قراصنة البحار... رجال نصف احياء بين خياري السجن والموت

 

شبكة النبأ: قد يراها البعض عملا، لانه لايملك عمل، فيتخذها كعمل يكسبه الاموال بدون ان يبذل جهدا في الحصول عليه، وقد يجده البعض غاية لتحقيق اهدافا غير واضحة للعيان لان ارباحها تعود اليه وحده، والبعض الاخر يضنها ارهاب من نوع اخر لانها تدمر حركة السفن ونقل البضائع بل تؤدي في بعض الاحيان الى قطع الطرق مابين دولة واخرى مما سيؤدي ذلك الى مشاكل اقتصادية في بلدان العالم وتدهور المصالح، ولكن مهما اتخذت اشكالا فهي تبقى معروفة وهي القرصنة ، ونهايتها واضحة وهي السجن اوالقتل، وذلك لان الجهود التي تبذل للقضاء عليها ليست بالشيء اليسير، حيث ان دول العالم تتحد للقضاء عليها وجعل الطرق البحرية اكثرامانا.

نوفوستي

فقد أكد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية الجنرال نيكولاي ماكاروف أن القرصنة في منطقة خليج عدن تحولت إلى مصدر تهديد للملاحة الدولية ويمكن التغلب عليها عبر تدخل القوات البحرية العسكرية لعدد من الدول.

وأضاف ماكاروف أمام الصحفيين في موسكو اليوم أن التعاون في مجال تنسيق العمليات المشتركة بين السفن الروسية وسفن حلف شمال الأطلسي (الناتو) في منطقة القرن الأفريقي لمحاربة القراصنة الصوماليين يتطور بشكل سريع، مشيرا إلى أنه تم التوصل إلى تنظيم تبادل المعلومات بين الطرفين.

وأكد المسؤول العسكري الروسي أن التعاون سيبقى مستمرا، مشيرا الى أن روسيا ستتابع بشكل منفرد مرافقة السفن المدنية في تلك المنطقة.

اطلاق سراح

الى جانب متصل أعلنت قوة الاتحاد الأوروبي البحرية لمكافحة القرصنة قبالة سواحل الصومال أن قراصنة صوماليين أطلقوا سراح سفينة شحن تحمل على ظهرها طاقما مؤلفا من 22 سورياً ومصريين اثنين كانوا قد اختطفوها في خليج عدن.

وذكرت القوة أن سفينة حربية تابعة للاتحاد الأوروبي قامت بتقديم مساعدات طبية لاثنين من طاقم السفينة "إم في سيريا ستار" أصيبا خلال عملية اختطاف السفينة. وأضافت القوة أن القراصنة أفرجوا عن سفينة الشحن طواعية، وفقا لشبكة "إن بي سي" الأمريكية. في الوقت نفسه أشاد مكتب الملاحة الدولي بتراجع حوادث القرصنة في مختلف أنحاء العالم من العام الحالي بنسبة الخمس، مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، وذلك بسبب تراجع عمليات القرصنة في خليج عدن. ووفقا للمكتب، الذي هو منظمة دولية لمراقبة نشاط القرصنة، فإن تراجع أنشطة القرصنة في خليج عدن عائد إلى الانتشار العسكري المكثف هناك.وأضاف المكتب، ومقره لندن، أن مركز الإبلاغ عن القرصنة التابع له في كوالالمبور بماليزيا تلقى 196 بلاغا عن حوادث قرصنة من يناير/كانون الثاني إلى يونيو/حزيران، بينما بلغ عددها في الأشهر الستة الأولى من العام الماضي 240 حادثة.

وقال بي موكوندان مدير مكتب الملاحة الدولي في تقرير أصدره إن "ما تقوم به قوات البحرية في خليج عدن أثبت فعاليته في تقليل عدد الهجمات"، ونشر العديد من دول العالم أساطيل لها في مياه خليج عدن منذ بداية العام الماضي، وتم تنظيم دوريات لمراقبة مسارات السفن في النقاط الخطرة.وأدى نشاط القراصنة في المياه قبالة سواحل الصومال إلى زيادة عدد الهجمات على مستوى العالم التي وصلت العام الماضي إلى أعلى معدلاتها منذ ست سنوات، وبلغت 406 هجمات.

خطف السفن في خليج عدن

هذا وقد اعلنت قوة اتالانتي الاوروبية لمكفاحة القرصنة ان قراصنة صوماليين خطفوا سفينة شحن تدعى "سيريا ستار" في خليج عدن ترفع علم جزر سان فنسنت وغرونادين وعلى متنها طاقما من 24 عضوا بين سوريين ومصريين.

واعلن المقر العام لقوة اتالانتي في بيان لها "اعلنت سفينة +سيريا ستار+ انها تعرضت لهجوم قراصنة صعدوا على متنها واطلقوا النار على طاقمها". وارسلت القوة الاوروبية مروحيات لاحظت ان القراصنة سيطروا على السفينة تاركين وراءهم زورقا صغيرا على متنه وقود واسلحة. ولدى وصول بوارج "ناف فور" الى المكان، غيرت السفينة مسارها باتجاه الشواطئ الصومالية ورفض القراصنة اي اتصال عبر اللاسلكي مع القوة الاوروبية. ويتكون طاقم سيريا ستار من 22 سوريا ومصريين اثنين. وهذه ثاني عملية قرصنة في خليج عدن في ظرف اسبوع. بحسب وكالة فرانس برس.

وقد اعلنت قوة اتالانتي ان قراصنة صوماليين خطفوا في خليج عدن سفينة شحن بنمية اسمها "سويز" وعلى متنها طاقما من 23 عضوا. واوضحت ان السفينة التي كانت تنقل 17300 طن من الاسمنت وافراد طاقمها من مصر والهند وباكستان وسريلانكا، تعرضت للهجوم رغم انها كانت تسلك الممر الدولي الموصى به. وفي اليوم التالي اعلنت القوة ان فرقاطة اسبانية تصدت لهجوم قراصنة على سفينة شحن كيميائية نرويجية في خليج عدن واعتقلت سبعة مهاجمين.

السجن نهاية القرصنة

في الوقت ذاته تم أدانت 11 صوماليا في المحكمة العليا في سيشل. واعتقل القراصنة داخل المياه الاقليمية لسيشل وهي ارخبيل يقع في المحيط الهندي بعد أن استخدموا أسلحة الية لمهاجمة سفينة تابعة لخفر السواحل في سيشل في ديسمبر كانون الاول الماضي.

وذكر بيان من قسم الشؤون القانونية في سيشل ان "هذه الادانات. .. ستكون رادعا لقراصنة صوماليين محتملين يعتقدون ان بامكانهم دخول مياه سيشل بدون عقاب."وحكم على القراصنة الاحد عشر بالسجن عشر سنوات وأدين ثمانية من بينهم بارتكاب اعمال قرصنة وأدين ثلاثة بمساعدة القراصنة وتحريضهم.و مازال 29 صوماليا اخرين يشتبه في انهم قراصنة محتجزين في سيشل التي تشتهر بانها مقصد للمشاهير ورجال الاعمال. بحسب وكالة الانباء البريطانية.

بين قرصان وصياد

 سؤال قد ينقذك وانت في عرض البحر وتواجه هذا الموقف، فعادة ما يصطحب القراصنة معهم معدات الصيد في المياه العميقة للمحيط الهندي لمساعدتهم في اطعام أنفسهم بينما يحمل الصيادون من الدولة التي يغيب عنها القانون بنادق أيه كيه -47 لحماية أرواحهم. ويمكن بسهولة اخفاء الخطاطيف عن الاعين.

لكن اذا ما شاهد ضباط البحرية زورقا صغيرا يحمل سلالم معدنية طويلة مثبتة على السطح يقولون انهم يتأكدون ساعتها من أن ركاب الزورق خرجوا الى البحر وفي أذهانهم شيء واحد فقط.يعني هذا أن طائرات الهليكوبتر والطائرات المقاتلة التي تقوم بدوريات بحرية على طول الساحل الصومالي بمقدورها أن ترصد "مجموعات قرصنة" في البحر وتنقل هذه المعلومات الى السفن الحربية وغرفة عمليات مركز القيادة.

يقول اندرياس كوتش ضابط البحرية الالماني الذي يعمل مساعد رئيس أركان مهمة الاتحاد الاوروبي لمكافحة القرصنة مستخدما عصا تعمل بالليزر ليشير الى السلالم بين حاويات بلاستيكية ملونة براقة لحفظ المياه والوقود "يمكنك أن ترى العلامات التي تشير الى أن هذه مجموعة قراصنة... الصيادون لا يحتاجون السلالم." بحسب وكالة الانباء البريطانية.

وتقدر الولايات المتحدة أنه يوميا تشارك ما بين 30 و40 سفينة حربية في جهود مكافحة القرصنة من الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي والولايات المتحدة الى جانب قوى بدأت تلعب دورا في المحيط الهندي وهي الصين وروسيا والهند وماليزيا وكوريا الجنوبية واليابان.

وتميل المجموعة الاخيرة الى التركيز على تشكيل قوافل ترافق سفنها الوطنية بينما تقول القوات التي تقودها الدول الغربية التي تنتشر في أنحاء المنطقة انها تريد أن تحمي السفن جميعا بغض النظر عن جنسيتها.

وليس هناك قائد عام على الرغم من أن القوات البحرية تجتمع مرة كل شهر في البحرين وتنسق عملياتها عبر غرفة دردشة الكترونية.

وفي القاعدة البريطانية شمال غربي لندن التي تضم مقر قوات كل من الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي ينسق العشرات من الافراد ويرصدون حركة الشحن في جانب بعيد من العالم.

ويقوم ضابطا اتصال سفينتين تجاريتين بالاتصال بالسفن عبر البريد الالكتروني والهاتف ويوجهونها الى القوافل وأكثر المسارات سلامة.

لكن يبدو أن الحشد العسكري لا يردع عشرات الالاف من الصوماليين الذين يعتقد الضباط الغربيون انهم متورطون في نشاط القرصنة المتنامية ويعتقد أن العدد تضاعف الى ثلاثة أمثاله تقريبا عما كان عليه من عام مضي.

دور البطالة

وعلى الرغم من المخاطر التي يواجهها القراصنة والتي تتمثل في الظروف الجوية والبحار العالية واحتمال أن ترصدهم سفينة حربية أجنبية فان احتمالات الحصول على فدية بملايين الدولارات من سفن تحمل بضائع أسيوية الى أوروبا أو نفط من الشرق الاوسط أو بضائع أفريقية الى أنحاء العالم هي أيضا كبيرة جدا.

يقول هانز هيلسيث نائب رئيس هيئة أركان قوة حلف شمال الاطلسي وهو ضابط سابق في البحرية النرويجية تعقب القراصنة لمدة ثلاث سنوات "البطالة في الصومال مرتفعة للغاية وحتى بالنسبة لمن يعملون يبلغ متوسط الاجر 500 دولار فقط في العام... يمكن للقرصان أن يكسب 200 ألف دولار. من يمكن أن يقاوم هذا الاغراء؟ لن يمكنني."

يقول ضباط البحرية ان الدوريات الضخمة - التي تجوب ممر العبور المعترف به دوليا في خليج عدن حيث يأملون في استدعاء طائرة هليكوبتر الى موقع سفينة تعرضت لهجوم خلال 15 دقيقة - كانت فعالة. ولم تحتجز في الممر الذي كان يوما الهدف الرئيسي للقراصنة سوى ثلاث سفن منذ يوليو تموز من العام الماضي.

وتتخذ العديد من السفن حاليا المزيد من الخطوات لتجنب تعرضها للهجوم فتمر عبر مناطق خطيرة في الليل وتستخدم الاسلاك الشائكة لتصعب على المهاجمين اعتلاءها وتزيد عمليات المراقبة.  

وفي خليج عدن يقول الضباط انه اذا تمكنت سفينة من اطالة امد عملية استيلاء القراصنة عليها من خمس الى 15 دقيقة فان احتمال حصولها على مساعدة عسكرية في الوقت المناسب يزيد.

لكم معظم ما يزيد عن 15 سفينة ومئات البحارة الذين يحتجزهم القراصنة حاليا قبالة الصومال تم الاستيلاء عليها الى الجنوب من عدن في منطقة أوسع من المحيط الهندي حيث تفتقر القوات البحرية الى العدد اللازم لتغطية المنطقة الواسعة.

يقول الاميرال بيتر هدسون قائد القوة البحرية التابعة للاتحاد الاوروبي في الصومال "المسافة هي المسألة الحاكمة... يمكن أن تحدد طائرة دورية بحرية مجموعة قرصنة لكن الامر يستغرق مني يومين أو ثلاثة لتصل سفينة الى هناك."

ومع ذلك يقول هدسون ان سفن قوة الاتحاد الاوروبي الست وغيرها من القوات الغربية أحبطت في أبريل نيسان ومايو أيار فقط 59 مجموعة قرصنة -- عادة ما تكون "سفينة أم" صغيرة يمكن أن يبلغ طولها خمسة مترات بصحبة عدة زوارق أصغر للهجوم.

واحباط محاولات القرصنة يمكن أن تتراوح بين مهاجمة سفينة مختطفة أو القبض على القراصنة لمحاكمتهم أو تدمير زوارقهم أو ببساطة دفعهم الى القاء سلالمهم وغيرها من الادلة في عرض البحر.

من وراء القراصنة الصوماليين؟

وبالنظر لما فعله البحارة العسكريون الروس بالقراصنة الصوماليين الذي هاجموا ناقلة النفط "جامعة موسكو" لم تنشر الصحافة الصومالية مقالاً ينتقد ذلك لاسيما وأن الصوماليين يتخذون موقفا طيبا من روسيا التي لم تفعل شيئا يسيء إلى بلادهم، كما قال أحمد يوسف، أحد الصوماليين الأكثر ثراء لصحيفة "ازفستيا" الروسية.

وعندما سألته الصحيفة الروسية: لماذا تزدهر القرصنة اليوم في الصومال بالذات؟ رد قائلاً: "لا تكمن المشكلة في الصومال والصوماليين فقط، بل يقف وراء القراصنة الصوماليين أصحاب نفوذ يقيمون خارج الصومال. ولعلهم يرون لهم مصلحة في وجود السفن الحربية في خليج عدن.

وكان قراصنة صوماليون قد اختطفوا "جامعة موسكو" خلال رحلتها من البحر الأحمر إلى الصين وهي محملة بنحو 86 ألف طن من النفط، غير أن فرقاطة تابعة للبحرية الروسية نجحت في تحرير السفينة واعتقال 10 قراصنة بعد قتل أحدهم. بحسب وكالة السي ان ان.

وفي وقت لاحق عادت البحرية الروسية لإطلاق سراح القراصنة لعدم وجود هيئة دولية مناسبة للتعامل معهم، لكنها تركتهم في عرض البحر، الأمر الذي نجم عنه وفاتهم وفقاً لتقارير.وقد أرسلت دول العالم الرئيسية وحدات من قواتها البحرية إلى خليج عدن بمقدورها تأمين المنطقة إلا أنها لا تفعل هذا لأن الكثيرين من المتعاملين في البورصات العالمية يستفيدون من المشكلة الصومالية، وفقاً لوكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء.

ونفى أحمد يوسف أن تكون الدولة الصومالية أحد الذين يكسبون مما يفعله القراصنة، بل على العكس يلحق القراصنة أضرارا كبيرة ببلادهم لأن احتجازهم لسفينة تحمل السلع إلى الصومال يؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع في بلد يعاني سكانه من الفقر، لذا يعبر سكان الصومال عن نظرة سلبية إزاء القراصنة.

يشار إلى أن الكثير من الصوماليين يتمنون على البحارة العسكريين الروس أن يخلوا سبيل القراصنة بعد بتر أيديهم، عملا بالشريعة الإسلامية التي توجب قطع يد اللص، وفقاً لنوفوستي.

تطوير طرق القرصنة

من جهتها قالت وفود مشاركة في ندوة بحرية عن المحيط الهندي ان قراصنة الصومال أصبحوا أكثر جرأة وابتكارا ويشنون هجمات متصاعدة رغم الجهود الدولية المكثفة لاحباط عملياتهم. وبعد ان كانوا يحصرون نشاطهم في مناطق قريبة من ساحل الصومال يخطف القراصنة الان الزوارق التجارية الخشبية التقليدية التي يصعب رصدها التي تجوب مياه الخليج ويستخدمونها كسفينة أم ينطلقون منها لشن هجمات أبعد بمراكب شراعية صغيرة ورشيقة.

وقال نيرمال فيرما رئيس أركان القوات البحرية الهندية لرويترز على هامش الندوة "القرصنة اخذة في التوسع. لقد وصل الامر الى وجود فاعلين لا يمتون لدولة ويحتلون مساحات استراتيجية. هذا لم يحدث من قبل قط." وأضاف "في عام 2005 لم تمتد القرصنة لاكثر من أميال قبالة الصومال لكن اليوم تقع أحدث المحاولات على بعد نحو 1000 ميل." بحسب وكالة الانباء البريطانية.

وبعد ان كانت المراكب الشراعية الخشبية في الخليج تبحر تحت رحمة رياح المحيط أصبحت الان تعمل بمحرك كما أصبحت أكبر حجما لتحمل أطنانا من المؤن الغذائية بل تحمل أيضا سيارات. وتتمكن تلك المراكب الخشبية من الافلات من الرادارات وفي الوقت نفسه تتحمل الامواج العاتية.

وقالت وسائل اعلام اماراتية ان أصحاب المراكب الشراعية في دولة الامارات العربية المتحدة شكوا في مارس اذار من ان مراكبهم أصبحت مستهدفة أكثر من جانب القراصنة وأوقف البعض تجارته مع موانيء الصومال.وتحدث اعضاء الوفود المشاركة في الندوة عن تصاعد في الهجمات وذكروا ان القراصنة الصوماليين يحتجزون الان اجمالا نحو 400 بحار. وقال مكتب الملاحة الدولي الذي يتخذ من لندن مقرا له ان الهجمات وصلت عام 2009 الى رقم قياسي لم يحدث منذ ست سنوات.ومنذ اوائل عام 2009 نشرت اساطيل بحرية أجنبية سفنها في خليج عدن الذي يمر منه نحو 20 الف سفينة كل عام. ويقول ضباط بحرية ان المنطقة أصبحت أكثر أمنا بسبب استخدام القوافل ومراقبة الممرات المائية التي تستخدمها السفن.

محكمة خاصة

افتتحت كينيا محكمة خاصة لمحاكمة الاشخاص المشتبه في انهم قراصنة الذين تعتقلهم القوات البحرية الاجنبية قبالة سواحل الصومال وفي خليج عدن.

وتحملت كينيا عبء تسلم الاشخاص المشتبه بانهم قراصنة ومحاكمتهم وسجنهم بعد ان جعل القراصنة طرق الملاحة البحرية التي تربط اوروبا بأفريقيا وأسيا من اخطر الاماكن في العالم. وتجوب القوات البحرية الاجنبية المحيط الهندي للمساعدة في حماية سفن الشحن التجارية من القراصنة. وتعهدت تنزانيا وسيشل وموريشيوس بمساعدة كينيا في محاكمة القراصنة وسجنهم.وقالت كينيا في وقت سابق هذا العام انها ستوقف المحاكمات اذا لم تتوافر التكلفة والضمانات الامنية.وقال ريتشارد اونيونكا نائب وزير الخارجية الكيني في الافتتاح الرسمي للمحكمة "الحكومة بأكملها سعيدة باشتراك تنزانيا وسيشل في تحمل عبء القرصنة. لكن الامر لن يكون منصفا الا متى تحملت جميع الدول المطلة على المحيط الهندي المسؤولية عن (مكافحة) القرصنة."

وسيقوم مكتب الامم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة والاتحاد الاوروبي واستراليا وكندا بتمويل المحكمة التي سيكون مقرها في سجن لا تيوا بمدينة مومباسا المطلة على المحيط الهندي. بحسب وكالة الانباء البريطانية.

وقال رئيس وفد الاتحاد الاوروبي في كينيا اريك فان دير ليندن ان الاتحاد سيواصل دعم هذه الجهود. وأضاف "سنقدم اكثر كثيرا مما قدمنا ونشارك ايضا في تحديث المنشات والادعاء في السجن والقضايا المتعلقة بالامن."

وكثيرا ما تحجم القوات البحرية الاجنبية عن نقل المشتبه بهم الى بلدانها اما لافتقار تلك الدول الى الولاية القانونية لمحاكمتهم او لانها تخشى ان يسعى القراصنة لطلب اللجوء.وقال مفوض الشرطة الكينية ماتيو ايتيري ان القراصنة سيقضون في حالة ادانتهم عقوبتهم في السجن الذي يحتجز فيه حاليا 106 ممن يشتبه في انهم من القراصنة.مضيفا ان سفنا حربية من عدة دول اعتقلت 124 ممن يشتبه في انهم قراصنة وسلمتهم الى السلطات الكينية منذ عام 2003.

مشيرا الى انه تم "ادانت 18 حتى الان حكم على عشرة منهم بالسجن سبع سنوات وعلى ثمانية بالسجن 20 عاما. لدينا 106 من المشتبه بهم الذين ما زالوا رهن الاحتجاز في انتظار محاكمتهم والحكم عليهم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 12/آب/2010 - 1/رمضان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م