حول العالم بموضوع سرقات اللوحات الفنية وكتبوا عن سيكولوجية لصوص هذه اللوحات.

من تلك الكتابات ما صدر للناقد الفني في صحيفة (بوسطن كلوب) ادوارد دونلينك وهو كتابه (إنقاذ الفنان:القصة الحقيقية للصوص الفن) ويكشف فيه عن الجانب المعقد والسيكولوجي للصوص اللوحات الفنية الثمينة. ويذكّر الناقد القارئ في كتابه بحادثة سرقة لوحة الفنان النرويجي الشهيرة (الصرخة) من غاليري أوسلو الوطني عام 1994 . وتبين أن سارق لوحة الفنان النرويجي ادوارد مونك، لم يكن من الوسطاء في تجارة الفن، بل هو لاعب كرة قدم سابق وعضو في عصابة لسرقة الأشياء الثمينة من بينها لوحات الفنانين الكبار. وكان يأمل السارق في أن يجد من يشتري لوحة مونك الشهيرة ليحقق أكبر قدر من الأرباح.

وفي الكتاب الصادر عن دار النشر الأميركية (هاربر كولنز) يجري الناقد دونلينك حوارات مع شخص يدعى جارلي هيل، وهو أميركي من أصل ايرلندي يقود فريقا صغيرا لإنقاذ اللوحات المسروقة. ومن خلال هيل يتعرف الناقد على الدوافع السيكولوجية المعقدة للصوص اللوحات الثمينة، وينطلق المخبر من نظرية مفادها أن لصوص اللوحات يدركون جيدا بأنهم لا يستطيعون بيعها في أسواق الفن. ويبدو الدافع لدى بعضهم دافعا فنيا محضا ينطلق من معرفة وذائقة فنية متميزة، والبعض الآخر يعمل لحساب جامع لوحات يكون مجهول الهوية دائما.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 1/أيلول/2010 - 21/رمضان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م